الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديــات الأدبيــة > منتدى القصة القصيرة

منتدى القصة القصيرة أحداث صاخبة ومفاجآت متعددة في كل مادة تفرد جناحيها في فضاء هذا المنتدى..فهيا لنحلق معا..

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-10-2009, 08:01 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أحمد كمال
أقلامي
 
الصورة الرمزية أحمد كمال
 

 

 
إحصائية العضو







أحمد كمال غير متصل


افتراضي أبراج متوحشة

أبراج متوحشة
قصه قصيرة كتبها أحمد كمال (فيلسوف القصة)

كان لي بيتاً صغيراً ، في حقل كبير ، وأنا بهما سعيد ، بنيته من طين أديم الأرض ، في الصيف تداعبك نسمات الهواء ، وفي الشتاء يؤويه دفئ الشمس وفيه غرف من ورائها غرف وأسفله قبو ، وفوق سطحه برج حمام ، فيه حمام نشيط ، يأتي من كل صوب ، في كل يوم ، ويذهب متى شاء ، ويأتي متى يريد ؟! ويحتضن البيت الصغير شجرة " توت " لها ظل عظيم ، تستظل به العصافير ، وتعشش عليها ، وتسكن فيه ، وهي في الوقت نفسه منبه رباني عظيم ، إذ في كل صباح تزقزق العصافير ، فتوقظ الميت مبتسماً على لحن سيمفوني جميل ، وأحاطت بالبيت أزهار الفل والياسمين فأشتم عبقها كأني في جنة الخالدين ، ولا أتعطر وأنا خارج بل أكتفي بالمرور بين عزة الفل ، وعنفوان الياسمين فأقبلهما قبلة تعطرني سنين ، وتناديني الأزهار بكل ألوانها لتصبح ، وأنا أسمع من داخلها أصوات طنين النحل ، وخلايا عسله ليست ببعيد ، وحول كل هذا حقلي الكبير ،، أزرعه بثمار القطن والقمح ، والفول والبرسيم ، وتحرسه أشجار النخل والتين والزيتون ، ويرويه نيل عظيم أراه من شرفتي يركض ، ليروي عطش السائلين ، وعمالي شهداء ، غرسوا البذرة وشدوا الحزام حول الخصر وتركوا الحصاد للاحقين ؟!
وذات يوماً آتاني رجل متقرقن أنيق ، في سيارة يقال لها "شبح" يرتدي ثياب المدينة ويفوح منه عطراً أبكى الفل ، وكاد أن يقتل الياسمين ، وألوان ثيابه أنف منها الورد وكاد أن يذبل لولا اللطف. أحاط به حرس مهيب ، طول ليس له بعد ، وعرض ليس بعده وسع ، لوثوا الهواء ، وسببوا اختناق ، نظرت وبه انبهرت ، وعليه أقبلت ، وبه في حقلي رحبت ، دقت نغمات جواله ، فشردت العصافير ، وأشعل سيجاره "الكوبي" الفخيم فزمجرت شجرة التوت تكاد أن تفترسه لولا أن لي عندها تقدير ، وعرض علي عرض .
- هيا بنا نسوي برج ، سيعود علينا بربح وفير .
وأردت أن أستريح ، وكل سلالتي من بعدي كذلك تستريح فوافقت ، وأنا لا أدرك أني أطيح ؟!
غزت الحقل عشرات المعدات الهمجية ، وآلاف العمال الوحشية يقتلعون كل الماضي ، ويدكون الحاضر ، ويسحقون مستقبلي بسرعة شيطانية ، وقام برج ، يليه برج ، يليه برج حتى انقطع السرج ، وسكنت شقه في أحد الأبراج ، وأموالي في البنك خذ منها ماتحتاج ، ولكني أصبحت لا أنام ؟! ففي كل ليله مع غروب الشمس يأتيني خطاب ، مرسل في لاشئ ، ولا يحوي إلا سؤال ، ماالذي فعلته ببيتي ؟ ولماذا قتلت حقلي المعطاء ؟... ولا جواب
وفي كل يوم يوشك أن يثور بداخلي بركان ، كل صباح أستيقظ على أبواق السيارات ، وأتطلع من شرفتي فأرى النهر يحتضر ، والعطر الذي ألفته أنفي لم يعد ، وآه ياشجرة "التوت" أسمع نحيبها كل ليلة كطفلة وئدتها في قبر الجاهلية وثار البركان ، وأنفجر الإنسان ، ورحت أمسك فأس ومعوال ، أضرب الإسفلت ، أحطم الجدران ، ولكن بعد لحظات أصابني إرهاق ، ودرت حول نفسي مشدوهاً ، أبكي ، أنتحب ، أضرب الخدود ، أقلب الكفوف ، وأرثى لحالي ورحت أصيح - أيتها الأبراج المتوحشة من جاء بك إلى هنا .
تمت ؛؛
قريباً في الأسواق مجموعتي القصصية (ذات تبحث عن نفسها) جزء أول ... دعواتكم







 
رد مع اقتباس
قديم 19-10-2009, 08:13 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عائده محمد نادر
أقلامي
 
الصورة الرمزية عائده محمد نادر
 

 

 
إحصائية العضو







عائده محمد نادر غير متصل


افتراضي رد: أبراج متوحشة - قصة قصيرة

الزميل القدير
أحمد كمال
وهل ينفع الندم ؟
ذكرني نصك هذا بالعراق ..وأبراج الجند ورشاشاتهم.. ودباباتهم وهي تغلق منافذ الهواء وتفسده
ذكرني بكل هذا الخراب والدمار الذي حدث لوطني وعلى أيدي من يسمون أنفسهم أبناء العراق حين أتونا يمتطون صهوة الدبابات الأميركية
ملأني حزن وفاض عني
تبا لنا
نخرب بأدينا مانحب
تحياتي لك سيدي الكريم







 
رد مع اقتباس
قديم 20-10-2009, 03:04 AM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
خليف محفوظ
أقلامي
 
الصورة الرمزية خليف محفوظ
 

 

 
إحصائية العضو







خليف محفوظ غير متصل


افتراضي رد: أبراج متوحشة

كان العنوان جميلا و موحيا .

لغة النص في روحها الدارج و التزامها السجع في بعض الفقرات جعل النص أقرب إلى جنس المقامة .

تحيتي و تقديري








 
رد مع اقتباس
قديم 21-10-2009, 03:51 AM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
أحمد كمال
أقلامي
 
الصورة الرمزية أحمد كمال
 

 

 
إحصائية العضو







أحمد كمال غير متصل


افتراضي رد: أبراج متوحشة - قصة قصيرة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
الزميل القدير
أحمد كمال
وهل ينفع الندم ؟
ذكرني نصك هذا بالعراق ..وأبراج الجند ورشاشاتهم.. ودباباتهم وهي تغلق منافذ الهواء وتفسده
ذكرني بكل هذا الخراب والدمار الذي حدث لوطني وعلى أيدي من يسمون أنفسهم أبناء العراق حين أتونا يمتطون صهوة الدبابات الأميركية
ملأني حزن وفاض عني
تبا لنا
نخرب بأدينا مانحب
تحياتي لك سيدي الكريم
الكاتبة الرقيقة الثائرة
أثرتي أحزاني ، وايقظتي آلامي
وأحييتي آمالي
ولا تيأسين ... فعودتك للعراق أكيدة ... وقريبة
وعليك أن تستعدين .. يا عائدة ؟!بمشيئة رب العالمين






 
رد مع اقتباس
قديم 21-10-2009, 03:54 AM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
أحمد كمال
أقلامي
 
الصورة الرمزية أحمد كمال
 

 

 
إحصائية العضو







أحمد كمال غير متصل


افتراضي رد: أبراج متوحشة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خليف محفوظ مشاهدة المشاركة
كان العنوان جميلا و موحيا .

لغة النص في روحها الدارج و التزامها السجع في بعض الفقرات جعل النص أقرب إلى جنس المقامة .

تحيتي و تقديري

شكراً لمرورك الكريم
وتعليقك الرقيق
دام مرورك
مودتي






 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 04:32 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط