/ 13 /
لنصيغ الكلام بطريقة مختلفة للنشر
نحن في النهاية لا تعنينا الحرية ولا الديمقراطية بل يعنينا أولا وأخيرا ممانعة أمريكا ومقاومة إسرائيل ونشر ثقافة الحرب الوجودية بين أحرار هذا العالم وبين المستعمرين عبر كل هذا العالم
ولكن الشعوب العربية تريد الحرية وتريد الديمقراطية ويجب أن تحصل عليهما الآن
وما ليس للنشر
لا تجبرونا على الخروج لتصفية الحسابات الشخصية إذا جاء زمن الفوضى الخلاقة وخرج الفاسدون في الأرض والوطن تحت شعارات النظام والسلطة لمحاولة إهانتنا
هذه المرّة لن نتسامح مع من كتب فينا تقارير أمنية ومن أهاننا في تاريخنا ورموزنا وقبورنا وأسمائنا ومن حاول الاستيلاء على أرزاقنا وأملاكنا وبيوتنا
هذه المرّة سنحمل السلاح ونحن نُجيد استخدام السلاح ولن نتردد 28/3/2011
كانت تلك الكلمات خلاصة لنص نشر بعنوان لا حرب أهلية في سوريا العربية
ربما كانت تلك أمنية تمنوها ولم تتحقق وخوف عاشوه وسيستمر وربما كانت مواربة صاغوها بحذر فصارت وصمة عار
لقد ارتكبوا حماقة كبيرة عندما كتبوا وعلى الأرض العربية ثورة
ثم رفعوا شعارا سيدمرهم تماما قوميون عرب الى الأبد
حاولوا ان يواجهوا الفوضى في سوريا بقوة أكبر عبر نصوص شديدة الوضوح وكانوا أسبوعا بعد أسبوع يكتشفون ابعادا جديدة لمشروع استعماري معقد لا تخطئه العين
كتبوا عن الطريق الى الهاوية وعن الدور التركي في المنطقة وسألوا السؤال الأهم في سوريا
بقايا عثمانيين او مواطنين سوريين
وكتبوا عن المبادرة الإيرانية_الروسية في أول ظهور علني لهما على مسرح الاحداث المتدحرجة
مع نهاية صيف العام 2011 وبعد ستة أشهر على خريف سوريا اعترفوا أن في سوريا أزمة طائفية معقدة وأزمة أخلاق وصراع إقليمي وليست مجرد حالة سكون محلية وأن أزمة سوريا خرجت عن السيطرة
وحتى نهاية العام 2012 كانت المجموعة تحاور نفسها وتناقش نفسها وتطحنها الفوضى التي تحاول ان تواجهها
لقد وصل الى قناعة متأخرة جدا بأن مشروع الفوضى يستمد قوته وحيويته من معارضيه أولا تلك هي طبيعته وبنيته وابجديته وسر قوته الرهيبة
في الشهر الثاني من العام 2013 دخلت إسرائيل لاعبا رئيسيا مباشرا في سوريا بقوة الضربات الجوية الاستباقية التي تنفذها في محيط العاصمة دمشق ولا يزال هذا المشهد مستمرا وسيبقى طويلا
في الشهر الأخير من العام 2014 كتب لماذا لا يرحل بغير دماء
في الشهر الأول من العام 2015 توقفوا نهائيا بعد نشاط مفكك وتراجع مستمر عن ثوابت كشفت فسادها الفوضى
عاد الى الكتابة في صيف العام 2016 بعشوائية بعد أن مارس فعل الندم على كل كلمة كتبها في مشهدية تلك السنوات العجاف والتي كانت نتيجتها كارثية على الجميع وعلى كافة المستويات
كان كمن يبحث عن هدف جديد وواضح في عالم قديم ومدمر حتى وصل في نهاية صيف العام 2017 الى رؤية واضحة وجديدة تستند على الفردية والمحلية والخصوصية في قراءة ومواجهة الجماعة والمنطقة والاقليم لقد وصل الى هوية صحيحة بعد كل ذلك التيه
أنا إنسان فرد وحرّ دائما
حاول أن يصحح فيما كتبه لاحقا كل ما ندم عليه سابقا وحاول بجهد أن يكون واضحا وبسيطا كالماء والهواء حتى في حياته العادية والمحدودة للغاية والمغلقة
في النصف الثاني من العام 2018 توقف عن أرشفة ما يكتبه وبدأ رحلة التوقف القصيرة والحاسمة عن الكتابة والنشر استعدادا لرواية الاعتراف المتأخرة بالفشل الكامل والنهائي وعلى أمل استعادة القليل من الكبرياء والكرامة في شرق لا يحتمل أي شعور بالكبرياء ولا يسمح بأي إحساس بالكرامة
____________