إعدام القذافي ومهمة الناتو ..عبد الباري عطوان

[سلمى رشيد]

إعدام القذافي ومهمة الناتو
عبد الباري عطوان

2011-10-21

تزايدت الأدلة والبراهين التي تؤكد وجود اتفاق مسبق بين انصار المجلس الوطني الليبي الانتقالي، وقادة دول حلف الناتو، على تصفية العقيد معمر القذافي وابنائه والمقربين منه جسدياً، وعدم اعتقالهم أحياء، لتجنب تقديمهم الى محاكمات عادلة، يمكن ان تؤدي الى كشف أسرار وملفات لا يريد هؤلاء ان تظهر الى العلن، خاصة تلك المتعلقة بتعاون أجهزة الأمن الغربية مع النظام السابق، في قمع وتعذيب واغتيال شخصيات ليبية معارضة.
الصورة لا تكذب، خاصة اذا كانت تسجيلاً حياً، وشاهدنا أشرطة بثتها قنوات فضائية تظهر الزعيم الليبي السابق وهو يسير على قدميه، ويستعطف معتقليه الرحمة به، وعدم قتله، مثلما شاهدنا صوراً حية لابنه المعتصم وهو ملقى على الأرض يحرك يديه ولا نقطة دم واحدة على جسمه، ثم في صور اخرى وقد تحول الى جثة هامدة، وثقب كبير بين صدره وعنقه، قال الطبيب الشرعي الذي فحص جثمانه انه نتيجة عملية قتل بسلاح ثقيل، وأكد انه جرى اعدامه بعد اعدام والده برصاصة في الرأس. والشيء نفسه حصل للواء ابو بكر يونس جابر وزير الدفاع.
السيدة صفية فركاش ارملة المرحوم تقدمت بطلب رسمي الى الامم المتحدة للتحقيق في ظروف اعدامه، واعلن مكتب الامم المتحدة لحقوق الانسان عن عزمه اجراء تحقيق في مقتل الزعيم الليبي بعد اعتقاله حياً.
اللافت ان جميع قادة المجتمع الغربي الحر الذين لم يتوقفوا عن القاء محاضرات علينا حول كيفية احترام حقوق الانسان، وتطبيق حكم القانون، لم يعترضوا على عملية الاعدام هذه بل باركوها. وعلينا ان نتخيل كيف سيكون موقف هؤلاء لو ان حركة المقاومة الاسلامية 'حماس' قد اعدمت الجندي الاسرائيلي غلعاد شليط ومثلت بجثته، وسحلته في شوارع قطاع غزة.
نعم معمر القذافي كان مجرماً دموياً، نكّل بأفراد شعبه، وحرمهم من ابسط سبل العيش الكريم، وهم اناس احرار، شرفاء، سمتهم التواضع والكرم وعزة النفس ويرضون بأقل القليل، ولكن هذا لا يعني ان يعامل بالطريقة التي كان يعامل فيها خصومه ومعارضيه الذين يطالبون بالقضاء العادل واحترام الحد الادنى من مبادئ حقوق الانسان وقيمها.
شخصياً اصبت بصدمة وانا أرى بعض العناصر التابعة للمجلس الوطني الانتقالي تنهال ضرباً وبالأحذية على رأس رجل جريح، وتجره على الأرض، وتضاعفت هذه الصدمة عندما جرى عرض جثمانه وولده المعتصم في حاوية قذرة في مصراتة امام المارة، وكأن لا حرمة للموت.
يجادل البعض من المسؤولين في ليبيا 'الجديدة' ان قتله يعفي من اجراءات قضائية معقدة، قد تطول وتؤثر سلباً على العملية الانتقالية، وبناء مؤسسات الدولة، ولكن هذا الجدل واصحابه ينسون انهم يريدون ان تكون هذه المؤسسات ديمقراطية، اساسها العدالة وحقوق الانسان والحكم الرشيد. ولا نعتقد ان عمليات الاعدام للزعيم الليبي الراحل ورجاله تستقيم مع هذه التطلعات.
' ' '
شككنا منذ البداية في نوايا حلف الناتو وتدخله في ليبيا، ليس لأننا ضد حماية ابناء الشعب الليبي من مجازر القذافي ورجاله، فهذه مهمة سامية نؤيدها بقوة، وانما لأننا ندرك ان هذا التدخل يأتي لأسباب اخرى غير انسانية، واستعمارية في الاساس.
أليس غريباً ان تستمر عمليات حلف الناتو وغاراته لما بعد سقوط طرابلس العاصمة، وانهيار نظام العقيد القذافي، ولجوء حفنة من انصاره الى مدينتي سرت وبني وليد، وذلك تحت ذريعة حماية المدنيين الليبيين.. اي مدنيين يتحدث عنهم هؤلاء، فهل الذين كانت تقصفهم طائرات حلف الناتو في المدينتين هم من انصار المجلس الوطني الانتقالي، او المعارضين لنظام الطاغية؟
لم يكن من قبيل الصدفة ان يعلن حلف الناتو وقادته، انتهاء مهمتهم في ليبيا بعد اقل من 24 ساعة من مقتل الزعيم الليبي ونجله ووزير دفاعه، فمهمة الناتو لم تكن في الاساس لحماية المدنيين، فهذه ذريعة، ولا تغيير النظام، واما قتل رأس النظام ايضاً.
بإعدام العقيد القذافي بالطريقة الدموية التي شاهدنا، وشاهدها معنا العالم بأسره، تكون ليبيا طوت صفحة سوداء في تاريخها ، ولكن المأمول ان تكون الصفحة الجديدة التي تنوي فتحها اكثر بياضاً، عنوانها التسامح والترفع عن النزعات الثأرية والانتقامية، التي لمسنا ابشع صورها في تصفية رموز النظام السابق.
' ' '
صحيح ان ليبيا تملك المال، بل الكثير منه، حيث هناك اكثر من 160 مليار دولار مجمدة أودعها النظام السابق في حسابات اوروبية وامريكية، ودخل سنوي من عوائد النفط في حدود 50 مليار دولار سنوياً، والمال ربما يسهل، بل يعجل بحل الكثير من المشاكل، ولكن يظل سلاح المال هذا قاصراً وغير فاعل اذا لم يتم ترميم الوحدة الوطنية بسرعة، وتحقيق المصالحة، وبالتالي التعايش بين مختلف القبائل والمناطق، بروح بعيدة عن منطق المنتصر والمهزوم.
الإعلام العربي، والفضائي منه على وجه الخصوص، لعب دورا كبيرا في تزوير الكثير من الحقائق، وخرج عن المهنية مرات عديدة، وهذا لا يعني ان الاعلام الغربي كان افضل حالا، وقد آن الأوان لكي يكفر هذا الاعلام عن اخطائه ،ويعمل من اجل الحفاظ على وحدة ليبيا الترابية ، وتعزيز أواصر التلاحم بين ابناء شعبها الواحد.
نخشى على ليبيا من التقسيم والتفتيت، مثلما نخشى عليها من عدم الاستقرار، والغرق في حروب داخلية، حتى بعد إعدام العقيد القذافي،وهناك العديد من المؤشرات التي تعزز هذه المخاوف، حيث فوضى السلاح والخلافات بين الليبراليين والاسلامييين، والمشارقة والمغاربة، وهي مخاوف عبّر عنها قادة في نظام الحكم الانتقالي الجديد انفسهم.
العقيد القذافي لم يجد أحداً يتعاطف معه، واذا كان هناك من متعاطفين في الداخل والخارج فهم قله خجولة، لا تجرؤ على اظهار تعاطفها، لان سجل الرجل الدموي لم يكسبه الكثير من الاصدقاء، والمأمول ان يكون حكام ليبيا الجدد عكسه تماماً، وان لا تحركهم الاحقاد والثارات، وان كنا حذرين جداً في الاغراق في التفاؤل، بعد ان شاهدنا عدالة الخارجين عن القانون تطبق ضد من يختلفون معهم، وهم في ابشع لحظات ضعفهم وانهيارهم.

[كراس الهواري]

لا أدري والله ما أقول .......عبد الباري عطوان وبدكائه الكبير عرف ما يحدث والسبب والظروف والقضية برمتها....هده العبقرية بنظرة واحدة في صورة شحيحة رأى كل دلك...؟...لو تكلم الرجل وقال أنه رأيه لا غير ....لكان الأمر بسيط ...ولكن أن يرتفع إلى حد القطع ......صراحة لا أفهم ولست من هواة أفلام الخيال.... عدرا لست دكيا إلى هده الدرجة ولا عبقريا أن أفهم هكدا ...كأنه وحي

[سلمى رشيد]

حياك الله أخي الكريم كراس
ليست وحيا ولكن نظرة من شك تعودنا عليها عندما نتعامل مع تدخل قوات اجنبية والتشكيك في اهدافها من هذه المحبة والحرص على مصلحة الوطن ،، وكلنا يعلم اطماع تلك الدول في خيرات النفط .....
ندعو الله بقلوب صادقة أن يبعد الله عن ليبيا مخاوفنا من تدخل القوى الأجنبية وخاصة أن لنا في التجربة العراقية تاريخ من المرارة .
على كل الاحوال القذافي قتل وطويت صفحته الآن وإن كنا مع أو ضد الطريقة التي تم فيها قتلها ،، أو لنقل مع مبررات طريقة القتل هذه ،، ولكن حياة رجل لا تساوي شيئا مقابل مصير أمة من حقها الآن أن تعيد بناء ما هدمه حكم القذافي من جهة والحرب الأخيرة من جهة أخرى

[نايف ذوابه]

الصورة لا تكذب، خاصة اذا كانت تسجيلاً حياً، وشاهدنا أشرطة بثتها قنوات فضائية تظهر الزعيم الليبي السابق وهو يسير على قدميه، ويستعطف معتقليه الرحمة به، وعدم قتله، مثلما شاهدنا صوراً حية لابنه المعتصم وهو ملقى على الأرض يحرك يديه ولا نقطة دم واحدة على جسمه، ثم في صور اخرى وقد تحول الى جثة هامدة، وثقب كبير بين صدره وعنقه، قال الطبيب الشرعي الذي فحص جثمانه انه نتيجة عملية قتل بسلاح ثقيل، وأكد انه جرى اعدامه بعد اعدام والده برصاصة في الرأس. والشيء نفسه حصل للواء ابو بكر يونس جابر وزير الدفاع.
السيدة صفية فركاش ارملة المرحوم تقدمت بطلب رسمي الى الامم المتحدة للتحقيق في ظروف اعدامه، واعلن مكتب الامم المتحدة لحقوق الانسان عن عزمه اجراء تحقيق في مقتل الزعيم الليبي بعد اعتقاله حياً.
اللافت ان جميع قادة المجتمع الغربي الحر الذين لم يتوقفوا عن القاء محاضرات علينا حول كيفية احترام حقوق الانسان، وتطبيق حكم القانون، لم يعترضوا على عملية الاعدام هذه بل باركوها. وعلينا ان نتخيل كيف سيكون موقف هؤلاء لو ان حركة المقاومة الاسلامية 'حماس' قد اعدمت الجندي الاسرائيلي غلعاد شليط ومثلت بجثته، وسحلته في شوارع قطاع غزة.
نعم معمر القذافي كان مجرماً دموياً، نكّل بأفراد شعبه، وحرمهم من ابسط سبل العيش الكريم، وهم اناس احرار، شرفاء، سمتهم التواضع والكرم وعزة النفس ويرضون بأقل القليل، ولكن هذا لا يعني ان يعامل بالطريقة التي كان يعامل فيها خصومه ومعارضيه الذين يطالبون بالقضاء العادل واحترام الحد الادنى من مبادئ حقوق الانسان وقيمها.
شخصياً اصبت بصدمة وانا أرى بعض العناصر التابعة للمجلس الوطني الانتقالي تنهال ضرباً وبالأحذية على رأس رجل جريح، وتجره على الأرض، وتضاعفت هذه الصدمة عندما جرى عرض جثمانه وولده المعتصم في حاوية قذرة في مصراتة امام المارة، وكأن لا حرمة للموت.
يجادل البعض من المسؤولين في ليبيا 'الجديدة' ان قتله يعفي من اجراءات قضائية معقدة، قد تطول وتؤثر سلباً على العملية الانتقالية، وبناء مؤسسات الدولة، ولكن هذا الجدل واصحابه ينسون انهم يريدون ان تكون هذه المؤسسات ديمقراطية، اساسها العدالة وحقوق الانسان والحكم الرشيد. ولا نعتقد ان عمليات الاعدام للزعيم الليبي الراحل ورجاله تستقيم مع هذه التطلعات.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السيد عبد الباري عطوان يبدو من بعض مواقفه أنه يبحث عن حدث يكتب به أو قصة يتحدث عنها ويبحث عن الإثارة حيث وجدت .. لا أدري ما الذي استدر عطف السيد عبد الباري حتى يتباكى على إعدام القذافي والتمثيل به والتأسف على وضعه في حاوية زبالة متباكيا على حرمة الأموات .. قبل حرمة الأموات يا عبد الباري يجدر بك أن تلتفت إلى حرمة الأحياء ..الحي أبقى من الميت كما يقولون .. ولا يضير الشاة سلخ جلدها بعد ذبحها فسواء وضع القذافي في حاوية نفايات أم في كفن من ألماس .. الأمر بالنسبة له واحد .. لأنه ميت ..

يا أستاذ عبد الباري وكثيرا ما تخونك الحصافة أو أن أصول اللعبة تقتضي تغيير الأماكن في الكومبارس .. أحيانا شاهدا وأخرى شهيدا .. كنت يا عبد الباري تتباكى على العدالة البريطانية التي استقبلت ليفني زعيمة حزب كاديما ولم تقم باعتقالها وكأن بريطانيا قد اغتسلت بماء زمزم من جرائمها وخياناتها ابتداء من وعد بلفور وليس انتهاء بسايكس بيكو وخيانتها للشريف حسين والعمل على تفتيت البلاد العربية .. تجزئة المقسم وتقسيم المجزأ ..

يا أستاذ عبد الباري قبل السؤال عن حرمة الأموات .. هلا تذكرت أن وجدان الليبيين كان مثخنا بجرائم القذافي وذاكرتهم حبلى بما لا تطيقه من فظاعات .. لا يمكن المرور عنها مرور الكرام سواء بإعدام الأربعة عشر الذين ناقشوه في السنة فأعدمهم .. لأنه منكر لحجية الاستدلال بالسنة مطلع الثمانينيات، ثم إعدام 1500 شخص من سجناء الرأي في سجن أبو سليم عام 1995 دفعة واحدة ودفنهم في قبر جماعي واحد ..

تتباكى على القذافي يا عبد الباري .. لعمري هذا ما يسمى بالعهر السياسي .. فلئن كان هناك امتهان للمقدس كما يفعل الغربيون بالنسبة لرسم كاريكاتوري لشخص النبي صلى الله عليه وسلم .. كذلك هناك عهر سياسي وهذا يسعى إلى إضفاء مسحة من القدسية المدعاة على نجس ووثن بعد تحطيمه بذريعة حرمة الأموات وكأن القذافي بشر.. إن القذافي شيطان كان يتمثل في إهاب بشر ..!!
هند بنت عتبة لاكت كبد حمزة قاتل أبيها وعمها وأخيها .. ثم لفظت القطعة ولم تستسغها ..

لما ذكرت قريش بما فعلت في أحد وخاصة ما فعلته هند وكان ذلك مستهجنا في الحروب والحروب لها أعراف وتقاليد وقوانين .. قال أبو سفيان وكان ما زال كافرا: لم آمر بها ولم تسؤني .. يعني فعلة هند .. مع فارق التشبيه ..والمقتول .. حمزة .. لا يمكن أن يكافئ القذافي وهند لا تكافئ الثوار

حمزة ... قذافي

هند ...... الثوار

الثوار كانوا مشحونين بغضب وذكريات ظلم مريرة .. فقدوا معها توازنهم وصوابهم وتصرفوا بحس انتقام غريزي .. لضحاياهم.. غاب الوعي فتدنى السلوك.. الذي يلتمس له العذر .. المجرم القذافي سوّد نفوس الناس وأفسد عواطفهم ببطشه وظلمه فكان أول ضحاياهم ..

[سلمى رشيد]

أستاذي الكريم نايف
لا عبد الباري ولا غيره من الجهابذة يستطيع أن يبيض صفحات القذافي الدموية أو يجعلنا نترحم عليه أو على ايامه
لست مدافعة عنه وإن كنت معه في نقطة واحدة أن لجسد الميت حرمة ،، ولكنه قال أن القذافي قاتل من الدرجة الأولى ..
قتل القذافي بهذه الطريقة ليست حدثا فريدا ،، ومن قبله قتل تشاوشيسكو لينهي من قاموا بالثورة في رومانيا وقتا مستقطعا سيضيع في محاكمات والدخول في متاهات بلادهم في غنى عنه وخاصة انهم بحاجة ماسة لاستجماع قواهم من اجل ترميم ما تم تخريبه .
وأحيانا يكون البتر الطريقة الوحيدة للخلاص

[اكرام كوثري]

الخلاصة من هدا كله مع انى لا افهم كثيرا في هده الامور سبحان الله كل من يدعي بالقوة يموت بالضعف