|
|
منتدى الحوار الفكري العام الثقافة ديوان الأقلاميين..فلنتحاور هنا حول المعرفة..ولنفد المنتدى بكل ما هو جديد ومنوع. |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
24-07-2006, 01:07 PM | رقم المشاركة : 1 | |||||
|
نافذة على ما يحدث في المنطقة القسم الثاني
لقد اقتضت السياسة الأميركية لحل قضية الشرق الأوسط العمل على تهيئة المنطقة للقبول بهذا الحل، سواء على صعيد الشارع الإسرائيلي، أم على صعيد الشارع العربي والفلسطيني على وجه الخصوص، بعد أن استطاعت أميركا تقزيم قضية فلسطين إلى قضية صراع فلسطيني-إسرائيلي. أما على صعيد الشارع الإسرائيلي، فلم يكن شارون ليتمكن من تنفيذ الانسحاب إحادي الجانب من غزة لولا التغييرات العميقة التي حدثت في الشارع الإسرائيلي، ذلك الشارع الذي أودى بحياة رئيس الوزراء الأسبق إسحاق رابين على خلفية توقيعه اتفاقيات السلام الفلسطينية والأردنية. أما على صعيد العرب والفلسطينيين، فلم تكن حماس لتدخل العملية السياسية الفلسطينية في ظل اتفاق أوسلو، وفي ظل خطة خارطة الطريق الأميركية، لولا الجهود المتواصلة لاحتوائها (والمقصود باحتواء حماس هو احتواء قواعدها العسكرية والشعبية) وما تمثله لدى الناس من تيار مقاوم للاحتلال، ولولا الجهود العسكرية التي بذلت طوال سني الانتفاضة الثانية التي أرست قوانين جديدة للعبة السياسية والعسكرية في مقارعة الاحتلال، نعم لم تكن حماس لتستطيع أن تبرر لنفسها الدخول في الانتخابات التشريعية الفلسطينية والقبول بالعملية السياسية في ظل الاحتلال وهي التي كانت تتهم كل من يعمل تحت سقف أوسلو بأنه خائن للأمة وقضاياها، باعتبار أوسلو إفراز اتفاقية خيانية بين منظمة التحرير وإسرائيل. ورغم هذه الإجراءات التي اتخذتها أميركا لتهيئة المنطقة للسير في الحل السلمي الذي تطرحه عبر تصورات الحلول التي وضعتها لقضية الشرق الأوسط، ودفعت بخبرائها واستراتيجييها لترويجها عبر خطط ومبادرات التسوية التي طرحت على مدار خمس سنوات للحل النهائي، بدءا بتقرير ميتشل لتقصي الحقائق، مرور بتقرير تينت وتفاهمات زيني، وانتهاء بخطة خارطة الطريق التي بنيت على تصورات ميتشل-تينت-زيني، رغم كل هذه الإجراءات ورغم هذه المبادرات إلا أن الطرف اليهودي ظل عقبة كأداء، يتفلت من الالتزامات والاتفاقيات كما تتفلت الإبل من عقلها، وكلما خف الضغط الأميركي أو عبر عملائها أو أدواتها، كلما أمعنت إسرائيل في نقض الاتفاقات، وتدمير كل ما تم إنجازه، وبخاصة وهي ضامنة الدعم اللامحدود الذي تقدمه لها أميركا في الموقف الدولي والمحافل الدولية، وظهورها بثوب الزعامة في المنطقة، والقوة العسكرية الهائلة التي لا تضاهيها قوة والجيش القوي الذي لا يغلب، وبخاصة بعد تدمير قوة العراق وحصاره اثنتي عشرة سنة، ثم احتلاله وتمزيقه. نعم ظل الطرف الإسرائيلي هو المشكلة، أما الطرف العربي، فقد استسلم منذ زمن، وأسقط الخيار العسكري منذ أكثر من ربع قرن، وظل يستجدي السلام والاستسلام من اليهود رغم أنهم يردون على استجدائهم واستخذائهم بالاجتياحات والاغتيالات وتدمير البيوت وتجريف الأراضي وسياسة الحصار والإغلاق وتوسيع المستوطنات وبناء الجدار العازل، بل وأحيانا خرق الاتفاقات الموقعة مع مصر والأردن. ومن المعلوم سياسيا أن أميركا لا تلجأ أبدا لرفع الغطاء عن إسرائيل، وأن من مصالحها الحيوية أن تبقى إسرائيل قاعدة متقدمة للغرب في قلب بلاد المسلمين تحول دون نهضتهم ودون عودة الدولة الإسلامية التي تهدد مصالح الغرب، وهي في نفس الوقت تعمل على الضغط على اليهود عبر عملائها وأدواتها وعبر سياساتها وأساليبها. فاستخدمت منظمة التحرير وسائر الفصائل الوطنية الفلسطينية للضغط على اليهود منذ الستينيات وحتى الثمانينيات، واستغلت النظام العراقي والقوة الصاروخية العراقية والمنظمات الفلسطينية التي تتحدث من منصة الإسلام للضغط على اليهود لدفعهم للسير في العملية السلمية منذ مطلع التسعينيات وحتى سقوط النظام العراقي، واليوم تستخدم أميركا عدة أساليب للضغط على اليهود، فهي من جهة تستخدم تصريحات الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد كوسيلة للضغط على اليهود وتأليب الرأي العام في العالم الإسلامي ضد إسرائيل، كما سمحت من جهة أخرى بوجود حزب الله على الحدود الشمالية لفلسطين ودعمته عبر سوريا وإيران وأبقته الفصيل اللبناني الوحيد الذي احتفظ بسلاحه لزيادة الضغط على اليهود، وكذلك تستغل حركة حماس والجهاد الإسلامي لنفس الغاية والهدف، وهي أحيانا تعطي الضوء الأخضر لإسرائيل للإفراط في استخدام القوة ضد المدنيين لتأليب الرأي العام العالمي عليها. وهي كما تضغط على اليهود تقدم المبررات للمنظمات التي تمثل الطرف المتشدد من العرب والفلسطينيين للقبول بما تبتغيه من حلول لقضية فلسطين، فهي قد مكنت حماس من الدخول في الانتخابات التشريعية، وسمحت بإجراء هذه الانتخابات في القدس رغم معارضة إسرائيل، وعندما فازت حماس بالأغلبية أعلنت أنها لن تتعامل معها، وأنها ستمارس عليها ضغوطا، وقطعت عنها المساعدات ومنعت دخول الأموال، وأغلقت المنافذ عليها، وأذاقت الفلسطينيين المرارة حتى يقبلوا بتنازلات حماس، التي بدأت بوثيقة الأسرى، والتي لن تتوقف عند المفاوضات مع اليهود. ولزيادة الضغط على اليهود، كانت العملية التي نفذتها ثلاثة فصائل فلسطينية، والتي وجهت ضربة قاسية للجيش الإسرائيلي الذي جن جنونه وأخذ يضرب ضرب عشواء في غزة والضفة الغربية، وفي جنوب لبنان كانت الضربة أقسى بعد أن نجح مقاتلو حزب الله في قتل ثمانية جنود إسرائيليين، وأسر اثنين أحياء، فشنت إسرائيل الحرب على لبنان، ودمرت البنى التحتية والمنشآت المدنية، وقصفت السيارات والمطارات والطرق والجسور وقوافل النازحين، وفي المقابل تمكن حزب الله من إسقاط صواريخه لأول مرة منذ أكثر من خمسة عشر عاما على مدن فلسطين الشمالية بما فيها عكا وحيفا وصفد والناصرة وطبريا، بالإضافة للمستوطنات الشمالية، كما دمر أحدث الأسلحة الإسرائيلية سواء في البحر عندما دمر البارجة الإسرائيلية أو في البر عندما فجر ودمر الدبابة الإسرائيلية "الميركافا" التي طالما تباهت إسرائيل بقوتها ومتانتها، أو في الجو عندما تمكن من إسقاط بالونات التجسس الإسرائيلية. لقد سقطت مقولة الجيش الذي لا يغلب أمام ضربات حزب الله الموجعة لإسرائيل، وسقطت نظريات الأمن الإسرائيلية التي وضعها شاؤول موفاز وموشي يعلون وداني حالوتس، وعاش أكثر من مليوني يهودي في الملاجئ لأكثر من اثني عشر يوما على التوالي، والعمليات لا تزال قيد التصعيد. والسؤال هو هل حققت هذه الضربات ما تريده أميركا على الصعيدين العربي والإسرائيلي؟ ثم ماذا بعد كل هذه العمليات العسكرية المدمرة؟ وما هو مصير حزب الله؟ ومصير العملية السلمية برمتها؟ هذا ما سنجيب عليه في المرة القادمة إن شاء الله >>> يتبع
|
|||||
25-07-2006, 11:01 PM | رقم المشاركة : 2 | |||
|
مشاركة: نافذة على ما يحدث في المنطقة القسم الثاني
اخي الكريم احمد |
|||
29-07-2006, 02:47 PM | رقم المشاركة : 3 | |||||
|
مشاركة: نافذة على ما يحدث في المنطقة القسم الثاني
بارك الله فيك أخي فادي
|
|||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
خبر الآحاد ليس حجة في العقيدة | معاذ محمد | المنتدى الإسلامي | 47 | 20-02-2007 11:35 PM |
نافذة على ما يحدث في المنطقة | أحمد الحلواني | منتدى الحوار الفكري العام | 4 | 21-07-2006 05:59 PM |
خبر الواحد لا يفيد العلم ولا يؤخذ في العقائد كتاب كامل | معاذ محمد | المنتدى الإسلامي | 9 | 13-05-2006 02:29 AM |
ثالث اثنين الميكانو و فلسفة ؟! | سرمد السرمدي | منتدى القصة القصيرة | 0 | 13-02-2006 11:06 PM |
نحو السهل الممتنع في فلسفة الفعل ! | سرمد السرمدي | منتدى القصة القصيرة | 0 | 13-02-2006 10:57 PM |