الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديــات الأدبيــة > منتــدى الشــعر الفصيح الموزون

منتــدى الشــعر الفصيح الموزون هنا تلتقي الشاعرية والذائقة الشعرية في بوتقة حميمية زاخرة بالخيالات الخصبة والفضاءات الحالمة والإيقاعات الخليلية.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-01-2006, 01:15 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
صلاح الدين الغزال
أقلامي
 
إحصائية العضو






صلاح الدين الغزال غير متصل


افتراضي احتدام الجذوتين (ديوان شعر من ليبيا)

صلاح الدين الغزال
احتدام الجذوتين

مجموعة شعرية



الإهـداء

إلى سفيان الزُّوَيِّ:
أُهديك اليوم ثمرة إجهاد الأمس.. وكلِّي أملٌ أنْ أرى من خِلالك ازدهار الغــــد..
ودمت لخالك
صلاح الديـن
1/1/2005م



قراءة أوليّة:
في هذه النّصوص يوجد شاعرٌ تغص ذاكرته بروائع التّراث وهذا مكسبٌ عظيمٌ وحضورٌ لشاعرٍ آخر أو سيطرته على مقاليد النّص ضرورة ـ كذلك رائحة فطاحل الشّعر العربي من القدامى حيث يلاحظ بوضوح زخم المفردات التّراثية وأيضا الإيقاع ـ لكن هذه المفردات بدأت تأخذ دلالات جديدة منذ العصر الأموي ـ وتم التخلص منها في ثورة الشعر في العصر العباسي على يد الحسن بن هانئ وأصحابه ـ وأخذت القصيدة تتشذب وترتقي وتبتعد عن مفردات الأعراب وهي وإن عادت للظهور مرة أخرى في القرون اللاحقة إلاّ أنها لم تنج من إهمال معاصريها ـ وعندما جاء عصر النهضة بالإيجاز ـ كان أول الخاسرين البارودي مثلاً ـ ولذلك كانت نصيحة بشّار جيدة عبر الأجيال ـ وتتلخص في النّسيان ـ وهو ما يعادل في عصرنا اختمار الأشياء وتفاعلها مع روح العصر وتطور الأدب. إنّ الشعر مخلوقٌ متطور والخصوصية ضرورة أنها البديل عن المحاكاة والقفز المحكم إلى الرؤيا الجديدة.
والقارئ الجيد يجد هذه الدّعوة لدى قدامى فطاحل النّقد، وفي قصيدة ابن الشهيد لبدر شاكر السياب نجد الدراما المعاصرة تولد بمفردات منتقاة ونجدها لدى صلاح عبد الصبور في نص (شنق زهران) وفي مسرحية الحلاج الشعرية وفي الشعر الأوربي والآسيوي نجدها لدى إقبال وطاغور وكاسنتزاكيس وبريخت وهي أوضح ما تكون لدى عمر الخيام ـ أن اللغة جزء من النص ـ اللغة تخلق الصورة كما هو في الرسم ـ نحن بصدد علم جديد ـ يعني بالأبعاد الخاصة بتجانس الحروف لتنسيق ألوانها وظلالها ورائحتها لتجد طريقها لعالم الذات من ناحية وعالم الحواس من ناحية وعالم العقل الذي لم يعد مفرداً في المخلوق العاقل الواحد ـ هذا فضلا عن الصّدى الذي أصبح يشكّل عنصراً مهماً بين الفنان والمتلقي.
إنّ معاناة الشّاعر المبدع شرسةٌ لا مع العالم فقط ـ بل مع المخزون ومع المتغيرات ولذلك تمت الاستعانة بالميثولوجيا كلغةٍ أُخرى ـ وبقراءةٍ بسيطةٍ لخليل حاوي نجد هذه الحقيقة بوضوح هكذا:
(يعبرون الجسر في الصبح خفافاً)
(أضلعـي امتدت لهم جسراً وطيد)
السّياب نفسه نلمس لديه تطوراً حذِراً فالرّجل قرأ تطوّر الشّعر الإنجليزي ووقف طويلاً عند فرجينا وولف ولجأ إلى الإسقاط والتّوظيف من الأساطير العالمية ـ أساطير كلّ الحضارات وما قبل الحضارات المدوّنة ـ وهكذا نجد أنّ مهمّة الشّعر صعبةٌ وقد اكتشف الرّوائيون ذلك فلجأوا إلى لغة الشّعر ومخزون الشّعر والفن التّشكيلي ـ وكان على شاعر معاصر مثل نزار قباني أنْ يرسم بالكلمة بل وينحت ـ والقصائد الّتي لديّ ذات قيمةٍ عظيمة ـ لأنها جاءت من قلب التّراث وهي ستأخذ كالنّهر مجراها الجديد أي إلى خصوصيةٍ بحتةٍ والشّاعر مُطَالبٌ بأنْ يرفع السّقف إلى أعلى ـ وليس أفقياً ـ لقد انتهت المرحلة الأكاديميّة ومازالت هناك فضاءاتٌ يجب أن تطرقَ وهذه ليست نصائحَ بل هي أبجديات الإبداع تحاشياً للتّكديس وهو ما حدث لأمير الشّعراء ـ لقد أشرت إلى قراءة مبادئ العلوم وتاريخ الحضارات والسّيسيولوجيا فهناك يقبع الإبداع كجزئياتٍ على الشّاعر أن يكون منها فسيفساءه المنشودة.

علي الفزاني
شاعر وكاتب ليبي
يناير 2000م

كلمة عابرة
أودُّ أن أُوضح أن ما كتبه المرحوم الشّاعر علي الفزاني _ بخصوص ما عرضته عليه من أعمال ـ ليس بمقدمة ولكنّه مجرد قراءة أوليّة حول بعض النّصوص الّتي اطّلع عليها الشّاعر قبل رحيله بفترةٍ وجيزةٍ وإنّني إذ أنشرها هنا فغرضي من ذلك الاعتراف بالجميل لهذا الرجل الّذي لم يبخل على الشّباب في مدينته بنغازي بالعون والتّشجيع حتّى وفاته تاركاً في قلوبنا جرحاً لم يندمل حتّى الآن شاكرين له حسن تعاونه معنا، كما أقدّم جزيل الشّكر إلى كلّ من قدّم العون لي حتّى قيض لعملي المتواضع أنْ يرى النّور، متمنياً أنْ أكون خفيف الظّل على القارئ الكريم الّذي إن كنت قد عجزت أن أقدّم له شيئا جيداً يستحق اقتطاع جزءٍ ثمينٍ من وقته فإن عذري الوحيد أنّني لم أقدّم له سوى ما كتبته بدم قلبي ولم أحاول غشّه بالنّظم الزّائف وأنّ كلّ حرفٍ فيه هو سليل بركانٍ تفجّر داخلي أحاسيس ومشاعر كتبتني ولم أكتبها.
* * *
((فَلَمَّا قَضَى مُوسَى اَلأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ ءَانَسَ مِن جَانِبِ اِلطُّورِ نَاراً. قَالَ لأَهْلِهِ امْكُثُواْ إِنِّيَ ءَانَسْتُ نَاراً لَّعَلِّىَ ءَاتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ))
القصص : 29

نَبْشُ الرُّفَات
اسْمِـي عَلَى القَبْـرِ فَلْتَكْتُبْ بِلاَ قَلَمِ
وَانْبُشْ رُفَاتِـي وَلاَ تُنْصِتْ إِلَى أَلَمِي
قَدْ مَزَّقُـوا إِرَبـاً جِسْمِـي بِلاَ سَبَبٍ
وَأَوْقَدُوا النَّـارَ وَاسْتَوْلَوْا عَلَى حُلُمِي
صَرَخْتُ وَالحُـزْنُ فِي قَلْبِـي أُكَابِدُهُ
هَلْ فِي مَدَى أُفُقِـي صِنْـوٌ لِمُعْتَصِمِ
عُشْرُونَ عَاماً مَضَتْ هَدْراً بِلاَ هَدَفٍ
أَرْثِـي لِحَالِي وَرِيحِي دُونَمَـا دِيَمِي
لاَ أَرْضَ تَحْتِـي أُنَاجِيهَـا وَلاَ سَقَفٌ
مِنَ السَّمَاءِ سِوَى مَنْ صَادَرُوا كَلِمِي
يَحْكِي عَنِ الجُـوعِ وَالأَسْمَـالُ بَالِيَةٌ
أَزْرَى بِهِ القَهْرُ مَنْهُوكـاً مِنَ السَّقَمِ
لَمْ يَعْلَمُـوا أَنَّنِـي قَدْ سَاقَنِـي قَـدَرٌ
نَحْـوَ الَّتِي سَفَكَتْ عِنْدَ اللِقَـاءِ دَمِي
ظَنَنْتُهَـا زَهْـرَةً مَا اشْتَمَّهَـا أَحَـدٌ
بِالأَمْسِ إِذْ دُسْتُهَـا فِي مَرْبَضِ الغَنَمِ
فُوجِئْتُ بِالشَّـوْكِ قَدْ غَطَّى مَفَاتِنَهَـا
كَأَنَّهَـا قُنْفُـذٌ قَـدْ أَفْزَعَـتْ قَدَمِـي
نَسِيتُهَـا غَيْـرَ أَنَّ الجُـرْحَ تُنْكِئُـهُ
رِيحُ الجَنُـوبِ إِذَا مَا اقْتَادَهَـا نَدَمِي
جُدْرَانُ قَلْبِكِ قَدْ عَـاثَ الغُـرَابُ بِهَا
وَاسْتَاقَهَـا القَيْظُ نَحْوَ الزَّيْفِ وَالتُّهَمِ
العِـرْقُ دَسَّـاسُ فَلْتَحْـذَرْ بَوَائِقَـهُ
وَاللَيْثُ إِنْ جَاعَ لاَ يَرْنُـو إِلَى الرِّمَمِ

بنغازي 26/9/2005م

حَائِطُ الشَّجَـا
مَالَتْ تُمَزِّقُ فَـوْقَ النَّعْـشِ أَكْفَـانِي
مِنْ فَرْطِ مَا اقْتَرَفَ الآسِي بِجُثْمَـانِي
تَرْجُو انْبِعَاثِي وَمَا لِي غَيْرُ حُرْقَتِهَـا
نَفْسِي وَقَدْ أَوْعَـدَ الإِلْحَـادُ أَدْيَـانِي
أَجَبْتُ ثَوْبُ الأَسَى فِي المَهْـدِ جلَّلَنِي
والسَّيْرُ بَيْنَ ثَنَـايَا الجَمْـرِ أَضْنَانِي
جُرِّعْتُ كَأْسَ الشَّجَـا مِمَّنْ أُنَادِمُهُمْ
وَالنَّحْتُ عِنْدَ جِـدارِ اللَحْـدِ أَدْمَانِي
طَـرَقْتُ أَبْوَابَ مَنْ عَـاثُوا بِنَسْمَتِنَا
وَخُضْتُ حَرْباً ضَرُوساً دُونَ فُرْسَانِ
فَمَا وَجَدْتُ لِنَيْـلِ الثَّـأْرِ خَاصِـرَةً
تُزِيحُ عَنْ كَاهِلِي المَنْهُـوكِ أَحْزَانِي
سَـوَاحِلُ الضَّيْـمِ أَدْنَتْنِي مَرَافِؤُهَـا
وَاسْتَقْبَحَ الرَّسْفُ فِي الأَغْلاَلِ إِذْعَانِي
أَنَا الأَبِـيُّ سَلِيـلُ المَجْـدِ آلَمَنِـي
فُقْدَانُ حَتْفِـي وَمَكْثُ الرُّوحِ أَشْقَانِي
أَرَى الحَيَـاةَ بِلاَ مَعْنَىً مُـذِ انْفَرَطَتْ
قُيُـودُ عَزْلِي وَسَيرُ الجَـلْدِ أَقْصَانِي
أَرَقْـتُ جَفْنِـي عَلَى دَمْـعٍ أُلاَزِمُـهُ
قَدْ ظَنَّهُ النَّـاسُ بَحْراً دُونَ شُطْـآنِ
وَخُضْتُ حَرْبـاً عَلَى طَيْـفٍ أُنَازِعُهُ
نَبْذَ الهَـوَانِ وَلَكِـنْ حَـالَ إِيمَـانِي
عَنْ وَضْـعِ حَـدٍّ لِعَيْـشٍ بِتُّ أَمْقُتُهُ
وَزَجْرِ ضَيْمٍ ثَـوَى يَمْتَاحُ أَشْجَـانِي
أَبْدَيْتُ جُرْحِـي إِلَى الآسِـي أُسَائِلُهُ
مِنْ فَرْطِ غَيْظِي لِمَ التَّمْثِيلُ بِالفَـانِي
أَنَا الشَّقِـيُّ رَدِيفُ النَّـزْفِ أَرَّقَنِـي
زَمُّ العِنَانِ وَعُسْرُ الحَـالِ أَعْيَـانِي
أَرَدْتُ ثَلْـمَ وَمِيـضٍ لِلنَّفَــاذِ بِـهِ
فَالْتَاعَ زَنْدِي وَسَيْفُ الوَيْـلِ أَرْدَانِي
فَصَارَ جِسْمِي عَدِيمَ الحِسِّ وَانْدَلَعَتْ
نِيرَانُ شَجْوِي وَمَجَّ الدَّمْـعُ أَجْفَانِي
حَتَّى انْتَهَيْـتُ بِلاَ حَتْـفٍ وَمَزَّقَنِـي
يَأْسِي وَفَوْقَ جَحِـيمِ المَوْتِ أَحْيَانِي

بنغازي 13/8/2002م
نشرت بصحيفة الحقائق/ لندن

أَقْتَاتُ حُزْنِي
رَأَبْتُ صَدْعِي وَخُضْتُ الغَيْمَ وَامْتَنَعَتْ
مِنْ بَعْـدِ لَـوْكٍ عَلَـى هِنْـدٍ بَقَايَايَا
أَيْقُونَةُ الغَـدْرِ مِنْ كَفَّـيَّ مَا انْتُزِعَتْ
وَالنَّبْلُ ما أَخْطَأَتْ فِي الأَيْـكِ مَرْمَايَا
مَاذَا يُرِيدُ الأُلَـى بِالأَمْـسِ قَدْ رَفَعُوا
لِوَاءَ خِـزْيٍ وَأَضْنَوْا ضَـرْعَ مَنْفَايَا
نَفْسِي وَقَدْ أُجْهِدَتْ مِمَّا ابْتَـلاَنِي بِهِ
تَقْتِـيرُ مِيكَـالَ أَمْ نَوْحِـي وَشَكْوَايَا
لَكَمْ رَثَيْتُ لِحَـالِي بَعْـدَمَا اجْتَـرَأَتْ
رِيَـاحُ دَايَاتِهِـمْ عَنْ نَبْـشِ مَثْوَايَا
فَأَخْرَجُونِـي رُفَـاتاً دُونَمَـا كَفَـنٍ
وَقَـدْ نُهِيـتُ وَمَـلَّ الذُّعْـرُ مَرْآيَا
عَنِ البُكَـاءِ وَإِنِّـي وَقْتَهَـا حَنِـقٌ
أُحْصِي جِرَاحِي وَصَارَ الحُزْنُ مَأْوَايَا
مَنْ يَلْتَقِينِي يَـرَى نَفْسـاً مُحَطَّمَـةً
قَدْ سَامَهَا الضَّيْـمُ خَسْفـاً قَبْلَ لُقْيَايَا
يَـرَى فُـؤَاداً كَئِيبــاً شَاقَـهُ أَرَقٌ
وَقَـدْ تَحَلَّـى بِغَيْـرِ الحَمْـدِ مَسْرَايَا
تِلْكُمْ مَآسِـيَّ لَوْ مِنْ غَيْظِهَا انْتَفَضَتْ
لَـزَالَ مِـنْ وَيْلِهَـا الآنَــامُ إِلاَّيَا
أَنَا الصَّبُـورُ وَقَلْبِي لَمْ يَكُـنْ فَزِعـاً
مِمَّـا أَرَتْـهُ مِـنَ الأَهْـوَالِ عَيْنَايَا
تَحْـتَ السِّيَـاطِ بِلاَ جِلْـدٍ أَفُـرُّ بِـهِ
أَقْتَـاتُ حُزْنِي وَمَوْتِي مِثْـلُ مَحْيَايَا
فَمَنْ سِـوَايَ يَلُـوكُ الصَّخْـرَ دَيْدَنُهُ
حَشْدُ المَآسِي وَلَيْـلُ الخَوْفِ مَرْفَايَا

بنغازي 31/5/2000م
نشرت بجريدة الزمان/ لندن

احْتِدَامُ الجَذْوَتَيْن
وَتَحَسَّسَتْ كَفِّي الجِرَاحْ
يَا لَلْغُؤُورْ !!
أَكُلُّ هَذَا فِيّ
وَمَازِلْتُ ..
كَمَا قَدْ كَانَ
يَعْهَدُنِي الجَمِيعْ
الصَّبْرُ أَفْيُونِي
كَأَنِّي لِلْجَزِيرَةِ
خِدْنُ مَرْوَانٍ
وَهَذَا الحُزْنُ جَيْشُ
الهَاشِمِيِّينَ البَوَاسِلْ
وَهُنَاكَ زَابٌ
غَيْرُ هَاتِيكَ
الَّتِي كَانَتْ
وَلَكِنْ لاَ تَزَالْ
مَعَارِكِي تَحْتَاجُنِي
وَأَنَا السَّبِيلُ ..
لِمِلْءِ هَذَا السَّأْمِ
بِالوَقْتِ المُطَارَدْ
فَأَتِيهُ فِي جُرْحِي
وَأَسْتَلْقِي عَلَى تَرَحِي
مَعَ السَّكَرَاتِ
مُرْتَشِفـاً ..
جَوَى الأَشْجَانْ
.. وَفَوْقَ ذُرَاهُ أَبْنِي
خَيْمَةَ الأَحْزَانْ
مَأْسُوفـاً عَلَيَّ
وَجِدَّ آسٍ
ثُمَّ أَرْهَنُ ..
عِنْدَ ضِيقِ الوَقْتِ
قَبْلَ مُرُورِهِ
سَرْجِي وَمِحْبَرَتِي
وَحَقْلَ الأُمْنِيَاتْ
فَهَلْ سَيَغُضُّ
عَنِّي الطَّرْفَ ثَانِيَةً
بُعَيْدَ السَّبْرِ لِلأَغْوَارْ
.. أَخْشَى عَلَى أَهْلِي
وَنَبْشَ قُبُورِهِمْ بَعْدَ الهَزِيمَهْ
أَخْشَى عَلَى الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ
حَمْلَهُمْ مَا لاَ يُطَاقْ
أَخْشَى عَلَى نَخْلِ العِرَاقْ
أَخْشَى عَلَى حُلُمِي ..
بِلَمِّ الشَّمْلِ
إنْ مَرَّتْ لِوَأْدِ النَّوْمِ
عِنْدَ تَسَدُّلِ الأَجْفَانِ
عَنْ عَيْنَيْهِ ..
مُفْزِعَةً لِغَفْوَتِهِ
بِكَابُوسِ الشِّقَاقْ
أَخْشَى عَلَى بَلَلِ الجِدَارْ
أَخْشَى عَلَى مَخْدَعِنَا العَرَبِيِّ
مِنْ زَحْفِ التَّـتَارْ
إِذْ لَمْ يَعُدْ قُطُزٌ هُنَالِكَ
يَشْرَئِبُّ إِلَى الشِّجَارْ
وَلِمَ التَّزَحْلُقُ
حَيْثُ لاَ ثَلْجَ سَيَصْمُدُ
رَغْمَ قُرْبِ الخَافِقَيْنْ
شِتَاؤُنَا الصَّيْفِيُّ
أَرْهَقَهُ الخَرِيفْ
وَلاَ رَبِيعَ فِي الجِوَارْ
الزَّهْرُ لَمْ نَشْتَمَّهُ
إلاَّ لَدَى الشُّعَرَاءِ
فِي نَزْفِ القَصَائِدْ
حَيْثُ لاَ الآسُ ..
وَلاَ النَّيْلُوفَرُ الوَسْنَانْ
قَدْ عَبِقَا ..
بِبُسْتَانِ ابْنِ زَيْدُونٍ
وَلاَ وَلاَّدَةَ اليَوْمَ
بِأَنْدَلُسِ الطَّوَائِفْ
سَوْفَ تُذْكِي بِالتَّبَارِيحِ
سِرَاجَ الشِّعْرْ
إِذْ قَدْ صُودِرَتْ ..
عِنْدَ احْتِدَامِ الجَذْوَتَيْنْ
كُلَّ القَوَافِي
وَتَنَاثَرَتْ فَوْقَ البُحُورِ
بِحُجَّةِ الإِقْوَاءْ
شُطْآنُ تَفْعِيلاَتِهَا
الغُرُّ الفَرَائِدْ
قَبْلَ انْبِلاَجِ ..
الشَّمْسِ بِالأَوْزَانْ
فَانْتَحَرَتْ عَلَى الأَسْتَارِ
عِنْدَ الكَعْبَةِ
مِمَّـا رَأَتْهُ
مُلْصَقَاتُ العَرَبِ السَّبْعُ
كَمَا افْتُرِشَتْ ..
لِكَيْ يَعْبُرَ هُولاَكُو
ضِفَافَ النَّهْرِ صَاغِرَةً
وَنُكِّسَتِ المَحَابِرُ
مِثْلَمَا الرَّايَاتِ ثَانِيَةً
وَدُنِّسَتِ المَنَادِيلُ
الَّتِي تَحْوِي
عَلَى جَنَبَاتِهَا الغَرَّاءْ
.. دِمَاءُ بَكَارَةِ النَّخَوَاتْ
عِنْدَ سُجُوفِ سُوقِ عُكَاظْ
وَفَوْقَ خَزَازَ هَائِمَةً
إِلَى المَشْجَى بِلاَ قَائِدْ
مِنَ الحَنَقِ
عَلَى أَعْقَابِهَا ذُلاًّ
وَحُوِّرَتِ الرُّؤَى غَبْنـاً
وَلَمْ تَأَلُ ..
وَمُزِّقَتِ القَصَائِدْ

بنغازي 12/2/2001م
نشرت بجريدة الزمان/ لندن

رَحِيلُ رَجَاء
لَقَدِ اسْتَرَحْتِ ..
يَا ابْنَةَ العُرْبِ
المَيَامِينِ الأَشَاوِسْ
مِنْ مُعَانَاةِ السِّنِينْ
نِمْتِ فَنَامَتْ مُهْجَةٌ
بَيْنَ حَنَايَاكِ دَفِينَهْ
لَمْ تَذْرِفِي دَمْعَ الطُّفُولَةِ
فِي أَزِقَّتِنَا الحَزِينَهْ
بَكَتِ الأَرَامِلُ وَالعَذَارَى وَالإِمَاءْ
حُزْنـاً لِمَوْتِكِ يَا رَجَاءْ
نُودِيتِ لَبَّيْتِ النِّدَاءْ
وَدُونَ ذَنْبٍ أَوْ خَطِيئَهْ
لَمْ تَأْثَمِي
لَمْ تَرْتَجِي خُبْزاً ..
مُسَجَّىً بِالدَّمِ
تَتَسَاءَلِينَ لِمَ المَجِيءُ ..
إِلَى الحَيَاةْ
وَهَلْ أَتِيتُ لِكَيْ أَمُوتْ
قُولُوا لأُمِّي كَفْكِفِي
عَنْكِ الدُّمُوعْ
فَقَدِ اسْتَرَحْتُ مِنَ العَنَاءْ
وَلاَ أُرِيدُ مِنَ العُرُوبَةِ
غَيْرَ شِبْرٍ أَوْ ذِرَاعْ
آوِي إِلَى أَحْضَانِهِ
خَوْفَ التَّيَتُّمِ وَالضَّيَاعْ
وَحَفْنَتِينِ مِنَ التُّرَابْ
أَبَتِي الحَبِيبْ
وَأَنْتِ يَا أُمِّي الحَبِيبَهْ
أَخَوَيَّ مَا جَدْوَى البَقَاءْ
وَطَنِي الَّذِي أَحْبَبْتُهُ
سَيُذِيقُنِي كَأْسَ الشَّقَاءْ
فَلَوْ بَقِيتُ فَسَوْفَ أَسْمَعُ
قَبْلَ إِسْدَالِ الزَّوَالْ
صَوْتَ الرَّصَاصِ
وَهْوَ يَحْصُدُ ..
فِي المَيَادِينِ الرِّجَالْ
وَخَرِيرَ أَنْهَارِ الدِّمَاءْ
يَنْثَالُ كَالطُّوفَانِ ..
يَجْرِفُ لِلَّظَى جُلَّ البُيُوتْ
أَطْفَالُ يَعْرُبَ يَسْتَغِيثُونَ
اللِئَامَ بِدُونِ قُوتْ
وَالأُمَّهَاتْ !!!
جَفَّتْ يَنَابِيعُ المَحَبَّةِ
لَمْ يَظَلَّ سِوَى المَغِيرْ
يَصْرُخْنَ مُعْتَصِمـاً
بِلاَ جَدْوَى
فَمَا لَبَّى النِّدَاءْ
قَدْ شَدَّ أَشْنَاسُ
مَعَ الفَجْرِ وَثَاقَهْ
وَلَسَوْفَ يَبْنِي مَا تَحَطَّمَ
أَمْسِ إِبَّانَ غَزَاتِهْ
وَالأُمَّهَاتْ !!!
وَقَدْ نَعَاهُنَّ النَّعِيبْ
شُقَّتْ حَنَاجِرُهُنَّ تَصْرُخُ
وَالخَلِيفَةُ لاَ يُجِيبْ
وَفِي صَحَارِى يَعْرُبٍ
لَمْ تُبْصِرِ الزَّرْقَاءُ
عَنْ قُرْبٍ وَلَمْ تَسْمَعْ
سِوَى الصَّمْتِ المُرِيبْ
نَامَ الرِّجَالُ وَهُنَّ يَسْهَرْنَ ..
انْتِظَاراً لِلرِّجَالْ
صَارَتْ فَلِسْطِينُ القَرِيبَةُ
مِنْ حَنَايَانَا .. بَعِيدَهْ
بُهْتَانُهُمْ مِنْ بَعْدِ غَزَّةَ
فِي الخَلِيلِ تَفَيَّـؤُوهْ
وَرَمَوْا كُؤُوسَ خُمُورِهِمْ
فَوْقَ الجَلِيلْ
(مِنْ كُلِّ حَدْبٍ يَنْسِلُونْ)
أُمَمٌ وَهَيْئَاتٌ (وَفِيتُو)
يَتَسَاءَلُ الأَطْفَالُ
يَا آبَاءَنَا مَاذَا جَنَيْتُمْ
أَوْدَعْتُمُونَا بَذْرَةً
مِنْ دُونِ مَاءْ !!!
أَلاَ انْتَهَيْتُمْ
يَا لَيْتَهُ العُقْمُ الَّذِي
مِنْهُ نَفَرْتُمْ يَلْتَقِيكُمْ
إِنِّي سَأَرْحَلُ ..
عَنْ رُبَى وَطَنِي الحَبِيبْ
فَارْفَعُوا عَنِّي أَكُفَّكَمُ الأَثِيمَهْ
وَلَسَوْفَ أَغْفُو فِي ثَرَاهْ
مِنْ قَبْلِ أَنْ تُجْتَثَّ ..
مِنْ جَسَدِي المَشِيمَهْ
مَاتَتْ رَجَاءْ
وَمَاتَ مَا تَرْجُو الجُمُوعْ
وَدُمُوعُنَا انْهَمَرَتْ لِتَبْكِيهَا
وَمَا جَدْوَى البُكَاءَ
يَا أَنْتِ يَا أَحْلَى صَغِيرَهْ
يَا قَطْرَةً مِنْ دَمِ أُخْتِي
لِمَ ارْتَحَلْتِ بِلاَ وَدَاعٍ
يَا غَرِيرَهْ ؟
لَمْ تَمْكُثِي فَوْقَ ثَرَانَا
غَيْرَ سَاعَاتٍ قَصِيرَهْ
مُتِّ فَمَاتَ رَجَاؤُنَا
إِذْ مُتِّ يَا أَبْهَى رَجَاءْ
يَا دَمْعَةً حَرَّى تَلاَشَى
مِنْ مَآقِينَا الضِّيَاءْ
وَضَمَّكِ القَبْرُ الكَئِيبْ
أَفَلاَ يَضُمُّ الخَانِعِينَ
السَّاجِدِينَ بِلاَ إِلَهْ !!
العَازِفِينَ عَنِ الحَيَاهْ !!
المُسْدِلِينَ عَلَى مَآقِيهِمْ سِتَارا !!
عَنْهُمْ رَحَلْتِ
وَنَحْنُ ضَمَّخَنَا الشَّنَارْ
الكَأْسُ مُتْرَعَةٌ سُقِينَاهَا
فَأَثْمَلَنَا صَدَاهَا
أَنْتِ اسْتَرَحْتِ ..
وَنَحْنُ بَعْدُ
سَنَحْتَسِيهَا لِلثَّمَالَهْ
مَكَثَ الجَمِيعُ سِوَاكِ أَنْتِ
فَأَنْتِ قَرَّرْتِ الرَّحِيلْ
وَحَزَمْتِ بِالحُزْنِ الحَقَائِبْ
دَمْعـاً ذَرَفْنَاهُ سَخِيّـاً
مِنْ مَآقِينَا العِجَافْ
أَوَتَتْرُكِينَا لِلضَّيَاعِ وَتَذْهَبِينْ !!
وَلاَ يَزَالُ هُنَاكَ
فِي سَهْلِ الأَنِينْ
أَتْرَابُكِ ..
رَغْمَ الأَسَى
بِبَقَائِهِمْ مُتَشَبِّثِينْ
شُقَّتْ حَنَاجِرُهُمْ
وَهُمْ يَسْتَصْرِخُونَ الغَابِرِينْ
مُعْتَصِمَاهُ قُمْ أَغِثْنَا
آهِ وَا مُعْتَصِمَـاهْ
قَدْ شَدَّ أَشْنَاسُ
مَعَ الفَجْرِ وَثَاقَهْ
وَرَاحَتَا إِيتَاخِ وَالأَفْشِينِ
أَسْدَلَتَا رِوَاقَهْ
وَبَابُكُ الخَرَمِيُّ دَاسَتْ
خَيْلُهُ كُلَّ الدِّيَارْ
مَنَعُوا جَمِيعُهُمُ الرَّبِيعَ
غَدَاةَ حَلَّوْا الازْدِهَارَ
ظَلَّوْا وَظَلَّتْ مُزْدَكِيَّتُهُ
عَلَى مَضَضٍ شِعَارا
وَأَتَى الحَمَامُ حَامِلاً
نَبَأَ الهَزِيمَهْ
فَارْفَعُوا عَنِّي
أَكُفَّكُمُ الأَثِيمَهْ
إِنِّي سَأرْحَلُ عَنْكُمُ
وَبِلاَ وَدَاعٍ أَوْ دُمُوعْ
إِلَى ظَلاَمٍ دَامِسٍ
فِي القَبْرِ مِنْ غَيْرِ شُمُوعْ
وَسَوْفَ أَرْجُو ..
أَنْ أَكُونَ مَعَ السِّنِينْ
مِسْكـاً بِأَرْضِكُمُ يَفُوحُ
بِالمَحَبَّةِ وَالحَنِينْ

بنغازي 0/0/1996م
نشرت بصحيفة الحقائق/ لندن

لَظَى غَيْظِي
سِنُو عُمْرِي تَدَاعَتْ بِاعْتِزَالِي
حَيَاتَكُـمُ لِكَيْ أَشْقَـى وَحِيدا
أُقَاسِـي أَنَّـةً أَدْمَـتْ فُؤَادِي
وَأَرْتَشِفُ الجَوَى هَمّـاً جَدِيدا
لَقَـدْ جُشِّمْتُ أَهْوَالاً ضِخَامـاً
وَأَوْدَعْتُ الشَّجَـا جَفْنِي وَلِيدا
جَنَـاحِي عِنْدَمَا أَفْرَدْتُ مَالَتْ
بِـيَ الدُّنِيَـا وَأَلْقَتْنِـي بَعِيدا
أَنَا لَمْ أَكْتُـبِ التَّـارِيخَ عَنِّي
وَلَمْ أُظْهِرْ خُنُوعـاً أَوْ سُجُودا
أَنَا وَالشِّعْـرُ أَمْشَاجـاً وُلِدْنَا
وَأُرْضِعْنَـا وَئِيدَيْـنِ الصَّدِيدَا
بَنَانِي وَاليَـرَاعُ وَصَوْتُ نَايِي
عَلَى مَضَضٍ تَبَادَلْنَـا القُيُودَا
دُرُوبِي أُقْفِرَتْ وَالضَّيْمُ أَضْنَى
فُـؤَاداً مَا بَـدَا يَوْمـاً سَعِيدا
لَقَدْ نُكِئَتْ جِرَاحِـي يَوْمَ بُنْتُمْ
وَرَغْمَ النَّزْفِ أَبْدَيْتُ الصُّمُودَا
لَعَلِّي بِالهَوَى لَوْ بُحْتُ يَوْماً
حَظَيْتُ بِمَوْئِـلٍ يُثْرِي القَصِيدَا
إِذِ ارْتَحَلتْ وَلَمْ تَتْرُكْ بَصِيصاً
نُؤَمَّلُـهُ وَلَـمْ تُخْـلِفْ عُهُودا
وَإِنِّي مُنْـذُ أَنْ عَنِّي تَنَـاءَتْ
لَظَـى غَيْظِـي أُجَرَّعُهُ قَعِيدا
يُقَاسِمُنِي الأَسَى جَوْراً مَنَالِي
وَلِلنِّيـرَانِ يَقْذِفُنِـي وَقُـودا
كَأَنِّي نُـدْبُ سَيْـفٍ لَـمْ يُثَلَّمْ
وَإِنْ بِالقَـرْعِ قَدْ فَـلَّ الحَدِيدَا

بنغازي 5/1/2001م
نشرت بصحيفة الحقائق/ لندن






 
رد مع اقتباس
قديم 28-01-2006, 01:19 AM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
صلاح الدين الغزال
أقلامي
 
إحصائية العضو






صلاح الدين الغزال غير متصل


افتراضي

وَجِيبُ اللَوْذ

وَكَأَنَّنِي ظِلٌّ ثَقِيلْ
دَاسَنِي نَعْلُ التَّوَاكُلِ
قَبْلَ أَنْ أُولَدَ مَهْمُومـاً
وَمَنْهُوكَ العَوِيلْ
تُهْتُ عَنِ الدَّرْبِ
الَّذِي لَنْ أُدْرِكَهْ
.. وَآلَمَنِي افْتِقَادُ المَوْتْ
فَكَمْ مِنْ مَرَّةٍ
أَلْقَتْ بِكَاهِلِهَا
عَلَى ظَهْرِي الأَسَى الأَيَّامْ
وَلَكِنَّي وَرَغْمَ تَبَاعُدِ ..
الأَمْوَاتِ مِنِّي
قَبْلَ إِرْسَالِي ..
سَفِيراً غَيْرَ مَرْغُوبٍ
بِهِ يَوْمـاً إِلَى الأَحْيَاءْ
قَدْ جَذَّ السُّدَى أَمَدِي
.. وَلَيْسَ هُنَاكَ غَيْرُ الفَاقَةِ
وَالفَجُّ مَحْظُورٌ
عَلَى المُتَلَحِّفِينَ
كَدَأْبِ أَمْثَالِي
بِثَوْبِ الفَقْرْ
مُحْدَوْدِبـاً ..
مِنْ غَيْرِ رَاحِلَةٍ
وَدَرْبِي نَحْوَ بَيْتِ اللهِ
يَرْجُونِي لِكَيْ ..
لاَ آلُوِ الجُهْدَ ..
السَّنَدْ
.. وَلَسْتُ بِسَابِحٍ بَارِعْ
وَأَخْشَى نَكْبَةَ الإِدْلاَجْ
قَبْلَ بُلُوغِ سَاقِيََتِي
وَغَدْرَ مُهَوِّلاَتِ البَحْرْ
وَنَبْضُ الطَّقْسِ يَا أُمِّي
كَمَا قَدْ قَالَ
عَرَّافُ اليَمَامَةِ
إنَّهُ مِثْلِي تَمَامـاً
تَحْتَ نَعْلِ الصِّفْرْ
وَلَسْتُ بِصَانِعٍ مَاهِرْ
كَنُوحٍ وَالمَسَامِيرُ اكْتَوَتْ
بِتَصَحُّـرٍ قَاحِلْ
وَتَأْبَى أَنْ تُطِيعَ ..
أَوَامِرِي الأَيَّامْ
وَلَيْسَ بِحَوْزَتِي
سَرْجٌ وَلاَ هَوْدَجْ
أُهَدْهِدُهُ عَلَى ضَامِرْ
وَنَاقَةُ جَارَتِي دَخَلَتْ
إِلَى المَحْظُورِ غَافِلَةً
فَجَالَ هُنَاكَ فِي الأَعْمَاقِ
سَهْمُ الغَدْرِ تِلْوَ السَّهْمْ
وَرَاحِلَتِي حِذَائِي المُهْتَرِئْ
لاَ شِسْعَ يَحْوِي أَوْ شِرَاكْ
وَالجَوْرَبُ المَخْرُومُ بِالإِبْهَامْ
.. مُتَمَنِّيـاً أَنْ يَنْشُدَ الحَادِي
وَتَقْذِفُنَا الأَهَازِيجُ مَعـاً
مِنْ دُونِ قَافِلَةٍ هُنَاكْ
فَنَطُوفُ فِي المُقْبِلِ
حَوْلَ الكَعْبَةِ
وَنَجُولُ فِي المُدْبِرِ
سَبْعـاً أُخْرَيَاتْ
دُونَمَا كَلَلٍ
لَعَلِّي يَحْتَوِينِي ..
عِنْدَ بَابِ اللهِ
إِنْ نُودِيتُ يَا أُمِّي
رِدَاءُ الإِغْتِفَارْ
.. وَلَكِنْ لاَ سَبِيلَ
يَشْرَئِبُّ لِكُلِّ ذَاكْ
فَأَزْوِدَتِي ..
شَظَافُ العَيْشِ
بِالإِمْلاَقِ أَقْفَرَهَا
وَزَاوِيَتِي الَّتِي بِالشِّعْرِ
مُخْتَالاً أُحَبِّرُهَا
غَدَتْ كُمّـاً ..
يَجُوسُ بِهِ التَّـنَاصْ
لِذَلِكَ مَلَّنِي القُرَّاءْ
وَاسْتَهْجَنِّيَ الغَاوُونْ
وَمَا عَادَتْ رِيَاحُ الصَّحْوِ
تَغْزُلُ بُرْدَةَ الأَنْوَاءْ
لِيَسْتَشْرِي وَجِيبُ اللَوْذْ
إِلَى رُزْنَامَتِي .. أَرِقـاً
وَحِيداً مُحْبَطَ العَزْمِ
عَنِينـاً ..
أَمْتَطِي وَجَمِي
مُدَلَّهَهُ
سَفِيرَ الغَوْثِ
جَوَّابَ العَنَاءْ
لَقَدْ رَحَلَتْ وَمَا وَدَّعْتُهَا
واشْتَطَّ فِي السَّفْحِ الجَوَادْ
.. مُتَحَسِّسـاً جُرْحـاً
تُنَاوِشُهُ ..
السُّوَيْعَاتُ الشِّدَادْ
وَاسْتَأْتُ إِذْ حَالَ السِّيَاجْ
وَلَمْ يَعُدْ مِنْ دُونِكِ
يَا أُمُّ يُثْمِلُنِي
سِوَى هَذَا الشَّجَنْ
مِنْ نَبْعِ ثَدْيِّ الحُزْنِ
مَمْزُوجـاً بِمِلْعَقَةِ المِحَنْ
وَأَنَا الفَتَى المَوْعُودُ
غَبْنـاً بِالنَّحِيبْ
أَحْفِرُ فِي ذَاكِرَتِي
بِمَعَاوِلِ الزَّمَنِ الرَّهِيبْ
لأَرَى طُفُولَتِيَ الكَئِيبَهْ
يَا حَسْرَتِي ذَهَبَتْ
وَمَا قَبَّلْتُ كَفَّيْهَا
وَقَدْ حَالَ اللِجَامْ
خَبَبٌ عَجُولْ
لِحَوَافِرِ الخَيْلِ الكَسُولَهْ
وَغِنَاءُ حَادِي الإِفْتِرَاقْ
قَدْ جَرَّنِي مِمَّا أُلاَقِيهِ
لِفُرْنِ الاحْتِرَاقْ
بِلاَ اضْطِرَامْ
سَأَسِيرُ ..
فِي دَرْبِ الجُنُونْ
وَإِنْ نَأَى حَتَّى السَّوَاءْ
وَمِنْ وَرَاءِ ..
الحُجُبِ الشَّفَّـافَةِ
رَغْمَ الأَسَى أَلْمَحُهَـا
وَالنَّاسُ كُلُّهُمُ لِمَا أُبْدِي
مِنَ اللَوْعَةِ عِنْدَ الفُرْقَةِ
يَتَهَامَسُونْ
.. وَحَتَّى فِي عُبَابِ البَحْرْ
عَصَايَ عِنْدَمَا أَلْقَيْتُ
يَا أُمَّاهُ خَانَتْنِي
وَأَخْشَى زَحْمَةَ الفُرَّارِ
خَوْفَ المَوْتِ عِنْدَ الكَرّ
وَلَسْتُ بِرَبِّ أَغْنَامٍ
أَهُشُّ بِهَا عَلَيْهَا
وَحَالَ اليَمُّ دُونَ الفَرّ
وَكَفِّي مِنْ بَيَاضِ الجَيْبِ
إِذْ أَخْرَجْتُهَا ..
غَسَقـاً يُجَلِّلُهُ السَّوَادْ
وَلَيْسَ هُنَاكَ مِنْ بُدٍّ
لإِدْرَاكِ النَّجَاةْ
فَأَوْجَسْتُ المَخَاوِفَ ..
فِي وُجُوهِ القَوْمْ
وَلاَحَ الغَدْرُ مِنْ أَلْحَاظِهِمْ
لَمَّا التَقَى الجَمْعَانْ
وَانْبَجَسَتْ لِتَغْمُرَنِي ..
بِحَارُ الدَّمّ
وَلَيْسَ بِحَوْزَتِي زَوْرَقْ
وَأَحْلاَمِي طَوَتْهَا ..
سَاعَةَ الإِغْرَاقْ
بُعَيْدَ الدَّحْرِ وَالإِحْرَاقْ
فِي أَعْقَابِ نَزْعِ الحَادِثَاتْ
وَتَمْزِيقِي وَزَجْرِي
صَافِنَاتُ الهَمّ
وَأَيُّ مَآرِبَ اليَوْمَ
كَمَا مُوسَى تُلَبِّي
يَا عَصَايَ لِي
رَجُوتُ ..
لِقَلْبِ هَذَا الكَوْنْ
أَنَّي كُنْتُ قَيْسِيّـاً
أُزِيحُ مَوَاكِبَ التَّارِيخِ
وَالتَّأْرِيقِ عَنْ سَاحِي
وَأَمْسَحُ دُونَمَا أَجْثُو
أَنِينِي قَبْلَ إِخْضَاعِي
لَعَلِّي عِنْدَهَا أُقْصِي
جِرَاحَاتِي ..
الَّتِي اجْتَاحَتْ مَلاَذِي
قَبْلَ تَدْوِينِي
شَهِيدَ الوَاجِبِ المُخْتَلّ
ثُمَّ يَتُمُّ يَا أُمَّاهْ
عَلَى الأَلْغَامِ تَأْبِينِي
كَغَيْرِي فِي ثَرَى الشُّعَرَاءْ
.. فَأَعُودُ فِي بُرْدَيَّ ثَانِيَةً
قَبْلَ الأُلَى سَبَقُوا لِيَرْثُونِي
مِنْ عَالَمِ الأَرْجَاسِ مُنْتَزِعـاً
وَالنَّعْشُ فِي أَثَرِي
لِيُثْنِيَنِي
بِالسَّيْفِ قَبْراً
دُونَ شَاهِدَةٍ
قَهْـراً ..
وَفَوْقَ رُفَاتِ الصَّبْرِ
أَبْكِينِـي

بنغازي 16/2/2001م

لَدَى لَيْلَى
قَلْبِي وَعَقْـلِي لَدَى لَيْـلَى أَسِيرَانِ
وَالمَوْتُ وَالعَيْشُ بَعْدَ البَيْنِ صِنْوَانِ
قَدْ أَدْبَرَ اللَيْـلُ وَالأَحْـزَانُ تَغْمُرُنِي
وَالصُّبْـحُ فِـي تَرَحٍ آتٍ فَأَشْجَانِي
مَا خِلْتُهُ أَبَـداً قَلْبِـي يَهِيـمُ بِهَـا
حَتَّى يُوَارِي الثَّرَى وَالقَبْـرُ جُثْمَانِي
أَحْبَبْتُهَـا حُبَّ قَيْـسٍ قَدْ يَنُـوءُ بِهِ
هَذَا النُّحُـولُ وَدَمْعِـي شَاهِـدٌ ثَانِ
مَا مِثْلُهَـا وَلَدَتْ حَـوَّاءُ أَوْ سَمِعَتْ
فَوْقَ البَسَيطَـةِ مِنْ قَـاصٍ وَلاَ دَانِ
كَصَوْتِهَـا أُذُنِي إِذْ عِنْدَمَـا نَطَقَـتْ
قَدْ خِلْتُهَـا مَلَكـاً فِي ثَـوْبِ إِنْسَانِ
مِنْ بَعْدِمَا رَحَلَتْ مَلَّ الكَـرَى هُدُبِي
وَزَلْزَلَ البَوْحُ فِي الأَعْمَـاقِ كِتْمَانِي
مَا عَـادَ يُطْرِبُنِي لَحْـنٌ وَلاَ هَـدَأَتْ
نَفْسِي وَلاَ خَمَدَتْ فِي الصَّدْرِ نِيرَانِي
أَسْتَنْجِدُ الصَّبْـرَ عَلَّ الصَّبْرَ يَمْنَحُنِي
بَعْضَ السُّلُـوِّ فَمَا لاَقَيْـتُ أَعْيَـانِي
قَدْ كِدْتُ أَزْهَـقُ عِنْدَ البَيْنِ مِنْ كَمَدٍ
وَكَلَّ مِنْ أَسَـفٍ صَبْـرِي وَسُلْوَانِي
وَلاَمَنِـي سَفَهـاً قَوْمِـي إِذِ انْتَحَبَتْ
يَوْمَ النَّـوَى مُقْلَتِي وَالذَّرْفُ أَعْمَانِي
وَلاَ قَمِيـصَ سَيُلْقِيهِ البَشِـيرُ غَـداً
مِنْ بَعْدِ يَأْسٍ فَيُجْلِـي بَعْضَ أَحْزَانِي
أَمَّا الَّذِينَ هَوَوْا قَبْلِـي فَقَدْ عَلِمُـوا
أَنِّي بِهَـا كَلِـفٌ وَالوَجْـدُ أَضْنَانِي
لاَنُـوا لِعِلْمِهِمُ حَـالِي وَقَدْ هَمَسُـوا
مِمَّا أُقَاسِي وَشَـوْقِي طَـيُّ وِجْدَانِي
ذَاكَ المُعَنَّى بِهَـا مِنْ فَرْطِ لَوْعَتِـهِ
أَضْحَى كَـأَنَّ بِـهِ مَسَّـاً مِنَ الجَانِ

بنغازي 7/5/1998م
نشرت بجريدة الحرية التونسية

لَدَى نَجْلاَء
إِلَـى الجَحِيـمِ فِدَاكُـمْ كُـلُّ نَاكِثَـةٍ
لِلعَهْـدِ عُـذْراً أَيَا نَجْـلاَءُ فَابْتَعِدِي
عَنِّي فَوَاللهِ لَمْ يَصْـدُرْ بِكُـمْ وَلَهـاً
مِنْ بَعْدِ غَدْرِكُـمُ شِعْـرِي وَلَمْ يَرِدِ
لَقَدْ نَسِيـتُمْ وَكَانَ القُبْـحُ شِيمَتَكُـمْ
أَنَّ الجَمَالَ جَمَـالُ الرُّوحِ لاَ الجَسَدِ
كَمْ مِنْ نَجِيبٍ جَلَبْتُـمْ دُونَمَا رَسَـنٍ
فِي غَفْلَـةٍ مِنْهُ مَسْلُوبـاً بِـلاَ رَشَدِ
وَعَـادَ وَهْوَ كَلِيـمُ النَّفْسِ مُكْتَئِبـاً
يَجُـرُّ أَقْدَامَـهُ الحَيْرَى بِـلاَ جَـلَدِ
مَهْمَا انْتَعَلْتُـمْ فَمَا كَانَـتْ أَنَامِلُكُـمْ
سِوَى بَرَاثِـنِ عَنْقَـاءٍ عَلَـى وَتَـدِ
أَوْ أَنْصُـلٍ ذَاتِ حَـدٍّ فَاتِـكٍ عَبَرَتْ
ظُلْماً عَلَى جَدَثِي وَاسْتَأْصَلَتْ خَلَدِي
وَجِئْتُ أَسْعَـى بِنَحْسٍ لاَ يُفَارِقُنِـي
إِلَى حِمَاكُمْ وَبُؤْسِي مُمْسِكـاً بِيَدِي
فَلَمْ أُلاَقِ سِـوَى هُدْبٍ عَلَى حَـدَقٍ
تَسِيـرُ بِاللُجَّـةِ الظَّلْمَـاءِ فِي رَمَدِ
وَلَمْ أُوَافِ سِـوَى زَيْـفٍ وَمُعْضِلَتِي
أَنِّـي أُصَـدِّقُ حُمْقـاً كُـلَّ ذِي إِدَدِ
يَا رَبَّةَ البَيْتِ لَوْ تَدْرِي الرَّبَـابُ بِنَا
لأَغْرَقَتْنَـا بِزَيْـتِ الخَـلِّ فِـي كَمَدِ
مَا كُنْتِ يَوْمـاً فَتَـاتِي غَيْـرَ أَنَّ لَنَا
عَقْـلاً بِهِ خَبَـلٌ يَهْفُـو إِلَـى الوَلَدِ
إِنَّ الثَّـرَاءَ سَيَأْتِي رَغْمَ مَنْ قَفَلُـوا
كُوَى ارْتِزَاقِي وَأَوْدَوْا بِالسُّدَى أَمَدِي
وَرَغْمَ عُسْرِي فَحُلْمِـي لَنْ تُكَبِّلَـهُ
هَذِي الجَنَـازِيرُ يَا نَجْـلاَءُ فَاتَّئِدِي
لِتَسْمَعِينِـي قُبَيْـلَ العَادِيَـاتِ غَـداً
ضَبْحـاً لِتَجْتَـثَّ آلاَمِــي وَلِلأَبَـدِ
إِنِّـي ذَكَرْتُكِ يَا نَجْـلاَءُ لَيْسَ هَوَىً
بَلِ امْتِعَاضـاً لِمَـا لاَقَيْـتُ مِنْ كَبَدِ
وَرَغْمَ بُؤْسِـي فَلِي نَفْسٌ بِهَا أَنَـفٌ
لَوْ شِئْتِ مِثْلِي بِهَذَا الكَوْنِ لَنْ تَجِدِي

بنغازي 26/9/2004م
نشرت بصحيفة الحقائق/ لندن

اسْتِغَاثَةُ اليَمَامَة
لِثَأْرِكَ يَا كُلَيْـبُ لَقْـدْ نَهَضْنَـا
وَخُضْنَـا الأَرْبَعِيـنَ وَلَـمْ نُبَالِ
وَهَـذَا اليَـوْمَ دُرَّتُنَــا قَتِيـلٌ
وَلَـمْ أَلْمَـحْ أَبَا لَيْـلَى قِبَـالِي
لَقَدْ بَاءَ الصَّغِـيرُ وَمَا جَزِعْنَـا
بِشِسْعِ النَّعَـلِ مِنْ بَيْنِ الرِّجَالِ
وَلَمْ نَقْرَعْ لأَجْلِ الحَـرْبِ طَبْـلاً
وَأَسْلَسْنَـا القِيَـادَ إِلَى المَوَالِي
وَصِرْنَا وَالخَنَـا فَرَسِي رِهَـانٍ
نَهَابُ المَـوْتَ مِنْ قَبْـلِ النِّزَالِ
غَدَا جَسَّـاسُ سَيِّدَنَـا جَمِيعـاً
وَحَالَ الخَوْفُ عَنْ خَوْضِ القِتَالِ
فَزِعْنَـا وَالسَّنَــابِكُ تَعْتَلِينَـا
إِلَى القَلَـمِ المُذَهَّـبِ لاَ النِّبَـالِ
تَمَرَّغْنَـا تُرَابَ الخِـزْيِ دَهْراً
وَأَشْعَـبُ أَمَّنَـا عِنْـدَ النَّـوَالِ
نَعُبُّ الخَـوْفَ مِنْ بَعْدِ اعْتِدَادٍ
بِمِـلْءِ أَكُفِّنَـا تَحْـتَ النِّعَـالِ
وَنِلْنَـا بِالسُّيُـوفِ وَقَدْ تَدَاعَتْ
عَلَـى الأَغْمَـادِ دَرْبـاً لِلزَّوَالِ
فَسُحْقـاً لِلمَـلاَذِ أَدَاةَ حَـرْبٍ
وَبُورِكَتِ الحِجَارَةُ فِي الوِصَالِ
دَعَوْنَاكَ المُهَلْهِـلُ قُـمْ أَغِثْنَا
فَقَتْلُ صَغِـيرِنَا (بِالشِّسْعِ غَالِ)
وَدَعْ عَنْـكَ انْفِعَـالاَتِي وَسَلْنِي
عَنِ الحَـقِّ المُضَيَّـعِ بِالجِدَالِ
يَضِيقُ الجِـلْدُ بِي مِمَّا أُلاَقِـي
وَأَفْقَدَنِي صَدَى الصَّمْتِ احْتِمَالِي
فَبَابُ الفَجْرِ لاَ بِالطَّـرْقِ يُرْجَى
وَلَكِـنْ دُونَـهُ شَبَـقُ اللَيَـالِي
وَهَذِي القُـدْسُ تَدْعُوكُمْ جَمِيعاً
وَمَسْجِدُهَا المُزَرْكَـشُ بِالنِّصَالِ
لَقَدْ أَضْحَى الحِمَى نَهْباً مُضَاعاً
وَأَحْوَجَنِـي الكَـلاَمُ إِلَى الفِعَالِ
يَمُـوتُ صِغَـارُنَا غَدْراً وَتَبْقَى
غِمَـارُ الحَـرْبِ جَامِدَةً حِيَالِي
أَتَرْضَوْنَ الحَضِيضَ اليَوْمَ نُزْلاً
بُعَيْـدَ بُلُوغِكُمْ قِمَـمِ الجِبَـالِ
دِمَاءُ كُلَيْبِكُـمْ ضَـاعَتْ هَبَـاءً
وَحَيُّكُـمُ مِـنَ الأَبْطَـالِ خَـالِ
وَلَكِنْ قَدْ يَكُـونُ هُنَـاكَ حَمْـلٌ
بِأَحْشَـاءِ الجَلِيـلَةِ فِي اكْتِمَالِ
سَيَنْهَضُ رَغْمَ رَيْنِ الخَوْفِ فِينَا
وَيَكْشِفُ خَوْرَ أَصْحَابِ المَعَالِي
فَلاَ يُبْقِي لَدَى الأَسْبَـاطِ كَيْـلاً
وَيَمْسَحُ دَمْـعَ رَبَّـاتِ الحِجَالِ

بنغازي 29/12/2000م
نشرت بصحيفة القاهرة المصرية


أَشْجَانُ قَلْبِـي
دَعِي القَلْبَ يَنْفُضُ عَنْهُ الغُبَارَ
فَلَنْ يَنْشُدَ الوُدَّ رَغْمَ انْدِحَارِهْ
بِرَغْمِ السُّهَادْ
بِرَغْمِ الأَسَى وَافْتِرَاشِ القَتَادْ
بِرَغْمِ مُرُورِ اللَيَالِي الشِّدَادْ
سَأُبْعِدُ عَنْ كَاهِلِي ..
عِبْءَ هَذَا الشَّجَنْ
وَإِنْ حَاوَلَ الدَّمْعُ مِنِّي انْهِمَارا
سَأَفْقَأُ عَيْنَيَّ قَبْلَ انْحِدَارَهْ
وَلَنْ أَنْثَنِي
أَدُوسُ عَلَى القَلْبِ حَتَّى يَئِنّ
وَلَنْ أَنْحَنِي
فَمَا كُنْتِ أَوَّلَ إِنْسَيَّةٍ
قَدْ سَرَتْ فِي دَمِي
فَقَبْلَكِ يَا قُرَّةَ العَيْنِ
قَاسَى كَثِيرا
وَلَكِنَّ مِثْلَكِ لَمْ تَكْتَنِفْهُ
وَلاَ أَرَّقَتْهُ لَيَالٍ طَوِيلَهْ
لِمَاذَا ؟
لأَنَّ دِيَارَكِ لَيْسَتْ دِيَارِي
وَسُورُ العَقِيدَةِ سَدٌّ مَنِيعٌ
يَحُولُ ..
إِذَا مَا اشْتَهَيْتُ التَّلاَقِي
لِذَلِكَ أَصْبَحْتُ فِي نَاظِرَيْكِ ..
عَدُوّاً يُنَاوِئْ
لَقَدْ صَادَرُوا ..
الشَّمْسَ قَبْلَ الشُّرُوقْ
وَحَتَّى السَّحَابَ الكَثِيفَ انْدَثَرْ
تَسَاءَلْتُ أَيْنَ أَرِيجُ الزُّهُورْ ؟
وَأَيْنَ الضِّيَاءُ وَأَيْنَ الأَمَلْ ؟
وَأَيْنَ صُدَاحُ البَلاَبِلِ فِي الأُفْقِ ؟
بَلْ أَيْنَ حَتَّى حَفِيفُ الشَّجَرْ ؟
إِذَا مَا عَبَسْتِ ..
يَسُوءُ السَّمَرْ
وَأَشْعُرُ أَنَّ الدُّرُوبَ الرِّحَابْ
مِنَ الضِّيقِ بَزَّتْ ثُقُوبَ الإِبَرْ
وَأَنَّ المِيَاهَ العِذَابَ النَّقِيَّهْ
صَارَتْ أُجَاجـاً
كَأَنِّي حَيَاتِي الَّذِي قَدْ جَنَيْتُ
وَأَنْتِ الضَّحِيَّهْ
رُوَيْداً سَأَسْلُو وَلَوْ بَعْدَ حِينْ
بِرَغْمِ السِّهَامِ الَّتِي تَقْذِفِينْ
لِتُصْبِحَ ..
أَشْجَانُ قَلْبِي الحَزِينْ
مَعَ الصَّبْرِ ذِكْرَى
وَيُصْبِحَ ..
كُلُّ الَّذِي قِيلَ عَنْكِ
مِنَ الشِّعْرِ
رَغْمَ التَّفَاعِيلِ
نَظْماً مَقِيتاً وَنَثْرا

بنغازي 18/7/2000م
نشرت بصحيفة الحقائق/ لندن

حُلْمُ أُمَّـة
هَلاَّ انْتَفَضْتِ كَمَا قَدْ كُنْتِ فِي القِـدَمِ
أَمَا مَلَلْـتِ مِـنَ الأَغْـلاَلِ وَاللُجُـمِ
إِنَّ الأُلَى غَدَرُوا بِالأَمْـسِ قَدْ قُـبِرُوا
وَأَصْبَحَ الصُّبْـحُ بَعْدَ النَّزْفِ وَالأَلَـمِ
قَدْ نِمْتِ دَهْـراً طَوِيلاً كَـادَ يَجْرُفُنَـا
سَـيْلُ الطُّغَاةِ إِلَى القِيعَانِ وَالحِمَـمِ
يَا أُمَّتِي حُلُمِي فِي الصَّحْـوِ مُشْرِقَةً
حَتَّى أَرَاكِ بِهَذَا العَصْـرِ فِي شَمَـمِ
أَرَى الحِـدَادَ الَّذِي قَدْ كَـانَ جَلَّلَنَـا
بِثَوْبِ حُـزْنٍ تَرَدَّى دُونَمَـا وَصَـمِ
يَا تُحْفَةَ الشَّرْقِ كَمْ غَنَّـتْ حَنَاجِرُنَـا
أُهْزُوجَةَ النَّصْرِ فَارْتَاعَتْ دُنَى العَجَمِ
يَا لَلآلِـئِ .. هَـلْ خَيْـطٌ يُنَضِّدُهَـا
خَـوْفَ التَّشَتُّتِ وَالتَّشْرِيـدِ وَالظُّلَـمِ
إِنَّ المَقَـادِيرَ قَـدْ مَالَـتْ لِتَرْفَعَنَـا
مِنْ بَعْدِ إِجْحَافِهَا رَدْحـاً إِلَى القِمَـمِ
لَكَـمْ تَرَدَّتْ وَكَـمْ مَالَـتْ بِهَامَتِهَـا
تَرْجُو اللِئَـامَ وَتَشْكُو عُقْدَةَ الصَّمَـمِ
لاَ البَحْرُ أَفْضَى بِسِرِّ البَوْحِ أَوْ سَلِمَتْ
مِنْ رِبْقَةِ الأَسْـرِ وَالأَحْدَاقُ لَمْ تَنَـمِ
فِي لُجَّـةِ الجَهْلِ بِالأَحْقَـادِ تَرْمُقُهَـا
تَرْجُو انْقِضَاضاً عَلَى الأَخْلاَقِ وَالقِيَمِ
لَكِنَّهُ الصَّحْـوُ قَدْ جَـاءَتْ بَشَائِـرُهُ
مِنْ بَعْدِ لأْيٍ مَعَ الإِصْبَـاحِ بِالدِّيَـمِ
فَابْتَـلَّ مِنْهَا وَكَـادَ الجَـدْبُ يَغْمُرُنَا
سَهْلُ اليَبَابِ وَأَوْهَتْ قَبْضَةَ السَّقَـمِ
وَاهْتَزَّتِ العِيـسُ فِي إِقْبَالِهَـا طَرَباً
وَاجْتَازَتِ البِيدَ رَغْمَ الحَظْـرِ بِالهِمَمِ

بنغازي 24/9/1999م
نشرت بصحيفة الوطن السعودية
وصحيفة الراية القطرية

أَسَى السَّـنَوَات
أَذَاكُمْ آهِ مَا أَقْسَاهْ
فَمَاذَا تَبْتَغُونْ ؟!
فُؤَادِي مِنْ دَمٍ خَالٍ
وَنَبْعِي ظَامِئٌ لِلمَاءْ
وَصَخْرَتُكُمْ وَقَدْ أَلْقَى
بِهَا سِيزِيفُ إِعْيَاءً
سَأَحْمِلُهَـا بَدِيلاً عَنْهْ
لاَ حَطَّتْ نُسُورُكُمُ
عَلَى كَبِدِي
أَغِيثُونِي ..
فَلاَ أَحْدَاقَ فِي الحَيِّ
سِوَى أَحْدَاقِ
ذُؤْبَانِ العَشِيرَةِ
وَهْيَ تَسْتَعْدِي
وَتَبْحَثُ عَنْ بَقَايَايَ
كَأَنَّ مَنَابِتَ الزَّيْتُونِ
قَدْ عَقِمَتْ
وَلَمْ تَتْرُكْ ..
عَلَى صَهَوَاتِهَا أَحَداً
تُظَلِّلُهُ هُمُومُ الكَوْنْ
وَالأَحْزَانُ إِلاَّيَ
أَنَا نَبْعُ الخَطَايَا
رُبَّمَا قَدْ كَانَ
إِبْلِيسٌ سَلِيلِي
.. فَاحْذَرِينِي
قَبْلَ أَنْ تَتَّقِدِي
أَيَّتُهَا الرَّقْطَاءُ
وَلْتُصْغِي مَلِيّـا
فَأَنَا وَالحُبُّ خِلاَّنِ
وَأَغْلَى مَا لَدَيَّ
لَوْ تَقَصَّيْتِ ..
شُمُوخِي
كِبْرِيَائِي
رَايَةُ المَجْدِ
إِذَا مَا أُلْقِيَتْ ..
ذَاتَ يَوْمٍ
فِي الوَغَى خَوْفـاً
لَشُدَّتْ بِيَدَيَّ
أَسْهُمُ الذُّلِّ تَكَبَّدْتُ جَنِينـاً
مِنْكِ مِنْ فِيكِ المُشَاكِسْ
قَبْلَ مِيلاَدِي
وَبَعْدَ المَوْتِ لَمْ يَسْلَمْ
مِنَ النَّبْشِ رُفَاتِي
قَدْ حَبَاكِ اللهُ سَيْفـاً
مِنْ لِسَانٍ فِي فَمٍ
سُمُّهُ يُفْنِي قَبِيلَهْ
يَكْسِرُ العَظْمَ وَيُجْلِي
نَسْمَةَ الصُّبْحِ العَلِيلَهْ
كَمْ عَجِبْنَا ..
إِذْ أَبَى اللَيْلُ انْتِحَارا
عِنْدَمَا مَرَّ عَلَى
بَيْتِكُمُ بَعْدَ الغُرُوبْ
وَتَسَاءَلْتُ ..
كَمَا النَّاسِ جَمِيعـاً
كَيْفَ مِنْ بَعْدِ ..
تَنَائِيهِ يَؤُوبْ !!
رُبَّمَا قَدْ ظَنَّكِ مُتِّ ..
كَمَا مَاتَ سِوَاكْ
حَيْثُ أَنِّي مِثْلُهُ
لَمَّا أَعُدْ
أَيَّتُهَا الرَّقْطَاءُ
أَسْتَجْدِي لِقَاكْ
فَارْفَعِي عَنِّي يَدَيْكِ
وَانْبُذِينِي ..
كَيْ أَسُدَّ الأُذُنَيْنْ
قَبْلَ نَبْسٍ مِنْ شِفَاهٍ
ضَمَّهَا الحِقْدُ الدَّفِينْ
وَاحْذَرِي ..
مِنْ وَثْبَةِ التِّنِّينِ
مِنْ قَلْبِي المُدَمَّى ..
بِالوَعِيدْ
آهِ لَوْ يَنْفَكُّ ..
مِمَّا سَامَنِي
مِنْكِ إِسَارُهْ
.. لِيُلْقِيَ مِنْ عَلَى كَتِفِي
أَسَى السَّنَوَاتْ
وَيُقْصِيكِ ..
بَعَيداً دُونَمَا إِشْفَاقْ
عَنِ البَيْتِ الَّذِي
لَمْ تَذْكُرِي اللهَ
عَلَى عَتَبَاتِهِ يَوْمـاً
مِنَ الأَيَّـامِ
أَوْ تَرْعَيْ جِوَارَهْ

بنغازي 16/4/2000م
نشرت بجريدة الصباح الفلسطينية

رِيحُ الأَرْبَعِين
مَنْـذَا بِحَدِّ السَّيْـفِ يُحْيِّ مُهْجَةً
قَاسَتْ مِنَ الأَهْوَالِ مَا لاَ يُحْصَرُ
رَبَّـاهُ فَلْتَمْضِ المَنِيَّـةُ بِالأَسَـى
وَيَكُونُ غَبْنِـي مُبْعَـداً لاَ يُذْكَرُ
فَاللَيْـلُ وَيْحَ اللَيْـلِ كَمْ نَادَمْتُـهُ
وَامْتَاحَ دَمْعِي جَـاحِداً لاَ يَشْكُرُ
لأَفِـيقَ مَذْعُوراً يُنَاوِشُنِي الرَّدَى
بِرِمَاحِهِ وَالبَغْيُ نَحْـوِي يَخْطُرُ
ظَنَّ الأُلَى سَـاءُوا بِأَنِّي مِنْهُـمُ
مَا أَخْطَأَتْ أَلْحَاظُهُمْ إِذْ أَبْصَرُوا
وَجْهـاً تُؤَرِّقُهُ المَآسِي شَاحِبـاً
وَيَكَـادُ مِمَّا سِيمَ خَسْفـاً يُشْطَرُ
أَنْصَافَ أَنْصَافٍ وَلاَ يَرْجُو سِوَى
يَـوْمٍ يَمُـرُّ بِدُونِ غِـلٍّ يُدْبِـرُ
غَابَ الرِّفَاقُ المُخْلِصُونَ فَلَمْ يَعُدْ
فِي الحَـيِّ إِلاَّ ذُو لِقَـاءٍ يُضْجِرُ
إِنْ غُصْتَ فِي أَعْمَاقِهِمْ مُتَـأَمِّلاً
سَتَرَى قُلُوبـاً أُقْفِرَتْ لاَ تُبْصِرُ
وَالسُّوءُ قَدْ مَلأَ الدُّرُوبَ فَمُرِّغَتْ
آنَافُنَــا وَتَلَقَّفَتْنَـا الأَعْصُـرُ
يَا أَيُّهَا الحُـزْنُ اعْتَزِلْنِي جَانِبـاً
وَكَفَـاكَ مَـا أَبْدَيْتَ مِمَّا تُضْمِرُ
أَشْتَـمُّ رِيحَ الأَرْبَعِـينَ وَلَمْ أَجِدْ
فِي العُمْرِ يَوْمـاً مُفْرِحاً يُسْتَذْكَرُ
رَبَّاهُ أَنْتَ العَـدْلُ فَامْنَحْ رَحْمَـةً
وَدَعِ السَّمَاءَ عَلَى قِفَارِي تُمْطِرُ
أُنْهِكْتُ مِنْ قِبَلِ الزَّمَـانِ كَأَنَّمَـا
هَوَسَ الضَّغِينَةِ فِي دُجَاهُ يُذْخِرُ
يَتَسَابَقُ الصَّحْبُ الكِـرَامُ لِمَقْتَلِي
وَسِيُوفُهُـمْ بِدَمِي المُفَرَّقِ تَقْطُرُ
لَكِنَّنِـي بِالرَّغْـمِ مِمَّـا نَابَنِـي
سَيَظَلُّ أَنْفِـي شَامِخـاً لاَ يُدْحَرُ
وَإِذَا اللَيَالِـي أَفْزَعَـتْ أَلْبَابَنَـا
وَاسْتَاءَ مِنْ غَدْرِ الرِّفَاقِ الخِنْجَرُ
لاَ بُدَّ لِلشَّمْسِ الَّتِي حَجَبَ الدُّجَى
مِنْ نَزْعِ هَاتِيكَ السُّدُولِ وَتَظْهَرُ

بنغازي 19/12/2000م
نشرت بجريدة القدس العربي/ لندن

جَمْرُ الجَلِيد
قَدْ جِئْتُ أَرْسِفُ بِالأَصْفَـادِ يَحْمِلُنِي
بُؤْسِي وَقَدْ أَوْهَنَ الإِيصَـادُ أَنَّاتِي
فَلَـمْ أُلاَقِ لَـدَى الإِيمَـاضِ بَارِقَةً
يَلُوحُ مِنْهَا بَصِيصٌ عِنْـدَ إِنْصَاتِي
عَلَى النَّحِيبِ بِجُـرْحٍ لَنْ أُضَمِّـدَهُ
أَوْجَزْتُ بِالنَّزْفِ لِلحَـادِي حِكَايَاتِي
بَنَيْتُ عَرْشاً مِنَ الأَوْهَامِ مُخْتَرِقـاً
جَمْرَ الجَلِيـدِ عَلَى أَشْـلاَءِ أَمْوَاتِي
وَجِزْتُ دَرْباً مَدَاهُ الخَوْفُ مُلْتَحِفـاً
ثَوْبَ الهُمُومِ عَلَى نَعْشِ المُسَـاوَاةِ
فَرَرْتُ بِالجِلْدِ لَكِـنْ دُونَ شَـاهِدَةٍ
مُذْ هَـيَّجَ الزَّجُّ باِلأَحْيَـاءِ آهَـاتِي
وَصِرْتُ فِيـهِ أَسِيّـاً أَقْتَفِي شَجَنِي
مُحَطَّمَ النَّفْسِ مِنْ هَـوْلِ المُعَـانَاةِ
وَنِلْتُ بَعْدَ نَفَـادِ الصَّبْـرِ مُغْتَرِبـاً
جَوَازَ عُسْرٍ بِهِ جُـبْتُ المَتَـاهَاتِ
أَضَعْتُ مَأْوَايَ عِنْدَ النَّبْشِ مُهْتَرِئـاً
وَالجَدْبُ أَوْهَنَ قَبْلَ الدَّفْـنِ أَقْوَاتِي
فَصِرْتُ أَرْكُضُ بَعْدَ البَعْثِ مُقْتَحِمـاً
ثَلْـجَ الجَحِيمِ لإِخْمَـادِ احْتِرَاقَاتِي
أَنَا الغَرِيقُ بِشِبْـرِ المَـاءِ مُعْتَكِفـاً
عَلَى المَرَاثِي تَلُوكُ الغَـيْظَ مَأْسَاتِي
اللَـيْلُ يَعْلَـمُ أَنِّـي نَجْـلُ بَجْدَتِـهِ
خُضْنَـا الدَّهَـالِيزَ مُذْ حَبْوِ البِدايَاتِ
عَلَى الكَفَـافِ أُقَاسِي دُونَمَا عَمَـلٍ
أَرْعَى التَّعَطُّـلَ فِي قَفْـرِ المَنَاحَاتِ
بَحْرَ الأَكَاذِيبِ أَطْوِي لَيْسَ لِي أَمَلٌ
أُسَامُ خَسْفـاً وَلَمْ يُعْـثَرْ عَلَى ذَاتِي
أَعُودُ مِنِّي إِلَى الإِرْهَـاقِ مُكْتَئِبـاً
وَالدَّهْرُ يَعْـدُو وَرَائِي بِالمَشَقَّـاتِ
أَعِيشُ بِالبَيْـضِ فِي خُـمٍّ أَلُوذُ بِهِ
بَعْدَ العَـرِينِ وَقَدْ شَاخَتْ دَجَاجَاتِي
كَدِيكِ جِنٍّ قَبِيحِ الصَّـوْتِ أُفْزِعُهُمْ
فِي كُلِّ صُبْـحٍ وَمَا أَجْدَتْ نِدَاءَاتِي
لاَ طِفْـلَ يَهْتِفُ بِـي بَابَا فَيُطْرِبَنِي
وَلاَ خَلِـيلَ أُنَـادِي فِي المُلِمَّـاتِ
وَصِرْتُ أَحْيَـا أَسِيرَ النَّحْسِ بَيْنَهُمُ
لاَ دَمْعَ تَحْبُـو بِـهِ لِلبَـثِّ ثَارَاتِي
أَشْهَرْتُ سَيْفِي مُغِيراً بَعْدَمَا اكْتَهَلَتْ
تَحْتِي الجِيَـادُ وَلَمْ تُغْفَرْ إِسَـاءَاتِي
عِشْرُونَ عَامَاً بِجُبِّ الضَّنْكِ مُنْتَظِراً
بِأَنْ أُشَيَّعَ فِي إحْـدَى الجَنَـازَاتِ
كَمْ مِنْ هَجِـينٍ غَزِيرِ الرَّوْثِ أَمَّلَنِي
عِنْدَ النِّـزَالِ وَلَمْ تُجْـدِ اسْتِغَاثَاتِي
أَذْوِي وَقَدْ زَفَرَ الدَّيْجُورُ مُمْتَعِضـاً
مُنْذُ اسْتَلَمْتُمْ مَلَفِّي فِي المَمَـرَّاتِ
مَا كُنْتُ أَحْسِبُ بِالخِـذْلاَنِ نُصْرَتَهُمْ
مَنْ بَيَّتُوا النَّكْثَ لِي عِنْدَ المُـلاَقَاةِ
فَإِنْ نَسِيتُـمْ فِإنِّـي لَـنْ أُذَكِّـرَكُمْ
تَذْكِيرَ مُنْتَكِسٍ مِـنْ دُونِ رَايَـاتِ
وَلَـمْ أَلُمْكُـمْ لأَنَّ المَـاءَ مَقْـدِمُهُ
يُلْغِي التَّيَمُّـمَ رَغْمـاً عَنْ حَمَاقَاتِي
وَذَاكَ صَوْتِي لَعَـلَّ الأَرْضَ تَرْفَعُهُ
عَنِّي إِلى اللهِ فِي أَعْلَى السَّمَـاوَاتِ
إِلَيْكَ أَشْكُو هُطُولَ الجَدْبِ فِي عَدَنٍ
وَطُولَ نَحْبِي عَلَى بَـابِ المُحَابَـاةِ
فَجُدْ عَلَـيَّ بِبَعْضِ الغَيْـثِ يَنْشُلُنِي
مِمَّا أُلاَقِي لَـدَى طَـيِّ المَفَـازَاتِ
حَتَّى أُزِيلَ فُلُولَ النَّـزْفِ عَنْ بَدَنِي
مِنْ بعْدِمَا نَكَـأَ الآسِـي جِرَاحَاتِي
وَمَنْ سِوَاهُ إِذَا مَا اللَـيْلُ دَاهَمَنَـا
أَرْدَاهُ بِالصُّبْحِ وَاجْتَثَّ الأَسَى العَاتِي
بنغازي 3/7/2003م
نشرت بمجلة الصدى الإماراتية







 
رد مع اقتباس
قديم 28-01-2006, 01:22 AM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
صلاح الدين الغزال
أقلامي
 
إحصائية العضو






صلاح الدين الغزال غير متصل


افتراضي

بُكَائِيَّةُ المَخْذُول
تَدَاعَتْ سُيُولُ الدَّمْعِ تَحْبُو عَلَى خَـدِّي
وَخَيْلُ الأَسَى وَالمَقْتِ قَدْ أَزْمَعَتْ رَصْدِي
وَهَذَا اجْتِيَاحُ العَسْفِ مَا انْفَـكَّ شَاهِراً
عَلَى اللَحْـظِ أَسْيَافـاً مِنَ الهَمِّ وَالسُّهْدِ
رَثَيْتُ لِحَـالِي مُـنْذُ أَنْ كُنْـتُ مُضْغَةً
بِرَحْمِ التَّـلاَشِي أَحْتَسِي حُرْقَـةَ الفَقْدِ
أَرَى كُلَّ آمَـالِي عَلَى النَّزْفِ أُجْهِضَتْ
وَلَمْ يَبْقَ غَيْرُ الذَّرْفِ أَلْهُـو بِهِ وَحْدِي
عَلَى الجَمْرِ مَخْـذُولاً أَسِـيرُ بِفَاقَتِـي
أَجُوبُ وِهَـادَ الرَّسْفِ مُسْتَسْهِلاً بُعْدِي
لَجَـأْتُ إِلَـى إِيقَـادِ نَهْجِـي لَعَلَّنِـي
أُزِيلُ فُلُولَ اليَـأْسِ عَنْ أَوْجُـهِ الحَشْدِ
وَأَدْلَجْتُ بِالأَصْفَـادِ فِي البِيـدِ وَالِجـاً
فِجَاجـاً أَذَاقَتْنِـي المَـذلَّةَ فِـي المَهْدِ
رَدِيفَ المَآسِي بَائِسـاً مُنْهَـكَ القُوَى
سَفِيرَ المَـرَاثِي مُعْدِمـاً بِـزَّتِي جِلْدِي
أَضُنُّ بِنَفْسِي أَنْ أُرَى اليَـوْمَ مَانِحـاً
وَمِيضِي لِمَنْ خَـانَتْ دَمَاثَتُهُـمْ عَهْدِي
سَبَـانِي لَدَى الإِيصَـادِ غِـلٌّ مُؤَمَّـلاً
قُبَيْـلَ تَدَاعِيهِ عَلَى الرِّسْـغِ أَنْ يُرْدِي
وَسَالَتْ دِمَـائِي فَـوْقَ نَعْشِي وَمَلَّنِـي
مُقَامِي مَعَ الأَحْيَـاءِ مُسْتَصْحِبـاً لَحْدِي
نَبَشْـتُ رُفَـاتِي دُونَ إِذْنِـي مُجَابِهـاً
سِيُوفـاً أَرَاقَتْنِـي وَمَا أُغْمِـدَتْ بَعْدِي
لأَشْقَى كَسِـيرَ النَّفْـسِ أَعْـدُو بِلَوْعَةٍ
أَثِـيراً لَدَى الإِعْيَـاءِ مُسْتَعْذِبـاً وَأْدِي
وَمَنَّانِيَ السَّيْـرُ الحَثِيثُ عَلَى الطَّـوَى
إِلَى أَهْلِنَـا فِي مَـرْوَ إِنْ جِئْتُ بِالشَّهْدِ
فَعُدْتُ أَسِـيرَ الغَيْـظِ يَصْفَعُنِي النَّـوَى
بِخُفَّـيْ حُنَـيْنٍ وَاجِمـاً دَامِـيَ الخَـدِّ
نَحِيبِـي عَلَى نَجْـلَيَّ قَدْ جَـذَّ مُقْلَتِـي
وَكَمْ حَـاوَلَ الإِدْلاَجُ تَدْلِيسَ مَا أُبْـدِي
لِهَـذَا قَصِيدِي أَجْهَـدَ الجَفْـنَ ذَارِفـاً
عَلَى الشَّجْوِ أَنْهَاراً مِنَ الدَّمْعِ لاَ تُجْدِي
وَلاَ شَيْءَ غَيْرَ المَـوْتِ يَجْتَثُّ مَاجِـداً
سَبَتْهُ سِيَـاطُ الجَـدْبِ لِلْغَيْثِ يَسْتَجْدِي

بنغازي 13/7/2003م
نشرت بمجلة الصدى الإماراتية

أَحْزَانُ قَافِلَتِي
قَدْ صَارَ قَلْبِي مُحْبَطـاً
يَذْوِي بِلاَ مَعْنَى
شَيْءٌ يُؤَرِّقُنِي ..
وَيَسْتَشْرِي كَمَا النَّارِ
وَيَقْذِفُنِي اضْطِرَامَا
سَنَابِلِي العَطْشَى
يُمَزِّقُهَا الأُوَامْ
لاَ مَالَ لِي
لاَ لَيْلَ لِي
إِلاَّ مَآسِيَّ العِظَامْ
دَمْعِي تَحَجَّرَ
بَعْدَمَا رَحَلَ الحَبِيبْ
وَبَقِيتُ مُنْتَجِعـاً لَظَايْ
شَمْسِي الَّتِي ..
كَانَتْ مُرَفَّهَةً
تَدَاعَتْ
وَتَسَلَّلَ اللَيْلُ ..
إِلَى أَقْبِيَتِي
حَلَّ الصَّقِيعُ بِمَرْفَئِي
وَتَصَدَّعَ الجَسَدُ النَّحِيلْ
نَحْنُ الحُفَاةُ المُسْنِتُونْ
إِلاَمَ نُصْغِي لِلسُّكُونْ
أَيْنَ المَعَاصِرُ
كَيْفَ لاَ تَطْفُو
عَلَى السَّطْحِ الشُّجُونْ
أَحْزَانُ قَافِلَتِي
يُجَمِّدُهَا الصَّقِيعْ
لاَ ضَرْعَ يَحْلِبُهُ ..
الصِّغَارْ
لاَ حَلْمَةَ اليَوْمَ تَلُوحُ
فِي خِضَمِّ الزَّمْهَرِيرْ
إِلاَّ تَنَسَّمَهَا المَغِيرْ
نَخِيلُنَا الزَّاهِي
طَوَاعِيَةً يُكَبِّلُهُ الرُّكُوعْ
صَدْرِي المُعرَّى لِلرَّصَاصْ
قَدْ صَارَ كَالغِرْبَالِ
لَكِنَّ الحَيَاةْ ..
بِالرَّغْمِ مِمَّا نَابَنِي
مَا فَارَقَتْ جَسَدِي
أَسْمُو إِلَى يَوْمٍ جَدِيدْ
يُزِيلُ آلاَمِي
وَيُزِيحُ أَحْزَانـاً نَمَتْ ..
مُنْذُ الصِّبَا
بِأَصِيصِ أَيَّامِي
هَمْسِي بِلاَ مَعْنَى
صَمْتِي بِلاَ مَعْنَى
لَكِنَّنِي مَازِلْتُ مُنْتَظِراً
يَوْمـاً يَكُونُ بِهِ
بَعْدَ انْكِسَارَاتِي
وَتَحَطُّمِي ..
مَعْنَى

بنغازي 21/11/2000م
نشرت مرتين بجريدة الزمان/ لندن

عَبَاءَةُ الجَمْر
عِشْرُونَ عَامـاً مَلَفِّي حَامِلاً عَبَثـاً
أَسْعَـى بِلاَ أَمَـلٍ مِنْ أَجْـلِ تَعْيِينِي
لاَ زَادَ يَسْنُـدُنِـي مِمَّـا أُكَـابِـدُهُ
أَطْوِي المَدَى ظَمِئـاً وَالبِيدُ تُقْصِينِي
مُمَزَّقَ الجِسْمِ مَنْهُوكَ الخُطَى وَجِـلاً
لاَ إِنْسَ يَسْمَعُنِـي أَوْ ظِـلَّ يَأْوِينِي
حَتَّى بَلَغْـتُ زَعِيـمَ الجَـانِ مُعْتَقِداً
أنِّي سَأَبْلُـغُ شَيْطَانـاً مِـنَ الطِّينِ
وَكَانَ كَالمَوْتِ فِي الجَدْبَاءِ مُلْتَحِفـاً
عَبَاءَةَ الجَمْرِ مَدْسُوسـاً عَلَى الدِّينِ
فَأَوْصَدُوا بَابَـهُ دُونِي وَمَا عَلِمُـوا
أَنِّي عَلَى اللهِ رِزْقِـي وَهْـوَ يَكْفِينِي
قَدْ هَدَّنِي الجُـوعُ وَالإِنْهَـاكُ لاَئِمَتِي
وَاسْتَلَّنِي السُّهْـدُ حَتَّى كَـادَ يُرْدِينِي
لاَ دَخْـلَ يَعْرِفُ لِي بَابـاً فَيَطْـرُقَهُ
وَلاَ حَلِيـفَ مِـدَادٍ سَـائِدَ الجِـينِ
جَأَرْتُ خَوْفاً لَدَى الإِزْهَاقِ مُرْتَجِفـاً
وَمَنْ سِـوَى اللهِ إِنْ نَادَيْتُ يُنْجِينِي
سِيَّـانِ عِنْدِي حَيَـاةٌ دُونَمَا عَمَـلٍ
وَالمَـوْتُ فَتْكـاً بِبُـطْءٍ دُونَمَا لِينِ
ضَرْبٌ مِنَ العَظْمِ قَدْ أَوْهَمْتُ أَعْيُنَهُمْ
لَمَّا اقْتَفَـوْا مَأْتَمِـي شُعْثـاً لِتَأْبِينِي
قَدْ عِشْـتُ بَيْنَهُمُ لاَ ثَـوْبَ يَسْتُرُنِي
وَبَعْدَ مَوْتِي أَتَـوْا رَكْضـاً لِتَكْفِينِي
رَبَّـاهُ أَدْعُـوكَ أَنْ تَجْتَثَّهُـمْ إِرَبـاً
مَنْ بِالأَسَى سَحَلُوا رُوحِي وَتُحْيِينِي

بنغازي 19/12/2004م
نشرت بجريدة الشعب الجزائرية

الفَلُّوجَة
(مهداة إلى الإعلامي عز الدين عبد الكريم)
أَسِيرُ عَلَى جُثَثِ النَّازِحِينَ
أَمَامَي الشَّتَاتُ
وَتَعْدُو وَرَائِي المِحَنْ
لأَدْفِنَ أَشْلاَءَ ..
أَبْنَائِيَ المُجْهَضِينْ
وَمَا أَذِنَ العَسْفُ ..
لِي بِالعُبُورِ إِلَى الهَاوِيَهْ
تَلاَشَتْ بَقَايَا الصُّوَرْ
جَرِيحاً وَأَعْزَلَ
فِي بَيْتِ رَبِّي
تَرَاتِيلُ حُزْنِي ..
تَجُوبُ السَّدِيمْ
أَمَا مِنْ مُغِيثٍ
سِوَى ذَلِكَ المُسْتَلِبْ
سَمِعْتُمْ صَدَى صَيْحَتِي
فَهَلْ مِنْ مُجِيبْ
عَلاَمَ أَرَاكُمْ ..
تَهِيمُونَ فِي الصَّمْتِ
وَلاَ تُسْعِفُونَ جَرِيحاً
يُنَازِعُ بَيْنَ الجَثَامِينَ
حَيْثُ الرَّصَاصُ الوَرِيفْ
يُخَلِّصُنَا مِنْ بَقَايَا الرَّمَقْ
بُعَيْدَ التَّحَرُّرِ مِنْ كُلِّ شَيْءْ
مِنَ المَالِ وَالعِرْضِ
وَالكِبْرِيَاءْ
رَأَيْتُمْ بِلاَدِي
وَقَدْ سَلَبَ المُتْخَمُونَ ..
مِدَادِي
وَلَمْ يَتْرُكُوا لِيَ حَتَّى الدُّمُوعْ
عَلاَمَ البُكَاءُ مَثِيلَ الثَّكَالَى
تَسَاءَلَ نِمْرُودُهُمْ
وَأَنَّكَ لاَ تَرْسُمُ الحُبَّ ..
إِلاَّ بِرِيشَةِ خَوْفِكْ
وَمِمَّا يَرَاعُكَ مُحْدَوْدِباً
وَهَلْ أَثْقَلَ القَيْدُ وَالصَّاعِقَاتْ
قُوَى سَاعِدَيْكَ لَدَى الفَتْكِ
أَمْ لَمْ يَزَلْ
عَلِمْنَا بِأَنَّكَ ..
لاَ تَرْتَجِي لِلْعُتَاةِ
بُعَيْدَ التَّجَرُّدِ
غَيْرَ الهَلاَكْ
فَبُؤْ فِي النَّزِيفِ بِِإِثْمِكْ
فَخَلْفَ العُتَاةِ طَوَاغِيتُ ..
لَمْ يُولَدُوا بَعْدْ
سَيَلْتَهِمُونَ رُفَاتَ بَنِيكَ
وَأَحْفَادِ أَحْفَادِهِمْ بَعْدَهُمْ
فَبِالأَمْسِ نَعْلَمُ أَنَّكَ
مُذْ شَاهَدَتْ مُقْلَتَاكَ ..
جَرِيحاً تُؤَرِّقُهُ الرُّوحُ
فَمَا مَاتَ فِيهِ سِوَى وَاحِدٍ
وَمَا حَرَّكَتْ أُمَّةُ الذُّلِّ
حَتَّى بَقَايَا الحَنَاجِرْ
وَلاَ أَوْلَمَتْ دُمْيَةً لِلَّهَبْ
فَأَحْسَسْتَ إِذْ ذَاكَ
أَنَّ الَّذِي مَاتَ ..
يَا صَاحِبِي
هُوَ العُنْفُوَانْ
وَمَالَتْ بِكَ الأَرْضُ
وَاسْتَوْقَفَتْكَ المَنَايَا
تَسَاءَلْتَ فِي النَّازِحِينَ
لِمَاذَا أَبَاحُوا دَمِي
وَكَمْ عَدَدُ المُثْخَنِينَ
الأُلَى أَجْهَزَتْ ..
لأَجْلِ التَّحَرُّرِ
فُوهَاتُ ذَاكَ الزِّنَادِ
عَلَيْهِمْ
وَحَتَّى مَتَى نَرْتَجِي ..
فَتْوَةً مِنْ مُهَادِنْ
يَرَى ذَبْحَنَا ..
فِي النَّهَارِ حَلاَلا
وَأَمَّا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ
تَلَكَّأَ مُسْتَوْقِداً نَارَهُ
وَقَدْ أَمَّهُ الخَانِعُونَ
وَمَا ظَنَّ يَوْماً بِأَنَّ
الضِّيَاءْ
سَيَجْلُبُهُ الصُّبْحُ
لِلرَّافِدَيْنْ
فَلاَ اللَيْلُ بَاقٍ
وَلاَ ذَا العَنَاءْ
لِيَنْزَاحَ عَنَّا
عَذَابُ السِّنِينْ

بنغازي 17/11/2004م
نشرت بجريدة الشعب الجزائرية

خَيْلُ الزَّيْف
بَاقٍ عَلَى مَضَضٍ
أُحْصِي جِرَاحَاتِي ..
الَّتِي لَمْ تَنْدَمِلْ بَعْدُ
وَأَطْوِي شَجَنِي
بِدَاخِلِي خَبَّأْتُ حُزْنِي
وَتَظَاهَرْتُ ..
بِأَنِّي لاَ أُعِيرُ
كُلَّ هَذِي الحَسَرَاتْ
سَادَتِي أَيَّ اهْتِمَامٍ
مِثْلَ غَيْرِي
غَيْرَ أَنِّي ..
تَتَلَظَّى دَاخِلِي
أَحْزَانُ أُمَّهْ
.. أُمَّةٌ وَحْدِي وَلَكِنْ
لَيْسَ دِينـاً هَذِهِ المَرَّةَ
أَوَّاهٌ مُنِيبٌ
مِثْلُ إِبْرَاهِيمْ
إِنَّهُ حُزْنِي القَدِيمْ
رَانَ فَوْقَ القَلْبِ
مُذْ صَارَ ..
لِخَيْلِ الزَّيْفِ مِضْمَارا
فَلاَ الشَّوْقُ ..
لِمَنْ يَهْوَى يُعَانِيهِ
كَمَا قَدْ خَالَهُ
بَعْضٌ مِنَ الدَّهْمَاءْ
.. وَلَكِنَّ الَّذِي فِيهِ
مِنَ التَّنْغِيصِ يَكْفِيهِ
فَوَا أَسَفَا !!!
عَلَى عُمْرِي الَّذِي ضَيَّعْتُهُ
أَوْ رُبَّمَا قَدْ ضَاعَ ..
مِنِّي عَنْوَةً
وَالنَّزْفُ ..
يَخْتَرِقُ الجَوَارِحَ
صَاهِلاً
وَيَشُقُّ أَوْرِدَتِي
.. وَيَجُولُ مُخْتَالاً
بِأَرْوِقَتِي
يَا لَلسَّمَاءْ !!!
هَاتِي كُؤُوسَ الصَّبْرِ
وَاسْقِينِي
يَكَادُ اليَوْمَ ..
يَقْتُلُنِي الأُوَامْ
وَارْفَعِي ..
عَنِّي شِوَاظَكِ
وَانْصُرِينِي
إِنَّ مَا فِي دَاخِلِي
مِنْ حُرْقَةٍ
بَعْدَ انْهِزَامَاتِي
فِي أَوَّلِ المِشْوَارْ
تَاللهِ يَكْفِينِي

بنغازي 3/1/2001م

نَشِيجُ الخِضَمّ
أَرَى كُلَّ خِـلاَّنِي وَقَدْ زَالَ خَوْفُهُمْ
يَغُطُّونَ فِي النَّـوْمِ العَمِيقِ سِوَايَا
أَهِيمُ فأُحْصِي أَنْجُـمَ الظُّهْرِ مُبْحِراً
وَقَدْ تَاهَ فِي الأُفْقِ الرَّحِـيبِ صَدَايَا
لَكَمْ أَرَّقَتْ دَمْعِي الجُفُـونُ وَمَزَّقَتْ
أَسَارِيـرَ قَلْبِـي بِالنَّشِـيجِ شَظَايَا
لَقَدْ أَثْخَنُونِي بِالجِـرَاحِ وَأَسْرَفُوا
وَلَمْ يَتْرُكُوا الآسِـي يُزِيـحُ أَسَايَا
أَنَا لَسْـتُ أَفَّاقـاً أُذَلِّلُ عُسْرَهُـمْ
وِإنْ أَثْقَـلَ الغِـلُّ القَـدِيمُ خُطَايَا
أَضَعْتُ المَرَاسِي بِالخِضَمِّ وَلَمْ أَجِدْ
لَهُنَّ عَلَى سَطْـحِ الخِضَـمِّ بَقَايَا
سَأَدْنُو لِنَزْعِ المَوْتِ مِنْ فِيهِ عَنْوَةً
وَتَذْلِيـلِ مَا تَصْبُـو إِلَيْـهِ رُؤَايَا
بِنَكْئِي لِقَرْحٍ أَذْهَلَ النَّـزْفَ جَاثِماً
عَلَى الجُـرْحِ ظَنَّتْهُ السِّهَامُ مَدَايَا
وَإِقْصَاءِ ضَيْمٍ أَجْهَدَ النَّفْسَ حَانِقاً
لأُخْمِـدَ فِي قَـاعِ الجَحِـيمِ لَظَايَا

بنغازي 3/3/2003م

ثَلْجُ الجَحِيم
عَقْدَانِ مِنْ زَمَنِي أُقَاسِـي دُونَمَا
أَمَـلٍ يُوَاسِينِي وَنَحْسِـي لاَ يَلِينْ
أَسْعَى لِنَيْلِ وَسِيلَـةٍ أَحْيَـا بِهَـا
وَأُزِيحُ جُوعـاً كَافِـراً يَا مُؤْمِنِينْ
العَقْـلُ فِي كَفَّيَّ أَضْحَى وَاجِمـاً
وَالعَهْدُ قَدْ أَعْيَـاهُ خَـذْلُ النَّاكِثِينْ
يَتَضَاحَكُونَ إِذَا الْتَقَـوْا بِنَـوَائِبِي
وَأَنَا بِهَمِّي نَازِفـاً أُحْصِي السِّنِينْ
كَمْ مِنْ سَبِيـلٍ قَدْ سَلَكْتُ فِجَاجَـهُ
وَرَجَعْتُ مَخْـذُولاً بِتَسْوِيفٍ مَتِينْ
ظَمْـآنَ أَعْـدُو دُونَ زَادٍ هَائِمـاً
وَالفَتْـكُ يَرْنُو بِاشْتِهَاءٍ مُنْذُ حِينْ
يَرْجُو اجْتِثَاثِي دُونَمَا نَزْعٍ سُـدَىً
وَالرُّوحُ مِثْلِي بِالمَـآسِي تَسْتَهِينْ
كَمْ جَرَّدُوا خَلْفِي عُيُونـاً تَقْتَفِـي
آثَـارَ أَقْـلاَمِي وَعَـادُوا خَائِبِينْ
وَتَشَبَّثُوا مِثْلَ الذُّبَـابِ بِأَحْرُفِـي
يَتَسَمَّعُونَ نَشِيجَ لَحْظِـي وَالأَنِينْ
كَالسُّهْدِ بِالأَجْفَـانِ عَاثُوا وَالأَسَى
قَدْ هَدَّنِي هَـدّاً وَأَشْقَـانِي الطَّنِينْ
هُمْ لَمْ يَشُـوا إِلاَّ بِبَحْـرٍ سَاقَـهُ
المِجْدَافُ قَهْراً نَحْوَ مِينَاءٍ ضَنِينْ
لاَ ظِـلَّ يُرْجَى لاِمْتِـدَادِي عِنْـدَهُ
أَوْ نَارَ بِالخُلْجَانِ تُقْرِي المُسْنِتِينْ
أَطْوِي رُفَاتِي فَوْقَ نَعْشِي سَالِكـاً
دَرْبـاً مَلِيئـاً بِالأَذَى لاَ أَسْتَكِيـنْ
حَتَّى أُزِيلَ الحُـزْنَ عَنِّي رَاجِيـاً
إِيمَاضَ قَلْبِي فِي دَيَاجِي المُعْدِمِينْ
أَوْ أَلْتَقِي وَهْـمَ اقْتِنَـائِي صَادِراً
مِنْ نَزْفِ آلاَمِي وَأُسْقِي الحَالِمِينْ

بنغازي 27/3/20005م
نشرت بجريدة عرب تايمز الأمريكية

الابْتِسَامَة
دَعِينِي أَرَاكِ
فَقَطْ لاَ أُرِيدُ
سِوَى لَحْظَةٍ
أُمَتِّعُ فِيهَا
فَؤَادِي المُحِبَّ
بِطِيبِ شَذَاكِ
فَمَنْ ذَا يَلُومُ
وَقَدْ مَزَّقَتْ ..
جِسْمِيَ النَّكَبَاتْ
فَصِرْتُ وَقَلْبِي
يَجُوبُ الحَقِيقَهْ
وَيَبْحَثُ عَنْكِ
وَقَدْ حَالَ مَا بَيْنَنَا ..
أَلْفُ سُورٍ
وَبَابٌ كَبِيرٌ
وَقُفْلٌ مُطِيعٌ
لِمَنْ لَنْ أُطِيقَهْ
كَمَنْ بَعْدَ عَسْفِ اللَيَالِي ..
تَبَارَوْا لِيُوهُوا بَرِيقَهْ
هُوَ الحُبُّ
يَا بَسْمَةً فِي حَيَاتِي
فَهَاتِي يَدَيْكِ
وَلاَ تَتْرُكِينِي
أُعَانِي دَقِيقَهْ
جَنَيْتِ وَقَدْ كَانَ
خِطْئـاً جَسِيمـا
لِمَاذَا ابْتَسَمْتِ
وَصَرْحَ الهَوَى
فِي فُؤَادِي أَقَمْتِ
وَكَيْفَ أُشَبِّهُكِ بِالزُّهُورْ
وِتِلْكَ تُسَالِمْ
وَعَيْنَاكِ رَغْمَ الجُمُوحِ
تَصِيدُ القُلُوبَ
كَفِعْلِ التَّمَائِمْ
وَتَقْذِفُ ..
بَيْنَ الحَنَايَا لَهِيبـاً
يُذِيبُ الحَدِيدَ
وَيَمْحُو المَعَالِمْ
أُحِبُّكِ إِنِّي أُقِرُّ بِهَذَا
فَمَنْ ذَا يَلُومْ
كَأَنِّي وَقَدْ كُنْتِ ..
جَنْبِي وَحِيدا
أُوَجِّهُ خَطْوِي
إِلَيْكِ وَئِيدا
فَتَقْبِضُ كَفِّي
عَلَى شَوْكِكِ
وَيَرْحَلُ عَنِّي
شَذَاكِ بَعِيدا
فَأَلْعَنُ حَظِّي التَّعِيسَ
وَأَمْضِي ..
أُمْزِّقُ نَفْسِي
وَقَدْ حِرْتُ ..
مِنْ بَعْدِمَا غُصْتُ ..
فِي بَحْرِ عَيْنَيْكِ
كَيْفَ سَأَرْسُو
إِلَيْكِ سَأَهْمِسُ بِالوَجْدِ
لَسْتُ أُبَالِي
سُيُوفَ العَشِيرَهْ
سَأَسْبَحُ ..
فِي مُقْلَتَيْكِ عَقِيرا
وَأَغْسِلُ ..
مِنْ نَبْعِهِنَّ ذُنُوبِي
وَإِنْ عُدْتُ ..
فَلْيَعْلَمِ العَاذِلُونَ
بِأَنِّي مُعَنَّىً ..
بِتِلْكَ الصَّغِيرَهْ
فَهَلْ سَيُلاَمُ مُحِبٌّ
مَضَى ..
عُمْرُهُ السُّنْدُسِيُّ
عَلَى بَابِ دَارٍ
حَوَى خَيْرَ ظَبْيٍ
وَأَنْقَى سَرِيرَهْ ؟؟؟
وَهَلْ سَوْفَ يَرْجُمُنِي ..
العَازِفُونَ
عَنِ الحُبِّ ظَنّـاً
بِأَنِّي أَتَيْتُ ..
لَدَيْهُمْ كَبِيرَهْ ؟
وَهَلْ سَوْفَ تُصْغِي
لِهَمْسِي العَصَافِيرُ
بِأَوْكَارِهَا فِي الظَّهِيرَهْ ؟
إِلَيْكِ بُعَيْدَ السُّهَادْ
وَأَنْتِ تَنَامِينَ ..
نَوْمـاً قَرِيرا
تُوَسْوِسُ فِي أُذُنَيْكِ
بِأَنِّي سَأَبْقَى ..
وَرَغْمَ السُّدُودِ
أَسِيراً لَدَيْكِ
وَيَكْفِي بِأَنِّي
نَظَرْتُ مَلِيّـاً
وَرَغْمَ المَهَالِكِ
يَوْمـاً إِلَيْكِ
فَمَنْ عَلَّمَ الحُورَ ..
رَمْيَ السِّهَامِ
سِوَى مُقْلَتَيْكِ
فَآهٍ فَقَدْ حَانَ
وَقْتُ الفِرَاقْ
بِدُونِ وَدَاعٍ
وَدُونِ عِنَاقْ
وَأَعْلَمُ أَنِّي
سَأَحْمِلُ ..
بَعْدَ رَحِيلِكِ عَنِّي
مِنَ الحُزْنِ مَا لاَ يُطَاقْ
مِنَ الحُزْنِ مَا لاَ يُطَاقْ

بنغازي 20/10/1999م

اكْتِظَاظُ الحَيِّز
وآخِرُهُنَّ قَدْ كَانَتْ
كَطُوفَانٍ بِلاَ مَاءٍ
يَنُوبُ الرُّعْبُ
عَنْ أَلْفَاظِهَا
وَالرَّسْفُ بِالأَصْفَادْ
مُخَادِعَةٌ لَعُوبٌ مُومِسٌ
أَلْقَتْ بِوَابِلِهَا ..
عَلَى حَتْفِي فَأَرْدَتْهُ
وَأَرْدَتْ كُلَّ آمَالِي
وَمَالَتْ تَزْرَعُ الأَشْوَاكَ
فِي حِلِّي وَتِرْحَالِي
ظَنَنْتُ بِأَنَّهَا بَشَرٌ
كَكُلِّ النَّاسْ
لَكِنْ خَابَ إِحْسَاسِي
فَمَا كَانَتْ سِوَى سَيْلٍ
مِنَ الزَّفَرَاتْ
فِي زَمَنٍ تَوَسَّدَتِ المَآسِي
هَمَّنَا المُلْقَى عَلَى الأَكْتَافْ
وَاسْتَوْلَتْ عَلَى الأَقْوَاتْ
بَنَانٌ يَحْسِبُ الحُذَّاقُ
أَنَّ الأَمْنَ مَرْتَعُهُ
وَحَتَّى الشَّرُّ قَدْ سُكِبَتْ
لَدَى لُقْيَاهُ أَدْمُعُهُ
هُنَالِكَ كَادَنَا الحُسَّادُ
وَاقْتَطَفَتْ أَيَادِيهُمْ ثِمَاراً
رُبَّمَا كَانَتْ ..
أَشَدَّ مَضَاضَةً ..
وَأَمَرَّ فِي الجَوْفِ
مِنَ الحَنْظَلْ
كَقَلْبٍ قُدَّ مِنْ فُولاَذْ
خَانَتْنِي وَوَلَّتْ غَيْرَ آبِهَةٍ
وَمَا افْتَقَدَتْ سِوَى
رَقْمٍ مِنَ الأَرْقَامْ
لاَ يُجْدِي تَتَبُّعُهُ
وَأَلْقَتْ بِي كَمَأْفُونٍ أُلاَحِقُهُ
كَأَنَّ غِمَارَ هَذَا البَحْرِ
مِنْ جَفْنِي مَسَارِبُهُ
تَمَازَجْنَا كَكُلِّ النَّاسِ
فِي الأَوْهَامْ
وَاسْتَاءَ الأَسَى لَمَّا
رَآنَا نَنْسُجُ الأَحْلاَمْ
لَقَدْ خُيِّلْتُ مَخْلَبَهَا
بَنَانـاً يَزْجُرُ الآلاَمْ
كَمَا قَدْ خَالَهُ
غَيْرِي مِنَ الحُذَّاقْ
فِي أُفْقٍ يُضَعْضِعُهُ
أَنِينُ الحَيِّزِ المُكْتَظِّ بِالإِخْفَاقْ
وَخِلْتُ السَّاعَةَ الإِزْهَاقْ
أَنْفَاسِي تَلاَشَتْ
غَيْرَ أَنَّ نَجَاتَنَا فِيهَا
وَمَا هَذَا البَقَاءُ الأَجْوَفُ
.. وَغِنَاءُ حَادِيهَا
عَلَى قَارِعَةِ الإِبْقَاءْ
إِلاَّ نَغْمَةٌ أَشْجَى مَآقِيهَا
صَدَى الإِغْضَاءْ
فِي بَحْرٍ تُسَجِّرُهُ
أَنَامِلُهَا الَّتِي تَبْدُو ..
كَمَا الأَظْلاَفْ
فِي زَمَنِ الخُشُونَةِ
بَعْدَمَا اجْتَاحَ اللِيُونَةَ
صَوْتُكِ المَشْبُوبُ بِالإِجْحَافْ
.. وَحَتَّى الهَاتِفُ المَحْمُولُ
مِنْ يَدِكِ تَدَاعَى
بَعْدَمَا ارْتَاعَتْ ..
لَدَى الأُكْذُوبَةِ الكُبْرَى
فَرَائِصُهُ
وَلَيْتَ البَيْنَ ..
كَانَ الحَاجِزَ الأَوَّلْ
فَلاَ رَحَلَتْ رَسَائِلُنَا
لِبَحْرٍ مَا لَهُ سَاحِلْ
وَلاَ ضَمَّتْ ..
مَوَاخِيرُ المَلاَمَةِ
مِثْلَكِ أَشْلاَء
مُبَعْثَرَةَ النَّوَاهِدِ
لاَ وَمِيضُ النُّورِ
فِي العَيْنَيْنِ يُنْبِئُ بِالوَفَاءْ
وَنَخَّاسُ الرَّذِيلَةِ مَلَّهُ الإِعِيَاءْ
فَاسْتَدْعَى عَصَا الإِقْصَاءِ
وَاسْتَاقَ الإِمَاءْ
.. مِنْ دُونِ أَنْ يَصْحَبَكِ
أَيَّتُهُا اللاَهِثَةُ
خَلْفَ المَدَى المُفْضِي
إِلَى المَجْهُولِ
فِي غَيْرِ اتِّجَاهْ

بنغازي 27/2/2002م

فَجْرُ المَشَارِط
جُرِّدْتُ مِنْ أَوْسِمَتِي
وَدَاسَتْنِي بِلاَ رِفْقٍ
بِمَنْسَمِهَا الحَيَاةْ
أَحْمِلُ الهَزَائِمَ الثَّقِيلَةَ
بِلاَ مُعِينٍ .. وَحِيداً
عَلَى كَاهِلِي المُتْعَبِ
أَحْلُمُ بِشَيْءٍ يُسَمَّى الأَمَانْ
أَنَاشِيدِي الحَزِينَةُ
تَبْحَثُ فِي الأُفْقِ
عَنْ أُذُنٍ تَعُبُّهَا
لاَ شَيْءَ غَيْرَ الأَمَانِي
بِظِلِّ جِدَارٍ
يَقِي القَيْظَ مِنِّي
بِقَلِيلٍ مِنَ المَاءِ الآسِنْ
وَبَعْضَ الطَّعَامِ المُسَنَّهْ
بِهَيْكَلٍ تُبَثُّ فِيهِ الحَيَاةْ
بِعُزَيْرٍ آخَرْ
يُؤْمِنُ أَنَّ قَرْيَتَهُ
الَّتِي دَبَّ فِيهَا المَوَاتْ
سَتَحْيَا مِنْ جَدِيدْ
يَحْلُمُ بِأُمَّةٍ
تُمَزِّقُ عَنْهَا أَغْلاَلَهَا
يَحْلُمُ بِانْبِلاَجِ فَجْرِ المَشَارِطْ
وَهْيَ تَسْتَأْصِلُ بِلاَ هَوَادَةٍ
تَغَلْغُلَ (الغَنْغَرِينَا)
عَنْ بَقَايَا أَوْصَالِهَا
بَعْدَ اقْتِفَاءٍ وَجَسٍّ أَلِيمْ
لِيَسْتَشْرِيَ الانْتِعَاشْ
بَيْنَ ثَنَايَا جَسَدِهَا الَّذِي
تَتَشَبَّثُ ..
بَرَاثِنُ الرُّوحِ بِأَسْمَالِهِ
كَذَرِيعَةٍ لِلبَقَاءْ
رَغْمَ التَّرَهُّلِ وَالاهْتِرَاءْ
حَائِلَةً دُونَ اتِّخَاذِ ..
شَاهِدِ القَبْرِ
مِنْ بَقَايَا رُفَاتِهَا رَكِيزَةً
يَحْلُمُ بِانْقِشَاعِ
ضَيْمِ الأَزَلْ
بِالشَّمُوسِ الآفِلَهْ
بِالضِّيَاءِ وَالأَمَلْ
ثَمَّةَ هُوَّةٌ سَحِيقَةٌ
إِنَّهَا تُحِيطُ بِكُلِّ شَيْءْ
بِالفَجْرِ الَّذِي طَالَ انْتِظَارُهْ
بِالصَّهِيلِ الَّذِي أُزِيحَ
عَنْوَةً عَنْ مَسَارِهْ
يَحْلُمُ بِحَبَّةِ قَمْحٍ
آهٍ لَوْ لَمْ تُبْصِرْ
أَطْرَافَهَا المَنَاقِيرْ
تَنْبُتُ فِي الأَرْضِ الَّتِي
بَلَغَتْ سِنَّ اليَأْسْ
فِي غَفْلَةٍ عَنِ الأَحْذِيهْ
فَتَجْعَلُنَا نُؤْمِنُ أَنَّ هُنَالِكَ
فِي مَعَاجِمِنَا المُتْخَمَهْ
شَيْئـاً يَحْتَكِرُهُ المُتْرَفُونْ
لَمْ يَلْتَقِ بِسَحْنَتِهِ المَسْلُوبُونْ
بَعْدَ جُهْدٍ جَهِيدْ
وَحَتَّى هَذَا المَسَاءْ
وَقَبْلَ اكْتِهَالِ المَنَاجِلْ
يَرُوقُ لَدَى المُسْنَتِينْ
بُعَيْدَ التَّشَبُّثِ بِالاصْطِبَارْ
شَيْئـاً يُسَمَّى النُّضَارْ
شَيْئـاً يُسَمَّى النُّضَارْ
بنغازي 5/1/2001م
نشرت بجريدة السفير العربي/ مصر







 
رد مع اقتباس
قديم 28-01-2006, 01:26 AM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
صلاح الدين الغزال
أقلامي
 
إحصائية العضو






صلاح الدين الغزال غير متصل


افتراضي

فِرَاخُ النُّسُور
(مهداة إلى أطفال الإيدز في بنغازي)
أُرِيدُ رِثَـاءً لِطِفْلِـي الصَّغِـيرِ
يُخَفِّفُ عَنِّي هُمُومِـي الضِّخَامْ
وَيَمْسَحُ بِالشِّعْـرِ عَنِّي الأَسَـى
وَيَقْشَـعُ عَنْ مُقْلَتَـيَّ الظَّـلاَمْ
فَقَدْ مَاتَ مِنْ وَخْزَةٍ فِي الوَرِيدِ
تَفُلُّ الحَدِيـدَ كَفِعْـلِ الحُسَـامْ
وَلَيْـسَ هُنَـالِكَ ذَنْـبٌ جَنَـاهُ
وَمَا جَاوَزَتْ سِنُّهُ غَـيْرَ عَـامْ
أَتَانِـي عَلَـى كِبَــرٍ بَعْدَمَـا
مَضَى العُمْرُ بالقَبْوِ تَحْتَ الرُّكَامْ
وَكَـانَ كَمِسْبَحَـةٍ فِـي يَـدِي
طَوَاهُ الرَّدَى دُونَ سِـنِّ الفِطَامْ
وَوَلَّى إِلَـى حَيْـثُ لاَ رَجْعَـةٍ
وَفِي ظُلْمَةِ اللَحْـدِ دُونِي يَنَـامْ
فَصَارَ بِمَوْتِكَ بَيْتِـي الرَّحِـيبُ
خَـوَاءً بِرَغْمِ ازْدِحَـامِ الأَنَـامْ
أَعَـدْلاً تَمُـوتُ وَأَنْتَ الغَـرِيرُ
وَيَهْنَـأُ بِالمُوبِقَــاتِ العِظَـامْ
لَقَدْ مَزَّقَ الحُـزْنُ قَلْبِي الكَسِيرَ
وَأَثْقَلَنِـي بِالهُمُـومِ الجِسَـامْ
بِإِحْـدَى لَيَالِي الشِّتَـاءِ الرَّتِيبِ
أُصِيبَ بِرَشْـحٍ شَبِيهِ الزُّكَـامْ
نَقَلْنَــاهُ لَكِـنْ إِلَـى حَتْفِـهِ
فَقَدْ دُسَّ فِي الشَّهْـدِ سُمٌّ زُؤَامْ
تَسَـاءَلْتُ وَهْـوَ أَمَامِـي أَرَاهُ
يُكَابِدُ أَقْسَى صُنُـوفَ السَّقَـامْ
لِمَاذَا تَمُـوتُ فِـرَاخُ النُّسُـورِ
وَخَسْفُ الرَّوَابِي عَلَيْهَـا تُسَامْ
أيُؤْذَى صَغِـيرِي وَلَمْ يَقْتَـرِفْ
مِنَ الإِثْـمِ شَيْئـاً وَرَبِّي حَرَامْ
دَعُـونِي فَفَـي دَاخِلِـي حُرْقَةٌ
فَهَلْ حِـينَ أَذْرِفُ دَمْعِـي أُلاَمْ
عَلَى خَـيْرِ طِفْـلٍ حُبِـيتُ بِهِ
وَمَا كُنْـتُ أَرْجُـو لَهُ أَنْ يُضَامْ

بنغازي 4/11/1999م

بَيْتُ الصِّبَا
كَهْـلاً وَقَفْتُ بِظِـلِّ بَيْـتٍ ضَمَّنِي
طِفْـلاً صَغِيـراً وَاحْتَوَانِي حَابِيا
فَسَأَلْتُـهُ مَـاذَا أَلَـمَّ بِنَــا مَعـاً
لأَرَاكَ مِـنْ بَعْـدِ اتِّقَــادٍ وَاهِيا
فَأَجَابَنِي جَـوْرُ الزَّمَـانِ وَأَهْلِـهِ
وَاجْتَـرَّ عَبْـرَتَهُ وَأَجْهَـشَ بَاكِيا
فَمَسَحْتُ مِنْ أَسَـفٍ أُوَاسِـي خَدَّهُ
وَأُزِيـحُ أنَّتَــهُ فَأَوْمَـأَ شَـاكِيا
مِنْ هَـوْلِ مَا عَانَـاهُ مُنْـذُ تَرَكْتُهُ
بِالرَّغْـمِ مِنِّـي وَاهِنـاً مُتَـدَاعِيا
وَرَجَعْتُ وَالحُـزْنُ العَمِيـقُ يَلُفُّنِي
وَالدَّمْـعُ فِي عَيْنَيَّ أَضْحَـى بَادِيا
أَطْوِي دُرُوبَ الشَّوْكِ يَلْفَحُنِي الأَسَى
وَيَفُتُّ فِي عَضُـدِي وَحِيـداً حَافِيا
مُتَأَمِّـلاً تِلْكَ الرُّسُـومَ وَقَـدْ رَثَتْ
حُزْنـاً عَلَى طَيْفِي كَسِيراً جَـاثِيا

بنغازي 9/3/2000م
نشرت بصحيفة الحقائق/ لندن

سَنَا الأَيَّـام
ثَلاَثَتُهُنَّ كَابُوسٌ
جَثَا ظُلْماً عَلَى صَدْرِي
فَأُولاَهُنَّ كَانَتْ
حُبِّيَ الأَوَّلْ
ظَنَنْتُ بِأَنَّهَا مِثْلِي
تُكِنُّ لِيَ المَحَبَّةَ وَالوَفَاءْ
كَمَا الأَيَّامُ خَانَتْنِي
فَخَابَتْ كُلُّ آمَالِي
وَعُدْتُ مُثْخَنـاً بِالحُزْنْ
فَمَا قَدْ خُلْتُنِي مِمَّنْ
يَظُنُّ بِأَنَّ بَسْمَتَهَا
لَدَى اللُقْيَا مُزَيَّفَةٌ
وَأَنْ لاَ غُنْجَ
فِي تِلْكَ المَآقِي
كَانَ يَبْدُو وَالشِّفَاهْ
مَضَتْ عَشْرٌ ..
مِنَ السَّنَوَاتِ
لَمْ أَسْطِعْ تَنَاسِيهَا
تَلاَقَيْنَا مُصَادَفَةً
بِلاَ مَوْعِدْ
فَسَالَتْ دَمْعَةٌ حَرَّى
عَلَى خَـدٍّ أَسِيلٍ
آهِ مَا جَدْوَى تَبَاكِيهَا
كَرِهْتُ الحُورَ
لَوْلاَ تِلْكُمُ الشَّـقْرَاءْ
إِذْ لاَحَتْ مَآقِيهَا
فَأَنْسَتْنِي الَّتِي بِالأَمْسِ
بَعْدَ عُهُودِهَا غَدَرَتْ
وَزَالَ الحُزْنُ وَانْدَثَرَتْ
هُمُومٌ كُنْتُ أُخْفِيهَا
وَلَكِنْ سَطْوَةُ الأَيَّـامِ
لاَكَتْنِي بِفَكَّيْهَا
وَأَلْقَتْنِي ..
فَقِيراً مُعْدِمـاً
لاَ مَالَ يَسْنِدُنِي
وَقَادَتْهَا البَهَارِجُ
وَهْيَ تَسْتَجْلِي ..
بِأُخْتَيْهَا
إِلَى أَعْتَابِ صَرْحٍ
ظَنَّتَا يَحْوِي أَمَانِيهَا
مَضَتْ لَكِنَّنِي
مَا لُمْتُهَا يَوْماً
فَعُسْرِي كَانَ ..
كَالإِعْصَارِ
لَمْ يَتْرُكْ لَنَا
شَيْئـاً بِهِ نَغْتَرّ
لِذَا مَازِلْتُ مُلْتَمِساً
لَهَا مِنْ دُونِهِنَّ العُذْرْ
إِذِ اسْوَدَّتْ ..
مَعَ الآهَاتِ أَحْلاَمِي
وَلَكِنْ بَعْدَ طُولِ اليَأْسِ
زَالَتْ كُلُّ آلاَمِي
وَثَالِثَةُ الأَثَافِي
رَبَّةُ الخِدْرِ
مَنَعَّمَةٌ فَكَمْ رَفَلَتْ
بِثَوْبٍ مِنْ نَسِيجِ الخَزّ
وَلَمْ تَأْبَهْ لأَنَّاتِي
وَدَاسَتْ دُونَ إِشْفَاقٍ
عَلَى قَلْبٍ طَوَى
لَمَّا رَآهَا
كُلَّ هَذَا الوُدّ
وَخَاتِمَةُ المَآسِي
مِثْلُ نُورِ الفَجْرِ
لَمْ تَدْخُلْ ..
حِمَى المَحْظُورِ بَعْدْ
وَمَنْ يَدْرِي لَعَلِّي
ذَاتَ يَوْمٍ سَوْفَ أَلْقَاهَا
فَآهٍ يَا سَنَا الأَيَّـامْ
أَسِيلِي الرَّاحَ
فِي كَفَّيَّ ثَانِيةً
وَمِيدِي ..
مِثْلَ غُصْنِ البَانْ
فِي أَيْكٍ مِنَ الأَحْلاَمْ
وَاتَّئِدِي لِتَسْقِينِي ..
قَلِيلاً مِنْ تَسَالِيكِ
لأَنْسَى تِلْكُمُ الأَحْزَانْ
وَكُلَّ الحُبِّ أُهْدِيكِ
وَأَنْأَى أَنْفُضُ الأَدْرَانَ
عَنْ قَلْبِي
وَبَعْدَ الرَّوْحِ ..
بِالرَّيْحَانْ
عِنْدَ قُدُومِكِ نَحْوِي
أُلاَقِيكِ

بنغازي 0/0/1998م

الشَّهْد
ذَاتُ دَلٍّ وَذَكَــاءٍ ذَائِــعِ
قَدْ أَقَضَّتْ بِرَحِـيلٍ مَضْجَعِي
مُنْذُ أَنْ فَارَقْتُهَـا لَمَّـا أَزَلْ
مُخْفِيـاً مِمَّا أُلاَقِـي أَدْمُعِي
كَبَّلَتْنِـي وَمَضَتْ فِي غَيِّهَـا
دُونَمَا تَدْرِي بِمَا يَجْرِي مَعِي
كَمْ زَجَرْتُ القَلْبَ عَنْهَا فَأَبَى
وَمَضَى عَنِّي عَصِيّاً لاَ يَعِي
كَأْسُ جَمْرٍ قَدْ سَبَانِي وُدُّهَـا
فَلَظَاهَـا جَـاثِمٌ فِي أَضْلُعِي
كُلَّمَا النِّسْيَـانَ أَعْدَدْتُ لَهَـا
كِدْتُ أَنْ أَلْقَى أَسِيّاً مَصْرَعِي
خِلْتُ نَفْسِي لُوَّمـاً أَوْدَعْتُهُمْ
مُقْلَتِـي حَتَّى يَرَوْا مَا أَدَّعِي
هِيَ بِالأَزْرَقِ بَحْرٌ مِنْ شَـذاً
أَوْ كَنَجْمٍ فِي فَضَـاءٍ سَاطِعِ
وَهْيَ بِالأَحْمَـرِ شَهْـدٌ نَحْلُهُ
قَدْ رَعَى زَهْـراً بِوَادٍ مُرْبِعِ
بنغازي 24/5/1999م
نشرت بمجلة الصدى الإماراتية

سَفِيرُ الشَّجَن
(مهداة إلى أيمن الأعتر سوبر ستار العرب)
هَـذَا الَّذِي ثَمِـلَ الشَّـذَا بِأرِيجِهِ
وَارْتَجَّ مِنْهُ الكَوْنُ وَاخْتَلَّ السُّكُونْ
وَتَسَلَّقَ الجَوْزَاءَ نَجْمـاً سَاطِعـاً
وَأَعَادَ رُشْدَ الفَنِّ مِنْ بَعْدِ الجُنُونْ
وَاجْتَاحَ بِالطَّـرِبِ المَوَانِئَ بَعْدَمَا
نَعَبَتْ بِهَا الغِرْبَانُ زُوراً وَالمُجُونْ
وَبِشَدْوِهِ احْتَشَدَتْ لِنُصْرَتِهِ الدُّنَى
وَتَدَافَعَ الثَّقَـلاَنِ مِنْ بَيْنِ اللُحُونْ
كَالنَّيْزَكِ اخْتَرَقَ المَسَـامِعَ عَنْوَةً
وَاسْتَلَّنَا بِالوَهْجِ مِنْ جَوْفِ الأَتُونْ
وَاجْتَازَ فِي وَلَهٍ إِلى مُقَـلِ المُنَى
أَمَـداً بِلاَ كَبَـدٍ وَنَاجَتْـهُ الجُفُونْ
مِنْ بَعْدِمَـا أَوْدَى بِنَسْمَتِنَا الدُّجَى
دَهْراً وَلاَكَتْ دَمْعَ مُهْجَتِنَا السُّنُونْ
أَلْهَبْتَ خَيْـلَ السُّهْـدِ فَرْداً دُونَمَا
سَرْجٍ عَلَى وَتَرٍ وَدَاعَبْتَ الشُّجُونْ
أَطْرَبْتَنَـا يَا صَـاحِ حَتَّى أَجْمَعَتْ
آلاَمُنَـا التَّصْوِيتَ تَرْجُو أَنْ تَكُونْ
وَظَفِـرْتَ بِاللَقَبِ العَظِيـمِ وَزِدْتَهُ
أَلَقـاً عَلَى أَلَـقٍ وَأَبْهَجْتَ العُيُونْ
لِتَلُـوحَ نَجْمـاً فِي سَمَـاءٍ أَيْقَنَتْ
أَنْ لاَ فَتَـىً إِلاَّكَ يَحْلُـو لِلفُنُـونْ

بنغازي 18/8/2004م
نشرت بجريدة القدس العربي/ لندن

زَيْفُ الشَّذَا
أَدْنِي كُؤُوسَ الأَسَى وَانْعِي أَمَانِينَا
وَلاَ تُبَـالِي بِلَـوْمِ الصَّبْـرِ وَابْكِينَا
مَا كُنْتُ أَحْسِبُ أَنَّ البُعْـدَ يَا أَمَلِي
مِنْ بَعْدِ طُولِ انْتِظَـارٍ سَوْفَ يُدْنِينَا
طَوَيْتُ خَلْفِي عُقُوداً أَرْبَعـاً عَبَثـاً
لَمْ أُغْمِضِ الجَفْـنَ فِيهَا مُذْ تَنَائِينَا
الفَـرْقُ لَيْـسَ كَبِيـراً كَيْ تُمَزِّقَنَا
سِهَـامُ صَـدِّ أَبٍ قَـاسٍ يُعَـادِينَا
قَدْ كُنْتُ أَعْلَـمُ أَنَّ الدَّهْـرَ يَرْمُقُنَا
شَـزْراً كَعَـادَتِهِ مُـذْ دَاسَ وَادِينَا
وَيْحَ الصَّبَابَةِ لَيْتَ العُمْرَ مَا انْزَلَقَتْ
تَحْتَ المَهَالِكِ سَـاقٌ بِالهَـوَى فِينَا
أَنَا المُتَيَّـمُ فِي ضَنْـكٍ أَرَى عَوَزِي
أَشْجَى بِزَيْفِ الشَّـذَا عَمْـداً مَآقِينَا
وَاسْتَأْثَرَ اليَأْسُ بِالإِخْفَاقِ مُذْ رَحَلَتْ
عَنِّي مَعَ النَّـزِفِ أَنْفَـاسِي لِيُلْقِينَا
إِلَى سُفُوحِ النَّـوَى مِنْ فَوْقِ رَابِيَةٍ
كَانَتْ تَـذُودُ بِنَـا دَوْمـاً وَتَحْمِينَا
أَبْدَى أَسَاهُ الرَّدَى حُزْنـاً وَأَجْهَشَهُ
عِنْدَ الفِـرَاقِ بِـلاَ وَصْـلٍ تَجَافِينَا
وَأَوْهَنَ السُّهْـدُ أَلْحَاظَـاً بِلاَ أَلَـقٍ
وَأَبْعَدَ الجَهْدُ كَيْ نَشْقَـى أَرَاضِينَا
نِسْيَانَكُمْ كَمْ أَرَدْنَا مِثْـلَ مَنْ عَبَرُوا
مِنْ بَعْدِ يَأْسٍ فَلَمْ تُقْبَـلْ مَسَاعِينَا

بنغازي 20/8/2003م
نشرت بمجلة الصدى الإماراتية

بَابُ المَسَامِير
وَقَفْتُ عَلَى بَابِكُمْ
وَالمَسَامِيرُ دُقَّتْ ..
عَلَى النَّعْشِ
وَالمَوْتُ قَدْ حَدَّقَتْ
مُقْلَتَاهُ إِلَى مُهْجَتِي
وَكَانَ الأَرِيجُ ..
كَرِيهـاً إِلَى النَّفْسِ
مُنْذُ تَعَطَّرَ هَذَا القَمِيءْ
نَقَيْضُ اسْمِهِ اليُوسُفِيِّ
بِهِ فِي مَنَاحَاتِ
صُبْحِ المَدِينَهْ
وَمَا جِئْتُ أَطْلُبُ كَيْلاً
وَلَيْسَتْ لَدَى نَظْرَتِي رَغْبَةٌ
فِي اخْتِرَاقِ الجِدَارْ
وَخَلْفَ التِّلاَلِ
أَبُونَا الضَّرِيرْ
يُحَمْلِقُ فِي الأُفْقِ
عَلَّ البَشِيرْ
يُوَافِي إِلَى الجُرْحِ ..
بِالإِنْدِمَالْ
أَنَا صَاحِبُ الفِيلِ
جِئْتُ أَدُكُّ ..
مَوَازِينَ جَوْرِ الزَّمَانْ
عَلَى حَافَّةِ الإِعْتِلاَلْ
تُرَجُّ البَسَاتِينْ
فَيَخْتَلِطُ الفَأْسُ ..
بِالبَائِسِينْ
لِتَضْحَى قَصَائِدُنَا ..
المُثْقَلاَتْ
بِأَعْتَى الهُمُومْ
شَظَايَا يُمُزِّقُهَا المُرْجِفُونْ
لِجَعْلِ وَتِيرَةِ صَوْتِي الشَّجِيّ
تَنُزُّ بِإِلْيَاذَتِي فِي الخَفَاءْ
لِيُصْبِحَ شِعْرِي
أَمَامَ السِّيَاطِ هُرَاء
وَلاَ شَيْءَ غَيْرَ الصَّوَاعِقِ
تَقْفُو خُطَاهْ
فَنَنْسَاقُ كَالجَذْوَةِ الخَامِدَهْ
وَنَحْبُو سَرِيعـاً ..
إِلَى الاتِّقَادْ
لِنَجْتَازَ جِسْرَ الرَّمَادْ
وَنَجْتَاحَ بَابَ المَسَامِيرْ
نَدُكُّ الأُلَى خَلْفَهُ ..
يَهْرِفُونْ
لِتَغْوِيرِ جُبِّ الشُّجُونْ
وَتَبْكِيتِ غَيْضِ الغَمَائِمْ
نَحْنُ المُسَاقُونَ لِلحَافَّهْ
هُنَالِكَ حَيْثُ القِصَاصْ
طَوَى قَبْلَنَا الوَافِدِينَ ..
إِلَى الرَّكْبِ
مِنْ كُلِّ حَدْبٍ وَصَوْبْ
نُدِينُ انْصِيَاعَ الرَّسَنْ
وَلاَ نَرْتَضِي ..
أَنْ يَرَانَا الرَّصَاصْ
نَفِرُّ مِنَ المَوْتِ ..
نَحْوَ المِحَنْ
وَنَنْزَعُ مِنْ رَاحَتَيْهِ
وَإِنْ ضَاقَ ذَرْعـاً
سَبِيلاً يَغِيظُ العَنَاءْ
وَدَرْبـاً يُغِيثُ البَدَنْ

بنغازي 8/5/2002م
نشرت بصحيفة الحقائق/ لندن

لَحْظَتَا حُلْم
(مهداة إلى روح الشهيد الفنان ناجي العُلَيْ)
بَابٌ وَطَرْقٌ وَاقْتِحَامْ
لَيْلٌ وَطِفْلٌ سِيقَ
فِي أَوْجِ الظَّلاَمْ
وَبُكَاؤُهُ لَمْ يَسْمَعُوهْ
وَأَمَامَ عِلْجٍ ..
مِنْ رُمُوزِ الدَّوْلَةِ
مِنْ دُونِ جُرْمٍ أَوْقَفُوهْ
مَنْ أَنْتَ مَا اسْمُكَ مَنْ تَكُونْ ؟؟
وَمَاذَا تَحْمِلُ فِي يَدَيْكْ ؟؟
أَجَابَ وَالآلاَمُ تَكْسُو جِسْمَهُ
وَالغِـلُّ يُدْمِي سَاعِدَيْهْ
قَدْ كُنْتُ أُدْعَى ..
قَبْلَ إِرْسَالِي إِلَيْكُمْ حَنْظَلَهْ
وَلَسْتُ أَدْرِي هَلْ سَأَحْمِلُهُ
مَعِي بَعْدَ الخُرُوجْ
كُنْتُ صَغِيرَ السِّنِّ
إِبَّانَ اغْتِيَالٍ فِي المُرُوجْ
كَانَ أَبِي ذَاكَ القَتِيلْ
وَمَا بِكَفِّي رِيشَةٌ
أَهْدَاهَا لِي قَبْلَ الرَّحِيلْ
وَكُلُّ جُرْمِي سَيِّدِي
أَنِّي غَفَوْتُ لِلَحْظَتَيْنْ
فَانْتَابَنِي حُلُمٌ غَرِيبٌ
لَيْتَنِي مَا خُضْتُ فِيهْ
بَعْضُ السُّيُوفِ ..
هُنَاكَ فِي القَصْرِ المُنِيفْ
تَعَاوَرَتْ جَسَدَ الخَلِيفَةِ ..
فِي الخَفَاءْ
فَهَوَى عَلَى البُسُطِ المَوَشَّاةِ
تُضَرِّجُهُ الدِّمَاءْ
وَخَرَّ مِنْ أَعْلَى أَرِيكَتِهِ
وَلَمْ يُبْدِ حَرَاكا
وَغَلَّتِ الأَقْنَانُ بُرْدَتَهُ
وَخَاتَمَهُ العَتِيقَ وَصَوْلَجَانَهْ
وَبَايَعُوا رَجُلاً سِوَاهُ
وَأَجْلَسُوا العَاتِي مَكَانَهْ
صَمْتٌ مُرِيبٌ ..
قَدْ حَوَى تِلْكَ الرِّحَابْ
ثُمَّ صُرَاخٌ وَسِيَاطٌ مِنْ عَذَابْ
سَنُذِيقُكَ الوَيْلاَتِ حَتَّى تَعْتَرِفْ
مَنْ هَؤُلاَءِ المُجْرِمُونْ ؟؟
فَالحُلْمُ لَمْ يَأْتِ هَبَاء !!
لاَ بُدَّ أَنْ قَدْ سَوَّلَتْ ..
لَكَ هَذِهِ النَّفْسُ الأَمَانِي
وَمَقْتُكَ المَكْبُوتُ فِي اللاَوَعْيِّ
لَنْ يَضْحَى حَقِيقَهْ !!
مَا دُمْتُ أَجْلِسُ فِي مَكَانِي
قَدْ كَانَ أَجْدَى ..
لَوْ تَأَمَّلْتَ خِزَانَتَكَ الكَئِيبَهْ !!
وَخُلْتَ سَاحَتَهَا تَعُجُّ ..
بِكُلِّ مَا لَـذَّ وَطَابْ
وَرَأَيْتَ فِي ذَاكَ المَنَامِ
الخُبْزَ يَطْرُقُ كُلَّ بَابْ
وَبِأَنَّ جِسْمَكَ مُكْتَسٍ ..
ثَوْباً يُجَنِّبُكَ العَرَاءْ
مَاذَا إِذَا كُنْتَ غَفَوْتَ ..
لِسَاعَةٍ أَوْ سَاعَتَيْنْ !!
لَحَلُمْتَ أَنَّ تَمُرُّداً ..
يَجْتَاحُ أُمَّتَنَا السَّقِيمَهْ !!
وَأَنَا وَأَمْثَالِي ..
جُلُوسَ القُرْفَصَاءِ
عَلَى الرَّصِيفْ
نَسْعَى لِنَقْتَنِيَ الرَّغِيفْ
وَلَدَيَّ أَطْفَالٌ صِغَارٌ
مِثْلُ أَفْرَاخِ الحَمَامْ
فِي مِثْلِ سِنِّكَ هَذِهِ
لَكِنَّهُمْ لاَ يَحْلِمُونْ
وَلاَ مَعِيلَ لَهُمْ سِوَايْ
قَدْ كَانَ ذَاكَ العِلْجُ ..
مَوْلَىً لأَمِيرِ المُؤْمِنِينْ
سَبَوْهُ فِي بَعْضِ الفُتُوحِ
وَهْوَ طِفْلٌ لاَ يَزَالْ
وَاكْتَشَفُوا فِيهِ الخُنُوعَ
فَأَعْتَقُوهْ ..
جَعَلُوهُ سَيْفـاً
مِنْ سُيُوفِهِمُ العَظِيمَهْ
وَقَلَّدُوهُ سَادَتِي أَعْلَى المَنَاصِبْ
فَصَارَ عَيْنـاً لِلخَلِيفَةِ لاَ تَنَامْ
يُجِلُّهُ المُتَمَلِّقُونْ
وَهْوَ مِثَالٌ يَحْتَذِي ..
مَنْهَجَهُ المُتَزَلِّفُـونْ
وَبِجَنْبِهِ سَيْفٌ وَنَطْعٌ
فَوْقَهُ كُتَلُ الرِّقَاعْ
جَاءَتْهُ مِنْ كُلِّ البِقَاعْ
مِنْ فَاعِلِيِّ الخَيْرِ
يَحْمِلُهَا مَعَ الصُّبْحِ البَرِيدْ
عَيْنَاهُ غُوِّرَتَا ..
كَبِئْرٍ صَدِئٍ لاَ مَاءَ فِيهْ
وَبِرَأْسِهِ شَجٌّ ..
يُعِيدُكَ أَلْفَ عَامٍ لِلوَرَاءْ
وَعَلَى مَلاَمِحِهِ العُبُوسْ
وَوَجْهُهُ يَتَطِيَّرُ الشُّؤْمُ بِهِ
قَبْـلَ النُّفُـوسْ
فَهَلْ سَيُشْفِقُ حِينَمَا
يَبْكِي صَغِيرُكُمُ أَمَامَهْ !!
قُلْ وَاعْتَرِفْ ..
مَنْ هَؤْلاَءِ المُذْنِبُونْ ؟؟
وَمَنْ يُمَوِّلُ مَا نَوَوْهْ ؟؟
وَمَنِ الَّذِي يَوْمَ البِسَاطِ ..
بِلاَ حَيَاءٍ بَايَعُوهْ ؟؟
صَمْتٌ وَهَمْسٌ
ثُمَّ بَوْحٌ وَاعْتِرَافْ
مَوْلاَيَ إِنِّي قَدْ سَمِعْتُ ..
صَلِيلَ سَيْفِكُمُ الهُمَامْ
يَهْوِي عَلَى ظِلِّ الإِلَهِ ..
بِأَرْضِهِ وَسَطَ الظَّلاَمْ
وَبِكَفِّكُمْ هَذِي الأَثِيمَهْ
قَدِ اقْتَرَفْتُمْ فِي المَنَامِ
بِحَقِّهِ تِلْكَ الجَرِيمَهْ
بُهِتَ الَّذِي كَانَ يُدِيرُ الجَلْسَةَ
حَتَّى تَمَلَّكَهُ الذُّهُولْ
مُتَوَقِّدَ الأَحْدَاقِ
قَدْ دُقَّتْ بِسَاحَتِهِ الطُّبُولْ ..
وَبَعْدَ تَفْكِيرٍ قَصِيرٍ ..
لَمْ يُجَاوِزْ لَحْظَتَيْنْ
مُتَلَفِّتـاً ..
فِي الغُرْفَةِ الصَّمَّاءِ ..
خَوْفـاً يَرْتَجِفْ ..
وَهَامِسـاً ..
فِي أُذْنِ ذَاكَ الطِّفْلِ ..
أَنْ قُمْ وَانْصَرِفْ:
(أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ ..
وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلٍ ..
لأَحْلاَمِ الرَّعِيَّةِ عَالِمِينْ) !!

بنغازي 0/0/1996م
نشرت بجريدة الرياض السعودية

السّيرة الذاتية :
صلاح الدين علي الغزال
jazalus@yahoo.com
شاعر وكاتب ليبي
مقيم بمدينة بنغازي
تاريخ الميلاد 1963م
• ورث موهبة الشعر عن جـدِّه الشيخ الغزال جنّاب الزُّوَيِّ.
• درسَ حتّى المرحلة النهائية بالجامعة/ قسم التاريخ.
• نشرت له العديد من الصحف والمجلات العربية والعديد من الشبكات والمواقع والمجلات الإلكترونية.
• أجري على أحد دواوينه بحث تخرج من قبل بعض الطالبات لنيل شهادة الليسانس وذلك بالمعهد العالي للمعلمين/ قمينس.
• نال عدّة جوائز في المسابقات الأدبية كما تحصّل على الترتيب الثاني والسابع في الشعر المقفى في مسابقة نجم عكاظ خلال عامي 2004 و 2005م بملتقى الحوار العربي.
• له تحت الطبع:
1. نزيف القهر ... شعر
2. ترانيم شجيّة ... شعر







 
رد مع اقتباس
قديم 30-01-2006, 12:53 AM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
كفا الخضر
أقلامي
 
الصورة الرمزية كفا الخضر
 

 

 
إحصائية العضو







كفا الخضر غير متصل


افتراضي

شاعرنا القدير صلاح الدين
قصائد جميلة بل رائعة تحتاج من قارئها لتمعن والسفر بين محطاتها المتعددة
اسلوب اكثر من رائع نعتز بوجودك هنا
دمت بخير







التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 05-02-2006, 11:35 PM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
د.سامر سكيك
المؤسس
 
الصورة الرمزية د.سامر سكيك
 

 

 
إحصائية العضو







د.سامر سكيك غير متصل


افتراضي

العزيز صلاح..
كنت أتمنى ألا يكون سحك بهذه الغزارة..فقد أتخمت قريحتي سامحك الله..
يبدو أنك لا تملك الوقت الكافي لإدراج النصوص الجميلة بشكل تدريجي ليسهل المتابعة وتحصل المتعة..
ما يميز مشروعك الشعري عموما أن له دربه الخاص، ولا أجدك تتقارب أو تتقاطع مع أي من الشعراء الذين قرأت لهم..فلك تفردك..
لم أتمعن بعد بالنصوص..وإنما هذا انطباعي الأولي..







 
رد مع اقتباس
قديم 12-02-2006, 01:37 AM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
صلاح الدين الغزال
أقلامي
 
إحصائية العضو






صلاح الدين الغزال غير متصل


افتراضي

أشكر لكم مروركم ورأيكم الجميل
ويسعدني الاستفادة من أي ملاحظة
مع فائق تحياتي







 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
محمود درويش أبوقصي منتدى الحوار الفكري العام 11 26-09-2005 03:19 AM

الساعة الآن 01:31 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط