الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديـات الثقافيـة > المنتدى الإسلامي

المنتدى الإسلامي هنا نناقش قضايا العصر في منظور الشرع ونحاول تكوين مرجع ديني للمهتمين..

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-05-2024, 11:59 PM   رقم المشاركة : 289
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

﴿فَتَلَقَّىٰٓ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِۦ كَلِمَٰتٖ فَتَابَ عَلَيۡهِۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ 37




ما قيل في الكلمات التي دعا بها آدم ربه:

اختلفوا في تلك الكلمات ما هي؟: - روي أن آدم قال: يا ربّ ألم تخلقني بِيَدِكَ بلا وَاسِـطَةٍ؟ قال: بلى، قال: يا رب أَلَمْ تنفخ فِيَّ من رُوحِكَ؟ قال: بلى. قال: ألم تُسْكني جنتك؟ قال: بلى. يا ربّ هل كنت كتبت عَليَّ ذنباً؟ قال: نعم. قال: يا ربّ ألم تسبق رحمتك غَضَبَك؟ قال: بلى. قال يا رب إن تُبْتُ وأصلحت تردّني إلى الجنة؟ قال: بلى. فهو قوله: ﴿فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ﴾.
- وقيل: علّم الله آدم وحواء أمر الحجّ فحجا، وهي الكلمات التي تقال في الحَجّ، فلما فرغا من الحجّ أوحى الله - تعالى - إليهما قبلت توبتكما.
- وقيل: لما أراد الله أن يَتُوبَ على آدم، وطاف بالبيت سبعاً - والبيت حينئذ ربوة حمراء - فلما صلّى ركعتين استقبل البيت، وقال: اللَّهم إنك تعلم سرِّي وعلانيتي، فأقبل مَعْذِرَتِي، وتعلم حاجتي فأعطني سؤلي، وتعلم ما في نفسي فاغفر لي ذنوبي، اللَّهُمّ إني أسألك إيماناً يُبَاشِرُ قلبي، ويقيناً صادقاً حتى أعلم أنه لن يصيبني إلاَّ ما كتبت لي ورضّني بما قسمت لي. فأوحى الله - تعالى - إلىَ آدم: يا آدم قد غفرت لك ذنوبك، ولن يأتي أحد من ذريّتك فيدعوني بمثل الذي دعوتني إلاَّ غفرت ذنبه، وكشفت هُمُومه وغمومه، ونزعت الفَقْرَ من عينيه، وجاءته الدُّنيا وهو لا يريدها.
- وقيل: إنَّ الكلمات: سبحانك اللَّهم وبحمدك، لا إله إلا أنت عملت سُوءاً، وظلمت نفسي، فاغفر لي إنك خير الغافرين، سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت عملت سُوءاً، وظلمت نفسي، فتب عليّ إنك أنت التَّوَّاب الرحيم.
- وقالت طائفة: رأي مكتوباً على ساق العرش: محمد رسول الله، فتشفّع بذلك.
- وقيل: دعا: سبحانك اللَّهم لا إله إلاَّ أنت ظلمت نفسي فاغفر لي، إنك أنت الغفور الرحيم.
- وقيل - وهو ما نأخذ به -: قالا: ﴿رَبَّنَا ظَلَمۡنَآ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمۡ تَغۡفِرۡ لَنَا وَتَرۡحَمۡنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ 23الأعراف.









 
رد مع اقتباس
قديم 07-05-2024, 01:07 PM   رقم المشاركة : 290
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

﴿فَتَلَقَّىٰٓ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِۦ كَلِمَٰتٖ فَتَابَ عَلَيۡهِۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ 37





﴿فَتَابَ عَلَيۡهِۚ:

هذا عَطْفٌ على ما قبلَه، ولا بُدَّ من تقديرِ جملةٍ قبلَها أي: فقالَها. والتوبةُ: الرجوعُ، ومعنى وَصْفِ اللهِ - تعالى - بذلك أنه عبارةٌ عن العطفِ على عبادِه وإنقاذِهم من العذابِ، ووصفُ العبدِ بها ظاهرٌ لأنه يَرْجع عن المعصيةِ إلى الطاعةِ، وقالوا: لم تذكر توبة حواء هنا مع أنها مذكورة في مواضع أخرى نحو قوله: ﴿قَالَا رَبَّنَا ظَلَمۡنَآ أَنفُسَنَا﴾ الأعراف 23، لظهور أنها تتبعه في سائر أحواله وأنه أرشدها إلى ما أرشد إليه، وإنما لم تُذكر في هذه الآية لأن الكلام جرى على الابتداء بتكريم آدم وجعله في الأرض خليفة فكان الاعتناء بذكر تقلباته هو الغرض المقصود. وما نراه أنها مذكورة ضمناً في: ﴿فَتَلَقَّىٰٓ ءَادَمُ﴾ إذا أدركنا أن المقصود هو جنس آدم، وهو ذكران وإناث.








التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 07-05-2024, 11:25 PM   رقم المشاركة : 291
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

﴿فَتَلَقَّىٰٓ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِۦ كَلِمَٰتٖ فَتَابَ عَلَيۡهِۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ 37





تأسـيس شـروط التوبة:

تتحقق التوبة عند الإمام الغَزَّالي من ثلاثة أمور مترتبة: علم وحال وعمل. أما العلم، فهو أول مقتضياتها، وهو موجب للحال، والحال موجب للعمل. والعلم هو معرفة ما في الذنب من الضرر وكونه حجاباً بين العبد ورحمة الرب، فإذا عرف ذلك معرفة محققة حصل من هذه المعرفة تألم القلب بسبب فوات المحبوب، فإن القلب مهما شعر بفوات المحبوب تألم، فإذا كان فواته يفعل من جهته تأسف بسبب فوات المحبوب على الفعل الذي كان سبباً لذلك الفوات فسمي ذلك التأسف ندماً، ثم إن ذلك الألم إذا تأكد حصلت منه إرادة جازمة ولها تعلق بالحال بترك الذنب الذي كان ملابساً له، وبالمستقبل بالعزم على ترك ذلك الفعل المفوت للمحبوب إلى آخر العمر، وبالماضي بتلافي ما فات بالجبر والقضاء إن كان قابلاً للجبر. فالعلم والندم والقصد المتعلق بالترك في الحال والاستقبال والتلافي للماضي ثلاثة معان مترتبة في الحصول على التوبة. ويطلق اسم التوبة على مجموعها وكثيراً ما يطلق اسم التوبة على معنى الندم وحده ويجعل العلم السابق كالمقدمة والترك كالثمرة والتابع المتأخر.
وعلى هذا الفهم لا بد في التوبة من ترك ذلك الذنب ومن الندم على ما سبق، ولو لم يندم لكان راضياً بكونه فاعلاً له والراضي بالشيء قد يفعله والفاعل للشيء لا يكون تائباً عنه، ومن العزم على ألا يعود إلى مثله.

ولذي النون المصري (ثوبان بن إبراهيم) في التوبة قول، يقول: إنها اسم جامع لمعان ستة. أولهن: الندم على ما مضى، الثاني: العزم على ترك الذنوب في المستقبل. الثالث: أداء كل فريضة ضيعتها فيما بينك وبين الله تعالى. الرابع: أداء المظالم إلى المخلوقين في أموالهم وأعراضهم. الخامس: إذابة كل لحم ودم نبت من الحرم. السادس: إذاقة البدن ألم الطاعات كما ذاق حلاوة المعصية.









 
رد مع اقتباس
قديم 08-05-2024, 01:10 PM   رقم المشاركة : 292
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

﴿فَتَلَقَّىٰٓ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِۦ كَلِمَٰتٖ فَتَابَ عَلَيۡهِۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ 37




ما مدلول: ﴿فَتَابَ عَلَيۡهِۚ؟:

قيل: هذا يعني قبول توبة آدم. وقبول التوبة يكون بوجهين:
أحدهما: أنه - تعالى - يغفر ذنبه بسـبب التوبة،
والثاني: أن يثيب عليها بسـبب الإنابة والرجوع عن المعصية، كما أن قبول الطاعة يراد به ذلك.









 
رد مع اقتباس
قديم 08-05-2024, 11:30 PM   رقم المشاركة : 293
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

﴿فَتَلَقَّىٰٓ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِۦ كَلِمَٰتٖ فَتَابَ عَلَيۡهِۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ 37




﴿إِنَّهُۥ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ:

هذا تذييل وتعليل للجملة السـابقة وهي ﴿فَتَابَ عَلَيۡهِۚ﴾ لأنه يفيد مفادها مع زيادة التعميم والتذييل من الإطناب كما تقرر في علم المعاني. وهذا نظير قوله: ﴿إِنَّكَ أَنْتَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْحَكِيمُ﴾ البقرة 32، لكنه جاء هنا بالصفتين اللازمتين لتوبة آدم. والتَّوابُ الرحيمُ صفتا مبالغةٍ، ولا يختصَّان بالباري تعالى. قال تعالى: ﴿يُحِبُّ ٱلتَّوَّابِينَ﴾ البقرة 222، وقال: ﴿لَقَدۡ جَآءَكُمۡ رَسُولٞ مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ عَزِيزٌ عَلَيۡهِ مَا عَنِتُّمۡ حَرِيصٌ عَلَيۡكُم بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ رَءُوفٞ رَّحِيمٞ 128التوبة، وقال في الصحابة: ﴿رُحَماءُ بَيْنَهُمْ﴾ الفتح 29.
ومعنى المبالغة في التواب أنه الكثير القبول للتوبة أي: لكثرة التائبين، ولتكرار قبول توبة المذنب كلما تاب بعد ذنب.
والتواب من أسمائه تعالى. وقد ورد هذا الاسم في كتاب الله معرفاً ومنكراً، ووصف به - تعالى - نفسه، فدل ذلك على أنه مما استأثر به تعالى. وذهب بعضهم إلى أنه - تعالى - لا يوصف به إلا تجوزاً.








التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 09-05-2024, 01:53 PM   رقم المشاركة : 294
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

﴿فَتَلَقَّىٰٓ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِۦ كَلِمَٰتٖ فَتَابَ عَلَيۡهِۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ 37





لِمَ عَقَّبَ التَّوابَ بالرّحيمِ؟:

- قُدِّمَت صِفَةُ التوبة على الرَّحمة لأنها ألصق الصفتين بقوله قبلها: ﴿فَتَابَ عَلَيۡهِۚ﴾.
- ولأنَّ الرَّحيم جارٍ مجرى العلةِ للتَّواب؛ إذ قبوله التوبة عن عباده ضرب من الرحمة بهم.









 
رد مع اقتباس
قديم 09-05-2024, 11:39 PM   رقم المشاركة : 295
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

﴿فَتَلَقَّىٰٓ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِۦ كَلِمَٰتٖ فَتَابَ عَلَيۡهِۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ 37





حول مضمون الآية:

ثم إن قوله: ﴿فَتَلَقَّىٰ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَٰتٍ﴾ يعني أنه - تعالى - علمه كلمات ألهمه إيّاها، فأناب إليه بها، ولا داعي للذهاب بعيداً في الافتراض حول تلك الكلمات، وقد أبعدوا في الاختراع والتلفيق، بينما ذكرها القرآن الكريم ببيان جلي، ولفظ واضح: ﴿قَالَا رَبَّنَا ظَلَمۡنَآ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمۡ تَغۡفِرۡ لَنَا وَتَرۡحَمۡنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ 23الأعراف، فعلمه التوبة ليتوب فيتوب عليه. وتوبة الله على آدم هي قبول توبته. ولأنه أدرك عظم ذنبه فور ارتكابه له، فندم عليه - ولا نعلم كم من الوقت استغرقه الندم - فتح ﴿ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ﴾ باب المغفرة له، لأنه قابل التوب مهما أذنب العبد، الرحيم بعباده الذين يعودون إليه مهما أساءوا.









التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 10-05-2024, 01:44 PM   رقم المشاركة : 296
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

﴿فَتَلَقَّىٰٓ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِۦ كَلِمَٰتٖ فَتَابَ عَلَيۡهِۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ 37





حول مضمون الآية:

وقد خاض بعض الكتاب المحدثين في الخلط بين ذنب آدم وعصيان إبليس، بل إن منهم من اعتبر عصيان آدم بطولة وتحدٍ لظلم وقع عليه؛ فكيف يذنب كلاهما، فتُقبل توبة أحدهما، ويُطرد الآخر من رحمة الله، ويُتوعد بالدرك الأسفل من النار؟ وقد أجاب العلماء على الفرق بين المعصيتين من عدة وجوه:

الوجه الأول: إن معصية إبليس كانت عن إصرار وتعمد، ولننظر في آيات سورة الحِجْر: ﴿قَالَ يَٰٓإِبۡلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ ٱلسَّٰجِدِينَ 32 قَالَ لَمۡ أَكُن لِّأَسۡجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقۡتَهُۥ مِن صَلۡصَٰلٖ مِّنۡ حَمَإٖ مَّسۡنُونٖ 33﴾ فكان عصيانه رفضاً لأمر الله، وتعالياً على إرادته - تعالى - واستكباراً على من خلقه الله وكَرَّمَه. وهذا بخلاف معصية آدم فإن آدم عصى الله لكنه لم يعصه عن عناد وصلف وغرور، بل كانت معصيته عن سهو وغفلة ونسيان: ﴿وَلَقَدۡ عَهِدۡنَآ إِلَىٰٓ ءَادَمَ مِن قَبۡلُ فَنَسِيَ وَلَمۡ نَجِدۡ لَهُۥ عَزۡمٗا 115طه، ونرى أن قوله تعالى: ﴿وَلَمۡ نَجِدۡ لَهُۥ عَزۡمٗا﴾ يعني أنه لم يذنب عن سابق نية أو إصرار.

الوجه الثاني: إن إبليس لم يبادر إلى الاستغفار والتوبة بعدما علم بمعصيته لأمر الله، بل تمادى في غيهِ رافضاً أوامر الله بالسجود لآدم، فسلوكه لم يكن سلوكاً متسرعاً متعجلاً، بل أصر عليه، واتهم الله بغوايته فقال: ﴿فَبِمَآ أَغۡوَيۡتَنِي لَأَقۡعُدَنَّ لَهُمۡ صِرَٰطَكَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ 16 ثُمَّ لَأٓتِيَنَّهُم مِّنۢ بَيۡنِ أَيۡدِيهِمۡ وَمِنۡ خَلۡفِهِمۡ وَعَنۡ أَيۡمَٰنِهِمۡ وَعَن شَمَآئِلِهِمۡۖ وَلَا تَجِدُ أَكۡثَرَهُمۡ شَٰكِرِينَ 17الأعراف. بل إنه تحدى الله بقوله: ﴿أَرَءَيۡتَكَ هَٰذَا ٱلَّذِي كَرَّمۡتَ عَلَيَّ لَئِنۡ أَخَّرۡتَنِ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ لَأَحۡتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُۥٓ إِلَّا قَلِيلٗا 62الإسراء، فمن أجل إصراره على المعصية لعنه الله وطرده: ﴿قَالَ فَٱخۡرُجۡ مِنۡهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٞ 34 وَإِنَّ عَلَيۡكَ ٱللَّعۡنَةَ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلدِّينِ 35الحِجْر. في حين أن آدم وزوجه سارعا إلى طلب المغفرة والرحمة وتضرعا إلى الله بكل كيانهما أن يغفر لهم الخطأ الذي ارتكباه.

الوجه الثالث: إنَّ إبليس زاد في معصيته وتوعدَّ أن يستغوي الإنسان ويضله وسيقف له في كل طريق ويمنيه الأماني الكاذبة: ﴿قَالَ فَبِمَآ أَغۡوَيۡتَنِي لَأَقۡعُدَنَّ لَهُمۡ صِرَٰطَكَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ 16الأعراف، أما آدم وزوجه فزادا في استغفار ربهما.

فالفرق واضح بين معصية آدم ومعصية إبليس، لذلك كان مصير إبليس الطرد واللعنة والخلود في النار، وأما آدم فقد تاب الله عليه وغفر له واجتباه واصطفاه؛ لأنه سارع بالعودة إلى الله فور ارتكاب الذنب، واعترف بخطأه، وندم، واستغفر، حتى غفر الله له.









 
رد مع اقتباس
قديم 10-05-2024, 10:33 PM   رقم المشاركة : 297
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

﴿قُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ مِنۡهَا جَمِيعٗاۖ فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ
فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٣٨





﴿قُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ مِنۡهَا جَمِيعٗاۖ:

تكرر أمر الهبوط إما لاختلاف الهبوطين، أو لربط الكلام ورفع مظنة ألا يكون ﴿فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى﴾ إلى: ﴿هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ 39﴾ ليس موجهاً لهما. والضمير في ﴿مِنۡهَا يَعُودُ على الجنةِ أو السماء.
وقوله: ﴿جَمِيعٗاۖ حالٌ من فاعلِ ﴿ٱهۡبِطُواْ ﴾ أي: مجتمِعِين: إمَّا في زمانٍ واحدٍ أو في أزمنةٍ متفرقة لأنَّ المرادَ الاشتراكُ في أصلِ الفعل، وهذا هو الفرقُ بين: جاؤوا جميعاً، وجاؤوا معاً، فإن قولَك "معاً" يستلزمُ مجيئهم جميعاً في زمنٍ واحدٍ لِما دَلَّتْ عليه "مع" مِن الاصطحاب، بخِلاف "جميعاً" فإنها لا تفيدُ إلا أنه لم يتخلَّفْ أحدٌ منهمْ عن المجيءِ، من غيرِ تعرُّضٍ لاتحادِ الزمانِ.
و "جميع" في الأصل من ألفاظِ التوكيد، نحو: "كُل"، وبعضُهم عَدَّها معها.









 
رد مع اقتباس
قديم 11-05-2024, 11:54 AM   رقم المشاركة : 298
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

﴿قُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ مِنۡهَا جَمِيعٗاۖ فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ
فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٣٨





لِمَ كرر أمر الهبوط؟:

للجواب أقوال: - إنما كرَّر قولِه: (قُلۡنَا﴾ لأنَّ الهبوطَيْنِ مختلفان باعتبارِ متعلَّقَيْهما، فالهبوطُ الأول عَلَّق به العداوةَ، والثاني علَّقَ به إتيانَ الهدى.
- وقيل: لأنَّ الهبوطَ الأول من الجنةِ إلى السماءِ، والثاني من السماءِ إلى الأرض. فتكون إعادة: ﴿قُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ﴾ للتنبيه على اختلاف زمن القولين.
واستَبعْدَه بعضُهم لأجلِ قوله: (وَلَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ﴾.
- إعادة (ٱهۡبِطُواْ﴾ لحكاية أمر ثانٍ لآدم بالهبوط كيلا يظن أن توبة الله عليه ورضاه عنه عند مبادرته بالتوبة عقب الأمر بالهبوط قد أوجبت العفو عنه من الهبوط من الجنة فأعاد له الأمر بالهبوط بعد قبول توبته ليعلم أن ذلك كائن لا محالة لأنه مراد الله - تعالى - وطور من الأطوار التي أرادها الله من جعله خليفة في الأرض وهو ما أخبر به الملائكة. وفيه إشارة أخرى، وهي ضرورة إيقاع العقوبة التأديبية على المخطيء، لأنه إذا لم ير أثر فعله لم يتأدب في المستقبل، فالتسامح معه في ذلك تفويت لمقتضى الحكمة، ولذا لما تاب الله على آدم رضي عنه ولم يؤاخذه بعقوبة ولا بزاجر في الدنيا ولكنه لم يصفح عنه في تحقق أثر مخالفته وهو الهبوط من الجنة ليرى أثر حرصه وسوء ظنه.
- وقيل: كُرِّر على سبيلِ التأكيدِ نحو قولِك: قُمْ قُمْ.
- كررت جملة (قُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ﴾ لأجل ربط النظم في الآية القرآنية من غير أن تكون دالة على تكرير معناها في الكلام الذي خوطب به آدم فيكون هذا التكرير لمجرد اتصال ما تعلق بمدلول: (وَقُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ) 36، وذلك قوله: (بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوّٞۖ﴾ 36، وقوله: (فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى) إذ قد فَصَل بين هذين المتعلقين ما اعترض بينهما من قوله: (فَتَلَقَّىٰٓ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِۦ كَلِمَٰتٖ فَتَابَ عَلَيۡهِۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ 37) فإنه لو عقب ذلك بقوله: (فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى﴾ لم يرتبط كمال الارتباط ولتوهم السامع أنه خطاب للمؤمنين على عادة القرآن في التفنن فلدفع ذلك أعيد قوله: (قُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ) فهو قول واحد كرر مرتين لربط الكلام، ولذلك لم يعطف (قُلۡنَا) لأن بينهما شبه كمال الاتصال لتنزل قوله: (قُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ مِنۡهَا جَمِيعٗاۖ) من قوله: (وَقُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوّٞۖ) منزلة التوكيد اللفظي، ثم بنى عليه قوله: (فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى ...) وهو مغاير لما بنى على قوله: (وَقُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوّٞۖ) ليحصل شيء من تجدد فائدة في الكلام كي لا يكون إعادة (ٱهۡبِطُواْ) مجرد توكيد ويسمى هذا الأسلوب في علم البديع بالترديد نحو قوله تعالى: (لَا تَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ يَفۡرَحُونَ بِمَآ أَتَواْ وَّيُحِبُّونَ أَن يُحۡمَدُواْ بِمَا لَمۡ يَفۡعَلُواْ فَلَا تَحۡسَبَنَّهُم بِمَفَازَةٖ مِّنَ ٱلۡعَذَابِۖ) آل عمران 188، وإفادته التأكيد حاصلة بمجرد إعادة اللفظ.










 
رد مع اقتباس
قديم 11-05-2024, 10:43 PM   رقم المشاركة : 299
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

﴿قُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ مِنۡهَا جَمِيعٗاۖ فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ
فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٣٨





﴿فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ:

الفاءُ مُرَتَّبَةٌ معقِّبةٌ. والتعبير هنا كله: شرط على شرط؛ فـ "إمَّا" أصلُها: "إنْ" الشرطيةُ زِيدَتْ عليها "ما" تأكيداً، و "يأتينَّكم" في محلِّ جزمٍ بالشرطِ، لأنه بُني لاتصالِه بنونِ التوكيدِ. و ﴿مِّنِّي﴾ متعلق بـ "يَأْتِيَنَّ"، وهي لابتداءِ الغاية مَجازاً، و ﴿هُدٗى﴾ فاعلٌ، والفاءُ مع ما بعدها مِنْ قولِه: ﴿فَمَن تَبِعَ﴾ جوابُ الشرطِ الأولِ، والخلاف في جوابي الشرط، فقيل: ﴿فَلَا خَوۡفٌ﴾ جوابُ الشرطين معاً.
وقيل: جوابُ الشرطِ الأول محذوفٌ تقديرُه: فإمَّا يأتِيَنَّكم مني هدىً فاتَّبعوه، والفاءُ في قوله تعالى: ﴿فَلَا خَوۡفٌ﴾ جوابُ الثاني.
﴿فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى: ﴿مِّنِّي﴾ متعلق بـ ﴿يَأۡتِيَنَّكُم﴾ وأتى بكلمة: "مِنْ" الدالة على الابتداء في الأشياء، لينبه على أن ذلك صادر منه ومبتدأ من جهته تعالى. وقوله: ﴿مِّنِّي﴾ شبيه بالالتفات، لأنه انتقل من الضمير الموضوع للجمع، أو المعظم نفسه، إلى الضمير الخاص بالمتكلم المفرد. وحكمة هذا الانتقال هنا أن الهدى لا يكون إلا منه وحده تعالى، فناسب الضمير الخاص كونه لا هادي إلا هو تعالى، فأعطى الخاص الذي لا يشاركه فيه غيره الضمير الخاص الذي لا يحتمل غيره تعالى.
ونَكَّرَ الهُدى لأن المقصود هو المُطلق، ولم يسبق عَهْدٌ فيه فَيُعَرَّف.
والهُدَى هو كل دلالة وبيان، ومنه التوفيق للهداية، وإرسال الرسل الحاملين لمنهج الله. وهذه الجُمْلة مع اختصارها تجمع شيئاً كثيراً من المعاني؛ لأنها دخل فيها الإنعام بجميع الأدلّة العقليّة والشرعية الواردات للبيان، وجميع ما لا يتمّ ذلك إلاّ به من العقل، ووجوه التمكُّن. وقوله: ﴿فَمَن تَبِعَ هُدَايَ﴾ يفيدأن اتباع العقلاء يكون بعد النظر في الأدلّة، واستنتاج المعارف منها، والعمل بها.






 
رد مع اقتباس
قديم 12-05-2024, 12:37 PM   رقم المشاركة : 300
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

﴿قُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ مِنۡهَا جَمِيعٗاۖ فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ
فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٣٨





﴿فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ:

وفي قوله: ﴿فَمَن تَبِعَ هُدَايَ﴾ تشخيص للهدى، بأن جعله بمنزلة الإمام المتبع المقتدى به. والخوفُ: الذُّعْرُ والفَزَع، ويكون في المستقبل.
يقال: خافَ يخاف خَوْفاً وخِيفَةً ومَخَافةً، يقول تعالى: ﴿وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً الأعراف205، والمخافة في قَوْلُ الشاعرِ:
وقد خِفْتُ حتَّى ما تَزِيدُ مَخَافَتِي ..... عَلَى وَعِلٍ في ذِي المَطَارَةِ عَاقِلِ
والإخَافَةُ: التخويف. وهم قَوْمٌ خَوْفٌ: خَائِفُونَ أَو هذه اسْمٌ لِلْجَمْعِ، ومنه قَولُه تعالَى: ﴿وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا ۚالأعراف 56، أَي: اعْبُدُوه خَائِفِينَ عَذَابَهُ طَامِعِينَ في ثَوَابِهِ.
وخَوَّفَه: جَعَلَ الناسَ يَخافُونَه ومنه قَوْلُه تعالَى: ﴿إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ آل عمران 175، أَي: يُخَوِّفُكُم فَلا تَخَافُوه. وقيل: يَجْعَلَكُم تَخافُونَ أَوْلِيَاءَهُ. وقيل: أَي يُخَوِّفُكم بأَوْلِيَائِهِ.
والتَّخْوِيفُ: التَّنَقُّصُ يُقَال : خَوَّفَهُ وخَوَّفَ منه، وتَخَوَّفَهُ أي: تنقصه، ومنه قوله تعالى: ﴿أَوْ يَأْخُذَهُمْعَلَى تَخَوُّفٍالنحل 47، وقيل: أَو يَأْخُذَهم بعد أَن يُخيفهَم بأَنْ يُهْلِكَ قَرْيَةً فتَخافُ التي تَليهَا.
والحزنُ: ضدُّ السرورِ، وهو مأخوذٌ من الحَزْن، وهو ما غَلُظَ من الأرض فكأنه ما غَلُظ من الهمِّ، ولا يكون إلا في الأمرِ الماضي، يقال: حَزِن يَحْزَن حُزْناً وحَزَناً. ويتعدَّى بالهمزةِ نحو: أَحْزَنْتُه، وبالتضعيف نحو: حَزَّنْتُه، بمعناه.
قيل: نفي الخوف والحزن عن المؤمنين في الدنيا والآخرة. وقيل: بقرائن الكلام تدل على أن المراد نفيهما في الآخرة لا في الدنيا؛ لأنهما حصلا في الدنيا للمؤمنين أكثر من حصولهما لغير المؤمنين، وأيضاً فالمؤمن لا يمكنه القطع أنه أتى بالعبادات كما ينبغي فخوف التقصير حاصل وأيضاً فخوف سوء العاقبة حاصل؛ ولذلك حكى الله عنهم أنهم قالوا حين دخلوا الجنة: ﴿ٱلْحَمْدُ للَّهِ ٱلَّذِى أَذْهَبَ عَنَّا ٱلْحَزَنَفاطر 43، أي أذهب عنا ما كنا فيه من الخوف والإشفاق في الدنيا من أن تفوتنا كرامة الله - تعالى - التي نلناها الآن.
وقدم عدم الخوف على عدم الحزن، لأن انتفاء الخوف فيما هو آت آكد من انتفاء الحزن على ما فات.









التوقيع

 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 02:07 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط