الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديات الحوارية العامة > منتدى الحوار الفكري العام

منتدى الحوار الفكري العام الثقافة ديوان الأقلاميين..فلنتحاور هنا حول المعرفة..ولنفد المنتدى بكل ما هو جديد ومنوع.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 1 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع
قديم 29-03-2011, 07:30 PM   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
طالب عوض الله
أقلامي
 
الصورة الرمزية طالب عوض الله
 

 

 
إحصائية العضو







طالب عوض الله غير متصل


افتراضي رد: حزب التحرير... طلب النصرة والانتقال من الدّعوة إلى الدّولة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر سالم مشاهدة المشاركة
وإننا بحاجة الآن - اكثر من اي وقت مضى - إلى إعادة شحن هذه العقول بالفكرة الإسلامية الصافية بعد إفراغ محتوياتها الآثمة المشوهة
وهذا يحتاج إلى دورات علاجية قد يمتد مفعولها كثيرا ..
وارى ان العجلة هنا ضارة جدا ، بل قد تُذهب الموجود ولا تاتي بالمفقود..
لذلك ينبغي ان نتاني ونتروى كثيرا .. وندرك نتائج الامور وعواقبها قبل الاقدام عليها ، فيما يسميه الفقهاء بـ ( فقه المآلات )
لقد اقر ابن تيمية رحمه الله عامل السلطان الذي يجمع المكس ظلما على عمله ، لانه كان اقل ظلما من سابقه فيما يعرف بدفع أعلى المفسدتين باحتمال أدناهما وجلب أعلى المصلحتين بتفويت ادناهم
وإنه لعمري ميزان دقيق ما أجدرنا بتمثله فكرا وسلوكا ...
تحياتي ودعواتي
أستاذنا باسر
بتتبعك ل ( طريقة حزب التحرير ) الواردة في المداخلة #11 ترى أنّ الحزب لا يتعامل مع الاستعجال الضار وأنه يعمل بجد على تقفيف الناس وايجاد الرأي العام قبل الوصول للحكم
أمّا اقرار ابن تيمية رحمه الله لعامل السلطان فلا يُعتبر حجة شرعية .
وبارك الله فيك






 
رد مع اقتباس
قديم 29-03-2011, 10:00 PM   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
طالب عوض الله
أقلامي
 
الصورة الرمزية طالب عوض الله
 

 

 
إحصائية العضو







طالب عوض الله غير متصل


Ss7004 رد: حزب التحرير... طلب النصرة والانتقال من الدّعوة إلى الدّولة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلمى رشيد مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخت الكريمة مرام
ما هكذا يكون الرد على أستاذ وأخ كريم مثل الأستاذ ياسر ،، أستاذنا ياسر بوصلة أمان في منتدانا

تحياتي الطيبة للجميع
أعذروني على التطفل

ما أظن الأخت مرام قد قصدت الاساءة للأستاذ ياسر

إنّما وكما فهمت من صياغتها الرد على الأستاذ ياسر رأت أنّه أخطأ بصورة أو أخرى شاكراً لكم جميعاً تقبلكم توضيحي....

ومعرفتي بطيب معدن الأخت مرام ودماثة خلقها شاهد على فهمي

إن رأى الأستاذ ياسر أو الأخت سلمى رشيد أي غضاضة في أسلوب الرّد فأعتذر للجميع نيابة عن الأخت مرام مؤكداً أنها لم تقصد الإساءة لأي كان بالتأكيد






 
رد مع اقتباس
قديم 29-03-2011, 10:44 PM   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
طالب عوض الله
أقلامي
 
الصورة الرمزية طالب عوض الله
 

 

 
إحصائية العضو







طالب عوض الله غير متصل


افتراضي رد: حزب التحرير... طلب النصرة والانتقال من الدّعوة إلى الدّولة

عقبات وأساليب متجددة أمام الدعوة

موسى عبد الشكور - الخليل - فلسطين

إن الحديث عن عقبات أمامالدعوة ودعاة التغيير شبيه بنافلة القول خاصة مع وضوح فكرة العداء بين المسلمينوالكفار وأدواتهم من الأنظمة، والواقع المرير الذي يعصف بأمة الإسلام صباح مساء،فالمعركة لم تنتهِ، والحديث له امتداد ولن يتوقف وذلك تصديقاً للآية الكريمة (وَلَايَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِاسْتَطَاعُوا) [البقرة 217[
فلابد من التفكير والعمل الجاد والمراجعة الدائمةواليقظة تجاه الكفار وخططهم وأساليبهم المتجددة والتي لا تنتهي إلى يوم القيامة حسبالآية الكريمة، والتي لم تقتصر على الأعمال العسكرية بل تعدتها إلى العمل الدؤوبلهدم الحضارة الإسلامية بكاملها.
وكذلك لابد من الرجوع إلى التاريخ ومراجعةأعمال الكفار خاصة بعد هدم دولة الخلافة الإسلامية حيث عمل الغرب على تعميم التجربةالأوروبية على العالم الإسلامي في مختلف الميادين؛ فأدخل مفهوم الوطن ونتج عنه مانتج من أخطار، وتم إيهام الناس بضرورة وجود حزب حاكم وأحزاب معارضة فتم تشكيل أحزابمختلفة مع مراقبة مستمرة للمجتمعات لضمان سيطرة الكفار على المسلمين، وتزامن ذلك معتشكل أحزاب إسلامية للتغيير فعملت على زيادة عودة الأمة الإسلامية إلى دينهاوالتطلع لتمكين الإسلام السياسي من الحكم، وتراجع مستمر للقومية والديمقراطيةالكافرة والاشتراكية. وتزامن ذلك أيضاً مع انكشاف الحكام وانهزام أميركا في العراقوأفغانستان، وأصبح التأثير الأكثر فاعلية على المسلمين هو للإسلام السياسي الذيتدعو إليه الحركات الإسلامية المخلصة.

إن التغير السريع في العالم الإسلامي أظهرإرباكاً في استراتيجيات الأنظمة الغربية، ومعها الأنظمة الحاكمة في بلاد المسلمينالتابعة لها، وتبايناً فيما بينها في كيفية التعامل مع ما يسمى الإسلاميين بعدالفشل في القضاء عليهم واحتوائهم كلياً؛ ما دفعها إلى تسخير كل طاقات المفكرينوقيادات المراكز الاستراتيجية الغربية والمحلية لمزيد من الدراسة والبحث ومراقبةالمجتمعات في العالم الإسلامي لمعرفة كيفية التعامل مع هذه الحركات؛ فمضت الأنظمةفي أساليبها وسخرت الأجهزة المخابراتية والكتّاب والمفكرين العملاء والإعلام بالنقضالسلبي للحركات بالتشكيك وطرح البدائل، ووضعت الخطط للتنفيذ على مراحل، فكانتالتوصيات لكيفية التعامل مع الأحزاب والأفراد والأمة بشكل عام.
أما بالنسبةللتعامل مع الأحزاب فكان ما يلي:
- التفرد بالحكم من قبل الحزب الحاكم العميلوالتوريث إن لزم بحيث يبقى حزباً حاكماً لا يقهر والحاكم قائداً ملهماً لايبلى.
- الاستمرار بالصدام مع الحركات والأحزاب العصية على التطويع وملاحقةأفرادها، وقد مُنيَ هذا الأمر بالفشل حيث تم كسب المعركة لصالح الحركات الإسلاميةفزادت شعبيتها.
- الاحتواء واحتضان الحركات المعتدلة والتفاهم معها والوصول إلىقواسم مشتركة تحت مسميات شتى مثل الاعتدال والوسطية، وقد نجحت الأنظمة في حرف بعضالحركات في العالم الإسلامي، وبقي بعضها الآخر عصياً على التطويع؛ فسمحت للحركاتالإسلامية المعتدلة بهامش صغير للمشاركة في الحكم، ويمكن القول إن بعضاً من الحركاتالإسلامية السياسية والأنظمة الحاكمة قد توصلا إلى ضرورة التعايش، كل من وجهته،فهناك حركات إسلامية بدأت منذ الثمانينات من القرن العشرين تتشرب الفكر الديمقراطي،وبدأت بالتفكير بتغيير الشعارات التي كانت ترفعها، فكانت الخسارة لبعض الحركات حيثبدأت بالترحيب بفكرة الحوار مع أميركا والغرب، مع أن الدول الغربية لها مطامعومكاسب اقتصادية وسياسية للسيطرة على العالم الإسلامي.
- ضرب الحركات والأحزابالإسلامية ببعضها، حيث إن الجميع يعلم أن هذه الأنظمة لا تعطي هامشاً للعملللإسلاميين إلا وفق معايير مصلحية دقيقة، فعلى سبيل المثال عندما عانت إحدى الدولالعربية من الجماعات المسلحة في التسعينات شهدت التيارات الدعوية السلمية مساحة لابأس بها من النشاط الدعوي، وعندما تم القضاء على الحركات المسلحة قضاءً تاماً ودوّنقادة التيارات المسلحة مراجعاتهم، عادت للهراوة لتضرب الكثير من المنابر الدعويةللحركات.

- محاولة إلغاء الأحزاب، لإنهاء مواطن القوة في المجتمع، ومحاربة فكرةالحزبية ومضارها، والإبقاء على الحزب الحاكم، واستعمال كل الوسائل القذرة للبقاء فيالحكم؛ واتخذ لذلك عدة أساليب لمنع استغلال أي فكرة من قبل هذه الأحزاب لصالحها حتىولو كان الحزب صغيراً أو ضعيفاً.
- إنشاء أحزاب صغيرة غير فاعلة تمهيداًلإلغائها كلياً كما هو في العراق، واستمراء التجزئة لتصبح أمراً واقعاً يُدافع عنه،حتى باتت هذه الأحزاب راضية بوضعيتها، وتقبل بأن تعمل في إطار من الديكور السياسيليس أكثر؛ فتموت بذلك الحياة السياسية.


- استخدام الحركات المسماة معتدلة ذاتالطابع التربوي والدعوي لضرب الحركات المخلصة التي تدعو إلى التغيير الجذري.

- الالتفاف على ما يتبقى من الحركات والأحزاب لفصلها عن الأمة وتجريدها من شعاراتهاالإسلامية.
- تحميل الحركات الإسلامية جزءاً كبيراً من حالة التردي العام الذييعيشه المسلمون، وإيهام أن الحركات الإسلامية لا تحظى بالإجماع الشعبي لشعاراتهاالقائمة على ضرورة تغيير النظام، وأنها لا تملك برنامجاً واضحاً للتغيير.
أمابالنسبة للتعامل مع الأفراد:
فقد تم اتباع أساليب شتى لضرب الأفراد بالجماعاتوضرب الجماعات بالأحزاب وإيجاد فوضى عامة في المجتمع حيث عملت على ما يلي:
- السعي لإنهاء العمل الجماعي والحزبي وإبراز الفرد، والتركيز على عدم إشراك جيلالشباب في المسار السياسي والحزبي حيث أوجدت حالة خوف من الانخراط في العمل السياسيوالحزبي، ووصفت الأحزاب بالتخريبية وبالعمالة وهذا ما يجعل من الصعب الانخراط فيالحياة الحزبية والسياسية.

- سن قانون للأحزاب يدمر فكرة الانخراط فيها ويساهمفي جنوح الشباب عن العمل السياسي الحزبي.
- منع أي فكرة تعمل على التوحيدومحاربة فكرة التغيير التي تراود أفراد الأمة.


- التشكيك وطرح البدائل لزرع الشكفي قلوب الأجيال الجديدة من الشباب المتطلعة للتغيير.
- جعل الفقر الهم الوحيدلبعض الفئات ومن ضمنها الشباب، وأن السير في الحزبية سيزيد من الفقر والجوع. وزرعالحرص على الكسب السريع، وتنامي التطلُّعات الطبقية، وتفكيك روابط الأسرة، وشيوعالتغريب والتعلّق بما هو أجنبي في المظهر والسلوك.
- إشاعة فكرة أن مقياس النجاحهو في الميل إلى العمل الفردي والنفور من العمل الجماعي. والتدين الفردي وربط فكرةالنجاح بالمشاريع المادية.
- إبعاد مقياس الأعمال الشرعي عن تصرفات الفردالمسلم، وجعل اللاعبين والممثلين المثل الأعلى للشباب المسلم حيث علا شأن لاعبيالكرة والفنانين، في حين تراجعت حظوظ المفكرين والعلماء، وأصبحت الرياضة وخاصة كرةالقدم جزءاً من سياسة التغييب والتمييع الفكري واستراتيجية ممنهجة من أجل تحويلاهتمامات الشعوب إلى موقع آخر لا يسمن ولا يغني من جوع...

أما بالنسبة للتعاملمع الآمة فقد عمدت إلى ما يلي:
- تعرض مفهوم الأمة إلى أكبر حملة إفناء من ذاكرةالأمة لتفقد ذاتها ومقومات بقائها، فقبل هدم دولة الإسلام تعرض هذا المفهوم لمحاولةالتفتيت والإنهاء والتفكيك من قبل الكفار وأعوانهم من دعاة القوميين العرب والأتراكوغيرهم، وبدأ الغرب بتحميل الناس مفاهيم جديدة بديلة عنه لتمزيق هذا المفهوموتغييره، وبالتالي تجزئة الأمة الإسلامية على قاعدة (فرّق تسد) حتى تسهل السيطرةعليها، وكان ما كان، فقد هدمت الخلافة الإسلامية، وتم تفكيك مفهوم الأمة إلى شعوب،ثم قسمت الشعوب إلى طوائف وشعوب أصغر، حتى لا يدري المسلمون هل هم جزء من أمةإسلامية أو أمة عربية أو حتى أمة فلسطينية أو أمة مصرية... وحتى لا يدرون هل همقوميون أو اشتراكيون أو علمانيون... أي حتى يحيوا حياة (اللاهوية) والضياع.
- محاربة فكرة وحدة الأمة في كيان واحد والإبقاء على حال الأمة مجزأة، وزرع فكرة أنإعادة أمجاد الأمة يعد خياراً غير واقعي ولو على المدى البعيد، والمراهنة علىالتخلي عن العمل الجماعي ليبقى المسلم في حيرة من أمره تجاه دينه بهدف زعزعة ثقتهبه كي يتحول إلى إنسان منهك أو ضعيف. بحيث يبقى مترنحاً في حياته، وجاهلاً عما يدورمن حوله.

- إيجاد المناهج التعليمية على الأساس الذي وضعه المستعمر، والطريقةالتي تطبق عليها البرامج في المدارس والجامعات، حتى يقوم حشد من الموظفين الذينيحرسون هذه الثقافة الأجنبية ويطبقونها على المسلمين رغماً عنهم بفصل الدين عنالحياة، وإضعاف اللغة العربية عند المسلمين وفصل طاقتها عن الطاقة الإسلامية لجعلالشعوب الإسلامية شعوباً غير متبصرة.
- إبقاء عملية التغيير نظرية في بطونالكتب، وزرع فكرة أن حركة التغيير يجب أن يكون لها متطلبات فكرية وأساليب جديدةومفاهيم عملية قابلة للتطبيق.


- السعي لإيجاد مسلمين بمواصفات جديدة ليكونوانموذجاً يوافق طبيعة مرحلة الاستعمار الفكري، وذلك باستغلال وسائط إعلامها الخاصةمن محطات التلفزة أو الإذاعة أو الصحف والمطبوعات والمراسلين؛ ليتمكنوا من خلالهامن مخاطبة كل شريحة من شرائح المجتمع بواسطة وسائط إعلام خاصة بتسميات مختلفة تراعيالجنس والعمر والمهنة وطبيعة المجتمع ونوع الاهتمامات، فهناك وسائط إعلام للشباب (كإذاعة مونت كارلو) وأخرى للكهول (كإذاعة لندن) وأخرى للنساء أو المراهقين أوالأطفال، وأخرى مشتركة (كإذاعة صوت أميركا وفضائية الحرة) وفضائيات ومنابر إعلاميةللحوار ونشر الأفكار التي تهدم الأمة وتؤثر على العقول، وتعميم النموذج الأميركيوالغربي في كل مجال.
- محاولة إيجاد دين مشترك من خلال فكرة الحوار بين الأديان،والذي يهدف إلى تمييع أفكار الإسلام وإيجاد قواسم مشتركة بين المسلمين والكفاركأفراد وحركات ودول، فهم ينادون بفكرة أبناء إبراهيم، وإيجاد جوامع مشتركة بينالأديان تشمل العقيدة والأخلاق والثقافة الإنسانية بدعوى أن الجميع مؤمنون يعبدونالله، وتحديد بعض التعاريف والأبعاد الجديدة لكلمات الكفر والإلحاد والإيمانوالاعتدال والتطرف والأصولية، بحيث لا تكون هذه الكلمات عامل تفرقة بين أصحابالأديان. وما فكرة دعاة التيسير والوسطية بفهمها الخاطئ والعقلانية إلا لأجل مسايرةالواقع والرضوخ تحت ضغطه لإيجاد القواسم المشتركة بين المسلمين من جهة والنصارىواليهود من جهة أخرى، أي إيجاد أرضية مشتركة للأديان، وهي فكرة توحيد الأديان علىفكرة الصوفية والتي توحد القلب والعقل كما يقولون... وتجمع الأديان.
- إشاعةفكرة خبيثة أننا يمكن أن نختلف في العقيدة والفكر والمنهج والأسلوب ونلتقي عند نقطةواحدة ألا وهي حب الوطن والعمل لرفعته.
- التحرر من كل الأطر التنظيمية والحركيةفي العمل الإسلامي، وجعل الخيار الإسلامي عبر أعمال دعوية فردية، والرضا بالحدالأدنى من التدين.
- رفع شعار (الاعتدال) و(الانفتاح)، و(الوسطية) وهذا يؤول إلىنوع من الباطل حين يصار إلى تمييع الثوابت والعقائد، وفيه إساءة إلى الإسلام حيث إننشر فكرة الوسطية قد تبنتها الأنظمة الحاكمة لدورها في الاستقرار السياسي لهذهالأنظمة، وما الجوائز التي يحصل عليها دعاة الوسطية، وتكرار الظهور على الفضائيات،والدعم المالي لمواقع الوسطية على الإنترنت إلا خير دليل على ما تحققه من فوائدللأنظمة الحاكمة: فانطلاقاً من سمات الوسطية تنبني العلاقات مع المحيط على الاعتدالوالحوار المفتوح مع الجميع. فبالوسطية يريد الغرب أن يشيع بين الناس فكرة الاستفتاءعلى الأحكام الشرعية والأخذ برأي الأكثرية، وينشئ علاقة متوازنة مع الأنظمة حيثيتبنى التيار الوسطي منهج المشاركة في مؤسسات المجتمع وخصوصاً في المؤسساتالسياسية، كما يتبنى الإصلاح وفق الآليات الديمقراطية والنضال السلمي، ويعمل علىتوسيع دائرة حقوق الإنسان والحريات الفردية والجماعية.
- إشاعة فكرة أن عمليةالتغيير تكون بالتدرج وتكريس فكرة ولي الأمر الذي لا يسأل عما يفعل، لمنع حتىالنصيحة الفردية للحاكم إن قيلت.


- إشاعة فكرة حل النزاعات داخل المجتمعات دونعنف، وفي المقابل يؤدي كل من الغلو والتشدد إلى العديد من التأثيرات السلبيةالفردية والجماعية في محاولة لمحاربة الحركات الجهادية ودعاة التغيير بالعمل الماديلما يترتب عليه من سفك دماء المسلمين وغيرها من المفاسد.
- نشر الأفكار الوسطيةلتحل مكان أفكار الحركات الإسلامية التغييرية لتفكيك العمل الإسلامي الحزبيوالجماعي وحصره بالحزب الحاكم ودعاة الوسطية.


- السعي لسيطرة دعاة الوسطية علىالمؤسسات الإسلامية ودور الإفتاء لحصرها بهذا التيار وجعله هو المصدر الرئيسيللإسلام، وسحب البساط من تحت أقدام العلماء إلا علماء السلاطين وطلابالدنيا.

خاتمة
إن كل المناهج والخطط ومدى نجاحها في العمل ضد الإسلاموفائدتها لهم لن ترضي الأنظمة الحاكمة، ولن ترضي الغرب الكافر لخوفه من الإسلامالسياسي الذي يهدد أوروبا من جديد، بل ستسير بالخطط التي تبقي العالم الإسلاميممزقاً والمسلم تابعاً، وإبقاء حالة الغبش والضبابية والتردد والاضطراب في المجتمعلإيجاد شباب هش يعاني من انحراف في البوصلة، وإبعاده عن دينه ليسهل تدجينه وتوظيفهلخدمة الأنظمة العميلة ومن يرسم لها الخطط في أميركا وأوروبا، قال تعالى: (وَلَنْتَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ] (البقرة 120. [
لذلك لابد من إشاعة فكرة التغيير الجدية لحال الأمة الإسلامية،والتلبس بالعمل بها، وهذا لا يتأتى إلا بالعمل الجماعي والحزبي لا الفردي حسب وجهةنظر الإسلام في التغيير، وكما فعل (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولا بد لها من معرفةمواطن القوة في المجتمع وفي الأفراد والجماعات والأحزاب السياسية ورؤساء العشائروالعائلات الكبيرة والمؤسسات وقوى العسكر، وكلها يجب الاتصال بها وتجنيدها لفكرةالتغيير الصحيحة وكسب الأفراد الأقوياء هو الهدف الأول للعمل للتغيير.

ولا يمكنالحديث عن التغيير بمعزل عن القوى المؤثرة (المهيمنة على المجتمع) ودون التعرض لها،خاصة وأنها هي اللاعب الحقيقي الفعال للسياسات المتبعة في العالم الإسلامي، وهيالقادرة على كشف مخططاتها وفضحها وعدم التعامل معها لأنها ترتبط مع الفئة الحاكمةارتباطاً عضوياً
وأخيراً يجب أن نعلم أن الثقافة الغربية التي تنتشر بيننا لمتسقط علينا من السماء، وإنما جاءت عبر قنوات أرضية مبرمجة تلقفها بعض المضبوعينبعلم، وبعضهم بجهل ودون تدقيق، تلقفها باسم التطور الحداثة ومسايرة الواقع والرضوخله والتجديد والانفتاح وضرورة التعايش معه، والحقيقة على العكس تماماً، إذ يجب أننتعامل مع الحضارة الغربية على أنها حضارة صراع، أي يجب النظر إلى الحضارة الغربيةنظرة عداء، وأن كل اتصال مع المسلمين من قبل الغربيين هو اتصال من منطلق مادي عدائياستعماري.


إن الأمة الإسلامية يجب أن تكون واعية لما يجري من حولها من مؤامراتوتضليل، ويجب أن تكون دائمة المراقبة والتصدي المتواصل والحذر من دعاة على أبوابجهنم. ويجب على الواعين منها توجيه نقمة الناس إلى أنظمة الحكم في البلاد الإسلاميةللأعمال السياسية التي تقوم بها؛ لتصل الفكرة الإسلامية إلى مركز القيادة وينحسرتأثير الكفار عن المسلمين في القريب العاجل إن شاء الله سبحانه وتعالى.
قالتعالى: (وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَالَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) [آل عمران 186[.

منقول عن : مجلة الوعي ، العدد 289 ، السنة الخامسة والعشرون ،صفر 1432هـ ، كانونثاني/يناير 2011م






 
رد مع اقتباس
قديم 29-03-2011, 11:12 PM   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
نايف ذوابه
أقلامي
 
إحصائية العضو







نايف ذوابه غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى نايف ذوابه

افتراضي رد: حزب التحرير... طلب النصرة والانتقال من الدّعوة إلى الدّولة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طالب عوض الله مشاهدة المشاركة
أعذروني على التطفل

ما أظن الأخت مرام قد قصدت الاساءة للأستاذ ياسر

إنّما وكما فهمت من صياغتها الرد على الأستاذ ياسر رأت أنّه أخطأ بصورة أو أخرى شاكراً لكم جميعاً تقبلكم توضيحي....

ومعرفتي بطيب معدن الأخت مرام ودماثة خلقها شاهد على فهمي

إن رأى الأستاذ ياسر أو الأخت سلمى رشيد أي غضاضة في أسلوب الرّد فأعتذر للجميع نيابة عن الأخت مرام مؤكداً أنها لم تقصد الإساءة لأي كان بالتأكيد


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسعد الله مساءكم بكل خير

أخي طالب حفظك الله ورعاك وأكثر من أمثالك وجعل ما تسطره هنا في ميزان حسناتك

نحن هنا أسرة واحدة ونتسلح بحسن الظن ببعضنا وهدفنا هو خدمة الإسلام العظيم ولا يجوز أن يخطر بالبال أن أحدنا يريد أن يغض من قدر أخيه أو الحزب الذي ينتمي إليه إخوه لا سيما إذا كان حزبا أو جماعة إسلامية مخلصة يشهد لها عملها الدائب في العمل لرفعة الإسلام ونهضة المسلمين ..

نحن جميعا بما فينا الأخ ياسر نحتسب عملنا لله ولا ينبغي يؤخرنا عن مسعانا هذا كلمة هنا أو عبارة هناك تؤخر عملنا وجهدنا للحاق بالركب ومتابعة الأحداث .. فما نتسلح به من وعي وحسن ظن ببعضنا أكبر من أن يعيق حركتنا كلمة هنا أو عبارة هناك ..

الابنة مرام متحمسة وقد تكون حديثة عهد بمثل هذا العمل الجليل والحوار في هذه الموضوعات وها هي تتقدم ونتمنى لها التوفيق في منتدياتنا .. أما الأخ العزيز ياسر فهو أقلامي عتيد اعتدنا على حواراته التي نرجو أن تساهم في خدمة العمل الإسلامي وتقدمه ..

جزاكم الله خيرا جميعا ووفقكم الله لما يحب ويرضى ..

أخوكم






التوقيع

اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين
وأصلح لي شأني كله
لا إله إلا أنت
 
رد مع اقتباس
قديم 30-03-2011, 11:55 AM   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
طالب عوض الله
أقلامي
 
الصورة الرمزية طالب عوض الله
 

 

 
إحصائية العضو







طالب عوض الله غير متصل


افتراضي رد: حزب التحرير... طلب النصرة والانتقال من الدّعوة إلى الدّولة

رسالة مفتوحة إلى الداعية الدكتور عمرو خالد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الداعية الدكتور عمرو خالد
تناقلت وسائل الإعلام المختلفة اعتزامك تأسيس حزب سياسي يهدف إلى تحقيق التنمية المجتمعية ، معتمدا على اتساع القاعدة الجماهيرية المحيطة بك كداعية، خاصة مع دعوتك في السنوات الأخيرة إلى العمل المنظم، من خلال مشروعات شبابية تحمل اسم صناع الحياة في عدة محافظات مصرية .
جميل جدا منافستك لغيرك في الخير وتفكيرك بتأسيس حزب سياسي واهتمامك بقطاع الشباب؛ فهم أمل الأمة المنشود في استرجاع عزتها وسؤددها .
ومع هذه الهبَّة الجماهيرية في العالم الإسلامي ، وحالة الغليان ، ورياح التغيير التي تبشر بالخير،ونظرا لاتساع القاعدة الجماهيرية المحيطة بك ،واهتمامك بالشباب ؛فإنني أتوجه إليك بهذه الرسالة فإن الذكرى تنفع المؤمنين.
الداعية الدكتور عمرو خالد
تعلم أن العلماء هم خلفاء الله في عباده بعد الرسل، وقد قال الله تعالى بكم {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ }العنكبوت43 قال ابن كثير (أي وما يفهمها ويتدبرها إلا الراسخون في العلم، المتضلعون منه) . وقال جل وعلا: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَِ }الزمر9، وقال عزوجل: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }المجادلة11، وقال جل وعلا: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ }فاطر28
قال ابن كثير: "أي إنما يخشاه حق خشيته العلماء العارفون به، لأنه كلما كانت المعرفة للعظيم القدير العليم الموصوف بصفات الكمال، المنعوت بالأسماء الحسنى، كانت المعرفة به أتم والعلم به أكمل، وكانت الخشية له أعظم وأكثر".
ولما أراد الله تعالى بالعلماء خيراً فقههم في دينه وعلمهم الكتاب والحكمة ليكونوا سراجاً للعباد ومناراً للأمة.
وقد هيأ الله جل وعلا العلماء والدعاة ليوضحوا للناس ما التبس عليهم فهمه واستبهم، ويبينوا لهم معاني القرآن وكثيراً من أسراره وأحكامه وبلاغته .
الداعية الدكتور عمرو خالد
لا يخفى عليك ما آلت إليه الأمة الإسلامية بعد أن تحكم النظام الرأسمالي في العالم ، وعشعشت الحضارة الغربية في أذهان كثير من أبناء المسلمين ، وغيرت من سلوكهم ، وقد ساءت أوضاع كثير من بلاد المسلمين وهي تعاني من أعداء الله ؛ ففلسطين, وكشمير, وقبرص, وتيمور الشرقية ما زالت محتلة .
حل الضعف والذل والهوان ، وغاضت أحكام الإسلام من الأرض، وبلاد المسلمين مستعمَرة ومجزأة إلى عدة دويلات حتى وصلت إلى نحو خمس وخمسين دويلةً، نَصَّبوا على كل منها حاكماً يأمرونه فيأتمر وينهونه فينتهي، لا يملك أن يتخذ قرارا ولو بالذهاب لحضور مؤتمر ، ورسموا لهم سياسةً تقتضي أن يبذلوا الوسع لتطبيقها على المسلمين ، حتى أنهم أضاعوا فلسطين الأرض المباركة، مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعراجه .
أمام عدم الحكم بما أنزل الله لا بد من وقفة بل وقفات ؛فأنت وأمثالك من القادة ، يأمل فيكم قطاع واسع من الناس خاصة الشباب في عودة الأمة إلى سابق عهدها من العزة والمنعة والرفعة، وأنتم هداتها إلى طريق الأمن والأمان كلما كثرت الفتن واشتدت الأزمات .
الداعية الدكتورعمرو خالد
ولا يخفى عليك تقدم أعداء الأمة في طريق تغيير هوية الأمة ومحو أصالتها وتمييع شبابها بخطى حثيثة.
أمام هذا الوضع الأليم الذي تعيشه الأمة الإسلامية أوجه الدعوة لك أن تقوم بدورك بما تمتلك من علم وقدرة على التأثير في إنقاذ هذه الأمة ؛لإخراجها من هذه المآزق التي تمر بها، وفي إصلاحها وصيانتها وحفظها، وفي توجيهها نحو النصر على أعدائها.
وبضرورة مخاطبة الشباب خاصة وتوجيههم إلى القضية المصيرية للأمة الإسلامية ، وهي إعادة الخلافة.
الداعية الدكتورعمرو خالد
تعلم أن مخاطبة الناس وخاصة أصحاب الطاقات يجب أن يبرز فيها الحرص عليهم، كما النبي- صلى الله عليه وسلم- الذي بعثه الله – عزوجل للناس لإخراجهم من الظلمات إلى النور،بالمؤمنين رؤوف رحيم ؛ فالله تعالى يقول {إنّـا أرسلناك بالحق بشيراً ونذيراً} البقرة/119، {وبالحق أنزلناه وبالحق نزل وما أرسلناك إلا مبشراً ونذيراً} ، الإسراء/105، {يا أيها النبي إنّـا أرسلناك شاهداًومبشراً ونذيراً ، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً} الأحزاب/45 ـ 46.
أرسله الله رحمة للعالمين {وما أرسلناك إلاّ رحمةً للعالمين}الأنبياء/107؛
إن واجب الناس تجاه رسولهم هو التصديق برسالته، وبكل ما جاء به: {وماآتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} الحشر/7، وطاعته في كل أمر يأمربه: {قل أطيعوا الله والرسول} آل عمران/32. {يا أيها الذين آمنوا أطيعواالله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} النساء/59. وطاعة الرسول أمارة علىحبّ الله: {قل إن كنتم تحبّـون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكمذنوبكم} آل عمران/31، والمؤمنون مأمورون بالتأسي برسولهم الكريم، على النحوالذي جاء به: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة} الأحزاب/21. والرسولعليه الصلاة والسلام يأخذهم بالرحمة واللين، ويعفو عن مسيئهم، ويستغفرلمذنبهم، ويستشيرهم في أمرهم: {فبما رحمة من الله لِنتَ لهم ولو كنت فظاًغليظ القلب لانفضوا من حولك فاعفُ عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر} آلعمران/159.
الدكتور الداعية عمرو خالد
قال تعالى {لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم عزيز عليه ما عنتمحريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم }، التوبة/128صدق الله العظيم.
هذه الآية الكريمة، من أواخر سورة التوبة، وأخرج ابن أبي شيبة وابن جريروابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس عن أبيّ بن كعب قال: آخر آيةأنزلت على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وفي لفظ: آخر ما أنزل منالقرآن {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} إلى آخر الآية، والراجح أن آخر آية نزلتمن القرآن قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي منالربا إن كنتم مؤمنين }، أخرج ابن مردويه عن أنس قال: {قرأ رسول الله صلىالله عليه وعلى آله وسلم {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} فقال علي بن أبي طالب: يا رسول الله، ما معنى من أنفسكم؟ قال: نسباً وصهراً وحسباً ليس فيَّ ولافي آبائي من لدن آدم سفاح، كلنا نكاح، وأخرج الحاكم عن ابن عباس {أن رسولالله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قرأ: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} يعني منأعظمكم قدراً.} وأورد صاحب الظلال: [ولم يقل: جاءكم رسول منكم، ولكن قال{ من أنفسكم} وهي أشد حساسية وأعمق صلة، وأدلّ على نوع الوشيجة التي تربطهمبه، فهو بضعة من أنفسهم، تتصل بهم صلة النفس بالنفس، وهي أعمق وأحسّ.
{عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم }، أي يعز عليه الشيءالذي يعنت أمته ويشق عليها، وقد جاء في الحديث الشريف: {بعثت بالحنيفيةالسمحة}، وفي الصحيح: {إنّ هذا الدين يسر، وشريعته كلها سمحة كاملة، يسيرةعلى من يسّـرها اللـه تعالـى عليه} فالـرســول صلى الله عليه وعلى آله وسلملا يلقي أحداً من أمته في المهـالك، ولا يدفع به إلىالمهاوي، حتى إذا كلفكم بالجهاد وفي شدة القيظ، فليس ذلك استهانة منه بكم،ولا قسوة في قلبه عليكم، وإنما هي الرحمة في إحدى صورها، الرحمة بكم منالذل والهوان، والرحمة بكم من الذنب والخطيئة، والحرص عليكم أن يكون لكمشرف حمل الدعوة، وحظ رضوان الله، والجنة التي وعد المتقون، كما ورد فيظلال القرآن.
وقيل إن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم حريص عليكم أن تدخلوا الجنة،حريص عليكم أن تؤمنوا، وشحيح بان تدخلوا النار، وهو شديد الرأفة والشفقةوعظيم الرحمة بالمؤمنين. قال الحسين بن الفضل: لم يجمع الله لأحد منالأنبياء اسمين من أسمائه إلاّ للنبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلمفإنه قال: {بالمؤمنين رؤوف رحيم }، وقال تعالى: {إن الله بالناس لرؤوف رحيم}، الحج/65. وقال عبد العزيز بن يحيى: نظم الآية لقد جاءكم رسول من أنفسكمعزيزٌ، حريصٌ بالمؤمنين رؤوف رحيم، عزيز عليه ما عنتم، لا يهمه إلا شأنكم،وهو القائم بالشفاعة، فلا تهتموا بما عنتم ما أقمتم على سنته، فإنه لايرضيه إلا دخولكم الجنة.
وقد كان صحابته الكرام رضوان الله عليهم متأسين برسولهم الكريم في الحرصعلى المسلمين، وفي الرأفة بهم والإشفاق عليهم، وفي الحرص على سعادتهم فيالدنيا، وعلى هدايتهم إلى ما يرضي الله، والعالم كله يذكر قول عمر بنالخطاب رضي الله عنه: لو أن شاة عثرت بأرض العراق لحسبت أن الله سائلنيعنها، لِمَ لَمْ أعبّد لها الطريق.
أسوق هذه المزايا في رسولنا القائد، وفيخلفائه من بعده، لنرى هل من حكام المسلمين اليوم من يعزّ عليه عنت الأمةوشقاؤها وذلّها وهوانها؟! هل هم حريصون على دين الأمة وعقائدها ومقدساتها؟! هل منهم من يعزّ عليه أعراض المسلمين ودماؤهم وبلادهم وأموالهم؟! هل منحريص عليهم وعلى حاضرهم ومستقبلهم؟! أظن أن الإجابة محسومة بالنفي القاطع،ولهذا وفي كل مناسبة وذكرى للمسلمين ، تجب دعوةللمسلمين للاعتصام بحبل الله المتين وإيجاد حاكم من أنفسهم يسير فيهـم على سـنـة المصطفى،وعلى نهـج خلفـائـه وأصـحـابـه الأخـيـار الأبرار.
الدكتور الداعية عمرو خالد
أليس من الواجب في قيادة الجماهير الغفيرة من المسلمين العمل لإبراء ذمتهم أمام الله- عزوجل في كل شأن من شؤونهم خاصة فيما يتعلق بعلاقة العبد مع خالقه وبارئه ؛فذمة العبد مشغولة بعبادة الله وحده وأداء كل الالتزامات الشرعية على وجهها سواء فيما يتعلق باجتناب المحرمات أو أداء الفروض سواء ما كان منها فرض عين أو فرض كفاية.
وهذا يعني أن ذمة كل مسلم مشغولة ولا تبرأ إلا بقيام الفرض ،من هذه الفروض فرض إقامة نظام الحكم في الإسلام الذي فرضه رب العالمين وهو نظام الخـلافة، الذي يُـنصَّب فيه خليفة بالبيعة على كتاب الله وسنة رسوله للحكم بما أنزل الله. والأدلة على ذلك كثيرة مستفيضة من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة.
الدكتور الداعية عمرو خالد
من الواجب هنا أن نبين للمسلمين أنه لا تبرأ الذمة بالدعوة إلى الإسلام بشكل مفتوح وغير مبلور محدد مما يسمح للأفكار الأخرى أن تدخل الدعوة بحجة عدم مخالفتها لها، أو فيها مصلحة أو نحو ذلك.
فمَن كانت الدعوة لديه غير مبلورة الفكرة ولا واضحة المفاهيم، ولا محددة الأهداف...، فإنه لن يدرك كون الديمقراطية نظام كفر، ولن يدرك أن الاشتراكية ليست من الإسلام، ولن يدرك جريمة التشريع من البرلمان، وكذلك لن يدرك ماذا يجوز أخذه من علوم وصناعات عند الآخرين وما لا يجوز أخذه كالحضارة والمفاهيم عن الحياة، وقد يكون يصلي ويصوم، وذلك لكونه يدعو إلى الإسلام بشكل مفتوح، وهذا ما أصاب الأمة في أواخر الدولة، حيث كان واضحاً عدمُ تمييز العلماء المسلمين حينها بين ما يجوز أخذه من الغرب من علوم وصناعات واختراعات، وبين ما لا يجوز أخذه من حضارة ومفاهيم عن الحياة.
ولا تبرأ الذمة بالتوفيق بين الإسلام وبين الغرب في الثقافة والعلوم، في الحضارة والمدنية، كمن سُمّوا بعلماء النهضة أو علماء الإصلاح أو العلماء العصريين.
هؤلاء وأمثالهم لم تبرأ ذمتهم فقط ، فمن هؤلاء العلماء انطلق فهم الإسلام المفتوح، حيث فتح باب فهم الإسلام على مصراعيه، وصار يدخله ما ليس منه، وصارت القواعد الشرعية بدل أن تكون ضوابط في الفهم، ومانعة من الخروج عن الشرع، أصبحت هي المفتاح الذي فتح هذا الباب، وصار الإسلام عندهم يفسر بما لا تحتمله نصوصه ليوافق المجتمع الحاضر والفكر الغالب، واستحدثت من أجل ذلك قواعد كلية لا سند شرعياً لها، تتفق مع هذه النظرة من مثل (لا ينكر تغير الأحكام بتغير الزمان والمكان) و(العادة محكمة) و(ما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن) وفسروا كثيراً من النصوص الشرعية تفسيراً يراد منه تعطيلها كالقول إن الجهاد دفاعي، وتعدد الزوجات لا يكون إلا بأسباب كالمرض أو العقم
ولا تبرأ الذمة بالدعوة إلى الإسلام بشكل"عام" ،أي بالدعوة لعموم الإسلام دون تفاصيل معالجاته، فيقول مثلاً "الإسلام هو الحل" "والإسلام يحقق الفوز في الدارين" " والإسلام هو أحسن نظام"... وأمثال ذلك، فإذا سألته عن معالجات الإسلام لأنظمة الحياة سكت، وإن سألته عن دولة الإسلام التي تطبق أنظمته صمت، وإن سألته عن كيفية تغيير الأنظمة الحالية إلى نظام الإسلام اضطرب وتلعثم ونظر حوله وتشنج ، هذا إن لم يبتعد عنك يسابق الريح طلبا للسلامة.
أما ما الدليل على عدم جواز الدعوة للإسلام بشكل عام مفتوح، فإنه مستفيض في كتاب الله سبحانه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فكما قال الله سبحانه: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلَامُ} {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ}، ذكر كذلك آيات الحكم والاقتصاد والعلاقات الزوجية، وعدم موالاة الكافرين، ورجم الزاني وقطع يد السارق، ثم بين أن أنظمة الإسلام أنظمة مميزة لا يختلط فيها غيرها {حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} { لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا}... وكثير غيرها في كتاب الله سبحانه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
أيها الدكتور الداعية عمرو خالد
أليست كافة البلاد الإسلامية، لا يُطبَّق فيها الإسلام ؟، وهي مفتوحة للسفارات الأجنبية كأنها الحاكم الحقيقي؛ فحولت البلاد الإسلامية إلى مناطق صراع وأزمات اقتصادية وسياسية واجتماعية وفتن واقتتال داخلي يحصد الأرواح بأعداد هائلة ويهدر مقدرات الأمة .
أليس الحفاظ على وحدة بلدان العالم الإسلامي واجب شرعي؟؟؛فلا يصح الانجرار وراء من يدعو إلى تقسيم البلاد بحجة فساد النظام، فبدلا من المطالبة بتقسيم البلاد إلى أجزاء متناثرة يجب أن تتحرك الشعوب لمطالبة حكامها برفع الظلم عن الناس وتحصيل الحقوق، وإنكار منكرات النظام، وإجباره على رعاية شؤون الناس رعاية صحيحة وفق أحكام الإسلام، كل ذلك واجب على المسلمين، ولكن لا يصح بحال من الأحوال تمزيق أي بلد من بلاد المسلمين إلى مزق وكيانات كرتونية يُنصَّب عليها من يكون تابعا للأجنبي ، يطبق سياساته .
ألا يكفي أن الكفار قد مزقوا العالم الإسلامي إلى أكثر من سبعة وخمسين مزقه، ونصبوا حكاما متسلطين على رقاب الأمة، يسومونها جميع أصناف الذل والهوان والعذاب، وإذا اجتمعوا تآمروا وإذا تفرقوا تناحروا،فأضاعوا البلاد والعباد، فكانوا عاراً وسبةً على هذه الأمة الإسلامية الكريمة.
ألا يفرض الشرع الإسلامي أن يكون المسلمون جميعاً في دولة واحدة، وأن يكون لهم خليفة واحد لا غير؟؟.
ألا يحرم شرعاً أن يكون للمسلمين في العالم أكثر من دولة واحدة، وأكثر من خليفة واحد؟؟
هل آن الأوان لكل الدعاة أن يبينوا أن القضية المصيرية للمسلمين في العالم أجمع هي إعادة الحكم بما أنزل الله ، عن طريق إقامة الخلافة بنصب خليفة للمسلمين يُبايع على كتاب الله وسنة رسوله ليهدم أنظمة الكفر ، ويضع أحكام الإسلام مكانها موضع التطبيق والتنفيذ ، ويحول البلاد الإسلامية إلى دار إسلام ، والمجتمع فيها إلى مجتمع إسلامي ، ويحمل الإسلام رسالة إلى العالم أجمع بالدعوة والجهاد .
الدكتور الداعية عمرو خالد
لا تبرأ الذمة إلا بالعمل الجاد والمخلص مع الجماعة المبرئة للذمة ، ومن أهم مواصفاتها أن يكون لها أمير واجب الطاعة وأنها إسلامية مبدئية، سياسية، عالمية، تعمل لاستئناف الحياة الإسلامية بطريقة شرعية وليست عقلية { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}.
الداعية الدكتور عمرو خالد
إن الأمة الإسلامية عبر تاريخها الطويل كثر فيها العلماء البررة أصحاب المواقف الجريئة كالعز بن عبد السلام ؛ففي سنة 639هـ تحالف الصالح إسماعيل مع الصليبيين ضد ابن أخيه نجم الدين أيوب وأعطاهم نظير ذلك مدينة صيدا الساحلية وقلعة الشقيف، وأباح لهم دخول دمشق وذلك لأول مرة منذ اشتعال الحملات الصليبية، وأباح لهم شراء السلاح والمؤن، وكان العز بن عبد السلام وقتها خطيب الجامع الأموي ومفتي الشافعية ورأس علماء دمشق، فصعد الشيخ العز على منبر الجامع يوم الجمعة وألقى خطبة نارية من العيار الثقيل أفتى فيها بحرمة البيع والشراء مع الصليبيين، وشدد على التحريم وأنكر على الصالح إسماعيل فعلته، وفي آخر الخطبة ترك الدعاء للصالح إسماعيل كما هي العادة وقال بدلاً من ذلك قولته المشهورة التي صارت مثلاً سائرًا ودعاء متداولاً: (اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد، يعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك ويأمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر).
فلا بد أن تكون لك كلمة نافذة ومكانة مرفوعة، وصورة واضحة لدى الناس لتأخذ مكانها في حياة الأمة، وذلك بالثبات على هذا الدين ، وقول كلمة الحق مهما كلفت، والتضحية من أجل الدعوة والثبات {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا * لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا } .
لا بد من التغيير الجذري، ولا بد من حمل الدعوة الإسلامية ، لا بد من إعادة الخلافة مع العاملين الذين يتقون الله – عز وجل - وقد قال تعالى : {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً }الكهف28 .
الداعية الدكتور عمرو خالد
إنك تمتلك علما غزيرا وتأثيرا كبيرا ؛ فليكن لجيوش الأمة الإسلامية نصيب وحظ وافر ليتحركوا نصرة لدينهم وخالقهم وتوحيد أمتهم {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ }النور54 .
عاهد ناصرالدين






 
رد مع اقتباس
قديم 26-05-2011, 01:03 PM   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
طالب عوض الله
أقلامي
 
الصورة الرمزية طالب عوض الله
 

 

 
إحصائية العضو







طالب عوض الله غير متصل


جديد رد: حزب التحرير... طلب النصرة والانتقال من الدّعوة إلى الدّولة

من أساسيات قواعد التشريع الإسلامي


العقيدة الإسلامية هي أساس الدولة، بحيث لا يتأتى وجود شيء في كيانها أو جهازها أو محاسبتها أو كل ما يتعلق بها، إلاّ بجعل العقيدة الإسلامية أساساً له. وهي في نفس الوقت أساس الدستور والقوانين الشرعية بحيث لا يُسمح بوجود شيء مما له علاقة بأي منهما إلاّ إذا كان منبثقاً عن العقيدة الإسلامية.
بسم الله الرحمن الرحيم
تنشأ الدولة بنشوء أفكار جديدة تقوم عليها، ويتحول السلطان فيها بتحول هذه الأفكار، لأن الأفكار إذا أصبحت مفاهيم –أي إذا أُدرِك مدلولها وجرى التصديق بها- أثّرت على سلوك الإنسان، وجعلت سلوكه يسير بحسب هذه المفاهيم، فتتغير نظرته إلى الحياة، وتبعاً لتغيرها تتغير نظرته إلى المصالح. والسلطة إنّما هي رعاية هذه المصالح والإشراف على تسييرها. ولذلك كانت النظرة إلى الحياة هي الأساس الذي تقوم عليه الدولة وهي الأساس الذي يوجد عليه السلطان. إلاّ أن النظرة إلى الحياة إنّما توجِدها فكرة معينة عن الحياة، فتكون هذه الفكرة المعيّنة عن الحياة هي أساس الدولة وهي أساس السلطان. ولمّا كانت الفكرة المعيّنة عن الحياة تتمثل في مجموعة من المفاهيم والمقاييس والقناعات كانت هذه المجموعة من المفاهيم والمقاييس والقناعات هي التي تعتبر أساساً والسلطة إنّما تَرعي شؤون الناس وتشرف على تسيير مصالحهم بحسب هذه المجموعة، ولذلك كان الأساس مجموعة من الأفكار وليس فكرة واحدة، وهذه المجموعة من الأفكار قد أوجَدت بمجموعها النظرة إلى الحياة وتبعاً لها وُجدت النظرة إلى المصالح وقام السلطان بتسييرها حسب هذه النظرة. ومن هنا عُرفت الدولة بأنها كيان تنفيذي لمجموعة المفاهيم والمقاييس والقناعات التي تقبّلتها مجموعة من الناس.
هذا بالنسبة للدولة من حيث هي دولة، أي من حيث هي سلطان يتولى رعاية المصالح ويشرف على تسييرها. إلاّ أن هذه المجموعة من الأفكار التي تقوم عليه الدولة، أي مجموعة المفاهيم والمقاييس والقناعات، إما أن تكون مبنية على فكر أساسي أو ليست مبنية على فكر أساسي، فإن كانت مبنية على فكر أساسي فإنها تكون متينة البنيان وطيدة الأركان ثابتة الكيان، لأنها تستند إلى أساسٍ ما بعده أساس، لأن الفكر الأساسي هو الفكر الذي لا يوجد وراءه فكر ألا وهو العقيدة العقلية، فتكون الدولة حينئذ مبنية على عقيدة عقلية. وأمّا إن كانت الدولة غير مبنية على فكر أساسي فإن ذلك يسهّل أمر القضاء عليها، ويكون ليس من الصعب تحطيم كيانها وانتزاع سلطانها، لأنها لم تُبنَ على عقيدة واحدة ينبثق عنها وجودها، فيكون من غير الصعب إزالتها. ولهذا كان لا بد للدولة حتى تكون ثابتة الكيان من أن تكون مبنية على عقيدة عقلية تنبثق عنها الأفكار التي وُجدت الدولة على أساسها، أي عقيدة عقلية تنبثق عنها المفاهيم والمقاييس والقناعات التي تمثل فكرة الدولة عن الحياة، وبالتالي نظرة هذه الدولة االى الحياة، تلك النظرة التي ينتج عنها نظرتها إلى المصالح.
والدولة الإسلامية إنّما تقوم على العقيدة الإسلامية، لأن مجموعة المفاهيم والمقاييس والقناعات التي تقبّلتها الأمّة إنّما تنبثق عن عقيدة عقلية، وقد تقبّلت الأمّة أولاً هذه العقيدة واعتنقتها عقيدة يقينية عن دليل قطعي، فكانت هذه العقيدة هي فكرتها الكلية عن الحياة، وبحسبها كانت نظرتها إلى الحياة ونتجت عنها نظرتها إلى المصالح، وعنها أخذت الأمّة مجموعة المفاهيم والمقاييس والقناعات. ولذلك كانت العقيدة الإسلامية هي أساس الدولة الإسلامية. ثم إن الدولة الإسلامية أقامها الرسول صلى الله عليه وسلم على أساس معيّن فيجب أن يكون هذا الأساس هو أساس الدولة الإسلامية في كل زمان ومكان، فإنه عليه السلام حين أقام السلطان في المدينة وتولى الحكم فيها أقامه على العقيدة الإسلامية من أول يوم ولم تكن آيات التشريع قد نزلت بعد، فجعل شهادة أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمداً رسول الله أساس حياة المسلمين وأساس العلاقات بين الناس، وأساس دفع التظالم وفصل التخاصم، أي أساس الحياة كلها وأساس السلطان والحكم. ثم لم يكتف بذلك بل شرع الجهاد وفرضه على المسلمين لحمل هذه العقيدة للناس، قال صلى الله عليه وسلم: (أُمرتُ أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلاّ الله محمد رسول الله، فإنْ قالوها عَصموا مني دماءهم وأموالهم إلاّ بحقها)، ثم جعل المحافظة على استمرار وجود العقيدة أساساً للدولة فرضاً على المسلمين وأمر بحمل السيف والقتال إذا ظهر الكفر البواح، أي إذا لم تكن هذه العقيدة أساس السلطان والحكم، فقد سئل عن الحكام الظلمة أنُنابذُهم بالسيف؟ قال: (لا، ما أقاموا الصلاة) وجَعل بيعته أن لا ينازِع المسلمون أولي الأمر إلاّ أن يروا كفراً بواحاً، ففي حديث عوف بن مالك عن شرار الأئمة (قيل: يا رسول الله أفلا نُنابذُهم بالسيف؟ قال: لا، ما أقاموا فيكم الصلاة) وفي حديث عُبادة بن الصامت في البيعة (وأن لا ننازِع الأمر أهله إلاّ أن تروا كفراً بواحاً) ووقع عند الطبراني (كفراً صراحاً) ووقع في رواية (إلاّ أن تكون معصية الله بواحاً). فهذا كله يدل على أن أساس الدولة هو العقيدة الإسلامية، إذ أن الرسول أقام السلطان على أساسها وأمر بحمل السيف في سبيل بقائها أساساً للسلطان، وأمر بالجهاد من أجلها. وبناء على هذا وُضعت المادة الأولى من الدستور، ومنعت من أن يكون لدى الدولة أي مفهوم أو قناعة أو مقياس غير منبثق عن العقيدة الإسلامية، إذ لا يكفي أن يُجعل أساس الدولة اسماً هو العقيدة الإسلامية بل لا بد أن يكون وجود هذا الأساس فيها ممثَّلاً في كل شيء يتعلق بوجودها، وفي كل أمر دَقَّ أو جَلَّ من كافة أمورها، فلا يجوز أن يكون لدى الدولة أي مفهوم عن الحياة أو الحكم إلاّ إذا كان منبثقاً عن العقيدة الإسلامية ولا تسمح بمفهوم غير منبثق عنها، فلا يُسمح بمفهوم الديمقراطية أن يُتبنى في الدولة لأنه غير منبثق عن العقيدة الإسلامية فضلاً عن مخالفته للمفاهيم المنبثقة عنها. ولا يجوز أن يكون لمفهوم القومية أي اعتبار لأنه غير منبثق عن العقيدة الإسلامية فضلاً عن أن المفاهيم المنبثقة عنها جاءت تذمّه وتنهى عنه وتبين خطره. ولا يصح أن يكون لمفهوم الوطنية أي وجود لأنه غير منبثق عن هذه العقيدة فضلاً عن أنه يخالف ما انبثق عنها من مفاهيم. وكذلك لا يوجد في أجهزة الدولة وزارات بالمفهوم الديمقراطي، ولا في حكمها أي مفهوم امبراطوري أو ملكي أو جمهوري لأنها ليست منبثقة عن عقيدة الإسلام وهي تخالف المفاهيم المنبثقة عنها. وأيضاً يُمنع منعاً باتاً أن تجري محاسبتها على أساس غير العقيدة الإسلامية لا من أفراد ولا من حركات ولا من تكتلات، فتُمنع مثل هذه المحاسبة التي تقوم على أساس غير العقيدة الإسلامية، ويُمنع قيام حركات أو تكتلات على أساس غير العقيدة الإسلامية. فإنّ كون العقيدة الإسلامية أساس الدولة يحتم هذا كله منها ويوجبه على الرعية التي تحكمها، فإن حياتها بوصفها دولة وحياة كل أمر منبثق عنها بوصفها دولة وكل عمل متصل بها بوصفها دولة وكل علاقة توجَد معها بوصفها دولة يجب أن يكون أساسه هو عقيدة الدولة وهي العقيدة الإسلامية.
وأمّا الأمر الثاني في المادة فإن دليلها أن الدستور هو القانون الأساسي للدولة، فهو قانون، والقانون هو أمر السلطان، وقد أمر الله السلطان أن يحكم بما أنزل الله على رسول الله، وجعل مَن حكم بغير ما أنزل الله كافراً إن اعتقد به واعتقد بعدم صلاحية ما أنزل على رسوله، وجعله عاصياً إن حكم به ولم يعتقده، فدل ذلك على أن الإيمان بالله وبرسول الله يجب أن يكون أساس ما يأمر به السلطان أي أساس القانون وأساس الدستور. أمّا أمر الله السلطان بأن يحكم بما أنزل الله أي بالأحكام الشرعية فثابت في الكتاب والسنّة، قال الله تعالى: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يُحكِّموك فيما شجر بينهم) وقال: (وأنِ احكُم بينهم بما أنزل الله)، وحصر تشريع الدولة بما أنزل الله محذراً من الحكم بغيره، قال تعالى: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) وقال صلى الله عليه وسلم: (كل عمل ليس عليه أمرنا فهو رَد)، فهذا يدل على أن تشريعات الدولة محصورة بما ينبثق عن العقيدة الإسلامية، وهي الأحكام الشرعية التي نعتقد أن الله أنزلها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، سواء أكان إنزالها صريحاً بأن قال هذا حُكم الله وهو ما تضمنه الكتاب والسنّة وما أجمع عليه الصحابة بأنه حكم الله، أم كان إنزالها غير صريح بأن قال هذه علامة حكم الله، وهو ما يؤخذ بالقياس الذي علّته شرعية. ولهذا وًضع الأمر الثاني من المادة.
ثم إنه لمّا كانت أفعال العباد قد جاء خطاب الشارع ملزِماً التقيد به، لذلك كان تنظيمها آتياً من الله، وجاءت الشريعة الإسلامية متعلقة بجميع أفعال الناس وجميع علاقاتهم سواء أكانت علاقتهم مع الله أم علاقتهم مع أنفسهم أم علاقتهم مع غيرهم. لذلك لا محل في الإسلام لسنّ قوانين من قِبل الناس لتنظيم علاقاتهم، فهم مقيَّدون بالأحكام الشرعية، قال تعالى: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) وقال: (ما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخِيَرةُ من أمرهم) وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله فرض فرائض فلا تُضيّعوها، ونهى عن أشياء فلا تنتهكوها، وحَدّ حدوداً فلا تعتدوها) وقال عليه الصلاة والسلام: (ومن أَحدَث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رَد). فالله هو الذي شرع الأحكام وليس السلطان، وهو الذي أجبرهم وأجبر السلطان على اتّباعها في علاقاتهم وأعمالهم، وحصرهم بها، ومنعهم من اتّباع غيرها. ولهذا لا محل للبشر في وضع أحكام لتنظيم علاقات الناس، ولا مكان للسلطان في إجبار الناس أو تخييرهم على اتّباع قواعد وأحكام من وضع البشر في تنظيم علاقاتهم.
منقول عن : مقدمة الدستور أو الأسباب الموجبة له – من منشورات حزب التحرير






 
رد مع اقتباس
قديم 28-05-2011, 05:10 PM   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
طالب عوض الله
أقلامي
 
الصورة الرمزية طالب عوض الله
 

 

 
إحصائية العضو







طالب عوض الله غير متصل


افتراضي رد: حزب التحرير... طلب النصرة والانتقال من الدّعوة إلى الدّولة

الخليفة والخياط
بسم الله الرحمن الرحيم
جاء في لسان العرب:
الوَزْعُ: كَفُّ النفْسِ عن هَواها.
وزَعَه وبه, يَزَعُ يَزِعُ وزْعاً: كفَّه فاتَّزَعَ هو أَي كَفَّ.

وفي الحديث: (مَن يَزعُ السلطانُ أَكثرُ ممن يَزعُ القرآنُ) معناه أَنّ مَن يَكُفُّ عن ارتِكابِ العَظائِم مَخافةَ السلطانِ أَكثرُ ممن تَكُفُّه مخافةُ القرآنِ واللهِ تعالى، فمن يكفُّه السلطانُ عن المعاصي أَكثر ممن يكفه القرآنُ بالأَمْرِ والنهيِ والإِنذار.
وفي بعض الكلام: "ما يَزعُ السُّلطانُ أكثَرُ مِمَّا يَزعُ القرآن"، أي إنَّ النَّاسَ للسُّلطان أخْوَف.

وروى أبو بكر البرقاني والقاضي أبو العلاء الواسطي ومحمد بن الحسين بن احمد بنبكير ومحمد بن المؤمل الدفع وأحمد بن محمد العتيقي أخبرنا أبو بكر البرقاني أخبرنااحمد بن الحسين الهمذاني أبو حامد حدثنا احمد بن الحارث بن محمد بن عبد الكريمحدثنا جدي محمد حدثنا الهيثم بن عدى حدثنا عبيد الله بن عمر بن نافع عن بن عمر قال: (سمعت عمر بن الخطاب يقول لما يزع الله بالسلطان أعظم مما يزع بالقرآن). تاريخ بغداد ج: 4 ص: 107

وروى ابن شبة في تاريخ المدينة قال حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد قال حدثنايحيى بن سعيد أن عثمان رضي الله عنه قال : ( ما يزع السلطان الناس أشد مما يزعهمالقرآن). ذكره في جامع الأصول

وجاء في البداية والنهاية لابن كثير رحمه الله في المجلد الحادي عشر (في ترجمة الخليفة العباسي المعتضد) قال:

ذكر القاضي أبوالحسن محمد بن عبد الواحد الهاشمي عن شيخ من التجار قال:
أن تاجرا من ضعفاء الناس كان له على بعض الكبراء مال كثير..
فماطله ومنعه حقه .. وكلما طالبه الفقير به آذاه .. وأمر غلمانه بضربه ..
فاشتكاه إلى قائد الجند .. فما زاده ذلك إلا منعاً وجحوداً ..
قال هذاالضعيف المسكين :
فلما رأيت ذلك يئست من المال الذي عليه ودخلني غمّ من جهته .. فبينما أنا حائر إلى
من أشتكي ..
إذ قال لي رجل : ألا تأتي فلاناً الخياطإمام المسجد ..
فقلت : ما عسى أن يصنع خياط من هذا الظالم ؟ وأعيان الدولة لميقطعوا فيه !
فقال : الخياط هو أقطع وأخوف عنده من جميع من اشتكيتَ إليه .. فاذهب لعلك أن تجد
عنده فرجاً ..
قال : فقصدته غير محتفل في أمره .. فذكرتله حاجتي ومالي وما لقيت من هذا الظالم ..
فقام وأقفل دكانه .. ومضى يمشيبجانبي حتى وصل إلى بيت الرجل .. وطرقنا الباب ..
ففتح الرجل الباب مغضباً .. فلما رأى الخياط .. فزع .. وأكرمه واحترمه ..
فقال له الخياط : أعط هذا الضعيفحقه ..
فأنكر الرجل وقال : ليس له عندي شيء ..
فصاح به الخياط وقال : ادفعإلى هذا الرجل حقه وإلا أذنتُ ..
فتغير لون الرجل ودفع إليّ حقي كاملاً ..
ثم انصرفنا ..
وأنا في أشد العجب من هذا الخياط .. مع رثاثة حاله .. وضعفبنيته .. كيف انطاع
وانقاد ذلك الكبير له ..
ثم إني عرضت عليه شيئاً منالمال فلم يقبل ..
وقال : لو أردتُ هذا لكان لي من المال مالا يحصى ..
فسألته عن خبره وذكرت له تعجبي منه .. فلم يلتفت إليَّ .. فألححت عليه ..
وقلت : لماذا هددته بأن تؤذن ؟! ..
قال : قد أخذت مالك فاذهب .. قلت : لابدَّ والله أن تخبرني ..
فقال : إن سبب ذلك أنه كان عندنا قبل سنين في جوارناأميرٌ تركي من أعالي الدولة
وهو شاب حسن جميل .. فمرت به ذات ليلة امرأة حسناءقد خرجت من الحمام وعليها ثياب
مرتفعة ذات قيمة ..
فقام إليها وهو سكران .. فتعلق بها .. يريدها على نفسها .. ليدخلها منزله ..
وهي تأبى عليه وتصيح بأعلىصوتها .. وتستغيث بالناس .. وتدافعه بيديها ..
فلما رأيت ذلك ..قمت إليه .. فأنكرت عليه .. وأردت تخليص المرأة من بين يديه ..
فضربني بسكين في يده فشجرأسي وأسال دمي .. وغلب المرأة على نفسها فأدخلها منزله
قهراً ..
فرجعتوغسلتُ الدم عني وعصبت رأسي .. وصحت بالناس وقلت :
إن هذا قد فعل ما قد علمتمفقوموا معي إليه لننكر عليه ونخلص المرأة منه ..
فقام الناس معي فهجمنا عليه فيداره فثار إلينا في جماعة من غلمانه بأيديهم العصي
والسكاكين يضربون الناس .. وقصدني هو من بينهم فضربني ضرباً شديداً مبرحاً حتى
أدماني .. وأخرجنا من منزلهونحن في غاية الإهانة والذل ..
فرجعت إلى منزلي وأنا لا أهتدي إلى الطريق منشدة الوجع وكثرة الدماء ..
فنمت على فراشي فلم يأخذني النوم .. وتحيرتُ ماذاأصنع .. والمرأة مع هذا الفاجر ..
فأُلهمتُ أن أصعد المنارة .. فأؤذنَ للفجر فيأثناء الليل .. لكي يظن الخبيث أن
الصبح قد طلع فيخرجها من منزله ..
فتذهبإلى منزل زوجها ..
فصعدت المنارة وبدأت أؤذن وأرفع صوتي ..
وجعلت أنظر إلىباب داره فلم يخرج منه أحد .. ثم أكملت الأذان فلم تخرج المرأة ولم
يفتح الباب ..
فعزمت على أنه إن لم تخرج المرأة .. أقمتُ الصلاة بصوت مسموع .. حتى يتحققالخبيث
أن الصبح قد بان ..
فبينما أنا أنظر إلى الباب .. إذ امتلأت الطريقفرساناً وحرساً من السلطان ..
وهم يتصايحون : أين الذي أذن هذه الساعة ؟ويرفعون رؤوسهم إلى منارة المسجد ..
فصحت بهم : أنا الذي أذنت .. وأنا أريد أنيعينوني عليه ..
فقالوا : انزل ! فنزلتُ ..
فقالوا : أجِب الخليفة .. ففزعت .. وسألتهم بالله أن يسمعوا القصة فأبوا .. وساقوني
أمامهم .. وأنا لا أملك مننفسي شيئاً حتى أدخلوني على الخليفة ..
فلما رأيته جالساً في مقام الخلافةارتعدتُ من الخوف وفزعتُ فزعاً شديداً ..
فقال : ادنُ فدنوتُ ..
فقال لي : ليسكُن روعك وليهدأ قلبك .. وما زال يلاطفني حتى اطمأننت وذهب خوفي ..
فقال لي : أنت الذي أذنت هذه الساعة ؟
قلت : نعم يا أمير المؤمنين ..
فقال : ماحملك على أن أذنت هذه الساعة .. وقد بقى من الليل أكثر مما مضى منه ؟
فتغرَّبذلك الصائم والمسافر والمصلي وتفسد على النساء صلاتهن ..
فقلت : يؤمّنني أميرُالمؤمنين حتى أقصَّ عليه خبري ؟
فقال : أنت آمن .. فذكرتُ له القصة .. فغضبغضباً شديداً ..
وأمر بإحضار ذلك الرجل والمرأة فوراً .. فأُحضرا سريعاً فبعثبالمرأة إلى زوجها مع
نسوة من جهته ثقات .. ثم أقبل على ذلك الرجل فقال له :
كم لك من الرزق ؟ وكم عندك من المال ؟ وكم عندك من الجواري والزوجات ؟ فذكر له
شيئاً كثيراً ..
فقال له : ويحك أما كفاك ما أنعم الله به عليك حتى انتهكتحرمة الله .. وتعديت على
حدوده .. وتجرأت على السلطان ؟!
وما كفاك ذلك ..
حتى عمدت إلى رجل أمرك بالمعروف ونهاك عن المنكر .. فضربته وأهنته وأدميته ؟!
فلم يكن له جواب .. فغضب السلطان ..
فأمر به فجُعل في رجله قيد وفي عنقهغلّ ثم أمر به فأدخل في كيس ..
وهذا الرجل يصيح ويستغيث .. ويعلن التوبةوالإنابة .. والخليفة لا يلتفت إليه ..
ثم أمر الخليفة به فضرب بالسكاكين ضرباًشديداً حتى خمد ..
ثم أمر به فأُلقيَ في نهر دجلة فكان ذلك آخر العهد ..
ثمقال لي الخليفة :
كلما رأيتَ منكراً .. صغيراً كان أو كبيراً ولو على هذاوأشار إلى صاحب الشرطة
فأعلِمْني ..
فإن اتفق اجتماعُك بي وإلا فعلامة مابيني وبينك الأذان .. فأذّن في أي وقت كان ..
أو في مثل وقتك هذا .. يأتك جنديفتأمرهم بما تشاء ..
فقلت : جزاك الله خيراً .. ثم خرجت ..
فلهذا : لا آمرأحداً من هؤلاء بشيء إلا امتثلوه .. ولا أنهاهم عن شيء إلا تركوه
خوفاً من المعتضد وما احتجت أن أؤذن في مثل تلك الساعة إلى الآن. انتهى


الخلاصة:
1. السلطان او الخليفة ظل الله في الأرض يأوي اليه كل ضعيف وملهوف, وهو الذي لا يُستغنى عنه طرفة عين, كيف لا وهو أقوى الأسباب التي بها يصلح أمور خلقه و عباده, ففيه من القدرة والسلطان والحفظ والنصرة وغير ذلك من معاني السؤدد التي بها قوام الخلق, ما يشبه أن يكون ظل الله في الأرض, فإذا صلح ذو السلطان صلحت أمور الناس, وإذا فسد فسدت بحسب فساده, كما قال إبن تيمية رحمه الله في كتابه الفتاوى الكبرى شارحاً قول النبي صلى الله عليه وسلم: (السلطان ظل الله في الأرض يأوي إليه كل مظلوممن عباده) رواه البزار وابن حبان‏ عن أنس‏ بنمالك ورواه عنه الديلمي‏ _ ‏فيض القدير شرح الجامع الصغير
2. أن الأصل في المجتمع الإسلامي السليم أنه يعرفالمعروف ويرضاه ويأمر به . وأنه ينكر المنكر ويأباه وينهى عنه. لذلك اعتبر ذلكالعلماء علامة بينة على مدى سلامة مجتمع ما، أو فساده بالإجمال. وما واقعنا اليومومجتمعاتنا تموج بالمنكرات والمحرمات والبدع والأهواء والإعراض عن شرعة الله إلا منرحم ربي، إلا أبعد ما يكون عما شرف الله به هذه الأمة في وصفه إياها, (كُنْتُمْخَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَبِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) آل عمران 110 .وقد فرقسبحانه بين المؤمنين والمنافقين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حيث قال: (الْمُنَافِقُونَوَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍيَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ) التوبة67 . وقال: (وَالْمُؤْمِنُونَوَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَبِالْمَعْرُوفِوَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) التوبة71. وجاء في حاشية ابن عابدين: ( إن من قال: "فضولي" لمن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فهو مرتد ).

عباد الله:
كم من الأيامى والنساء صرخن في جنبات الأرض وا معتصماااه ،، ولا ناصر أو مجيب؟!
كم من الرجال قُهر، يتآمرعليهم حكامهم ، يبيعونهم بثمنٍ بخس دراهم معدودة، يصرخون واغوثااااه, ولا مغيث؟!
وكم من الحرائر اغتصبن وأصبحن يحملن في أحشائهن نطف الكفار المذرة؟!
وكم من حامل بُقر بطنها في الجزائر وكوسوفا والشيشان ولا من مغيث؟!
وكم من طفل أُلقي من فوقالمآذن والقباب، وقد جُدِعت أنوفهم وقُطعت آذانهم واجتثت حلاقيمهم، ولا من يد حاميةأو ناصرة؟!
انظروا للسماء فوقكم, بودها لو تتبرأ من صمتكم وغفلتكم, فأمسكت ماءها، ولو ملكت أمرها لحبستهواءها!!!


هذا الصحابي الجليل سعيد بن عامر الجمحي رضي اللهعنه يقول: شهدت مصرع خبيب بن عدي رضي الله عنه وأنا على الشرك يوم إذن ، ورأيت قريشاتقطع من جسده, وهي تقول له : أتحب ان يكون محمدا مكانك وأنت ناج ؟ فيقول (واللهما أحب ان أكونآمنا وادعا في أهلي وولدي ، وان محمدا يوخز بشوكة) ، واني واللهما ذكرت ذلك اليوم, وكيف أني تركت نصرته إلا ظننت ان الله لن يغفر لي, وما خطرت على قلبي وأنا في مجلس قط إلا غشي علي.

أيها المسلمون:
لقد شاهدنا مصرع أخوة لنا في بلاد الرافدين وفلسطين وأفغانستان والصين وكوسوفا ووووو, أخوة لنا رفعوا راية الجهاد حتى لا يدنس الكفار دينهموعقيدتهم ، أخوةلنا هدمت بيوتهم وشردت عائلاتهم ويتّم أطفالهم ورمّلت نسائهم كلذلك في سبيل عزة دينالله ، فهل تعلمنا منهم ما تعلمه سعيدا من خبيب رضي الله عنهم؟ !!!


هل وقفنا من منكرات حكامنا وتخاذلهم عن نصرتنا كما وقف سفيان الثوري رحمه الله من منكرات زمانه, حيث يروي يحيى بن يمان عن سفيان رحمه الله قال : (إني لأرى الشيء يجب علي أن أتكلم فيه ، فلا أفعل, فأبول دما. تنفث كبدي حرقــه). سير أعلام النبلاء
هل ما زال بيننا من يقول أصلح الفرد يصلح المجتمع؟!!!
أخرج البخاري في الصحيح عن قيس ابن حازم رحمه الله قال: { دخل أبوبكر على امرأة من أحمس يقال لها زينب, فرآها لا تتكلم, فقال: ما لها لا تتكلم ؟! فقالوا حجت مصمتة, فقال لها تكلمي, فإن هذا لا يحل, هذا من عمل الجاهلية, فتكلمتفقالت: من أنت ؟ قال: أنا امرؤٌ من المهاجرين, قالت أي المهاجرين؟ قال من قريش, قالت: من أي قريش؟ قال إنك لسؤول, أنا أبو بكر, قالت: ما بقاؤنا على هذا الأمرالصالح الذي جاء الله به بعد الجاهلية ؟ قال: بقاؤكم عليه ما استقامت لكم أئمتكم. قالت: وما الأئمة؟ قال: أما كان لقومك رؤوس وأشراف يأمرونهم فيطيعونهم؟ قالت بلى, قال: فهم أولئك على الناس}. فهذا الحديث يؤكد أن صلاح الأمر باستقامة الأئمة.
ما عدت أصبر أمتي, فإلى متى؟!!

إن البغاث بأرضنا يستنسرُ, قلمي يُراودُني لأقذفَ جمرةً مما حوى صدْري منَ النيران
ما عاد يحْوِيني سُكوتي والبُكا, أنَاْ لستُ مَجْبُولاً على الخُذلانِ, أنا في يميني سيف يُشْرقُ عزةً, والعِزُّ كُلّ العزِّ في إيماني...
يا أمّتي آن الأوانُ لدولة, فاستبشِري بخلافة تَؤزُّ كالزلزالِ.

فإلى العمل مع العاملين لاستئناف حكم الله في أرضه بإقامة دولة خلافة المسلمين أدعوكم أيها المسلمون...
إلى تنصيب جُنّتنا وحامينا ووازعنا أدعوكم أيها المسلمون... من قبل أن يأتي يوم لا ينفع النادمين ندمهم, ولا هم يعتذرون...
وعندها ولاتَ ساعةَ مَندمِ ولاتَحينَمَناص.
فالـبـدار الـبـدار
أخوكم تراب






 
رد مع اقتباس
قديم 29-05-2011, 04:42 AM   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
أحمد رافعي
أقلامي
 
إحصائية العضو







أحمد رافعي غير متصل


افتراضي رد: حزب التحرير... طلب النصرة والانتقال من الدّعوة إلى الدّولة

هذ الحزب مختبي هارب كتقية الشيعة ... نعوذُ بالله من الخذلان !






 
رد مع اقتباس
قديم 29-05-2011, 11:54 AM   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
طالب عوض الله
أقلامي
 
الصورة الرمزية طالب عوض الله
 

 

 
إحصائية العضو







طالب عوض الله غير متصل


افتراضي رد: حزب التحرير... طلب النصرة والانتقال من الدّعوة إلى الدّولة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد رافعي مشاهدة المشاركة
هذ الحزب مختبي هارب كتقية الشيعة ... نعوذُ بالله من الخذلان !
أسأل الله لك بالمغفرة لأن من تتقول عليهم باتهام باطل ربما تحاسب عليه من رب العالمين ليسوا مجرد حملة دعوة بل هم من الصفوة المختارة من الأمة، والشّامة التي لا تغيب عن البصر، مصابيح النور في أفواههم تزهو، وألسنتهم بحجج الكتاب تنطق، انهم الصفوة المختارة بإمارة مجدد الفكر الإسلامي في القرن العشرين سماحة الشيخ تقي الدين النبهاني، وصاحبه وخلفه سماحة الشيخ عبد القديم زلوم، وصوت الحق تحت قبة البرلمان، رافض الثقة بالحكام ورافض سن أنظمة وأحكام الكفر، سماحة الشيخ أحمد الداعور.
نعم : إنّهم حاملوا لواء التغيير ، ركبوا منهج السبيل، خصماء الشيطان الرجيم وطواغيته في الأرض، بهم سيصلح الله البلاد إن شاء الله، ويدفع عن العباد، وبهم من شابه الصحابة وأصحاب عيسى بن مريم الذين نشروا بالمناشير وحملوا على الخشب. صبروا على البلاء والعذاب وقطع الأرزاق والأعناق والتشرد في البلاد، صادعين بأمر الله، جاهرين بدعوة الحق، حاملين مشعل الهداية للناس كافة، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا. إنّهم أمل الأمة ورجائها وقادتها للخير والنصر أن شاء الله. حملوا الدعوة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر، وقاوموا الفساد والعملاء وسفروا بالدعوة لم يداجوا لم ينافقوا ولم يهادنوا، علموا الصبر كيف يكون الصبر. وعلموا الطغاة والطواغيت وجهابذة الإجرام كيف يكون جلد الرجال، أرهبوا الحكام ودول الكفر ومخابرات الكفر، صبروا على مؤامرات الأعداء ومن في كنف الأعداء من أعوان الطواغيت ومرتزقة وبطانة الحكام ومن ملأ الحقد والغل قلوبهم من الحركات والتجمعات الحاقدة حتى بعض الحركات المدعية الانتساب للإسلام، الذين ارتضوا لأنفسهم القيام بما عجزت عنه مخابرات ألأعداء. أسأل الله أن يوفق من بقي منهم ومن تبعهم وسار على نهجهم بأمارة شيخ الشيوخ أمير حزب التحرير سماحة الشيخ عطاء أبو الرشته وأن يتم وعده الحق على يدهم بإقامة الدولة الإسلامية ورفع راية العقاب.

نعم ونعم ونعم
إنّهم من عاهد الله تعالى على العمل الجاد لتحقيق إقامة الخلافة الاسلامية فرض الفروض وتاجها، فأنبرى لإخراسهم وإسكاتهم والقضاء على دعوتهم مجرمون عتاة لا يرقبون فينا إلاً ولا ذمة، فتحوا السجون والمعتقلات، وأعملوا في الظهور السياط، عذبوا وفتنوا شباب لم تهن لهم قناة صدقوا الله ما عاهدوا عليه، فمنهم من قضى نحبه في سجون الطغاة من هول التعذيب ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا، وفي محاولات الطغاة لإطفاء شعلة نور بزغ من المسجد الأقصى، استعانوا بأصحاب التقوى الضائعة، والنفوس الفاجرة من شيوخ سلطان ومتأسلمون، لينبروا لفتنتكم وصد الناس عن كلمة الحق، فالفوا فيكم الكتب المخابرتيية، وفبركوا الفتاوى الضالة، وتخصصت منتديات بل مستنقعات آسنة الرائحة للنيل منكم تكذيباً وتكفيراً، ودعا سفهائهم من على المنابر الله عليكم أن يأخذكم أخذ عزيز مقتدر، وكيف يرضى الله لأحبابه الفتنة وقهر الرجال، لا لن يقبل الله ذلك:
﴿وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مؤمنين. وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ وَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ. وَإِنْ كَانَ طَائِفَةٌ مِنْكُمْ آمَنُوا بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَائِفَةٌ لَمْ يُؤْمِنُوا فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ.﴾

غفر الله لك وهداك للعمل معهم لإعادة الخلافة






 
رد مع اقتباس
قديم 29-05-2011, 10:45 PM   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
أحمد رافعي
أقلامي
 
إحصائية العضو







أحمد رافعي غير متصل


افتراضي رد: حزب التحرير... طلب النصرة والانتقال من الدّعوة إلى الدّولة

واللهِ إنّ هذا الذي كتبته أيّها الأخ لكذب، وواللهِ ما تقوّلتُ عليهم بعض الأقاويل !
ما الفائدة من صبيان كتقية الشيعة مختبئون؟
الاختباء التي يستمر طويلا...ويصحبه فكر... يخلق إله
هؤلاء المُقلّدة الجَهَلة إذا استمرّوا على حالتهم، فإنّ الخوف سيعمّهم، والخائف يخترع عقائد فوق التي جاء بها النبهاني.
لقد أفزعتني أيّها الأخ بما كتبتَ عنهم، وكأنّ الحرب القائمة اليوم ليست بين القاعدة وأمريكا ! وكأنّ الذينَ يُقتّلون اليوم ليسوا "الإرهابيين" الذين يرهبون عدوّ الله وعدوكم وآخرين من دونهم !
وكأنّ ما فعلته ثورات الجياع... هو مُحصّلة هذا الحزب... نعوذُ بالله من الخذلان !
حتّى أنّكَ لتجد الواحد منهم يُعزّز بعقيدة أنْ أمريكا تدبّر كل شيء، وهو بتعزيزه هذا ينقلب على عقيدته القاضية بأنّ التدبير هو تدبير الله، وأنّ الحكم هو حكم الله !
فليخرج هذا الحزب، وليرينا شيئا من "إخلاصه لدينه" ويكفي اختباء وتواريا - وها هنا نقطة البحث-
نحنُ لا نتحدّث عن "دعوة سرّيّة وجهريّة" الكل يعرف المهيمن، والكل يعرف مَن أسيء إليه برسوم أو صور، والكل يعرف الدين الي هدم إرهابيّوه برج التجارة، بل الكل يُعادي هذا الدين، والكل يُعادي معالمه، أليسَ الصواب هو أنْ يخرج هؤلاء من دعوتهم السّريّة، وأنْ ينضمّوا لإخوتهم الإرهابيين، أو يخرجوا في ثورات الجياع أكَلَة الطعام والشراب ؟!
نعوذُ بالله من الخذلان !






 
رد مع اقتباس
قديم 29-05-2011, 11:56 PM   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
نايف ذوابه
أقلامي
 
إحصائية العضو







نايف ذوابه غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى نايف ذوابه

افتراضي رد: حزب التحرير... طلب النصرة والانتقال من الدّعوة إلى الدّولة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد رافعي مشاهدة المشاركة
واللهِ إنّ هذا الذي كتبته أيّها الأخ لكذب، وواللهِ ما تقوّلتُ عليهم بعض الأقاويل !

ما الفائدة من صبيان كتقية الشيعة مختبئون؟
الاختباء التي يستمر طويلا...ويصحبه فكر... يخلق إله
هؤلاء المُقلّدة الجَهَلة إذا استمرّوا على حالتهم، فإنّ الخوف سيعمّهم، والخائف يخترع عقائد فوق التي جاء بها النبهاني.
لقد أفزعتني أيّها الأخ بما كتبتَ عنهم، وكأنّ الحرب القائمة اليوم ليست بين القاعدة وأمريكا ! وكأنّ الذينَ يُقتّلون اليوم ليسوا "الإرهابيين" الذين يرهبون عدوّ الله وعدوكم وآخرين من دونهم !
وكأنّ ما فعلته ثورات الجياع... هو مُحصّلة هذا الحزب... نعوذُ بالله من الخذلان !
حتّى أنّكَ لتجد الواحد منهم يُعزّز بعقيدة أنْ أمريكا تدبّر كل شيء، وهو بتعزيزه هذا ينقلب على عقيدته القاضية بأنّ التدبير هو تدبير الله، وأنّ الحكم هو حكم الله !
فليخرج هذا الحزب، وليرينا شيئا من "إخلاصه لدينه" ويكفي اختباء وتواريا - وها هنا نقطة البحث-
نحنُ لا نتحدّث عن "دعوة سرّيّة وجهريّة" الكل يعرف المهيمن، والكل يعرف مَن أسيء إليه برسوم أو صور، والكل يعرف الدين الي هدم إرهابيّوه برج التجارة، بل الكل يُعادي هذا الدين، والكل يُعادي معالمه، أليسَ الصواب هو أنْ يخرج هؤلاء من دعوتهم السّريّة، وأنْ ينضمّوا لإخوتهم الإرهابيين، أو يخرجوا في ثورات الجياع أكَلَة الطعام والشراب ؟!

نعوذُ بالله من الخذلان !

الأستاذ أحمد الرافعي ...

السباب واتهام الناس بالكذب من غير دليل مخالفة خطيرة في منتدياتنا ..
وهذا أيضا ليس من أخلاق المسلمين ولا أخلاق الدعاة إلى الله

نسمح بالنقد العميق والنصح لكن لا نسمح بالردح والسب والمسلم ليس بطعان ولا نمام ولا شتام ..

أعطيك فرصة كي تفسر لهجتك بالسب والشتم أو تعتذر عما بدر منك وتستغفر ربك لأن المسلمين بعضهم أولياء بعض يتناصحون ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ..

بانتظار مداخلتك التي تقطر أدبا وحكمة وخلقا وتنم عن تدين وتقوى ..






التوقيع

اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين
وأصلح لي شأني كله
لا إله إلا أنت
 
رد مع اقتباس
قديم 30-05-2011, 11:38 AM   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
طالب عوض الله
أقلامي
 
الصورة الرمزية طالب عوض الله
 

 

 
إحصائية العضو







طالب عوض الله غير متصل


افتراضي رد: حزب التحرير... طلب النصرة والانتقال من الدّعوة إلى الدّولة

بداية أشكر ألأخ الفاضل الأستاذ نايف على موقفه النبيل فبارك الله فيه
..... وأنصح الأخ الفاضل أحمد رافعي بالتوبة والاستغفار على ما بدر منه بحق إخوان له تلبسوا بالعمل الجاد لنهضة المسلمين بعودة الخلافة الإسلامية ، حيث كان عوناً لأعداء الإسلام في بث سمومهم. وبيان ذلك:عندما أسس في الأردن كل من : سليمان النابلسي وعبد الحليم النمر " الحزب العربي الاشتراكي" أصدر ذلك الحزب جريدة " الميثاق " التي هاجمت الشيخ تقي الدين النبهاني واتهمته أنه تلقى من السفارة الأمريكية في بيروت شيكاُ بمبلغ خمسين آلاف دولار، انطلقت بعدها الجريدة الأسبوعية " الصريح "[1] تلك الصحيفة التي كانت أشـهر كاتبـة مقالات ومقابلات بها اليهوديـة الإسـرائيليـة " سارة عمرام " المنتحلة اسـم الروسية النصرانيـة " كاترينا الكسندر وفا " [2]والتي كانت تربطها صداقات حميمة ومشبوهة الجنرال كـلوب باشا ( أبو حنيك ) ، وعدد كبير من مشاهير وزراء الأردن وضباط جيشه، انطلقت تلك الجريدة بتوجيه من راعيها وممولها المالي الوزير سليمان النابلسي وبتنسيق سـري من قبل كاتبة الصحيفة الرئيسية سارة عمرام بمهاجمة الشيخ وإشاعة الأخبار الكاذبة عنه مثل تلقيـه هدية سيارة من نوع كاديلاك من الأمريكان. وغيرها من الترهات،وانساق ســـفهاء الناس من العوام وأشـــرارهم في اتهام الحزب بالعمالة للأمريكان، مما وجد قبولاً وفرصة سانحة من الأحزاب والحركات الأخرى لمهاجمة الحزب، ومثلهم تسابق لنشر الإشاعات بين الناس رجال الدولة ومباحثها، ...... وتابع على ذلك بعض مشايخ السلاطين وعملاء المخابرات ، فأنى لهؤلاء الحاقدين أن يصلوا لمسـتوى هذا الشيخ العملاق بحر العلوم مجدد الفكر الإسلامي في القرن العشرين ورفيق الأنبياء والرسل والصحابة والشهداء وكافة الأبرار في الجنة إن شاء الله .... وذلك ليس غريباً على هؤلاء القوم، فهم قد جندوا أنفسهم لخدمة الشيطان ومهاجمة الحزب خدمة لأسيادهم وعمالة للكفار، وشـواهد ذلك كثيرة لا تعد ولا تحصى، ومنها: عندما أصدر الحزب كتاب " نداء حارللمسـلمين " سنة 1962م. وجدوا في الكتاب ضالتهم المنشودة لمهاجمة الحزب ومحاولة النيل منه وتصنيفه بين الأحزاب الكافرة، حيث ورد فيه جواز دفع المسلمين الجزية للكفار في حالات معينة فقام الشيخ ( ... ) بمهاجمة الحزب في مجلة الحضارة السورية.. هذا الشيخ الذي انضم لحلف بشار الأسد مهاجما انتفاضة أهل سوريا على الظلم والطغاة والجبابرة .... وتبع ذلك كتاب " الدعوة الإسلامية " لمن يدعي أنّه صادق أمين ويشهد الله أنّه ليس كذلك.... وكتب عدة أخرى، تلك الكتب التي أظهرت مكنون الحقد في نفوسهم، علاوة على التفاهة البينة والكذب في تعمد التحريف في النقل من المصادر مما يتورع عنه أي شخص في نفسه حتى القليل من الورع والتقوى، ولا زالوا كذلك لم يغيروا ولم يبدلوا. وها أنت تتابعهم في ذلك مما يوقعك في الإثم !!! فهلا اتقيت الله !!! أنصحك كمسلم أن تتقي الله. ولتعلم (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْه ُمَسْئُولًا)[الإسراء:36]؟



[1] - جريدة الصريح هي جريدة اسبوعية كانت تصدر في سنوات الخمسينات كل يوم سبت،وكانت تنتهج نهج البذاءة والوقاحة لكي يجني الشهرة والرواج عند من يطلبهذا النوع من القراء.


[2] -- ساره عمرام – إسرائيلية في المملكة الأردنية الهاشمية – الطبعة الأولى 1979 – إصدار: دار النهضة للنشر م.ض. – الناصرة.






 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 12:08 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط