|
|
منتدى الحوار الفكري العام الثقافة ديوان الأقلاميين..فلنتحاور هنا حول المعرفة..ولنفد المنتدى بكل ما هو جديد ومنوع. |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
12-09-2005, 11:02 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
فلسفة أم شطط?
ذاعت في الفترة الأخيرة و بشكل ملحوظ في عقول الشباب الأفكار الفلسفية ، و أخذ العديد منهم يروج للفلسفة بطرق شتى و يحث على قراءة كتابات الغرب في هذا المجال ، و شرعت أعداد كبيرة من المراهقين تفلسف كل شيء ، و تقرأ بنهم شديد ما أنتجه فلاسفة اليونان و الغرب بشكل عام ، و تشكل من كتاباتهم مبادئها في الدين و الأخلاق و ما شابه.. و لقد وجدت أن هذا الأمر يتطلب منا أن نلقي بكل ضوء دائرتنا عليه لخطورته ، و محاولة كشف الالتباس المقرون فيه و تنبيه الشباب إلى قضايا غيبت عنهم ، و جعلت الكثيرين منهم ينجرف خلف الفلسفة بكل ما تحمله هذه الكلمة من إيحاءات هلامية وافدة كان للغزو الفكري الدور الأكبر فيها. إن الفلسفة تعني في اللغة حب الحكمة ، و لقد شاعت في المجتمعات الغربية بفضل فلاسفة اليونان من أمثال أرسطو و أفلاطون ، فهي ليست من العلوم المحدثة ، و قد انتقلت إلى العرب و المسلمين عن طريق التراجم المنقولة من الغرب حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن.. و لعله كان لا بد من هذه المقدمة حتى تتضح الأمور للقارئ ، و أمهد الطريق حتى لا أصطدم مباشرة بذوي تلك الأفكار الذين لن يعجبهم قولي دون أدنى شك… لقد نهجت الفلسفة نهجا مغايرا للفطرة السليمة ، و كأنها أصبحت تعني حب التمرد و ليس حب الحكمة ، و تجرأت بشكل فظ حين أخذت تتناول القضايا الغيبية و تتفكر فيها دون قيود أو ضوابط ، و فتحت المجال واسعا للفلاسفة كي يتبعوا سلطان عقولهم و لا شيء سواه ، و نبذوا كل أخبار السماء ، و حاولوا بعقلياتهم القاصرة التي قدسوها أن ينبشوا جدار الغيب بحثا عن حقيقة الخالق و أصل الكون ، و طبقوا فلسفتهم التي تدعو إلى التفكر و الاستنباط ثم خرجوا باستنتاجات هزيلة متعفنة مثلما فعل نيتشه حين قال بالعفن الإلهي ، ليرضي غرور عقله و يروي ظمأ هواه.. و أصبح مبدأ الشك الذي نادى به ديكارت منهجا و طابعا للتفكير في كل شيء ، مما أدى بالعقل القاصر إلى دوامة من الحيرة لا نجدة منها ، و بدلا من أن يكون هذا المبدأ باحثا عن الحقيقة ، أصبح كما أثبتت التجربة عاملا رئيسا في التخبط و الجهل ، و أودى بالكثيرين في متاهات رهيبة نبذتهم عن الدين ، و أصبحت العودة إليه صعبة للغاية.. لقد أخطأ الفلاسفة كثيرا حينما قالوا بخلود المادة و قدم العالم ، و أن معرفة الله تقتصر على الكليات دون الجزئيات ، و تصدى لهم حجة الإسلام أبو حامد الغزالي في كتابيه مقاصد الفلاسفة ثم تهافت الفلاسفة ، حيث رد عليهم بحجج دامغة تسقط نظرياتهم الفارغة و أبطل دعواهم و حاربهم فكريا حتى قيل أنه هزم كل فلاسفة المشرق العربي ، و لم يعد أحد من الناس يستمع إليهم ، حيث أصبح الجميع يخشى هذه الكلمة.. و لم ينخدع الشباب فقط بأفكار الفلاسفة بل حاول فلاسفة العرب أمثال ابن سينا و الفارابي أن يأخذوا منها ، ووافقوا فلاسفة اليونان حين قالوا بأن العالم قديم و نسوا أن العالم حادث قد أوجده الله و حاولوا أن يوفقوا بين فلسفة الغرب و بين الفلسفة الإسلامية ، و هذا لا يتأتى بأي حال من الأحوال ، فكيف يمكن التوفيق بين مبادئ وضعية من فعل المخلوق ، و مبادئ إلهية من إبداع الخالق؟كيف؟ و العجيب أنني التقيت بالعديد من المراهقين يحدثونني مبهورين عن كتاب في الفلسفة وضعه أحد أصحاب النظرية الوجودية ، أو عن فيلسوف غربي أبدع على حد قولهم في التفسير المادي للتاريخ ، و تراهم مسلّمين بما سممت به عقولهم الناشئة من أفكار فتاكة دون تدبر أو محاولة لاستطلاع رأي علماء الدين الذي يدينون به ، و لم يكتفوا بهذا بل وجهت إلي أسئلة من ذلك النوع الذي يتجاوز الخطوط الحمراء تسأل عن أصل الخالق و القضاء و القدر و سبب تعدد الأديان و لماذا و كيف و متى و …..؟؟؟و يقولون على الله الكذب و أكثرهم جاهلون ، و كان يكفيهم أن يتدبروا قول الله عز و جل "يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تُبدَ لكم تسؤكم" و يتقوا بذلك فتنة تكاد تطيح بدينهم و معتقدهم.. إن هذا الأمر يحتاج قبل كل هذا إلى الرجوع إلى الدين ، و فهمه الفهم الصحيح ، و التسلح بأصوله و تعاليمه ضد كل فكر وافد ، حتى يتجنب المرء من المتاعب و الفتن ما قد يودي بعقله إلى الإلحاد في النهاية و العياذ بالله.. و ليعلم السائل أن للخالق حكمة في كل شيء ، و لا يجوز له و هو المخلوق أن يجادل في قضايا تخص العقيدة ، و يأخذ بها على أنها مسلمات لا يجوز لعقله القاصر أن يكون له مجال للتفكر فيها و محاولة إدراكها و طرح أفكار من صنع هواه ، فليس العقل وحده وسيلة للإدراك ، و مع أن حرية الفكر قد كفلها الدين إلا أنه أقام لها ضوابط تقيدها ، فلا يجوز لبشر أيا كان أن ينتهكها بالمس في المعتقد و بمبادئ الدين السوي .. و لا يجوز لنا أن نكون مسلمين جزئيا نطبق من الشريعة ما يتمشى و أهواءنا ، و نسقط عن أنفسنا ما يحقق التوازن و الطمأنينة في حياتنا ، و نكون كالذين قال الله فيهم "أتؤمنون ببعض الكتاب و تكفرون ببعض" ، فالإسلام شامل جامع لم يترك صغيرة و لا كبيرة إلا ووضع لها قوانين تضبطها ، فحريّ بنا أن نقف و أنفسنا وقفة صريحة معاتبة ، و لنتأكد أن الإسلام الذي ندين به لم ينتقل إلينا وراثة و لكن عن اقتناع و فهم كاملين لما أتى به من مبادئ و تشريعات و منهج حياة . و كان بودي أن أضيف المزيد ، و لكن أعتقد أن ما ذكر يكفي كي لا نتبع السبل و نعيد النظر في أنفسنا و مبادئنا و معتقداتنا بعيدا عن التعصب الأعمى لأفكار وضعية قابلة للخطأ و الصواب ، و لتعتبرها عزيزي القارئ دعوة مفتوحة نحو تصحيح الذات بمنأى عن الأهواء و اللذات ، و إنني أعلم بأن البعض سيستجيب إليها و يذر الآخرين يتخبطون في عنادهم و غرورهم غير المبرر على الإطلاق .أرجو من الله جل و علا أن أكون قد وفقت في طرح هذه القضية الخطيرة و إن كانت تحتاج إلى مقالات و مقالات ، و أن يعلم المرء أن ثمة جواب واحد إذا طرح هذا السؤال : أهي حقا فلسفة أم شطط؟؟ |
|||
12-09-2005, 11:35 PM | رقم المشاركة : 2 | |||
|
أخي سامر |
|||
14-09-2005, 02:51 AM | رقم المشاركة : 3 | |||
|
أشكرك عزيزي سامر سكيك لتسليطك الضوء على جانب أشد جوانب حاضرنا الإسلامي المؤسف حاجة إلى الدراسة الجدية والمعالجة الناجعة, ذلك لتعلقه بالشباب, أي بتلك الشريحة التي يفترض أن ترث هموم هذه الأمة, وأن تلعب دور المخلص لها من تلك الهموم والويلات التي ترزح تحت عبئها اليوم.. |
|||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|