الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديــات الأدبيــة > منتدى القصة القصيرة

منتدى القصة القصيرة أحداث صاخبة ومفاجآت متعددة في كل مادة تفرد جناحيها في فضاء هذا المنتدى..فهيا لنحلق معا..

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-01-2020, 11:51 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
بسباس عبدالرزاق
أقلامي
 
إحصائية العضو







بسباس عبدالرزاق متصل الآن


افتراضي تمثال وبندقية

ساحة مكتظة بالصراخ، نظرات عشوائية يوزعها المارة عليه، هناك أمام مسرح المدينة يقف بشموخه المعهود متحديا ضوضاء وضجيج المدينة.
ريح ثرثارة، وأعجاز نخل مرتبة بملل على الرصيف.
وسرب أطفال يعبثون بالقرب منه، غير مبالين به، يحملون ألواحا خشبية، يصوبونها نحو بعضهم، يتخيلونها أسلحة.
هو الآخر يحمل سلاحا إسمنتيا، يعبث به أحيانا ولكنه مطلقا لم يتخل عنه.
بثبات وثقة كان ينظر بعيدا، يثقب بنظراته الجدران والطرقات، كمن يبحث عن سر خلفها وربما يفكر في قضية تؤرقه.
يركض الأطفال حوله، وهم يحدثون أصواتا حربية بأفواههم الطرية، يتخيلون المكان ساحة لمعركة قاسية، هو الآخر يخوض معركته مع ذاكرته.
للأماكن ذاكرة قوية، وحدها من تحفظ حماقاتنا.
انتبه لطفل اختبأ خلفه، وهو يطلق رصاصاته نحو أصدقائه، لوهلة كاد يساعده، يشبه هذا الفتى صديقه عمار، عمار صديق البطولات والكفاح.
خلفهم كان فتى آخر يتسلل نحوهما.
أراد أن ينبهه:
-خلفك.
كيف لطفل أن يسمع تمثالا؟
-إنه يلقم بندقيته.
كيف لألواح خشبية أن تحدث ضجيج أسلحة، فيسمعها طفل برئ.
-عمار، خلفك العدو…
هناك في المعركة كان جنود الاحتلال أمامهما، خلف الأشجار يختبئان من رصاصات العدو، ولأنهما يعرفان المكان جيدا فقد اختارا جيدا مكان المعركة.
دوما تتحالف الأماكن مع أصحابها ضد الدخلاء، للأماكن ذاكرة قوية ووفاء نادر.
واصل الطفل المقاومة وهو يتصيد خصومه، يتساقطون أمامه.
عمار أيضا كان قناصا بارعا، وهو يقتنص جنود العدو ببراعة.
كيف للحياة أن تنصب له كمينا آخر ضد ذاكرته، وهي تختبر صبره الاسمنتي.
-إنه يصوب بندقيته نحوك.
الطفل في خياله يعبث، وخلفه تعبث الحياة به، وهي تحضر كمينا صادما.
يتعثر التمثال في ذاكرته، عندما رآى صديقه عمار مصابا في ظهره برصاصة غادرة، بحث عن الماسورة التي أطلقت حقدها نحو ظهر صديقه.
-العدو دوما يختبئ في الأماكن الآمنة، خلفك تماما حيث يستند ظهرك.
تفادى الطفل الرصاصة الأولى برشاقة، والثانية كانت قريبة من رأسه، ولكنها أصابت التمثال في قدمه.
مرة أخرى تستيقظ أحزانه، عندما سقط صديقه بين يديه، وهو يتألم، كان ألما عميقا، لأنه كان في ظهره.
أراد أن يسدد نحو الطفل الذي كان يتسلل نحوهما، ولكنه مرة أخرى عجز عن إنقاذ عمار.
تتكرر المأساة في الحياة بطريقة غريبة ومؤلمة.
انطلقت الرصاصة الثالثة بسرعة فائقة، حامت فوقهما، سخرت قليلا منه، وهي تتجهز لاختراق جسد الطفل.
حاول حمايته، كاد يكسر الاسمنت، ولكنه عجز، لأن من صنع تمثاله كان غبيا، وربما ماكرا حتى ينجز مشهدا متكررا لمأساته.
عندما نريد التخلص من بطل نصنع له تمثالا، أو نطلق اسمه على ميدان فيضيع في زحمة الحياة.
وربما يصبح مجرد نقبا تذكاريا، يلتقط عنده السياح الصور، وفي أحسن الحالات يمارس عنده العشاق حماقاتهم.
مزقت الرصاصة جسد الطفل، سقط عند قدميه، سقوطه كان مدويا في ذاكرته.
-عمار.
عمار لم يقل إلا: سننتصر عندما نتخلص من الخونة..
-هل رأيته؟
– إنه الوهم والخرافة يا صديقي.
-أخبرني أرجوك
-الجهل والخوف الذي يعشش فينا.
-عمار، عمار….عمار لا ترحل..
أراد أن ينحني ليحمل الطفل ولكنه دوما يعجز في مهامه.
عجز مع عمار، وعجز عندما قبلته رصاصة طائشة من رصاصات العدو، عجز أن يعلن رفضه لنصبه تمثالا في وسط المدينة.
واليوم يعجز في إنقاذ طفل، ويعجز في إقامة جنازة تليق به.
قام الطفل وهو يبتسم في وجه صديقه: ماكر حقا أنت.
خبأ الأطفال أسلحتهم قرب التمثال وانصرفوا نحو منازلهم.
وحده هناك بقي بثباته المعهود يحرس المكان، وهو يحضر للغد؛ للمعركة، ربما يرسم معالمها عكس ذاكرته.






 
رد مع اقتباس
قديم 09-02-2020, 03:10 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عبدالرحيم التدلاوي
طاقم الإشراف
 
الصورة الرمزية عبدالرحيم التدلاوي
 

 

 
إحصائية العضو







عبدالرحيم التدلاوي متصل الآن


افتراضي رد: تمثال وبندقية

بين الماضي والحاضر وشيجة تحرك الذكريات حيث التمثال واقف بحزن يراقب ما يجري حوله ويستعيد حقيقة ما جرى.
متى نتخلص من الخونة؟ متى تصبح التماثيل نصب فخر لا محطات إعجاب لحظي؟
تحياتي







التوقيع

حسن_العلوي سابقا

 
رد مع اقتباس
قديم 04-11-2022, 12:11 AM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
بسباس عبدالرزاق
أقلامي
 
إحصائية العضو







بسباس عبدالرزاق متصل الآن


افتراضي رد: تمثال وبندقية

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحيم التدلاوي مشاهدة المشاركة
بين الماضي والحاضر وشيجة تحرك الذكريات حيث التمثال واقف بحزن يراقب ما يجري حوله ويستعيد حقيقة ما جرى.
متى نتخلص من الخونة؟ متى تصبح التماثيل نصب فخر لا محطات إعجاب لحظي؟
تحياتي
ستصبح نصب تذكار وفخر عندما يكون الخلف فخرا
ومادام الجيل الحالي محط سخرية العالم

فالتماثيل والنصب التذكارية مجرد جعجعة لا أكثر


محبتي صديقي التدلاوي






 
رد مع اقتباس
قديم 04-11-2022, 10:07 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
راحيل الأيسر
المدير العام
 
الصورة الرمزية راحيل الأيسر
 

 

 
إحصائية العضو







راحيل الأيسر غير متصل


افتراضي رد: تمثال وبندقية

جمال السرد فن لا يتأتى إلا لمن يجيد تحريك الخيوط بشخوصها في أزمنتها وفي أماكنها المدروسة بعناية
مع المسك بزمام اللغة الناصعة ..



أعجبت بما قرأت هنا ..


لك التحية والتقدير المكرم الفاضل / بسباس عبد الرزاق.







التوقيع

لم يبق معيَ من فضيلة العلم ... سوى العلم بأني لست أعلم .
 
رد مع اقتباس
قديم 05-11-2022, 01:17 AM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
بسباس عبدالرزاق
أقلامي
 
إحصائية العضو







بسباس عبدالرزاق متصل الآن


افتراضي رد: تمثال وبندقية

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة راحيل الأيسر مشاهدة المشاركة
جمال السرد فن لا يتأتى إلا لمن يجيد تحريك الخيوط بشخوصها في أزمنتها وفي أماكنها المدروسة بعناية
مع المسك بزمام اللغة الناصعة ..



أعجبت بما قرأت هنا ..


لك التحية والتقدير المكرم الفاضل / بسباس عبد الرزاق.
قراءة سرتني
ومنحت النص الكثير من الضوء


ممتن لرأيك وإعجابك به هو من جميل ذوقك وكرمك


أستاذة راحيل الايسر


كامل التقدير والاحترام لشخصك الكريم






 
رد مع اقتباس
قديم 29-03-2023, 06:49 PM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
ربيع عبد الرحمن
طاقم الإشراف
 
الصورة الرمزية ربيع عبد الرحمن
 

 

 
إحصائية العضو







ربيع عبد الرحمن غير متصل


افتراضي رد: تمثال وبندقية

لم أر هنا أكثر من براءة الصغار
التي أهدرت كبرياء التماثيل و عرت بطريقتها العفوية
بؤس الماضي و ضلالاته
الأطفال أكثر صدقا و تعرية
و بلا منطق وتفلسف تصل اللب و ما يحوي !

نص يحمل انقلابة في الوعي
ربما تطورا أو اهدارا .. سيان الأمر
لكن الأيام على قدر ما تعطي تأخذ
و الوعي على قدر اكتماله يعطي قبولا أو رفضا و ربما اسقاطا !







 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 05:01 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط