حديقة اللوتس
.................................................. ......
خرجت بنزهة وبيدها باقة من ذكريات
ذهبت الى حديقة تُسمى
حديقة اللوتس
سُميت بهذا الإسم لأنها
تجعل الروح في وسط ماء
لكنها تطفو كوردة
جلست على مقعد من خشب
كانت حزينة
لفراق صديقها الحياة
كان قِبلة الشمس
لها
فهو بوصلة تُشير الى النقاء
اليمين يد تُمَد لها ساعة ضيق
الشمال عين ترشدها الى الطريق
الجنوب قلب يوسع لها
أي مضيق
الغرب روح من أريج تعطّر
قلبها
كانت له الشرارة الاولى
لإنطلاق قطار الحب
كانا مولعا بهواية الصيد
يركبان مركب من شوق
ويُبحرا معا في بحر
الأناقة
فهُما معا
كالعصفوران
كفراشاتان
كان وجهها مرآة له
فهو يرى بها وضوح
الشمس
لأن إبتسامتها
تمنحه إشراقة للأمل
كانا
حينما يلتقيان تكتب عيناهما
ألف رواية
رواية حنين .. رواية النقاء
رواية طفولة .. رواية الشغف
كلّما فرقتهما اللحظات
جلست على شرفة بيتها
تقلب بعين الذاكرة
فصل من فصول روايتهما معا
كان أكثر فصل يجذبها فصل تشابك الأيدي
وكأنهما معا .. كالإبرة والخيط
بدفء اللمسة
يخيطان ثوب عشق وهيام
إستقطع جلستها
صوت رجل ينادي إبنته
التي تلهو بأطراف الحديقة
أين أنتِ صغيرتي
تسمرت بتلك الكلمات
فهو كان يناديها يا صغيرتي
كان يدللها وكأنها
أول دمية له في السنة الاولى
من طفولته بكت مطولا
حتى سالت منها أنهر من نحيب
فكيف تُمضي الحياة
وهي تناديه
ولا يُجيب
تشتاقه ولا تجده
تحن للمسة يده
التي كانت لها
كوجبة من أريج
تُشبع جوع أنوثتها
كانا معا
أنصاف
فهي شمس وهو إشراقة
هو بحر وهي الغرق
هي الليل وهو الحلم
ولكن الأجمل حينما يكتملا معا
كمنديل ويد
يمسحان من جبينهما أي كد
حلّ الليل عليها
فإلتفتت حولها فلم تجد معها
إلا ظله
وصدى يقول لها إرجعي
يا صغيرتي
الى سرير الأحلام فهو أجمل مقام
تُقيم فيه القلوب طقوس الأماني
حملت على كتف قلبها .. حقيبة أوجاعها ومضت
الى سريرها
قبل أن تغفو تناولت قلم
كان قد .. أهداه لها
وكتبت على أوراق عمرها
كانت في يوم من الأيام
تسكن هذه المرأة
حيـــــــــــاة