الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديـات الثقافيـة > منتدى نصرة فلسطين والقدس وقضايا أمتنا العربية

منتدى نصرة فلسطين والقدس وقضايا أمتنا العربية منتدى مخصص لطرح المواضيع المتنوعة عن كل ما يتعلق بالقدس الشريف والقضية الفلسطينية وقضايا الأمة العربية .

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-10-2024, 04:57 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
زياد هواش
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو







زياد هواش متصل الآن


افتراضي غزة تشتاق ملامحها/ شجاع الصفدي

غزة تشتاق ملامحها/ شجاع الصفدي

من السهل أن تتحدث عن الحياة في أي مدينة، تسترسل في وصفها ، ذكر عاداتها اليومية، شوارعها، لهفتها ، سرعة الوقت فيها، للمدن سمات يصعب أن تتشابه، المدن جميلة بذاتها كالنساء، تبدو كل منها متشبثة بأن تظهر في أبهى صورها مهما ترك الزمن آثاره على ملامحها .
ما أسهل أن تصف الحياة في المدن ، ما أصعب أن تسجن الموت في صفحات .
هذا ما يجعل غزة عصيةً على الوصف، فالموت زائرها المزمن، الذي يأبى أن يُسجَن ،أو تحتويه سطور .
حرا يجول في جنبات المدينة التي لم تعد تعرف ملامحها ، كم مرة غيرت غزة ملامحها كل حرب،وعادت لتتزين من جديد ، وكلما كتبنا عن موتها، أصرّت أن تظهر زينتها مهما بلغ شحوب وجهها .
في غزة يصنع الموت أكثر الأحداث تراجيدية وإثارة، تتحول المدينة إلى شاشة سينما عملاقة يشاهدها العالم، تعلو الصرخات مضطربة ما بين الاستهجان والاستحسان، يغنّي الجمهور على ليلاه، بينما غزة على جروحها تبكي .
في غزة قد تفصلك ثلاثون ثانية عن الموت، شيء ما جعلك تنتقل من مكانك لتجلب شيئا ، بينما يؤدي الموت حصاده الغريب!.
ليس مطلوبا أن تكون جنديا لتموت في الحرب، هذه من سمات غزة كمدينة، ليس من الضروري أن تحمل سلاحا ، فقد تخرج لتحضر طعاما فحسب،هذا يكفي ليقرر قطار الموت اصطحابك ، قد تركض امرأةٌ لتشتري حليب الأطفال ،وعندما تعود لا تجد أطفالها ،ولا تجد الخيمة التي كانت تأويهم، تحولوا إلى أشلاء تناثرت ، أما الحليب يظل ينتظر وسيلة نقل للحاق بهم .
هل أحدثكم أكثر عن غزة؟ ، عن سمات المدينة؟
الحياة والموت في غزة مثل لعبة الروليت الروسية، يبدو المشهد هزليا أكثر مما يجب، لكن الإثارة حاضرة.
رجل دموي بملامح قاسية يحمل مسدسا يلف عجلته عدة مرات، ويضع المسدس في رأسك،ويتلذذ ببطء نافثا دخانه في وجهك، يضغط الزناد، نجوت ، أو قل متّ مِرارا ، وهكذا فرصك أمام الحياة معدودة،قد تنجو فقط إلى أن ينشغل القاتل بسيجارته، أو يذخر المسدس مجددا .
أرأيتم ما أسهل الكتابة عن الحياة في مدن العالم ،وما أصعب أن تسجن الموت الطليق في طرقات مدينتنا؟.
للمدن حياة وسمات، للمدن ملامح،
أما غزة الجميلة تشتاق ملامحها.

شجاع الصفدي
#نصوص_من_غزة






التوقيع

__ لا ترضخ لوطأة الجمهور، مسلما كنت، نصرانيا أو موسويا، أو يقبلوك كما أنت أو يفقدوك. __

 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 04:27 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط