الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديات الحوارية العامة > منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول

منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول هنا نتحاور في مجالات الأدب ونستضيف مقالاتكم الأدبية، كما نعاود معكم غرس أزاهير الأدباء على اختلاف نتاجهم و عصورهم و أعراقهم .

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-06-2009, 02:18 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عبدالحليم مدكور
أقلامي
 
الصورة الرمزية عبدالحليم مدكور
 

 

 
إحصائية العضو







عبدالحليم مدكور غير متصل


إرسال رسالة عبر Yahoo إلى عبدالحليم مدكور

" جدنا "الإمام شرف الدين البوصيري


أخواني الأقلاميون الكرام



هنا أقف على شعر جدنا الإمام البوصيري؛ أو الأبوصيري (نسبة الى بلده "بوصير" أو "أبوصير" ) ، في سلسلة متصلة ؛ بإذن الله :
بداية : من هو الإمام البوصيري ؟

هو ..
محمد بن سعيد بن حماد بن محسن بن عبد الله بن صنهاج بن هلال الصنهاجي
(نسبة إلى صنهاجه بلدة ببلاد البربر بالمغرب الأقصى)
كان أحد أبويه من دلاص والآخر من بوصير " واسمها الآن : أبوصير ".
وهما قريتان من قرى محافظة بني سويف بصعيد مصر فنسب إليهما فقيل له
الدلاصيري ولكنه شُهر بعد ذلك بالبوصيري.
وكان مولده في العصر المملوكي بـ" دلاص " ومرباه في " أبوصير ".
ولد رحمه الله في أول شوال سنة 608 هجرية الموافق : 7 مارس 1312 ميلادية ؛
وتوفي سنة 695 ودفن بالإسكندرية فكان عمره حين وفاته 87 سنة.
وله مسجد في بلده التي نشأ فيها "أبوصير " أسمه ، " مسجد البردة المشرفة "
تعلم في صباه الكتابة والقراءة وحفظ القرءان الكريم وتلقى مبادئ العلوم ،
وتدرج في علم الأدب والكتابة فبرز في الشعر والنثر تبريزا حببه إلى حكام مصر
فولوه بعض الأعمال الكتابية في مديرية الشرقية ببلبيس وقد كان في أول عهده يسلك في شعره مسالك الشعراء
من مدح وذم وشكوى.
ولكنه في كهولته تزهد . فصفت نفسه وصلح أمره وخلص لعبادة ربه.
وفُتحَ عليه في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم
فمدحه بقصائد تزهو على شعر الفحول بالسهولة والجمال والجلال طار بها صيته وخلد بها ذكره.
فمنها البردة وهي (القصيدة الميمية) والتي نظمها في علة أصابته فبريء منها بسببها
إذ أنشدها على رسول الله في المنام فخلع عليه بردته الشريفة ومسح على جسده فعوفي لوقته .
ومنها الهمزية التي جمعت سيرة النبي مفصلة وغيرهما مما هو مشهورٌ معروف لدى الخاص والعام
نفعنا الله بالممدوح والمادح في دار الدنيا ودار السلام... آمين.


البردة المشرفة (1)
والمسمّاة «الكواكب الدريّة في مدح خير البريّة»

وتسمى أيضاً بالبرءة (لئن صاحبها قد شفي "برئ" من مرضه بسببها )

* القصيدة : في مدح النبي (صلى الله عليه وسلم )
* القصيدة من بحر : البسيط
* عدد أبياتها : 158 "ثمانية وخمسون ومائة "بيت .

* أول عشر أبيات من قصيدة البردة مع الشرح:

أمنْ تذكر جيرانٍ بذي سلمٍ *** مزجْتَ دمعا جَرَى من مقلةٍ بدمِ

أتذكرت أملك ومنتهى ما تصبو إليه نفسك بتلك الأماكن النائية
التي عجزت عن الوصول إليها فبكيت هذا البكاء الحار الذي امتزج فيه دمعك بدمك؟

أَمْ هبَّتِ الريحُ مِنْ تلقاءِ كاظمةٍ *** وأَومض البرق في الظَّلْماءِ من إِضمِ



أم هبت الريح من جهة هذه الديار فشممت شذا أنفاس الحبيب.
أومض البرق فذكرت بريق ثغر. فيه ماء حياتك ومنبع ارتوائك؟

فما لعينيك إن قلت اكْفُفا هَمَتا *** وما لقلبك إن قلت استفق يهمِ



ما لك لا تجيب، أتظن أن سكوتك هذا يخفي ما عندك من حب.
وإذا سلمنا أنك غير محب فما لعينيك أن زجرتهما عن البُكاء لا تكفان.
وما لقلبك إن قلت له ارجع إلى طريق الهدى يعصك ويظل هيمان؟

أيحسب الصبُ أنّ الحب منكتمٌ *** ما بين منسجم منه ومضْطَّرمِ


أحسبت أن حبك يخفى على الناس، وقد ظهر بهذا الدمع المُنسكب والقلب المُلتهب؟

لولا الهوى لم ترق دمعاً على طللٍ *** ولا أرقْتَ لذكر البانِ والعَلمِ


لولا الهوى يا صاح لم ترق هذه الدموع ، ولا حُرمت لذيذ النوم لذكرى ديار نائية ليست لك بوطن
، ولا كنت في واد وعقلك في واد.

فكيف تنكر حباً بعد ما شهدتْ *** به عليك عدول الدمع والسقمِ


فيا عجباً من إنكارك الحب، وقد شهد به عليك شاهد عدل إن أصررتَ على الكتمان،
كان فيهما ما ينفي كل شك، هما الدمع والسقم، وفوق هذا لدينا حجة أُخرى،
هي أن دمعك سبق سقمك، ولو سبق الضعف الدمع لتوهمنا أن الدمع نتيجة الألم،
فما فائدة كتمانك وقد قامت عليك الحجة ولزمك الدليل؟.


وأثبت الوجد خطى عبرة وضنى *** مثل البَهار على خديك والعنم


وزيادة عن كلّ ما تقدم من أدلة فقد أكد لنا وجدَك علامتان محسوستان هما اصفرار وجهك واحمرار دمعك
وهما من علامات العشاق، فأولى بك الاعتراف لعل الله الذي ابتلاك أن يهدينا إلى مداواتك بما يزيل علاتك.

نعم سرى طيف من أهوى فأرَّقني *** والحبُّ يعتَرضُ اللّذات بالألم

أما وقد ظهر حبي بما لا سبيل معه إلى الإنكار، فنعم يا صاح، سرى خيال حبيبي فنبهني من سبات الفكر فيه
إلى يقظة الحرمان منه إذ فرحتُ بإقباله فأسرعت للقائه، فإذا أنا في مكاني وهو حيث أعلم
فما أشأم عجلتي التي قطعت لذيذ أحلامي ولكن هي سنة الحب
فإن من طبعه أن يقطع أسباب اللذات بسيف الألم، وهكذا كان معي إذ حرصت على التَّمتُّع بجماله،
فحال بيني وبين خياله.

يا لائمي في الهوى العُذري معذرة *** مني إليك ولو أنصفت لم تَلُم

لما أقر بحبه أحس بخطئه في إذاعته سره فوجه معذرته إلى من يتوقع منه اللوم على الحب
فقال يا لائمي في اعترافي بهواي البريء من كل شين إني أعتذر إليك فيما فرط مني.
ولو أنصفتني ما وجهت إلي أي لوم.

عدتك حالي لا سرّي بمُستَتر *** عن الوُشاة ولا دائي بمُنحَسم

لأن سري قد أفشاه الدمع، ودائي لا دواء له إلا بالوَصل، وهو بعيد الحصول لعُلُو مقام المحبوب وبعد داره،
فحالي تتطلب الرحمة.

أشهر أبيات القصيدة :
والنُّفس كالطِّفلِ إن تُهملهُ شَبَّ على *** حُبِّ الرَّضاعِ وإن تَفطِمهُ ينفطِمِ

وقوله
أستغفرُ الله من قولٍ بِلا عملٍ *** لقد نَسَبتُ به نسلاً لِذي عُقُم ِ

وقوله
محمدٌ سيّدُ الكونَيْنِ والثقل *** نِ والفريقينِ مِن عُربٍ ومن عَجَمِ

نَبِيُّنا الآمِرُ الناهي فلا أحَدٌ *** أبَرَّ في قولٍ لا مِنْهُ ولا نَعَمِِ

هو الحبيبُ الذي تُرجى شفاعتهُ *** لِكٌلِّ هَوْلٍ مِنَ الأهوالِ مُقتَحَمِ


وقوله
وانسب إلى ذاتِهِ ما شئت من شَرَفٍ *** وانسُبْ إلى قَدرِهِ ما شِئتَ مِنْ عِظَمِ


وإليكم رابط لنص قصيدة البردة كاملة : بصيغة pdf


للتحميل : من هنا


وهذا شرح القصيدةكاملة :
للتحميل : من هــــنا

* مما هو جدير بالذكر : أن أمير الشعراء " أحمد شوقي "
كتب قصيدة نهج فيها نهج "بردة الإمام البوصيري " والمسماة :بـ " نهج البردة " :وكان مطلعها
- ريم على القاع بين البان والعلم
أحل سفك دمي في الأشهر الحرم
كما نهج أمير الشعراء " شوقي" أيضاً نهج الإمام البوصيري في قصيدته الهمزية .
وإلى لقاء مع قصيدة أخرى من قصائد الإمام البوصيري.
في إنتظار آرائكم ومقترحاتكم دوماً.






 
آخر تعديل عبدالحليم مدكور يوم 02-06-2009 في 05:36 PM.
رد مع اقتباس
قديم 04-06-2009, 02:24 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
حسناء جمال خطيب
أقلامي
 
الصورة الرمزية حسناء جمال خطيب
 

 

 
إحصائية العضو







حسناء جمال خطيب غير متصل


افتراضي رد: " جدنا "الإمام شرف الدين البوصيري

,

الأستاذ / عبد الحليم مدكور

كنت هنا قرأت , واستمتعت , واستفدت فشكرا ًلك أخي الكريم على هذا الجهد المبذول

الذي استفدت منه , واستفاد غيري .. الفرق أني شكرتك , وغيري لم يفعل ..

.. فشكرا ً لك ..







 
رد مع اقتباس
قديم 04-06-2009, 03:09 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عبدالحليم مدكور
أقلامي
 
الصورة الرمزية عبدالحليم مدكور
 

 

 
إحصائية العضو







عبدالحليم مدكور غير متصل


إرسال رسالة عبر Yahoo إلى عبدالحليم مدكور

افتراضي رد: " جدنا "الإمام شرف الدين البوصيري

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسناء جمال خطيب مشاهدة المشاركة
,

الأستاذ / عبد الحليم مدكور

كنت هنا قرأت , واستمتعت , واستفدت فشكرا ًلك أخي الكريم على هذا الجهد المبذول

الذي استفدت منه , واستفاد غيري .. الفرق أني شكرتك , وغيري لم يفعل ..

.. فشكرا ً لك ..
الأستاذة : حسناء "رميساء الكلمة "
شاكر لمرورك
الإمام البوصيري ؛ يستحق منّا الكثير
فقد عثرت في الفترة الأخيرة على مخطوطات نادرة عنه وعن قصائده ، وعكفت على دراستها ؛
حتى أخرج منها بمادة راقية تناسب مستوى إستحسان : أساتذتي الأقلاميون والأقلاميات.
كوني بالقرب دائماَ فما زال هناك المذيد
وافر أحترامي






 
رد مع اقتباس
قديم 17-06-2009, 08:02 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
عبدالحليم مدكور
أقلامي
 
الصورة الرمزية عبدالحليم مدكور
 

 

 
إحصائية العضو







عبدالحليم مدكور غير متصل


إرسال رسالة عبر Yahoo إلى عبدالحليم مدكور

افتراضي الثانية : ( الهمزية )

الهمزية (2)
والمسمّاة « الهمزية في مدح خير البرية.



* القصيدة : في سيرة النبي (صلى الله عليه وسلم )

* القصيدة من بحر : الخفيف .

* عدد أبياتها : 457 "سبعة وخمسون وأربعمائة "بيت .


* أول عشر أبيات من قصيدة الهمزية مع الشرح(*):


كيف ترقَى رُقِيَّك الأَنبياءُ **** يا سماءً ما طاوَلَتْها سماءُ
إستهل الشاعر قصيده ؛ بذكر فضل النبي (صلى الله عليه وسلم ) على سائر الأنبياء و شبهه في علوه بالسماء التي لا تساويها
أو تعتليها سماء أخرى في رفعتها ومكانتها .

لَمْ يُساوُوك في عُلاكَ وَقَدْ حا **** لَ سناً مِنك دونَهم وسَناءُ
قد حال سناك وسناءك وبهائك دون أن يساويك أحد من الأنبياء .

إنّما مَثَّلُوا صِفاتِك للنا **** س كما مثَّلَ النجومَ الماءُ
لم يضاهيك أحد في جمال خلقك ، فأخلاقهم صورة وأخلاقك هي الأصل ، فهم قد عكسوا ضوء خلقك ، كما يعكس الماء بريق النجوم .

أنتَ مِصباحُ كلِّ فضلٍ فما تَص **** دُرُ إلا عن ضوئِكَ الأَضواءُ

فيا مصباح الهدى أنت مصدر الضوء ، ولا تصدر الأضواء إلا عنك .

لكَ ذاتُ العلومِ من عالِمِ الغَي **** بِ ومنها لآدمَ الأَسماءُ
أوتيت جوامع الكلم وشمائل الفضل من لدن ربك ؛ فقد وردت مورداً ورده من قبلك ، آدم (عليه السلام ) فعليك الصلاة والسلام يا مدينة العلم .

لم تَزَلْ في ضمائرِ الكونِ تُختَا **** رُ لك الأُمهاتُ الأَباءُ
يا خير خلق الله ؛ إصطفاك الله ، فأنتقلت من ظهور الأخيار إلى أرحام الأطهار ، فأنت خيار من خيار .

ما مضتْ فَترةٌ من الرُّسْلِ إِلّا **** بَشَّرَتْ قومَها بِكَ الأَنبياءُ
ما من نبي إلا وبشر قومه بك و ما في ذلك عجب فقد قال ربنا عز وجل :
{وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي
قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ }آل عمران81
وفي الحديث الشريف :
قالوا : يا رسول الله أخبرنا عن نفسك فقال : دعوة أبي إبراهيم و بشرى عيسى و رأت أمي حين حملت بي أنه خرج منها نور أضاءت له
بصرى و بصرى من أرض الشام

تتباهَى بِكَ العصورُ وَتَسْمو **** بِكَ علْياءٌ بعدَها علياءُ
أنت فخر الزمان تسمو بك العصور ، و ترتقي بك الأيام .

وَبَدا للوُجُودِ منك كريمٌ **** من كريمٍ آبَاؤُه كُرماءُ
فيا كريم النسب وكريم الخلق ؛ قد أشرقت الدنيا يوم مولدك ، و أهتدى الوجود بنورك فسماك ربك " نور" و أنزل إليك الكتاب المبين ،
وصدق فيك قوله تعالى :
" قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ{15} المائدة .


* نص القصيدة :
عبارة عن 457 بيتا سأوردها هنا بمشيئة الله تباعاً " كل حزمة : مائة بيت والأخيرة 57 "


* الأهميّة التراثيّة للهمزيّة :
ولقد أصبحت الهمزيّة من عُمد التراث الإسلامي في السيرة الشريفة،
ولذلك نجد استشهاد العلماء والباحثين بأبيات منها، كما صنع الكتّاني في التراتيب الإداريّة
والحلبي في سيرته «إنسان العُيُون» والآلوسي في تفسيره
والأميني في الغدير


* الكتب والحواشي التي ألفت في الهمزية :

الهمزيّةُ امتازت بعناية العلماء بالشرح والتوضيح والدرس والبحث بما كوّن مجموعةً من أهمّ كُتُبِ السيرة الشريفة،
والتاريخ لعصر النبوّة الأزهر والسببُ في ذلك هي سعةُ الهمزيّة حجماً، واحتواؤها على معلومات أكثرَ ممّا حوتْهُ الميميّة،
فقد احتوت الهمزيّة ـ بعد المديح وذكر الصفات والمعجزات والكمالات الخَلْقيّة والخُلُقيّة
للنبيّ الأكرم صلّى الله عليه و آله ـ وتضمّنت حوادثَ السيرة النبويّة، على نسق كتبها وحوادثها التاريخيّة.
كما جاء فيها ذكر آل الرسول صلّى الله عليه و آله وصفاتهم وحوادث حياتهم بإيجاز،
وهو مالم تحتوِ عليه الميميّة كما سنعرف ذلك.
وقد عبّر عن عظمة الهمزيّة شارحُها الشيخ سُليمان المعروف بالجَمَل،
بقوله: قصيدته الهمزيّة المشهورة، العذبة الألفاظ، الجزلة المعاني،
النجيبة الأوضاع، العديمة النظير، البديعة التحرير،
إذْ لم يُنسجْ على مِنْوالها، ولا وَصَلَ إلى حُسنها وكمالها أَحَدٌ .
وقال قبل ذلك الحافظ ابن حجر الهيتَمي المكيّ: لطلاوة نظمها، وحلاوة رسمها،
وبلاغة جمعها، وبراعة صنعها، وامتلاء الخافقين بأنوار جمالها، وإدحاض دعاوي أهل الكتابين ببراهين جمالها،
فهي ـ دونَ نظائرها ـ الآخذةُ بأزمّة العُقُول، والجامعةُ بين المعقُول والمنقُول، والحاويةُ لأكثر المُعجزات، والحاكية للشمائل الكريمة،
على سنن قطع أعناق أفكار الشعراء عن أن تَشْرَئِبَّ إلى محاكاة تلك المحكمات السالمة من عيوب الشعر.

وهذه قائمة بأسماء ما وقفنا عليه من الشروح:
1 ـ أنفس نفائس الدُرَر على شرح الهمزيّة لابن حجر:
لمحمّد بن سالم الخلوتي (1101 ـ 1181)[24] طبع بهامش أصله «الفتوحات المكية » في بولاق مصر عام 1292هـ.
2 ـ خير القِرى في شرح أمّ القُرى:
لمحمّد بن عبد المنعم بن محمّد المصري الشافعي الشهير بالجوجري (821 ـ 889هـ) وله شرح آخر.
3 ـ العقود البكريّة في حلّ القصيدة الهمزيّة:
لمحمد بن مصطفى بن كمال الدين الصديقيّ البكريّ الدمشقي الغزّي، الحنفي (1143 ـ 1196هـ)
4 ـ العُيُون الفخريّة في شرح الهمزيّة:
لقاسم بن محمد الحلبي، البكرة جي، الحنفي (1094 ـ 1169هـ)
5 ـ الفتوحات الأحمديّة بالمِنَح المحمّديّة، لشرح الهمزيّة:
وهي حاشية على شرح ابن حجر، لسليمان بن عمر بن منصور العجلي المصري الأزهري الشافعي المعروف بالجَمَل (ت 1204هـ)
6 ـ الفرائد السنيّة شرح الهمزيّة :
لأحمد بن محمّد الخلوتي الصاوي الفقيه المالكي (1175 ـ 1241هـ) توفي بالمدينة المنوّرة.
7 ـ الفُيُوضات الإلهيّة في شرح الهمزيّة:
لأحمد بن جعفر بن إدريس الكتّاني (1283 ـ 1340هـ)
8 ـ كشف الرُمُوز الخفيّة بشرح العُقُود الهمزيّة :
لحسن بن علي بن منصور الفيّومي المكيّ، زين العابدين (ت 1176هـ)
9 ـ لمحُ الخريدة العزيّة في شرح القصيدة الهمزيّة:
لمصطفى بن كمال الدين أبي المعارف، الصديقيّ البكريّ، قطب الدين، الدمشقي الحنفيّ (1099 ـ 1162هـ).
10 ـ لوامع أنوار الكوكب الدرّي في شرح همزيّة الإمام البوصيري:
لمحمّد بن أحمد بنيس الحضرمي، فرع منه سنة 1200، طبع على هامش: الفوائد الجليلة للشيخ جسوس، محمّد بن أحمد، في بولاق مصر عام 1296هـ وأعادتها مطبعة محمّد مصطفى 1306 و 1316.
11 ـ المِنَح الأحمديّة بتقريب معاني الهمزيّة:
لمحمّدعليّ بن محمّد علان بن إبراهيم الفاسي المكّي الشافعي (996 ـ 1057هـ) .
12 ـ المِنَح المكيّة في شرح الهمزيّة:
لأحمد بن حجر الهيتَمي المكّي الشافعي (ت973هـ) وهو مطبوع ونسخة منه في الفاتيكان (1574 عربي) قال في كشف الظنون: ثمّ سمّاه: أفضل القِرَى.
13 ـ المواهب الإلهيّة على المنح المكيّة شرح الهمزيّة :
لمحمد بن أحمد بن إسماعيل، الطبقچلي البغدادي (1203 ـ 1265هـ) نسخة منه في خزانة الرباط (1528 كتّاني).
14 ـ النخبة السنيّة في شرح القصيدة الهمزيّة:
لأحمد بن يوسف ابن الأقيطع البرلسي المالكي (ت 1001هـ)
15 ـ نهاية الأمنية في شرح الهمزيّة:
لمحمّد بن أبي الوفاء الخلوتي الحموي الشافعي فرغ منه سنة 996هـ .
16 ـ شرح إبراهيم بن صالح التازوالتي (ت 1353) .
17 ـ شرح إبراهيم بن يوسف بن إبراهيم بن سليمان بن داود الحنفي الاسكندراني العريان (ت 1232هـ).
18 ـ شرح أحمد بن عبد الحقّ شهاب الدين السنباطي (ت1299هـ).
19 ـ شرح أحمد بن عبد الوهاب الغساني الوزير الأندلسي، إمام الأحمديّة (1070 ـ 1146هـ) .
20 ـ شرح أحمد بن محمود الأدرنوي شيخ الإسلام (ت 988هـ) .
21 ـ شرح خليل بن الملا حسين الأسعردي العمري الكردي الشافعي (1168 ـ 1259هـ) .
22 ـ شرح الحاج الداودي أبي محمّد التلمساني الفاسي (ت1271هـ) .
23 ـ شرح عبد القادر بن محمّد بن عبد الملك العلويّ الحسني المكناسي المغربيّ (1187هـ)، في مجلّدين ضخمين.
24 ـ شرح عبد الله بن أبي سعيد بن مصطفى الخادمي الرومي الحنفي (ت1192هـ).
25 ـ شرح عثمان بن عبد الله العرياني الكليمي الحنفي الحلبي (ت1166هـ) قال الچلبي: إنّه شرحها مع تخميسها شيخُ الإسلام أسعد محمّد.
وقال البغدادي: أنّه شرح لشرح ابن حجر .
وقال الزركلي: إنّه في دار الكتب المصريّة في القاهرة.
26 ـ شرح عليّ بن أحمد بن دينه، أبي الحسن الأندلسي المغربي (ت1325هـ).
27 ـ شرح محمد بن أحمد بن المكّي، أبي الفتح السوسي المالكي شرح مطوّل.
28 ـ شرح محمد بن عبد الرحمن التادلي الصومعي الفاسي المغربي، نسخة منه بالرباط 895ج
28 ـ شرح محمد بن عبد الله المغربي التمرتاشي، الحنفي

وهناك أعمالٌ بعنوان «الحاشية» منها:
30 ـ حاشية على الهمزيّة:لمحمود بن محمّد بن عبد الرحيم شابه (1228 ـ 1308هـ )
31 ـ حواش على الهمزيّة: لاحمد بن محمد بن عثمان الشرقاوي الصعيدي، فرغ من كتابتها عام (1318هـ) ذكرت في فهرس دار الكتب المصريّة (7/122)
32 ـ حاشية على شرح الهمزيّة لابن حجر: لعبد البرّ بن عبد القادر الفيّوميّ المصريّ الحنفيّ المفتي بالقدس (ت1017هـ )

وقد أسهم الأدباء في خدمة هذه الرائعة بجهودهم الأدبيّة منهم:
33 ـ عبد القادر بن سعيد بن عبد القادر الرافعي الفاروفي الطرابلسي، فقد قام بتأليف: «نيل المراد في تشطير الهمزيّة وبانت سعاد» طبع بمطبعة التوفيق ـ بمصر 1315 و 1323.

وقام جمعٌ آخر بتخميسها، منهم:
34 ـ محمّد بن اسماعيل بن إبراهيم، شيخ الإسلام الروميّ المعروف بابن أبي إسحاق، والمتخلّص في الشعر بأسعد (1096 ـ 1166هـ).
وقد مرّ أنّ عثمان بن عبد الله الكليمي العرياني المدني، قد شرح الهمزيّة، مع هذا التخميس
35 ـ وملاّ عبّاس بن إبراهيم الزيوري (1215هـ).
36 ـ وعبد الباقي العمري الفاروقي الموصلي: (1204 ـ 1278هـ) وطبع بمطبعة الشرف، عامَي 1303 و1309هـ[58]. وطبع في الهند، كما سيأتي.
37 ـ وأحمد الخالدي، ومنه نسخة في مكتبة العلامة شيخنا السيّد محمد صادق بحر العلوم.
38 ـ ومحمّد أمين بن خير الله العمري الموصلي الخطيب.

كما أنّ لها معارضات عدّة، منها:
39 ـ المنح الوهبية في تخميس القصيدة الهمزية البوصيريّة : للسيّد عبدالوهاب الخطيب ،قاضي كربلاء ت1346هـ .
40 ـ همزيّة العراقيّ: عبد الرحمن بن العباس الحسيني المغربيّ المالكيّ .
41 ـ همزيّة الحُرّ العامليّ: للشيخ محمّد بن الحسن الحُرّ العامليّ (1033 ـ 1104هـ ) ذكرها في أمل الآمل، وهي في أربعمائة بيت .
42 ـ همزيّة الزيديّ: أحمد بن ناصر بن محمّد بن عبد الحقّ المخلافي (1055 ـ 1116هـ)،
43 ـ همزيّة التميميّ: الشيخ صالح بن درويش بن زيني التميميّ الكاظميّ (ح1190 ـ 1261هـ)،
44- وعارضها (بانت سعاد ) بقصيدة مطلعها
إلى متى أنت باللذات مشغول
45 - وأخيراً : أمير الشعراء " شوقي" : في قصيدة مطلعها
وُلِدَ الهُدى فَالكائِناتُ ضِياءُ

================
(*) هذا الشرح إجتهادي على وعد بوضع كتاب " المنح المكية في شرح الهمزية لابن حجر الهيتمي "
بعد كتابته على الحاسوب لأنه لا يزال حتى الأن " مخطوط فقط .

يتبع






 
رد مع اقتباس
قديم 17-06-2009, 08:53 PM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
عبدالحليم مدكور
أقلامي
 
الصورة الرمزية عبدالحليم مدكور
 

 

 
إحصائية العضو







عبدالحليم مدكور غير متصل


إرسال رسالة عبر Yahoo إلى عبدالحليم مدكور

افتراضي الأبيات : من 1 إلى 100

تابع - نص الهمزية :

الأبيات : من 1 إلى 100


كيف ترقَى رُقِيَّك الأَنبياءُ **** يا سماءً ما طاوَلَتْها سماءُ
لَمْ يُساوُوك في عُلاكَ وَقَدْ حا **** لَ سناً مِنك دونَهم وسَناءُ
إنّما مَثَّلُوا صِفاتِك للنا **** س كما مثَّلَ النجومَ الماءُ
أنتَ مِصباحُ كلِّ فضلٍ فما تَص **** دُرُ إلا عن ضوئِكَ الأَضواءُ
لكَ ذاتُ العلومِ من عالِمِ الغَي **** بِ ومنها لآدمَ الأَسماءُ
لم تَزَلْ في ضمائرِ الكونِ تُختَا **** رُ لك الأُمهاتُ الأَباءُ
ما مضتْ فَترةٌ من الرُّسْلِ إِلّ **** بَشَّرَتْ قومَها بِكَ الأَنبياءُ
تتباهَى بِكَ العصورُ وَتَسْمو **** بِكَ علْياءٌ بعدَها علياءُ
وَبَدا للوُجُودِ منك كريمٌ **** من كريمٍ آبَاؤُه كُرماءُ
نَسَبٌ تَحسِبُ العُلا بِحُلاهُ **** قَلَّدَتْهَا نجومهَا الْجَوزاءُ

حبذا عِقْدُ سُؤْدُدٍ وَفَخَارٍ **** أنتَ فيه اليتيمةُ العصماءُ
وُمُحَيّاً كالشَّمس منكَ مُضِيءٌ **** أسْفَرَت عنه ليلةٌ غَرّاءُ
ليلةُ المولدِ الذي كَان للدِّي **** نِ سرورٌ بيومِهِ وازْدِهاءُ
وتوالَتْ بُشْرَى الهواتفِ أن قدْ **** وُلِدَ المصطفى وحُقّ الهَناءُ
وتَدَاعَى إيوانُ كِسْرَى ولَوْلا **** آيةٌ مِنكَ ما تَدَاعَى البناءُ
وغَدَا كلُّ بيتِ نارٍ وفيهِ **** كُرْبَةٌ مِنْ خُمودِها وَبلاءُ
وعيونٌ لِلْفُرسِ غارَتْ فهل كا **** نَ لنِيرانِهِم بها إطفاءُ
مَوْلِدٌ كان منهُ في طالعِ الكُفْ **** رِ وبالٌ عليهِمُ ووباءُ
فَهنيئاً به لآمِنَةَ الفَض **** لُ الذي شُرِّفَتْ به حوَّاءُ
مَنْ لِحَوَّاءَ أنها حملَتْ أحْ **** مدَ أو أنها به نُفَسَاءُ

يوْمَ نَالت بِوَضْعِهِ ابنَةُ وَهْبٍ **** مِنْ فَخَارٍ ما لم تَنَلْهُ النِّساءُ
وَأَتَتْ قومَها بأفضلَ مما **** حَمَلَتْ قبلُ مريمُ العذراءُ
شمَّتته الأَملاكُ إذ وضَعَتْهُ **** وشَفَتْنَا بِقَوْلِهَا الشَّفّاءُ
رافعاً رأسَه وفي ذلك الرف **** ع إلى كل سُؤْدُدٍ إيماءُ
رامقاً طَرْفه السَّماءَ ومَرْمَى **** عينِ مَنْ شَأْنُهُ العُلُوُّ العَلاءُ
وتَدَلَّتْ زُهْرُ النُّجومِ إليهِ **** فأضاءت بِضوئها الأَرجاءُ
وتراءت قصورُ قَيصَر بالرُّو **** مِ يَرَاهَا مَنْ دَارُهُ البطحاءُ
وبَدَتْ فِي رَضَاعِهِ مُعْجِزَاتٌ **** لَيْس فيها عنِ العيون خَفَاءُ
إذْ أَبَتْهُ لِيُتْمِهِ مُرْضِعاتٌ **** قُلْنَ ما في اليتيمِ عنا غَنَاءُ
فأتتهُ من آلِ سعدٍ فتاةٌ **** قد أبَتْهَا لِفَقْرِهَا الرُّضَعاءُ

أرْضَعتْهُ لِبَانَهَا فَسَقَتْهَا **** وَبنِيها أَلْبَانَهُنَّ الشَّاءُ
أَصْبَحَتْ شُوَّلاً عِجافا وأمْسَتْ **** ما بِها شائلٌ ولا عَجْفاءُ
أخْصَبَ العَيْشُ عِنْدَهَا بعدَ مَحْلٍ **** إذ غَدا للنبيِّ منها غِذاءُ
يا لَها مِنَّةً لقدْ ضُوعِفَ الأَجْ **** رُ عليها من جِنْسِها والجزَاءُ
وإذا سخَّرَ الإِلهُ أُناساً **** لسعيدٍ فإِنهم سُعَداءُ
حَبَّة أَنْبَتَتْ سَنَابِلَ والعَص **** فُ لَدَيْهِ يَسْتَشْرِفُ الضُّعَفَاءُ
وَأَتَتْ جَدَّهُ وقد فَصَلَتْهُ **** وبِهَا مِنْ فِصَالِهِ البُرَحَاءُ
إذ أحاطتْ به ملائكةُ الل **** هِ فظنَّتْ بأنهم قُرَنَاءُ
ورأى وَجْدَها به ومِنَ الوَج **** دِ لهيبٌ تَصْلَى بهِ الأَحْشاءُ
فَارَقَتْهُ كُرْهَاً وكان لَدَيْهَا **** ثاوِياً لا يُمَلُّ مِنْهُ الثّواءُ

شُقَّ عَنْ قَلْبِهِ وأُخْرِجَ مِنْهُ **** مُضْغَةٌ عِنْدَ غَسْلِهِ سوداءُ
خَتَمَتْهُ يُمْنَى الأَمينِ وقد أُو **** دِعَ ما لم تُذَع له أَنْبَاءُ
صانَ أَسْرَارَه الخِتَامُ فلا الفَضْ **** ضُ مُلِمٌّ بِهِ وَلا الإِفضاءُ
أَلِفَ النُّسْكَ والعبادةَ والخَل **** وةَ طِفلاً وهكذا النُّجَبَاءُ
وإذا حَلَّتِ الْهِدَايَةُ قَلْبَاً **** نَشِطَتْ في العبادة الأَعضاءُ
بَعَثَ اللَّهُ عندَ مبعثهِ الشُّه **** بَ حِراساً وضاقَ عنها الفضاءُ
تَطْرُدُ الجِنَّ عن مقاعدَ للسَّمْ **** عِ كما تَطْرُدُ الذِّئابَ الرِّعاءُ
فَمَحَتْ آيةُ الكَهَانَةِ آيا **** تٌ مِنَ الوحْيِ ما لَهنَّ امِّحاءُ
ورأَتْهُ خديجةٌ والتُّقَى وال **** زُّهْدُ فيه سجيَّةٌ والحياءُ
وأتاها أن الغمامةَ والسر **** حَ أَظَلَّتْهُ منهما أفياءُ


وأحاديث أنَّ وَعْدَ رسولِ ال **** له بالبعثِ حانَ منه الوفاءُ
فدَعَتْهُ إلى الزواجِ وما أَحْ **** سَنَ ما يبلغُ المُنَى الأَذكياءُ
وأتاهُ في بيتها جَبْرَئيلٌ **** ولِذي اللُّبِّ في الأُمورِ ارْتياءُ
فأماطت عنها الخِمَارَ لتَدْري **** أهُوَ الوحْيُ أم هو الإِغماءُ
فاختفى عند كشفِها الرأْسَ جِبْري **** لُ فما عادَ أو أُعيدَ الغِطاءُ
فاستبانت خديجةٌ أنه الكنْ **** زُ الذي حَاوَلَتْهُ والكِيميَاءُ
ثم قام النبيُّ يدعو إلى الل **** هِ وفي الكُفرِ نَجْدَةٌ وإباءُ
أُمَمَاً أُشرِبَتُ قلوبُهُم الكُف **** رَ فَدَاءُ الضَّلالِ فيهم عَيَاءُ
ورأينا آياتِه فاهتدَيْنَا **** وإذا الحقُّ جاء زالَ المِراءُ
رَبِّ إِنَّ الهُدى هُداك وَآيا **** تُكَ نورٌ تَهْدِي بها من تشاءُ

كم رأَيْنَا ما ليس يَعْقِلُ قد أُلْ **** هم ما ليْس يُلْهَمُ العُقلاءُ
إذ أبى الفيلُ ما أتى صاحبُ الفي **** لِ ولم ينفعِ الحِجا والذكاءُ
والجماداتُ أفصحت بالذي أُخ **** رِسَ عنه لأَحمدَ الفُصحاءُ
ويْحَ قومٍ جَفَوا نَبِيَّاً بأرضٍ **** أَلِفَتْهُ ضِبَابُها والظِّبَاءُ
وَسَلَوْهُ وَحَنَّ جِذعٌ إِليه **** وَقَلَوْهُ وَوَدَّهٌ الغُرَباءُ
أخرَجوه منها وآوَاهُ غارٌ **** وَحَمَتْهُ حَمامَةٌ وَرقاءُ
وَكَفَتْهُ بِنَسْجِها عنكبوتٌ **** ما كَفَتْهُ الحمامةُ الحَصْداءُ
وَاختفى منهمُ على قُرْبٍ مَرْآ **** هُ ومن شِدَّةِ الظهورِ الخَفَاءُ
وَنَحا المصطفى المدينةَ وَاشتا **** قتْ إليه من مكةَ الأَنحاءُ
وَتغنّتْ بِمَدْحِهِ الْجِنُّ حتَّى **** أطرَبَ الإِنسَ منه ذاك الغِناءُ

وَاقتفى إثْرَهُ سُراقَةُ فاستَهْ **** وَتهُ في الأَرْضِ صافنٌ جَرْداءُ
ثم ناداهُ بعدَما سِيمَتِ الخَس **** فَ العُلا وَقَد يُنْجِدُ الغريقَ النِّداءُ
فطوى الأَرضَ سائرا وَالسموا **** تِ العُلا فوقَها له إِسراءُ
فصِفِ الليلةَ التي كان للمُخ **** تارِ فيها على البُراقِ استواءُ
وترقى به إلى قابِ قَوْسَيْ **** نِ وَتِلكَ السيادةُ القَعْساءُ
رُتَبٌ تَسْقُط الأَمانيُّ حَسْرَى **** دونَها ما وراءهن وَرَاءُ
ثم وافَى يحدِّثُ الناسَ شُكْرَاً **** إذ أتته من ربِّه النَّعْماءُ
وتَحَدَّى فارتابَ كلُّ مُريبٍ **** أَوَ يَبْقَى مع السُّيُولِ الغُثاءُ
وَهْوَ يدعو إلى الإِلهِ وَإن شق **** قَ عليه كفرٌ به وَازدِراءُ
وَيَدُلُّ الورَى على اللَّهِ بالتَّوْ **** حيدِ وَهْوَ المَحَجَّةُ البَيْضاءُ

فَبِمَا رحمةٍ مِنَ اللَّهِ لانَتْ **** صَخْرةٌ مِنْ إبائِهم صَمَّاءُ
وَاستجابَتْ له بنصرٍ وَفَتْحٍ **** بعد ذاكَ الخضراء والغبراءُ
وَأَطاعَتْ لأَمْرِهِ العَرَبُ العَرْ **** باء وَالْجَاهِلِيَّةُ الْجَهْلاءُ
وَتَوالَتْ للمصطفى الآيةُ الكبْ **** رَى عليهمْ وَالغارةُ الشَّعْواءُ
فإذا ما تلا كتابا من الل **** هِ تَلَتْهُ كَتِيبَةٌ خضراءُ
وَكفاهُ المستهزئينَ وَكم سا **** ءَ نبِيَّاً من قومِه استهزاءُ
وَرَماهم بِدَعْوَةٍ من فِناءِ ال **** بَيتِ فيهَا للظالمين فَنَاءُ
خمسةٌ كُلُّهم أُصيبوا بداءٍ **** والرَّدَى من جنودِهِ الأَدوَاءُ
فدَهَى الأَسودَ بنَ مُطَّلِبٍ أَي **** يُ عمىً مَيِّتٌ به الأَحياءُ
وَدَهَى الأَسودَ بنَ عبدِ يغوثٍ **** أن سَقَاهُ كأسَ الرَّدَى اسْتِسْقَاءُ


وأَصابَ الوليدَ خَدْشَةُ سَهْمٍ **** قَصَّرَتْ عنها الْحَيَّةُ الرَّقْطاءُ
وَقَضَتْ شَوْكَةٌ على مَهْجَةِ العا **** صِي فللّهِ النَّقْمَة الشَّوْكاءُ
وَعَلا الحارثَ القُيُوحُ وَقد سا **** لَ بِها رأسُه وَساء الوِعاءُ
خمسةٌ طُهِّرَتْ بِقَطْعِهِم الأَر **** ضُ فَكَفُّ الأَذى بهم شَلَّاءُ
فُدِيَتْ خمسةُ الصَّحيفةِ بالخَم **** سةِ إن كان بالكرام فِدَاءُ
فِتْيَةٌ بَيَّتُوا على فِعلِ خَيْرٍ **** حَمِد الصبحُ أمرَهم وَالمَساءُ
يَا لأَمر أَتاهُ بعدَ هِشامٍ **** زَمْعَةٌ إنه الفتَى الأَتَّاءُ
وَزُهَيْرٌ وَالْمُطْعِمُ بنُ عَدِيٍّ **** وَأبو البَخْتَرِيِّ مِنْ حيث شاءوا
نَقَضُوا مُبْرَمَ الصَّحيفةِ إذ شد **** دَت عليهم من العِدا الأَنداءُ
أذْكَرَتْنَا بِأَكْلِهَا أكلَ مِنْسَا **** ةِ سُلَيْمانَ الأَرْضَةُ الخَرساءُ

يتبع






 
رد مع اقتباس
قديم 17-06-2009, 11:21 PM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
عبدالحليم مدكور
أقلامي
 
الصورة الرمزية عبدالحليم مدكور
 

 

 
إحصائية العضو







عبدالحليم مدكور غير متصل


إرسال رسالة عبر Yahoo إلى عبدالحليم مدكور

افتراضي الأبيات من 101 الى 200

تابع - نص الهمزية :
الأبيات من 101 إلى 200

وَبهَا أخبَر النبيُّ وكم أخ **** رَجَ خَبْئاً له الغُيُوبُ خِبَاءُ
لا تَخَلْ جانِبَ النبيِّ مُضَاماً **** حينَ مَسَّتْهُ منهمُ الأَسْواءُ
كلُّ أمرٍ نَابَ النبيِّينَ فالشد **** دَةُ فيه محمودةٌ وَالرّخاءُ
لو يَمسُّ النُّضَارَ هُونٌ مِنَ النا **** رِ لما اختيرَ للنُّضَارِ الصِّلاءُ
كم يَدٍ عن نَبِيِّهِ كَفَّهَا الل **** هُ وَفي الخَلْقِ كَثْرَةٌ وَاجتراءُ
إذ دعا وَحْدَهُ العبادَ وَأَمْسَتْ **** مِنه في كلِّ مُقلَةٍ أَقْذاءُ
هَمَّ قومٌ بِقَتْلِهِ فأَبى السَّيْ **** فُ وَفاءً وَفاءتِ الصَّفْواءُ
وَأبو جهلٍ إذ رأى عُنُقَ الفح **** لِ إليه كأنه العنقَاءُ
وَاقتضَاهُ النبيُّ دَيْنُ الإِراشي **** يِ وَقد سَاء بيعُهُ وَالشِّرَاءُ
وَرأى المصطفى أَتَاهُ بما لَمْ **** يُنْجِ منه دونَ الوفاء النَّجَاءُ

هوَ ما قد رآهُ مِن قبلُ لكنْ **** ما عَلَى مِثْلِهِ يُعَدُّ الخَطَاءُ
وَأَعَدَّتْ حَمَّالَةُ الحَطَبِ الفِه **** رَ وَجَاءَتْ كأَنها الوَرْقاءُ
يومَ جاءَت غَضْبَى تقولُ أفي مِث **** لِيَ مِنْ أحمدٍ يُقالُ الهِجَاءُ
وَتَولَّتْ وَمَا رأته وَمِنْ أَيْ **** نَ تَرَى الشمسَ مُقْلَةٌ عمياءُ
ثم سَمّتْ له اليهوديَّةُ الشَا **** ةَ وَكم سَامَ الشِّقْوَةَ الأَشقِيَاءُ
فأَذاعَ الذِّراعُ مَا فيه مَن شر **** رٍ بِنُطْقٍ إخفاؤُهُ إبداءُ
وَبِخُلقٍ مِنَ النبيِّ كريمٍ **** لَمْ تُقَاصَصْ بِجرحهَا العَجْماءُ
مَنَّ فَضْلاً عَلَى هَوَازِنَ إذْ كا **** نَ له قبلَ ذَاكَ فيهِمِ رِبَاءُ
وَأتى السَّبيُ فيه أُختُ رَضَاعٍ **** وَضَعَ الكُفْرُ قَدْرَهَا وَالسِّبَاءُ
فَحَبَاهَا بِرّاً تَوَهَّمَتِ النَّا **** سُ به أنَّما السِّبَاء هِداءُ

بَسَطَ المصطفى لها مِن رِداءٍ **** أيُّ فضل حَوَاهُ ذاكَ الرِّداءُ
فَغَدَتْ فيه وَهْيَ سيِّدةُ النِّسْ **** وَةِ وَالسيِّدَاتُ فيه إمَاءُ
فتَنَزَّهْ في ذاتِه وَمَعَانيهِ **** استماعاً إنْ عَزَّ مِنهَا اجتِلاءُ
وَاملأ السّمْعَ مِن محَاسِنَ يُمْلِي **** هَا عليك الإنشَادُ وَالإِنْشَاءُ
كلُّ وَصْفٍ له ابْتَدَأتَ به استَوْ **** عَبَ أخبَارَ الفضلِ مِنه ابتداءُ
سَيِّدٌ ضِحْكُهُ التَّبَسُّمُ وَالْمَش **** يُ الهَوَيْنَا وَنَومُهُ الإِغفاءُ
مَا سِوَى خُلْقِهِ النسيمُ وَلا غَيْ **** رَ مُحَيَّاهُ الرَّوْضَةُ الغَنَّاءُ
رحمةٌ كلُّهُ وَحَزْمٌ وَعَزْمٌ **** وَوَقَارٌ وَعِصْمَةٌ وَحَيَاءُ
لا تَحُلُّ البأْسَاء مِنه عُرَا الصَّبْ **** رِ وَلا تَسْتَخِفُّهُ السَّرَّاءُ
كَرُمَتْ نَفْسُهُ فما يخْطُرُ السُّو **** ء عَلَى قَلْبِهِ وَلا الفحشَاءُ

عَظُمَتْ نِعْمَةُ الإِله عليه **** فاستَقَلَّتْ لِذِكْرِهِ العُظَمَاءُ
جَهِلَتْ قومُهُ عليه فأَغْضَى **** وَأخو الحِلْم دَأبُهُ الإِغْضَاءُ
وَسِعَ العَالَمِين عِلْمَاً وَحِلْمَاً **** فهْوَ بحرٌ لم تُعْيِهِ الأَعبَاءُ
مُسْتَقِلٌّ دُنْيَاكَ أن يُنْسَبَ الإِم **** ساكُ منها إليه والإِعطاءُ
شمسُ فضلٍ تَحَقَّقَ الظنُّ فيه **** أنه الشمسُ رِفْعَةً والضِّياءُ
فإذا ما ضحا محا نورُه الظِّل **** لَ وقد أثْبَتَ الظِّلالَ الضَّحَاءُ
فكأنَّ الغمامةَ استَوْدَعَتْهُ **** مَنْ أظَلَّتْ مَنْ ظِلِّهِ الدُّفَفَاءُ
خَفِيَتْ عِنْدَهُ الفضائلُ وانجا **** بَتْ به عن عقولِنَا الأهواءُ
أمَعَ الصُّبحِ للنجومِ تَجَلٍّ **** أمْ مع الشمسِ للظلامِ بَقاءُ
مُعجزُ القَوْلِ والفِعَالِ كريمُ ال **** خلقِ وَالخُلْقِ مُقْسِطٌ مِعْطاءُ

لا تَقِسْ بالنبيِّ في الفضل خَلْقَاً **** فهو البحر والأنامُ إضاءُ
كلُّ فضل في العالَمين فمن فَض **** لِ النبيِّ استعارَهُ الفُضَلاءُ
شُقَّ عَنْ صَدْرِهِ وشُقَّ لَهُ البَدْ **** رُ وَمِنْ شَرْطِ كلِّ شَرْطٍ جَزاءُ
ورَمَى بالحَصَى فأَقْصَدَ جَيشاً **** ما العَصَا عِنْدَه وَمَا الإِلقاءُ
ودعا للأنامِ إذ دَهَمَتْهُم **** سَنَةٌ مِنْ مُحولِها شَهْباءُ
فاسْتَهَلّتْ بالغَيْثِ سَبْعَةَ أَيَّا **** مٍ عليهم سحابةٌ وَطْفاءُ
تَتَحَرّى مَواضِعَ الرَّعْيِ وَالسَّقْ **** يِ وحيث العِطاشُ تُوهَى السِّقاءُ
وأتى الناسُ يَشْتَكُونَ أذاها **** وَرَخَاءٌ يُؤْذِي الأنام غلاءُ
فدعا فانجلى الغمام فقلت في **** وصف غيث إِقْلاعَه استسقاءُ
ثم أَثْرى الثَّرَى فقرَّتْ عُيونٌ **** بقُراهَا وَأُحْيِيَتْ أَحْيَاءُ

فترى الأرضَ غِبَّهُ كسماءٍ **** أشْرَقَتْ مِنْ نُجومِهَا الظَّلْمَاءُ
تُخْجِلُ الدُّرَّ واليواقيتَ من نَوْ **** رِ رُباها البَيْضَاءُ والحَمراءُ
لَيْتَهُ خَصَّنِي بِرُؤْيَةِ وَجْهٍ **** زَالَ عن كلِّ من رآه الشّقاءُ
مُسْفِرٌ يَلْتَقِي الكَتِيبَةَ بَسَّا **** ماً إذا أسْهَمَ الوُجُوهَ اللِّقاءُ
جُعِلَتْ مَسْجِدَاً له الأرضُ فاهْتز **** زَ به للصلاةِ فيها حِرَاءُ
مُظْهِرٍ شَجّةَ الْجَبِينِ عَلَى البُرْ **** ءِ كما أَظهرَ الهلالَ البَرَاءُ
سُتِرَ الحُسْنُ منه بالحسنِ فاعجَبْ **** لِجَمِالٍ له الْجَمالُ وِقاءُ
فهْوَ كالزّهْرِ لاحَ من سَجَفِ الأك **** مام والعودِ شُقَّ عنه اللّحاءُ
كَادَ أَنْ يُغشِيَ العُيونَ سناً مِنْ **** هُ لِسِرٍّ فيه حَكَتْهُ ذُكاءُ
صانَهُ الحُسْنُ وَالسّكِينَةُ أَنْ تُظ **** هِرَ فيه آثارها البأساءُ

وتَخَالُ الوجوهَ إنْ قابَلَتْه **** أَلْبَسَتْهَا ألوانَهَا الحِرْبَاءُ
فإذا شِمْتَ بِشْرَهُ وَنَدَاهُ **** أذْهَلَتْكَ الأنوارُ والأنواءُ
أَوْ بتقبيلِ راحةٍ كانَ لل **** هِ وباللَّه أخذها والعطاءُ
تَتَّقِي بأْسَها الملوكُ وَتحْظَى **** بالغِنَى من نَوَالِهَا الفُقَراءُ
لا تَسَلْ سَيْلَ جُودِها إنما يَك **** فِيك مِنْ وكْفِ سُحْبها الأنداءُ
دَرَّتِ الشاةُ حينَ مرَّتْ عَلَيها **** فلها ثَرْوَةٌ بها وَنَماءُ
نَبَعَ الماءُ أَثْمَرَ النخلُ في عا **** مٍ بها سَبَّحَتْ بها الحصباءُ
أحْيَتِ المُرْمِلِينَ مِنْ مِوْتِ جَهْدٍ **** أَعْوَزَ القَوْمَ فيه زادٌ وماءُ
فتغَدَّى بالصَّاعِ أَلْفٌ جِياعٌ **** وتَرَوَّى بالصَّاعِ ألفٌ ظِمَاءُ
وَوَفَى قدرُ بَيْضَةٍ مِنْ نُضَارٍ **** دَيْنَ سَلْمَانَ حِينَ حانَ الوفاءُ

كانَ يُدْعَى قِنّاً فأُعْتِقَ لَمَّا **** أيْنَعَتْ مِنْ نَخيلِه الأَقْنَاءُ
أفلا تَعْذُرُونَ سَلْمَانَ لَمَّا **** أَنْ عَرَتْهُ مِنْ ذِكْرِهِ العُروَاءُ
وَأَزالَت بِلَمْسِهَا كلَّ دَاءٍ **** أكْبَرَتْهُ أطِبَّةٌ وَإِسَاءُ
وعُيُونٌ مَرَّتْ بها وَهْي رُمْدٌ **** فأَرَتْهَا مَا لَمْ تَرَ الزَّرْقَاءُ
وأَعادَتْ عَلَى قَتَادَةَ عَيْنَاً **** فَهْيَ حتى مماتِه النَّجْلاءُ
أَوْ بِلَثْمِ التُّرَابِ مِنْ قَدَمٍ لا **** نَتْ حَياءً من مَشْيِهَا الصَّفْواءُ
مَوْطِئُ الأخمَصِ الَّذِي منه للقل **** لبِ إذا مَضْجَعي أَقَضَّ وِطاءُ
حَظيَ المسجدُ الحرامُ بمَمْشا **** ها ولم يَنْس حَظه إِيلِيَاءُ
وَرَمَتْ إذْ رَمَى بها ظُلَمَ اللي **** لِ إلى اللَّه خوفُه والرَّجاءُ
دَمِيَتْ في الوَغَى لِتَكْسِبَ طِيباً **** ما أراقتْ من الدَّمِ الشُّهداءُ

فَهْيَ قُطْبُ المحرابِ وَالْحَرْبِ كم دا **** رت عليها في طاعة أَرحاءُ
وَأُرَاهُ لو لم يُسَكِّنْ بها قب **** لُ حِراءً ماجَتْ بِهِ الدَّأْمَاءُ
عَجَباً للكُفّارِ زادوا ضلالاً **** بالذي فيه للعقول اهتداءُ
والذي يسألون منه كتابٌ **** مُنْزَلٌ قد أتاهم وارتقاءُ
أَوَ لم يَكْفِهِمْ من اللَّهِ ذِكْرٌ **** فيه للناس رحمةٌ وشفاءُ
أَعجزَ الإِنسَ آية منه والجن **** نَ فَهَلَّا يأتي بها البُلَغاءُ
كلّ يومٍ تُهدَى إلى سامِعِيه **** مُعجِزاتٍ من لفظِه القُرَّاءُ
تَتَحَلَّى به المسامِعُ والأف **** واه فَهْو الحُلِيُّ وَالحَلْوَاءُ
رَقَّ لَفْظاً وراق معنىً فجاءَتْ **** في حُلاها وحَلْيِها الخَنْسَاءُ
وأرَتْنَا فيه غوامضَ فضلٍ **** رِقَّةٌ مِنْ زُلالِهَا وَصَفاءُ

إنما تُجْتَلَى الوُجُوهُ إذَا ما **** جُلِيَتْ عِنْ مِرْآتِهَا الأصْداءُ
سُوَرٌ منه أشْبَهَتْ صُوَراً مِن **** نَا ومِثْلُ النَّظَائِر النُّظَراءُ
والأقاويل عندَهمْ كالتماثي **** لِ فلا يُوهِمَنَّكَ الخطباءُ
كم أبانَتْ آياتُهُ من علومٍ **** عن حُروفٍ أبانَ عنها الهجاءُ
فهْي كالحَبِّ والنَّوَى أعجبَ الزُّر **** راعَ منهُ سنابلٌ وَزَكاءُ
فأطالوا فيه التردُّدَ وَالرَّي **** بَ فقالوا سِحْرٌ وقالوا افتراءُ
وإذا البيِّنَاتُ لَمْ تُغْنِ شيئاً **** فَالتماسُ الهُدَى بِهِنَّ عَناءُ
وإذا ضلَّتِ العُقول على عِلْ **** مٍ فماذا تقوله الفُّصَحاءُ
قومَ عيسى عاملْتم قومَ موسى **** بالذي عامَلَتْكُم الحُنفاءُ
صَدَّقوا كُتْبَكُمُ وكذَبْتُمْ **** كُتبَهُمُ إنّ ذا لَبِئْسَ البَواءُ

يتبع






 
رد مع اقتباس
قديم 18-06-2009, 01:35 AM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
عبدالحليم مدكور
أقلامي
 
الصورة الرمزية عبدالحليم مدكور
 

 

 
إحصائية العضو







عبدالحليم مدكور غير متصل


إرسال رسالة عبر Yahoo إلى عبدالحليم مدكور

افتراضي الأبيات من 201 الى 300

تابع - نص الهمزية :

الأبيات من 201 الى 300

لو جحدنا جُحُودَكم لاستويْنَا **** أوَ للحقِّ بالضَّلالِ استواءُ
مَا لَكُم إِخْوَةَ الكِتابِ أُناساً **** ليس يُرْعَى للحقِّ منكم إخاءُ
يَحْسُدُ الأولُ الأخيرَ وما زا **** لَ كذا المُحْدَثُونَ وَالقُدَمَاءُ
قد عَلِمْتُم بِظلمِ قابيل هابي **** لَ ومظلومُ الإِخْوَةِ الأَتْقِيَاءُ
وسمِعْتم بكَيْدِ أَبناءِ يعقو **** بَ أَخَاهم وكلُّهم صُلَحَاءُ
حِينَ أَلْقَوْهُ في غَيابَةِ جُبٍّ **** وَرَمَوْهُ بالإفْكِ وَهْوَ بَراءُ
فتأَسَّوْا بِمَن مَضَى إذْ ظَلَمتمْ **** فالتَّأَسِّي لِلنَّفْسِ فيه عَزَاءُ
أتُرَاكُم وَفَّيْتُم حينَ خَانُوا **** أم تُرَاكُمْ أَحْسَنْتُمُ إذْ أساؤُوا
بَلْ تَمَادَتْ عَلَى التَّجَاهُلِ آبَا **** ءٌ تَقَفَّتْ آثَارِهَا الأَبناءُ
بَيَّنَتْهُ تَوْراتُهُمْ وَالأَناجِي **** لُ وَهم في جُحُودِهِ شُرَكاءُ

إنْ تقولوا ما بَيَّنَتْهُ فما زَا **** لَتْ بها عن عيونهم غشوَاءُ
أو تقولوا قد بَيَّنَتْهُ فما لِلْ **** أُذْنِ عما تقوله صَمَّاءُ
عَرَفُوهُ وَأنْكَرَوهُ وَظُلمَاً **** كَتَمَتْهُ الشَّهَادَةَ الشُّهَدَاءُ
أوَ نُورُ الإِلهِ تُطْفِئُهُ الأَفْ **** واهُ وَهْوَ الذي به يُسْتَضاءُ
أوَلا يُنْكِرُونَ مَن طَحَنَتْهُم **** بِرَحاها عِنْ أمْرِهِ الْهَيجاءُ
وَكَساهم ثَوْبَ الصَّغارِ وقد **** طُلَّت دِماً منهم وصِينَتْ دِمَاءُ
كيف يَهدِي الإِله منهم قلوباً **** حَشْوُها من حَبِيبِهِ الْبَغْضاءُ
خَبِّرونَا أهلَ الكِتَابَيْنِ من أَيْ **** نَ أَتَاكُم تَثْليثكم والبَداءُ
مَا أتى بالعقِيدَتَيْنِ كتابٌ **** واعتقادٌ لا نَصَّ فيه ادِّعاءُ
والدَّعاوَى ما لم تُقيموا عليها **** بَيِّنَاتٍ أبناؤُها أَدْعِياءُ

ليت شعري ذِكرُ الثلاثةِ وَالوا **** حِدِ نَقْصٌ في عَدِّكم أمْ نَماءُ
كيف وَحَّدْتُم إِلهاً نَفَى التَّو **** حِيدَ عنه الآباءُ والأَبناءُ
أإِلهٌ مُرَكَّبٌ ما سَمِعْنَا **** بإِلهٍ لذاتِهِ أَجْزَاءُ
أَلِكُلٍّ منهم نَصِيبٌ مِنَ المُل **** كِ فَهَلَّا تَمَيَّزُ الأَنْصِبَاءُ
أم هُمُ حَلّلوُا بها شِرْكَةَ الأب **** دَانِ أمْ هُمْ لبعضِهم كُفَلاءُ
أتراهم لحاجةٍ واضطرارٍ **** خَلَطُوهَا ومَا بَغَى الخُلَطَاءُ
أهُوَ الرَّاكِبُ الحمارَ فيا عَجْ **** زَ إِلهٍ يَمَسُّهُ الإِعْيَاءُ
أمْ جميعٌ عَلَى الحمار لقد جَل **** لَ حِمَارٌ بِجَمْعِهِم مَشَّاءُ
أم سِواهم هُو الإِلهُ فما نِسْ **** بَةُ عيسى إليه والإِنْتِمَاءُ
أم أردتُم بها الصفاتِ فلمْ خُص **** صَتْ ثُلاثٌ بِوصفِه وَثُناءُ

أم هُو ابنٌ للَّه ما شاركته **** في معاني النُّبُوَّةِ الأَنبياءُ
قتلَتْهُ اليهودُ فيما زَعَمْتُم **** وَلأَمْواتِكم به إحياءُ
إنَّ قَوْلاً أَطْلَقْتُمُوهُ عَلَى الل **** هِ تعالى ذِكْرا لقَوْلٌ هُراءُ
مِثْلَ مَا قَالَت اليهودُ وكلٌّ **** لَزِمَتْهُ مقالَةٌ شَنعاءُ
إذْ همُ اسْتَقْرَؤُوا البَداءَ وكم سا **** قَ وَبَالاً إِليهم اسْتِقْرَاءُ
وَأَرَاهم لم يجعلُوا الواحِدَ القَه **** هارَ في الخَلْقِ فاعلاً ما يشاءُ
جَوَّزُوا النَّسْخَ مِثْلَما جوَّزُوا المس **** خَ عَلَيْهِم لو أنهم فُقهاءُ
هُوَ إِلَّا أَن يُرْفَعَ الحكمُ بالحك **** مِ وخَلْقٌ فيه وأمرٌ سَواءُ
ولحُكمٍ من الزمانِ انتهاءٌ **** ولحُكم من الزمانِ ابتداءُ
فَسَلُوهم أكان في مسخِهِم نَسْ **** خٌ لآيات اللَّه أم إنشاءُ

وَبَدَاءٌ في قَوْلِهمْ نَدِمَ الل **** هُ عَلَى خَلْقِ آدمٍ أمْ خَطاءُ
أم مَحَا اللَّهُ آية الليل ذكراً **** بعدَ سَهْوٍ ليوجَدَ الإِمْساءُ
أم بدا للإِلهِ في ذَبْحِ إِسْحَا **** قَ وقد كان الأمر فيه مَضاءُ
أوَ ما حَرَّمَ الإِلهُ نِكَاحَ ال **** أُختِ بعدَ التحليلِ فَهْوَ الزِّناءُ
لا تُكَذِّبْ إنَّ اليَهُودَ وقد زا **** غُوا عن الحقِّ مَعْشَرٌ لُؤَماءُ
جَحَدُوا المصطفى وآمن بالطا **** غُوتِ قومٌ همْ عندهمْ شُرَفاءُ
قتَلوا الأَنبياءَ وَاتَّخَذُوا العِج **** لَ أَلا إنهم هم السُّفَهاءُ
وسَفيهٌ من ساءَه المنُّ والسَّلْ **** وَى وأَرضاهُ الفُومُ وَالقِثَّاءُ
مُلِئَتْ بالخبيثِ منهم بُطُونٌ **** فَهْيَ نَارٌ طِباقُها الأمعاءُ
لو أُرِيدُوا في حال سَبْتٍ بخيرٍ **** كان سَبْتَاً لديهمُ الأَربِعاءُ

هُوَ يومٌ مُبارَكٌ قيلَ للتص **** ريفِ فيه من اليهود اعتداءُ
فَبِظُلْمٍ منهمُ وكفْرٍ عَدَتْهُم **** طَيِّبَاتٌ في تَرْكِهنَّ ابْتِلاءُ
خُدِعوا بالمنافقين وهل يَنْ **** فُقُ إلَّا على السفيهِ الشَّقاءُ
واطمأنوا بقَوْلِ الَاحزاب إِخوا **** نِهِمُ إِننا لكم أولياءُ
حالَفوهم وخالفوهم ولمْ أَدْ **** رِ لماذا تخالَفَ الحُلفاءُ
أسلَمُوهم لأَوَّلِ الحَشْرِ لا مِي **** عادُهم صادقٌ ولا الإِيلاءُ
سكَنَ الرُّعْبُ والخَرابُ قلوباً **** وبُيُوتاً منهمُ نعاها الجَلاءُ
وَبِيَوْمِ الأحزابِ إِذْ زاغتِ الأَب **** صَارُ فيهم وضلتِ الآراءُ
وتَعَدَّوْا إلى النبيّ حدوداً **** كان فيها عليهم العُدَوَاءُ
وَنَهَتْهُم وما انتهت عنه قوم **** فأُبيدَ الأَمَّارُ والنَّهاءُ

وتعاطَوْا في أحمدٍ مُنْكَرَ القَوْ **** لِ وَنُطقُ الأَراذِلِ العَوْراءُ
كلُّ رِجْسٍ يَزِيدُه الخُلُقُ السُّو **** ءُ سِفاهاً والمِلَّةُ العَوْجاءُ
فانظروا كيف كان عاقبة القوْ **** مِ وَما ساق لِلْبَذِيِّ البَذَاءُ
وجَد السَّبَّ فيه سُمَّاً وَلم يَدْ **** رِ إِذْ المِيمُ في مواضِعَ بَاءُ
كانَ مِن فيه قتلُه بِيَدَيْهِ **** فهو في سوء فِعله الزَّبَّاءُ
أوْ هُوَ النحلُ قَرْصُهَا يَجْلُبُ الحَت **** فَ إليها وما له إنْكَاءُ
صَرَعَتْ قومَهُ حبائِلُ بَغْيٍ **** مَدَّها المكرُ منهم والدَّهاءُ
فأتتهم خيلٌ إلى الحرب تختا **** لُ وللخيْلِ في الوغَى خُيَلاءُ
قَصَدَتْ فيهم القنا فقَوافِي ال **** طعْنِ منها ما شأنها الإيطاءُ
وأثَارَتْ بأرضِ مكةَ نَقْعَاً **** ظُنَّ أن الغُدُوَّ منها عِشاءُ

أحْجَمَتْ عندهُ الحجُون وأكْدى **** عِنْد إعطائه القليلَ كَدَاءُ
وَدَهَتْ أَوْجُهاً بها وبيوتاً **** مُلّ منها الإكفاءُ والإقواءُ
فَدَعَوْا أحْلَمَ البريَّةِ والعفْ **** وُ جوابُ الحليمِ والإغْضاءُ
ناشدوه القُرْبَى التي من قُرَيْش **** قطعَتْهَا التِّراتُ والشَّحْناءُ
فعَفا عَفْوَ قَادرٍ لم يُنَغِّصْ **** هُ عليهم بما مضى إغراءُ
وإذا كان القطْع وَالوصلُ لل **** هِ تَسَاوَى التَّقْرِيبُ وَالإِقْصاءُ
وسواءٌ عليه فيما أتاهُ **** مِنْ سِواهُ المَلامُ وَالإطْراءُ
وَلَو انَّ انتقامَهُ لِهَوَى النَّف **** سِ لَدَامَتْ قطيعةٌ وَجَفَاءُ
قام للَّه في الأُمورِ فأَرْضَى ال **** لهَ منه تَبايُنٌ وَوَفاءُ
فِعْلُهُ كلُّهُ جَمِيلٌ وَهل يَنْ **** صَحُ إلّا بمَا حَوَاهُ الإناءُ

أطْربَ السامعينَ ذِكْرُ عُلاهُ **** يا لَرَاحٍ مَالَتْ بهَا النُّدَماءُ
النبيُّ الأميُّ أعلمُ مَنْ أس **** نَدَ عنه الرُّوَاةُ وَالحكَماءُ
وَعَدَتْنِي ازْدِيَارَهُ العامَ وَجْنا **** ءٌ وَمَنَّتْ بِوَعْدِها الوجْناءُ
أفلا أنْطَوِي لها في اقْتضائِي **** ه لِتُطْوَى ما بَيْنَنا الأَفْلاءُ
بألُوفِ البَطْحاءِ يُجْفِلُهَا النِّي **** لُ وقد شَفَّ جَوْفَهَا الإِظْماءُ
أنْكَرَتْ مِصْرَ فَهيَ تَنْفِرُ ما لا **** حَ بِنَاءٌ لِعَيْنِهَا أوْ خَلاءُ
فأَقَضّتْ عَلَى مبَارِكها بِرْ **** كَتهَا فالبُّوَيْبُ فالخَضْراءُ
فالقِبَابُ التي تَلِيها فبِئْرُ ال **** نخْلِ وَالرَّكْبُ قائِلُونَ رِوَاءُ
وَغَدَتْ أَيْلَةُ وَحِقْلٌ وَقُرٌّ **** خَلْفَها فَالمَغَارَةُ الفَيْحَاءُ
فعيونُ الأَقْصَابِ يَتبعُها النَّب **** كُ وَيتْلو كُفَافَةَ العَوْجاءُ


حاوَرَتْهَا الحوراءُ شَوْقاً فينبو **** عٌ فَرَقَّ اليَنْبُوعُ وَالْحَوْراءُ
لاحَ بالدَّهْنَوَيْنِ بَدْرٌ لها بَع **** دَ حُنَيْنٍ وَحَنَّتِ الصَّفْرَاءُ
ونَضَتْ بَزْوَةٌ فرابغُ فالجُحْ **** فَةُ عنها ما حاكه الإِنضاءُ
وأرَتْهَا الخَلاصَ بئْرُ عَليٍّ **** فَعِقَابُ السَّوِيقِ فالخَلصاءُ
فهْيَ من ماء بئْرِ عُسفَانَ أو مِنْ **** بَطْنِ مَرٍّ ظمآنةٌ خَمْصَاءُ
قَرَّبَ الزَّاهِرَ المساجِدُ منها **** بخُطاها فالبُطءُ منها وَحاءُ
هذه عِدَّةُ المنازلِ لا ما **** عدَّ فيه السّماكُ وَالعَوَّاءُ
فكأَني بها أُرَحِّلُ منْ مَك **** كَةَ شمساً سماؤُها البَيْداءُ
مَوْضِعُ البَيْتِ مَهْبِطُ الوَحْي مأْوى ال **** رسلِ حيثُ الأنوارُ حيثُ البَهاءُ
حيثُ فرضُ الطَّوَافِ والسَّعْيُ وَالحل **** قُ وَرَمْيُ الجِمار وَالإِهداءُ

يتبع






 
رد مع اقتباس
قديم 18-06-2009, 07:58 AM   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
عبدالحليم مدكور
أقلامي
 
الصورة الرمزية عبدالحليم مدكور
 

 

 
إحصائية العضو







عبدالحليم مدكور غير متصل


إرسال رسالة عبر Yahoo إلى عبدالحليم مدكور

افتراضي الأبيات من 301 إلى 400

تابع - نص الهمزية :

الأبيات من 301 إلى 400

حَبَّذا حَبَّذَا معاهِدُ منها **** لم يُغَيِّرْ آياتِهِنَّ البِلاءُ
حَرَمٌ آمِن وَبَيْتٌ حَرامٌ **** وَمَقَامٌ فيه المُقامُ تَلاءُ
فَقَضَيْنَا بها مَناسِكَ لا يُح **** مَدُ إلّا في فِعْلِهِنَّ القضاءُ
وَرَمَيْنَا بها الفِجَاجَ إلَى طَيْ **** بَةَ والسَّيْرُ بالمطايا رِماءُ
فأصَبْنا عَنْ قَوْسِها غَرضَ القُر **** بِ وَنِعْمَ الخَبِيئَةُ الكَوْمَاءُ
فرأينا أرضَ الحَبيبِ يَغُضُّ ال **** طرفَ منها الضياءُ وَالْلأْلاءُ
فكأنَّ البَيْدَاءَ مِنْ حيثُما قا **** بَلَتِ العَينَ رَوْضَة غَنَّاءُ
وكأَنَّ البِقاعَ زَرَّتْ عليها **** طَرَفَيْها مُلاءَةٌ حَمْرَاءُ
وكأَنَّ الأَرجاء تَنشُر نَشْر ال **** مِسْكِ فيها الجَنُوبُ وَالجِرْبِياءُ
فإذا شِمتَ أو شَمِمْتَ رُبَاها **** لاحَ منها برقٌ وفاحَ كِباءُ


أيَّ نُورٍ وَأيَّ نَوْرٍ شَهِدْنا **** يَوْمَ أَبْدَت لَنا القِبَابَ قُباءُ
قَرَّ منها دَمْعِي وفَرَّ اصْطبَارِي **** فدُمُوعي سَيْلٌ وصَبْرِي جُفاءُ
فترى الرَّكْبَ طائرِينَ من الشَّوْ **** قِ إِلى طَيْبَةٍ لَهُمْ ضَوْضاءُ
وكأَنَّ الزُّوَّارَ مَا مَسَّتِ البَأْ **** ساءُ منهم خَلْقاً ولا الضَّرَّاءُ
كلُّ نفسٍ منها ابتهال وسؤْلٌ **** ودُعاءٌ وَرَغْبَة وَابْتِغَاءُ
وَزَفيرٌ تَظُنُّ منه صُدوراً **** صادحاتٍ يَعْتادُهُنَّ زُقاءُ
وَبُكَاءٌ يُغْرِيِهِ بالعين مَدّ **** وَنجيبٌ يَحُثُّه اسْتِعلاءُ
وجُسومٌ كَأَنَّمَا رَحَضَتْهَا **** منْ عظيم المَهَابَةِ الرُّحَضاءُ
وَوجُوهٌ كأَنَّما ألْبَسَتْها **** منْ حياءٍ ألوانَها الحرْباءُ
ودموعٌ كأنّما أرسلتها **** من جفونٍ سحابةٌ وطفاءُ

فَحَطَطْنا الرِّحالَ حيثُ يحَطُّ ال **** وِزْرُ عنّا وترفع الحوجاءُ
وَقَرَأْنا السلامَ أكْرَمَ خلق ال **** لَه مِنْ حيثُ يُسمَعُ الإقْراءُ
وذهلنا عند اللقاء وكم أَذْ **** هَلَ صَبَّاً من الحَبيبِ لِقاءُ
وَوَجمنَا مِنَ المَهَابَةِ حتَّى **** لا كلامٌ منا ولا إيماءُ
وَرَجَعْنا وَللقلُوبِ التفاتا **** تٌ إليه وللجُسوم انْثِناءُ
وَسَمحْنا بما نُحِبُّ وقد يَس **** مَحُ عند الضرورةِ البُخلاءُ
يا أبا القاسمِ الذي ضِمنَ إِقسا **** مِي عليه مَدْحٌ لهُ وَثَنَاءُ
بالعلومِ التي عَليكَ مِن الل **** هِ بلا كاتِبٍ لها إِمْلاءُ
ومسير الصَّبا بنصْرِك شَهْرا **** فكأَنَّ الصَّبا لَدَيكَ رُخاءُ
وَعَلِيٍّ لمَّا تَفَلْتَ بِعَيْنَيْ **** هِ وكلتاهما مَعاً رمْداءُ

فَغَدا ناظراً بِعَيْنَيْ عُقَابٍ **** في غَزاةٍ لها العُقَابُ لِواءُ
وَبِرَيْحانَتَيْنِ طيبُهُما مِن **** كَ الذي أودعتهُما الزَّهْراءُ
كُنْتَ تُؤْوِيهِمَا إليك كما آ **** وَتْ من الخَطِّ نُقْطَتَيْهَا اليَاءُ
مِنْ شهيدَيْنِ ليس يُنْسِيَني الطَّف **** فُ مُصابَيْهِما وَلا كَرْبَلاءُ
مَا رَعَى فيهما ذِمامَك مرؤو **** سٌ وَقد خانَ عَهْدَكَ الرُّؤساءُ
أبْدَلوا الودَّ وَالحَفيظَةَ في القُرْ **** بَى وَأَبدَتْ ضِبَابها النَّافِقاءُ
وَقَسَتْ منهم قلوبٌ عَلَى مَنْ **** بَكَتِ الأرضُ فقدَهم والسماءُ
فابْكِهِمْ ما اسْتَطَعْتَ إنَّ قليلاً **** في عَظيمٍ مِن المُصابِ البُكاءُ
كلَّ يوْمٍ وَكلُّ أَرْضٍ لِكَرْبي **** منهمُ كَرْبَلا وَعاشورَاءُ
آلَ بَيْتِ النبيِّ إِنَّ فُؤادِي **** ليسَ يُسْلِيهِ عَنْكم التَّأْسَاءُ

غيرَ أَنِّي فَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَى الل **** هِ وَتَفْوِيضِيَ الأُمورَ بَراءُ
رُبَّ يومٍ بِكَربَلاءَ مُسيئٍ **** خَفَّفَتْ بعض وِزْرِهِ الزَّوْراءُ
وَالأَعادِي كَأَنَّ كلَّ طَرِيحٍ **** منهمُ الزَّقُّ حُلَّ عَنْه الوِكاءُ
آلَ بيتِ النبيِّ طبتُم فطابَ الْ **** مَدْحُ لِي فيكُمُ وَطابَ الرّثاءُ
أنا حَسَّانُ مَدْحِكم فإذَا نُحْ **** تُ عليكمْ فإنَّنِي الخنساءُ
سُدْتُمُ النّاسَ بالتُّقَى وَسِواكم **** سَوَّدَتْهُ البَيْضاءُ والصَّفْراءُ
وَبِأصحابك الذين همُ بَعْ **** دَكَ فينا الهُداةُ وَالأوْصِياءُ
أَحْسَنُوا بعدكَ الخِلافَةَ فِي الدي **** نِ وَكلٌّ لِما تَوَلَّى إزَاءُ
أَغْنياءٌ نزاهَةً فُقَرَاء **** عُلَمَاءٌ أَئمَّةٌ أُمَرَاءُ
زَهِدُوا في الدُّنَا فما عُرِفَ المَي **** لُ إلَيْهَا منهم وَلا الرَّغْبَاءُ

أَرْخَصُوا في الوغَى نُفُوسَ مُلُوكٍ **** حارَبُوها أسلابُها إغْلاءُ
كلُّهُمْ في أحكامه ذو اجتهادٍ **** وَصَوابٍ وَكُلُّهمْ أَكفاءُ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمُ وَرَضُوا عَنْ **** هُ فأنَّى يَخطو إليهم خَطَاءُ
جاء قَوْمٌ مِنْ بَعْدِ قَوْمٍ بحَقٍّ **** وَعَلَى المَنْهَجِ الحَنِيفِيِّ جاؤوا
ما لموسى وَلا لعِيسى حَوارِي **** يُونَ في فَضْلِهم وَلا نُقَبَاءُ
بأَبي بَكْرٍ اِلذي صَحَّ لِلنَّا **** سِ به في حياتك الإِقتِداءُ
والمُهَدِّي يَوْمَ السَّقِيفَةِ لَما **** أرْجَفَ الناسُ أنه الدَّأْدَاءُ
أَنقذَ الدينَ بعدَ ما كان للد **** دينِ عَلَى كلِّ كُرْبَةٍ إشْفَاءُ
أَنْفَقَ المالَ في رِضَاكَ وَلا مَن **** نٌ وَأَعْطَى جَمَّاً وَلا إكْداءُ
وأبي حَفْصٍ الذي أظهر الل **** هُ به الدينَ فارعَوى الرُّقباءُ

والذي تَقْرُبُ الأباعِدُ في الل **** هِ إليه وَتَبْعُدُ القُرَباءُ
عُمَر بن الخطابِ مَنْ قَوْلُهُ الفَص **** لُ ومَنْ حُكْمُهُ السَّوِيُّ السّواءُ
فَرَّ منه الشيطانُ إذْ كانَ فارو **** قاً فلِلنَّارِ مِنْ سَنَاهُ انْبِراءُ
وَابْن عفَّانَ ذِي الأيادي التي طا **** لَ إلى المصطفى بها الإِسْدَاءُ
حَفَر البِئْرَ جَهَّزَ الجَيْشَ أهْدَى الْ **** هَدْيَ لما أنْ صَدَّهُ الأعْداءُ
وَأبَى أنْ يَطُوفَ بالبيتِ إذْ لمْ **** يَدْنُ منه إلى النبيِّ فِناءُ
فَجَزَتْهُ عنها بِبِيعَةِ رِضْوا **** نٍ يَدٌ مِنْ نَبِيِّهِ بَيْضَاءُ
أدَبٌ عنده تَضَاعَفَتِ الأع **** مالُ بالترْكِ حَبَّذَا الأُدَباءُ
وَعَلِيٍّ صِنْوِ النبيّ وَمَنْ دِي **** نُ فُؤادِي وِدادُهُ وَالوَلاءُ
وَوَزيرِ ابن عَمِّه في المعالي **** ومِنَ الأهلِ تُسْعَدُ الوُزَراءُ

لم يَزِدْهُ كَشْفُ الغِطاءِ يَقِيناً **** بَل هُوَ الشمْسُ ما عليه غِطاءُ
وبباقِي أصحابِكَ المُظْهِرِ التَّرْ **** تيبِ فينا تَفْضِيلُهم والولاءُ
طَلْحَةِ الخَيْرِ المُرْتَضِيهِ رَفيقاً **** وَاحداً يومَ فَرَّت الرُّفَقَاءُ
وَحَوارِيِّكَ الزُّبَيْرِ أبي القَرْ **** مِ الذي أَنْجَبَتْ بِهِ أسماءُ
وَالصَّفِيَّيْنِ تَوْأَمِ الفضل سَعْدٍ **** وسَعِيدٍ إنْ عُدَّتِ الأصْفياءُ
وابْنِ عَوْفٍ مَنْ هَوَّنَتْ نفسُه الدُّن **** يَا بِبَذْلٍ يُمِدُّهُ إثْراءُ
والمُكَنَّى أبا عُبيْدَةَ إذْ يَعْ **** زِي إليه الأمانةَ الأُمَناءُ
وَبِعَمَّيْكَ نَيِّرَي فَلَكِ المَج **** دِ وكلٌّ أتَاهُ منك إتاءُ
وبأمِّ السِّبْطَيْنِ زَوْجِ عَلِيٍّ **** وَبَنِيها وَمَنْ حَوَتْهُ العَبَاءُ
وَبِأَزواجكَ اللَّواتي تَشَرَّفْ **** ن بأنْ صانَهُنَّ منك بِناءُ

الأمانَ الأمانَ إنَّ فُؤادِي **** من ذُنوبٍ أَتَيْتُهُنَّ هَواءُ
قد تَمَسَّكْتُ مِنْ وِدَادِكَ بالحَب **** لِ الذي اسْتَمْسَكَتْ به الشفَعاءُ
وَأبى اللَّهُ أنْ يَمَسَّنِيَ السُّو **** ءُ بحالٍ وَلِي إليك الْتِجاءُ
قد رَجَوْناكَ للأُمورِ الّتي أب **** رَدُها فِي فُؤَادِنا رَمْضاءُ
وَأَتَيْنا إليكَ أَنْضاءَ فَقْرٍ **** حَمَلَتْنا إلى الغِنَى أَنْضاءُ
وانْطَوَتْ في الصُّدُورِ حاجاتُ نفسٍ **** ما لها عَنْ نَدَى يَدَيْكَ انْطِوَاءُ
فأَغِثْنَا يَا مَنْ هُوَ الغَوثُ والغَيْ **** ثُ إذا أَجْهَدَ الورَى اللّأْوَاءُ
وَالجَوَادُ الذِي به تُفْرَجُ الغُم **** مَةُ عَنا وتُكْشَفُ الحَوْباءُ
يا رحيماً بالمؤمنين إذا ما **** ذَهِلَت عن أبنائها الرُّحَماءُ
يا شفيعاً في المُذنبين إذا أش **** فقَ مِنْ خَوفِ ذَنْبِهِ البُرَآءُ

جُدْ لعاصٍ ومَا سِوايَ هُوَ العا **** صِي وَلكنْ تَنَكُّرِي اسْتِحْياءُ
وتَدَارَكْهُ بالعناية ما دا **** مَ له بالذِّمامِ منك ذماءُ
أخَّرَتْهُ الأعمالُ والمالُ عَمَّا **** قدَّمَ الصَّالحُونَ والأغنياءُ
كل يومٍ ذُنُوبُهُ صاعداتٌ **** وعليها أنفاسُهُ صُعَدَاءُ
أَلِفَ البِطْنَةَ المُبَطِّئَة السَّيْ **** رِ بدار بها البِطانُ بِطَاءُ
فَبَكَى ذَنْبَهُ بِقَسْوَةِ قَلْبٍ **** نَهَتِ الدَّمْعَ فالبُكاءُ مُكاءُ
وغَدَا يَعْتِبُ القَضَاءُ ولا عذ **** ر لعاص فيما يسوق القضاءُ
أوثقته من الذنوب دُيُونٌ **** شَدَّدَتْ فِي اقْتِضائِها الغُرَماءُ
ما لَهُ حِيلَةٌ سِوَى حِيلَةِ المُو **** ثَقِ إِمَّا تَوَسُّلٌ أَوْ دُعَاءُ
رَاجِياً أَنْ تعودَ أعمالُه السُّو **** ءُ بِغُفْرَانِ اللَّهِ وَهْيَ هَباءُ

يتبع






 
رد مع اقتباس
قديم 18-06-2009, 09:01 AM   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
عبدالحليم مدكور
أقلامي
 
الصورة الرمزية عبدالحليم مدكور
 

 

 
إحصائية العضو







عبدالحليم مدكور غير متصل


إرسال رسالة عبر Yahoo إلى عبدالحليم مدكور

افتراضي الأبيات : من 401 إلى 457 وخاتمة القصيدة

تابع - نص الهمزية :


الأبيات : من 401 إلى 457 وخاتمة القصيدة .

أَوْ تُرَى سَيِّئاتُهُ حَسَناتٍ **** فيقَالُ اسْتحالتِ الصَّهْباءُ
كلُّ أمْرٍ تُعنَى به تُقْلَبُ الأعْ **** يانُ فيه وتَعْجَبُ البُصَراءُ
رُبَّ عَيْنٍ تَفَلْتَ في مائها المِلْ **** حِ فأضْحَى وَهْوَ الفُراتُ الرَّوَاءُ
آهِ مِما جَنَيْتُ إنْ كانَ يُغْنِي **** ألِفٌ مِنْ عَظيمِ ذنْبٍ وهاءُ
أرْتَجِي التَّوْبَةَ النَّصُوحَ وفِي القَلْ **** بِ نفَاقٌ وفي اللسانِ رِياءُ
ومتى يَسْتَقيمُ قَلْبِي ولِلْجِسْ **** مِ اعْوِجَاجٌ مِنْ كَبْرتي وانْحِناءُ
كُنْتُ في نَوْمَةِ الشَّبابِ فما اسْتَيْ **** قَظْتُ إِلَّا ولِمَّتي شَمْطاءُ
وتمادَيْتُ أَقْتَفي أَثَرَ القَوْ **** مِ فطالَتْ مَسَافَةٌ واقْتِفَاءُ
فوَرا السائرينَ وهْوَ أمامِي **** سُبُلٌ وَعْرَةٌ وأرضٌ عَراءُ
حَمِدَ المُدلِجونَ غِبَّ سُرَاهُم **** وكَفَى مَنْ تَخَلَّف الإِبْطاءُ


رِحلةٌ لَمْ يَزَلْ يُفنِّدني الصَّي **** فُ إِذَا مَا نَوَيْتُها والشِّتاءُ
يَتَّقِي حُرُّ وجْهِي الحَرَّ والبَرْ **** دَ وَقَدْ عَزَّ مِنْ لَظى الاتِّقاءُ
ضِقْتُ ذَرْعاً مِمَّا جَنَيْتُ فَيوْمِي **** قَمْطَرِيرٌ وليلَتي دَرْعاءُ
وَتَذَكَّرْتُ رَحْمَةَ اللَّهِ فالبِش **** رُ لِوَجْهِي أنّى انْتَحَى تِلْقاءُ
فألحَّ الرَّجاء والخوفُ بالقَلْ **** بِ ولِلْخَوفِ والرَّجا إِخْفاءُ
صَاحِ لا تأسَ إنْ ضَعُفْتَ عَنِ الطَّا **** عةِ واسْتَأْثَرَتْ بها الأقوياءُ
إنَّ للَّهِ رَحمةً وأحَقُّ ال **** ناسِ منه بالرَّحمةِ الضُّعَفَاءُ
فابقَ في العُرْجِ عندَ مُنْقَلَبِ الذَّوْ **** دِ ففِي العَوْدِ تَسْبِقُ العَرْجاءُ
لا تَقُلْ حاسداً لِغَيْرِك هذَا **** أثْمَرَتْ نَخْلَهُ ونَخْلِي عَفاءُ
وائْتِ بالمَسْتَطاع مِنْ عَمَل البر **** ر فقدْ يُسْقِطُ الثِّمارَ الإِتاءُ

وبِحُبِّ النبيِّ فابْغِ رِضَى الل **** هِ فَفِي حُبِّهِ الرِّضا والحِبَاءُ
يا نبيَّ الهُدَى اسْتِغَاثَةَ مَلْهو **** فٍ أَضَرَّتْ بحالِه الحوْبَاءُ
يَدَّعِي الحُبَّ وهْوَ يأْمُرُ بالسُّو **** ءِ ومَنْ لِي أنْ تَصْدُقَ الرَّغْبَاءُ
أَيُّ حُبٍّ يَصِحُّ منه وطَرْفِي **** لِلْكَرَى واصِلٌ وطَيْفُكَ رَاءُ
ليت شِعرِي أَذَاكَ مِنْ عُظمِ ذَنْبٍ **** أمْ حُظُوظُ المُتَيَّمِينَ حُظَاءُ
إنْ يكُنْ عُظْمُ زَلَّتي حَجْبَ رُؤْيَا **** كَ فقدْ عَزَّ داءَ قلبي الدَّواءُ
كيف يَصدا بالذَّنْبِ قلبُ مُحِبٍّ **** وله ذِكْرُكَ الجميلُ جِلاءُ
هذه عِلَّتي وأنت طبيبي **** ليسَ يَخفَى عليك في القلبِ داءُ
ومِنَ الفَوْزِ أنْ أبُثَّكَ شكوَى **** هِيَ شكوَى إليكَ وهْيَ اقْتضاءُ
ضُمِّنتها مَدَائح مُستطابٌ **** فيك منها المَديحُ والإصغاءُ

قلما حاوَلتْ مَدِيحكَ إِلّا **** سَاعَدَتْهَا مِيمٌ ودالٌ وحَاءُ
حقَّ لِي فيكَ أنْ أُسَاحِلَ قوْماً **** سَلَّمَتْ منهم لَدَلْوِي الدِّلاءُ
إنَّ لِي غيرةً وقد زَاحَمَتْني **** في معاني مَديحِكَ الشُّعراءُ
ولقلبي فيك الغُلوُّ وأنَّى **** لِلِساني في مَدْحِكَ الغُلواءُ
فأَثِبْ خاطِراً يَلَذُّ له مَدْ **** حُك عِلْماً بأَنه اللَّأْلاءُ
حاكَ مِنْ صَنْعَةِ القَرِيض بُرُوداً **** لَكَ لم تحْكِ وشْيَها صَنْعَاءُ
أعجزَ الدُّرَّ نَظمُهُ فاستوتْ في **** هِ اليَدَانِ الصَّناعُ والخَرْقَاءُ
فَارْضَهُ أفْصَحَ امرئٍ نطقَ الضَّا **** دَ فقامتْ تَغَارُ منها الظاءُ
أبِذِكْرِ الآياتِ أُوفِيكَ مَدْحَاً **** أيْنَ مِنى وأَيْنَ منها الوفَاءُ
أمْ أُمَارِي بهِنَّ قَوْمَ نَبِيٍّ **** ساءَ ما ظَنَّهُ بِيَ الأغبياءُ

ولَكَ الأُمَّةُ التي غَبَطَتْهَا **** بكَ لَمَّا أتيْتَها الأنبياءُ
لَمْ نَخَفْ بَعْدَكَ الضَّلالَ وفينا **** وَارِثُوا نُورِ هَدْيِكَ العُلَماءُ
فانْقَضَتْ آيُ الَانبياءُ وَآيا **** تُكَ في الناس ما لَهُنَّ انْقضاءُ
والكراماتَ منهمُ مُعجزاتٌ **** حازَهَا مِنْ نَوَالِكَ الأولياءُ
إنَّ مِنْ مُعجزاتِكَ العَجزَ عَنْ وص **** فِكَ إذْ لا يَحُدُّهُ الإحصاءُ
كيفَ يَسْتَوعِبُ الكلامُ سَجَايا **** كَ وَهَلْ تَنْزِحُ البحار الرِّكَاءُ
ليسَ مِنْ غايَةٍ لِوَصْفِكَ أَبغي **** ها وللْقَوْلِ غايَةٌ وانتهاءُ
إنما فضلُكَ الزَّمَانُ وآيا **** تُكَ فيما نَعُدُّهُ الآناءُ
لَمْ أُطِلْ في تَعْدادِ مَدْحِكَ نُطْقي **** ومُرادِي بذلك استقصاءُ
غير إنيَ ظمآنُ وَجْدٍ ومَا لي **** بِقَليلٍ مِنَ الورودِ ارْتِواءُ

*********************

فسلامٌ عليك تَتْرَى مِنَ الل **** هِ وَتَبْقَى به لَكَ البَأواءُ
وسلامٌ عليك منكَ فما غَي **** رُك منه لكَ السلام كِفاءُ
وَسَلامٌ مِنْ كلِّ ما خَلَقَ الل **** هُ لِتحْيا بِذِكْرِكَ الأملاءُ
وَصلاةٌ كالمِسْكِ تَحْمِله مِن **** ني شمَالٌ إليكَ أَو نكْباءُ
وَسَلامٌ عَلَى ضَرِيحِكَ تخْضَل **** لُ به منه تُرْبَةٌ وَعْساءُ
وَثَنَاءٌ قَدَّمْتَ بينَ يَدَيْ نَجْ **** وَايَ إذْ لم يكن لَديَّ ثَراءُ
ما أَقَامَ الصلاةَ مَنْ عَبَدَ الل **** هِ وقامتْ بِربِّهَا الأشياءُ

إنتهت الهمزية .
إلى لقاء .






 
رد مع اقتباس
قديم 19-06-2009, 04:43 AM   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
حسناء جمال خطيب
أقلامي
 
الصورة الرمزية حسناء جمال خطيب
 

 

 
إحصائية العضو







حسناء جمال خطيب غير متصل


افتراضي رد: " جدنا "الإمام شرف الدين البوصيري




بارك الله فيك أخي الكريم / عبد الحليم مدكور


والله أني تعبت في قراءتها فكيف بك وقد نقلتها وكتبتها

يعطيك العافية .. مجهود تُشكر عليه أخي وللأمانة أنا لم أقرأها كاملة


لي عودة لإكمال القراءة ..


دمت بخير أخي الكريم







 
رد مع اقتباس
قديم 19-06-2009, 11:52 AM   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
عبدالحليم مدكور
أقلامي
 
الصورة الرمزية عبدالحليم مدكور
 

 

 
إحصائية العضو







عبدالحليم مدكور غير متصل


إرسال رسالة عبر Yahoo إلى عبدالحليم مدكور

افتراضي رد: " جدنا "الإمام شرف الدين البوصيري

أشكر متابعتك : أستاذة ، حسناء
أجهدتك القرأءة ، كما أجهدتني الكتابة .
فكيف بالمؤلف والناظم المجيد، الذي نظم كل هذه الأبيات وغيرها .

قبل أن أكتب الموضوع وأنا أعرف أنه لن يلقى إهتماماً ؛ إلا ممن يبحث عنه ؛

أشكر مرورك .
==============
- نحن في زمن السرعة : لا وقت للقرآة ؛ لا وقت للإطلاع .

لذا : لنسترح قليلاً ؛ مع القصائد القصيرة للإمام البوصيري ؛كل يوم جمعة ( أثناء أيام تحرير الموضوع ) وحتى يكتمل بإذن الله تعالى .


وإالى المذيد ...







 
رد مع اقتباس
قديم 19-06-2009, 12:13 PM   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
عبدالحليم مدكور
أقلامي
 
الصورة الرمزية عبدالحليم مدكور
 

 

 
إحصائية العضو







عبدالحليم مدكور غير متصل


إرسال رسالة عبر Yahoo إلى عبدالحليم مدكور

افتراضي بلاغة الرسول (3)

بلاغة الرسول (3)

* القصيدة : من بحر :البسيط
* القصيدة : في مدح أخلاق النبي (صلى الله عليه وسلم ) وبلاغته .
*عدد أبياتها : 10 " عشرة أبيات "

*تشتهر جميع أبياتها ، متفرقة وغير مرتبة
في التواشيح الدينية ومن أشهرها :
وَقِفْ عَلَة سُنَنِ المختارِ مِنْ نسبه **** واجْنِ البَلاغَةَ مِنْ أَغْصانِها الذُّلُلُ
مُحَمَّدٌ أَفْضَل الرُّسْل الَّذي شَهِدَتْ **** بِفَضْلِهِ أَنبياءُ الأَعْصُرِ الأُوَلِ

ونستمع إليها يومياً قبل صلاة الظهر . في : إذاعة القرآن الكريم "بمصر "


نص القصيدة


مَدْحُ النَّبيِّ أُمانُ الخائفِ الوجِلِ ***** فامْدَحْهُ مَرْتَجِلاً أَوْ غيرَ مُرْتَجِلِ

وَلا تُشَبِّبْ بأَوْطَانٍ وَلا دِمَنٍ ***** ولا تُعَرِّجْ عَلَى رَبْعٍ ولا طَلَلِ

وصِفْ جَمالَ حَبيبِ اللهِ مُنْفَرِدَاً ***** بِوَصْفِهِ فَهْوَ خَيْرُ الوصْفِ وَالغَزَلِ

رَيْحانَتاهُ مِنَ الزَّهْراءِ فاطِمَةٍ ***** خَيرِ النِّسَاءِ وَمِنْ صِنْوِ الإِمامِ علي

إذا امْتَدَحْتُ نَسِيباً مِنْ سُلاَلَتِهِ ***** فهْوَ النَّسِيبُ لِمَدْحِي سَيِّد الرُّسُلِ

مُحَمَّدٌ أَفْضَل الرُّسْل الَّذي شَهِدَتْ ***** بِفَضْلِهِ أَنبياءُ الأَعْصُرِ الأُوَلِ

لَمْ يَعْدُهُ الحُسْنُ في خَلْقِ وفي خُلُقٍ ***** وَلَمْ يَزَلْ حُبُّهُ لِكُلِّ خَلِي

وَقِفْ عَلَة سُنَنِ المَرْضِيِّ مِنْ سُنَنٍ ***** فإنَّ فيها شِفاءَ الخَبْلِ والخَبَلِ

ونَزِّهْ الفِكْرَ في رَوْضاتِ فِكْرَتِها ***** واجْنِ البَلاغَةَ مِنْ أَغْصانِها الذُّلُلُ






 
آخر تعديل عبدالحليم مدكور يوم 19-06-2009 في 12:44 PM.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 08:18 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط