الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديــات الأدبيــة > منتدى القصة القصيرة > قسم الرواية

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-09-2014, 01:55 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عُلا وَتد
أقلامي
 
إحصائية العضو







عُلا وَتد غير متصل


افتراضي وَلي فيها ذِكريات،! || رواية

بعضُ الصداقاتِ اقوى من أن يطويها البعدُ، فكيف بصداقة مرت بامتحانِ الحياة المؤلم واجتازته بكل وِد؟
وَلي فيها ذكريات، رسائلُ متناثرة من أملٍ تُرسلها لمخدع سِرها الوحيد (غالية) كلما ضربَ فيها الألم أطنابه واحتاجت ولو لطبطبة إلكترونية.

الحروف هي كُل ما تملك، فرفقًا بها وبقلبها

----------------------------------------------------

(1)


أتَعلمين ؟..
رُبما لَم أُخلَق لِأكونَ كاتبة...
رُبما لم تَغزل ليّ الأبجدية دَفاتِرَ لأتدثر بها..
لكن،
كُلما ضَربَ بي الحَنينُ أطنابَه إحتَضنتُ قَلبَ أوراقي وتقيّأته..
رُبما لَم أُخلَق لِأكونَ كاتبة...
بَيدَ أن الكِتابة هي ميناءُ سَلامي...
وحَقنة السُكونِ بَعد كُلِ نوبةِ بُكاء..

وَأنتِ..
حَلّت عليكِ اللعنةَ لِتَقرأيني..
فَرِفقًا بي،
وبِحروفي..



(2)


لَو أننا نَعلمُ عَظيم أثرِ ما قَد يَتركُه فينا البَعض، لَتريثنا عِند البِداية
لأمعّنا النَظر،
لأطلنا الأحاديث، ولجَرّدنا العلاقة من زِيف المُجاملات.

لطالما أخبرتني يا غاليّة بأن حُبي للبدايات مَرضيّ، وبأنها كذبتنا المُتفق عَليها/ المُتغاضى عَنها لنَأتلِف، ويجبُ ألّا يترتب عَليها شيء، فَكُلُ ما يَنبتُ من كّذب مَصيرهُ الموت. لكن بَعضُ الكَذبِ لَذيذٌ أحيانًا.

لَم نَتفقٍ يومًا على رأي، كُنتِ تُخالفينني في كُلِ شيء. فأنا الحالِمة التي تُطالع الأرض من كَوكبٍ أخر، وأنتِ الواقعيّة التي تأبى أن تُزيّن الحَقائق لتَطييب المواجِع.
كُنتِ تُخالفينني في كُلِ شيء، حتى فيه!
لكنكِ لم تَكذُبي عليّ يومًا، ولم تَجعلي كلماتِك ، رُغم فَصاحتها، تربت على كَتفي ما لم تَكُن صادقة.
حتى في لِقاءنا الأول، في بداية الفصل الدراسي الأول؛ كُنتُ أظُن بأنني الفتاة العربية الوحيدة، ولم أكن لِآبه، فلطالما ظننتُ بأن وجودي بين أترابي سيُعيقُ من مُمارستي لأفكاري بحريّة وسيحدُ من تِقدمي.
لَمحتُكِ قادمة من بَعيد، تُحاولين جذب مِعطفكَ لجسدك النَحيل وملامِحُكِ الشرقية الصارخة تَلعَنُ الريح التي بعثرت شالَكِ الملّون، وكم كُنتِ تَكرهين حينَ يُمّسُ هندامك بحركة.
لا أعلمُ ان كُنتِ تعمدتِ تَجاهُلي او ان المطر أعمى بصيرتك. تقدمتُ نحوكِ بخُطى مُترددة، إبتسمتُ وأردفت:
- جميلٌ هو المَطر، أليسَ كذلك؟ وكأن السماء تُبشّرنا بفصلٍ دراسيّ رائع!
- رُبما.
ولم تُبادري بالحديثِ معي طُوالَ ذاك النهار.
آلمني جَفاءُك، وإقتضابُك اللامُتناهي في الاجابة، وعلى الرغم من شدتّك في الحديث لَم أجد يَومًا حُضنًا أرق لألملم فيه جَوارحي.

وأهٍ يا غاليّة، ليتني تشربتُ منك في كُلِ مرة إحتضنتِ فيها بُكائي بضعًا من صرامَتِكِ..
ليتني تعلمتُ مِنك الجفاء..
رُبما حينها، قد كانت ستتغيرُ الأحداث.






 
رد مع اقتباس
قديم 05-09-2014, 03:51 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عُلا وَتد
أقلامي
 
إحصائية العضو







عُلا وَتد غير متصل


افتراضي رد: وَلي فيها ذِكريات،! || رواية

(3)


أَتَظُنينَ يا غاليّة أنه يُمكننا ان نبدأ من جديد؟ أن نَشذُبَ أطرافَ خيباتنا ونَجمعَ ما تبقى لنا مِن قُوى ونُعاود الوقوف بعدما أسقطتنا الحياةُ أرضًا؟

أتَذكُرينَ كَيف كُنتِ تَتجنبين مُحادثتي عِندما كُنتُ أًطالِعُ كِتابًا جَديدًا؟ ولا أُنكِرُ بأنني كُنتُ أخرقُ رأسك بثرثرتي الدائمة كُلما تبنيتُ نظريةً جديدة او طريقة تفكير مُغايرة. ظننتُ بأن قراءاتي الكَثيرة ومبادئي المُختلفة تُقيني من شرور المُجتمع وتُمهد لي طريقًا مرصوفًا نحو ما أرغَب. لكنني لم أكُن أعلم بأن الانارة في ذاك الطريق مُزيّفة، فإكتفيتُ بنورٍ مُصطنع.

كُنتُ أُحدثكِ بشغف عن إدعاء ويليام جيمس بأننا حينُ نُحب شخص ما نَحظى بحضورٍ ثُلاثي؛ الصورة التي نود ان نراها، وما يَظنُ هو بأننا نرى، وصورته الحقيقية. أخبَرتني بأن كُل ما أتلفظُ به ترهات، وبأننا نستطيع بسهولة قراءة الاشخاص ما أن يبدأوا بالحديث، فلغة الجسد نادرًا ما تُخطئ. تَقَدمَ نَحونا ودون سابق إنذار إقتَحمَ الحديث:

- ويليام جيمس، فلسفته لا تَنطبق على عصرنا، ولنظرياته الكثير من النقائض.

- النظريات لا تُخلق عَبثًا، وعلمه لا يَنتظر منا شهادة.

- الدفاعُ الأعمى شَكلٌ أخر لضعف الموقف.

- عفوًا؟!

- الدخول لعالم ويليام جيمس يحتاجُ لجُرأة، تُعجبني الفتاة الجريئة!

لا أدري لمَ إكتفيتِ بهذا القدر من الحديث لتُقاطعينه بإنسحابنا، ولم يتمكن توَبيخك المتواصِل لي بأن نتائج دُخولي في أحذية الفلاسفة ونقاشاتي العقيمة وَخيمة، أن يحول دونَ تَفكيري به.

انتقاءه للكلمات أحدثَ بِداخلي جلبة، وكأن ارائي لم تُقابل بالمعارضةِ من قَبل.
استفزّني غروره يا غاليّة، وأنا فَتاةٌ تَخشى على قلبها أن يُستَفز.






 
رد مع اقتباس
قديم 05-09-2014, 09:36 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
فاطِمة أحمد
طاقم الإشراف
 
الصورة الرمزية فاطِمة أحمد
 

 

 
إحصائية العضو







فاطِمة أحمد غير متصل


افتراضي رد: وَلي فيها ذِكريات،! || رواية

أهلا علا،
مجهود جيد وقلم رشيق
وبما أنني لست من هواة الروايات ولا خبرة لي
في الرومانسية أو العاطفية منها
فإني أترك لغيري التعقيب
وأتمنى لك التوفيق.







 
رد مع اقتباس
قديم 06-09-2014, 09:50 AM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
راحيل الأيسر
المدير العام
 
الصورة الرمزية راحيل الأيسر
 

 

 
إحصائية العضو







راحيل الأيسر غير متصل


افتراضي رد: وَلي فيها ذِكريات،! || رواية

علا الجميلة صباحك البشر والسرور ، والتفاؤل والحبور ..

كنت أستنشق هواء عليلا في طرقات المنتدى ، لمحت اسمك المميز فجئت ألقي عليك التحية و( أصبح على وش كلماتك العذبة ) .

ولي عودة للتعليق على جميل حرفك مساء بإذن الله ..


ثم ..
لاأدري لأمر أجهله أحببتك ( واللي بحبه أنا بدلعه و بصبح ومسي عليه دائما )

أمضيت ليلة البارحة أقرأ لك وعنك في مدونتك التي تقولين فيها أنك تبحثين عن الاسفلت الذي يشهد ميلاد الألف ميل .. ( ما بقول لك حبيتك أنا ) .

طيب استأذنك أنا هلأ بدي نام كنت سهرانة وأرجع لك المسا - إن شاء الله -


لك الجمال والبهاء ، ولي الآن سرير وثير أرمي فيه تعب وسهر البارحة ..
محبتي .







 
رد مع اقتباس
قديم 06-09-2014, 03:10 PM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
عُلا وَتد
أقلامي
 
إحصائية العضو







عُلا وَتد غير متصل


افتراضي رد: وَلي فيها ذِكريات،! || رواية

فاطمة
اقدر مرورك العبق : ))
شكرًا لتمنياتك اللطيفة.







 
رد مع اقتباس
قديم 06-09-2014, 03:13 PM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
عُلا وَتد
أقلامي
 
إحصائية العضو







عُلا وَتد غير متصل


افتراضي رد: وَلي فيها ذِكريات،! || رواية

راحيل...

لا ادري حقًا بماذا ارد عليك
شُكرًا لكِ يا رائعة! يسعدني كثيرًا ان مدونتي المتواضعة حازت على جولةٍ منكِ
فهذه اضافة كبيرة!

ممتنة لمرورك صباحًا ومساءًا وفي كل وقت...
وانتظرُ جدًا المرور القادم وما تتركه كلماتي من انطباعٍ لديك

شكرًا لك بحجم السماء







 
رد مع اقتباس
قديم 06-09-2014, 06:52 PM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
عُلا وَتد
أقلامي
 
إحصائية العضو







عُلا وَتد غير متصل


افتراضي رد: وَلي فيها ذِكريات،! || رواية

(4)



الحُب يا غاليّة، هو أن أبحثَ عَن ذاتي في عُيونِ الجَميع، وألا أجدها إلا في مقلتيه!

//

لَم أبكِ يَومًا بهذا القَدرِ من الألم إلا منه، ولم يَمسحَ أثارَ خَطاياهُ من على وجنتيّ سِواكِ.
كُنتُ أعتصِرُ وجعًا ومُكابرة أمام المدفأة في منزلك الصغير، مُتظاهرةً بالاصغاء لتوبيخك الذي عَلّمَتني اياه التجارب عن ظهر قلب. صوتُكِ المرتجف وأنتِ تُحضرين لي القهوة كان يَطرقُ أبواب عقلي التي تأبي استقبال أي كلام من أحدٍ سواه.

- دائمًا ما تُجبرينني على اعادة نفس الحديث! ليسَ كُل من يَطرق بابك هو أهلٌ للمساعدة!
- لكنه...
- لكنكِ الوحيدة التي تَبكي الآن.
مسحتُ بأطراف أناملي دموعي التي لم استطع ابقاءها حبيسة، واستلقيتُ على ارضِ الغرفة الباردة أسترجُع أحداث ذلك اليوم، كيفَ خرجتُ باكرًا ضاربةً بمُحاضراتي وبتحذيراتك عرض الحائط لأنتظره في ذاتِ المكانِ الذي ألِف انتظاراتي الكثيرة.
أوتعلمينَ يا غالية أنني دفعتُ ثمن انتظاري هذه المرة بالتوليب؟ لا اعلمُ كيف سمحت له نفسه أن يُخوّن وردتي المفضلة وينصبها ذكرى مريرة بعد ان كانت سببًا لسعادتي. بيد أن بياضها بين يدي البائعة العجوز اختلَسَ ناظري، توجهتُ نحوها أطالع ما يحتويه أصيصها العتيق، أطالت النظر في ملامحي الغارقة بالأمال وباغتتني بسؤالها: أأنتِ على موعدٍ مع رَجُلك؟
"بل انا على موعدٍ مع الأمل" اخبرتها بشغفِ فتاةٍ واقعة في الحب قبل ان ترتطم أحلامها بشرقية رجُلها.
مدت لي باقة التوليب بيُمناها، واحكمت اغلاق كفها الايسر على معصمي...
" أرجو ان يُحافظ عليكِ..."
" سيفعل سيدتي، سيفعل!"
واتجهتُ نحو مكاننا ووجهي تعتليه ابتسامة حمقاء.

جلستُ على مقعدنا الخشبي الذي شهد نقاشاتنا الطويلة، ضحكاتنا الخجولة وساعات الدراسة اللامتناهية... مقعدنا الذي شهد لحظة امتثال ضعفي امام حُكم الحُب.
انتظرتُ كثيرًا حتى سئمتُ صوتَ الامرأة المُزعج وأخبارها المتكرر لي بأن الرقم المطلوب خارج التغطية.

//

أعلمُ الآن يا غالية بأنه لم يكن هُناك يومًا معرض للكتب المستعملة، ولا لوحاتٍ لأطفالٍ يتامى، ولم يكن هنالك عجوزٌ ثَكلى لا تنام الا على صوته يَقُص عليها حكايتنا.

ولم تكن هُناك حكاية منذ البداية، كانَ هُناكَ فقط فتاة صغيرة أجبرها هُو على أن تخلع رداء الطفولة وتَكبر.






 
آخر تعديل راحيل الأيسر يوم 14-09-2014 في 11:40 PM.
رد مع اقتباس
قديم 08-09-2014, 06:42 PM   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
راحيل الأيسر
المدير العام
 
الصورة الرمزية راحيل الأيسر
 

 

 
إحصائية العضو







راحيل الأيسر غير متصل


افتراضي رد: وَلي فيها ذِكريات،! || رواية

علا وتد .. تهمني الأسماء ياعلا ووقعها على النفس . أنطقها بتمهل ، أتحسس منعطفاتها في حنجرتي .. الصعود مع حرف المد بالألف ، والهبوط مع المد بالياء ، والسير مستقيما دون هبوط أو صعود مع المد بالواو ..

علا وتد .. مثل أمامي الطموح والثبات على ما يطمح إليه حتى يناله .. هذه دلالات وانطباعات جاءتني من مفردات اسمك ..

اسم قوي الدلالة ، فاخر المعنى ..
نسبت إليه حروف رقيقة ، حالمة ، مصابة بكدمات الخيبة جراء اللطف ورهافة الحس .. ( أقولها بمصطلحاتي وتعبيري أن بشرة الجنين يخدشها ويؤذيها العالم الخارجي ، إذا خرج إليه في غير موعده ) .

حرفك رقيق ، واسمك قوي .. ونحن في رحلة الحياة كثيرا ما نتقلب لنتغير وسنتغير حتى لم نعد نعرف ملامحنا الأولية ..

غالية الصديقة الواقعية ( طرف نقيض جاذب ) لفتاة رقيقة حالمة ..

دائما وكما في دروس الفيزياء الأطراف المتنافرة تتجاذب ..
نحن غالبا لا نبحث عمن يشبهنا ، بقدر ما نبحث عما ينقصنا..ثم وبعد مدة من الأخذ والعطاء نحصل على ( خليط متجانس ) هههه هكذا كانت تقول لي صديقتي الأقرب إلى روحي : راحيل لقد أعطيتني نقيض طبعي الذي فيك ، وأعطيتك نقيضك الذي كان ينقصك ، فأصبحنا ( خليط متجانس ) .


استمتعت كثيرا بحرفك اللذيذ .. هذه مقدمة ولي عودة بإذن الله ..

مساؤك البهاء .







 
رد مع اقتباس
قديم 11-09-2014, 10:51 PM   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
فاطِمة أحمد
طاقم الإشراف
 
الصورة الرمزية فاطِمة أحمد
 

 

 
إحصائية العضو







فاطِمة أحمد غير متصل


افتراضي رد: وَلي فيها ذِكريات،! || رواية

كتابة رواية أمر متعب
ولكن ما دمنا قد بدأنا فالأمر يستحق إتمام الكتابة
أو على الاقل اختصارها لقصة طويلة
أنتظرك لتكملين أختي
لغتك تؤهلك للنجاح، وأشجعك على التكرار بخاصة إذا وجدت موضوع إجتماعي أو معاصر
أمنياتي.







 
رد مع اقتباس
قديم 13-09-2014, 01:10 AM   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
راحيل الأيسر
المدير العام
 
الصورة الرمزية راحيل الأيسر
 

 

 
إحصائية العضو







راحيل الأيسر غير متصل


افتراضي رد: وَلي فيها ذِكريات،! || رواية

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عُلا وَتد مشاهدة المشاركة
بعضُ الصداقاتِ أقوى من أن يطويها البعدُ، فكيف بصداقة مرت بامتحانِ الحياة المؤلم واجتازته بكل وِد؟
وَلي فيها ذكريات، رسائلُ متناثرة من أملٍ تُرسلها لمخدع سِرها الوحيد (غالية) كلما ضربَ فيها الألم أطنابه واحتاجت ولو لطبطبة إلكترونية.

الحروف هي كُل ما تملك، فرفقًا بها وبقلبها

----------------------------------------------------

(1)


أتَعلمين ؟..
رُبما لَم أُخلَق لِأكونَ كاتبة...
رُبما لم تَغزل ليّ الأبجدية دَفاتِرَ لأتدثر بها..
لكن،
كُلما ضَربَ بي الحَنينُ أطنابَه إحتَضنتُ قَلبَ أوراقي وتقيّأته..
رُبما لَم أُخلَق لِأكونَ كاتبة...
بَيدَ أن الكِتابة هي ميناءُ سَلامي...
وحَقنة السُكونِ بَعد كُلِ نوبةِ بُكاء..

وَأنتِ..
حَلّت عليكِ اللعنةَ لِتَقرأيني..
فَرِفقًا بي،
وبِحروفي..



(2)


لَو أننا نَعلمُ عَظيم أثرِ ما قَد يَتركُه فينا البَعض، لَتريثنا عِند البِداية
لأمعّنا النَظر،
لأطلنا الأحاديث، ولجَرّدنا العلاقة من زِيف المُجاملات.

لطالما أخبرتني يا غاليّة بأن حُبي للبدايات مَرضيّ، وبأنها كذبتنا المُتفق عَليها/ المُتغاضى عَنها لنَأتلِف، ويجبُ ألّا يترتب عَليها شيء، فَكُلُ ما يَنبتُ من كّذب مَصيرهُ الموت. لكن بَعضُ الكَذبِ لَذيذٌ أحيانًا.

لَم نَتفقٍ يومًا على رأي، كُنتِ تُخالفينني في كُلِ شيء. فأنا الحالِمة التي تُطالع الأرض من كَوكبٍ آخر، وأنتِ الواقعيّة التي تأبى أن تُزيّن الحَقائق لتَطييب المواجِع.
كُنتِ تُخالفينني في كُلِ شيء، حتى فيه!
لكنكِ لم تَكذُبي عليّ يومًا، ولم تَجعلي كلماتِك ، رُغم فَصاحتها، تربت على كَتفي ما لم تَكُن صادقة.
حتى في لِقائنا الأول، في بداية الفصل الدراسي الأول؛ كُنتُ أظُن بأنني الفتاة العربية الوحيدة، ولم أكن لِآبه، فلطالما ظننتُ بأن وجودي بين أترابي سيُعيقُ من مُمارستي لأفكاري بحريّة وسيحدُ من تِقدمي.
لَمحتُكِ قادمة من بَعيد، تُحاولين جذب مِعطفكَ لجسدك النَحيل وملامِحُكِ الشرقية الصارخة تَلعَنُ الريح التي بعثرت شالَكِ الملّون، وكم كُنتِ تَكرهين حينَ يُمّسُ هندامك بحركة.
لا أعلمُ ان كُنتِ تعمدتِ تَجاهُلي أو أن المطر أعمى بصيرتك. تقدمتُ نحوكِ بخُطى مُترددة، ابتسمتُ وأردفت:
- جميلٌ هو المَطر، أليسَ كذلك؟ وكأن السماء تُبشّرنا بفصلٍ دراسيّ رائع!
- رُبما.
ولم تُبادري بالحديثِ معي طُوالَ ذاك النهار.
آلمني جَفاءُك، وإقتضابُك اللامُتناهي في الإجابة، وعلى الرغم من شدتّك في الحديث لَم أجد يَومًا حُضنًا أرق لألملم فيه جَوارحي.

وآهٍ يا غاليّة، ليتني تشربتُ منك في كُلِ مرة احتضنتِ فيها بُكائي بضعًا من صرامَتِكِ..
ليتني تعلمتُ مِنك الجفاء..
رُبما حينها، قد كانت ستتغيرُ الأحداث.


السلام عليك مجددا أخيتي / علا ..

نصك هذا سأصنفه خاطرة جميلة في تسلسلاته ولم أره من وجهة نظري ( رواية ) توفر فيه شروط الرواية فنيا ..

لغتك أنيقة ، فيها الكثير مما يجذب القاريء إليها ..
همزات الوصل والقطع ، شخصيا أحاول أن أتجاوز عنها كثيرا - رغم أهميتها - في حفظ المعنى المقصود - أحيانا - وما ذلك إلا أننا في انتقالنا من جهاز لآخر كثيرا ما نصادف لوحات مفاتيح عنيدة وعصية ، لكني مع ذلك عدلت لك في الاقتباس ( همزاتك القطعية التي وصلتها ، والوصلية التي قطعتها ) .

لتقرأيني .. صحيحة .. ترسم بهذا الشكل ولا غضاضة لأن الهمزة هنا توسطها عارض تقرأني ، تقرأيني ، تملأيني ..... إلخ . بيد أن الرسم الأشهر تقرئيني على نبرة ، وأنت مخيرة بين الأشهر وبين ما ارتأيته وهو جائز ..
والهمزة المتوسطة توسطا عارضا والتي يجوز لك أن تكتبيها بصيغة تطرفها وإضافة ما زيد على الفعل أو الاسم من زيادة ( ضمائر الرفع والنصب والجر ) لا ينطبق قاعدة الجواز برسمها على طريقتين إلا على الهمزة التي تكتب على الألف .. كقرأ ، وملأ ، أبطأ..

ولا يجوز ذلك في الهمزات التي على السطر كـــ ( لقاء وبناء وسماء ) فلا نكتب سماءي أو لقاءي تطبيقا لقاعدة الهمزة المتوسطة توسطا عارضا .. بل نكتب سمائي ولقائي ..

( في لقاءنا = في لقائنا : الهمزة هنا على نبرة لأنها مكسورة ..
يعيق من ممارستي .. يعيق : فعل متعد بذاته ، فلم تكوني بحاجة إلى حرف الجر ( من ) وإن تعدى فليس بحرف الجر ( من ) وإنما بـــ ( عن ) .
وبما أنك في بداية مشوارك الكتابي فخذي مني وأنا التلميذة أمام هذا الجمال والرقة التي تنساب من بين حروفك وصفاء اللغة لديك : الدقة في استخدام حروف الجر مع الأفعال ، لأن بعض الأفعال أخيتي وغاليتي معانيها الكامنة لا تظهر إلا مع حروف جرها .. لنضرب مثالا: الفعل ( رغب ) له مع حرف الجر ( في ) معنى مناقضا ومغايرا عنه مع حرف الجر ( عن )

( رغب في المدينة // رغب عن المدينة .. )



هذا بالنسبة لنصك الأول ولي عودة بإذن الله لبقية ما خطته أناملك ..
نرجو أن نراك بخير دائما .. ( مساهمة بنصك ورأيك ، ومتفاعلة مع المنتدى بكريم عطائك )

محبتي واحترامي ..






 
رد مع اقتباس
قديم 15-09-2014, 12:09 AM   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
راحيل الأيسر
المدير العام
 
الصورة الرمزية راحيل الأيسر
 

 

 
إحصائية العضو







راحيل الأيسر غير متصل


افتراضي رد: وَلي فيها ذِكريات،! || رواية

حسنا علا ..

في التسلسل الثالث والرابع ظهرت بعض عناصر الرواية ، واتضح قليل من معالمها ..
لغتك واستعاراتك جميلة ..
الحوارية شيقة ..

تجاوزت عن كل الهمزات التي قطعتها ، لكن عند ( امرأة ) لم أستطع ..
فلتقطعي كل الهمزات عدا همزة ( امرأة ) " لأنه ده اسمه تزوير في أوراق رسمية ثبوتية ، فقد ثبت منذ سالف العصر والأوان ، وغابر الدهر والأزمان ، أن نسب همزة ( امرأة ) يعود إلى بيت آل الوصل معززا ، مكرما .. فهو من الأسماء العشرة التي تتبختر فيها الهمزة أن لها نسبا نقيا مثبتا إلى بيت آل الوصل ..


العزيزة / علا .. سأنقل نصوصك إلى قسم الرواية والمسرح ، مع أني أراها خاطرة نثرية بروح رواية ، وقد تلقى هناك اهتماما أوسع ..


مع تقديري ..







 
رد مع اقتباس
قديم 15-09-2014, 12:43 AM   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
رانيا حاتم أبو النادي
أقلامي
 
الصورة الرمزية رانيا حاتم أبو النادي
 

 

 
إحصائية العضو







رانيا حاتم أبو النادي غير متصل


افتراضي رد: وَلي فيها ذِكريات،! || رواية

علا وتد
حضور أنيق و لطيف
وموهبة جديرة بالاحتفاء ..
تابعت سطورك بشغف هنا .. ولي عودة مرة ومرات
لأكمل
فصحبة هذه الرواية ممتعة

اهلا بك في أقلام
تقديري وتحيتي







 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 11:35 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط