الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > منتديات اللغة العربية والآداب الإنسانية > منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي

منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي هنا توضع الإبداعات الأدبية تحت المجهر لاستكناه جمالياته وتسليط الضوء على جودة الأدوات الفنية المستخدمة.

 

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-05-2022, 08:23 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


Ss70013 من سـحر البيـان: الالتفـات

الالتفات







إن الالتفات ظاهرة أسلوبية تعبيرية إبداعيَّة، استقرَّ مفهومه عند البلاغيين على أنه "الانتقال من أسلوب إلى أسلوب آخر أو أنه الانصراف عنه إلى آخر". ويقوم على مقتضيات التخطي والانحراف عن الأنماط المعتادة، فهو يبنى على الانزياح عن النسق اللغوي المألوف، وذلك من خلال انتقال الكلام من صيغة إلى أخرى، كالانتقال من الخطاب إلى الغيبة، أو العكس.
ومن أنواعه: الانتقال من المخاطب إلى المتكلم، ومن الجمع إلى المفرد، أو من زمن الماضي إلى الحاضر، وما يشبه ذلك، ويعدّ التجريد من ضمن أنواع الالتفات.

وهو في الشعر يعد من السمات التضليليّة التي تأسر وجدان الشاعر، فيلجأ إليها لمداورة القاريء، وتطرية لنشاط السامع. ويمكن حصر جمالية الالتفات في عنصرين:
1) إتيان الشاعر بمعنى يريد الانصراف به إلى معنى آخر.
2) أو إكساب هذا المعنى سماتٍ التباسية بمحاولة تضليل القارئ.
ونلاحظ أن ظاهرة الالتفات قد وردت بشتى أنواعه في شعر المعلقات، إذ عني شعراء العرب قبل الإسلام في قصائدهم بالالتفات عناية خاصة، أسهمت مع الظواهر الأخرى في تقوية الإحساس الجمالي بالنص، إذ ورد من الالتفات في شعر المعلقات الأنواع الآتية:

1) الالتفات الفعلي: إن هذا النوع يقع بين صيغ الأفعال مثل: من المضارع إلى الأمر، ومن الماضي إلى الأمر، ومن الماضي إلى المضارع، ومن المضارع إلى الماضي، فمن ذلك قول عمرو بن كلثوم:
قِفِـي قَبْـلَ التَّفَـــرُّقِ يَا ظَعِينـــا ..... نُخَبِّـرْكِ الْيَقِيــنَ وَتُخْبِرِينـــا
قِفِي نَسْأَلْكِ هَلْ أَحْدَثْتِ صِرْماً ..... لِوَشْكِ الْبَيْنِ أَمْ خُنْتِ اْلأَمِينَـا
إن تركيب هذين البيتين - والمكون من الالتفات الفعلي بين الأفعال - مناسب تماماً لما يريده الشاعر ليوحي بالتغيرات والتطورات الحاصلة بعد فترة الانقطاع، فالشاعر استخدم كل صيغ الأفعال، وكأنه بهذا الأسلوب أراد أن يبحث في كل الجوانب والنواحي والأوقات لكي يتأكد من يلائمه حبها له.

2) الالتفات العددي: وهو الانتقال من: (الجمع إلى المفرد، وبالعكس)، ومن (المثنى إلى الجمع، وبالعكس.
فمن الانتقال من الجمع إلى المفرد، قول عنترة:
هَلْ غَادَرَ الْشُّعَرَاءُ مِنْ مُتَرَدَّمِ ..... أمْ هَل عَرَفْتَ الْدَّارَ بَعْدَ تَوَهُّمِ
ففي صدر البيت استخدم الشاعر صيغة الجمع، في حين التفت إلى المفرد المخاطب في عجز البيت. كما أن فيه التفات نوعي أو ضميري، لأنه في الوقت نفسه عدل من أسلوب الغيبة إلى الخطاب.
ومن الانتقال من المفرد إلى الجمع قول عنترة كذلك:
وَتَحُلُّ عَبْلَةُ بِالَجوَاءِ وَأَهْلُنَا .....باْلَحزْنِ فَالصَّمَّانِ فَاُلمتَثَلَّمِ
فانتقل الشاعر من المفردة المؤنثة، إلى الجمع "أهلنا"، وكأنه أوحى بذلك جمع شمله مع حبيبته، فتحاشى الأسلوب المفرد ولم يقل "أهلي" تعويضا لفراق الحبيبة التي حلّت بعيدة عنه.
ومن الانتقال من المثنى إلى الجمع، قول امريء القيس في مطلع معلقته:
قِفَاَ نَبْكِ مِنْ ذِكُرَى حَبِيبٍ وَمَنْزِلِ .....بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ
فطلب من صاحبيه الوقوف لمشاركته البكاء عند تذكر الحبيبة التي فارقته ومنزلاً هجرته، فالتفت إلى صيغة الجمع في البكاء، بقوله: "نَبْكِ" وكأن الشاعر أراد بهذا الأسلوب المشاركة الوجدانية لدى المتلقي لفهم معاناة الشاعر وهمومه بسبب مفارقته الحبيبة والديّار.








..................................................
يتبع: الالتفات النوعي أو الضميري.







 
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 04:32 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط