قانون الاعتياد والملازمة ..

[راحيل الأيسر]

تعودتُّ على مشهد أمي وهي تقوم بتغيير أسطوانة الغاز .. تنادي أحد إخوتي ليحملها للمطبخ .. أو تطلب من إحدانا مساعدتها في ذلك.

من الطبيعي إذًا أن أتعلم تغيير الأسطوانة بنفسي .. وهذا ما فعلته بعد زواجي بقليل .. جاهدتُّ حتى أدخلها للمطبخ وحدي ثم قمتُ بتغييرها .. وحين عاد زوجي من عمله فوجئ بما فعلت .. واندهش ومدحني كثيراً حتى ظننتُ أنني فعلت شيئاً خارقاً.

وظل لفترة طويلة يقول لكل من يلتقي به من أهلنا: زوجتي غيرت الأسطوانة لوحدها.

ثم تدور الأيام والشهور ويصبح تغييري للأسطوانة أمراً عادياً .. حتى جاء يوم لم أستطع فيه تغييرها .. حيث كان الغاز يتسرب كلما قمتُ بفتحها .. تركتها جانباً حتى عاد زوجي فأخبرته بأنني لم أتمكن من إعداد الغداء بسبب مشكلة تسريب الأسطوانة ..

ثار زوجي علي وتهكم قائلاً : هوّ فيه وحدة ماتعرف تغير أسطوانة الغاز ؟!!

عندها أيقنت أنّ الأشياء التي نتحامل على أنفسنا ونجاهد حتى نفعلها .. رغبةً في نيل رضا الآخرين أو إسعادهم أو تخفيف العبء عنهم .. تصبح مع الوقت حقوقاً مكتسبة لهم وواجباتٍ ثقيلةً .. تقيدنا وتنهك أرواحنا وأبداننا.

رفقاً بأنفسكم ولا تقدموا للآخرين إلا ما تستطيعون تقديمه دون زيادة ولا نقصان .. إن ذلك سوف يبقي أواصر المحبة قوية ولا ينقص من رصيدها في قلوبكم بل يزيد.



لأن :

من اعتاد أن يمنح - سخاء وتكرما - سيعتاد الطرف الآخر الأخذ ومع الزمن تصبح حقوقا ، إن مُنعت تحت أي ظرف ؛ تصبح خرقا لقانون الاعتياد والملازمة .

[راحيل الأيسر]

نعم إنه العطاء المفرط الذي- غالبا - لا يلقى صدى
ولا تكون نتيجته - في معظم الأحيان - سوى الإرهاق للنفس ..

[يافا احمد]

معك حق أختي راحيل تصبح تلك الأمور وكأنها تحصيل حاصل ملزمة لك ولو أحصيت تلك الأشياء لوجدت قائمة طويلة ملازمة لك والوقت قد فات لتغيير الواقع .
دمت بخير

[راحيل الأيسر]

كان الله في عون أمثالنا يا يافا
نقرأ كثيرا
ونرى كثيرا
نخرج من تجاربنا بأسوأ الذكريات وأكبر الخيبات وبكثير من الخذلان ..

لكن مافي الطبع لا يتغير ..
نحتاج معجزة
نحتاج بعثا بعد موت ..
إعادة تأهيل ..

كم مرهق هذا القلب الذي نحمله
وهذا الطبع الذي تطبعنا عليه ..


شكرا لمرورك ..


ما نكتبه هنا تذكير ووعظ لمن هو قادر أو مازال قادرا على تغيير نفسه ..


أما الوضع مع بعضنا ففالج لا تعالج ..

محبتي لك يا أجمل يافا ❤