|
|
|
|
مكتبة أقلام قسم وليد يهتم بنقاشات الكتب وأخبار المؤلفين والأصدرات ودور النشر |
![]() |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع |
التقييم: ![]() |
انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 13 | |||
|
![]() لماذا بشارات وليست ارهاصات لم يخطر ببالي أن أعطي هذا الموضوع الأهمية البالغة حتى كانت جلسة خاصة بدأ فيها أحد الإخوان بالتكلم عن واقع الارهاصات والبشائر، وفي نقاش الموضوع كان هناك اختلاف يسير في بحث الأمر بيننا، مما حداني لإعادة النظر في واقع الأمرين، فعمدت أفكر وأفكر وأفكر حتى هداني الله للوصول لما كتبته بعد اقران البحث بواقع ما جرى في حرب الخليج الثانية ( حرب اصحاب الفيل على أرض السواد ) من مفارقات غريبة ومستهجنة ، ومن تصرفات كادت توصل أصحابها إلى الخروج من الملة، وذلك لعدم ادراك واقع كل منهمكا وللخلط الشنيع بينهم مما أوصلهم لإنزال أحاديث البشائر على وقائع ما يجري ، مما أوصلهم لدرجة العيش بأحلام اليقظه وأحلام المنام، حتى تبين لهم الواقع المرير ، الذي لو أحسنوا التفكير لتوقعوا حدوث ما حدث. كل هذا ألجئني لكتابة ما كتبت. رُهِصَ الحائط : دُعِمْ ، والإرهاص: الإثبات. الرَّهص: تأسيس البنيان بداية إنّ موضوع " الارهاصات والبشائر " لم يكن من المواضيع المطروحة للبحث والنقاش سابقاً، بل كان الأمر متروك على علاته بلا أي محاولة للتفريق بينهما، إلا أن كان يوم في لقاء خير ضم مجموعة من الاخوان، وكان الأمر موضع نقاشنا سوية، فاختلفنا على مسألة التفريق بينهما من عدمه، مما حدى بأحد الحاضرين - وكلهم أخوة أعزاء - للتضجر مما وصل اليه البحث واصفاً ذلك بأنه جدل، ومفهوم كلمة جدل هو أنه بحث لا يمكن أن يأدّي لنتائج ، ولقناعتي الأكيدة أنّ القول بأنه بحث جدلي أي بحث عقيم لا يؤدي إلى نتائج، قول غير صحيح ومرفوض مستهجن، وأني أرى فيه خِلافَ ذلك، فأرى فيه نقاشاً هادفاً لا بد منه لضمان حُسن العمل، وللحيلولة دون تأخر النصر والانتكاس، فقد تعمقت بالتفكير بالأمر بجدية الباحث الحريص، حيث توصلت لنتيجة قوامها التأكيد على إنَّ من لوازم الاعتقاد وصحة التحليل السياسي وسلامة القرار: إقران الأمَل بقاعدة ربط الأسباب بمسبباتها، والأمل إذا زاد عن حده أو كان في غير موضعه انقلب إلى ضده، فلزم أن نعود إلى دراسة وإعادة نظر في واقع الإرهاصات والبشائر، وعليه أرى من الضرورة التفريق بين الإرهاصات والبشائر، من منطلق تعريفيهما وواقع كل منهما، إذ أن الإرهاصات تعني الدعائم، والبشائر هي الأدلة وما يستأنس به. ومفهوم ذلك أن الأولى تؤثر تأثيراً مباشراً على العمل ودعمه ونجاحه، والثانية نفسية لا تؤثر تأثيراً مباشراً على العمل. وما دام الأمر كذلك فإنّ هذا يعني أن على حملة الدّعوة العمل الجاد لإيجاد الإرهاصات التي لا يتحقق حُسن العمل إلا بالعمل على إيجادها، ولا يتحقق الهدف إلا بالعمل الجاد لإيجادها. في حين أن البشائر يُستأنس بها فقط وقد تتحقق، وممكن أن لا تتحقق، وغالبها وليس جميعها ـ أي البشائر ـ أتى في ظلال أحاديث تتناول الإخبار عن علم الغيب، وأحاديث علم الغيب لم يحدد منطوقها لها زمناً محدداً. أو أتت من خلال استنتاجات سياسية قد تتغير معطياتها أو نتائجها. وكمثال على الأمر للتوضيح وإزالة أي التباس في الأمر، فوعد الله تعالى بالتمكين واستبدال خوف المسلمين بالأمن هو بشارة من الله ، وبشارة الله واجبة التحقق، وإن مجرد الشك بها مرفوض واثمه كبير لأنها تدخل في باب العقائد، أي انها ةتتعلق بتصديق جازم وليس بأمر أو عمل، وهذا هو واقع البشائر أنها محصورة في الاعتقاد والتصديق، وأنها مرتبطة بجو ايماني نفسي، من نتائج هذا الجو الايماني أن تطمئن اليه الأنفس، وأن يرتاح إليه القلب، وأن يسيطر على المسلم الأمل المفضي للتحريك وأن تدفع تلك المشاعر الانسان للتفكر بما يمليه عليه الأمل في الله من أعمال. أما الارهاصات، فتصينفها الشرعي لا يكون في باب العقيدة ، بل في باب الأفعال، وما يوجبه أمر الأفعال من قيود، فالارهاصات قد أخذت واقع دخولها في الأحكام الخمسة التي تقرر نوع ووزن العمل، فوعد الله تناول التمكين، وتناول تبديل الخوف أمناً، وتناول الاستخلاف في الأرض، وباختصار شديد فالآية استهدفت البشرى بقيام دولة الخلافة الراشدة، التي تحقق التمكين من حمل الدعوة الاسلامية للعالم أجمع، بعد أن تم الاستخلاف بقيام الدولة والحكم، مما يكون من نتنائج تحقق الأمرين سوية ولا بد : حصول الأمن والاستقرار والرفاهية للمسلمين والناس عامة. الا أن الله قد اشترط لتحقق البشرى، العمل السياسي الموصل لذلك، والذي لايكون إلا بمبدأ الاسلام، ومبدأ الاسلام هم فكرة واضحة مبلورة لا بد من تحققها ، وطريقة واضحة محددة المعالم ومرسومة من المشرع، واجب التقيد بها وعدم الخروج عليها قيد أنملة، وذلك يحتم استعمال أسايب ووسائل في أطار الطريقة ومن ضمنها لضمان سرعة وحتمية الوصول للهدف، مما يستتلزم دعمها بدعائم مناسبة تضاف للوسائل والأسليب لتسندهم وتدعمهم وتزيد من سرعة تحققهم وتأمن التغلب على المعوقات التي وضعت لتعيق الوصول، ولتشتتيت الجهود. وبالرغم من كل البشائر ـ سواء البشائر النقلية أو البشائر الحسابية ـ فإن لم تستوف الشروط المطلوبة في العاملين وعملهم وإعدادهم فلن يتحقق الهدف بالرغم من كل البشائر، والبشارات.ودليل ذلك مفهوم آية: ﴿وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يُشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون .﴾ ومفهوم المخالفة للآية أن الوعد ليس لغير الذين أمنوا وعملوا الصالحات حقيقة، فأتى وصف الجماعة الموعودة شرطاً لازماً لتحقق الوعد، فلا يكون الاستخلاف والتمكين وتبديل الخوف بالأمن إلا لمن يستحقه، والاستحقاق مشروط صراحة في سياق الآية بأنهم " يعبدونني لا يُشركون بي شيئا " ومنطوبق النص القرآني موحٍ بمفهوم، وهو أن شرط التحقق رجال عابدون، والعبادة الحقة تستوجب سلامة الاعتقاد وتنزهه، مما يوجب حسن العمل، وحسن العمل مرتبط بمفهوم آية: ﴿ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر واولئك هم المفلحون.﴾ كما أنه يجب أن تقرن دراسة الإرهاصات والبشائر بدراسة " العقبات والموانع " ونتبحر في دراستها، ونواصل إعادة النظر في عملنا وفي تركيبية تكتلنا، وفي أفكارنا المطروحة وتنقيتهم من الشوائب لاتصالهم المباشر لا بل تحكمهم في الإرهاصات والبشائر، ونحول بين المعوقات والموانع وبين تأثيرهم السلبي على العمل، وأن يُقرن البحث بالمعوقات والموانع بالبحث في الإرهاصات والبشائر، والعمل على الحيلولة بين الأولى وبين أن تؤثر على عملنا، بنفس القدر الذي نبحثه في إيجاد الإرهاصات والإستأناس بالبشائر، مما يعني ضرورة الربط الشديد والتزاوج الغير قابل لإنفصام العُرى بين الحالات تلك مجتمعة ومنفرده: نأخذ البشائر لإطمنان النفس وراحتها ولتهذيب النفسية، ونلتمس من الا رهاصات ما يدعم عملنا ويسنده، ونبحث في العقبات والموانع لنحول بينها وبين الانتكاس والتقهقر والخذلان. وتزاوج وتلاحم كهذا كان ضرورياً ولازماً حتمياً لسلامة العمل وحسن أداءه، مما يوجب التفريق بين المفاهيم لكي تكون الدقة المتناهية في صرف المنطوق لمفهموه الصحيح، والبشائ ر لم تكن محصورة فيما علم الغيب الآتي مستقبلاً ، وإن كان الغالب الأعم منها أنّ البشرى والبشارات هي اعلم بغيب لم يحصل، ومع هذا فقد استعمل العرب في لغتهم مفهوم البشارة والبشائر في عمل أتى في الحاضر، وبألفاظ الفعل الماضي، وللمثال لنأخذ قول الشاعر: ثمَّ أبشرتُ إذا رأيت شواماً وبيوتاً مبثوثة وجلالا ولما فتح صلاح الدين حلب في صفر سنة 579 هـ مدحه محي الدين بن الزكي قاضي دمشق بقصيدة جاء فيها: وفتحكم حلباً بالسيف في صفر مبشر بفتوح القدس في رجب وقد أتت البشرى في حدث حصل في القرآن الكريم من سورة يوسف : ﴿وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلَامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يعملون.﴾ وفي قوله تعالى في سورة النحل: ﴿وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ. يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ وفي الحالتين أطلق لفظ البشرى على حدث تم في زمن مضى، فحادثة الاسراء والمعراج هي في حد ذاتها بُشرى بُشر بها صلى الله عليه وسلم في وقت فقد فيه الأمل في النصرة من البشر، فأتت الحادثة لتبشره أن من أسرى بك لقادر على نصرك ولا بد متمثلة في قوله ﴿لنريه من آياتنا ﴾في سورة الاسراء: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ.﴾ وفي ذلك يقول الشيخ الشعراوي: ( ثم قال العلة ( ﴿لنرية من آياتنا ﴾) ثمّ بعد ذلك قال العلة الدامغة لكل هذا، لماذا نريه من آياتنا ؟ ( ﴿أنّه هو السميع البصير﴾) سميع لماذا؟ وبصير بماذا؟ كان من الممكن أن يقول أنّ الله على كل شئ بصير، أن الله وهاب، أن الله كذا، أمّا أن يأتي بأنه ( هو السميع البصير) فهذا ليلدك على العلة الحقيقية التي استوجبت أن يسري الله سبحانه وتعالى برسوله صلى الله عليه وسلم وقد رأى الله ما تعرض له من الجفاء ومن الاستهزاء ومن السخرية ومن الاهانة، كلّ ذلم بنرأى ومسمع من الله ، فحين رأى الله ذلك وسمع ، أراد أن يريه الآيات ، فأسرى به.) لذا فما أراه أنّ حادث ( الاسراء والمعراج ) لا يمكن أن تكون من الارهاصات ما دامت ليست من أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي أقرب ما تكون من البشائر لأنها من الله تعالى ، ولأنها أتت لتقوي الأمل بالله، والله تعالى أعلم. ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا(21) وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا (22) مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23) لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (24) وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا (25) وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا (26) وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا (27)﴾ صدق الله العظيم. |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 14 | |||
|
![]()
|
|||
![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|
|
|