|
|
منتدى القصة القصيرة أحداث صاخبة ومفاجآت متعددة في كل مادة تفرد جناحيها في فضاء هذا المنتدى..فهيا لنحلق معا.. |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
11-04-2015, 10:06 PM | رقم المشاركة : 1 | |||||
|
فرجة
إن ما شدني إلى هذا الشارع الهادئ، هو رواد المقهى الذين صرت واحدا منهم، و أحد أشرس المدمنين عليها، فقد رأيت أنظارهم معلقة لا تريم إلى شرفة منزل بالطابق الرابع، رفعت بصري أنا أيضا، فشاهدت حسناء بثوب شفاف يظهر بحشمة ما تحته، فبحثت عن مقعد لي لأتابع الفرجة، بحثا عن فرج. بالكاد عثرت على مكان، فمثل هذه المشاهد لا يفوتها أحد، كيف يفوتها و هي منبع البهجة و مصدر الفرح؟ صرت كالمسحور، لا يستقيم لي يوم من دون عبور الشارع، و البحث المضني عن كرسي، إلى أن صار لي واحد صديقا، فما عاد بمكنة أحد اغتصابه مني، صار معروفا بي، و صرت معروفا به. أما الحسناء فلم تكن بالناس مهتمة، و لا برواد المقهى الحائرين، الرافعين لرؤوسهم بانتظار سهو سقوط، أو غفلة هبوط، كأنها لم تر فيهم سوى قناصين فاشلين، لا يصيب رصاصهم إلا أنفسهم، تملأهم الخيبة، و يدثرهم ويل العار، كانت كملاك قد صوبت نظراتها إلى الأفق البعيد، تنظر بسهوم لا يحيد، و تبقى زمنا طويلا، قبل أن تغادر، حين ذاك، يكون الليل قد أعلن عن تباشير قدومه، فينفض من في المقهى، و تكون حصيلة المدخول كبيرة لصاحبها، حتى إني شككت في أن يكون هو من يقف وراء الوقوف، و أنه صنع الحيلة بتدبير حكيم فكان العائد ضخم لهذا اللئيم. ثم تبين لي، بعد حين، أن الكاعب لا ترتبط به بصلة، و أنها بريئة من كيده، و سوء ظني. و سارت الأمور على هذا المنحى من دون أن يمل الرواد و من دون أن تكل أعينهم، فلم يصابوا برهق و لا حزن، فوراة قلوبهم كانت. أما أنا، فكنت أحمل معي رواية لئلا أضجر، فهي وسيلة لكسر الانتباه، و فت عضد إدامة النظر في اتجاه واحد. و كنت حين شارفت النهاية، أني لم أجد سوى صفحات بيضاء، أكسبتني الحيرة، و كللتني بالفضول، سرعان ما تبدد حين عزمت الفتاة، هذا اليوم، و كأانها أدركت سر غلتي، و حر عطشي، فقررت الصعود إلى حافة الشرفة، ثم بطريقة بديعة، حلقت في السماء، صارت كفراشة لونت العيون بإشراقة الجمال، ثم تحولت حروفا بليغة تناثرت كما حبات مطر على صفحاتي لتلونها بفصاحة النهاية. شعرت بقشعريرة أيقظتني من غفوتي؛ لأجدني وحيدا في المكان ، فراغه راعني، أغلقت الرواية، و سرت باتجاه العمارة، ارتقيت الطوابق الأربعة، فتحت شقتي، وجدتها تنظر إلي بعينين دهشتين من أعلى صورتها. .
|
|||||
12-04-2015, 07:51 PM | رقم المشاركة : 2 | |||
|
رد: فرجة
ربما الاختزال كان قاسيا |
|||
12-04-2015, 09:17 PM | رقم المشاركة : 3 | ||||||
|
رد: فرجة
اقتباس:
سعيد بتفاعلك الرائع. شكرا لك على قراءتك الحصيفة، انتظر حضورك بفارغ الصبر. كم سأكون ممتنا لك لو قدتني بتعديلات. مودتي
|
||||||
12-04-2015, 09:23 PM | رقم المشاركة : 4 | ||||
|
رد: فرجة
اقتباس:
سوف ترى ما رأيت أتدري لم ؟ لأنك تحمل ذات القلق ، و العين التي لا ترمدها المعاني بل تشرعها على اتساع جنونها ! العني ما شئت اليوم و الليلة لكني في قلبك أسكن !! محبتي |
||||
12-04-2015, 09:31 PM | رقم المشاركة : 5 | ||||||
|
رد: فرجة
اقتباس:
ساعدني، بارك الله فيك. محبتي
|
||||||
12-04-2015, 09:42 PM | رقم المشاركة : 6 | ||||
|
رد: فرجة
اقتباس:
و أنت معلق بين داخل و خارج صورة تأتي من كوامنك و تلقي بظلالها وربما العكس الشرفة تخترق كوامنك و تنثرها كأنها هي و كأنه الحنين الذي تملك النفس بالغائب حتى إذا شرعت لنا باب سكناك رأينا ما كان هناك و ما كنت عليه قابضا و عاكفا هنا .. و ربما كنت مخطئا .. تباعد بين أن اللحن قرع طبل أم سيمفونية تجلت في الروح و النفس المأزومة ! أما عن السهو فهي زلة وحيدة سوف تراها بلا شك آسف أستاذي و قد أثرت شجونك لك الحب |
||||
12-04-2015, 09:47 PM | رقم المشاركة : 7 | ||||||
|
رد: فرجة
اقتباس:
أشكرك على تجاوبك القيم، و رؤيتك الحصيفة، هي الشرفة التي سعى السارد إلى نسيانها، لكن الذكرى أقوى. أنا بانتظار ما تقترحه لتجويد النص. لدي ثقة كبيرة بذوقك و سموك. محبتي
|
||||||
18-04-2015, 02:40 PM | رقم المشاركة : 8 | |||||
|
رد: فرجة
القدير عبد الرحيم التدلاوي ..
|
|||||
23-04-2015, 07:50 PM | رقم المشاركة : 9 | ||||||
|
رد: فرجة
اقتباس:
أشكرك على شهادتك القيمة، سعيد أن تجد في نصوصي ما يستحق عناء القراءة. ممتن لك جمال التحليل، و عمق القراءة. بوركت. مودتي
|
||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|