الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديات الحوارية العامة > منتدى الحوار الفكري العام

منتدى الحوار الفكري العام الثقافة ديوان الأقلاميين..فلنتحاور هنا حول المعرفة..ولنفد المنتدى بكل ما هو جديد ومنوع.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-02-2010, 06:21 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
حيدر محمود حيدر
أقلامي
 
إحصائية العضو







حيدر محمود حيدر غير متصل


افتراضي المتقاعدون ...وصفحات شاحبة ومطويّة... من معاناتهم المريرة..

المتقاعدون ..وصفحات شاحبة ومطويّة من معاناتهم المريرة..
كثيراً ما راودتني فكرة الكتابة عن هموم المتقاعدين ومعاناتهم المعيشية القاسية،ولكن كان يمنعني من تحقيق رغبتي هذه، هوتعاطفي القوي معهم،كوني واحداً من هذه الفئة التي أدت واجبها ورسالتها،نحو الوطن والمواطنين على أكمل وجه،وأرادت أن تستريح استراحة المجاهد بعد خوض معركة الحياة الجادة،والتي خرج منها المتقاعد، وقد تحلّى بعقل راجح،واكتسب خبرة ثمينة،وأصبح من حقّه أن يستريح،على رأي شاعرنا الكبير معروف الرصافي،الذي قال في المتقاعد:

عقل وتجرِبة وجِدّ زائد == هذي صفات حازها المتقاعد


جعلوا التقاعد للجنود كرامة == كي يستريح من الجهاد مجاهد

وفي هذه الحالة يكون شعوري،شعور المتعاطف معهم،وسوف تلعب لغة العاطفة دوراً في انطباعي وكتابتي عنهم ومن أجلهم،أكثر من لغة العقل،وفي هذه الحالة يكون حديثي نوع من قضاء الفراغ أو التسلية،ولا أريد لمحاور هذا الحديث أن تنساق وراء عاطفة،تكون كالزبد الذي يطفو على سطح الماء،أو إشغال نفسي عن البطالة التي حلّت في دياري بعد تقاعدي ،فليس التقاعد للناس أمر فاسد،ولكنّ جلوس المتقاعد دون عمل هادف،ودون إكماله لرسالته، هي الأمر الفاسد:
كما يقول شاعرنا معروف الرصافي:

ليس التقاعد للرجال بَطالة == أن البطالة للرجال مفاسد


لكنه عمل جديد نافع == عمّا تقوم به الحكومة حائد

ودائماً عمل المتقاعد ،كما الرياضية البدنية عند الرياضي،هو الذي ينشط عنده دورة الحياة ويجددها،أما الرقود والكسل ففيهما الإسراع من بلوغه حافة الهاوية:

بالسعي تزدهر الحياة وإنما == لون الحياة بغير سَعيٍ كامد


أنّ الحياة ليقظة فعّالة == فالراقد الكسلان فيها بائد

إذاً على المتقاعد أن يعمل،ويعمل بجد ونشاط،وأن لايقف عند نهاية السباق ويقول:ها أنا فزت في سباق الحياة، ونلت ما أبتغيه منها،وعلى غيري أن يكمل ما بدأته من دأب ونشاط،فليست هكذا تعمّر البلاد،فيا أخوننا المتقاعدين،كما كان لكم جهاد في غمار معركة الحياة،فعليكم أن تكملوا رسالتكم،بما تستطيعون فعله في أيام السلم،وعلى المقاتل منكم أن لايستسلم لليأس والقنوط بعد أن سلّم راية الجهاد إلى غيره،فسواعدكم مازالت قوية،وإرادتكم في صنع الحياة هي الحياة بنفسها،يقول الرصافي:

في الحرب طاب لكم جلاد فلْتَطِب == في السلم أعمال لكم ومقاصد


تركَتْ أكُفّكم السيوف وعندها == منكم أشدّ من السيوف سواعد


كل الحياة معارك لكنّما == فيها سلاح المرء جُهد جاهد

فيا أيها المتقاعدون :إنّ تكتلكم وتعاونكم في وجه صروف الدهر ونوائبه مطلوب،وكلّ ما سمعت عن نجاح عمل جمعية من جمعيات المتقاعدين في تأدية رسالتها،كلما انشرح صدري ،وابتهج قلبي ،ودوماً اليد الواحدة لاتصفق،والتعاون المثمر في التغلب على متاعب الحياة، مطلوب من جميع فئات المجتمع،وفي مقدمهم فئة المتقاعدين،فالمحبة والتضافر والحرص على تحقيق شؤون المتقاعد هي الشعار الأول،الذي يجب أن يحكم العلاقة بين المتقاعد وأخيه المتقاعد،وبين المتقاعد والجمعية التي ترعى مصالحه،وتلاحق شؤون حياته،فعندما أسمع بأنّ إحدى الجمعيات وقفت موقفاً حازماً من جهة حكومية معينة،أمرت بزج أحد المتقاعدين في السجن دون وجه حق،ودون جرم يذكر،ودون الرجوع إلى جمعيته في معالجة القضية التي من أجلها،أدخل ذلك المتقاعد السجن،فإنني أثمن هذا الموقف الشجاع ،وأشدّ على أيدي من ساندوا زميلهم في أوقات الشدة،وهكذا يجب أن يكون مجتمع المتقاعدين ،متضافراً متعاوناً،ليستطيع أن يحمي،كلّ المحاربين الذين ألقوا بأسلحتهم بعد أن خاضوا غمار معركة الحياة القتالية،وجهاً لوجه،وجلسوا يكملون معركتها السلمية،وشعارهم المحبة والتعاون والحرص على مصلحة الوطن والمواطن من خلال المحافظة على كرامة المتقاعد وإنسانيته،يقول الرصافي:

يا أيها المتقاعدون ألا اتّقوا == نقداً يصول به عليكم ناقد


علمت تجاربكم وأيقن رأيُكم == أن الحياة تعاوُنٌ وتعاضد


فاستمسكوا بعُرا المودة بينكم == كي لا يكون تباغُض وتحاسُد


في الحرب طاب لكم جلاد فلْتَطِب == في السلم أعمال لكم ومقاصد

وعندما أسمع ببعض القصص عن معاناة المتقاعدين،في تزاحمهم وتدافعهم في هذه الأيام، لحصولهم على الدعم المخصص لمادة المازوت،وانتظارهم لأوقات طويلة وقاسية حتى يحين دورهم،إن كان هناك من دور منظم.!!
أو معاناتهم المريرة عند استلامهم لراتبهم التقاعدي في نهاية كلّ شهر من المؤسسات والدوائر الخدمية،وكيف أنّ بعضهم ممن عجز وخارت قواه،يزحف على الأدراج زحفاً ليبلغ الدور الثاني، الذي يضم مكاتب الدائرة الخدمية التي يقبض منها راتبه الضئيل،وسط حشود زملائه،فلا يبلغ هدفه إلا بعد أن يرى نجوم السماء الزرق بعينيه،عندها أقول :أين هي جمعيات المتقاعدين،وأين منظمات حقوقهم، وراعية مواطنيتهم،ولماذا لاينظم دور لهؤلاء كما فعل مصرف التسليف الشعبي لتفادي ازدحام المتقاعدين عن استلامهم لرواتبهم،ولماذا لايراعى الوضع الصحي عند بعض العاجزين والمرضى من إخواننا المتقاعدين،فينزل إليهم المحاسب الشاب،ويقبضهم رواتبهم بدلاً من أن يزحفوا ويتسلقوا الأدراج ليصلوا إلى هامته الموقرة،وليتذكر جنابه،وجناب مدير دائرته، أنهم في يوم من الأيام سوف يصبحون متقاعدين، وربما يقفون الموقف ذاته،ويعانون من ألم العجز والضعف ما يجعلهم ،لايستطيعون فيه قبض راتبهم إلا وهم محمولون حملاً على الأعناق(لاسمح الله).
وهنا أريد أن أقول :إننا لانريد لأحد الضرر والأذية،ولكنّنا دائماً ندعوهم إلى عمل الفعل الحميد الذي دعا إليه شاعرنا الرصافي بقوله:

فأْتُوا من الأعمال ما هو صالح == للناس فيه مصالح وفوائد


وتتبعوا سبل الحياة ولا يكُن == منكم إلى غير المكارم قاصد

وهذا القول في الأساس موجّه إلى إخواننا المتقاعدين،ولكننا بدورنا نوجهه إلى أخوتنا في المعاناة الحياتية المرة، الذين ما زالوا على رأس عملهم،عملاً بقوله تعالى{فذكر إن نفعت الذكرى..}
وأنتم يازملاءناالمحترمين ،في جمعيات المتقاعدين،عليكم برعاية إخوانكم المسنين،والسهر على رعايتهم، وخاصة العجز منهم والمرضى،عن طريق دراسة كلّ حالاتهم،وإيجاد الحلول لمشكلاتهم، ولتجاوز متاعبهم ومعاناتهم،وزيارة المرضى منهم في بيوتهم وتقديم المساعدات العينية والمادية،لمن راتبه لايكفيه ثمناً للدواء الذي لاتخلو صيدلية منزل المتقاعد من أنواعه المتعددة،من أدوية لأوصابه وعلله المتنوعة، من سكر وضغط وقلب وبروستات وعيون،كفى الله الجميع شرّ المرض وتكاليفه الباهظة عند المتقاعدين،بعد أن تركت عصا الدهر الغليظة آثارها الدامية على أجسادهم وفي مآقيهم ،عافاهم الله جميعاً وأعانهم على إكمال مشوار الحياة في دروبها اليسيرة والعسيرة.
ولنقف أيها الزملاء بجانبهم، ونساندهم بالعمل لا بالكلام ،في ردم الهوة بينهم وبين غدر الزمان.ولا يكفي أيها الزملاء أعضاء جمعيات المتقاعدين،أن نشارك غداً في وداعهم(وما أكثر ما نودع من أصدقاء كلّ يوم) بإرسال باقة ورد، توضع على جثمانهم،أو في خيمة العزاء،تعبيراً منّا ،عن وفائنا، نحو من رحلوا من دار الفناء إلى دار البقاء،مع دعائي بعمر مديد وطويل للجميع،وأن لايصيبهم مكروه،وأتمنّى من كلّ مشاعري الذي يتملكها، ويسيطر عليها شعور متقاعد،يحزن ويتألم ألماً شديداً عندما يسمع بقصص معاناة إخوته وزملائه ممن لايستطيعون أن يوصلوا مطالبهم وشكاويهم إلى غير الخالق عزّ وجلّ،وأتأسى وأتألم أكثر عندما أسمع أنّ من يسبّب لهم هذه المعاناة هم من سوف يصبحون في القريب العاجل من طبقتهم،ويزيد ألمي وتتضاعف أشجاني عندما لايقوم إخوتنا المسئولين في جمعيات المتقاعدين،بواجبهم على أكمل وجه،طبعاً مع احترامي وتقديري لكلّ جهودهم في هذا المضمار،والتي برأيي تبقى غير مكتملة ،مادام هناك من يشكو مرارة من زملائهم المتقاعدين الأكارم.
وأخيراً لعلني في هذه العجالة،من البحث والكتابة عن معاناة زملائي المتقاعدين،قد حكمت عقلي ،لا عاطفتي ،ولعلّ كلماتي ووصفي لبعض الحالات الإنسانية من أوصابهم،قد تصل إلى مسمع كلّ من وضع في أذنيه سدادة،وتلامس مشاعرهم الرقيقة معاناة إخوتنا وزملائنا المتقاعدين.
وأخيراً أقول لزملائنا:عليكم بالجهاد والصبر والذود عن حياضكم وكرامتكم التي هي من كرامة هذا الوطن ،الذي أفنيتم عمركم في خدمته،وهذا واجب وطني مقدس،وعلى الجميع أن يشعر نحوكم بالفخر والاعتزاز،وأن يردّ صنيعكم بمعروف .
إخوتي المتاقعدين إذا كان لابد من الموت،فلنمت ونحن واقفون صامدون في وجه الحياة،لا أن نموت كما يقولون ويعبرون عنّا بقولهم:مت..قاعداً.
وانظر معي في معاني قول الشاعر ابراهيم الخضرمي من حضر موت بعمان:

ذريني فإن الموت في حومة الوغى == كريم ولا كالموت فوق الوسائد

ولا تظنّن أخي المتقاعد أنّ السكوت على الضيم فضيلة،بل الفضيلة هي في العمل من رفع غطاء الحماية عمن يسببون لك ولإخوتك المتقاعدين المعاناة،حتى أصبحت من تراكمها وكثرتها صفحات شاحبة ومطوية من معاناة قاسية ومريرة،وتذكر معي حكمة الإمام علي بن أبي طالب (كرّم الله وجهه)في قوله:

لا دار لِلمَرءِ بَعدَ المَوت يَسكُنُها == إِلّا الَّتي كانَ قَبل المَوتِ يَبنيها

وأخيراً يا زملاءنا المتقاعدين دعوني أذكركم قبل وداعي لكم ،وقرّاء هذا المنتدى بقول الرصافي:

وتتبعوا سبل الحياة ولا يكُن == منكم إلى غير المكارم قاصد


بالسعي تزدهر الحياة وإنما == لون الحياة بغير سَعيٍ كامد


أنّ الحياة ليقظة فعّالة == فالراقد الكسلان فيها بائد

المتقاعد الداعي لكم بطول العمر،وبزوال كلّ معاناتكم المريرة، قريباً إن شاء الله.
الصديق:حيدر حيدر
سلمية في 26/12/2009






 
رد مع اقتباس
قديم 19-02-2010, 02:29 AM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
سلمى رشيد
نائب المدير العام
 
الصورة الرمزية سلمى رشيد
 

 

 
إحصائية العضو







سلمى رشيد غير متصل


افتراضي رد: المتقاعدون ...وصفحات شاحبة ومطويّة... من معاناتهم المريرة..

موضوع جميل أستاذ حيدر
موضوع حيوي وحساس يهم فئة وشريحة واسعة من مجتمعاتنا
التقاعد مرحلة عطاء جديدة وتجدد ،، لنقل هي مرحلة تقييم لما مضى من العمر ورحلة العطاء بمزيد من التأني
شخصيا أنظر إليها نظرة إيجابية واؤيد فكرة خلق مداخل جيدة للحياة وقد تكون الكتابة واحدة منها
أهلا بك معنا وبأفكارك التي تطرحها هنا
كل التقدير لأستاذنا الكريم







 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 02:24 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط