قال تعالى :
{وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا}.
قد تتفاجأ من ردة فعل قريب أو صديق، حينما تحدثه هذه الأيام بكل فرح وتخبره بأنك ترغب في زيارته أو أن تلتقي به، فيعتذر منك ويتمنع من استقبالك خشية العدوى.
فإياك أن يتسلل إلى نفسك الحزن، فلعل في عدم استقباله (زكى لك وله).
{ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا }، أي : فلا تمتنعوا من الرجوع، ولا تغضبوا منه، فإن صاحب المنزل، لم يمنعكم حقا واجبا لكم، وإنما هو متبرع، فإن شاء أذن أو منع، فأنتم لا يأخذ أحدكم الكبر والاشمئزاز من هذه الحال، كونه {هُوَ أَزْكَى لَكُمْ}، أي : أشد لتطهيركم من السيئات، وتنميتكم بالحسنات.
قال ابن كثير - رحمه الله : قال قتادة : قال بعض المهاجرين : طلبت عمري كله هذه الآية فما أدركتها : أن أستاذن على بعض إخواني، فيقول لي : (ارجع)، فأرجع وأنا مغتبط، لقوله تعالى: {وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}.
وصدق تعالى القائل :
(مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) (38)
تصيحة :
التزامكم بالتباعد عبادة ووقاية، وتقيدكم بالتعليمات عافية وحماية.