الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديـات الثقافيـة > المنتدى الإسلامي > منتدى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم

منتدى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم هنا يتم استعراض بنات أفكاركم من مقالات وتحليلات أو اقتباسات وصور مختارة عن الهجمة الصليبية على خاتم الرسل

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-02-2012, 03:05 PM   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
محمد الميانى
أقلامي
 
إحصائية العضو







محمد الميانى غير متصل


افتراضي رد: واجب المسلمين المعاصرين نحو رسول الله

تم نقل الموضوع من كتاب( واجب المسلمين المعاصرين نحو رسول الله






 
رد مع اقتباس
قديم 12-02-2012, 03:08 PM   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
محمد الميانى
أقلامي
 
إحصائية العضو







محمد الميانى غير متصل


افتراضي رد: واجب المسلمين المعاصرين نحو رسول الله



حادثة الإفك

وأكبر واحد شنَّع على زوجته التقية النقية السيدة عائشة كان اسمه مسطح بن أثاثه وكان ابن خالة سيدنا أبي بكر وكان أبو بكر يكفله ويرعاه ويعطيه نفقاته وأكله ولبسه وكل متطلباته ومع ذلك كان أول من شنع على السيدة عائشة فلما سمع سيدنا أبو بكر بذلك قرر أن يقطع عنه المعونة فيقول الله لسيدنا أبي بكر في القرآن وليس لحضرة النبي وذلك لكي نعلم أننا مطالبون بذلك وليس رسول الله وحده قال{وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}فقال سيدنا رسول الله: أين أبو بكر ؟تعالَ واسمع ماذا يقول لك حضرة الله؟فقال أبو بكر:بلى يارب قد عفوت عنه وأمر أن تعود المعونة لمسطح لماذا؟هكذا علمَّهم رسول الله لأن هذا ما يظهر جمال الإسلام

وهنا تأتى لبنة أساسية لإزالة الأحقاد ومحو الإساءات وآثارها ورأب الصدع وترميم شقوق جدران العلاقات التى تحدثها الخلافات أو المناوشات والمهاترات أخوك يريد أن يعتذر إليك وهو فى حرج و خجل مما فعله وقد لا يجد عذرا يقدمه ؟ يريد من المياه أن تعود لمجاريها ولكنك قد تصدَّه أو تردَّه لسوء فعله و ضعف عذره وهنا يأتى البلسم الشافى من النبى الكافى الوافى الذى ماترك بابا من الخير إلا ودلَّنا عليه فقال لكل واحد أتاه أخوه معتذرا لو كان عذره واهيا أو حتى باطلا لأنه يريد أن تصفح عنه وتسامحه على أية حال فقال فى معنى الحديث الذى اشتهر عند الصلح(مَنْ أتَاهُ أخُوهُ مَتَنَصِّلاً فليقْبلْ ذلكَ مِنْهُ مُحِقا كَانَ أوْ مُبطلا فإنْ لمْ يفعلْ لمْ يَرِدْ على الحَوْض)

والآن فلنتصفَّح عددا من النماذج التى ضربها لنا الصحابة فى اتباع النهج القرآنى فى الردِّ على الإساءة وأعطاهم التطبيقات العملية فى هذا الأمر المرة تلو المرة فقد دخل رجل في مجلسه وأخذ يقرع الصديق بكل أنواع السباب والشتائم وهو صامت فلما استطال الرجل همَّ الصديق أن يردَّ فما كان منه إلا أن قام من المجلس وتركه فأسرع وراءه الصديق أبو بكر وقال : يا رسول الله قد سمعت ما قال . قال: نعم يا أبا بكر كانت الملائكة ترد عنك فلما هممت أن تدافع عن نفسك ذهبت الملائكة وحضرت الشياطين ولا أجلس في مجلس فيه شيطان[إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا]

سيدنا الأمام على وبقية السلف الصالح كان الناس أو الحاقدون يستفزُّونهم ليغضبوا ليخرجوهم عن طبيعتهم التى اهتدوا إليها على هدى الحبيب فلا يخرجون مشى وراءه يوما رجلٌ و هو يسبُّه و يلعنه والإمام لا يلتفت إليه ولا يردُّ عليه حتى اقترب من منازله ودياره فتوقف والتفت للرجل وقال له : ياهذا إن كان بقى عندك شىْ لم تقله فهاته لأنى اقتربت من دارى وقد يراك أحد الصبية فيؤذونك و أبوء بهذا الإثم فخجل الرجل من الإمام على و عاد أدراجه وعندها ظهر رجل كان يتبعهم عن كثب هزَّه الحلم والصفح فقال : ياأمام ما هذا الحلم؟لقد صبرت عليه فوق الطاقة والاستطاعة فأنشد الإمام علىٌ يقول

يخاطبنى السفيه بكلِّ حمق .... فآبى أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة و أزيد حلما .... . كعود زاده الإحراق طيبا

رجل من أصحابه أسلم اسمه ثمامة بن الأشرس وكان من اليمامة شمال اليمن جنوب الجزيرة العربية وقد كان قمح مكة كله يأتي منها فذهب ثمامة مرة من المرات إلى الكعبة وسمعهم يشتمون رسول الله فقال: أتشتمون رسول الله والله لن تصلكم حبة من اليمامة حتى يأمر رسول الله وقطع عنهم القمح فقالوا: يا محمد ننشدك الرحم هنا يسألون عن صلة الرحم وهم من قطعوا الرحم ولكن رسول الله كما وصفه الله{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}فأمر ثمامة أن يعطيهم القمح هذا ما أمره الله به{فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ} {أوصاني ربي بتسع أوصيكم بها أن أصل من قطعني وأن أعفو عمن ظلمني وأن أعطي من حرمني}

فهم الذين قاطعوه وحاصروه ألم يكن يستطيع أن يحاصرهم؟كان يستطيع ذلك بل إنه حتى لم يدعُ عليهم ولكنه دعا لهم وقال{اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون}ومرة أخرى{اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون}وبعد أن رأينا كل هذه الأمثلة والوقائع المروية من الأقوال المسيئة والأفعال المؤذية الشنيعة من الكفار والمشركين والمنافقين والمسيئين وصانعى الفتنة ومروجى الإشاعات وغيرهم وسمعنا وشهدنا فى مقابلها الردود القرآنية والأفعال النبوية والتوجيهات المحمدية

فإنى أقول بكل وضوح وجلاء لو أن كل من يعادي الإسلام أو يسىء إليه سنعلن عليه الحرب مباشرة من إذاً سيشعر بجمال الإسلام و يتذوق كمال الإسلام؟بل إنه سيصير الجميع أعداءاً ألداء بلا أمل فى الرجوع إلى الحق أو الاهتداء لكن ننظر فإذا كان أعلن الحرب على الإسلام لعذر وجهل بالإسلام فيجب أن نتمهل لكي نعلمه أولاً ونصبر عليه إلى أن يعرف الإسلام والمسلمين إذا كان جاهلاً بالإسلام فعلينا أن نعلمه تعاليم الإسلام وأخلاق الإسلام وأحكام الإسلام وجمال الإسلام وجمال النبي عليه أفضل الصلاة وأتم السلام لكن إذا كان يقول ذلك مع كمال علمه بالإسلام فنعلن الحرب عليه لكن أعلن الحرب على الذي يبادئني وهو يعلم قدرى وحتى فى الأمثلة الحياتية اليومية واحد لا يعلم قدري وشتمني هل أرد عليه؟فأنا مثلاً أمشي في الشارع وهناك طفل لا يعرفني وشتمني هل أقاضيه ؟أو امرأة لا تعرفني وشتمتني هل أرد عليها؟لا ..على من أرد إذاً؟على من هو مثلي ويعرفني ويشتمني عامداً متعمداً وهذا هو الأمر الذي علمه رسول الله لأصحابه الكرام وعلى هذه الشاكلة نشأ أصحابه إلى يومنا هذا وليس معنى كل ما أسلفنا ألا نغضب لنبينا بل أرجوا أن يكون غضبنا لنبينا لنصحح أحوالنا ونقتدى به في سلوكنا وأفعالنا ونبلغ رسالته بعد ذلك إلى الخلق أجمعين فإن الله وعدنا أنه سينشر هذا الدين بهؤلاء الرجال الذين هم على نهج سيد المرسلين

والآن و قد استبان لنا جليَّـا فيما سبق أن مهمَّة هذه الأمَّة هى مهمَّة الأنبياء والرسل ألا وهى دعوة الخلق إلى الحق فإنه لابد من مرحلة أساسية قبل أن يمكن لأى مسلم اليوم وفى أي يوم أن يدعو غيره ؟نأخذ هذا الأساس من خطابه لنا سبحانه و تعالى بقوله{كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ}فإن المتبصر فى هذه الآية يرى العجب العجاب في ترتيب كلام الله فنحن نعتقد ونظنُّ ونوقن أن الإيمان هو البداية وأن الأعمال تتبع الإيمان لكنَّ الله جعل الإيمان في الترتيب تاليا للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر فإذا فعلتم ذلك تؤمنون بالله فكأن من لم يأمر نفسه بالمعروف ولم ينهها عن المنكر فهو في حاجة إلى تجديد الإيمان بالله مع حضرة الله جلَّ في علاه لأن المؤمن الذي آمن إيماناً حقاً هو الذي يأمر نفسه ولا أقول يأمر غيره لأن النبي جعل الدعوة إلى الله لكم يا عباد الله على مراحل ووضح ذالك و بينَّه بيانا عمليا شافيا ونظريا وافيا وطبَّـق هذا فى جميع مراحل دعوته ومن ورائه الصحابة و التابعون حتى ورد فى الأثر المشهور{ ادعو نفسك فإن استجابت فادعو غيرك}

ومن هنا نجد أن من يدعو غيره قبل أن تستجيب نفسه لا يفيد بل ربما يسبب مشاكل جمَّة لا تنتهي مع العبيد كالذي يأكل فاكهة غضَّة لم تطب فمن يأكل العنب وهو حصرم يصاب في الحال بتعب في معدته وأمعائه ومن يأكل أي طعام قبل نضجه يصاب فوراً بتعب لأنه أكله قبل نضجه فالداعي الذي يدعوا إلى الله وكلنا قد كلفنا الله بهذه الدعوة هو الذي يأمر نفسه بالمعروف وينهى نفسه عن المنكر ثم يقوم بعد ذلك داعياً من يدعوا قال النبى راسماً للمنهاج فى أحاديث عدَّة وعلى روايات{ابدأ بنفسك}{وابدأ بمن تَعُول}{ابدأ بأمكَ وأختكَ وأخيكَ والأدنى فالأدنى ولاتنسوا الجيران}

يبدأ بنفسه ثم بأهل بيته ثم الأقرب فالأقرب فإذا وجد استجابة عليه أن يوسِّع الدائرة لأن الله سيؤيده وسيسدِّده بعونه وتوفيقه ومعونته فهذه الأمة قد كلَّفها الله بهذه المهمة للخلق أجمعين وإذا قاموا بها فإن الله ضمن لهم في الدنيا حياة طيبة وفي الآخرة سعادة دائمة

أما في الدنيا فيقول فيها الله{مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ}ولم يقل من عَلِمَ ولا من عَلَّمَ ولكن من عَمِلَ لأن أول ما يطالب به المؤمن هو العمل بما علم فكل مسألة تعلَّمْتها أنت مطالب بالعمل بها وإلا ستحاسب عند الله على تركها والتفريط في العمل بها{مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ} ماهي النتيجة؟أما في الدنيا{فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً}

وأما في الآخرة{وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}فإذا فقهنا واستوعبنا مراحل الدعوة إلى الله إبتداءاً من دعوة النفس وسلكنا دروبها مرحلة مرحلة بالعمل والإخلاص لله كما بين الشرع وأوضح المصطفى عليه الصلاة والسلام فإنه عندها قد جاء دورنا لدعوة غيرنا كيف ذلك؟إن الأمم السابقة قد أدوا دورهم وعلينا أن نؤدي دورنا لأن الله أقام هذه الأمة المحمديَّة كما أسلفنا البيان في مقام الأنبياء فهم السابقون ونحن اللاحقون وانظر معي إلى قول الله عزوجل حيث يقول عن السابقين{فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ(من الأنبياء والمرسلين)وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيداً}ويقول عن اللاحقين(وهم نحن إلى يوم الدين) {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً}

فكما أنهم كانوا شهداءاً على قومهم في عصورهم فنحن شهداء على الأمم المعاصرة لنا والنبي شهيد على أهل القبل وأهل البعد لأنه شهيد على الجميع بأمر من يقول للشيء كن فيكون إذاً علينا أن نبلَّغ دعوة الله وأن نحمل رسالته وأن نصف للعالم أجمع كمال نعوته وجميل صفاته ليس بالألسن والعبارات ولا بالشرائط والتسجيلات ولكن بالأخلاق والسلوكيات التي يراها فينا أهل هذا العالم فيرى فينا أوصاف رسول الله ويرى فينا جمال الأخلاق و الصفات التي كان عليها والتى لا يراها جاحد إلا قرب من الله فإذا أظهرنا هذه الصفات بهذا الأسلوب التطبيقى فإن العالم كله سينفتح على دين الله ويدخلون في دين الله أفواجاً

فقد كان النبى بجمال أخلاقه وكمال أوصافه كما قال الإمام علي أن من رآه بديهة أحبَّه فهكذا يكون كل مسلم مجمَّل بهذا الجمال كل من يراه ولو كان على غير دين فإنه يحبَّه لا لأوصافه الحسية لكن لأوصافه المعنوية التي تجذب القلوب إلى الكمالات الإلهية لأن الله خلق القلوب ولو كانت أشد من الحجارة قسوة تميل وتحنُّ إلى الجمال والكمال وتشتاق إلى كريم الطباع وعظيم الخصال وهذا لا يكون إلا لله ربِّ العالمين ولسيد الأولين والآخرين ثم للمؤمنين الذين هم على أوصافه والذين أحسنوا متابعته في كل وقت وحين ولذلك تجد أن من يدعوا الناس بلسانه وعنده علوم ربما تعجز عن حملها المكتبات والكتب يفرُّ منه الناس لأنه يدعوهم بلسان غليظ وبخلق جاف والناس تفرُّ من ذلك فإن الحيوانات بذاتها تأنس لمن يميل إليها ويحاول أن يروِّضها بأخلاقه الجميلة وأفعاله الكريمة


[1] الأحاديث الثلاثة بالترتيب : صحيح فى الإرواء ، مسلم و أحمد عن أبى هريرة ، الطبرانى فى الكبير عن معاذ .

يتبـــــــــــع إ ن شــــــــــاء الله








 
رد مع اقتباس
قديم 14-02-2012, 11:35 PM   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
محمد الميانى
أقلامي
 
إحصائية العضو







محمد الميانى غير متصل


افتراضي رد: واجب المسلمين المعاصرين نحو رسول الله


ابدأ بالأخلاق و الجمالات


إن الإنسان يدخل إلى قلوب الناس بجمال النعوت المحمدية والأوصاف القرآنية فيميلون إليه بالكلية فإذا مالوا إليه خضعوا لديه فكل ما يأمرهم به يستمعون إليه أما إذا بدأ الإنسان بلائحة من الأوامر - حتى القرآنية - ولائحة من الوصايا والسنن - حتى النبوية - ولا يجد الناس فيه ( أى فى الداعى ) أي خصوصية أو مزيَّة تشير إلى أنه جاء من عند خير البرية ؟ - لأنك إذا جئت من عند رسول الله فيجب أن تكون على هداه في أخلاقه مع عباد الله -

وعندها إذا لم يجد االناس فيه هذه الأخلاق فإنهم منه يفرُّون وعنه يبتعدون لأنهم يرون في فعله ما لا يجدونه في قوله ولذلك كان أصحاب رسول الله على هذه الشاكلة يحرصون على أن يتجملوا بجمال النعوت المحمدية والأوصاف القرآنية حتى كان يقول بعضهم في بعض وعن بعض : "من أراد أن ينظر إلى رسول الله فلينظر إلى فلان " لأنه صورة من رسول الله ليست صورة ظاهرية أو سطحية أو خَلْقية لكنها صورة معنوية نورانية أخلاقية جمالية إلهية على أخلاق خير البرية

فعندما يجمِّل المرء نفسه بجمال أوصاف الحبيب فإن قلبه يطيب والله يجذب إليه ولو لم ينطق كل إنسان يريده الله ويحبه الله ويريد أن يكرمه ببحبوحة الإسلام وأن يعرِّفه بدين الله وشرع الله وهذا ما دعى الصالحين إلى أن يقولوا كما قال أحد الصالحين " حال رجل في ألف رجل خير من كلام ألف رجل في رجل واحد "

وهذه دعوة الله في كل زمان ومكان لماذا نرى قبلاً وبعداً رجالاً قليلين يطلق عليهم فلان رجل صالح؟ وتجد هذا الرجل بمفرده يهتدي إليه ألوف وربما يكون صامتا ولا ينطق وربما يكون أمياً في القراءة والكتابة لكنه تجمل بأوصاف النبي في نفسه فيَشُدُ الخلق إليه وتنجذب النفوس إليه وترتاح القلوب إليه فيجمع الخلق على الله

وهذا سرُّ جذب الصالحين للخلق أجمعين ولذلك نجد بعض علماء الدنيا قد ينفرون من ذلك بل ويحسدونهم على هذه المنزلة يظنُّون أن الأمر أمر فصاحة وأمر بلاغة وأمر كتب ومكتبات وعلوم ظاهرات ويقولون لماذا فلان هذا يلتف الناس حوله وأنا معي الدكتوراه ولا يلتفون حولي؟

إنه جاهل للسرِّ إن السرَّ في أوصاف الحبيب أخلاق كريمة وأوصاف عظيمة ولأن النبى يدعو الناس إلى الله طالباً رضاه لا يبغى من وراء ذلك مكاسبا دنيويَّـة ولا همماً دنيَّـة ولا أشياءاً سفليَّـة وإنما قال كما قال الله في شأنه في الآيات القرآنية{قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ} {إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ}

فهم يقولون كما قال الله في وصف خير داع بعد حضرة النبي إلى الله{إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً }لا يرجون من الخلق لا دنيا ولا شكراً ولا جمالاً ولا إكراماً ولا ثناءً ولا سمعة ولا شهرة إنما يرجون أن يقبل الخلق على الحق ويتركونهم مع الحق ويذهبون لغيرهم من الخلق يسوقون الخلق إلى الحق والحق بعد ذلك يتولى هؤلاء الخلق لأنه عزَّ سلطانه وعظم شانه هو الذي يتولى جميع القلوب بعنايته ورعايته وهذا هو الأساس الأول في جذب الخلق إلى الله

فإذا تحلَّى أي رجل من هذه الأمة بجمال الإخلاص فإن الله يجعله من عباده الخواص ويسوق إليه الناس فلا يذهب هو اليهم ولكن الله هو الذي يسوقهم إليه لما في قلبه من إخلاص وليس لما في لسانه من طلاوة لسان وحلاوة كلام وما شابه ذلك مما يفعل الدعاة هنا وهناك

فهؤلاء المخلصون هم الذين يدعون إلى الله على بصيرة والذين يقول فيهم كما كلَّفهم الله{قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي}

الواجب نحو أهل أوربا و أمريكا اليوم؟


إن أول واجب علينا اليوم نحوهم هو أن نعرِّفهم جميعاً وبلغاتهم وفي كل مكان من أرجاء المعمورة نعرِّفهم برسولنا وبديننا من خلال حملة إعلامية واسعة عن هذا النبي وأخلاقه وتشريعاته ودينه وكتابه وكمالاته وليس الشأن شأن الحملة الإعلامية نفسها فإنما هى وسيلة و ليست غاية ولكنا مطالبون معها أن نكون صورة على قدرنا لأخلاق حضرة النبي وهذا هو الإعلان الأول فالعالم لا يريد منا غير ذلك حقيقة لا يريد كلاما ؟ ولكن قدوة طيبة لو رأوها سيدخلون في دين الله أفواجاً

ولذا فهذه الحملة لابد أن يقوم بها رجال ذوى أخلاق عالية فهب أنا أرسلنا إلى كل رجل من أهل أمريكا أو أوروبا خمسة مصاحف بلغاتهم ماذا يصنع بها؟لكننا لو أرسلنا إلى كل مدينة رجلاً متخلقاً بأخلاق القرآن فإنه سيشد القلوب ويجذبها إلى حضرة الرحمن لأن طبيعة الإنسان تميل إلى المشاكلة - والمشاكلة تدعو إلى المجانسة والمجانسة تدعو إلى المؤانسة فيأتنس الإنسان به وينجذب إلى صفاته ويريد أن يجالسه ليستفيد منه أو يستفيد به فيكون ذلك سبب في إقباله على ربه عزوجل

لإن هذا هو منهج رسول الله فإن الذى فتح المدينة هو مصعب بن عمير فتحها بماذا؟ هل بشرائط الكاسيت التي كانت معه؟أو بالصحف والمجلات التي كان يصدرها أو بالكتب التي كان ينشرها ؟لا بهذا ولا بذاك ولكن بأخلاقه وأفعاله وأحواله التي اقتدى فيها برسول الله وهكذا قس على ذلك كل الدعاة الذين نشروا الإسلام في كل أرجاء هذه البسيطة هذه وهي نفس المهمة التي قام بها أجدادنا وآباؤنا وفتحوا بها قلوب شتَّى الخلق من آسيا إلى أفريقيا إلى أوروبا إلى أمريكا فنحن لا نفتح المدن ولا القرى ولا البلاد بالسيوف والسلاح وإنما نفتح القلوب إلى دين الله وإلى كتاب الله

وفتح القلوب لا يكون إلا بأخلاق تخلو من العيوب وبشمائل الحبيب المحبوب وهذا بالفعل ما يحرص عليه إخواننا المسلمون الأوربيون ويطلبونه ولكنهم إذا جاءوا إلينا هنا لا يجدوا مثل هذه الأحوال فنحن نتسمى بمحمد وعبدالوهاب وعبد الرزاق وعبد الغفار لكن سلوكياتنا تخالف ذلك كله فكيف نكون قدوة أوعونا لهم .

فيا أمة القرآن: هلمُّوا بنا إلى مائدة النبي العدنان مائدة الأخلاق المحمدية والصفات القرآنية والأنوار الإيمانية وعندها يرى الناس فينا هذه المعاني وهذه الكمالات وهذه الفضائل فيدخلون في دين الله أفواجا قال الله تعالى{وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ}لماذا ؟{تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ}

والرهبة ليست بقوة السلاح ولكن بقوة الإيمان وبطاعة حضرة الرحمن وبمتابعة النبي العدنان والمثل على ذلك من كانوا مع حضرة النبي عندما اجتاحوا العالم كله هل كان معهم سلاح ذري؟كانوا لا يملكون إلا السيوف العادية أما الفرس والروم كانوا يملكون سيوفاً حديثة ولها مقابض من فضة ومقابض من ذهب

وعندما خاض خالد بن الوليد أكثر من مائة معركة حربية ولم يهزم في معركة حربية قط جمع قائد الروم أعوانه وقادة جيشه وقال أريد أن أرى السيف الذي يقاتل به خالد وقد هيئ له أن خالد نزل له سيف من السماء يقاتل به ولذلك ينتصر في كل المعارك وشاءت إرادة الله أن تدور معركة اليرموك وكان الروم فيها ستمائة ألف والمسلمون ستون ألفا ولأن الروم كانوا خائفين من المسلمين ماذا يفعلون؟ربطوا بعضهم بالسلاسل كل ستة منهم بسلسلة فلو فرَّ أحدهم جرَّه الباقون وجعلوا ورائهم خوازيق من حديد مثبتة فى الأرض تقتل الفارين وشاءت إرادة الله أن ينهزموا ويقع تدبيرهم فى نحورهم فكلما قُتِلَ منهم واحدٌ وقع على الأرض فأوقع الستة بالسلاسل معه ولما أرادوا الإنسحاب قتلتهم الخوازيق ووقع قائدهم أسيرا للمسلمين فأحضروه لخيمة خالد وكانت مقولته عن سيف خالد قد وصلت خالداً فقال له خالد :هذا سيفي الشأن ليس شأن السيف ولكنه شأن من يمسكه المهم هو من يمسك السيف وما هي درجة إيمانه

وسلاح الرعب هذا تأكد وجوده في الزمن الحديث فما حدث مع الروم فى اليرموك حدث في معركة 1973م مع اليهود إذ ربطوا الطيارين في كراسي الطائرات حتى لا ينزلوا بالباراشوت فإما أن يصيب الهدف أو يضيع هو مع الطائرة وذلك لأن معظمهم كان ينزل بالباراشوت ويترك الطائرة من شدة الرعب وهذا النصر المرتقب والسلاح الذى لايقهر هو الوضع الذي وعدَ الله به في كتابه العزيز

إذ من سيُخرج اليهود ويقضي عليهم ؟{فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا}ماهي صفاتهم؟{أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ}أليس هذا كلام الله ؟ فلن يخافوا من القنابل الذرية ولا الصواريخ التي عند أعدائهم لأن من معهم هو الله وهو النصير وعندما يأتي هؤلاء العباد أعلن وبشِّر المسلمين بالنصر في كل أرض وفي كل واد

والحمد لله فإن ما حدث أراه مكرمة عظيمة من الله إلينا لماذا ؟لأنها نبَّهت الغافلين من المسلمين وأيقظت حبَّ النبي الذي كان دفين لأن حبَّ الدنيا عند الناس طغى على حبِّ النبي وعلى حبِّ القرآن وابحث وفتش عن كل المشاكل والمشاغل التي شغلتنا وشغلت كل المسلمين في هذا الزمان وهي سر تأخرنا وخلافاتنا وسر عراكنا سببها كلها حبُّ الدنيا

فإن كل القضايا التي تنظرها المحاكم سببها حبُّ الدنيا ولو نزع حبُّ الدنيا هل ستعمل أي محكمة بعد ذلك ؟لن تعمل لأن في هذه الحالة الناس تعمل لله ولكن المسلمين اشتغلوا بحبِّ الدنيا الزائد وظنوا أن التقدم والرقي فى اتباع الكافرين في هذا الشأن- سبحان الله - فيا ليتنا نتبعهم في العمل أو استثمار الوقت أو الجهد والأموال ولكننا نتبعهم في ما لا يفيد وما حدث قد نبَّه الغفوة الموجودة في الأفئدة نحو الحبيب لأن كل واحد من المؤمنين يجب أن يكون حبٌّ النبي أعلى شيء في قلبه وإذا تحقق هذا فإن الله يبلِّغه كل ما يريد في دنياه ويجعله من أهل السعادة العظمى إن شاء الله في أخراه

وفى الختام بشرى بقرب الفتح و النصر أسوقها من التاريخ فإن كتّاب تاريخنا المعاصر والأوسط قد رأوا أنه لما احتل الصليبيون بلاد الشام وصنعوا القلاع والحصون فلما أتت جيوش الفتح الإسلامى لإستعادتها وكانت البلدة تستعصي عليهم شهوراً لقوة التحصينات فإذا أوشك أهل البلدة على اليأس من فتحها سبَّ أهلها حضرة النبي فيأتي الفتح بعد يوم أو يومين حتى أنهم من كثرة تكرار ذلك علموه و تناقلوه فإذا أخذ القوم في سبِّ حضرة النبي علم الصليبيون أن ذلك إيذانا باندحارهم وبمجىء الفتح الإلهي و النصر الرباني للمسلمين لأن الله ينتصر لحبيبه و مصطفاه في كل وادي و في كل موقع و كل حين فابشروا بقرب الفتح و النصر إن شاء الله {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ }


وصلى الله على سيدنا محمد من نصر بالرعب مسيرة شهر وآله وصحبه وسلم






 
رد مع اقتباس
قديم 16-02-2012, 12:51 PM   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
سلمى رشيد
نائب المدير العام
 
الصورة الرمزية سلمى رشيد
 

 

 
إحصائية العضو







سلمى رشيد غير متصل


افتراضي رد: واجب المسلمين المعاصرين نحو رسول الله

تأليف القلوب

أخي الكريم محمد
حقا من المواضيع القيمة والتي نحتاج أن نقرأها لنتعلم كيف كان أسلوب الحبيب صلى الله عليه وسبم في تأليف القلوب وجمعها على خدمة هذا الدين العظيم ..
مطالعة صباحية رائعة
بارك الله بك







التوقيع

رَبِّ اغْفِرْ لِيَّ وَلِوَالِدَيَّ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِيْ صَغِيْرَا
 
رد مع اقتباس
قديم 19-02-2012, 02:42 AM   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
محمد الميانى
أقلامي
 
إحصائية العضو







محمد الميانى غير متصل


افتراضي رد: واجب المسلمين المعاصرين نحو رسول الله




شكراً أختي سلمى رشيد علي مرورك العطر

وجزاكى الله خيراً






 
رد مع اقتباس
قديم 23-01-2013, 02:10 PM   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
هدى حسني
أقلامي
 
إحصائية العضو







هدى حسني غير متصل


افتراضي رد: واجب المسلمين المعاصرين نحو رسول الله

مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين







 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
علامات حب الله عز وجل للعبد انور ابو البصل المنتدى الإسلامي 3 16-10-2011 03:04 PM
أكثر من مائتي ((200)) حديث ضعيف 00 وبدائلها الصحيحة نجلاء حمد المنتدى الإسلامي 6 06-03-2008 04:05 AM
الاحاديث والادعية المكذوبة علي خير البرية) ^^^ شيماء عبد المنعم المنتدى الإسلامي 5 07-03-2007 07:41 AM
العشرة المبشرون بالجنه نجلاء حمد المنتدى الإسلامي 0 20-09-2006 07:51 AM
بيتٌ .. وبيت!! ياسر أبو هدى منتدى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم 2 28-06-2006 10:52 PM

الساعة الآن 01:31 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط