ما الشعر ؟

[مصطفى حامد]

ما الشعر ؟
لعل من أصعب المغامرات النقدية أن نحاول تعريف الشعر
وليسمح لى أصدقائي أعضاء المنتدى بهذه المغامرة، على مسئوليتى !
وربما كان تعريف الشعر الموزون (العمودى والتفعيلى) أسهل، فأول خصائصه أنه موزون. لكن هل ألفية ابن مالك فى النحو شعر ؟ لا طبعا. إذن يمكن أن نضيف أن الشعر الموزون نظم مصحوب بالانفعال. فألفية ابن مالك ليس فيها انفعال بل هى تقرير لقواعد النحو. أما شعر المدح فيصحبه انفعال الإعجاب بالممدوح – حتى ولو كان مفتعلا _ وشعر الرثاء يصحبه انفعال الحزن على المرثى وشعر الهجاء يصحبه انفعال كراهية المهجو وشعر الغزل يصحبه انفعال الحب والشعر الرومانسى تصحبه انفعالات الغزل وحب الطبيعة
والقصيدة التفعيلية الحديثة التى تتعرض للمشكلات الإنسانية تصحبها الانفعالات الإنسانية المختلطة بهذه المشكلات
والشعر يستخدم الصورة لتجسيد الانفعال فقول عنترة
فوددت تقبيل السيوف لأنها لمعت كبارق ثغرك المتبسم
يخلط انفعال الحرب بانفعال الحب ويجسد كلا منهما من خلال الآخر بتشبيه لمعان السيوف بالتماع وجه حبيبته
لكن الشعر الكلاسيكى قد يخفت فيه الانفعال حتى مع وجود الصورة كما فى قول حافظ إبراهيم
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق
فهو هنا يشبه الأم بالمدرسة لكن الانفعال باهت تغلب عليه حكمة العقل
وأحيان يعرض الشعر الكلاسيكى الحكمة مباشرة دون صور كما فى قول أحمد شوقى
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا
لكن لم يقل أحد أن هذا ليس شعرا – على الأقل حتى ظهور المدرسة الرومانسية - مادام يحتمى بالنظم وجماليات الصياغة والمعنى كما عرفها الشعر العربى القديم
وهنا نتنبه لصفة أخرى من صفات الشعر وهى عموما صفة من صفات الإبداع ألا وهى الجمال. فالشعر وباقى فنون القول وباقى الفنون تبحث عن جماليات جديدة تثير إعجاب المتلقى
ثم ظهرت المدارس الرومانسية كمدرسة مجلة أبوللو ومدرسة شعراء المهجر ومدرسة الديوان (العقاد - شكرى – المازنى) فأعلت هذه المدارس شأن الانفعال بل إن العقاد خلع عن بعض شعر شوقى الشاعرية لهذا السبب. فقصائد ناجى وعلى محمود طه وغيرهما مفعمة بالانفعالات القوية وأحيانا الصارخة حيث أن الرومانسيين يحاولون فهم العالم بمشاعرهم لا بعقولهم
وقال العقاد أن الشعر هو ما يظل شعرا إذا ترجمته أى أنه ألغى جماليات الصياغة والألفاظ التى اتسم بها الشعر العربى القديم الكلاسيكى
وظهرت بعد ذلك قصيدة التفعيلة التى استطاعت بعد التحرر من العمود الانطلاق إلى آفاق إنسانية جديدة معاصرة لكنها ظلت مصطبغة بالصبغة الرومانسية فالانفعال فيها له مكان كبير وإن نشأت فيها مساحة نثرية تزاحم الصور لكن فى الإطار الانفعالي
وقد أغرت هذه المساحة النثرية بعض الشعراء فتحرروا من التفعيلة أيضا فظهرت قصيدة النثر. ولأن هذه القصيد لا تحتمى بخاصية النظم فقد تعلقت بأذيال الصورة لكى تنأى بنفسها عن النثر فازدحمت قصائد النثر بالصور البسيطة والمركبة والمعقدة والشاذة
لكن هناك خاصية أساسية تفرق الشعر عن السرد النثرى، فالسرد النثرى يحكمه المنطق الواقعى، أما الشعر فالمعانى فيه تقفز من بيت إلى بيت بلا رايط منطقى إلا الإيحاء والرمز، فكل بيت فى القصيدة وحدة منفصلة حتى لو اتصل بالمعنى مع باقى الأبيات، فوحدة القصيدة كما نادى بها الرومانسيون هى وحدة المعنى وليست وحدة التسلسل المنطقى الواقعى التى يتميز بها السرد النثرى
فتقسيم القصيدة إلى أبيات يجعل كل بيت يحمل شحنة انفعالية منفصلة تضيف إلى الحالة الانفعالية التى وصل إليها القارئ فى الأبيات السابقة
وهذا هو منطق تقسيم قصيدة النثر إلى أبيات رغم أنها غير منظومة
فهل يمكن مما سبق أن نتصور خصائص للشعر ؟ فلنحاول :
1. النظم
2. الانفعال
3. الجمال
4. الصورة
5. الإيحاء والرمز
6. افتقاد المنطق الواقعى
7. وحدة البيت الانفعالية ووحدة المعنى للقصيدة

وقد يمكن القول بأن النثر هو عقل يخاطب عقلا بالمنطق الواقعى أما الشعر فهو قلب يخاطب قلبا بكل تلك الخصائص السابقة

[عبده فايز الزبيدي]

الشعر علم
الشعر إنسان

المحور الأول:
كان الأقدمون يحاولون إيجاد قالب يلقون فيه همومهم و تاريخهم( الحرب - العشق - المدح - التعظيم -الهجاء.....) فهداهم الله للعبة الإيقاع ... ثم تطورت
وكان أبرز محطة في عملية (الصنعة) الشعرية هو الملك الضليل (أمرئ القيس) بقوله:كأن
و التشبيه و التشخيص
ثم جاء ذو الرمة و أخيرا إبن المعتز في حرفة الشعر مرورا بجرير و المتنبيء

المحور الثاني: الإنسان
و هنا يبرز التمايز و يكون هنالك التغابن
فكل شاعر يملك تجربته الذاتية (دين _ قيم _ بيئة ثقافية _ بيئة إقتصادية_مناخ سياسي إيجابي أو سلبي) وكل شاعر مخلوق بأدواته الفطرية

لكن المتفق عليه أنه لا يكون الشاعر مجيدا إلا إذا خرج بالمألوف إلى نور الامألوف
بلغة قوية و قالب جديد و إيقاع مطرب و صورة منتزعة من ذاته
حينها تقول النفس قبل اللسان (الله الله ).

فإذا كان الشاعر لا يملك عنصر المباغتة ولا فن التطريب كعازف العود كلما حرك و ترا سحر
و إلا فهو وزان .... ليس له في سوق الشعراء إي مكان.

و تبقى مسألة الشاعر و الناقد مسألة ميول و قدرات
فرب كاره لماء زمزم من حشو صدره نفاق
و أحيانا تكون ملكة الشاعر اللغوية و الذهنية أعظم من كل نقاد عصره
مثل (و تأبى الطباع على الناقل )
و مثل قصة ذو الرمة و اللغوي عنبسة الفيل .......... و القائمة تطول

لك كل الشكر على هذاالموضوع
و عذرا على المشاركة المرتجلة

[زينب ابريك]

اخي الكريم

اود ان اشكرك جزيل الشكر على ما قدمته من توضيح مبسط

واود ان اضيف من بعد اذنك

ان للخيال دور كبير في تفعيل الشعر هذا ما اراه انا

معلوماتك افادتني وعسى ان يستفيد منها كل من يقرأها

تقبل مروري