|
|
منتدى القصة القصيرة أحداث صاخبة ومفاجآت متعددة في كل مادة تفرد جناحيها في فضاء هذا المنتدى..فهيا لنحلق معا.. |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
14-10-2015, 01:29 AM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
الحمير
الحمير ثم أطرقت تنظر إلي الحمار النافق عند قدميها ، تنظر إلي عينيه المنتفختين ، فمه المفتوح على مصرعيه من أخر شهيق ، كانوا قد مروا عليها و تركوه ملقي علي عتبات بيتها الريفي ، قبل نفوقه بلحظات ، أزاحوا عن رقبته طوقه الخشبي الملفوف حول رقبته ، و معلق به عمود خشبي طويل يلتحم مع طوقه ، و يمتد فوق رأسه يصل إلي بضع أمتار أمامه ، و معلق به حزمة من برسيم و جزر ، يلهث وراءها الحمار فلا يطالها ، ثم أزاحوا عن ظهره الصناديق المحملة بالأسلحة و الذخائر، التي ينقلونها من سفح الجبل إلى أعلي قمته حيث معسكرهم ، ألقوا بكل الصناديق فوق ظهر حمار أخر، أخذوه عنوة من حظيرتها ليكملوا مسيرتهم ، كل الصناديق تمايلت على جانبي ظهره ، ثم برفق شديد ، و بتؤدة مفرطة ، أمسك جنديان بصندوق خشبي صغير و بداخله قنينة الصلصة الحارة التى لا تخلو منها مائدة القائد ، كانت تتوسط الصندوق فما يظهر منها سوي عنقها ، و هي محاطة بالكثير من القش و القماش ، رفعوها برفق شديد ثم وسدوها ظهر الحمار الجديد ، و ما أن انتهوا حتي نفق الحمار الذى قطع معهم أكثر من نصف المسافة من سفح الجبل إلي قمته ، فلم يعره أحدا منهم اهتماما و لو زائف، بل انتبهوا إلي نهيق حمارهم الجديد و هو ينظر إلى حزمة البرسيم و الجزر المعلقة أمامه ، حيث بدأ فى السير وراءها دون انتظار ، فودعوها و انطلقوا يرهزونه يمنة و يسرة ، كي يرشدوه إلى طريق الصعود . لم تزل واقفة على رأس الحمار النافق ، حولت ناظريها إلي قمة الجبل حيث تقع بناية القائد مطلة على السماء و الأرض ، و تذكرت حين زارته حين أستدعاها للمثول أمامه ، بعدما علم أنها تبدع فى صنع التبغ ، لتصنع له صندوقا من التبغ ليخزنه كي يملأ منه غليونه كلما شاء ، تذكرت جلوسه متكئا ، و غليونه فى يده ينفث الدخان فى وجه الجندي الواقف كالوتد ، يحمل في يده منفضة السجائر ، لا يغض الطرف ولا يكد يسمع له شهيق أو زفير ، وعينها إلي الأرض، تجرأت تسأله عن الحمير ، من أين تأتي ، و لمن تؤول ، فنظر إليها بابتسامة ممتعضة و لم يجبها ، بل أطرق يتحدث عن انتصاراته و غزواته و أشياء أخري لم تعد تتذكرها ، لكنها تذكرت أنها حين ألتفت إلى الجندي الواقف يحمل منفضة السجائر ، رأته يحمل رأس حمار و جسد طفل و أرداف أمرأة شابة ، فصنعت له التبغ و انصرفت بعد أن أهداها حفنة شعير و زجاجة صلصة حارة فارغة. حين أرتد بصرها إلى الحمار النافق، الرابض أمام بيتها الريفي ، جلست ، و مالت عليه تمسح على رأسه ، ثم استندت على الأرض و ذراعيها وراء ظهرها ، و أغمضت عينيها ، ثم مدت قدميها تدفعه ليسقط من فوق الجبل . |
|||
14-10-2015, 06:07 PM | رقم المشاركة : 2 | |||
|
رد: الحمير
يعجبني أصرارك على اختيار المشهد |
|||
15-10-2015, 02:52 AM | رقم المشاركة : 3 | ||||
|
رد: الحمير
اقتباس:
كم انتظر مرورك و تعليقك البناء .. دامت إطلالتك تقبل تقديري و امتناني |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|