اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رداد السلامي
عندما يختل الجانب العاطفي للانسان يصبح غير قادر على تأكيد توازنه ، تهزمه التحديات ، ولا يجيد فن التجاوز ، لي تجربة في هذا المضمار .
حين يحاصر الانسان في أسسه العاطفية والنفسية ويجد الجفاف من حوله .
يتحرك بشكل غير متوازن ، لأن النضج العاطفي يتطلب إشباعا شرعيا هذا من ناحية الزواج ، ومن ناحية الاسرة حين تفتقد الاسرة الى قيم الحب والتعاطف
ويهيمن على علاقاتها نوع من الاستبداد والجفاء تصبح جافة من معاني الانتماء ويترهل نسيجها ، في هذا السياق يلعب الفكر المادي العلماني في بلادنا على هذا الاتجاه بغرض افساد الاسر وترهيل البنيان الاجتماعي السوي في حركته ومسلكه وعلاقاته، يقتحم مساحة التماسك المنبني على قيم الاسلام وشريعته ويسعى الى تسليع الكيان الاجتماعي والعلاقاتي ، ويجعل الود والحب والتعاطف مشروط بالماديات ، ومن هنا تصاغ العلاقات ماديا .
يعزل المجتمع عن قيمه تدريجيا ، ويصبح الحب سلعة ، والحنان قيمة معلبة جاهزة للبيع ،
|
السلام عليكم
نقطة مهمة جداً أثرت الانتباه إليها أخي رداد ..
كيف يتشرب الأطفال القيم المادية ؟
يتعلق الأمر بالاستعداد لتقبل خديعة القيم المادية ..هذا الاستعداد يتمثل في الفراغ العاطفي الذي ترعاه الحياة الجافة في الأسر غير المتماسكة ..عندما يكون الأبوان غير متحابين أو غير قادرين على إظهار المحبة والتعبير عنها بقوة أمام الأولاد ...سواء تجاه بعضهما البعض أو تجاه الأولاد بشكل خاص أوحتى تجاه المحيط خارج الأسرة ...كل ذلك يؤدي إلى تخلخل البنية النفسية العاطفية عند الأطفال ...فيبدأ ترسيخ الإحساس بالغربة النفسية منذ مرحلة الطفولة ...وبسبب الفراغ العاطفي الناجم عن عدم إشباع الحاجة الماسة للإحساس بالحنان والأمان وهما أساسا الحياة العاطفية النفسية المتوازنة ...يصبح الإنسان مستعداً لتقبل القيم المادية كبديل جاهز ..فلكل شيء مقابل ..الأسرة تكرم وتحترم من يقوم بالإنفاق المادي فيها ..والكلمة الأخيرة في الأسرة لمن يستطيع الإنفاق ..وعندما تتاح فرصة الامتلاك المادي فهي نوع من التعويض لإشباع الفراغ العاطفي العميق ..انظر إلى مشكلة حب التسوق والاستهلاك غير المبرر عند معظم الناس ...تجدها تعود في جذورها للإحساس بالحاجة للإمتلاء العاطفي نتيجة الفراغ العاطفي العميق والقديم ...ولاحظ أن هذه المشكلة لا يمكن أن تظهر عند وجود علاقة ود قوية مع الله .
بوركت لما تكتب ..جزاك الله كل الخير