السلام عليكم
الأخ الفاضل عطية زاهدة...القرآن قبل كل شئ نظام حياة ,وجاء ليحدد علاقة الأنسان بخالقه ونفسه وغيره من البشر...ومع هذايمكن إستنباط بعض العلوم منه مصداقًا لقوله تعالى:" مَّا فَرَّطْنَا فِي ٱلكِتَابِ مِن شَيْءٍ}"[الأنعام، الآية: 38]. وقوله تعالى: "وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ" [النحل، الآية: 89].
وقد اورد السيوطي في متابه "الإتقان فيعلوم القرآن" بابًا أسماه "العلوم المستنبطة من القرآن "..عدد فيه العلوم المستنبطة من القرآن منها:
1.علم النحو والصرف,فقد قال السيوطي_رحمه الله_:"واعتنى النحاة بالمعرَب منه والمبنيّ من الأَسماء والأَفعال والحروف العاملة وغيرها، وأَوسعوا الكلام في الأَسماء وتوابعها وضروب الأَفعال، واللازم والمتعدِّي ورسوم خط الكلمات، وجميع ما يتعلَّق به، حتى إن بعضهم أَعرب مشكله، وبعضهم أَعربه كلمةً كلمة."
2.التفسير,حيث قال:"واعتنى المفسِّرون بأَلفاظه، فوجدوا منه لفظًا يدل على معنى واحد ولفظًا يدلُّ على معنيين، ولفظًا يدلُّ على أَكثر، فأَجروا الأَول على حكمه، وأَوضحوا معنى الخفيّ منه، وخاضوا في ترجيح أَحد محتملات ذي المعنيين والمعاني، وأَعمل كلٌّ منهم فكره، وقال بما اقتضاه نظره."
3.علم الأصول,في قوله:"واعتنى الأُصوليون بما فيه من الأَدلة العقلية والشواهد الأَصلية والنظرية، مثل قوله تعالى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَآ آلِهَةٌ إِلاَّ ٱللَّهُ لَفَسَدَتَا} [الأنبياء، الآية: 22]. إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة، فاستنبطوا منه أَدلَّة على وحدانية الله ووجوده وبقائه وقدمه وقدرته وعلمه وتنزيهه عمَّا لا يليق به، وسمّوا هذا العلم: بأُصول الدين."
ومن العلوم الاخرى مثل :
1.الطب:"فمداره على حفظ نظام الصحَّة واستحكَام القوة؛ وذلك إنما يكون باعتدال المزاج بتفاعل الكيفيّات المتضادة، وقد جمع ذلك في آية واحدة وهي قوله تعالى: {وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً} [الفرقان، الآية: 67]. وعرَّفنا فيه بما يعيد نظام الصحة بعد اختلاله، وحدوث الشفاء للبدن بعد اعتلاله في قوله تعالى: {شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَآءٌ لِلنَّاسِ} [النحل، الآية: 69]. ثم زاد على طبّ الأَجسام بطب القلوب وشفاء الصدور.
2.الهندسة:" ففي قوله تعالى: " ٱنطَلِقُوۤاْ إِلَىٰ ظِلٍّ ذِي ثَلاَثِ شُعَبٍ..." [المرسلات: 30] الآية.
3.الجدل: فقد حوت آياته من البراهين، والمقدِّمات، والنتائج، والقول بالموجب والمعارضة، وغير ذلك شيئًا كثيرًا، ومناظرة إبراهيم نمروذ ومحاجَّته قومَه أَصلٌ في ذلك عظيم.
4. الجبر والمقابلة: فقد قيل: إن أَوائل السور فيها ذكر مُدد وأَعوام وأَيام لتواريخ أُمم سالفة، وأن فيها تاريخ بقاء هذه الأُمة، وتاريخ مدة أَيام الدنيا، وما مضى وما بقى، مضروب بعضها في بعض.
5.النَّجامة: ففي قوله: {أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ} [الأَحقاف، الآية: 4]. فقد فسَّره بذلك ابن عباس.
كما ودلل القرآن على الحر والصنائع:
كالخياطة في قوله: {وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ} [الأعراف، الآية: 22].
والحدادة: {آتُونِي زُبَرَ ٱلْحَدِيدِ} [الكهف، الآية: 96]. {وَأَلَنَّا لَهُ ٱلْحَدِيدَ...} [سبأ 10] الآية.
والبناء في آيات.
والنجارة: {وَٱصْنَعِ ٱلْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا} [هود، الآية: 37].
والغزْل: {نَقَضَتْ غَزْلَهَا} [النحل، الآية: 92].
والنسج: {كَمَثَلِ ٱلْعَنكَبُوتِ ٱتَّخَذَتْ بَيْتاً} [العنكبوت، الآية: 41].
والفلاحة: {أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ...} [الواقعة: 63] الآيات.
والصيد في آيات.
والغَوْص: {كُلَّ بَنَّآءٍ وَغَوَّاصٍ} [ص، الآية: 37]. {وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً} [النحل، الآية: 14].
والصياغة: {وَٱتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَىٰ مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً} [الأعراف، الآية: 148].
والزَّجاجة: {صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوارِيرَ} [النمل، الآية: 44]. {ٱلْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ} [النور، الآية: 35].
والفخار: {فَأَوْقِدْ لِي يٰهَامَانُ عَلَى ٱلطِّينِ} [القصص، الآية: 38].
والملاحة: {أَمَّا ٱلسَّفِينَةُ...} [الكهف: 79] الآية.
والكتابة: {عَلَّمَ بِٱلْقَلَمِ} [العلق، الآية: 4].
والخبز: {أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً} [يوسف، الآية: 36].
والطبخ: {بِعِجْلٍ حَنِيذٍ} [هود، الآية: 69].
والغسل والقصارة: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} [المدثر، الآية: 4]. {قَالَ ٱلْحَوَارِيُّونَ} [آل عمران، الآية: 52]. وهم القصارون.
والجزارة: {إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ} [المائدة، الآية: 3].
والبيع والشراء في آيات.
والصبغ: {صِبْغَةَ ٱللَّهِ} [البقرة، الآية: 138]. {جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ} [فاطر، الآية: 27].
والحجارة: {وَتَنْحِتُونَ مِنَ ٱلْجِبَالِ بُيُوتاً} [الشعراء، الآية: 149].
والكيالة والوزن في آيات.
والرمي: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ} [الأنفال، الآية: 17]. {وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُمْ مِّن قُوَّةٍ} [الأنفال، الآية: 60.