مسامير وأزاهير 209 ... سقط أحد طغاة العرب!!!.

[سماك برهان الدين العبوشي]

مسامير وأزاهير 209 ...

سقط أحد طغاة العرب!!!.

قصص الطغاة عبر التاريخ لعمري لا تنتهي، فلكل حقبة زمنية طغاتها ومستبدوها، ولست أبالغ لو قلت بأن طغاة الأرض ومستبديهم جميعاً ودونما استثناء إنما يشتركون جميعاً بخاصية فقدان الذاكرة والتي يرون أنها نعمة لهم فيما هي نقمة عليهم ووبال إلى حين، فتراهم يتمتعون بغيهم وصلفهم وجبروتهم، متناسين قصص من سبقهم من طغاة الأمس القريب والبعيد الموغل بالقدم، فإذا بتلك النعمة تنقلب إلى نقمة حين لا يأخذون عبرة من دروس التاريخ تلك، فيتناسون ما حل الدهر بطغاة سبقوهم طغياناً وجبروتاً وظلماً فحلت عليهم لعنة التاريخ والشعوب!!.

التاريخ مرير بطغاته، وأحسب تالله بأن طغاة اليوم لا يذكرون مصير فرعون مصر يوم طغى في الأرض فأبقى الله جثته بعد غرقه وجيشه لتكون آية لهم ليتعظوا بها، قال تعالى "فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ ِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ"... (يونس :92)!!، ويتناسون ما حلّ بالنمرود بن كنعان حين طغى يوم تحدى الله سبحانه وتعالى وادعى الربوبية وأنه يـُحي ويـُميت!!.، ولا يفطنون لما حل بطاغية كوبا "باتستا" وآلاف من تم ذبحهم بأمره هناك!!، ولا يتعظون بمصير طاغية رومانيا "نيكولاي شاوشيسكو" الذي قيل له يوماً بأن شعبك يكرهك فأجاب "لا يعنيني ذلك مادام الخوف مني يملأ قلوبهم"!!.

هكذا قد ظن زين العابدين بن علي طيلة ثلاث وعشرين عاماً بأنه سيبقى خالداً في منصبه أبد الدهر، وأنه بما يمتلكه من أجهزة قمعية فإنه سيكون بأمان تام من بطش شعبه وغضبته، حينها سد أذنيه ولم يلتفت للهفة أبناء شعبه لحرية الكلمة وفرصة العمل، ولم يسمع أنين جياع أبناء تونس الخضراء، فطغى واستبد وعاث فساداً وزاد إفساداً، فطبل له من طبل وزمر وهلل من حاشية السوء، وأثرى بعهده من أثرى بمال حرام، فجاع غالبية أبناء شعبه!!.

وانفجر بركان غضب الجياع والمحرومين وانطلقت هادرة مزمجرة غاضبة ثائرة تريد حقها من الحياة الحرة الكريمة، فإذا به يفيق على نفسه مهرولاً إلى شاشات التلفاز ليخطب ود أبناء شعبه الغاضب بمشهد لا ينسى، حيث بدا على غير عادته من الصلف والجبروت، كان مصفر الوجه، غير متزن، زائغ البصر، يومها قد بذل الوعود سخية وأجزل لشعبه العهود بالإصلاح والتغيير وإطلاق الحريات والإسراع بعجلة التنمية ورفع الرقابة عن الإعلام وعدم الترشح لولاية ثانية عام 2014، معتذراً ومدعياً أنه كان قد أوهم من قبل بطانته طيلة فترة حكمه!!.

إنها تالله لرسالة تونسية تاريخية نتمنى صادقين أن يعيها كل حاكم عربي مستبد جائر، تناسى آلام شعبه والتصق على كرسي حكمه، مفادها بأن الشعب جبار إن غضب يوماً، وإن صبر على المظالم فلصبره ذاك له حدود!!، فها هم فقراء تونس الأباة يهزون عرش أحد الطغاة العرب فيلوي الأخير هارباً بين ليلة وضحاها، لا يدري أين مستقره ومقامه، حيث لم تنفعه أجهزة أمن نظامه برغم جبروتها وغطرستها ووحشيتها فبدت أوهن من بيت العنكبوت!!، وهاهم أبناء تونس الخضراء بجياعها ومثقفيها يقودون معركة خالدة لاستعادة كرامتهم وليعيدوا للمؤسسات التشريعية والتنفيذية والإعلامية والتربوية وجهها الوضاء وبريقها الذي خفت طيلة ثلاث وعشرين عاماً!!.

قد فهم زين العابدين بن علي الرسالة جيداً وآثر الهروب بجلده في ليلة حالكة الظلمة والسواد لا يدري أين سيحط بطائرته!!، فهل أدرك حكام العرب "المستبدين منهم" مغزى وتداعيات رسالة تونس، وأن ثمن بقائهم على كراسيهم وعروشهم يستلزم منهم خدمة شعوبهم واحترام إرادتهم بالحياة الحرة الكريمة ... أولاً وأخيرا!!.
صراحة ... لا أظن ذلك!!!!.
لا أظن!!!.

سماك العبوشي
simakali@yahoo.com
15 / 1 / 2011

[محمد جمٌال]

قلنا ... وقال
يا جماهير الأرض المحتلة
وجٌه .... ولا تتوجه
بزيف نصائحهم
عجزوا إذا قدرت .... أزحهم وأيقظ حجار الجحيم

فأن تآمرهم ضد وعي الحجارة ...... لا يغتفر
أعلنها ثورة ولتكن رسالة للمستبدين للطغاة للمتآمرين لمن باع دماء الشهداء وتنكر لدموع الثكالى وسلب البسمة من وجوه اطفالنا لارضاء اسياده في البيت الابيض والصهاينة أعداء الأنسانية ...
فثوروا يا جماهير الارض المحتلة