نكبة جديدة في ذكرى النكبة ... وثيقة الأسرى الفلسطينية

[ايهاب ابوالعون]

الوضع الشعبي مهيء اليوم اكثر من أي وقت مضى لقبول الاستفتاء و ذلك بعد ان ساء وضع الناس اقتصاديا و حرص الأوساط الفتحاوية على تطبيق برنامجهم الخياني المتنازل عن فلسطين . و مع د غدغة عواطف الناس بكلمات مبهرجة مضللة مثل "وثيقة السجون " "المساجين أشرف ناس"... و مع احباط انتاب الناس من عمل الاصلاح و التغيير تحت الاحتلال

و على ما يبدو ان الاستفتاء على و ثيقة السجون و الذي هو اعتراف شعبي ضمني باسرائيل سيكون أشد جوانب المؤامرة التي تحاك ضد المسلمين في فلسطين.

لقد قرات رابطا رأيت ان أنقله هنا :



بسم الله الرحمن الرحيم

مختـــــــارات



نكبة جديدة في ذكرى النكبة



وقع السجناء والمعتقلون الفلسطينيون في سجون دولة يهود ومن أجل إنجاح الحوار الوطني الفلسطيني الشامل – حسب زعمهم – وثيقة أسموها " وثيقة الوفاق الوطني " من ثمانية عشر بندا ، وقد قامت جريدة القدس التي تصدر في فلسطين بنشر النص الكامل لهذه الوثيقة .


والملفت للنظر أن هذه الوثيقة في كل بنودها كانت وكأنها خضوع أو تناغم مع إملاءات الغرب الكافر وشروطه وضغوطاته في حل مشكلة فلسطين ، وفوق ذلك فإن جميع بنودها جاءت مخالفة للإسلام الحنيف ، وأحكامه الشرعية .


والمقام يطول بنا إن أردنا أن نفند كل بند من بنود هذه الوثيقة التي أضافت نكبة جديدة بل نكسة بل ارتكاسة أضيفت إلى نكبات المسلمين عامة ونكبة المسلمين في فلسطين خاصة ، سيما وأنها جاءت في ذكرى ما تسمى بنكبة فلسطين عام ثمانية وأربعين .


لكني سأقف مع حضرات المستمعين عند نقطة واحدة من نقاط هذه الوثيقة المشئومة حيث رَوَّس الموقوعون وثيقتهم هذه بعد البسملة بقول الله سبحانه وتعالى : { واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا }


استبشرنا خيرا ؛ وثيقة تبدأ بآية كريمة عظيمة جليلة من كتاب الله آية الإعتصام بحبل الله ! فلا بد أن فيها الماء الزلال والترياق الشافي لما فيه المسلمون من شقاق وفرقة وتشرذم ، لكن ما هي إلا لحظات عندما تنزل ببصرك إلى مقدمة الوثيقة ثم بنودها لترى العجب العجاب ،،، ولنترك بنود الوثيقة تحدثنا عن نفسها بنفسها حيث جاء فيها :-

البند الأول:" 1- أن الشعب الفلسطيني في الوطن والمنافي يسعى من أجل تحرير أرضه وإنجاز حقه في الحرية والعودة والاستقلال وفي سبيل حقه في تقرير مصيره بما في ذلك حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها مدينة القدس الشريف على جميع الأراضي المحتلة عام 1967، وضمان حق العودة للاجئين، وتحرير جميع الأسرى والمعتقلين، مستندين في ذلك إلى حق شعبنا التاريخي في أرض الآباء والأجداد، وإلى ميثاق الأمم المتحدة، والقانون الدولي، وما كفلته الشرعية الدولية."

وجاء في البند الثاني :" 2 - الإسراع في إنجاز ما تم الاتفاق عليه في القاهرة آذار 2005 فيما يتعلق في تطوير وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية وانضمام حركتي حماس والجهاد الإسلامي إليها بوصفها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده وبما يتلاءم مع المتغيرات على الساحة الفلسطينية وفق أسس ديمقراطية ولتكريس حقيقة تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا "

أما البند الرابع فقد جاء فيه :"4 - وضع خطة فلسطينية للتحرك السياسي الشامل وتوحيد الخطاب السياسي الفلسطيني على أساس برنامج الإجماع الوطني الفلسطيني والشرعية العربية وقرارات الشرعية الدولية المنصفة لشعبنا"

وجاء في البند الخامس"5 - حماية وتعزيز السلطة الوطنية الفلسطينية باعتبارها نواة الدولة القادمة هذه السلطة التي شيدها شعبنا بكفاحه وتضحياته ودماء وعذابات أبنائه وأن المصلحة الوطنية العليا تقتضي احترام الدستور المؤقت للسلطة والقوانين المعمول بها "


وعودة إلى الآية الكريمة التي صدَّروا وروَّسوا بها وثيقَتهم لنسأل سؤالا هل يا تُرى ميثاق الأمم المتحدة، والقانون الدولي، وما كفلته الشرعية الدولية ، وما تم الاتفاق عليه في القاهرة ، ومنظمة التحرير الفلسطينية وانضمام حركتي حماس والجهاد الإسلامي إليها ، والشرعية العربية وقرارات الشرعية الدولية المنصفة لشعبنا – إن كان فيها ما هو منصف حقا - ، السلطة الوطنية الفلسطينية ، والمصلحة الوطنية العليا ،و احترام الدستور المؤقت للسلطة والقوانين المعمول بها ".


هل هذا هو الاعتصام بحبل الله الوثيق ؟! ، هل هذا هو الذي أمرنا الله سبحانه وتعالى أن نعتصم به عندما خاطبنا بالآية الكريمة ، وأمرنا قائلا : { واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا }؟! أم أن الاعتصام بحبل الله هو الاعتصام والالتزام والتمسك بكتاب الله سبحانه وتعالى ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والعض عليهما بالنواجذ ؟ { فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ }


{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ }


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته