بيت غشيم...
(1)
في البدء
كغجرية عتيقة تعودت أن تدور في الصباح الباكر على بيوت المدينة القريبة من مخيمها لتلملم في اوعيتها المتعبة الزيت المنسي !
كذلك هو حال أسرار تلك "الطرق الصوفية" التي قامت غجرية التاريخ بفعل قوانينه الطبيعية بلملمة بقايا الفلسفات والشذرات والهلوسات الوثنية المنسية وصنعت لهم منها ثوبا توحيديا مخادعا ثم أطلقتهم حفاة في الجغرافيا وأطلقت عليهم تلك الأسماء العبثية...
قبل أن تكون هناك منطقة عربية وقبل أن يكون هناك إقليم وبُعيد انهيار الدولة العربية_الاسلامية التي قادت حركة التاريخ وأضافت وأغنت الحضارة الإنسانية بإسهامات الحضارة العربية_الاسلامية في ارجاء العالم القديم وقامت بما هو مطلوب منها في حتمية التطور الإنساني والارتقاء التوحيدي قبل أن تنهار بفعل الحفاة العراة الرعاة الهابطين عبر مجاري الطرق القديمة من وسط آسيا تماما كما حدث مع اثينا واسهامها الحضاري الإنساني ثم مع روما وريثتها الطبيعية !
في ذلك الزمن العقيم وفي تلك الفراغات الكبيرة نشأت "الطرق الصوفية" وتمددت وانتقلت وتطورت وعبرت الجغرافيا ونسبت في حلها وترحالها لنفسها ما تحتاج له من قصص التاريخ وغيرت لغاتها عدة مرات وانسابها عدة مرات عبر زمن الفوضى العثمانية التي اقتصرت مساهمتها في الحضارة الإنسانية على فعل تعطيل حركة التاريخ ووقف التدفق الحضاري في جغرافيا كان رد فعلها الحضاري الوحيد على هذا الاستلاب الجائر هو هذه المذاهب الضائعة وهذه الطرق الصوفية الغرائبية !
23/4/2020
صافيتا
..