اللي بنى مصر كان في الأصل علماني

[هشام النجار]

بقلم/ هشام النجار
كأننا في أجازة قصيرة من المعتقلات والسجون.. وفاصل ونواصل ومجلس نوابنا قال للجنرال شفيق قائد الحملة الفُلية على مصر: "يا جنرال لا تباشر حقوقك السياسية ، فأصر ورأسه وألف سيف محكمة دستورية عليا".
هناك مقاطعون ومبطلون كثيرون.. فمن أين سيأتي الخير ومريضنا ممتنع عن تناول الدواء فطعمه مُر.. ولا يستسيغه ويفضل الانتحار.
حار الحائرون بين مُرسى وشفيق!! ما تلك الحيرة القاتلة؟!!
ألم يقل الشاعر الثوري:

وإذا قطعت الرأس من حياته لا تنس أذناباً بكل بلادي

وشفيق رجل جرئ مستغل جداً.. لكنها جرأة فيها رعونة وحمق.. فسلفه أمامه عبرة وموعظة للعالمين.. نجاه الله من الإعدام وألقى جثته في طره في معرض التاريخ والعبر.. لكن لا أحد يتعظ ولا أحد يفيق من شهوة الحكم والسلطة.
وهل رأيتم ملايين شفيق وهؤلاء المتيمون به؟!!
وقد تواتر عن الحكماء قولهم :
"الملك يبقى على الكفر.. ولا يبقى على الظلم ؟!"
لا فائدة.. هناك قطيع يعشقون الظلم ومتيمون بالظالمين شعارهم : "هنمشي بجوار الحيط "!!
لسان حالهم ما قاله الشاعر العبيط :
يا ليت جور بني "سوزان" دام يا ليت عدل بني "الإخوان" في النار!!
عبد الحليم قنديل النابه الذكي الجريء – بحق وحقيق - راجل جدع وواضح وصريح طول عمره.. جاب م الآخر مع مبارك.
وجابها م الآخر معانا على صفحته على الفيسبوك وهو ينقل ذلك الحديث المخيف الذي دار بينه وبين وكيل المخابرات العامة الذي بشره بالخلاص من الإخوان قريبا ً بمجرد انتخاب الفريق رئيساً!
جنرال المخابرات قال لقنديل كلاماً جعله في حالة يقين من انتصار شفيق.. فقد تخلوا عن حذرهم وبدأ اللعب على المكشوف!.
ولما سأله قنديل عن الهجوم الضاري على الإخوان ومرسى قال الجنرال مقهقهاً:
"دا شغلنا إحنا بقى.. عشان تعرفوا إن المخابرات ما بتلعبش في البلد دى.. يا عم المعارض" !
شفيق لأنه سيعيد الأمن !!
قلت:ثرنا من أجل رئيس يخاف من الشعب ويعمل لكلمته ألف حساب ويخشى المساءلة والعقاب.. فجاء رئيس يخيفنا وليل كموج البحر الأسود والميت.. ومصر تناضل للخروج من عنق الزجاجة.. فإذا بالزجاجة تقع في يد أحد البلطجية المأجورين لنشر الخوف.. فيستسهل ويملأها بنزين ويشعل الفتيل ويقذفها مولوتوف.. والناس تستصرخ: فدى الزجاجة اللي فيها مصر يا حلوف.
سنرث من عز وجمال وعزمي وطلعت مصطفى زنازين مكيفة بحمامات سباحة وجمانيزيم وجاكوزي.
وسيخرج إبراهيم عيسى لابساً لبس شاويش بالحمالات.. حاملاً في يده اليمنى كرباج واضعاً أمامه دُمية لإسلامي يعذبه ويقول: "هل تنتظر منا شفقة يا إخواني وهل تنتظر منا مناصرة..اليوم نتخلى عنكم كما تخليتم عن الثوار"!!
ويقول زياد العليمي: "الآن نسجن البردعة ونسيب الحمار"؟!!
ويخرج الأستاذ أحمد المسلماني وفى يده الخريطة وفيها سجون كثيرة مملوءة عن آخرها من كل شكل ولون.. ويحكى القصة مسترشداً بالخريطة باختصار: "هكذا تبادل الإخواني والعلماني الأدوار.. يطرد أحدهما الآخر من قصر العروبة إلى طره.. ومن طره يخرج الإسلاميون إلى القصر.. والى طره من جديد يعودون".
هل أنتم مستعدون للمحنة الجديدة يا إخواني؟!! طيب مين بيحلقلكم وبتدوله كام؟!! جحيماً يا مصر.. جحيماً يا مصر !!
في وجه أباطيل والأكاذيب والشائعات.. يروج الإخوان المسلمون لمشروع البناء والنهضة نهضة مين يا عم.. وبناء مين يا ريس.. دا اللي بني مصر كان في الأصل علماني. وسلام مربع للإعلان الدستوري المكمل !!
الأحد الموافق:
27-7-1433هـ
17-6-2012م