الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديــات الأدبيــة > منتدى القصة القصيرة

منتدى القصة القصيرة أحداث صاخبة ومفاجآت متعددة في كل مادة تفرد جناحيها في فضاء هذا المنتدى..فهيا لنحلق معا..

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-06-2018, 12:12 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عبد الرحيم الجزائري
أقلامي
 
إحصائية العضو







عبد الرحيم الجزائري غير متصل


افتراضي امرأة من فولاذ

هبت رياح الشقاء فتدحرجت كرة الزمان و عبثت بحياة فاطمة...

أنت طالق..هيا اغربي عن وجهي يا وجه الشؤم..تلتحف المرأة خمارها و تفر من بيت الزوج القاسي الذي طردها من بيته في تلك الليلة الليلاء..و هي هائمة بين الأزقة تبحث عن ملجئ يؤويها حتى صباح اليوم التالي اهتدت في سعيها إلى التوجه عند شرطة المدينة و فعلا استقبلها الضابط المسؤول شكته زوجها و تصرفه معها..تأثر الضابط من كلامها كتب تقريره و أرسل أحد أعوانه ليذهب بها إلى المستشفى ليس لتعالج و لكن لتبيت ليلتها في أحد الأسرة الخاوية مع باقي المرضى فليس عند الشرطة مكان للمبيت..

ومع صباح اليوم التالي تتوجه المرأة إلى بيت أمها العجوز في تلك القرية البعيدة حاملة بذرة زواجها في بطنها ترتمي بين أحضان أمها و تقول لها آسفة يا أمي على ما حصل و على ما سوف يحصل..
تولد الطفلة من رحم المعاناة و تؤنس أمها و جدتها و تهب على حياتهم نسائم لطيفة من السرور..
و حين تبلغ الطفلة ستا من السنين يأتي رجل أرمل من القرية المجاورة يطلب أمها زوجة له..تتردد المرأة في القبول و لكن في الأخير ترضخ للأمر تحت ضغط الحاجة و رغبتها في تعليم طفلتها فقد يكون الرجل كريما و يساعدها..
تزوجت المرأة و تركت طفلتها وراءها تصارع قسوة الحياة و تشرب من كأس الشوق و الحنين لأمها التي تخلت عنها و عن تمشيط شعرها المنسدل..
تزف إلى بيت زوجها الجديد و تفاجئ برجل آخر في البيت.. من هو يا ترى..تدرك أخيرا أنه ابنه من زوجته المرحومة..

أحست المرأة بحقد الابن عليها و كرهه لها و توجست خيفة من سهام نظراته الحادة و المسمومة..و مع ولادة طفلها تبدأ فصول قصة مأساة أخرى كانت في انتظار الأم..
نعم..كيف لا و هي التي دمرت أحلام ابن زوجها في الاستحواذ على ثروة أبيه و كيف جاءت بهذا الطفل الغير مرحب به انه عدوه الأكبر..لم يقبله أبدا ولم يحمله بين ذراعيه قط فقد كان ينفر منه و يمقت البطن التي أنجبته..

أخذ الابن يفتعل المشكلات لزوجة أبيه حتى يطلقها و يتخلص منها و من ابنها المنبوذ..يضرب ابنها بلا سبب و بكل قسوة حتى أنه كان يمنعه من البكاء ..من سمح لك بالبكاء يا ابن الكلب! تتضرج أذن الطفل بالدماء من شدة وقع الضربات.. أنظر لقد تلطخت يداي من دمك النتن يا أيها الخنزير الصغير..
تكظم الأم غيضها و هي ترى فلذة كبدها يعاني الأمرين من طرف أخيه..لا تستطيع أن تفتح فمها فهي تعلم أن مصيرها سيكون أسوأ إن هي فعلت وفكرت في تخليص صغيرها من بين أنيابه الحادة..
في المساء..تضع المرأة صحن ابنها فوق مائدة زوجها و ابنه و تجلسه كرسيه الصغير فلم يكن يسمح لها ابن زوجها بتناول الطعام معهم..أرادت المرأة بفعلتها تلك أن تنتقم لابنها و تريه أنه سيصبح يوما ما رجلا مثله..لم يتقبل ذلك المتغطرس الأمر..قم يا ولد و تناول ذلك الكأس و اذهب نحو نبع الماء فأنا أريد الارتواء من ذلك الماء الرقراق حتى ينطفئ لهيب عطشي..يتناول الولد الكأس و يخرج مسرعا من البيت قاصدا نبع الماء الواقع في طرف الغابة..يخرج الولد حافي القدمين يرتجف من شدة الخوف و الرعب..لم تتماسك الأم نفسها تهرول وراء صغيرها تتبع خطواته الصغيرة التي تركت وراءها بقع الدم تسقي الأرض تلك الأرجل المجروحة جراء مشيه حافيا في الأحراش و الحجارة المسننة التي لاقته في الطريق..تضم الأم صغيرها و تدفئ جسده النحيل في ليلة قمرية باهتة النور..تضمه بكل حرارة..اصبر يا صغيري فالله معنا سيأتي الفرج أكاد أراه..

تعود بابنها إلى بيتها في تلك الليلة الظلماء..تعود به إلى جزيرة الوحوش..لم يزل الوحش يلتهم الطعام..لا تستطيع العودة إلى المائدة تذهب لتنام تستلقي فوق سريرها المتهالك و هي تستذكر ضحكات ابنتها التي نسيت شكلها و اشتاقت لها فهي لم ترها منذ سنين..لم تفكر أبدا في زيارتها فهي تعلم أنها إن فعلت فسيكون ذهاب دون رجعة..اصبري يا امرأة لأجل مستقبل صغيرك..تقلب مخدتها بعدما تبللت و شربت من دموعها الحارة المنهمرة من عيونها الحزينة..
و في لحظة فارقة و بعد أن بلغ السيل الزبى..كشرت اللبؤة عن أنيابها و انقضت بكل قوتها على الوحش..روت لزوجها حكايتها مع ولدها و أخيه و خيرته بينها و بين ابنه..هنا لم يستطع الأب اتخاذ قراره فمن جهة هو لا يريد أن يتيتم ولده الأكبر بعد فقدانه لأمه و من جهة أخرى لا يريد أيضا أن يفقد زوجته و ابنه الصغير..

حزمت الأم أغراضها و حملت طفلها..سنرحل يا ولدي سننجو بجلودنا..هنا خرج الزوج عن صمته..ابقي يا امرأة و أنت يا ابني الأكبر اخرج من حياتنا لا أريد أن أراك بعد فعلتك تلك مع أخيك الصغير..طرد الأب ابنه و قلبه يعتصر ألما على فقدانه..

بقيت الأم مع زوجها و صغيرها بعد أن طردوا ذلك الكابوس الذي كان جاثما على حياتهم..
ما أصعب أن تحيا المرأة مع ذكريات قاسية وأن تكون تملك ذاكرة تأبى النسيان..






 
رد مع اقتباس
قديم 15-12-2018, 06:15 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ربيع عبد الرحمن
طاقم الإشراف
 
الصورة الرمزية ربيع عبد الرحمن
 

 

 
إحصائية العضو







ربيع عبد الرحمن غير متصل


افتراضي رد: امرأة من فولاذ

بيدك مادة خام لقصة رائعة
حاول معها مرة ثانية و ضع كل تركيزك على السرد القصصي فقط
ثم اترك فكرتك تبحث عن قارئها دون تدخل منك

سعيد بالتعرف بك أستاذي

تحياتي







 
رد مع اقتباس
قديم 25-12-2018, 07:34 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عبد الرحيم الجزائري
أقلامي
 
إحصائية العضو







عبد الرحيم الجزائري غير متصل


افتراضي رد: امرأة من فولاذ

تحية عطرة و حارة من اعماق القلب يا سيدي الفاضل..

اعترف بانني لم ادع مجالا للقارئ لابداء رايه في القصة و شخصياتها و هذا لانحيازي الى المراة و صغيرها..
لكن..يمكنك ان تسال القمر فللقمر ذاكرة..نعم لقد كان شاهدا على الطفل الصغير في تلك الليلة الليلاء..اعذرني يا سيدي لا يمكنني ان اخون ذاكرة القمر و ان اطمس حقيقة ما حدث للطفل الصغير..







 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 12:03 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط