تمر .. وسمك .. وأشياء أخرى .. / متوالية قصصيَّة

[د. حورية البدري]

11

وجهات نظَر ! 00

قالت عاملة المِصْعَد للدكتورة جهاد :
- السيدة البومة لا تعلم أن التُرْبَة (القبر) ليس فيها أجْهِزة ولا كيماويات ولا أي شئ ! 00
تَصَبَّرَت جهاد وقالت : حسبي الله ونعم الوكيل 0

قَدَّم الأستاذ سعيد نفسه في الاجتماع باعتباره " الدكتور " سعيد 00
سألَته جهاد بعَفوِيَّة : متى حصلْت على الدكتوراة ؟! 00
لم يَرُد على سؤالها ، واستأنف كلماته 00
عاودَت د. جهاد سؤالها 00
شعَر أنه أُحيط به 00 قال أنه يذهب للمراكز الثقافيّة الأجنبيّة ويحْضَر دورات ومُحاضرات أحسَن من ألف دكتوراة عربيّة !! 00
سحابة مَرَّت في داخل المَرْكَز فحَجَبَت نور الشمس 0
الخوف والتوَجُّس حَرَّك لسان جهاد :
- اللهم أهلِك طيور الظلام 0
قالت تلميذتها نرمين : لا يا دكتورة 00 دَعيهم يظلموننا 00 فإن الظُلْم يرفع درجات المظلوم يوم القيامة ! 00
ضحكت جهاد من كلماتها البريئة وقالت : بل نسأل الله العافية 00
وحكَت لها قصة الأستاذ جاد 00
كانت جهاد تحضر له بعض دروسه الدينيّة في المسجد 00 وتتبادَل معه بإعطاء دروس دينيّة أحياناً للأخوات 00 وكانت كلماته دائماً : " نسأل الله العافية " 00
رأته جهاد في الرؤية وهُم يعذَِبونه كان يتألم 00 تراه وهو يُعاني شديد الألم 00 واضطر أن يقول لهم كلمات يريدونها 00 فقط لينقذ نفسه 00
رَوَت جهاد الرؤية لزوجته الدكتورة نفيسة ؛ فاندَهَشَت 00 قال الأستاذ جاد أن هذا حَدَث بالفعل ! 00

الظلام كَثيف 00
الأجهِزة من المُختَبَر تتناقَص 00
والسيّدة البومة تفرِد جناحيها الكبيران فتبرز من كل ريشة مخلب 00
ونرمين تبتسِم في براءة وتقول : سيزداد أجرنا عند الله يوم القيامة !! 000

[د. حورية البدري]

12

مؤتمر البوم

عندما وقف الرجل القميء يلقي خطابه في المؤتمر الصحفي ؛ كان يشبه البومة التي سرقت أجهزة معمل د. جهاد ..
البومة حصلت على شهادتها من أمريكا ..
تسافر لأمريكا كل فترة ..
وعندما تعود ؛ تمزِّق كلمات مروة وشيماء وتلقي بمجلتهما الإسلاميّة ..
تجْمَع مروة وشيماء قصاصات الأوراق ..
استمَر صياح البومة ..
قالت لها مروة مِنْ بين الطُلاّب : ليس مِنْ حقك إهانتي .. أنت مزَّقت المجلة ، وهذا يكفي ..
البومة لا تكتفي أبداً ..
تخمش وجه مروة ..
تريد تمزيق حجابها ..
لكن حجاب مروة لم يتمزق ..

الرجل البومة في المؤتمر الصحفي يعلِن أنه سيُرْسِل قوات مِنْ طيور جارِحَة مُتنوِّعة لتقضي على نصر الله ..
ســـبحان الله .. أعْلَم أن نصر الله مُبين ..
وأنه إذا أراد ؛ فهو الغالِب على أمره ..
شعرْت بانقباض برغم ذلك ..
كان الرجل البومة يثرثر .. وينعَق ..
والسيدة البومة تسرق الأبحاث والأجهزة ..
وإمام المســـجِد دعا على كل البوم في قنوت صلاة الجمعة ..
وبكينا ..
اهتز المكان ببكاء المُصَلين ..
وبعد صلاة الجمعة ؛ انتشروا ..
لم يكن الوقت يبدو كَظُهْر ..
كان البوم يفرِد أجنحته القاتمة ..
والمكان برغم الظهيرة كان مُعتِماً ..

[د. حورية البدري]

13

العَمَى

يوم دخلَت جهاد مِن الباب ؛
خرَجَت السيدة السيِّئة مِنْ ثقب في الجدار ..

كتبت جهاد أشعاراً كثيرة ..
والسيِّدَة السيِّئة صَمتت عن الثرثرات وعن مُصاحبة هذا وذاك مِنْ حين لآخر ..
ذهَبَت لمكان بعيد ..
فتحت جهاد نافذة قلب المكان ؛
فتبَددت رائحة العَفن .. وتوارَت خيوطه تحت الشمس ..
دخلت بعض الطيور ..
تحَوَّل المكان لبُستان ..
أصوات الطيور مُتنوِّعة ..

فجأة ظهَر النسر ليقول لجهاد أنها ليسَت صاحبة الجنينة .. وأنها مُجَرَّد حارسة تُسَلِّي الطيور وتضبط الإيقاع .. وتستبْعِد النغمات النشاز ..
فقط ...
ابتعَدَت جهاد لمُدَّة أسبوع تُراجِع الأمْر ..
لم يكن الأسبوع كافياً لتعود السيدة السَيِّئة أو تظهر فتيات الجيشا في مكان طهرته جهاد في السابِق ..
أراد صاحِب الحَقَّانِيَّة تقريراً مِنْ جهاد باعتبارها حارِسَة على البوابة ..
على جدار الحَقَّانِيَّة تمثال العَدالة معصوبة العينين ..
وصاحِب الحَقَّانِيَّة كان لا يرى ..
كَفيفاً ..
وكان جاهِلاً بطريقة بريل ..
وجاهِلاً باللمْس على كمبيوتر المَكفوفين ..
فأَلَح على جهاد في تقديم تقرير ..
قدَّمَت جهاد – كعادتها – أغنيات ..
غنَّت للبنان ..
لفلسطين قلبها يغنّي بألَم ويصَلِّي في المَسْجِد الأقصى والخليل ..
تجتاز الجِدار الفاصِل وتذهَب للعراق ..
تتألَّم مِن العَمَى الذي يجعَل المُسلمين فِرقاً تحارِب بعضها .. ولا ترى العَدو ! ..
العَمَى يسيطر على الأماكِن ..
عندما أبصَرَت حماس ؛
ورأى نصر الله الطريق إلى إيلات ؛
قرر البوم إبادَتهم في حَمْلَته ضد المُبصِرين ..
ومازال صاحِب الحَقّانِيَّة يطالِب بالتقارير ..
لا يرى ..
ولا يعرف ..
وصوت فحيح السيِّدَة السَيِّئة يَتسَرَّب إلى المكان ..
تَعِدَه بتقارير كثيرة وضحكات تجتذِب الزبائن ..
لكنها لن تعِدَه أبداً بقصيدة واحدة تُضيء ! ..

[د. حورية البدري]

14

النور

كانت السيِّدة البومة ترتدي فستاناً بُنِّياً قاتِماً مُلْتَصِقاً بنصفها العلوي ، وتدور به ليتَّسِع ذيله ويستدير ويبتلِع المكان ..
في استدارتها ؛ اصطَدَمَت نَظرَتها بعَيني جهاد ..
كانت جهاد تراها بالضبط كما رأتها في الرؤية ..
بومة ضارِية بُنِّيَّة اللون .. غامِقة .. وشَرِسَة ..
وقفت السيدة البومة بجوار كونداليزارايس والتقطتا صوراً تذكاريّة ..
تبتسمان نفس الابتسامة الغريبة ..
وبرغم كل الدماء النازِفة هنا وهناك ،
وبرغم الأرض المَسلوبة والأجهزة العلميّة المسروقة ؛
كان حسـن نصر الله يقف شامخاً ..
صورته أَرْوَع من صورة الموناليزا الشهيرة ..
فكُل شيء فيه يبتسِم بِنَبالة ..
تختلف ابتسامة الشهيد وأمّه وابتسامتي وجهاد عن ابتسامة البومة البُنِّيَّة الغامقة ..
وعن ابتسامة كونداليزارايس الغامقة ..
وعن ابتسامات بعض احتراف الساسة الصفراء الغامقة ..
تختلف الابتسامات ..
وبرغم أجهزة جهاد المسروقة .. وجوائز البومة العالميّة ؛ إلاّ أن جهاد كانت الغالِبَة بأمر ربّها ..
والنار كانت بَرْدَاً وسلاماً كنار إبراهيم عليه السـلام ..
وأوراق التقاويم تتسـاقط ..
وريش البومة البُنِّي الغامِق سيتساقط حَتماً ..
وسَتُدفَن بجوار كونداليزارايس البُنِّيَّة الغامقة الكلمات ..
قبرهما حُفرة ..
ضَيّق .. غامِق .. مُقبِض ..
لِمَن المُلْك اليوم / لله الواحِد القَهَّار ..
وخارِج القبر كانت الدنيا تدور بنفس معاييرها ..
وطيور الظلام تنتشِر كلما غابت الأطياف النورانيَّة ..
مازال على الأرض بومات وذئاب ..
وأُناس مِن نور يَمشون على الأرض .. يَحْسَبهم العابِر وَهماً لِفَرْط شفافيتهم ..
لكنهم عند الغضب يتحولون نيراناً تحرق أعشاش البوم الصَدِئة ..
أسماء كثيرة تضيء .. أسماء أناس وأماكِن .. أرى حروفها أينما نظَرْت ..
نصر الله وأسـماء أخرى .. نجوم في قلب العَتمَة تُضيء بنور قُدْسي ..
الشيء البُنِّي الصَدِئ الغامِق في ابتسامة السيِّدة البومة الكبيرة هو مِنْ قلب الشـيطان نفسـه ..
السيدة البومة تُصَلِّي أحياناً .. وتَدَّعي الإيمان بالله ..
لكنها تَخمِش وجه إيمان وتحاوِل تَمزيق حجاب مروة وشيماء ..
ليسَت شيعِيَّة .. وبالطبع ليست سُنِّيَّة ..
حقيرة هي .. حقيرة ..
غامِقة الطَلَّة .. مُقبِضَة .. صَدِئة ..
وحسن نصر الله نور في قلبي .. وفي قلوب الأحرار هناك ..
نور تخشاه كل طيور الظلام القَميئة الناعِقة بِالخراب ...

[د. حورية البدري]

15

كانت مثل بلقيس

عندما قالت د. جهاد لزايد – في الصباح – وكأنَّك ابني ؛
كانت مثل بلقيس التي أراها سليمان عرشها ؛ فقالت : كأنَّه هو ! ..
قال لها زايد : أعرف مَنْ يُمكنه استخراج تأشيرة الحج لك بسهولة ..
في هذه اللحظة كان زايد ابنها .. وابتسم قلبها الذي يعرف تماماً أن تأشيرة الحج لا تأتي مِن مكاتِب الأرض السياحِيَّة ..
يذهب قلبها ليسيح في المَلَكوت .. وهناك ؛ تجد التأشيرة .. وما أَروعها ! ..

في المَركَز البَحثي قال د. عبد المنعم لجهاد : هل أخذت الطَبَق الفضي الذي أحضرتَه لتكريمك ؟
قالت : أَي طَبَق ؟
اختَنَقَت كلمات د. عبد المنعم وتسارَعَت : لقد تركت الأطباق أمانة لكم عند د. مِعْبِد فرس الدين .. لكنِّي علمت أن د. عبد الوهاب لم يحصل على طبقه .. وها أنت أيضاً ... لماذا يفعلون ذلك ؟! ...

كان التكريم عنده ..
وعندما فتحَت جهاد نافذتها وَجَدَت البحر يقتَرِب في الرؤيا ..
يقتَرِب بِرِفق وأمان ووِد عجيب ..
كان البحر جميلاً بَديعاً ..
وخطو الموجات النَقِيَّة بالِغ الرَوْعَة ..
يغسِل كل ما رَوَّعها ..
يمحوه ..
نسيت جهاد أنهم يسرقون كل شيء ..
وهَدَأَت نار الاستلاب مِنْ حولها وهي تطوف ..
الجَو مَشحون بِقُدْسِيَّة وأمان ..
أمان لن يعرفه د. مِعْبِد ولا السيِّدَة البومة ولا كُل طيور الظلام السادِرَة في ضراوتها وشَرّها ..
وعندما فتحت جهاد عينيها ؛ كان البحر مازال يقترب بمياهه الفيروزِيّة الصافِية ...

[د. حورية البدري]

16

فِعلاً .. كُلهم لصوص ..

عندما قال محمود عبد العزيز وهو يمثِّل في الفيلم : " يا عَزيزي كلّنا لصوص " ..
تَصَوَّرْت أنها مُجَرد كلمات درامِيَّة لا تخرُج مِنْ أَسْر الشاشة ..
لكن الكلمات تحررت مِنْ الشاشات ..
خرجت إلى الطُرُقات ..
إنْدَسَّت في نفوس كثيرة ..

وعندما ذَهَبْت للإطمئنان على فيللا العَجَمي ووجدتها مَنْهوبَة ؛ عرفت أن لصوصاً دخلوا بيتي في العَجَمي .. نَهَبوه ..
نزعوا حتّى خَلاطات المياه من الحوائط ..
سرقوا مَقابِض البيبان والشبابيك ..

كانت البومة الكبيرة تُحَلِّق على المكان ..
تقوم بتَدريس أصول النَهْب والسَلْب على أُسُس وأَبحاث وتجارب قامت بنفسها من التأَكُّد مِنْ فعالياتها ..
بل قامَت بأبحاث على تطوير هذه المسائل ..

في العَجَمي كان هناك لصوصاً مُتَخَصصين في سرقة بيوت الناس .. ولصوصاً لتجريف الأراضي .. ولصوصاً في تَخَصصات أخرى ..
أيضاً في مَرْسَى مَطْروح .. كان هناك لصوصاً يسلبون الناس أراضيهم أو يَسطون على بيوتهم ويَنهَبونها ..
أَمَّا البَحْث العِلمِي ؛ فلَه لصوصه المُتَخَصصين في مجالاته المُختَلِفَة ..

كان محمود عبد العزيز يقولها في الفيلم وهو يبتسِم ..
يقولها مُؤكِّداً عليها ..
تمنيت لو أنساها ..
لو أتجاهلها ..
لكن ..
كُلما حاوَلْت ؛ أَلتقي بأصناف منهم ..
وأَلعنهم وأَدعو عليهم كثيراً ..
لكن لَعَناتي ودَعواتي فيما يَبدو أنها أقل من أعدادهم التي تزداد في كل يوم ..
وكلما رأيتهم ؛ أتَذَكَّر كلماته وهي تؤكِّد عليها ..
وأقول : فِعلاً .. كلهم لصوص ...

[د. حورية البدري]

علاقات غير شَرْعِيّة
في العِلْم بالتقْلِيّة

سَأَلَت المُعيدة الجديدة سُها فرار الدين الدكتورة جهاد إن كانت تسمَح لها بالتسجيل معها لنيل درجة الماجستير ..
قالت سُها فرار الدين لجهاد أنها تحب جداً عِلْم المَناعة وأنها يسعِدها أن تتتلْمَذ على جهاد فهي خبيرة في هذا المَجال ..
لم تتم الإجراءات الرَسْمِيَّة للتسجيل ..
لكن سُها فرار الدين كانت تتصِل بجهاد هاتِفِياً كُل ليلة ..
وفي هَدْأَة الليل والناس نِيام ؛ كانت الآنِسَة فرار الدين تُسَرْسِب مِنْ جهاد المَعلومات ..
يومِيّاً كانت تفعل ذلك ..
ويومياً كانت جهاد تلفِت نظرها أنها تزعجها بهذه الاتصالات المُتأخرة في جوف الليل ..
فجهاد تنام مُبَكِراً لتصحو لصلاة الفجر ..
لكن الآنسة فرار الدين كانت تصِر على الاتصالات الليلِيّة ..
تقول أنها لا تستطيع النوم دون أن تستزيد مِنْ عِلْم أستاذتها الدكتورة جهاد !
...
قبل مَوعِد تسجيل سُها فرار الدين للحصول على درجة الماجستير ؛
سَرقوا دولاب د. جهاد المُحتوي على أجهزتها وأدواتها العِلمِيّة والكيماويات الخاصة بأبحاثها ..
اشتكت جهاد ؛ فلم يسمعوا ..
كتبت الشكاوي ؛ فلم يُحَقِّق بِالأَمْر أَحَد ..
ولكي ينفوا عن السادة الرؤساء وَصْمة الإهمال ؛ أشاعوا أن بَعض الأنابيب والفلاسكات الزجاجية سُرِقت من المُعيدة الجديدة سُها فرار الدين ..
انقلَبَت الدنيا رأساً على عقب ..
عملوا شكوى بأمر سرقة الزجاجيات تخطت أسوار المَرْكَز العِلْمي وتصاعَدَت حتى وصلَت إلى وزارة البحث العلمي ..
ترك الباحِثين أبحاثهم وبَدَأوا في البحث عن أنابيب وزجاجيات الإنسة فرار الدين ..
لم يَعْثُر أحد على شئ ..
حوَلَت جهاد أن تلفِت انتباههم أن الأمْر لا يستحِق كُل هذا العَناء ..
وأنهم لم يتساءلوا – حتى – عن دولابها المَسروق وأجهزتها وأدواتها العِلمِيّة ..
لم تعرف جهاد بين اندهاشاتها وتساؤلاتها الكثيرة لماذا كان الجميع ينظرون بحَذر وتوَجُّس إلى الرُكْن البعيد المُظْلِم ..
وعندما انطَلَقَت البومة الكبيرة من بين طَيَّات الظلام الدامِس لتخرُج إلى المُخْتَبَر البَحثي ؛
انحَنت أمامها المُعيدة الجديدة سُها فرار الدين ..
مَدَّت البومة الكبيرة جناحها فوق رأس الآنِسَة فرار الدين ..
بارَكتها .. وأَعْلَنت على المَلأ أنها ستقوم بتسجيلها معها لنيل درجة الماجستير في عِلْم المَناعَة !
احْتجَّت جهاد : لكن هذا تخصصي !
ورغم انهاشهم ومعرفتهم بأن السيدة البومة لا تفهم شيئاً في عِلْم المَناعة ،
فتخصص البومة في العلوم الإجرامِيّة بعيد تماماً عن تخصص جهاد في المَناعَة ..
لكنهم في نفس الوقت كانوا مُدْرِكين تماماً أن السيدة البومة من المُمْكِن أن تُفَبْرِك أي شئ ..
وأنها لن تعدم حيلة في استِلاب المناعة من جهاد ..
تأكَدوا مِنْ ذلك عندما وقفت السيدة البومة أمام جهاد بعنجَهِيَّة لتقول :
- أنا الفيزه بِالجايزه ؛ أستطيع أن أَعْمَل في كل مَجال وتخصص ،
وجهاد لا أجهزة لَديها الآن ، فكيف تسجِّل معها المُعيدة الجديدة ؟ كيف ستشغِّلها ؟
...
عَرَفت جهاد لماذا سرقوا أجهزتها ..
ومِن التحقيقات الزجاجِيَّة الوَهْمِيَّة .. وعَدَم التحقيق أو حتى مُجَرَّد التساؤل حول سرقة أجهزة جهاد ؛
عرفت مَدَى سَطوة السيدة البومة ..
خاصة أن مدير الإدارات العِلْمِيَّة أَوْكَل إلى السيدة البومة مُهِمَّة تطوير التعليم والبَحث العِلْمي ..
حَصَلَت البومة على مَبالِغاً طائِلَة للقيام بهذه المهمة ..
أعطت كل منهم مَبْلَغاً ؛ فانصرفوا لأداء ما كَلَّفتهم به في هدوء تام ..
وعندما ارتفع صوت جهاد مُطالِبَة بالتحقيق في جريمة سرقة أجهزتها العِلْمِيَّة ؛
قالت لها السيدة البومة أنها ستشتري لها بدلاً مما سُرِق منها فالميزانِيّة معها كبيرة جداً ..
طلبت من جهاد أن تأتي لها بعروض لتشتري لها الأجهزة البَديلَة ..
لكن إحدى الباحِثات أَسَرَّت لجهاد :
- لا تتعبي نفسك .. لن تحصلي على شئ .. لقد صَرَفت كل الميزانية .. انها فقط تضَيّع وقتك !
نظرت جهاد حولها ..
كان البعض يبتسم بخُبْث !
كلهم يعلمون ..
؛
انتبَهَت جهاد على هَمَسات الآنسة فرار الدين الخفيتة :
- دكتورة جهاد هل ممكن أن أتصل بحضرتك في المساء لأسألك عن بعض المسائل العِلمِيّة ؟!!

[د. حورية البدري]

المَساجِد

نُوَل وجوهنا عند كُل مَسجِد ..
مرورنا بجوار مسجد ما دَعوَة مِنْ رَبِّ المساجد الرحمن الرحيم ..
ندخل ..
نصلي رَكعتين تحية المسجد ..
لا أعرف كَم مِن المَساجِد حَييت ..
أتمنى أن تكون أكثر وأكثر ..
أحب مَنْ أَلتقيهم في رِحاب الله ..
يختلفون كاختلاف بصماتهم ..
لكن هناك نبضات من نور تشع من قلوبهم ..
أحب أهل الله ..
وهذه النبضة النورانِيَّة الطَيِّبَة ..
كنت أتمنى أن أبني مَسجِداً في أرضي ..
لكن مَنْ تقدَّم لشرائها غير مُسلِم ..
حاوَلت كثيراً ..
عَرَضْت المُشارَكَة على الكثيرين مِمَّنْ تَوَسَّمْت فيهم حُب النور ..
لكن .. حتى الآن لم يتقدَّم لشراء الأرض سوى رجل غير مُسلِم ..
دائماً أقول لنفسي وللناس : التَيسير عَلامَة القبول ..
قد أتصِّل به بعد صلاة استخارة ..
قد أنتَظِر بعد صلاة الظُهْر في مَسجِد النبي دانيال ..
أستشير الشيخ السُرَدِي ..
وبَعد استخارة الله أترُك ا؟لأمور لِتَيسره ..
لن أستطيع بناء الأرض وَحدي ..
توقفت عند مُفتَرَق الظَهيرَة ..
وبِرَغم الشمس الصَيفِيَّة الطاغِيَة ؛ إلا أن هناك ضباب يَكْتنِف الأماكِن !

[مختار محمود]

لك كل التحية
أم لنا جميعا
وقاصة مبدعة ورائعة
ابنك : مختار

[د. حورية البدري]

دُمت بخير باشمهندس مختار

ودام حضورك الطيّب دائماً إبني

تحياتي

[مختار محمود]

دا لون جديد
المتوالية القصصية
والا ربط العلم بالأدب

[د. حورية البدري]

مازالت الألوان تخايلنا في تجوالنا الأدبي

تتكوَّن لوحات جديدة بألوان أخرى

لكن نحن لا تتغيَّر ألوان قلوبنا

دُمت بخير وطيبة

تحياتي باشمهندس مختار