الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديات الحوارية العامة > منتدى الحوار الفكري العام

منتدى الحوار الفكري العام الثقافة ديوان الأقلاميين..فلنتحاور هنا حول المعرفة..ولنفد المنتدى بكل ما هو جديد ومنوع.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-07-2006, 01:11 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عبير الرشيد
أقلامي
 
إحصائية العضو






عبير الرشيد غير متصل


افتراضي بصراحة .. مع هيكل !!

الأستاذ / محمد حسنين هيكل

ولد الأستاذ محمد حسنين هيكل بالقاهرة سنة 1923 (21 سبتمبر) وتلقى تعليمه بمراحله المتصلة فى مصر، وكان اتجاهه مبكراً إلى الصحافة دراسة وممارسة.

التحق بجريدة "الإيجبشيان جازيت" منذ سنة 1943م محرراً تحت التمرين فى قسم الحوادث، ثم فى القسم البرلمانى واختاره رئيس تحرير "الإيجيبشيان جازيت" لكى يشارك فى تغطية بعض معارك الحرب العالمية الثانية فى مراحلها المتأخرة برؤية مصرية.

عين محرراً بمجلة آخر ساعة سنة 1945م وعمل قريباً من مؤسسها الأستاذ محمد التابعى وانتقل معها عندما انتقلت ملكيتها إلى أخبار اليوم.

من سنة 1946م حتى 1950م أصبح مراسلاً متجولاً بأخبار اليوم فتنقل وراء الأحداث من الشرق الأوسط إلى البلقان، وإلى إفريقيا، وإلى الشرق الأقصى حتى كوريا.

من سنة 1951م استقر فى مصر رئيساً لتحرير آخر ساعة ومديراً لتحرير أخبار اليوم فى نفس الوقت واتصل عن قرب بمجريات السياسة المصرية.

سنة 1956م/ 1957م عرض عليه مجلس إدارة الأهرام رئاسة وتحرير الأهرام، واعتذر فى المرة الأولى، وقبل فى المرة الثانية، وظل رئيساً لتحرير الأهرام 17 سنة، وفى تلك الفترة وصل الأهرام إلى أن يصبح واحدة من الصحف العشرة الأولى فى العالم.

أقام خلال عمله مجموعة علاقات صحفية دولية جعلت الأهرام طرفاً فى أوضاع الإعلام العالمى وتوجهاته وفى العلاقات بين عواصم العالم المتعددة ما بين نيويورك إلى لندن، وما بين باريس وطوكيو.

أنشأ مجموعة المراكز المتخصصة للأهرام: مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ـ مركز الدراسات الصحفية ـ مركز توثيق تاريخ مصر المعاصر.

بدأ يكتب مقاله "بصراحة" فى الأهرام 1957م، وانتظم ظهور المقال كل أسبوع من 1960 ـ 1994م.

عام 1970م عين وزيراً للإرشاد القومى، ولأن الرئيس جمال عبد الناصر ـ وقد ربطت بينه وبين هيكل صداقة نادرة فى التاريخ بين رجل دولة وبين صحفى ـ يعرف تمسكه بمهنة الصحافة، فإن المرسوم الذى عينه وزيراً للإرشاد القومى نص فى نفس الوقت على استمراره فى عمله الصحفى كرئيساً لتحرير الأهرام، وقبل المنصب الوزارى بعد أن تكرر اعتذاره عنه عدة مرات، وكان ذلك تقديراً لظرف سياسى وعسكرى استثنائى فى الظروف المحيطة بحرب الاستنزاف.

بعد حرب أكتوبر 1973م اختلف مع الرئيس السادات حول التعامل مع النتائج السياسية لحرب أكتوبر، واتخذ الرئيس قراراً بتعيينه مستشاراً، واعتذر عن قبول المنصب وتفرغ للكتابة، وكان كل ما يكتبه ينشر خارج مصر وهو يعيش داخلها، وكان من نتيجة كتاباته أن اعتقله الرئيس السادات ضمن اعتقالات سبتمبر 1981م.

منذ أن ترك رئاسة تحرير الأهرام كتب ـ وما زال يكتب ـ تحقيقات ومقالات لكبريات صحف العالم وفى مقدمتها "الصنداى تيمز" والتيمز" فى بريطانيا، كذلك قام بنشر أحد عشر كتاباً فى مجال النشر الدولى بينها "خريف الغضب" الذى ظهر فى 31 لغة ـ و"عودة آية الله" ـ و"الطريق إلى رمضان" ـ و"أوهام القوة والنصر" ـ و"أبو الهول والقوميسير" وغيرها.... وكلها نشر ما بين 25 ـ 30 لغة تمتد من اليابانية إلى الأسبانية. كذلك نشر باللغة العربية فى هذه الفترة 28 كتاباً أهمها حتى الآن مجموعة حرب الثلاثين سنة (4أجزاء)، والمفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل (3أجزاء).






 
رد مع اقتباس
قديم 19-07-2006, 01:15 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عبير الرشيد
أقلامي
 
إحصائية العضو






عبير الرشيد غير متصل


افتراضي

إطلالة عربية على أحوال العرب والعالم فى نصف قرن بقلم محمد حسنين هيكل الصحفى والسياسى وأحد المشاركين فى صنع القرار فى مصر فى فترة من أهم الفترات فى تاريخنا المعاصر.
وهذه الإطلالة تحمل اسم بصراحة المقال الشهير للكاتب لفترة ليست قصيرة فى حياته الصحفية, وفى هذه المقالات يقدم كاتبنا رأيه وشهادته عن العقود التالية:

شهدت الخمسينات
مولد الثورة المصرية التى سرعان ما نادت بالقومية العربية كمطلب أساسى لتقدم الأمة العربية وهو ما أدى بدوره إلى اصطدام تلك الأفكار البازغة مع التوجهات الاستعمارية السائدة فى ذلك الوقت وتجسد ذلك فى العدوان الثلاثى على مصر فى عام 1956.
خرجت مصر من تلك التجربة لتدخل فى وحدة مع سوريا عام 1958، كما أصبح لمصر دور رائد فى مناهضة الاستعمار ومد يد العون للدول الرازحة تحت نيره.


بدأت الستينات
بانفراط الوحدة المصرية السورية وما أعقبها من محاولات مصرية للتصدى لقوى الرجعية العربية فى اليمن. وشهد ذلك العقد انتكاسة للتوجه العربى الذى تقوده مصر فى حرب 1967 والتى دعت مصر إلى تقويم التجربة التى عاشتها منذ اندلاع الثورة عام 1952 لتخرج للحرب على دعائم ثابتة. وقبل أن ينتهى العقد سجلت مصر نموذجاً رائعاً للصمود فى حرب الاستنزاف التى كانت الركيزة الأساسية للنصر الذى تحقق فى حرب 1973.


السبعينات
وفاة عبد الناصر كانت الحدث الأبرز فى مطلع السبعينات وخلف السادات عبد الناصر لتبدأ حرب التحرير فى عام 1973.
بعد الحرب بدأ تحول فى توجه مصر الاستراتيجى أنهى العقد بتوقيع مصر اتفاقية سلام مع إسرائيل وقطيعة عربية لمصر.


تميز عقد الثمانينات
بطابع دموى فقد استهل بحرب العراق وإيران ثم اغتيال الرئيس السادات عام 1981. وشهد عام 1987 اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى ضد إسرائيل. وبالإضافة إلى ذلك يكتسب العقد أهمية خاصة لانفراط عقد الاتحاد السوفيتى السابق فيه وانفراد الولايات المتحدة الأمريكية بقمة العالم.

التسعينات
كارثة الغزو العراقى للكويت أكسبت مطلع العقد طابعاً مؤسّياً، فكانت بمثابة فرصة ذهبية للولايات المتحدة الأمريكية لتؤكد انفرادها بقيادة العالم ليس ذلك فحسب بل تم الدفع بالعرب لمفاوضات سلام جماعية مع إسرائيل فى مدريد عام 1991.
وكأحد نتائج انهيار القطبية الثنائية تفشت الحروب الأهلية إبان التسعينات فى مناطق شتى، أهمها البوسنة والهرسك ورواندا وكوسوفا.
من ناحية أخرى شهدت نهاية العقد تغير بعض الوجوه الحاكمة فى أكثر من دولة عربية كقطر والأردن والمغرب.







 
رد مع اقتباس
قديم 19-07-2006, 01:31 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عبير الرشيد
أقلامي
 
إحصائية العضو






عبير الرشيد غير متصل


افتراضي السر الحقيقى فى مشكلة عُمان !!

10/8/1957 الاهرام

السر الحقيقى فى مشكلة عُمان

السر الحقيقى فى مشكلة عُمان، التى انطلقت أحداثها فجأة من الربع الخالى فى أقصى الصحراء العربية لتصبح مشكلة عالمية دامية هو:

الصراع بين شركتين من شركات البترول:

شركة البترول العراقية - وهى شركة بريطانية تقف وراء سلطان مسقط.

وشركة أرامكو - وهى شركة أمريكية تنظر بعين العطف، أو الطمع على الأقل - إلى إمام عُمان.

هذا هو السر الحقيقى!

ولكن؛ قبل أن نمضى فى الحديث إلى أكثر من ذلك، يجب أن نقف دقيقة واحدة.

دقيقة واحدة نؤكد فيها أن ذلك السر لا يثنينا عن الحماسة لإمام عُمان، ولا يغير رأينا فى ضرورة تأييده وشد أزره.. بالمال.. بالسلاح.. بأى شىء تستطيع أيدينا أن تقدمه له.

ذلك أننا نحب أن تكون حماستنا لإمام عُمان حماسة واعية مستنيرة، تنطلق من القلب، ولكن لا تصطدم مع العقل، ونحب أيضاً أن يكون اندفاعنا إلى نصرة إمام عُمان وقفة فى صف متماسك متفاهم، وليست وقفة فى حلقة ذكر تائهة ذاهلة تقيمها جماعة من الدراويش.

لهذا نواجه الحقيقة كما هى، لا نخدع أنفسنا فيها، ولا ندير عيوننا عنها ونعلقها بالأوهام والأحلام!

إن أبرز المعالم فى أحداث جنوب شبه الجزيرة العربية، هو فى الواقع ذلك الصراع بين شركة البترول العراقية - البريطانية من ناحية، وبين شركة أرامكو الأمريكية من الناحية الثانية.

وليس ذلك الصراع جديداً.. بل أن الذى لا مفر من الاعتراف به هو أن مشكلة عُمان التى تطورت أخيراً إلى قتال مسلح ليست إلا حلقة فى سلسلة طويلة ممتدة ؟

المعارك المسلحة القديمة بين بعثات الكشف عن البترول تحت رمال الصحراء فى هذه المنطقة... حلقة فى السلسلة..

حادثة خطف معدات أمريكية، تملكها الأرامكو ويقدر ثمنها بثلاثة أرباع مليون دولار، وهى حادثة أثارت ضجة فى وقتها.. حلقة ثانية فى السلسلة.

هجوم سعيد بن تيمور سلطان مسقط الموالى للإنجليز على إمامة عُمان، واستيلاؤه على "نزوى" عاصمتها المعلقة فى الجبال.. حلقة ثالثة فى السلسلة.

بل إن المشكلة المشهورة لواحة "البوريمى" ليست بعيدة عن حلقات السلسلة.

ولقد تسربت الآن تفاصيل مثيرة عن اجتماع الرئيس الأمريكى أيزنهاور، مع أنتونى إيدن رئيس وزراء بريطانيا السابق.. ذلك الاجتماع الذى عقد فى واشنطن منذ ما يقرب من عام.

فى هذا الاجتماع دخل إيدن مكتب أيزنهاور، فإذا على المكتب خريطة كبيرة لجنوب شبه الجزيرة العربية.

ثم إذا بأيزنهاور يحفظ عن ظهر قلب اسم إمام عُمان، واسم سلطان مسقط، ليس هذا فحسـب، وإنما أسماء زعماء القبائل فى المنطقة واحداً واحداً، وعلاقات النسب التى تربط بينهم..

ثم كان أن تحول الحديث فى مشكلة الشرق الأوسط التى كان مقرراً بحثها فى ذلك الاجتماع.. فأصبح حديثاً عن مشكلة جنوب شبه الجزيرة العربية أولاً وأخيراً.

وأخذ أيزنهاور يهاجم سعيد بن تيمور سلطان مسقط الموالى للإنجليز بينما أنتونى إيدن يتفانى فى الدفاع عن سعيد بن تيمور!

وهدأت المشكلة قليلاً بعد اجتماع واشنطن ولكنها لم تنته، ولم يكن ما جرى فى هذا الاجتماع على أى حال إلا حلقة جديدة فى السلسلة الطويلة.

ثم كان أن استجمع إمام عُمان قواه فاتخذ جانب الهجوم يحاول أن يسترد أرضه الضائعة تحت سلطان سعيد بن تيمور.

ووقفت بريطانيا وراء سلطان مسقط، بل أمامه، لا دفاعاً عنه، وإنما دفاعاً عن البترول الخبىء تحت رمال عُمان، والبترول المتفجر من حولها فى جنوب شبه الجزيرة والذى لم يبق للإمبراطورية البريطانية من مصدر للقوة فى العالم غيره، فإن دخل بريطانيا السنوى من بترول المنطقة، ألف مليون جنيه هى العمود الفقرى لقوة الإسترلينى.

ثم إذا ببريطانيا التى لم تتخلص بعد من عار استعمال القوة فى السويس، تلجأ إلى القوة مرة أخرى فى عُمان.

و فجأة طار دالاس من واشنطن إلى لندن يبحث مشكلة عُمان.

ثم إذا بتصريحات دالاس فى لندن لا تزيد ولا تنقص عن تكراره كل يوم لعبارة مريبة هى:

"أبداً... إن أمريكا لا تريد أن تسلب بريطانيا مصالحها فى جنوب شبه الجزيرة العربية. و لا تريد أن ترثها وهى على قيد الحياة".

ثم إذا بالأسئلة التى توجه لدالاس فى لندن، علناً و فى مؤتمر صحفى، هى أشد مدعاة للريبة من تصريحاته.. بينها مثلاً سؤال يقول:

- "هل يستعمل ثوار عُمان أسلحة أمريكية؟"..

واللجنة السياسية للجامعة العربية تجتمع اليوم لتبحث مشكلة عُمان ونحن بقلوبنا مع إمام عُمـان.

ونريد أيضاً أن نكون بعقولنا مع إمام عُمان.

لهذا ننظر إلى المشكلة بعيون مفتوحة.

ولهذا نفهم أن معركة عُمان ضد بريطانيا اليوم مقدمة لمعركة أخرى لا تتسلم فيها أمريكا ما ربحه إمام عُمان من بريطانيا.

ولهذا أيضاً نحرض إمام عُمان على أن يستعين قدر استطاعته بأمريكا ضد بريطانيا..

استعانة بشيطان ضد شيطان آخر...

ومن غير هذا فإن المعركة لا تساوى ما يراق على أرضها من دم.

وليس فينا من يريد أن يقاتل كى تنتقل الغنيمة من يد بريطانية إلى يد أمريكية.

هذا هو الحق.. حتى لا تكون حركتنا قفزة فى الظلام!!

محمد حسنين هيكل







 
رد مع اقتباس
قديم 19-07-2006, 02:09 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
فاطمة الجزائرية
أقلامي
 
الصورة الرمزية فاطمة الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو







فاطمة الجزائرية غير متصل


افتراضي

.............السلام عليكم , ما أغنى هذه الساحة , وما أعمقها .......لقد استفدت من المقال الذي يتحدث

عن نصف قرن من حياة البلاد العربية ............ولكن ماذا عن حال النصف الأول؟.........شكرا.







التوقيع

ملأى السنابل تنحني بتواضع*****و الفارغات رؤوسهن شوامخ

 
رد مع اقتباس
قديم 20-07-2006, 09:00 AM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
عبير الرشيد
أقلامي
 
إحصائية العضو






عبير الرشيد غير متصل


افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاستاذة فاطمة الجزائرية
تلك المقالات هى شهادة عيان لمن عاصر تلك الاحداث
الاستاذ محمد حسنين هيكل
فى مقالات " بصراحة " التى كانت تنشر بجريدة الاهرام
يناقش أحداث تلك الحقبة ..فى حينها

تابيعنا

لكِ تحياتى







 
رد مع اقتباس
قديم 20-07-2006, 09:08 AM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
عبير الرشيد
أقلامي
 
إحصائية العضو






عبير الرشيد غير متصل


افتراضي درس فى عدم الانحياز!!

5/8/1957 الاهرام

درس فى عدم الانحياز!

ينبغى أن نقول فى أول سطر من هذا الحديث أن جامعة الدول العربية فشلت، فشلاً قاتلاً، فى مواجهة مشكلة الحرب فى عُمان.

النوايا الطيبة التى تبدت، الاجتماعات التى عقدت، التصريحات، والاتصالات، والمقابلات، والبرقيات.. وحتى الشكوى لمجلس الأمن، ضاعت كلها، كلها، فى الهواء، لا أثر لها، ولا فائدة منـها!

هذا أول سطر فى الحديث.

والعجيب أيضاً أنه هو بعينه: آخر سطر فى الحديث.

وإنما بين السطر الأول، والسطر الأخير قصة هامة وخطيرة.

هى درس لا يجب أن يفوت، وعبرة يتعين علينا أن نستوعب دلالاتها.

الدرس: ولو أنه بعيد عن مشكلة القتال فى عُمان، فى حد ذاتها هو: الانحياز وعدم الانحياز فى المجال الدولى.

والعبرة: هى المحنة التى تتعرض لها الدول الصغرى التى لا مطامع لها، إلا أن تجد لنفسها مكاناً آمناً دافئاً تحت الشمس - حين تربط نفسها بالكبار من أصحاب المطامع، وتجد نفسها فى خاتمة المطاف، وإذا فى يديها قيد، وفى قدميها سلسلة.

- ثم نصل إلى الموضوع نفسه.

نأخذ موقف حكومة العراق إزاء القتال الدائر فى عُمان.

نأخذ الحوادث نفسها مجردة، ومحددة.

1 - فى الأيام الأولى من هذا الشهر تلقت حكومة العراق دعوة من الأمانة العامة للجامعة العربيـة، تتضمن اقتراحاً بعقد اللجنة السياسية، فى القاهرة، بقصد النظر فيما يجب اتخاذه من إجراءات لشد أزر الكفاح العربى المسلح فى عُمان.

2 - لم تستطع حكومة العراق - ولم تكن فى هذا وحدها - أن تبت فى قبول الدعوة على الفور لعدة أسباب ترجع كلها، فى أصلها، إلى سبب واحد، هو علاقات العراق ببريطانيا كحليف، وعلاقات العراق ببريطانيا كشريك فى حلف بغداد.

3 - انقضت خمسة أيام أو ستة، وحكومة العراق ساكتة، ولكن القتال فى عُمان لا يسكت.

4 - توصلت حكومة العراق إلى حل وسط، قبلت عقد اللجنة السياسية، وكلفت سفارتها فى مصر بالاشتراك فى اجتماعاتها، ثم لم ترسل تعليمات لممثلها فى اللجنة على وعد بأن التعليمات فى طريقها إليه.

5 - اجتمعت اللجنة السياسية وفيها مندوب العراق، واتجاه الرأى العام العربى، يرسم الطريق أمامها، إلى مجلس الأمن، ولكن مندوب العراق لم تصله التعليمات.

6 - يجب أن يكون القرار جماعياً، وإذن فالموقف كله فى انتظار حكومة العراق.

7 - وزارة العراق تجتمع، سفير بريطانيا فى بغداد، يتحرك قبل الاجتماعات وبعدها.

8 - الوزارة تلجأ إلى الملك فيصل على ظهر اليخت الملكى عالية، الراسى فى إستانبول حيث يقضى الملك أجازة على ضفاف البوسفور.

9 - القتال فى عُمان محتدم، نار ولهب، موت لا يهدأ ولا يستريح، ولا ينتظر التعليمات، ولا يعطى لنفسه إجازة.

10 - الموقف فى عُمان يتدهور، ونزوى العاصمة المعلقة فى الجبال تسقط، والقيادة البريطانية تعلن أنها فى سبيل السيطرة على الموقف قبل أن يصل الأمر إلى مجلس الأمن!

11 - الجماعات المجاهدة تفرقت، الحصون سقطت ولم يبق إلا جحور فى الجبال، الرصاص المتدافع بدأت أصداؤه تخفت، وتتباعد، وتكاد تتلاشى مع رياح الصحراء العاوية.

12 - السفارة العراقية تتلقى تعليمات، ومندوب العراق فى اللجنة السياسية يعطى صوته مع الالتجاء إلى مجلس الأمن.. هو إذن ذلك الإجماع الذى طال انتظاره.

13 - شكوى لمجلس الأمن.

14 - تصريح لمتحدث رسمى بريطانى يسخر فيه من الدول العربية، لقد انتهى أو أوشك أن ينتهى قتال عُمان فما هو مبرر الشكوى، وما معناها، وما الذى يمكن أن تصل إليه؟

والسطر الأول فى هذا الحديث، هو السطر الأخير فيه:

"فشلت الجامعة فشلاً قاتلاً فى مواجهة مشكلة الحرب فى عُمان.. إلخ".

وليس الذنب ذنبها فقد كانت تحاول!

بل ان الذنب ليس ذنب حكومة العراق فقد كانت تريد!

وتبقى ملاحظة أخيرة:

أن هذا الحديث ليس هجوماً على حكومة السيد على جودت الأيوبى فى العراق.

بل هو أيضاً ليس هجوماً على القيود والسلاسل التى تربط العراق.

إنما هو درس لمجرد الدرس.

وعبرة لمجرد العبرة.

وغير هذا... لا شىء أبداً!


محمد حسنين هيكل







 
رد مع اقتباس
قديم 20-07-2006, 09:11 AM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
عبير الرشيد
أقلامي
 
إحصائية العضو






عبير الرشيد غير متصل


افتراضي

24/8/1957 الاهرام

دالاس يقرع الطبول! !!

إذا تصورنا المستحيل، وانحازت سوريا يوماً إلى الكتلة الشيوعية، فلن يكون اللوم يومها على دمشق ولا على موسكو، وإنما المسئولية كلها، أمام العالم، وأمام التاريخ، يجب أن تقع على واشنطن!

إن السياسة الأمريكية فى الشرق العربى اليوم، هى القوة الدافعة الوحيدة إلى ناحية موسكو، وكذلك فإن أكثر ما يغرى فى خروشتشيف هو سخف دالاس، وثقل ظله!!

إن جون فوستر دالاس يحاول أن يعيد فى سوريا نفس القصة التى بدأها فى مصر.

بالأمس وجه دالاس إلى مصر تهمة أنها انحازت إلى الشيوعية، لا لسبب إلا لأن مصر اشترت سلاحاً من روسيا بعد أن عز عليها شراء السلاح من أمريكا.

وأمسك دالاس "طبلاً" ضخماً، وراح يضرب عليه بعنف دقة "الشيوعية" هذا بينما الأصداء تتردد بعده على صفحات عدد كبير من الجرائد التى تصدر فى عواصم الغرب!

ولم تفزع مصر من قرع الطبول، ولم تتأثر أعصابها، ولا تعثرت خطاها، وإنما مضت مصر فى طريقها الذى رسمته لنفسها تفعل ما تؤمن أنه فى مصلحتها الوطنية بصرف النظر عن رأى جون فوستر دالاس فيه.

حتى جاء اليوم الذى خفتت فيه دقات الطبول.

عرف العالم بالتجربة الحية مع كل يوم من الزمان أن مصر ليست شيوعية، وأنها لا ترضى عن "عدم الانحياز" بديلاً مهما كان البديل.

ثم كلت يدا جون فوستر دالاس من طول ما قضى الشهور بعد الشهور يدق الطبول بأقصى عزم فى طاقته!

تلك هى قصة الأمس مع مصر، وهى أيضاً قصة اليوم مع سوريا.

وقارع الطبول هو هو... جون فوستر دالاس.

ودقة الطبول هى هى... الشيوعية!

ولكن... انتظروا...

الموقف هذه المرة يختلف، والظروف ليست هى نفس الظروف، والميدان مفروش بالألغام، وارتعاشات الطبول بعد قرعها قد تكفى فى بعض الأحيان لتفجير الألغام!

أولاً: إن موقف سوريا يختلف عن موقف مصر، ونظرة واحدة إلى خريطة للشرق الأوسط تكفى لتكون أول الأسباب وآخر الأسباب.

فى الشمال من سوريا - تركيا، وتركيا تحشد كل يوم جيوشها على حدود سوريا، ولا يكل جنود تركيا من زرع حقول المتفجرات على طول خط الحدود!

وإلى الجنوب من سوريا - إسرائيل، والحدود بين سوريا وإسرائيل لهب وبارود، وكراهية أشد هولاً من اللهب والبارود!

وإلى الشرق من سوريا - العراق، وكانت حكومة نورى السعيد تجعل من سهول الشرق طريقاً لقوافل تهريب السلاح إلى داخل دمشق!

وإلى الجنوب الشرقى من سوريا - الأردن، وفى الأردن ملك قامت فى رأسه ذات يوم فكرة أن يعلن الحرب على سوريا!!

وفى القلب من سوريا - لبنان، وفى بيروت عاصمة لبنان كثيرون ليس لهم عمل إلا التآمر على دمشق، ورسم الخطط وإعداد التفاصيل.

وأخيراً إلى الغرب من سوريا، شاطئ طويل ممتد يصاحب البحر الأبيض مئات من الأميال، وفى البحر الأبيض أسطول أمريكى، هو الأسطول السادس، الذى جاءت الأنباء أمس أنه يقوم بمناورات فى اتجاه ميناء اللاذقية.

هو إذن حصار فى كل اتجاه، ومن كل ناحية!

ثانياً: إن نشاط الطابور الخامس فى دمشق فاق كل حد يمكن تصوره فى القاهرة لنشاط الطابور الخامس، وصل الأمر فى بعض الأحيان إلى حد أن أصبحت المعارضة فى دمشق مطاردة للقتل، حتى لقد أصبح المكان الذى ينام فيه شباب الضباط الوطنيين سراً من الأسرار، لأن القتلة كانوا يتسللون ويتربصون وأيديهم متحفزة لضغطة على زناد وينطلق الرصاص، وكانت الدية على رؤوس كثيرة معروفة ومشهورة كذا ألف لهذا الرأس، وكذا ألف أخرى لرأس آخر، وآلاف كثيرة لرؤوس كثيرة!

ثالثاً: إن محاولات التآمر فى القاهرة كانت دائماً من وراء الستار، ولكن المحاولات الأمريكية الأخيرة فى دمشق كانت على المسرح جهاراً نهاراً، ولم تكن محاولة واحدة بل طابوراً ممتداً.. محاولة فى أعقاب محاولة.

رابعاً: إن أمريكا لم تتجاسر يوماً على أن تدس أنفها فى شئون مصر إلى الحد الذى سمحت لنفسها به أخيراً فى شئون سوريا.

فالشباب الوطنى فى الجيش السورى، الذى تحرك داخل إطار هذا الجيش فأقصى عن صفوفه عدداً من الذين قد لا يطمأن إليهم ساعة الشدة، لم يفعل إلا أن سد ثغرات رأى أن الخطر يمكن أن يتسرب منها إلى الكيان السورى كله.

فما الذى أغضب أمريكا من هذه الحركة؟

هل كان هؤلاء الضباط الذين أبعدوا عن الجيش السورى باباً مفتوحاً لأمريكا؟

إن كان الأمر كذلك، ألم يكن من حق الجيش الوطنى أن يغلق هذا الباب المفتوح لدولة أجنبية؟!

ثم - أكثر من ذلك - لتكن حركة الجيش السورى خطأً فى خطأ، وليكن الضباط الذين أخرجوا تكراراً جديداً للظلم الذى وقع على الحسن والحسين فما هو شأن أمريكا؟!

وبعد...

فحين وجهت تهمة الشيوعية إلى مصر، وأعلنت عليها حرب الأعصاب، لم تفعل مصر إلا أن نفت عن نفسها التهمة بهدوء ثم تركت للأيام تقديم الدليل على كذبها.

وأمس سئل اللواء عفيف البزرى قائد الجيش السورى الجديد.

- إنهم يتهمونك بالشيوعية؟

وفى الظروف التى تعيشها سوريا، وفى الجو المحيط بها، انطلق قائد الجيش - وكان لابد أن ينطلق - كانفجار اللغم يقول:

- ليكن، إذا كانوا يتصورون هذا فليتصوروا ما يحلو لهم، ثم ما هو شأنهم بذلك، ولماذا يتدخلون فى صميم شئوننا الداخلية!

كل هذا ولا يزال جون فوستر دالاس يدق الطبول.

والموقف هذه المرة كما قلنا يختلف، والظروف ليست هى نفس الظروف، والميدان مفروش بالألغام!!


محمد حسنين هيكل







 
رد مع اقتباس
قديم 20-07-2006, 09:13 AM   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
عبير الرشيد
أقلامي
 
إحصائية العضو






عبير الرشيد غير متصل


افتراضي دالاس ونابليون !!

29/8/1957 الاهرام

دالاس ونابليون !!

يمكن أن يقال الآن، إن ما حاولوا أن يطلقوا عليه اسم "أزمة سوريا" قد انتهى أمره!

انتهى أمره تماماً ولم يبق أمام الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن تبدأ تقهقراً طويلاً جديداً، على طريق تراجعها المستمر - حتى الآن - فى الشرق الأوسط.

لقد افتعلت أمريكا افتعالاً - بعد أن فشلت مؤامرة الغزو من الداخل - ما أسموه "أزمة سوريا" ، ولم تكن "أزمة سوريا" أولى الأزمات التى افتعلتها أمريكا، ولن تكون آخرها.

والمهم أنه فى هذه الأزمة، كما فى كل أزمة مفتعلة سبقتها، لم يجد جون فوستر دالاس، وزير خارجية الولايات المتحدة مفراً - فى نهاية الأمر وخاتمة المطاف - غير أن يستعيد من التاريخ مشهد نابليون عائداً من موسكو التى أكلتها النيران متقهقراً بفلول جيشه الذى كان فى يوم من الأيام زهرة شباب فرنسا - عبر سهول لا نهاية لها من الجليد، إلى حيث لا شرف ولا مجد ولا انتصار!

أقامت أمريكا الدنيا وأقعدتها على سوريا.

وأطلقت عليها عاصفة هوجاء من الدعايات والاتهامات.

ثم تجاوزت الدعايات والاتهامات، إلى حد تحريك الأساطيل، وعقد المؤتمرات فى استانبول.

وفجأة، فى الدقيقة الستين، من الساعة الرابعة والعشرين، اكتشفت أمريكا أنها لا تستطيع أن تفعل شيئاً ضد سوريا.. أى شىء!

لا تستطيع أن تفعل شيئاً ضد سوريا.. لا بنفسها، ولا بالوساطة، عن طريق تحريض أصدقائها من جيران سوريا كما كانت نظرية جون فوستر دالاس!

إن مجرد تحرك أمريكا بنفسها ضد سوريا كفيل بأن يشعل فى المنطقة كلها نيرانا متأججة لا تستطيع قوة على الأرض أن تتحكم فى مدى انتشارها.. هذا من ناحية.

ومن ناحية أخرى، فإن الحركة بالوساطة، عن طريق تحريض الجيران، وهو ما حاوله جون فوستر دالاس فى مؤتمر استانبول الذى أرسل إليه لوى هندرسون مبعوثاً خاصاً ومندوباً فوق العادة يتكلم باسمه - أثبتت بعد البحث والتدقيق عدم جدواها، فلقد عرف لوى هندرسون فى استانبول، ما كان يستطيع فوستر دالاس أن يعرفه فى واشنطن، لو أنه فكر وقدر، وأحسن التفكير والتقدير.

إن سوريا تملك ضد جيرانها أكثر مما يملك جيران سوريا ضدها.

هذه حقيقة كان دالاس يستطيع اكتشافها من مكتبه فى واشنطن لو أنه ألقى نظرة سريعة - ولكن ذكية - على أى خريطة للشرق الأوسط.

سوريا تملك ضد العراق - مثلاً - أكثر مما يملك العراق ضد سوريا، فعن طريق سوريا يتدفق بترول العراق إلى البحر، ولو توقف تدفقه لكان معناه أن يتوقف الاقتصاد العراقى فى نفس الثانية.

وسوريا تملك ضد لبنان أكثر مما يملك لبنان ضد سوريا، ذلك أن سوريا تحيط بلبنان من جميع نواحيه، فإذا أقفلت سوريا حدودها مع لبنان، فإن الأبواب جميعاً تقفل أمام لبنان ولا يصبح له مع العالم إلا بابان: البحر أو إسرائيل.

وسوريا تملك ضد الأردن أكثر مما يملك الأردن ضد سوريا، فعن طريق سوريا يصل الأردن إلى البحر، فإذا استحال على الأردن أن يصل إلى البحر الأبيض، فليس أمام صاحب الجلالة الهاشمية ملك الأردن، إلا أن يشرب مياه خليج العقبة حتى آخر قطرة فيها!

وسوريا تملك ضد السعودية أكثر مما تملك السعودية ضدها، فسوريا مرة ثانية طريق البترول السعودى إلى أسواقه، ثم هى كذلك طريق التجارة.

ماذا بقى من جيران سوريا إذن؟

تركيا.. أو إسرائيل مثلا!!

هذا إذا تصورنا أن حكومات هذه الدول العربية جميعاً سوف تأتمر بأمر دالاس، وإذا تصورنا أيضاً - وهذا هو الأهم - أن شعوب هذه الدول سوف تترك حكوماتها حرة تأتمر بأمر دالاس.

أما تركيا فلا تستطيع أن تتحرك ضد سوريا، فإذا تحركت فإن معنى ذلك أنها تدير ظهرها للحدود الروسية..

وإذن فإن القط التركى لا يستطيع التقدم فى اتجاه سوريا بسبب الدب الروسى القابع وراء ظهره.

تبقى إسرائيل، وإسرائيل لها حدود مشتركة مع سوريا، ولكن لها أيضاً حدود مشتركة مع مصر!

واكتشف جون فوستر دالاس هذا كله، أو اكتشفه له مبعوثه إلى استانبول، واكتشف معه، وفى الوقت نفسه، أنه ليس أمام دالاس، إلا أن يتنكر فى زى نابليون، فى أحلك ساعات تاريخ نابليون، ويتراجع أمام دمشق، عبر صحراء هجيرها أقسى من لسعة الجليد، إلى حيث لا شرف، ولا مجد، ولا انتصار!


محمد حسنين هيكل







 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لنسمع الاراء بصراحة( قضية مطروحة للجميع) سلام نوري منتدى الأقلام الأدبية الواعدة 15 08-05-2008 03:53 AM
شخصيات مصرية .. أسرت النبوغ محمد جاد الزغبي منتدى الحوار الفكري العام 54 01-04-2007 05:05 AM
مع حسنين هيكل...مقتطفات من فضائح صعب وصفها ايهاب ابوالعون منتدى الحوار الفكري العام 0 09-07-2006 09:11 PM
امام هيكل بيتنا العتيق ؟؟؟جاثم ؟؟ عبود سلمان منتـــدى الخـواطــر و النثـــــر 6 07-06-2006 01:42 PM
صلوات في هيكل الحب م. وليد كمال الخضري منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول 4 29-05-2006 11:56 PM

الساعة الآن 05:33 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط