لم يشهد احتفالا بهذا الحجم منذما جاء..
كانت امسية مزدوجة قدم لها شاب تونسي وشارك فيها أدباء من سوريا والعراق ومصر.. خرز ملون لمسبحة عربية اشعرته بقيمة اللقاء المباشر والودي حينما فدًم نفسه الى المجموعة..
- لقد اجدتم واتحفتمونا..
قال احد افراد المجموعة( نعم لابدُ من ان نقدم كل جديد من نتاجنا)
- طبعا القصيدة احالتني الى ركام ولهذه اللحظة لم استجمع قواي لاعادة توازني.. فقد( وانقطع عن الكلام) لم يقو على قولها...
- لم نتشرف بمعرفتك؟
- عفوا انا ابراهيم السومري..
- عرفنا ذلك ياصديق فلهجتك تشي بكل شيء..
- سررت بمعرفتكم.
- هلا ياسومري..
إنفض الجمع وعاد منتشيا.. يدندن بأغنية قديمة.. دخل الشقة صاح بصوت عال..
- لارا .... لارا.
لم يسمع لها صوتا ..( لايهم انها في الخارج) سأ فاجأها بما كان من هذا المساء..اخرج علبة بيبسي من الثلاجة وراح يفتش عن اخبار المحطات وما وصل اليه وطنه المفجوع...
طالعته احدى المحطات العربية بتقرير عن الزرقاوي.. جلس يرى ويسمع حقيقة هذا الامر..
لقد عوّدنا الإعلام الامريكي على هذه المقدمات التي ما إن ترسخ في نفوس الجماهير حتى تأتي بعدها أمور جسام كان العدو قد خطط لها منذ زمن ليس بالقصير ..
لو رصد راصد هذا الإعلام حين أعلن خطر الإمارة الإسلامية على الحضارة الغربية ، والخطر الّلادني على الإنسانية ، والخطر الصدَّامي على الدول المجاورة لرأى بأن كل هذه الإدعاءات جرّت خلفها أحوال عايشها العالم ورآها ..
الشعب الأمريكي – كما هو معروف – من أغبى شعوب العالم وأجهلها بالسياسات الدولية وبما يجري في العالم من حوله ، وقد رأينا وسمعنا عن جهله هذا العجب العجاب !! فالطالب الأمريكي الجامعي لا يستطيع تعيين أكثر دول العالم على الخارطة الجغرافية ، دول لو سألت عنها طالب في مراحله الدراسية الأولى في الدول العربية لربما أشار إليها في ثانية !! هذا الجهل الغير منطقي من قبل الشعب الأمريكي جعله أُلعوبة في يد ساسة البيت الأبيض الذين يوجّهون هذا الشعب الجاهل كما يوجه الراعي قطيع الغنم ..
لقد استغل الإعلام الأمريكي هذا الجهل استغلالاً كبيراً في مواقف أمريكا التاريخية : فعندما كانت أمريكا تحارب ألمانيا : كان هتلر أعظم إرهابي على وجه الأرض ، والشعب الألماني شعب متعجرف متكبر غجري متوحّش لا يعرف إلا سفك الدماء وهدفه سلب العالم الحريّة والديمقراطية !! ثم لما انتهت هذه الحرب مع الألمان وأصبحت للحكومة الأمريكية مصالح مشتركة مع الألمان أصبح الألمان شعب أوروبي صديق متحضر ومُسالم ، وحوّل الإعلام الأمريكي تلك النظرة إلى السوفييت الذين كانوا يهددون الأمن والإستقرار العالمي ويعادون الحرية والديمقراطية .. انتهت الحرب الباردة مع السوفييت لينقلبوا بين عشية وضحاها إلى أصدقاء للشعب الأمريكي ، ولتتحول النظرة ذاتها إلى العالم الإسلامي الذي أصبح فيه ابن لادن خطراً على الحرية والديمقراطية والإنسانية ..
هذه التغييرات تصبح في كل مرة ثوابت عند الشعب الأمريكي ، ثوابت ربما كانت أعظم من ثوابت دينهم المحرّف .. هذا الإعلام الصهيوصليبي هو في حقيقته نبي أمريكا ورسوله المبعوث من قبل شياطين اليهود والصليبيين وأصحاب المصالح الخاصة (تجّار الحروب) ..
لقد كان صدام في يوم من الأيام صديق أمريكا وفتاها المدلل ، وكانت أمريكا تمده بالسلاح والمال والخبرات في سبيل وقوفه أمام المد الإيراني ، وأمريكا هي التي أغرته بإشعال الحرب مع إيران لإضعاف قوة إيران والعراق معاً حتى لا تبقى قوة في المنطقة تضاهي قوة يهود في فلسطين لسان سفيرة أمريكا لدى العراق آن ذاك) ، وعندما وقع صدام في هذا الفخ الأخير : أتت أمريكا بحدها وحديدها لتدافع عن حياة الكويتيين وكرامتهم ولترجع لهم حقوقهم المغتصبة حباً منها للشعب الكويتي المسلم الصديق !!
انقلب صدام بين عشية وضحاها : من سيف العرب وحامي حمى القومية المُضرية وصديق أمريكا الوفي وفتاها المدلل ، إلى أكبر خطر يهدد البشرية !!
لم يكن الإعلام الأمريكي يتكلم عن طالبان ولا يذكرهم بخير أو شر ، بل عرضت الحكومة الأمريكية على الإمارة مساعدات إقتصادية ، ولكن لما رفضت الإمارة الإسلامية دخول الشركات الأمريكية أفغانستان وتمرير الأنابيب النفطية لصالح الأمريكان في الأراضي الأفغانية والسماح للمنصّرين بالعمل في بلاد الإسلام ، عندها أصبحت الإمارة مركزاً للتطرف والإرهاب الدولي ومركزاً للظلام والرجعية التي لا بد لأمريكا من القضاء عليها لتخليص الشعب الأفغاني المسلم والعالم من هذا القمع والإرهاب والتطرف وتخليص المرأة الأفغانية المسلمة من الحجاب القمعي وتحكّم الرجال في مصيرها لتلحق بدورها بركب بغايا ومومسات الغرب ..
هذا التحول ضد الإمارة لم يكن من قِبل الأمريكان فقط ، بل إن حكومات الدول الإسلامية - وخاصة الدول العربية - كان لها نفس النغمة ونفس النبرة في التعامل مع الإمارة التي كانت في نظرها تطبّق الشريعة الإسلامية ثم ما لبثت أن تحولت إلى دولة إرهابية قمعية متطرفة نتيجة تحول الموقف الأمريكي من الإمارة ..
المتتبع للإعلام الأمريكي ولمواقف الحكومة الأمريكية يدرك بأن الأمريكان لابد لهم في كل وقت من عدو يتمثل في شخص يحاط بهالة إعلامية تُظهره بمظهر الشيطان الأكبر : يسبّه الأمريكان ويلعنونه ويتمنون زواله ويطالبوا حكومتهم بالقضاء عليه لتهُبّ بعدها الحكومة الأمريكية – حامية حمى الحرية - بنجدة الإنسانية ، ويخرج السوبرمان للقضاء على الأشرار : أتباع الشيطان ..
هذه المقدمة كانت ضرورية لفهم واقع "اسطورة الزرقاوي" في هذه الفترة الزمنية !!
من هو الزرقاوي ؟
كل هذه المعلومات قد تكون عديمة الفائدة إذا ما تجاهلنا حقيقة هذا التركيز الإعلامي على شخص الزرقاوي في وقتنا هذا ..
لقد نقل لنا بعضهم سيرة هذا الرجل وتركيبته الشخصية والأيديولوجية ، ونقل لنا بعضهم تصريحاته ورسائله ومواقفه ، ونقلت لنا وسائل الإعلام حزّه رأس العلج الأمريكي ، فكانت وثيقة تاريخية ، والبعض يقول بأنه أسطورة وهمية ، والبعض يقول بأنه استشهد في أفغانستان ، والبعض يقول بأنه أسير لدى القوات االامريكية.. كل هذا وأكثر يشاهده ويسمعه العالم ويراه من خلال المنافذ الإعلامية العالمية ..
والسؤال الحقيقي الذي يجب أن نسأله أنفسنا هو : لماذا التركيز على الزرقاوي الآن ، وبهذه الطريقة !!؟
من تتبع طريقة عمل الإعلام الأمريكي يدرك إدراكاً لا يزاوله الشك بأنه إعلام موجّه توجيهاً سياسياً يخدم سياسات الرئيس الأمريكي وحكومته ، فهذا الإعلام بعيد كل البعد عن الحيادية ، وكثير من القنوات الإعلامية العربية أصبحت الآن تنحى منحى الإعلام الأمريكي في خدمة المصالح الأمريكية ..
الجواب على السؤال أعلاه يأتي في عدة نقاط :
1- الزرقاوي شخصية غامضة ، والغموض يثير تطفل الشعوب الغربية التي أدمنت القصص والأفلام البوليسية ، فشخصيته ستثير اهتمام الشارع الأمريكي لبعض الوقت ، فهو الشخص المثالي لهذه الأسطورة ، وغموض الزرقاوي يُعطي مساحة للحكومة الأمريكية في نسج ما تريد عن الرجل دون أن يَظهر كذبها للعيان ..
2- ربط الزرقاوي بالمجاهدين في أفغانستان يعطي الحرب في العراق بعداً آخر ، ويبرر وجهة نظر بوش عند شعبه في أن هذه الحرب لم تكن على العراق فقط ، ولم تكن لإسقاط صدام فقط ، بل هي ضد الإرهاب الدولي المتمثل في الزرقاوي التابع لتنظيم قاعدة الجهاد ، وهذا يعطي حكومة بوش المبرر للبقاء في العراق إلى ما شاء الله ..
3- ربط الزرقاوي بالقاعدة يعطي بعض الشرعية لإدعاءات بوش بتعاون صدام مع القاعدة (العدو الأكبر لأمريكا والعالم) ، وبالتالي شرعية احتلاله للعراق كما يزعم !!
4- استغلال اسطورة الزرقاوي في نشر الفتنة بين الشعب العراقي : فبين رسالة الزرقاواي (المشبوهة) التي تنال من العراق ، إلى إعلان تشكيل (الأمريكان) جماعة عراقية تُعلن محاربة الزرقاوي وجماعته ،
6- رفع الأمريكان لجائزة القبض على الزرقاوي إلى مبلغ (25 مليون دولار) مما يحمل الشعب الأمريكي على كراهية الزرقاوي وكراهية "المقاومة العراقية" وتأييد بقاء القوات الأمريكية لحين قمعها ..
7ولكن السؤال الحقيقي الذي يجب علينا أن نسأله أنفسنا ، هو : ما هو موقفنا تجاه هذه الظاهرة "الأسطورية" ؟ وكيف نتعامل مع هذا الإعلام الذي يحاول اللعب بعقولنا وقلوبنا ومعتقداتنا في هذه الفترة الزمنية !!
إننا لن نستطيع إيقاف هذا المد الإعلامي الصهيوصليبي المتغلغل في بيوت الناس وعقولهم ، ولكن يجب علينا أن نواجه هذا الإعلام بثوابت وقناعات لا تقبل النقاش والجدال ، بل يجب علينا استغلال هذا الإعلام لصالحنا ، وذلك بتفعيل الإيجابيات وتقليل السلبيات ما أمكن "وما لا يُدرك كله لا يُترك جُلّه" ..
إن هذا الإعلام لابد وأن يؤثر على من يتابعه ، خاصة إذا كان هذا المتابع لا يملك رصيداً مسبقاً من الثوابت والعقائد الراسخة ، فالقلوب أوعية ، والأوعية إذا كانت فارغة فإنها تقبل ما يُلقى فيها ولا ترده (والشعب الأمريكي خير مثال على ذلك) ، فينبغي العمل على ملء قلوب المسلمين بالثوابت العقدية والعقائد الربانية النابعة من نصوص الكتاب والسنة النبوية حتى تستطيع هذه القلوب أن تنتقي ما يدخلها وفق هذا المنطق الشرعي ..
كان تقريرا تلفزيونيا منحاز.... الارهاب وقتل الناس بالمجُان هو مايدمر العالم اليوم والذبح.. والالقاب
و البحث عن القتل ولاشيء سواه.. يغلق ابواب المستقبل بوجه الخلاص الابدي والوطن يحتضر؟؟ ولا مغيث..
ترك التلفاز وهذه المواجع وراح ينظر من الشباك الى الخارج ..والالم يحاصره..
ثمة قراءة لشاعر عراقي اسمه فضل جبر تستكمل الحلقة..
تفكيك الدولة العراقية
بقلم الشاعر العراقي فضل جبر
الخطوات التي تلت غزو العراق من قبل القوات الأمريكية وحلفائها، لم تحمل اللبنات الصحيحة لبناء عراق جديد سليم ومعافى. كانت مسألة تفكيك الدولة العراقية، وتفكيك الجيش العراقي، من بين الأخطاء الجسيمة التي ارتكبتها ادارة الاحتلال المدنية التي كان متوقعا منها ان تملأ الفراغ السياسي بعد سقوط النظام. والمبررات التي ساقتها تلك الادارة، وكذلك فعلت الادرات التي أعقبتها، واهية جدا ولا ترقى الى مستوى ان تكون منطقية. فاما الدولة العراقية فقد تحصلت على خبرة متراكمة في مجال الادارة وتصريف الاعمال الحكومية قد تصل الى مستوى الاداء المطلوب. ولم يكن من الضروري حقا التفريط بخبرة ادارية عريقة كالخبرة التي تجمعت لدى العراقيين على مدى سنوات طويلة. كان بالامكان الاستغناء عن خدمات من لا تنطبق عليهم شروط الخدمة المدنية لعراق ما بعد صدام حسين. وكان بالامكان وضع اليد على المناصب الادارية التي تمتاز بالحساسية الأمنية. وطبعا لا يشمل الحديث هنا أولئك المتورطين في ارتكاب جرائم أو هناك مظالم ضدهم من قبل المواطنين. ولما كانت هناك حاجة لارسال الوفود الى دول كانت تستجدي خبرة العراق ومساعدته. ولقد وصل الأمر في هذا المجال حد المفارقة والسوريالية الى درجة انك يمكن ان تتخيل ارسال وفد عراقي الى جمهورية أيرلندا الشمالية، مثلا، لتعلم فنون صعود النخيل! أو الوفد الفلاني الى الاسكا، حيث يعيش الاسكيمو، لتعلم فن شوي السمك على طريقة المسكوف أو ارسال وفد آخر الى أريتيريا أو التوغو للاستفادة من خبرتهم في اعداد المناهج الدراسية. والى آخر هذه الأمثلة التي لا يمكن ان تصادفك الا في عالم الفنتازيا!( ونبدي احترامنا العميق للدول التي وردت أسماؤها في الامثلة، فليس القصد الانتقاص من قيمتها المعنوية، على الاطلاق).
والأمر نفسه ينطبق على الجيش العراقي، فقد كان حله جزء أساسيا من مشكلة يعاني منها العراق حاليا: الارهاب والعنف. فكيف يمكن تصور مسألة ان يجد آلاف المجندين، والذين كانت تشكل لهم وظيفة الجندية مصدر الرزق الأساسي والمضمون، أنفسهم خارج الوظيفة؟ بالطبع سيكون هناك، بطريقة أو أخرى، من يوفر لهؤلاء الاغراء المناسب للاستفادة من خبرتهم ومهنيتهم، سواء أكانوا يحملون رتبا عسكرية متقدمة، أو من الاصناف المهنية في الجيش أو من الجنود المشاة. وكما كان الأمر مع الجانب الأداري، كان بالامكان تفادي هذه الفوضى باحالة ذوي المراتب المتقدمة، من الموالين للنظام السابق على التقاعد، والاستفادة من خبرات الآخرين. مع اننا نرى، من زاوية نظر مختلفة، ان حل الجيش العراقي كان سلوكا أخلاقيا رفيعا، لم يفكر به من أقدم على اتخاذ ذلك القرار بالطبع. فليس من المنطقي، وما كان يجب ان يحدث، ان تتحول بنادق واسلحة الجيش العراقي الى صدور المواطنين العراقين، كما فعل النظام السابق في قمع انتفاضة الجنوب، وحركات التمرد في الشمال. فدور الجيش، كما هو متعارف عليه عالميا، يجب ان يتركز في مجال الدفاع عن سيادة الوطن ضد أي اعتداء خارجي. وكان يجب ان تترك جيوش الاحتلال كي تتدبر أمرها بنفسها ضد جميع العناوين المتداولة حاليا: تمرد شعبي، مقاومة، ارهاب، هم جزء من مبررات وجوده. وما لجوء الادارة الأمريكية الى زج القوات العراقية في هذا الاحتراب سوى مراوغة ماكرة للنأي بجيشها عن المسؤولية القانونية المترتبة على المذابح اليومية التي ترتكب في مناطق شتى من العراق. والغريب في هذا المجال ان صدام حسين يحاكم اليوم لنفس الأسباب التي تسوقها قوات الاحتلال والحكومة العراقية: الدفاع عن العراق، وبسط الامن، ودحر التمرد والارهاب، والقضاء على الغوغاء، ما الى ذلك من التسميات التي كان يعج بها اعلام النظام الساقط. فما الذي فعله صدام سوى انه حاول اخماد انتفاضة الشيعة في الجنوب بنفس الاسلحة الفتاكة التي تستخدمها اليوم قوات الاحتلال والقوات العراقية لاخماد تمرد السنة في المناطق الغربية! انه التاريخ يعيد نفسه بطريقة يندى لها الجبين.
لكننا نرى ان قضية تفكيك الحكومة والجيش لم تكن محصورة في كون جل منتسبي هذين القطاعين الحيويين من البعثيين والموالين للنظام، بقدر ما كانت هناك حاجة الى تفكيك الدولة العراقية لأسباب تتعلق برؤية الأدارة الأمريكية لما يجب ان يكون عليه عراق ما بعد صدام حسين. وليس بالضرورة لما يريده العراقيون لأنفسهم.
ومن يرى الوفود العراقية الساعية لطلب الخبرات، لا بد ان يتساءل ان كانت هذه الوفود عراقية وقادمة من العراق حقا! العراق الذي يمتلك من المؤهلات والكفاءات، وفي جميع مناحي الحياة، ما يفيض عن حاجة قارة!
نعم الخبرات العراقية تسد وجه السماء..
-- صح لسانك يافضل!!
لابد من ايضاح كل الامور.. حتى لايبقى الوطن اسيرا لاخطاء الماضي..وضع بعض الملاحظات على ورقة بيضاء ستكون بمثابة مقال يجمع التضادُات ومن ثم سييجد من شاء له أن يتصيد في الخراب؟
فقد أن له ان يكون خارج الدائرة,,,
دخلت لارا وعلامات التعجب تملأ وجهها.. احاطته بذراعيها وبادرته بالقول:
-- ها حبيبي اخبرني عن جولتك:
نسيت ان تنادي صاحبتها التي وقفت تنتظر ان تقدمها لابراهيم الذي طالما حدثُتها عنه!!
--ناديا صاحبتي..
-- ابرام وضحكت في غنج( حبيبي) وذهبت للمطبخ..
جلست نادية كانت سمراء تحمل ملامح عربية بجسد ممشوق وعينان واسعتان وشعر اسود فاحم.. كانت تنظر بحياء..
بادرها مرحبا:
--ناديا اهلا!
-- اهلا فيك يا ؟
-ابراهيم.
-- ابراهيم اسم يذكرني بأخي ..
--اين ؟
-- في العراق قتله الارهابيون ..
إنتفض ابراهيم وقف هل يعني إنك من هناك؟
-- نعم ولكنني هنا منذ عشر سنوات..
اغرورقت عيناه بالدمع.. لقد ارتجف قلبي منذ اول لحظة رأيتك فيها..
عادت لارا تحمل كؤوس من شراب البرتقال .. جلست بينهما.. قالت:
-- ابرام نادية من العراق.
-- اخبرتني ,,
_وستقضي الليلة معنا..
_ اودٌ ذلك..
_حسنا سادخل لأغير ملابسي (غادرت لارا)
_ناديا ماذا تعملين هنا..
_ نادلة في مطعم عربي!!
تأملها طويلا هذه المرأة التي سبقته لأرض الغرباء.. عشر سنوات ومازالت نادلة..هل يعني ان بغداد قد تخلُت عن مروءتها لتبعث البنات العذراوات الى هنا..تمر الايام ليعدن بلا (؟؟؟) ياه ه ه0قالت نادية)
_ابراهيم اراك ساهيا.. اين ذهبت..
_ذكرتيني بفاطمة.
_ حبيبتك؟
_لا لا بل امرأة من قريتي.. انها تشبهك!!
_هذا جميل كنت أظن ان لا احد يشبهني.. قد أكون أنا فاطمة؟( قالتها بتهكم) ضحكت..
_ بالتأكيد لا... ربما قتلوها .. الارهابيون..المجاميع الحقيرة.. عصابات القتل..(وضعت يدها على فمه)
_ ارجوك لننسى. فلم اعد احتمل؟