تداعيات في زمن الوباء...

[زياد هواش]

شرّ البلية ما يقتل !

قال حكيم:
انا اعطي وطني دمي ولكنني لا اعطيه كرامتي
وأما:
أنا فلا أعطي وطني كرامتي ولا دمي
فليذهب هذا الوطن المشبوه الى الجحيم.

الخربة
ضيعة ضايعة
عيلة خمس وست وسبع نجوم
وصولا الى
صح النوم
شبعنا موتا
ولا يزال الفن السوري ساري المفعول !

كان اسمها سوريا
ثم انفجرنا ضاحكين
سار اسمها سورياليا
ونحن السورياليين !
يا له من عار
يا لها من مذلة

لماذا تنهار الدول عبر التاريخ !
لأن شعوبها وقياداتها غرقت بالضحك...

لماذا يضحك السيد الرئيس فوق خشبة المسرح !
لأن الملقن يضحك تحت خشبة المسرح...
لأن الملقن يدغدغه !
"الملهاة الإلهية"

"المُلقن" في المسرح انتهى زمنه
وفي بقية الفنون أيضا
"المُلقن" انتقل عمله الى القصور الرئاسية !

انهم يضحكون كل الوقت وبلا أي سبب !
انهم مسعورون كل الوقت وبلا أي هدف.

كلما انحدرت الفنون كلما انحدرت معها الأنظمة والمجتمعات أو العكس لا فرق...
وكذلك هو الحال بالنسبة للإعلام باعتباره فن قائم بذاته كالمسرح أو السينما...
الفن ارتقاء انساني والفنان هو الاقدر على التعبير عن فردية الانسان وقيمه الإنسانية...
المجتمعات في خدمة الفن !

الكوميديا في الأنظمة الديكتاتورية لغة السلطة الاستبدادية والدراما لغة المعارضة المتطرفة...
وفي الحالتين نجوم الفن/الفنانين هم النُخب التي تقود جماهير الدولة والمجتمع...
المجتمعات المصابة بلعنة السلطة مصابة بهستيريا الضحك او الموت...
بلا أي سبب يضحكون وبلا أي هدف يموتون !

في الأنظمة الديكتاتورية
تميل حاضنتها المنتمية لأحزاب ستالينية استبدادية الى ثقافة السخرية ولغة التهكم وخصوصا في ازمنة الحروب الاهلية وحتى في زمن الوباء...
مصابون بلعنة السلطة التي تدغدغهم طوال الوقت وينفجرون مقهقهين لأي سبب وفي أي موقف وببله ما بعده بله !
17/4/2020

صافيتا

..

[زياد هواش]

تداعيات في زمن الوباء...

القناعة لا تبرر الجوع !

انتهت في زمن الوباء ملامح كل الأزمنة التي سبقته الرومانسية والاحلام والسلام والاحادية والاتصالات والفوضى...
على أمل أن تتجه البشرية جمعاء لصناعة الزمن الواقعي والعقلاني والإنساني المفقود منذ عقود وعقود.

مدينتي صافيتا تحتفل بعيد الفصح الموحد في هذه الأيام (الخميس والجمعة والسبت والأحد والاثنين)...
نهار المدينة وليلها مطرز بالتراتيل والصلوات بالرغم من خلو الكنائس بسبب التدابير من المصلين بآلام ثم بحزن ثم بآمال ثم برجاء ثم بفرح عظيم.

كنت أشارك بفرح عظيم وإنسانية متدفقة بطقوس الأحبة المسيحيين/النصارى في الأعياد ومراسم الوفاة والزواج وأحبها الى قلبي مراسم وطقوس العماد للأطفال...
أنصح الاشقاء المسلمين واليهود/الموسويين بدخول الكنائس المفتوحة أبوابها للجميع والانسجام بأجواء المحبة والتسامح والايمان.

توقفت عن المشاركة داخل الكنيسة واكتفي بالوقوف في الباحة بسبب المأساة التي تعيشها بلادي السابقة وأجواء الفوضى الإنسانية والعشوائية الايمانية...
صار احترام الخصوصية الدينية أهم بكثير من الرغبة العارمة بالمشاركة لأننا دخلنا جميعنا في جحيم كبير.

لا اعتقد ان الجيل الذي سيرثنا وأي ارث تركنا له سيمتلك أيا من رغبة حتى في معرفة الآخر !
ثم كيف يمكنني أن اقنع ورثتي الطبيعيين بتاريخ تشاركي أخلاقي وطني وانساني يدمره الحاضر كل يوم ولا أملك لما نفعله ببعضنا أي تبرير !

كل المؤسسات الدينية تكفر بعضها لدرجة الإلغاء المعنوي على الأقل !
وداخل كل دين كل المذاهب تكفر بعضها بنية الإلغاء الفعلي والشرير !
ولأنني وصلت داخل مذهبي بدوري الى حالة "عدو الشعب" لأنني لا اقبل بقداسة ونورانية وعصمة شخص أبله يعيش بيننا...
أفكر جديا بتغيير ديني الافتراضي في واقع الحال

من المذهل أن مجرد ابداء الرغبة بتغيير الدين او المذهب يقود الى مزيد من العدائية بكل اتجاه !
تسأل بقية الأديان يقولون لك كافر وراحت عليك !
تسأل بقية المذاهب يقولون لك منافق يجب ان تنتقل لمرحلة كافر قبل أن تتجدد !
يزداد من اعتبرك مرتدا غلوا في رفضك ورفض تغييرك لمذهبك ودينك أيضا !

لا أنا أريدكم ولا أنتم تريدونني ولا تستطيعون ان تتراجعوا ولا اريد ان أتراجع !
لا يمكن لشخص عاقل يعرف الله بعقله وقلبه أن يقبل الرضوخ لشخص مثله او ادنى منه عقلا وايمانا تحت أي مبرر !
يقولون لك رأى رؤية وظهرت له كرامة !
أقول خذوه الى طبيب نفسي فورا لأنه يشكل خطرا على من حوله

في سورياليا
نحن السورياليين
كلنا ستالينيين او نازيين ونخمّر في دواخلنا المتعفنة هتلر وستالين...
وكلنا فلاسفة ومتصوفة وعلماء اجتماع وفلك وسياسة واقتصاد ابن سينا والحلاج وابن خلدون وصولا الى جورج واشنطن وماركس ولينين...
وكلنا دواعش ونخمّر في عقولنا الشريرة أبو بكر البغدادي !

حدود الله وحقوق الافراد بيد الدولة التي تعبر عن كل الافراد !
عندما تغيب الدولة أو تفشل تسقط الأقنعة وتطفو الحقائق على وجه الماء
العراق سوريا لبنان فلسطين اليمن ليبيا
إيران تركيا إسرائيل
............

لقد انتهى زمن عبادة الافراد
وكل ما يحصل اليوم هو تخريف أرذل العمر لثقافات وسخافات وبدع وقرف تراكمات حفاة الجغرافيا وعراة التاريخ في الزمان والمكان
كشف الوباء كل شيء أمام العقل والعقلاء
لا يجب ان تنجح الجماعات في تعطيل قوة العقل بقوة القهر مرّة جديدة

ملاحظة:
يستطيع كيم جونغ_أون ادعاء الالوهية لأن الدين في كوريا الشمالية فلسفي يسمح بذلك...
لا أدرى لماذا لا يفعل ذلك ويضفي على العائلة الرئاسية الخالدة صفة النورانية !
17/4/2020

زياد هواش/صافيتا

..

[راحيل الأيسر]

خواطر إنسانية / اجتماعية تشد القارىء بمادتها الدسمة ذات البعد السياسي الواقعي ..

سلاسة الربط وجمال الانتقاء ينقلنا من جو المقال إلى متعة الخاطرة الأدبية ..


قلم مثقل بهموم وطنه / إنسانيته / عروبته / سوريته ..
اكتب أخي زياد
وإنّا هاهنا قاعدون ننصت لهمك وما أثقل كاهلك ..
ارم بحمولتك على كتف الحرف وتقاسمه مع من يقرأ لك ..



وإنا لرغيف حرفك لمقتسمون مرا كان أو حلوا ..


كل التقدير أخي زياد ..

[زياد هواش]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة راحيل الأيسر

خواطر إنسانية / اجتماعية تشد القارىء بمادتها الدسمة ذات البعد السياسي الواقعي ..

سلاسة الربط وجمال الانتقاء ينقلنا من جو المقال إلى متعة الخاطرة الأدبية ..


قلم مثقل بهموم وطنه / إنسانيته / عروبته / سوريته ..
اكتب أخي زياد
وإنّا هاهنا قاعدون ننصت لهمك وما أثقل كاهلك ..
ارم بحمولتك على كتف الحرف وتقاسمه مع من يقرأ لك ..



وإنا لرغيف حرفك لمقتسمون مرا كان أو حلوا ..


كل التقدير أخي زياد ..

شكرا من عميق قلبي يا راحيل...

..

[زياد هواش]

تداعيات في زمن الوباء...

وفي زمن الفرس الرديء !

في احتفالات يوم الجمعة العظيمة في مدينتي الصغيرة والحالمة صافيتا من أيام عيد الفصح المجيد والكنائس الملتزمة بالإجراءات الوقائية تصدح بالتراتيل والكهنة ومُصلين بالحد الأدنى...

اختار شباب ينتمون الى تنظيم حزب البعثي الطائفي المذهبي أن يقوموا برفع صوت القرآن الكريم في قلب المدينة بالقرب من مقام ديني ومقبرة وليس مسجدا في سابقة وفي أحد أكثر اماكنها قربا من الكنائس التاريخية التي تحتفل بطقوس عيد الفصح !

كان هناك توتر غير مبرر لم يتصاعد هذه المرّة والحمد لله في أجواء ايمانية تقليدية ولم يكن هذا التوتر عفويا او انفعاليا بل من ضمن توجه بعثي_مذهبي متصاعد يقوم في ظاهره على التمسك بالإسلام ورفع الآذان خارج المساجد في ظاهرة يذهب البعض الى تبريرها بالقول أن النظام في خضم حرب أهلية_مذهبية ويريد أن يلمع وجهه الإسلامي !

بالتأكيد النظام في سوريا بعثي ولا يزال ولم يكن يوما معنيا بإظهار وجهه الإسلامي ولا يمكنه أن يخدع أحدا لا في زيف اسلامه ولا في زيف عروبته او وطنيته حتى انه مجرد حزب ستاليني استبدادي آخر...

ولكن ما قام به اتباعه ومناصرون بحماية الأجهزة الأمنية وشعبة الحزب المحلية المتشددة مذهبيا وعشائريا حتى يقوم في الأساس على توجه لديهم تقوم إيران بتمويله وتوجيهه ليس من اجل نشر التشيع كما يسوق الجميع بل هناك ما هو أخطر وأعمق من ذلك...
لصناعة مذاهب امامية تحتفظ ببعض خصوصياتها التاريخية بشرط ان لا ترتبط بالتاريخ العربي والهوية العربية وتبقى ضمن منازل البيت الامامي الفارسي الجديد (1501 ميلادي) وتتبع لإيران وحتى تحكم ايران سيطرتها الأبدية عليها تدفعها للصدام مع جيرانها التاريخيين في بيئتهم الجغرافية !

إذا ايران تراهن في الحقيقة على صناعة طوائف ومذاهب إسلامية في سوريا وربما أيضا مسيحية في لبنان وداعشية في العراق وأصولية في فلسطين على شاكلة النموذج الحوثي الخلاق وتسمح لهم بكل الخصوصيات الرئيسية والطقوس الخاصة بشرط ان ينكروا عروبتهم ويصطدموا مع جيرانهم دمويا بحيث يصبح بقاؤهم ووجدهم نفسه مرتبط بحماية ايران او حزب الله وأخواته !

هذا بالتحديد ما يحدث في صافيتا اليوم وعلى امتداد الساحل السوري وصولا الى طرابلس في لبنان وربما أيضا غزة في فلسطين المحتلة !

ما يحدث في المنطقة العربية ليس نشرا لـ "التشيع الفارسي" بل نشر لثقافة اجتثاث الهوية العربية ونشر للبؤر المتطرفة ذات الطبيعة العدائية المُهدِدة والمُهَدَدة في بيئتها التاريخية بمعنى مختلف صناعة الفتنة من ضمن سياقات مشروع صناعة الفوضى الأمريكي_الاسرائيلي !

قد يكون لتركيا مشروعا عثماني _ إخواني مماثلا وقد يمتد جغرافيا أوسع في المنطقة العربية والعالم الإسلامي من المشروع الفارسي _ الشيعي ولكن هذا ليس محور حديثا المحلي...

كفرد احمل هوية إنسانية ولست معنيا أبدا بعبثية الوطن السوري او بخدعة الشعب السوري ولا بأي شكل من الاشكال...
اشعر بحكم التشاركية المناطقية الارادية بالنسبة لي أن ألفت نظر النظام الفاشل في سوريا وتوابعه المحليين الى حقيقة أنهم مكشوفون ومفضوحون تماما ونهائيا وان ما يقومون به هو مجرد تبعية دونية لا أخلاقية لإيران الثالثة الأخرى ومركز الشرّ في العالم العربي الى جانب شقيقاتها إسرائيل وتركيا !

لا أرى مصلحة مستقبلية في الصدام مع إخواننا المسيحيين في صافيتا او إخواننا التركمان او الاسماعيليين على امتداد المحافظة الموبوءة بإيران !
ثم انكم بوصفكم البعث الفارسي الإقليمي العظيم تحتاجون لروسيا الارثوذكسية لبقائكم واستمراريتكم اكثر من ايران بكثير لذلك بالفعل لا مصلحة لكم في الصدام مع المسيحيين عموما والارثوذكس على وجه التحديد وخصوصا ان الرئيس الأرثوذكسي بوتين العظيم بدوره زار برفقة الرئيس الاسد كنيسة أرثوذكسية في دمشق واشعلا معا شمعتين في زيارته الأخيرة !

الا إذا كان بالفعل بالنسبة لكم:
القائد العام هو نصر الله والمرشد العام هو الخامنئي !

لا أتوقع أي رد فعل رسمي على حدث غير مسبوق وفتنوي وفوضي وكفرد حاقد ربما يكون من مصلحتي ان تحترق البلاد كلها والشعوب كلها !
ولكن كانسان فرد أتمنى ان لا يحدث ذلك.

ملاحظة:
بالنسبة للأقليات الإسلاموية في سوريا والمنطقة وخصوصا الشيعة لا أنتم تعترفون بالإسلام التقليدي ولا هو يعترف بكم وانتم مجرد ديانات وثنية مارست تقية غبية في نهاية الأمر ومن الأفضل ألا تستمر هذه التمثيلية الإسلاموية التاريخية الفاشلة جدا والسخيفة.
20/4/2020

زياد هواش/صافيتا

..