اليوم اكتشفت انني اريد ان اصبح نملة. لماذا نملة؟ لأنها نملة لا تستسلم, تستمر بالمحاولة حتى تصل, تتجتاز مصاعب حتى تعيش و بالرغم من ذلك تحب ان تمد يد المساعدة. نعم هكذا هي النملة. مخلوق لا نعيره اهتمام ندوس و نمشي عليه غير آبهين بمثابرتها و محاولتها و الاكثر من ذلك شجاعتها. اليوم رايت نملة كباقي النمل التي شاهدته من قبل, ولكن لانني لم اجد ما افعله في حين انتظاري للحافلة شرعت بمراقبة نملة تمسك بفتات او بالاحرى جزء لا يتجزأ من الفتات. مُحاولةً للصعود الى اعلى الرصيف. في كل مرة تحاول فتُسقِط الفُتات و تعيد الامساك به بعد حركة دائرة تقوم بها للبحث عن الفتات مرة اخرى وتعاود المحاولة. فجأة ظهرت نملة اخرى لتساعدها و بكل مرة يُسقِطون الفتات يُعاوِدوا البحث عنها و الامساك بها مجددا و اخيرا ايصالها لأعلى الرصيف وتكرر الموقف نفسه مرارا و تكرارا. اشفقت على النملة و لكن في نهاية المطاف استطاعت ان تصل بفتات الطعام الى اعلى الرصيف. لهذا فكرت لما لا يصبح البشر كالنملة. بالتفاني و الصبر و المثابرة و الإخاء و اخيرا بالمحبة لو كنت اعرف منطقهم لسألتهم ما هو سرَكم؟ ولكن لله في خلقة شؤون . بسبب هذه النملة تعلمت كل هذه الدروس. نعم لنكن كالنمل متواضعين كحجمها و عظيمين كصفاتها. نعم اريد ان اكون نملة. نملة تنظر الى الامام لا تآبه بما حولها من صعاب و تثبيط للهمم. كن نملة,نملة لتصل الى القمم كما اوصلت هذه النملة فتات طعامها الى اعلى الرصيف.