تراتيل ذابله .... خلف ليل المسافات

[عماد الحمداني]

بعد موتي ....
ولأني جديد التزمت الصمت كأني شخص تطأ أقدامه أرض أخرى
أعرف ماذا تفعل الغربة وكيف تجعل النفس والجسد بحالة صمت
رهيب
كنت ... أستمع بحذر لما يقوله السادة الأموات
أستمعت لموضوعاتهم الساخنه التي تشغل أفكارهم وتتثير مخاوفهم منذ زمن طويل
سمعت كبيرهم يقول ؟
أن في الصين تحرق الجثث وتحول إلى رماد ثم توضع داخل علب
صغيره جدا وترسل إلى ذوي الميت
وهذا ماكان يخيفني ....
لأن أشلاء أهلي كلهم دفنوا جواري
وهناك أخر تنهد وقال بحسرة
قيل أيضا في الهند تباع جثث موناهم
وأضاف أخر
وأخر ...
وأخر ...
قاطعت كلام الجميع وأنا أنفض غبار الصمت بفضوليه
مما تخشون ياشعب الأموات
أيها الأصدقاء
فينا من دفنو أشلاء
وغيرنا ماتوا حرقآ نتيجة حزام ناسف فضلا عن الأغلبيه التي مزقتها رصاصات مجهوله وتلك التي مُثل ّ فيها بأبشع الوسائل
ومع أن وطننا يحترم وجودنا ويقدس موتنا الآ أننا لاننفع الآ أن
نكون تاريخآ للموت الجماعي أو مصدرآ نفطيآ ينتظر من يسرقه
ولو بعد
حين ومن المكن أيها السادة الأموات
أن نشكل أعلانآ أنتخابيآ غير مكلف لأي مسؤول
أرجوكم ياشعب الأموات
ألتزموا الهدوء
حتى لاتكونوا مشاغبين

[عماد الحمداني]

في القلب ...
في آخر غيماته الماطرة
في آخر أحزانه وجنون ذكرياتك ِ
مرت على أفئدة الروح أسراب من أجنحة ٍ ملونة
ترسم في السماوات البعيده رموشآ ناعسه كأنها سعف نخيل يتدلى
على شؤاطيء دجلة
نظرت ُ طويلا إلى عينيك الواسعتين
وتذكرت
نعاس قلبك الذي لم ينم منذ الخفقة الأولى
وهو يقطر ندى من نقاء على أزهاري
تذكرت
نعاس ذاكرتي التي أتعبتها الشوارع وغصون المواعيد المتكسرة
على امتداد تلك الشواطي ء
تحت حوافيها وأنا أنصب الشباك للطيور المهاجرة عن أعشاش
روحي
إلى سماوات النسيان
تذكرت
يالحماقة قلبي ... أنني لم أقل لك حتى الآن كلمة غزل واحدة
لم أقل لك أي شيء
واعتذرت لقلبي ولعينيك
فقد كنت محتشدآ ومهووسآ حد التسكع والخذلان بصراخ ذاكرتي
حينما قادتني قدماي لغربة لاتنتهي بدونك
رحلت وأنا لم أقل لك وداعآ والآن عدت إليك ياواسعة العينيين
تعثرت خطى الشوق بأغصان العشب
الذي نبت في غيابي على ممشى الكلام المؤدي الى كلمة أحبك ِ
كيف ابتدأت
والنهايات نسرآ
يرفرف على عين غزال اللحظة
يعثرها
يطيح بقامات الضوء المتبقيه من شمس آفلة للغروب
ماأعمق الغروب على شواطيء دجلة
والذكريات تؤخزك ياقلبي
لحبيبتك
بغداد

[عماد الحمداني]

لازال الحزن طائر يَفرِدُ جناحيه على مدن اللوعة التي تسكننا
الألم ُ
يزهر بالجدب أمطارا ً من نار
وأنا
وذلك القلب الذي تعتصره في كل لحظة
دمعة
وندم
وكلمات تتوالد من حنين
تمطرني الأشواق إليك
وأحصد مطرآ ضوئيا ً من وهم
يتطاير بجهات معكوسة
الرحيل
الرحيل
وحكايا الوجع عادت تتنفس من جديد
من نبضة مسامات تتأرجح على جناح طائر القلق اليومي
وهو يبني أعشاشه في خرائب ذاتي بدونك
ورحل
يعبث ُ طائر النار بمدن هاجر أهلها وتوغلوا في الرحيل
مكسوة بذبائح الضوء
تطعم روحي قناديل مجد ٍ سماويّ الأزمنة
تغزل لي قميصا من غواية هواجسي
تلهو
تتلآلآ كما المرايا عيوني بدمعها
تمسد أجفان الصبر ولهيب الأنامل
تصرخ
تحرث
الصمت المتبقي من رماد الضوء
أيتها النشوى برقا ًمن جذور الحرف
تأملت قناع الدمع يسكبني على جذرك الممدود عبر مسافات
لامست حكايانا التي تطويني كسجادة صلاة في هيكل قدّاسك
برق ضرير
هي لقاءاتنا المنتظرة
ترفع يديها بدعاء لعلّها
تدثرنا وتؤوينا
معا ً
في عالم أخر

[عماد الحمداني]

ليل
وثلج
ومقعد
وشموع تتقد
والساعة تنبض دقاتها من قلبي
وأحضان ليلي كان خيالها يرقص مع ذفء صوتها
المتسلل عبر المدى
يغرد في أفق روحي كلمات وهجت دواخلي
وأيقظت سبات أعوامي المنطويه
بين الصد والرد
ليل ٌ
وأضوية ٌ
وشجرة ميلاد
عُلقت بأغصانها ثمرات عمري وهي تجردني من كل غلاف
يأخذني من عتمة أشيائي وحركات سكوني
وتراتيل همساتنا المنبعثه من أنهار اعمارنا
أصبحت حمائم
فتقت خيوط الليل وراحت مع دقات الساعه
تفك جدائل شعرها
وتمرح بفرح في حدائق خضراء
أحسست بها
بشوق رقيق
وشعرت برحيق
خلود
النبض
تنام بين أحضان لهفتي
تؤرجحني بشغف في أرجوحة دفئها
وتتركني مع خيالاتي مسافرآ مع سكون هسيسه
يوقده
ليل
وشجرة ميلاد
وأنا الوحيد أمازح حزني بدثار وحدتي
وأغفو بين أحضانه
لعل
الحلم
يكون أنت

[عماد الحمداني]

هي ...
أصابع الأيام ترميني بوجهك ياأمرأة ً
بلا رتوش
ولاجمرة َ ذكريات
والقفص الذي أسميته بيتي ذات مساء دافيء
هرب مني وأستنجد بالوطن الغائب
وأنا
وأنتِ
ننسج ُ أحزان الليالي بمغزل غربتنا
تضيَع ُ أنفسنا في خيوطه الملتفه حول رقاب عزلتنا
كمشانق لفيض ماياتي
ونحن
وأيامنا الثكلى والراحلون وغائبنا الحاضر
من يحررنا من صيادي عمرنا المتبقي من نهار ماتت أشعته
ولانافذة ً في الوطن المسور باللصوص
سوى حرائق بعيده هناك حيث ُ تخنق صدري
وتحاصرني بطيف ثمل ٌ كسول
يتمدد فوق حزني يرسم ُ بذاكرتي التي تعج
بخيول اللحظات
كرنفال من جفون لمدنٍ تتشظى بجوع
كالضوء
حين يعتلي جسد الظلام فيتلاشى تحت عباءته
وتموت بين ثناياه ياأمرأة
كل أمال الصغار .....

[عماد الحمداني]

حين تخيلت ّ غريزتي أنه يدعوني
أمتطيت حصان لهفتي وقطعت براري الشوق
في محطات روحي
حتى وصلت إليه
إي فخ ٍ كنت ُ أسمعه ُ في الغربة وهم يتحدثون عنه
لم يكن ماؤه سرابآ
ولم تكن أرضه نارآ
ماءه زلال مثل أسمه
وأرضه طيبة مثل قلب أمي
فتح لي ذراعيه
وقال
تقدم أننا بأنتظارك .. كان شوقي كبيرآ وظمئي قاسيآ
وحين
دخلت ُ أحضان وطني
تصلب ماؤه فجاءة ٍ وصار ترابآ
فلم يعطني
سوى الغبار الحار ؟؟؟

[عماد الحمداني]

من أيقظ الأحساس
بعد سباته ِ
قطرات أخُر مايرشحه الآن
سحابة عقيمــــه
أفعى تنفث ُالقلق في سمرة الورق
وكلماتي
تتمايل بين سكر الآضداد
كأنها أنا
من أيقظها ؟؟؟

[عماد الحمداني]

وأنطوت أشرعة الحاضر وأفاقت
بعد خدرًأمواج البحر في عينيك
تعتمر في ذاكرة الوجود صدق الذكريات
تفيق من غفلةُ الزمن المشلول بين فصول الذات
لازلت كما أنا ....
أنبض بين الجفنين والرمش مشاعر تفيض بالحياة
يحضنني قلقي المستعصي
يحتلني يعتلني في ضحى النهار
كأنشودةً أنتظار ,,,,,,

[عماد الحمداني]

لازالت ذاكرتي
تعج بضوضاء الموج حين يمر
قارب وهجك في شطئاني
يحتلنـــي
يعتلنـــــي
يفرض قانون الغاب في وجداني

[عماد الحمداني]

ســـــأبقى ....
أحدثُ حبـــك في دمــــــي
وأنا أتمــــرغ تحت هجــــيرة عشقي
فأذا كـــان مختــــلفآ هــــوى قلبك عن قلــــبي
فــــلابد أن يطعـــن عشقي
شــــرايين عشــــقك ذات الفضـــاء العريض
ســـأمرق منها الــــى حيث أنت
أريـــــد عناقك من داخــــل الروح
أن عنـــــاقك أصعب شيء أذا لـــم يكن أعانقــــك
مــــوت لمـــــوت
ولا ليس مـــوتك ,,, ألا حياةُ الحياةً

[عماد الحمداني]

وأنطفأت شمعة أخرى وتسجَت في تابوت العمــر
إغفأءة طويله وأستيقظ الفجر في مفرق الرأس وبدأ
يتلألأ ببياضه وبقت كهوف الصدر تحبس الأمال
وعلى اللسان تعقدْ الحروف وبين رحى الفكيَن تنكسر
وتذبل على الشفتيٍن التعابير
لتعجن بغبار الأيام وتهضم في معدة الذكرى
لتزين أستار بقايا الروح وتزرع في عرصات المجد
سنابل الغد لتتوسٍد تحت أوراقها أحرف العمر وتغفو اللحظات
على أتربة سجاد رفات الأجساد وتتؤضأ برماد العظام وبين ضلعي جدرانها سراج زيت ضيائه الدم
خيوط الشمس على حافة شبابيك الأتي سكارى
ومنارات الأمنيه عروس توشحت السواد
تحنت أنامل الريح أحرف العزاء في تابوت أحلام الظنون
وقد رسمت على أتربة صدري خارطة في أزقة ذل الليالي الضيقه بين ضلوع مدينته القديمه
حاملا على جيد الدقائق الاخيره مفتاح تجاعيد وجهه
مغزل ألألأمه ينسج من شعره الابيض لوحة
لمرور سنة أخرى .....
ويفتح ظلام الليل جفون القمر .. يغلق ستار عينيه فصل
من أحداث أخر النهار .....
فيليَن عوده ويلتوي كغصن شجرة على نفسه
ينطفأ سراج نسيم الليل البارد من وحدته وتتسلق صرخات معدته سلم الليل الى أن تمسك بخيوط الفجر
فتيقظه تراتيل العصافير على شرفات الصباح فيقتات
على وريقات صبره ويعج بين قدماه غبار الطريق وتموت تحتها اللحظات ..
وساد السكون ... وتزحلقت في عرق الجبين مفاتن الفرح
وبين كؤوس الطرب الباكي يبحث الصدى عن جواب
لكن تمرت الشفتين وعاد الضباب يذري الأعين ويحشو الأذن
صدى الضحك عندما أنكسر شعاع العين على دمعاته
أنها ... سنة أخرى أنطفأت ؟؟؟؟

[عماد الحمداني]

قبلا ....
كم أبهمت ُ مزاياي وللوهلة ُ الألف
أستجمع من نباح الغيم خيوط عيوبي من دخان شموعي
التي تعدت الثلاثين
وأغزلهن موائد بارده لأبكين صبري وأحيك شهوتي على ظل
أمرآة ٌ
كانت ترسمني سلمآ لحكايات كبريائها البابلي
أتناثر كلوح البلور أمامها كما تناثر شهيق العبرات
كأضواء مدافع النار على المدينه
فيلمني ضجيجها الهائج على أصوات قاماتها
والمأذن ُ ...
حناجر الهاتفين
الموت ُ لمن باع أعمارنا المتناقصه في مزادات التيه
والحياة ُ لمن زرع الأمال في وجه صخره
وكأن تلك الأصوات
تؤمىء نحو صراط شهوتي كي أتلذذ بنفاذ خصوبتي البكر
وأنا
أرتفع نحو شفرات سطوح الثريا الميته
وأرى
الوطن ... مجرد ومضة حلم