في الذكرى التاسعة والخمسين لنكبة الشعب الفلسطيني

[داعس ابوكشك]

يحيي الشعب الفلسطيني في كل اماكن تواجده هذه الايام الذكرى التاسعة والخمسون للنكبة عندما اقتلع هذا الشعب من ارضه ودياره لبعيش حياة العذاب والتشرد وما واكب ذلك من مؤامرات حيكت ضد هذا الشعب وما تعرض له من ظروف قاسية سلبته ابسط حقوقه الانسانية في العيش فوق ارضه مثله مثل أي انسان ان يكون له مكان تحت الشمس.

وتعمد اللجان والجماعات والهيئات الشعبية والاطر الاهلية والمؤسسات الرسمية الى تنظيم برامج تحض على ابقاء النكبة قائمة في ذاكرة الجماهير واستخراج دروسها وعبرها للشعب الفلسطيني خاصة والشعوب العربية عامة, ولقد تشكلت في الوطن اللجنة الوطنية العليا لاحياء ذكرى النكبة على مستوى الوطن وداخل الخط الاخضر و في مخيمات اللجوء والتشرد وتضم كافة القوى والتيارات السياسية والمؤسسات الرسمية والشعبية وذلك بهدف توحيد الشعار السياسي والمطلبي , وهي خطوة هامة توحد منهجية العمل لابقاء هذه النكبة ماثلة في الذهنية الفلسطينية والعربية وفي ايقاظ روح المسؤولية وتجنيد القوى المؤيدة لحق الشعب الفلسطيني في العودة الى وطنه , ومع تقديري لاهمية عمل اللجنة العليا الموحدة لاحياء النكبة عبر برنامجها النضالي المتمثل في المسيرات والندوات والافلام والمسرحيات والمعارض وهي مبادرة وحدوية متقدمة الا انني ايوجه بنداء لتلك اللجنة ان لا يكون عملها موسميا وان نخرج من دائرة الكلام الى توسيع دائرة العمل لان هناك خطرا حقيقيا يهدد حق العودة في وقت تزداد فيه المشاريع الاقليمية والدولية في محاولة للالتفاف على قرار 194 الذي يمثل جوهر القضية الفلسطينية في مسألتي الارض واللاجئين اللتين لا بد من ايجاد حل لهما على اساس قرارات الشرعية الدولية التي تؤكد ان القدس مدينة محتلة ويجب ازالة الاحتلال عنها وعودتها الى اصحابها , وان قضية اللاجئين يجب ان تحل على اساس قرار الشرعية الدولية رقم 194 القاضي بعودتهم الى ديارهم وممتلكاتهم التي شردوا منها والتعويض.

وبما ان قضية اللاجئين هي من صلب مفاوضات الحل النهائي حسب تأكيد السلطة الوطنية الفلسطينية الا ان الموقف الاسرائيلي يرفض وباصرار تطبيق قرار الشرعية الدولية بعودة اللاجئين الى ارضهم ومسقط رأسهم حتى ان بعض السياسيين الاسرائيليين يفضلون افشال المفاوضات قبل ان تبدأ على الاعتراف بحق العودة , فهم يحاولون فيما اذا تم احياء المفاوضات مع الفلسطينيين الى تأجيل مسألة العودة الى اشعار اخر او طرح التعويض بدلا من حق العودة على اساس تفسير خاطئ لبنود القرار على انه خيارا للاجئين بين العودة او التعويض حيث اخذت بعض الدوائر تعمل على اشاعة هذا التوجه وما رافق ذلك من مشاريع لتوطين اللاجئين في عدد من البلاد العربية والاجنبية .

ويجب التأكيد على ان قرار 194 لا يفنى ولا يزول بالتقادم وان حق العودة لا يسقط تلقائيا حتى في حالة القبول بالتعويض وان هذا القرار يشكل اطارا مرجعيا اساسيا لحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين الذين طردوا من ديارهم عام 1948, حيث نص صراحة على وجوب السماح بعودة اللاجئين الراغبين في العودة الى ارضهم ومنازلهم ودفع التعويضات عن ممتلكات من يرغبون في عدم العودة وعن كل مفقود او مصاب بضرر وفقا لمبادئ القانون الدولي الذي يؤكد على عدة اعتبارات منها :-

.* انه الحق الاصلي من حقوق الانسان في كل حالة ومكان وزمان وان لكل فرد حرية التنقل واختيار محل اقامته داخل كل دولة.

*التأكيد على القرار 194 عشرات المرات في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة , حتى أنه كان أحد الشرطين المرافقين لقبول اسرائيل في هيئة الأمم المتحدة منذ عام 1949 و الشرط الاّخر كان القرار 181 الذي قضى بتقسيم فلسطين الى دولتين وقد تعهدت اسرائيل حينذاك التزامها القرارين معا و لكنها لم تنفذهما لغاية الاّن .

* انه القرار الدولي الذي تحدث عن عودة الشعب و قد خصص هذا الشعب بالتحديد و طالب بضرورة الاسراع في انصاف الشعب الفلسطيني و الاسراع في العودة .

* لقد ارتبط حق العودة بحق تقرير المصير و هذا ما أكدته الجمعية العامة للأمم المتحدة ولا سيما في قرارها الذي اتخذته عام 1973 و الذي أكد أنه لابد من حق العودة لتحقيق تسوية عادلة و لممارسة شعب فلسطين حق تقرير مصيره .

و بهذ المناسبة لابد من التأكيد على أنه حق العودة بعد ربطه بتقرير المصير لم يعد حقا فرديا ليستطيع أي كان التنازل عنه أو التفريط به فهو ذو بعد شمولي يشمل الشعب الفلسطيني و أجياله المتعاقبة , و أن حق العودة الذي يستند أصلا الى المرجعيات القانونية الدولية و الذي يرتبط بحق تقرير المصير هو قاعدة اّمرة من قواعد القانون الدولي وتم التأكيد على هذا القرار في قرارات المجلس الوطني الفلسطيني و في قرارات القمم العربية و الاسلامية .

ان التمسك بقرار 194 بشمولية يعني اتباع الطريقة القانونية للحفاظ على الحقوق الفلسطينية و على راسها حق العودة للاجئين و التعويض عما فقدوه من ممتلكاتهم , و ان الزاميته القانونية تجعله أكثر تحصينا من محاولات البعض التفريط به أو استبداله بمشاريع اخرى لا تلبي طموحات الشعب الفلسطيني .

و على المجتمع الدولي أن ينهض من سباته و عليه أن يعيد الاعتيار للشعب الفلسطيني و مساعدته في الخلاص من عذابه و تشرده و الزام اسرائيل بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية اذا أرادت فعلا احلال السلام في المنطقة .

[جميل محمد الكنعاني]

أخي الأستاذ الفاضل / داعس أبو كشك بارك الله بك
تحية طيبة وبعد :-
أوجه لك خالص الشكر على مواضيعك التذكيرية لنا إن جاز التعبير فأنت توثق لتاريخنا الحديث بنكباته وحوادثه وأعلامه ولرجاله المميزين وهذا دليل مواطنة صالحة ومتابعة جيدة منك لأن الناس لاهون وغافلون حتى عن أهم الحوادث والنكبات والنكسات والذكريات المؤلمة لنا وأنا أشد على يديك الكريمتين وأردد قوله تعالى " فذكر إن الذكرى تنفع المؤمنين " .
أشكرك جدا على على هذه الإضاءات والتي تدل على فكر نير وثقافة جيدة وحضور واسع واهتمام بكل ما يذكرنا بأرض فلسطبن السليبة والحبيبة أليس كذلك ولن أزيد على ما ورد بخطابك أعلاه ودمت أخا للجميع .

[ماجدة ريا]

الأخ الكريم داعس ابو كشك
إن إحياء ذكرى النكبة يمثّل تصرفاً وطنياً مخلصاً للوطن الأم "فلسطين" واستمراره فعلاً هو استمرار لهذه القضية التي يجب أن تبقى حية في أذهان الأباء والأبناء والأحفاد، حتى يعود الحق لأصحابه بعون الله تعالى، ونتمنى أن يأتي اليوم الذي تستعاد فيه تلك الحقوق إلى أصحابها ونحتفل عندها باحتفال استرجاع الحقوق.
أما بالنسبة لما يجري من مفاوضات، فلطالما جرّت المفاوضات إلى مزيد من التنازلات، فاسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية سعت دائماً إلى التهرب من القرار 194 الذي يقضي بحق العودة لكل اللاجئين الفلسطينيين، والآن تسعى جاهدة إلى إلغائه ويحاولون من خلال بعض أدواتهم الضغط بتمرير ما يريدون، وكأنهم يسعون إلى تمرير هذا الأمر خطوة بعد أخرى، ولكن بوجود إرادة الشعب الفلسطيني الحية، وبوجود المقاومة الباسلة التي لا يمكن أن تساوم على حقوقها خاصة هذا الحق بالذات، لن تمر تلك المشاريع، ولن يسقط الحق ، وسيبقى حقاً لأصحابه مهما كره الكارهون، أو سعى إلى ذلك الساعون، ولا بد للحق أن ينتصر، ولأهل الحق أن ينتصروا بإذن الله تعالى.
شكراً لك على هذه المشاركة ودمت بألف خير
ماجدة

[سلمى رشيد]

الأستاذ الكريم داعس ابو كشك
تحية طيبة

الذكرى التاسعة والخمسون في عمر النكبة ومنذ ذلك اليوم إلى الآن ونحن في نضال لا يتوقف ومؤامرات تحاك ضدنا وقرارات تصدر عن الأمم المتحدة لا تسمن ولا تغني من جوع.
ماذا تغير ؟؟
شتات مستمر للاجئين...
أرض لا زالت مغتصبة ولا زال العدو يقتطع يوميا من الأجزاء الباقية..
معتقلات تتسع لتستوعب الكم الكبير من المعتقلين...
وقوافل من الشهداء...
وما لنا إلا الصبر.

في الذكرى التاسعة والخمسون نجدد عهد الرباط على أرض الرباط وما فقدنا الأمل بالحرية والتحرر إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.

جزيل الشكر .