الفوضى الخلاقة ترتدي سترات صفراء...

[زياد هواش]

الفوضى الخلاقة ترتدي سترات صفراء...

ما يحدث في فرنسا وباريس الآن أمر جيّد للغاية...
هذه هي الحرية وهذه هي الديمقراطية، عندما تفشل في استيعاب الفقراء في أوروبا تاريخيا_اقطاعيا وحاضرا_رأسماليا أولغارشيا شديد التوحش جدا.

مشكلة أوروبا الرئيسية هي الفقر والحل الوحيد الذي تمتلكه أوروبا هو الاستعمار_الغزو.
وعندما تفشل أوروبا وهي دائما تفشل في القيام بحملات الغزو لنهب الشعوب وسد عجزها، تبدأ تأكل بعضها بعضا من شدة الجوع، هذا ما سوف يحدث في العام 2019.

أوروبا تحولت الى اليورو لإخفاء انهيار حتمي للعملات المحلية من الجنيه الإنكليزي الى الكورون التشيكي مرورا بالفرنكات كلها...
انهم يطبعون اليورو بدون أي تغطية اقتصادية على الاطلاق تماما كما تطبع أمريكا الدولار الورقي الذي يساوي بالضبط قيمة الورق الفاخر والحبر الجيد.

الفوضى الإقليمية الخلاقة تتزامن مع الفوضى العالمية الخلاقة والتي يفترض بها أن تغطي بالنار والدمار الفشل الاقتصادي الرأسمالي الأولغارشي الهائل...
انهم يستعدون على ضفتي الأطلسي لإطلاق حرب كونية جديدة على آسيا من روسيا الى الصين.

وصول الرئيس الفرنسي ماكرون الى السلطة في فرنسا من خارج الهرم السياسي_الحزبي التقليدي وكذلك الرئيس الأمريكي ترامب وخروج بريطانيا الانتحاري نظريا من منطقة اليورو دليل هام للغاية على الاستعداد الغربي لحرب حقيقية أطلقوا عليها اسم الفوضى الخلاقة.

الأحزاب التقليدية في أمريكا والغرب تنأى بنفسها عن المشهد السياسي الغربي لتعود الى السلطة بعد الفوضى وتُصلح ما أفسده الفاشلون القادمون من الخارج...
لا يمكن تفسير المشاهد السياسية_الانتخابية الأوروبية والأمريكية والاستفتاءات القائمة على مواقع التواصل الاجتماعي الا كمقدمات لحرب كونية.

انهم يصنعون هتلر جديد في روسيا ويصنعون ساحة صدام حقيقية في أوكرانيا ويصنعون موسوليني جديد في الصين وفرانكو ثالث في كوريا الشمالية...
انهم يكررون السيناريو الذي سمح لهم بنهب العالم في مطلع القرن الماضي، ولمئة عام انتهت عمليا في العام 2008 بكارثة عالمية أكبر وتحتاج لحرب أكبر.

السترات الصفراء التي تنتشر في أوروبا الجائعة كالحرائق في كاليفورنيا والتي تعيدنا بالذاكرة الى ستينيات القرن الماضي لن تمثل اليسار الأوروبي العقلاني اليوم بل العنصرية الأوروبية الكامنة والتي لا يمكن منعها من اشعال حرب أهلية الا بتطويع شبابها وارسالهم الى حرب خارجية، هكذا وببساطة.

ظاهرة "الإسلام_فوبيا" التي تحدثوا عنها كثيرا بعد العام 2008 تعيدنا بالذاكرة الى ظاهرة "اليهود_فوبيا" التي كانت تستعر في أوروبا قبل كل موجة فقر وموجة غزو او موجة حرب أهلية...
انهم يسهلون وصول الشباب المهاجر الى أوروبا وليس العكس، لاستخدمهم في القمع الداخلي والحروب الخارجية.

لن يتحدث الاعلام الفرنسي والاوروبي والعالمي، عن النهب المنظم والجريمة المنظمة التي ترافق هكذا ظواهر سياسية_اجتماعية والتي تعبر عن رغبة الفقراء في نهب الأغنياء أولا وقبل أي شيء.
إنها الأرياف التي تنتظر فرصتها والضواحي التي تحتاج الى العنف ليسمع الأغنياء صوتها.

الاقتصاد هو الذي يصنع الحروب والسياسة هي التي تبررها والاعلام هو الذي يعيد بناء السياسة بين كل حربين...
الغرب يستعد للخروج الى نهب عظيم هربا من انهيار حتمي، تلك هي قصة التاريخ وعلمية قوانينه.
لا تستغربوا إذا ما شاهدتم الأطلسي يتدخل في فرنسا عسكريا.
1/12/2019

صافيتا/زياد هواش

..

[حسام نور]

مرحباً سيدي،
عفواً لم افهم مقصدك من "وهي دائما تفشل في القيام بحملات الغزو لنهب الشعوب وسد عجزها."

[شام سامي]

موضوع رائع جزاكم الله كل خير ...

[شام سامي]

اللهم صلى على سيدنا محمد وعلى اله

[زياد هواش]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسام نور

مرحباً سيدي،
عفواً لم افهم مقصدك من "وهي دائما تفشل في القيام بحملات الغزو لنهب الشعوب وسد عجزها."

سيدي الفاضل
من الواضح ان الغرب لم ينجح في بناء اقتصاد شراكة مع الجوار الاسيوي والافريقي بسبب الاقتصاد الاستعماري الذي سمح للصين واليابان واخيرا روسيا في التمدد على حسابه كما حدث لهم بعد الحربين العالميتين عندما ورثت امريكا اوروبا في العالم.
اقتصاد النهب الغربي أضر كثيرا بالعالم القديم ولكنه لم يوصل اوروبا الى امن اقتصادي بل الى تدوير مشاكلها التي ستدفعها الى آتون الفوضى قريبا جدا.