|
|
منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول هنا نتحاور في مجالات الأدب ونستضيف مقالاتكم الأدبية، كما نعاود معكم غرس أزاهير الأدباء على اختلاف نتاجهم و عصورهم و أعراقهم . |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
02-12-2024, 04:43 PM | رقم المشاركة : 1 | |||||
|
حوراء الهميلي: قبلَ أنْ يَرِفَّ جفنُ الليل..!
قبلَ أنْ يَرِفَّ جفنُ الليل قبلَ النومِ وقبلَ ولوجِ الحُلْمِ وقبلَ نفاذيَ في الأشياءِ على عتبةِ بابِ الغيبِ كنستُ العتمةَ خفَّفْتُ الليلَ بكأسِ الفجرِ فصارَ شفيفًا كالبِلَّورِ أمامَ مرايا الروحِ لبستُ قميصًا لا يحجبني عن جسدي الأرضيِّ ونَزْوَتِه وأشرتُ لنجمٍ تجحدني عيناهُ: اغضضْ يا أنتَ! وخذنيَ عاريةً؛ أختبر الليلَ فيسقط مِن شَعري مغشيًّا في موعدِه الأول خبَّأتُ الريحَ بِكُمِّ عباءتيَ السوداءِ تركتُ الضوءَ حسيرًا في صدري وسرحتُ هناك… سمعتُ خريرَ النهرِ يصيح: تعالي الطينُ يعاقرُ خمرةَ رأسي والنهرُ الباردُ يلسعُ رجلي يوقظني مِن هذياني: يهمسُ: "مغتسَلٌ وشرابٌ" فاغتسلي مثقلةٌ أترنحُ مغمِضةً عينيَ لا عسسٌ حولي غمَّستُ النهرَ بساقيَّ سرتْ رعشاتٌ باردةٌ عبرَ ممرِّ شراييني صرتُ أراقب كيف يكون شعورُ الطفوِ إلى الأعلى؟ ورأيتُ كواكبَ ليس تُحَدُّ كواكبَ قانيةً، أخرى صهباءَ، سديمًا زرقتُه تبلعنُي مِن حيث يذوبُ الوقتُ ولا أدري حلقاتٌ كبرى مفرغةٌ وتدور الروحُ ولا تدري أين ظلالي أو جسدي؟ نورٌ يغشى عينيَ أسبحُ في الملكوتِ وأهتفُ: يا اللهُ أَعِرْني بعضَ جمالِك صَيِّر قلبيَ درويشًا يرقصُ في ساحةِ وجدِك ما أحلى الرقصَ بساحةِ وجدِكَ حيث أناكَ تلبَّس روحي وأنا ساهمةٌ في الأعلى تعتملُ بروحي أسئلةٌ: كيف نكونُ ملائكةً لا تغوينا الأخطاءُ؟ كيف تكونُ الجنةُ مِن غيرِ العشاقِ؟ ونعلم أنَّ العشقَ يُجرَّمُ في دستورِ الدنيا في الجنةِ حوريةَ مَن سأكونُ؟ أزوجي في الدنيا أم آخر؟ أيحقُّ لقلبيَ أنْ يختارَ شريكًا؟ أم أنَّ الأهلَ سيختارون عريسيَ أيضًا في الجنة؟ فكرتُ كثيرًا في هذا في العادةِ لا أطرح أسئلةً فالغرباء كثيرو الظنِّ الناسُ عمومًا يمتلكون عقولًا صخريةْ أحكامٌ قبْلي تسبقُني نظراتٌ شرهى تنهشُني وأنا مطبِقةٌ شفتيَّ ويجترحونَ سكوتيَ بالتأويلِ الناسُ عقولٌ صخريَّة أفصلني عنهم تدريجيًّا نحوَ العزلةِ حيث أفيضُ سلامًا وهدوءا وأُحَدِّثُ نفسي وأشاركُ ربِّي أفكاري فاللهُ قريبٌ يسمعني مِن غيرِ حواجز نفسيَّةْ الله أحنُّ عليَّ ويحملني قدرَ صفاءِ النِّيَّةْ سيدةٌ تكنسُ ساحَ الليلِ وتلبسُ جبَّتَها وتطيرُ ولن أنسى.. في الساقِ اليمنى تحديدًا تلبس خلخالَ كواكبِها -أقصد خلخالَ أنوثتِها- تحلمُ بالجنةِ مشرعةً تغمضُ عينيها وتنام!
|
|||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|