|
|
منتدى القصة القصيرة أحداث صاخبة ومفاجآت متعددة في كل مادة تفرد جناحيها في فضاء هذا المنتدى..فهيا لنحلق معا.. |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
12-05-2010, 04:56 AM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
من روائع القصص العالمي قصة " نظرة " للأديب / يوسف إدريس
هذا باب لروائع القصص العالمي فيه خلاصة للتجارب الإبداعية في هذا الفن ، وفيه رفعة ذوق و دقة فكر ، و إمتاع دون شطط أو إسفاف ، وفيه نماذج جميلة لمن شاء أن ينسج على منوالها من الأدباء الناشئين المنتقم أنطون تشيخوف هرع فيودر فيودرفيتش سيغايف إلى متجر أسلحة شموكس وشركاه، بعد أن ضبط زوجته بالجرم المشهود؛ وشرع بانتقاء المسدس المطلوب؛ وقد عبرّت سحنته عن حزن وغضب، وعن قرار حازم لا رجعة فيه. «أعرف ماذا سأفعل» ـ فكر في نفسه ـ لقد تحطمت الأسس العائلية وانغمس الشرف بالوحل، وانتصرت الرذيلة. ولهذا كله، وأنا كمواطن وإنسان شريف، يجب عليّ أن أنتقم: «أقتلها وعشيقها أولاً، وبعدئذ أقتل نفسي..». هكذا كان يفكر، ولم يكن قد اختار مسدساً بعد ولم يكن قد قتل أحداً بعد، إلا أن مخيلته، رسمت له ثلاث جثث مدماة، وثلاث جماجم محطمة، والنخاع قد نبق منها، وهرجاً ومرجاً وحشداً من المتسكعين وتشريح الجثث. وتخيل بشماتة الإنسان المهان، استهوال الأقارب والجمهور، واحتضار الخائنة، وتخيل أيضاً افتتاحيات الصحف وهي تشرح أسباب انهيار الأسس الأسرية. كان البائع ذا هيئة فرنسية، وكرش، مندلق، كثير الحركة، يرتدي صدارة بيضاء اللون ـ قد وضع أمام الزبون أنواعاً مختلفة من المسدسات. ابتسم البائع بإجلال ودق أحد كعبيه بالآخر، وقال: ـ بودي أن أنصحك مسيو، أن تأخذ هذا المسدس الرائع ـ ماركة سميت وبسون ـ آخر ما نطق به علم الأسلحة، ذو ثلاث حركات ومزود بقاذف فوارغ. يقتل على بعد ستمائة خطوة، ويشحن من الخلف وألفت انتباهك مسيو، إلى نظافة البضاعة، إنها آخر موديل يا سيد.. إننا نبيع عشرة منها يومياً، من أجل قطاع الطرق، والذئاب، والعشاق أيضاً، إنه مسدس مضمون، ومجرب. يقتل على مسافة بعيدة. يقتل الزوجة وعشيقها بطلقة خارقة واحدة، أما فيما يتعلق بحوادث الانتحار، فحدث ولا حرج عن هذه الماركة. رفع البائع الزناد وخفضه، ومن ثم زفر على ماسورة المسدس، وشرع يسدد، وتصنع أنه يتنهد من الغبطة. فنظرة واحدة إلى وجه البائع الذي شع حبوراً، تحمل المرء، على الاعتقاد، أنه يود أن يطلق في جبينه، من شدة هيامه بماركة «سميت وبسون» وأخيراً نطق سيغايف: ـ كم سعره؟ ـ خمسة وأربعون روبلاً، مسيو.. ـ هَمْ! إنه غال. ـ في هذه الحال، مسيو، أقترح ماركة أخرى، بسعر أرخص. إنه لمن المفيد، أن ترى.. فمجال الاختيار عندنا واسع، مسيو.. وبمختلف الأٍسعار. خذ هذا المسدس، مثلاً، ماركة «ليفوشيه» ثمنه ثمانية عشر روبلاً فقط.. لكن.. «وصعرَ البائع خده بسخرية» ولكن، هذه الماركة أصبحت قديمة مسيو، ولا يشتريها إلا البروليتاريون العقلاء، والمريضات نفسياً. أن ينتحر المرء، أو يقتل زوجته بمسدس ليفوشيه، يعتبر ضعة، وحماقة. أما الماركة المعتبرة، فهي ماركة سميث وبسون. ليس لي حاجة به للانتحار، أو القتل ـ قالها بلهجة، كاذبة، وبوجه عبوس، إني أبتاعه، من أجل الفيلا الصيفية. كي أخيف اللصوص. ـ لا شأن لنا البتة، لماذا تبتاعون المسدسات، وابتسم البائع، خافضاً بصره بتواضع. فلو أننا نتحرى عن أسباب الشراء في كل مرة لاضطررنا أن نغلق مخزننا مسيو.. ولكن من أجل تهديد اللصوص، فإن مسدس ليفوشيه، لا يصلح لهذا الغرض مسيو، لأن صوته غير قوي، ويمكن القول إنه مبحوح. ولهذا الغرض، أقترح مسيو، مسدساً عادياً، من نوع كبسولي، ماركة مورتيمر ـ وهو للمبارزة، كما يسمونه. «أأدعوه إلى المبارزة؟ ومضت هذه الفكرة في رأس سيغايف ـ بيد أن هذا شرف كبير له. حيوانات كهؤلاء يجب أن تقتل كالكلاب..». وضع البائع كومة كاملة من المسدسات أمام سيغايف، وكان يتحرك برشاقة وظرافة، ولا ينقطع عن الابتسام والثرثرة. وسيغايف وقف مشدوهاً يتأمل ماركة ـ سميت وبسون التي بدت هي الأكثر جاذبية وهيبة ـ وما لبث أن أخذ مسدساً منها بكلتا يديه. ونظر إليه ببلاهة، وغرق في أفكاره: رسمت له مخيلته من جديد، كيف سيحطم رأس الخائنة، وكيف سيسيل الدم على السجادة، والأرضية الخشبية، وكيف سترتجف وهي محتضرة.. إلا أن ذلك كله، بالنسبة إلى روحه الممتعضة المهانة، كان قليلاً جداً. ولم ترضه كل اللوحات الدموية، وكل الصراخ والفظاعة، التي تخيلها.. كان من الضروري أن يفكر بشيء أكثر فظاعة. .. وفكرّ: «ها ها ، أقتله، ثم أقتل نفسي. أما هي فأتركها حية، تموت ببطء من تبكيت الضمير، واحتقار المجتمع لها. وبالنسبة إلى طبيعتها العصبية،فإن هذه العقوبة، أقسى من الموت». وتخيل من جديد مراسم دفنه: يضجع هو في التابوت مذلاً مهاناً. ويفتر ثغره عن ابتسامة وادعة. وهي تمشي خلف النعش شاحبة مرهقة من عذاب الضمير، ولا تعرف كيف تستر نفسها من نظرات الاحتقار المدمِّر. الموجهة من الجمهور الساخط. وقطع البائع تخيلاته، قائلاً: أرى، مسيو، أن ماركة ـ سميت وبسون ـ تعجبك. وإذا كنت تعتقد أنه غال، فاسمح لي، مسيو أن أتنازل عن خمسة روبلات.. وبالمناسبة، يوجد لدينا ماركات أخرى، بأسعار أرخص.. وتحركت القامة الفرنسية برشاقة، وتناولت من على الرف مجموعة أخرى من المسدسات بأغلفتها. ـ خذ مسيو، هذا بثلاثين روبلاً / إنه ليس غالياً، خاصة، وأن قيمة العملة، أصبحت منخفضة جداً، والرسوم الجمركية، ترتفع في كل ساعة. مسيو أقسم بالرب، مسيو، أنا شخص محافظ ولكن صدقني مسيو، إن قيمة العملة والتعرفة، قد جعلتا الأغنياء فقط يمتلكون السلاح. ولم يبق للفقراء، إلا أن يقتنوا الأسلحة القديمة المنسقة، والثقاب الفوسفوري. والأسلحة هذه مصيبة، فإذا أطلقت منها على زوجتك، فإن الطلقة ترتد إلى كتفك. وفجأة، أصيب سيغايف بألم وأسف، عندما تصور نفسه ميتاً، ولم ير عذاب الخائنة، فإن الأخذ بالثأر، يغدو لذيذاً، فقط عندما تقطف ثماره بيديك، وماذا سيجني، إذا ما استلقى ميتاً في التابوت، ولن يرى شيئاً من عذابها؟! «ألا أفعل ما يلي؟ فكر من جديد: أقتله، وأمشي في جنازته، وأراقب ماذا سيجري. وبعد دفنه، أقتل نفسي..». ولكن يمكن أن يعتقلوني، ويجردوني من السلاح قبل الدفن..لا..لا سأفعل هكذا: أقتله أما هي فأتركها حية. وأنا، أنا لن أقتل نفسي، بل أسلم نفسي للسلطات المختصة، فدائماً أجد الوقت كي أقتل نفسي، والفائدة من تسليمي نفسي تتلخص، بأنني في أثناء التحقيق الأولي، ستتاح لي الفرصة لأعرض أمام السلطة والمجتمع، كل تصرفاتها الوضيعة. أما إذا قتلت نفسي، فببراعتها المعهودة، وكذبها وفجورها، ستجعل مني مذنباً، وسيصدقها المجتمع وحتى سيسخر مني. أما إذا بقيت حياً فإن..! بعد دقيقة واحدة، فكر... «..أجل، إذا قتلت نفسي، فإنهم سيتهمونني، ويصمونني بضحالة المشاعر ويحتقرونني.. وبالفعل، لماذا سأقتل نفسي؟ هذا أولاً، وثانياً: أنْ انتحر، معنى ذلك، إني جبان. إذن أقتله، وأتركها تعيش. وأنا أذهب إلى المحكمة. سيحاكمونني، وستحضر هي كشاهدة، وأتخيل ارتباكها، والعار الذي يلحقها عندما يستجوبها وكيلي المحامي، وحتماً، ستكون عواطف القضاة، والجمهور والصحفيين إلى جانبي..» كان يفكر على هذا النحو، فيما كان البائع يأتيه ويسطر أمامه أنواعاً جديدة من المسدسات، معتبراً أن من واجبه أن يشغل هذا الزبون. ـ هذه ماركة انكليزية جديدة، استلمناها منذ فترة قريبة، لكني أنصحك مسيو، أن كل هذه الماركات تصغر أمام ماركة سميت وبسون. منذ أيام خلت، لاشك، أنك قرأت ذلك الخبر مسيو، ابتاع أحد الضباط مسدساً من عندنا، ماركة سميت وبسون، وأطلق على عشيق زوجته، وماذا تتوقع النتيجة؟ لقد انطلقت الرصاصة، فاخترقته وأصابت غطاء المصباح البرونزي، ومن ثم أصابت البيانو فانزلقت وارتدت عنه، وقتلت الكلب، وأصيبت الزوجة برض عصبي. إنها نتيجة رائعة تشرّف شركتنا. والضابط الآن موقوف في النظارة.. سيجرّمونه طبعاً إنه متهم. وسيرسلونه إلى سجن الأشغال الشاقة. أولاً، ما زالت القوانين عندنا، بالية وعتيقة. وثانياً مسيو، إن المحكمة عندنا، دائماً إلى جانب العشيق. لماذا؟ ببساطة مسيو، إن القاضي، والمدعي العام، والمحامي والمحلفين، يعاشرون عشيقات؛ أي غير زوجاتهم. وبالنسبة إليهم، من الأفضل، لو أن روسيا أصبح فيها عدد الأزواج أقل. وسيشعر المجتمع بالغبطة، إذا نفت الحكومة جميع الأزواج إلى جزيرة ساخالين، أوه، مسيو، إنك لا تدري، ما أشد غيظي، وحنقي من انحطاط الأخلاق المعاصرة وانحلالها. لقد أصبح عشق زوجات الآخرين الآن عادة، كتدخين سجائر الآخرين وقراءة الكتب المستعارة من الآخرين.. إن تجارتنا تخسر عاماً بعد عام، وهذا لا يعني أن عدد العشاق يتناقص؛ بل يعني أن الأزواج يقتنعون بواقعهم. إنهم يخافون المحكمة والأشعال الشاقة. وتلفت البائع حواليه، ثم تابع هامساً: ومن هو الملام مسيو؟ الحكومة! «أأذهب إلى ساخالين، بسب هذا الخنزير، ليس عقلاً فكر سيغايف ـ فإذا ما ذهبت إلى الأشغال الشاقة، فإني أتيح بذلك الفرصة، كي تتزوج الخائنة ثانية، وتخدع زوجها الثاني.. وهذا بالنسبة إليها نصر حقيقي. إذن. سأتركها حية، ولا أقتل نفسي.. وهو .. وهو لا أقتله. يجب التفكير بشيء أكثر عقلانية وأقوى تأثيراً. سأعاقبها بالاحتقار، وأرفع دعوى طلاق فاضحة..». ـ وهذه مسيو ماركة جديدة، قالها البائع، وهو يتناول كدسة مسدسات جديدة من على الرف، ألفت انتباهك مسيو إلى آلية الإغلاق المبتكرة، إلا أن سيغايف، بعد اتخاذه القرار الأخير، لم يعد المسدس ضرورياً له. غير أن البائع ما زال بخفته المعهودة، يعرض أنواعاً جديدة من بضاعته. بيد أن الزوج المهان، شعر بوخز الضمير، لكثرة ما عذب البائع عبثاً، وجعله يبدي انبهاره ويبتسم، ويهدر الوقت عبثاً.. تمتم قائلاً: ـ حسناً، في هذه الحال سآتي في وقت آخر، أو.. أو أرسل أحداً ما.. لم ينظر إلى البائع كي لا يرى تعابير وجهه، ولكن كي يخفف قليلاً من شعوره بالحرج، رأى أنه من الواجب أن يشتري شيئاً ما من عنده، ولكن ماذا سيشتري؟ أجال بصره في أنحاء الحانوت، كي ينتقي شيئاً، بسعر رخيص، فوقعت عيناه على شبكة خضراء اللون، معلقة قرب الباب. ـ هذا.. ما هذا؟.. سأل هو. ـ هذه شبكة من أجل صيد الحجل. ـ كم سعرها؟ ـ ثمانية روبلات، مسيو. ـ صرّها لي. دفع الزوج المهان ثمانية روبلات وتناول الشبكة، وخرج من الحانوت شاعراً بنفسه الخزي والذل، أكثر من ذي قبل. آخر تعديل خليف محفوظ يوم 08-12-2012 في 11:17 PM.
|
|||
15-05-2010, 01:14 AM | رقم المشاركة : 2 | |||
|
رد: من روائع القصص العالمي
الساذجة |
|||
15-05-2010, 05:19 PM | رقم المشاركة : 3 | |||
|
رد: من روائع القصص العالمي
موت موظف أنطون تشيخوف فى أمسية لطيفة ، كان ايفان ديمتريتش كريبكوف ، وهو موظف يقوم بعدة مهام لا يقل لطفا عن تلك الأمسية اللطيفة، جالسا في الصف الثاني من المقاعد الأمامية يشاهد ( أجراس نورماندى ) بواسطة منظار الأوبرا . كان يتفرج وقد اعتراه شعور بأنه يعتلي قمة العالم . ولكن فجأة … غالبا ما يصادفك هذا … في القصص القصيرة ، والكتاب على حق : الحياة مليئة بالمفاجآت ! ولكن فجأة ، عندئذ ، يتقلص وجهه ، وتبحلق عيناه إلى أعلى ، وينقطع نفسه ـ ينزل منظار الأوبرا وينحني إلى أمام ، و … أتشوو !!! يعطس ، بعبارة أخرى . ولكن العطاس ليس ممنوعا على أي أحد وفى أي مكان . الفلاحون يعطسون ، ورؤساء الشرطة يعطسون ، وأحيانا حتى الموظفون من الدرجة الثالثة يعطسون . كل إنسان يعطس . لم يحس كريبيكوف بالإحراج أبدا ، وإنما بكل بساطة مسح أنفه بمنديله ، ولكونه من النوع المؤدب من الناس ، نظر حواليه ليرى فيما إذا كان قد أزعج أحدا بعطاسه . عندئذ وجد سببا للشعور بالإحراج . رأى أن السيد العجوز الضئيل الجالس أمامه في الصف الأول ، كان يمسح بعناية قمة رأسه والجهة الخلفية من رقبته بقفازه ، ويتمتم بشيء . وقد تعرف كريبيكوف في شخصية السيد العجوز على الجنرال شبريتسالوف ، وهو موظف من الدرجة الثانية في وزارة الاتصالات لقد تطاير الرذاذ عليه فكر كريبيكوف - .. إنه ليس رئيسي ، هذا صحيح ، ولكن مع ذلك ، إنه عمل محرج . يجب أن أعتذر إليه وهكذا وهو يتنحنح وينحني إلى أمام باحترام ويهمس في أذن الجنرال : - عفوك ، سيدي ، لرشك بالرذاذ . لم يكن مقصودا أبدا حسنا ، حسنا - أرجوك ، أرجوك أن تصفح عني ..أنا … أنا لم أقصد ذلك - أوه ، اجلس ، أرجوك ، لا أستطيع سماع الأوبرا أربك ذلك كريبيكوف ، فكشر عن ابتسامة سخيفة وجلس وبدأ يرقب المسرح من جديد . كان يتفرج ، إلا أنه لم يعد يشعر بأنه يعتلي قمة العالم. بدأ يشعر بوخزات من القلق . وفى فترة الاستراحة ذهب إلى شبريتسالوف ومشى معه مشية جانبية ، وتغلب على خجله وقال متلعثما : - لقد رششتك بالرذاذ ، يا صاحب السعادة ، … أرجوك اغفر لي … أنا … لم يكن - أوه ، بالله عليك … لقد نسيت ذلك تماما ، فلماذا تكرر ذلك على سمعي قال الجنرال ذلك ، وعض على شفته السفلى بنفاد صبر - هـ .. م م .. إنه يقول أنه قد نسى فكر كريبيكوف وهو يحدق إلى الجنرال بعدم اطمئنان - لكن مزاجه في أسوأ حال . إنه يرفض حتى الكلام في هذا الموضوع . يجب أن أوضح له بأني لم أرد …. – وأن العطاس قانون من قوانين الطبيعة … وإلا ربما فكر بأني عنيت أن أبصق عليه . وإن لم يفعل الآن ، قد يفعل في وقت لاحق وعندما وصل كريبكوف البيت ، أخبر زوجته عن مخالفته للأصول والآداب . وشعر بأن زوجته قد تلقت الحادث بشيء كثير من عدم المبالاة : في البداية تولاها الفزع تماما . ولكن حالما علمت أن شبريتسالوف كان رئيس شخص أخر ، هدأت نفسها ثانية - مع هذا ، اذهب إليه واعتذر له قال - .. وإلا اعتقد انك لا تعرف التصرف في المحلات العامة . - هذا صحيح . لقد اعتذرت له فعلا ، لكنه تصرف بشكل غريب … لم أستطع أن أحصل منه على كلمة واحدة ذات معنى . لم يكن هناك وقت كاف لمناقشة الموضوع من جهة أخرى . فى اليوم التالي ، ارتدى كريبيكوف بدلته الجديدة وشذب شعره وذهب إلى شيريستالوف ليوضح له .. لما دخل غرفة المراجعين للجنرال رأى صفا من الناس هناك ، وفى وسطهم كان الجنرال نفسه الذي كان قد بدأ لتوه بسماع العرائض . وبعد النظر في مشاكل بعض مقدمي العرائض رفع الجنرال نظره تجاه كريبيكوف - أمس في مسرح الاركيديا ، يا صاحب السعادة ، لو تذكر .. بدأ الموظف الصغير كلامه - عطست ، يا سيدي ، و .. عن غير قصد ، تطاير الرذاذ . اغفـ - كفى هراء ، أيها السيد ! …. إنك تضيع وقتي .الذي بعده قال الجنرال وهو يدير وجهه إلى مقدم عريضة أخر - إنه يرفض حتى التحدث في الموضوع فكر كريبيكوف وقد امتقع وجهه - لا شك أنه غاضب ، إذن … لا ، لا أستطيع أن أترك الموضوع عند هذا الحد … يجب أن أوضح له عندما انتهى الجنرال من مقابلة أخر واحد من مقدمي العرائض ، وأخذ طريقه عائدا إلى المختلى الداخلي من القسم ، أسرع كريبيكوف موسعا خطاه وراءه وتمتم قائلا : - صاحب السعادة ! إن تجرأت و أزعجت سيادتكم ، فذلك فقط بدافع الشعور بالــ … بالندم العميق ، كما يقولون .. أنا لا أفعل ذلك عن قصد ، سيدي يجب أن تصدقني أدار الجنرال وجهه منزعجا ودفعه جانبا - هل أنت تحاول أن تكون مضحكا ، أيها السيد ؟ قال ، واختفى خلف الباب - مضحكا ؟ فكر كريبيكوف - … أنا ، بالطبع، لا أحاول أن أكون مضحكا ! يسمي نفسه جنرالا ولا يفهم . حسنا ، إذا كان سيتعالى ويشمخ بأنفه فلن أعتذر منه بعد ذلك .ليذهب إلى الجحيم .لا مانع عندي من كتابة رسالة إليه ، إلا إنني لن أقطع كل هذا الطريق ثانية وآتي إليه . لا ، أبدا هذا ما كان يدور فى ذهن كريبيكوف وهو في طريقه إلى البيت . لم يكتب إلى الجنرال ، على أية حال فكر وفك ، إلا أنه لم يستطع أن يجد ما يقول وهكذا ، في الصباح التالي ، كان عليه أن يذهب إليه ليوضح له شخصيا - أمس ، جئت و أزعجت سعادتكم بدا متلعثما .. عندما رفع الجنرال ناظريه إليه متسائلا - .. ليس لأحاول أن أكون هازلا ، كما تفضلتم وقلتم . جئت لأعتذر للعطاس ورشكم بالرذاذ ، يا سيدي – لم يخطر ببالي أبدا أن أكون هازلا . كيف أجرؤ أن أضحك ؟ لو بدأ كل واحد منا بالضحك على الناس الذين حوله ، لن يبقى احترام لأحد ، ها ، في العالم - انصرف جأر الجنرال فجأة ، وقد تورد وجهه واستشاط غضبا - ما …ماذا ؟ قال كريبيكوف هامسا ، وأغمي عليه من الفزع - انصرف كرر الجنرال قوله ، وضرب الأرض بقدمه شعر كريبيكوف بشيء ينهش أحشاءه . وبدون أن يرى شيئا أو يسمع شيئا ، ترنح إلى الوراء نحو الباب ووصل الشارع وغادر هائما . دخل بيته بصورة آلية ، ودون أن ينزع بدلته ارتمى على الأريكة و .. مات |
|||
16-05-2010, 03:31 AM | رقم المشاركة : 4 | |||
|
رد: من روائع القصص العالمي
شكرا الأديبة الراقية حلا حسن على هذه التحفة التشيكوفية الرائعة |
|||
16-05-2010, 09:03 PM | رقم المشاركة : 5 | |||
|
رد: من روائع القصص العالمي
أجمل غريق في العالم |
|||
17-05-2010, 12:06 AM | رقم المشاركة : 6 | |||
|
رد: من روائع القصص العالمي
شكرا للراقي الأديب الأريب الأستاذ / خليف محفوظ .. |
|||
17-05-2010, 02:44 AM | رقم المشاركة : 7 | |||
|
رد: من روائع القصص العالمي
الأستاذة الفاضلة نورة الحوتي تحية تقدير و احترام ، و شكرا على هذا التنويه الذي ينم عن حس فني عميق لديكم . |
|||
12-06-2010, 02:41 AM | رقم المشاركة : 8 | |||
|
رد: من روائع القصص العالمي
من روائع القصص العالمي قصة " اليهودي " للكاتب الروسي الشهير إيفان تورجنيف |
|||
12-06-2010, 02:45 AM | رقم المشاركة : 9 | |||
|
رد: من روائع القصص العالمي
اليهودى* |
|||
12-06-2010, 03:39 PM | رقم المشاركة : 10 | |||
|
رد: من روائع القصص العالمي
من روائع القصص العالمي قصة " الوردة " للكاتب الإيطالي ألبرتو مورافيا |
|||
12-06-2010, 03:50 PM | رقم المشاركة : 11 | |||
|
رد: من روائع القصص العالمي
الـــوردة |
|||
14-06-2010, 04:51 PM | رقم المشاركة : 12 | |||
|
رد: من روائع القصص العالمي " الوردة "
من روائع القصص العالمي " الغرانيق تحلق جنوبا " الكاتب الكندي إدوارد ماك كورت |
|||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|