بعد التحية الطيبة..
قرأتها هذه المؤلمة واعجبتني، فهي تحكي لنا قصة تحدث في الواقع، فالسجون على اختلافها وضيقها وانتشارها، تعج بالابرياء أما الجاني الحقيقي فله رحابة الحرية والحياة!
تاملت النص مليا..
كانت المقدمة / المدخل، غير منطقية (دأب يمشي مطأطئَ الرأسِ ملاصقاً للجدار...
ثارت حولَه الشبهات)، فلا أحد يمشي كذلك، إلا اذا كان هناك سبب يستدعي هذا الانكسار أو الاذلال، ولا أعتقد بأن إنسان بهذه الحالة قد يكون هدفا لمحاكم الظلم، أما الانسان الخويف، الذي يمشي تحت ظلال الجدران فقد يكون هدفا مناسبا، وقد يثير الشكوك من حوله دون دراية منه.. فكثرة الخوف والابتعاد عن المحيط قد يجعل منك انسانا مبهما تثار حولك اسئلة كثيرة!
فلو تم الاستغناء عنها / أقصد المقدمة أو اعادة صياغتها من وجهة نظري ستفيد الحكاية بشكل أكبر وأعمق..
لنذهب للمنتصف /( في الزنزانة، لم يجد جدارًا يستند إليه)، ما نعرفه عن السجون على إختلاف أنواعها، أنك حينما تدخلها لا سمح الله، لن تجد شيئا غير الجدران المظلمة والمتسخة، والمليئة بذكريات المساجين.. وأبواب الحديد الخميلة وإن كنت محظوظا قد تجد نافذة بالكاد يدخل منها شعاع نور أو خيط شمس رفيع.. فكيف لم يستطع البطل أن يجد جدارا واحدا؟!
إن ابتعدنا مجازيا لمفهوم الجدار / السند أو الدعم، فلا أعتقد أن التوظيف هنا كان موفقا.. من وجهة نظري العوراء.
حسن، ما العمل اذا؟!
اسمحي لي أن اعيد ترتيب حكايتك، بنفس الكلمات مع حذف ما أسلفت واضافة عبارة (خيط ضوء) لتكون كالتالي :
ضحيّة
دأب يمشي ملاصقاً للجدار.. اعتقلوه.
ألبسوه سجلاً حافلاً من القضايا، كانت قدقُيّدت عندهم ضدَّ مجهول.
في الزنزانة، لم يجد خيط ضوء يستند عليه!
أما لو أني أردت أن أعيد صياغتها اعتمادا على الفكرة.. وجعلها متناسقة، منطقية..
/ ضحيّة
كان يمشي دوما مرعوبا، ملاصقاً للجدران، اعتقلوه... ألبسوه سجلاً حافلاً من القضايا، كانت قد قُيّدت ضدَّ مجهول.
ويوم خرج من الزنزالة كهلا، لم يجد جدارا واحدا يسند عليه انحناءة ظهره!
في النهاية شكرا كثيرا للاستاذة / سمر عيد لفرصة القراءة والتأمل،
فما أعلاه لا يعد غير دردشة وهلوسة مني بصوت عال مع النص.. وقد أكون مخطئا..
.
. كل الاحترام والتقدير
دام مداد ريشتك..