الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديـات الثقافيـة > المنتدى الإسلامي

المنتدى الإسلامي هنا نناقش قضايا العصر في منظور الشرع ونحاول تكوين مرجع ديني للمهتمين..

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-02-2009, 04:17 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
جمال الصالح
أقلامي
 
إحصائية العضو







جمال الصالح غير متصل


افتراضي الهجرة النبوية .. مواعظ و عبر

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنامن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماكثيرا.

الموعظة قد تكون كلمة ولا كلام اعظم ولا احكم من ايات الذكر الحكيم و قد تكون موقفا او مجموعة مواقف وفي سير الصحابة انفع الدروس واروع العبر.فتعالوا بنا نقتبس اية كريمة و ندرس من خلالها سيرة افضل الخلق بعد الانبياء و المرسلين و سنبقى في اجواء ذكرى لا يزال صداها يتردد في المجالس وعلى المنابر ذكرى الهجرة النبوية الشريفة

قال تعالى{ إِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيم} ٌ نزلت هذه الاية في أصحاب سرية عبدالله بن جحش لما ظنوا أنهم إن سلموا من وزر مقاتلتهم المشركين في الشهر الحرام فليس لهم أجر فنزل الوحي مثبتا لهم الرحمة بعد المغفرة.

ولان العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب نبادر الى استخراج مكنونات الاية الكريمة على ضوء تساؤل مشروع طرح في درس سابق و هو ما السر في التضحيات الجبارة التي سجلها التاريخ بحبر من ذهب لصحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم مهاجرين و انصارا رجالا ونساء ؟
فلنرصد نجوما من هؤلاء و هؤلاء عسى نقتدي بها فنهتدي
فهذا صهيب الرومي عرف ذل العبودية و الفقر ثم اغتنى و افتدى نفسه فلما اسلم و اعتزم الهجرة خير بينها و بين ماله فاختار الباقيات الصالحات فنالها ببشارة المصطفى صلى الله عليه و سلم حين استقبله قائلا { ربح البيع صهيب ربح البيع صهيب } و نزل فيه قران يتلى الى يوم الدين { ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤوف بالعباد} .
وهذا ابو سلمة بعد عودته من هجرة الحبشة آذته قريش فاعتزم الهجرة الى المدينة هو وزوجه ولده وما كاد يقود راحلته حتى لحق به أهل زوجته وأخدوا خطام البعير من يده, فهاجر دون اهله ولما علم اهل الزوج بما جرى غضبوا وتجاذبوا الطفل مع اهل ام سلمة حتى خلعت يده وفرقوا بينه وبين امه, فكانت تخرج الى الابطح كل يوم تبكي من الصباح الى المساء قرابةعام الى ان أشفق من حالها قومها فأذنوا لها اللحاق بزوجها, فأخذت ولدها من أهل ابي سلمة فارتحلت بعيرا وابنها في حجرها, وسلكت طريق المدينة وحدها علها تتبلغ بقافلة ميممة شطر المدينة, فلقيها عثمان بن طلحة وكان – مشركا- ولما علم بحالها ما تركتها حتى اوصلها الى زوجها. وكان اذا بلغ المنزل اناخ راحلتها واستاخر حتى تنزل تم يقيد البعير الى شجرة, ويضطجع عند شجرة اخرى حتى اذا دنا الرواح قام الى بعيرها وقدمه ورحله تم استاخر حتى تركب تم يأخد بخطام بعيرها. ولم يزل يصنع ذلك الى ان اشرف على القرية التي ينزل بها ابو سلمة. فكانت ام سلمة تقول : والله مارأيت صاحبا قط اكرم من عثمان بن طلحة, وقد اسلم متأخرا في هدنة الحديبية.
و قد مرت بنا سيرة و مسيرة سفير الا سلام مصعب بن عمير التي على قصرها كانت عاملا مهما في نجاح الهجرة خاصة و الدعوة عامة.

اما الانصار فقد سجلوا في الاخوة و الايثار ما لم يعهد في الخليقة قبلهم و لا بعدهم والمواقف اكثر من ان تحصى فاستحقوا قوله تعالى (والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقاً لهم مغفرة ورزق كريم).

السر في هذا العطاء المبهر هو في ثنايا الاية موضوع الموعظة فقد استفتحت بنداء متضمن اثبات صفة الايمان { ان الذين آمنوا ... } ايمان مع يقين في الله لا يخالطه شك ولا يداخله شرك. يعبدون الله كانهم يرونه, هذا الايمان هو الاساس والمنطلق. ولذا جاء في الاية مفصولا عن الاوصاف اللاحقة بواو العطف وبالاسم الموصول {الذين } اي لما وقر الايمان في القلب واستقر في الوجدان صدقه العمل, والعمل هنا هو الهجرة والجهاد, والهجرة بصيغة المفاعلة{ هاجزوا} التي تفيد فيما تفيد المبالغة اي هاجروا بابدانهم من اوطانهم , وهجروا كذلك ما كانوا عليه زمن الشرك والمعصية ثم جاهدوا العدو الظاهر والباطن جاهدوا المشركين وجاهدوا الشيطان وجاهدوا النفس والهوى هذا جهاد الدفع اما جهاد الطلب فهو تحمل اعباء الدعوة و التفاني في خدمتها بالامر بالمعروف و النهي عن المنكر و ضربوا في ذلك اروع الامثلة . والجهاد جاء في الاية بعد الهجرة فالتخلية دوما تسبق التحلية. ثم ان الاركان الثلاثة{الايمان الحهاد الهجرة} كلها في سبيل الله, هذا هو الصراط المستقيم الذي يربط بين الايمان كمنطلق وبين الرحمة المرجوة كمنتهى, فالاخلاص هو برهان الايمان الذي بين العبد وربه, والذي يرشح عنه برهان الظاهر كالصدقة كما في الاثر وكذا باقي اعمال الجوارح . { اولائك يرجون رحمة الله}, جملة فعلية كناية عن استصحاب الرجاء في كل الاحوال, ومنتهى رجائهم الرحمة, وهي كلمة جامعة لكل خير ,قد تكون احدى الحسنين نصر او شهادة, او الفوز بالدارين او احسان الخاتمة وفي كل خير, ثم تاتي البشرى على عادة آيات القران الكريم {و الله غفور رحيم } , غفور لما كان قبل الايمان اوبعده ثم رحمة واسعة { و الله غفور رحيم } فمن رحمته ان يثيب المجتهد المخطئ اجرا و المصيب اجرين ومن رحمته ان يبدل سيئاتهم حسنات

ومجمل القول ان الصحابة كانوا خير امة اخرجت للناس لانهم كانوا حملة رسالة يامرون بالمعروف و ينهون عن المنكر بحالهم و مقالهم في هجرتهم و نصرتهم و كدا كان التابعون وتابعوهم باحسان الى ما شاء الله ثم خلف من بعدهم خلف اضاعوا الامانة و فرطوا في الرسالة قصارى هجرتهم الى دنيا يصيبونها فتنال منهم قبل ان ينالوا منها فالشجرة التي لا تثمر تحتطب للنار اما مناصرتهم فلفريق لا يجلب نصرا الا في ساحات اللهو و قليلا ما ينصرون اما المجاهدون و المهجرون في ارض الرباط فليدهبوا هم و رنهم فيقاتلوا انهم امام الشاشات قاعدون

قال احد الحكماء { اذا لم تشغل نفسك بالحق شغلتك بالباطل} فالصحابة هجروا باطل الجاهلية بعدما امنوا و صار الجهاد بمفهومه الواسع شغلهم الشاغل فكانوا نواة حضارة امتدت لقروب عديدة و لا زالت معالمها متجلية في مواطن كثيرة ثراث ضخم في علوم متعددة رغم الاحراق و الاغراق معمار متفرق في مشرق الارض و مغربها رغم الطمس و التخريب الحرف العربي مستخدم عند بعض الاعاجم اما الارقام ففي سائر الغالم اضافة الى النظريات و القوانين و الاكتشافات اقروا بذلك او تنكروا

كل هذه المنجزات مبدؤها رسالة متبناة من ثلة مؤمنة وعاملة مؤمنة بصدقية الرسالة و عاملة على خلودها و الخلود بها. يموت الرسول و تبقى الرسالة ان خسارة الاندلس للاسلام افدح من خسارة المسلمين للاندلس انها الرسالة لا تعترف بالجغرافيا الا نالقدر الذي تخدم انتشارها بدليل الهجرة النبوية لا تعترف بالاخطاء و العثرات الا بالقدر الذي تقيم صلبها و تقوي عضدها بدليل غزوة احد , انها الرسالة قوية بذاتها و الامة عزيزة بها ذليلة بغيرها

نريد جيلا لا يستسلم للواقع و اسلامه واقعي لا يعبد العقل و عقله متعبد ايمانه حي و حياته ايمان ارجله ثابتة في الارض لا تتململ و عزيمته محلقة في السماء لا تنزل يتوكل على الله و ياخد بسننه في كونه جيل ينتج ما يستهلك و يستهلك ما ينفع حيل همه خدمة هذه الامة و الوصول بها الى القمة وان قضى دون ذلك لقي ربه مبرا الذمة فمن لا بؤمن بالمستقبل لا يؤمن بالاخرة قال تعالى{ فسوف ياتي الله بقوم يحبهم و يحبونه اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله و لا يخافون لومة لائم } وقال سبحانه { وعد الله الذين امنوا منكم و الذين عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم و ليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم و ليبدلنهم من بعد امنهم خوفا} صدق الله العظيم

والحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين و على اله و صحبه الغر الميامين






 
رد مع اقتباس
قديم 16-02-2009, 01:12 AM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
هشام يوسف
الهيئة الإدارية
 
الصورة الرمزية هشام يوسف
 

 

 
إحصائية العضو







هشام يوسف غير متصل


افتراضي مشاركة: الهجرة النبوية .. مواعظ و عبر

السلام عليم ورحمة الله وبركاته

أهلا بك أخي جمال صالح في أقلام، وأهلا بقلمك الجميل الذي يكتب بمداد من الجمال والصلاح.

دمت بخير







 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 01:37 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط