الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديــات الأدبيــة > منتدى القصة القصيرة

منتدى القصة القصيرة أحداث صاخبة ومفاجآت متعددة في كل مادة تفرد جناحيها في فضاء هذا المنتدى..فهيا لنحلق معا..

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-02-2018, 02:03 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
خالد نجاح
أقلامي
 
إحصائية العضو







خالد نجاح غير متصل


افتراضي سرداب الماضي

هذا المساء أحسست بملل غريب يجتاحني، لم أستطع العثور على أي شيء أتسلى به وسط كل هذه الفوضى العارمة في غرفتي وعالمي الصغير، سألت نفسي لما لا أكتب شيئا؟ قد استأنس قليلا بالكتابة، لم أتردد كثيرا فتناولت قلما و حزمة من الأوراق ثم تموضعت خلف الطاولة، بدأت أفكر ماذا سأكتب يا ثرى؟ لقد مر زمن طويل لم تداعب فيه أناملي ظهر القلم ونسيت حتى كيف تمسكه و تراقصه، أمعنت النظر في الصفحات البيضاء أمامي، عصرت ذهني مرارا علني أصادف فكرة تائهة من بنات أفكاري، أنمق بها سطح الورقة، لكن بلا جدوى، شيء رائع، نسيت أيضا كيف أفكر، حاولت تحريك القلم عله ينقذني ويخط شيئا من تلقاء نفسه، أيضا دون جدوى، فقبل أن أهم بتحريك أناملي وجدتها و أطرافي قد تيبست، أحسست بروحي تسحب من أوصالي، تنساب من بين أناملي وتقطر من القلم بدل الحبر فتستحيل إلى رذاذ بدأ يتكاتف أمام عيناي على شكل فراشة ، ارتسمت على وجهي ملامح الذهول والغباء المعتادة، قبل أن أحرك ساكنا أو انطق بأي حرف أمسكتني بقوة من معصمي و حلقت بي خارج أصوار الغرفة، عبر سرداب الماضي ورصيف الذكريات، أوقفتني عند مشهد طفل يشبهني إلى حد ما يتشبث بثوب أمه في ما يشبه سوقا مغطى، فجأة أفلت الصبي ثوب أمه، هرول مسرعا نحو مرآة كبيرة في واجهة إحدى المتاجر صارخا أمي أمي، كانت أمه هناك مند برهة ترافق طفلا غيره.
لم استوعب شيئا من المشهد ولا لماذا أخذتني إلى هناك واتضحت أكثر ملامح الغباء على وجهي، سحبتني بعنف ثم واصلت التوغل في الماضي، أوقفتني عند مشهد طفل أخر يشبهني أيضا إلى حد ما، تركته أمه نائما وتشاغلت عنه مع جارتها، استفاق الطفل الصغير، افتقد أمه، بدأ يحبو باحثا عنها، في مدخل الغرفة كانت هناك عتبة مرتفعة قليلا، لم يكن الطفل الصغير قد لقن بعد قوانين الجاذبية فمد يديه الصغيرتين مباشرة نحو الأسفل، صدف أن وجدت قطة نائمة أمام الباب فسقط عليها، وما كان منها إلا أن تمسحت بجسده الناعم وانصرفت، تابع الطفل طريقه نحو المطبخ أثار لهيب الفرن فضوله فاقترب منه محاولا الوقوف للمسه، لم تستطع قدماه الصغيرتان حمله فتخلى عن الفكرة، اتجه نحو غرفة الجلوس، استرعى انتباهه هذه المرة كومة الأسلاك الكهربائية المبعثرة للتلفاز و الأجهزة الأخرى، تقدم ليشبع فضوله من عالم الأسلاك هذا فلم تقع يده إلا على سلك التوصيل الرئيسي، وجهه مباشرة إلى فمه الصغير تشبت به بقوة وسحبه فانفلت من المقبس، عندما دخلت الأم لم تجد ابنها مكانه، فزعت وكادت تفقد صوابها لولا أن رأت آثار البلل على الأرض تتبعتها، فإدا بها تقود نحو المطبخ، كاد قلبها ينفطر حين تذكرت أنها تركت الفرن موقدا، سرعان ما تنفست الصعداء حين لمحت الآثار تتجه نحو غرفة الجلوس أسرعت الخطى لتجد صغيرها يتمرغ وسط أسلاك الكهرباء، خارت قواها وكادت تسقط، لكنها أبصرت الخيط غير موصل، حمدت الله ،أخذت ابنها وضمته إليها بشدة.
كعادتي لم افهم شيئا، أعادتني الفراشة عبر نفس السرداب إلى غرفتي، تحولت إلى رذاذ تسرب عبر القلم إلى عروقي استعدت وعيي، شممت رائحة غريبة، أدركت أن العشاء يحترق، أسرعت نحو المطبخ، لم انتبه للعتبة فتعثرت، لويت كاحلي وكدت أسقط على وجهي، بدأت أعرج و أتلوى من الألم، دون وعي مني دست ذيل قطتنا المسكينة فانتفضت علي خدشتني ومزقت سروالي، أخيرا وصلت إلى المطبخ، من شدة ارتباكي بدل أن أطفئ الفرن حملت الإناء الساخن، أحرق أصابعي فأفلته لينسكب على الأرض، بحثت عن أمي لأبلغها بشان العشاء، وجدتها قد دخلت لتوها غرفة الجلوس وقبل أن أنطق أشارت إلي أن اشغل التلفاز لتشاهد برنامجها المفضل، أطعتها كعادتي، أوصلت خيط الكهرباء فصعقني التيار.

خالد نجاح






 
رد مع اقتباس
قديم 25-02-2018, 03:26 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
فاكية صباحي
إدارة المنتديات الأدبية
 
الصورة الرمزية فاكية صباحي
 

 

 
إحصائية العضو







فاكية صباحي غير متصل


افتراضي رد: سرداب الماضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد نجاح مشاهدة المشاركة
هذا المساء أحسست بملل غريب يجتاحني، لم أستطع العثور على أي شيء أتسلى به وسط كل هذه الفوضى العارمة في غرفتي وعالمي الصغير، سألت نفسي لمَ لا أكتب شيئا؟ قد استأنس قليلا بالكتابة، لم أتردد كثيرا فتناولت قلما و حزمة من الأوراق ثم تموضعت خلف الطاولة، بدأت أفكر ماذا سأكتب يا ثرى؟ لقد مر زمن طويل لم تداعب فيه أناملي ظهر القلم ونسيت حتى كيف تمسكه و تراقصه، أمعنت النظر في الصفحات البيضاء أمامي، عصرت ذهني مرارا علني أصادف فكرة تائهة من بنات أفكاري، أنمق بها سطح الورقة، لكن بلا جدوى، شيء رائع، نسيت أيضا كيف أفكر، حاولت تحريك القلم عله ينقذني ويخط شيئا من تلقاء نفسه، أيضا دون جدوى، فقبل أن أهم بتحريك أناملي وجدتها و أطرافي قد تيبست، أحسست بروحي تسحب من أوصالي، تنساب من بين أناملي وتقطر من القلم بدل الحبر فتستحيل إلى رذاذ بدأ يتكاتف أمام عيني على شكل فراشة ، ارتسمت على وجهي ملامح الذهول والغباء المعتادة، قبل أن أحرك ساكنا أو أنطق بأي حرف أمسكتني بقوة من معصمي و حلقت بي خارج أصوار الغرفة، عبر سرداب الماضي ورصيف الذكريات، أوقفتني عند مشهد طفل يشبهني إلى حد ما يتشبث بثوب أمه في ما يشبه سوقا مغطى، فجأة أفلت الصبي ثوب أمه، هرول مسرعا نحو مرآة كبيرة في واجهة إحدى المتاجر صارخا أمي أمي، كانت أمه هناك مند برهة ترافق طفلا غيره.
لم استوعب شيئا من المشهد ولا لماذا أخذتني إلى هناك واتضحت أكثر ملامح الغباء على وجهي، سحبتني بعنف ثم واصلت التوغل في الماضي، أوقفتني عند مشهد طفل آخر يشبهني أيضا إلى حد ما، تركته أمه نائما وتشاغلت عنه مع جارتها، استفاق الطفل الصغير، افتقد أمه، بدأ يحبو باحثا عنها، في مدخل الغرفة كانت هناك عتبة مرتفعة قليلا، لم يكن الطفل الصغير قد لقن بعد قوانين الجاذبية فمد يديه الصغيرتين مباشرة نحو الأسفل، صدف أن وجدت قطة نائمة أمام الباب فسقط عليها، وما كان منها إلا أن تمسحت بجسده الناعم وانصرفت، تابع الطفل طريقه نحو المطبخ أثار لهيب الفرن فضوله فاقترب منه محاولا الوقوف للمسه، لم تستطع قدماه الصغيرتان حمله فتخلى عن الفكرة، اتجه نحو غرفة الجلوس، استرعت انتباهه هذه المرة كومة الأسلاك الكهربائية المبعثرة للتلفاز و الأجهزة الأخرى، تقدم ليشبع فضوله من عالم الأسلاك هذا فلم تقع يده إلا على سلك التوصيل الرئيسي، وجهه مباشرة إلى فمه الصغير تشبت به بقوة وسحبه فانفلت من المقبس، عندما دخلت الأم لم تجد ابنها مكانه، فزعت وكادت تفقد صوابها لولا أن رأت آثار البلل على الأرض تتبعتها، فإذا بها تقود نحو المطبخ، كاد قلبها ينفطر حين تذكرت أنها تركت الفرن موقدا، سرعان ما تنفست الصعداء حين لمحت الآثار تتجه نحو غرفة الجلوس أسرعت الخطى لتجد صغيرها يتمرغ وسط أسلاك الكهرباء، خارت قواها وكادت تسقط، لكنها أبصرت الخيط غير موصل، حمدت الله ،أخذت ابنها وضمته إليها بشدة.
كعادتي لم افهم شيئا، أعادتني الفراشة عبر نفس السرداب إلى غرفتي، تحولت إلى رذاذ تسرب عبر القلم إلى عروقي استعدت وعيي، شممت رائحة غريبة، أدركت أن العشاء يحترق، أسرعت نحو المطبخ، لم انتبه للعتبة فتعثرت، لويت كاحلي وكدت أسقط على وجهي، بدأت أعرج و أتلوى من الألم، دون وعي مني دست ذيل قطتنا المسكينة فانتفضت علي خدشتني ومزقت سروالي، أخيرا وصلت إلى المطبخ، من شدة ارتباكي بدل أن أطفئ الفرن حملت الإناء الساخن، أحرق أصابعي فأفلته لينسكب على الأرض، بحثت عن أمي لأبلغها بشأن العشاء، وجدتها قد دخلت لتوها غرفة الجلوس وقبل أن أنطق أشارت إلي أن أشغل التلفاز لتشاهد برنامجها المفضل، أطعتها كعادتي، أوصلت خيط الكهرباء فصعقني التيار.

خالد نجاح
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

هي الذكريات التي يستحيل أن تبلى بدفاتر الذاكرة ..
مشاهد لا تزال تراوح في مكانها رغم تعاقب السنوات ..
أحيانا يتأبّى ذلك الطفل الصغير بداخلنا على الكبر
ليبقى يتفيأ ظلال أشجارٍ ذرت أوراقها الأيامُ الشهور

بوركت أستاذ خالد نجاح على هذا القص الماتع
ولك مني مفردات التقدير







 
رد مع اقتباس
قديم 06-03-2018, 09:10 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ربيع عبد الرحمن
طاقم الإشراف
 
الصورة الرمزية ربيع عبد الرحمن
 

 

 
إحصائية العضو







ربيع عبد الرحمن غير متصل


افتراضي رد: سرداب الماضي

هذا المساء أحسست بملل غريب يجتاحني، لم أستطع العثور على أي شيء أتسلى به وسط كل هذه الفوضى العارمة في غرفتي وعالمي الصغير، سألت نفسي لم لا أكتب شيئا؟ قد أستأنس قليلا بالكتابة، لم أتردد كثيرا فتناولت قلما و حزمة من الأوراق ثم تموضعت خلف الطاولة، بدأت أفكر ماذا سأكتب يا ثرى؟ لقد مر زمن طويل لم تداعب فيه أناملي ظهر القلم ونسيت حتى كيف تمسكه و تراقصه، أمعنت النظر في الصفحات البيضاء أمامي، عصرت ذهني مرارا علني أصادف فكرة تائهة من بنات أفكاري، أنمق بها سطح الورقة، لكن بلا جدوى، شيء رائع، نسيت أيضا كيف أفكر، حاولت تحريك القلم عله ينقذني ويخط شيئا من تلقاء نفسه، أيضا دون جدوى، فقبل أن أهم بتحريك أناملي وجدتها و أطرافي قد تيبست، أحسست بروحي تسحب من أوصالي، تنساب من بين أناملي وتقطر من القلم بدل الحبر فتستحيل إلى رذاذ بدأ يتكاتف أمام عيني على شكل فراشة ، ارتسمت على وجهي ملامح الذهول والغباء المعتادة، قبل أن أحرك ساكنا أو انطق بأي حرف أمسكتني بقوة من معصمي و حلقت بي خارج أسوار الغرفة، عبر سرداب الماضي ورصيف الذكريات، أوقفتني عند مشهد طفل يشبهني إلى حد ما يتشبث بثوب أمه في ما يشبه سوقا مغطى، فجأة أفلت الصبي ثوب أمه، هرول مسرعا نحو مرآة كبيرة في واجهة إحدى المتاجر صارخا أمي أمي، كانت أمه هناك مند برهة ترافق طفلا غيره.
لم استوعب شيئا من المشهد ولا لماذا أخذتني إلى هناك واتضحت أكثر ملامح الغباء على وجهي، سحبتني بعنف ثم واصلت التوغل في الماضي، أوقفتني عند مشهد طفل أخر يشبهني أيضا إلى حد ما، تركته أمه نائما وتشاغلت عنه مع جارتها، استفاق الطفل الصغير، افتقد أمه، بدأ يحبو باحثا عنها، في مدخل الغرفة كانت هناك عتبة مرتفعة قليلا، لم يكن الطفل الصغير قد لقن بعد قوانين الجاذبية فمد يديه الصغيرتين مباشرة نحو الأسفل، صدف أن وجدت قطة نائمة أمام الباب فسقط عليها، وما كان منها إلا أن تمسحت بجسده الناعم وانصرفت، تابع الطفل طريقه نحو المطبخ أثار لهيب الفرن فضوله فاقترب منه محاولا الوقوف للمسه، لم تستطع قدماه الصغيرتان حمله فتخلى عن الفكرة، اتجه نحو غرفة الجلوس، استرعى انتباهه هذه المرة كومة الأسلاك الكهربائية المبعثرة للتلفاز و الأجهزة الأخرى، تقدم ليشبع فضوله من عالم الأسلاك هذا فلم تقع يده إلا على سلك التوصيل الرئيسي، وجهه مباشرة إلى فمه الصغير تشبت به بقوة وسحبه فانفلت من المقبس، عندما دخلت الأم لم تجد ابنها مكانه، فزعت وكادت تفقد صوابها لولا أن رأت آثار البلل على الأرض تتبعتها، فإدا بها تقود نحو المطبخ، كاد قلبها ينفطر حين تذكرت أنها تركت الفرن موقدا، سرعان ما تنفست الصعداء حين لمحت الآثار تتجه نحو غرفة الجلوس أسرعت الخطى لتجد صغيرها يتمرغ وسط أسلاك الكهرباء، خارت قواها وكادت تسقط، لكنها أبصرت الخيط غير موصل، حمدت الله ،أخذت ابنها وضمته إليها بشدة.
كعادتي لم افهم شيئا، أعادتني الفراشة عبر نفس السرداب إلى غرفتي، تحولت إلى رذاذ تسرب عبر القلم إلى عروقي استعدت وعيي، شممت رائحة غريبة، أدركت أن العشاء يحترق، أسرعت نحو المطبخ، لم انتبه للعتبة فتعثرت، لويت كاحلي وكدت أسقط على وجهي، بدأت أعرج و أتلوى من الألم، دون وعي مني دست ذيل قطتنا المسكينة فانتفضت علي خدشتني ومزقت سروالي، أخيرا وصلت إلى المطبخ، من شدة ارتباكي بدل أن أطفئ الفرن حملت الإناء الساخن، أحرق أصابعي فأفلته لينسكب على الأرض، بحثت عن أمي لأبلغها بشان العشاء، وجدتها قد دخلت لتوها غرفة الجلوس وقبل أن أنطق أشارت إلي أن اشغل التلفاز لتشاهد برنامجها المفضل، أطعتها كعادتي، أوصلت خيط الكهرباء فصعقني التيار.

خالد نجاح

عايشت تلك الحال التي كانت الام فيها الشخصية الرئيسية
فهالتني طبيعة الحياة و ديناميكية الصرورية البائسة
و عين الكاتب التي رسمت المعالم

تقديري استاذي







 
رد مع اقتباس
قديم 06-03-2018, 09:10 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
ربيع عبد الرحمن
طاقم الإشراف
 
الصورة الرمزية ربيع عبد الرحمن
 

 

 
إحصائية العضو







ربيع عبد الرحمن غير متصل


افتراضي رد: سرداب الماضي

هذا المساء أحسست بملل غريب يجتاحني، لم أستطع العثور على أي شيء أتسلى به وسط كل هذه الفوضى العارمة في غرفتي وعالمي الصغير، سألت نفسي لم لا أكتب شيئا؟ قد أستأنس قليلا بالكتابة، لم أتردد كثيرا فتناولت قلما و حزمة من الأوراق ثم تموضعت خلف الطاولة، بدأت أفكر ماذا سأكتب يا ثرى؟ لقد مر زمن طويل لم تداعب فيه أناملي ظهر القلم ونسيت حتى كيف تمسكه و تراقصه، أمعنت النظر في الصفحات البيضاء أمامي، عصرت ذهني مرارا علني أصادف فكرة تائهة من بنات أفكاري، أنمق بها سطح الورقة، لكن بلا جدوى، شيء رائع، نسيت أيضا كيف أفكر، حاولت تحريك القلم عله ينقذني ويخط شيئا من تلقاء نفسه، أيضا دون جدوى، فقبل أن أهم بتحريك أناملي وجدتها و أطرافي قد تيبست، أحسست بروحي تسحب من أوصالي، تنساب من بين أناملي وتقطر من القلم بدل الحبر فتستحيل إلى رذاذ بدأ يتكاتف أمام عيني على شكل فراشة ، ارتسمت على وجهي ملامح الذهول والغباء المعتادة، قبل أن أحرك ساكنا أو انطق بأي حرف أمسكتني بقوة من معصمي و حلقت بي خارج أسوار الغرفة، عبر سرداب الماضي ورصيف الذكريات، أوقفتني عند مشهد طفل يشبهني إلى حد ما يتشبث بثوب أمه في ما يشبه سوقا مغطى، فجأة أفلت الصبي ثوب أمه، هرول مسرعا نحو مرآة كبيرة في واجهة إحدى المتاجر صارخا أمي أمي، كانت أمه هناك مند برهة ترافق طفلا غيره.
لم استوعب شيئا من المشهد ولا لماذا أخذتني إلى هناك واتضحت أكثر ملامح الغباء على وجهي، سحبتني بعنف ثم واصلت التوغل في الماضي، أوقفتني عند مشهد طفل أخر يشبهني أيضا إلى حد ما، تركته أمه نائما وتشاغلت عنه مع جارتها، استفاق الطفل الصغير، افتقد أمه، بدأ يحبو باحثا عنها، في مدخل الغرفة كانت هناك عتبة مرتفعة قليلا، لم يكن الطفل الصغير قد لقن بعد قوانين الجاذبية فمد يديه الصغيرتين مباشرة نحو الأسفل، صدف أن وجدت قطة نائمة أمام الباب فسقط عليها، وما كان منها إلا أن تمسحت بجسده الناعم وانصرفت، تابع الطفل طريقه نحو المطبخ أثار لهيب الفرن فضوله فاقترب منه محاولا الوقوف للمسه، لم تستطع قدماه الصغيرتان حمله فتخلى عن الفكرة، اتجه نحو غرفة الجلوس، استرعى انتباهه هذه المرة كومة الأسلاك الكهربائية المبعثرة للتلفاز و الأجهزة الأخرى، تقدم ليشبع فضوله من عالم الأسلاك هذا فلم تقع يده إلا على سلك التوصيل الرئيسي، وجهه مباشرة إلى فمه الصغير تشبت به بقوة وسحبه فانفلت من المقبس، عندما دخلت الأم لم تجد ابنها مكانه، فزعت وكادت تفقد صوابها لولا أن رأت آثار البلل على الأرض تتبعتها، فإدا بها تقود نحو المطبخ، كاد قلبها ينفطر حين تذكرت أنها تركت الفرن موقدا، سرعان ما تنفست الصعداء حين لمحت الآثار تتجه نحو غرفة الجلوس أسرعت الخطى لتجد صغيرها يتمرغ وسط أسلاك الكهرباء، خارت قواها وكادت تسقط، لكنها أبصرت الخيط غير موصل، حمدت الله ،أخذت ابنها وضمته إليها بشدة.
كعادتي لم افهم شيئا، أعادتني الفراشة عبر نفس السرداب إلى غرفتي، تحولت إلى رذاذ تسرب عبر القلم إلى عروقي استعدت وعيي، شممت رائحة غريبة، أدركت أن العشاء يحترق، أسرعت نحو المطبخ، لم انتبه للعتبة فتعثرت، لويت كاحلي وكدت أسقط على وجهي، بدأت أعرج و أتلوى من الألم، دون وعي مني دست ذيل قطتنا المسكينة فانتفضت علي خدشتني ومزقت سروالي، أخيرا وصلت إلى المطبخ، من شدة ارتباكي بدل أن أطفئ الفرن حملت الإناء الساخن، أحرق أصابعي فأفلته لينسكب على الأرض، بحثت عن أمي لأبلغها بشان العشاء، وجدتها قد دخلت لتوها غرفة الجلوس وقبل أن أنطق أشارت إلي أن اشغل التلفاز لتشاهد برنامجها المفضل، أطعتها كعادتي، أوصلت خيط الكهرباء فصعقني التيار.

خالد نجاح

عايشت تلك الحال التي كانت الام فيها الشخصية الرئيسية
فهالتني طبيعة الحياة و ديناميكية الصرورية البائسة
و عين الكاتب التي رسمت المعالم

تقديري استاذي







 
رد مع اقتباس
قديم 09-07-2018, 02:21 PM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
سيهام العليوي
أقلامي
 
الصورة الرمزية سيهام العليوي
 

 

 
إحصائية العضو







سيهام العليوي غير متصل


افتراضي رد: سرداب الماضي

سرد وصفي راءع
أتمنى ان اقرا لك المزيد بالتوفيق أستاذ خالد







 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 05:04 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط