|
|
منتدى الحوار الفكري العام الثقافة ديوان الأقلاميين..فلنتحاور هنا حول المعرفة..ولنفد المنتدى بكل ما هو جديد ومنوع. |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
12-10-2009, 11:13 AM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
خفايا التوراة وأسرار شعب إسرائيل / كمال الصليبي
كمال الصليبي خفايا التوراة وأسرار شعب إسرائيل دار الساقي الطبعة الخامسة / 2002 مقدّمة الطبعة العربية لعل أكثرية المسيحيين واليهود اليوم ما زالت تتمسّك بحرفية الكتاب المقدّس وتجلّ نصوصه عن النقد والتحليل. لكن الكثيرين منهم, ومنذ أكثر من قرن من الزمن, اعتادوا على قبول المعالجة العلمية لهذه النصوص كتراث إنساني قابل للبحث والنظر. وهؤلاء لم يكونوا من العلمانيين فقط, ففي جملتهم عدد كبير من رجال الدين وكبار الكهنة. والكتاب المقدس عند اليهود يقتصر على الأسفار العبرانية مما يسمى بالتوراة والأنبياء والكتب. والمسيحيون يعتبرون هذه الأسفار "العهد القديم" من الكتاب, ويعتمدونها دينيا على هذا الأساس. أما "العهد الجديد" الذي يختصّ بالمسيحيين وحدهم, فيتألف من مجموعة من الكتابات اليونانية الأصل, وهي الأناجيل الأربعة وسفر أعمال الرسل والرسائل. ولعلّ المسيحيين تجرأوا على نقد نصوص الكتاب المقدس برمّته أكثر مما فعل اليهود بالنسبة إلى الجزء العبراني منه الذي يختصّ بهم. ولكن من اليهود أيضا من قام وما زال يقوم بمثل هذا العمل. وما الكتاب الحالي إلا محاولة جديدة في هذا الحقل. وموضوعه هو نصوص التوراة وحدها مما يسميه المسيحيون بالعهد القديم. وهذه تتألف من خمسة أسفار منسوبة جميعها إلى موسى, وهي "سفر التكوين" و "سفر الخروج" و "سفر اللاويين" و "سفر العدد" و "سفر التثنية". ويسود الرأي بين العلماء بان الأجزاء القصصية من التوراة _ومعظمها محصور بأسفار التكوين والخروج والعدد_ هي في الواقع مزيج من التاريخ الشعبي والأساطير والخرافات, تمّ جمعها ثم تنسيقها فضبطها في زمن متأخر نسبيا من تاريخ بني إسرائيل. والكتاب الحالي ينطلق من هذا الرأي السائد بين أهل الاختصاص في موضوع التوراة. وما الجديد فيه إلا طريقة التحليل التي ربما تنجلي عن طريقها غوامض كثيرة من تفاصيل القصص التوراتية لم يتوصل الباحثون إلى إدراك الحقائق الكامنة في مضمونها من قبل بالوسائل النقدية التي اعتمدت حتى اليوم. وللقارئ أن يحكم لنفسه إذا كان ذلك صحيحا. وقد حصل في أوائل عهد النقد التوراتي, بين القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين, أن جملة من العلماء أبدوا شكّا في كون أبطال القصص التوراتية _من آدم إلى موسى_ شخصيات تاريخية بالمعنى الكامل. ومنهم من لاحظ أن هؤلاء الأبطال من يبدو وكأن شخصيته, وبالطريقة التي تبرزها نصوص التوراة, هي في الواقع شخصية مركبة من عدّة عناصر تاريخية وغير تاريخية. ولكن هؤلاء العلماء لم يتمكنوا من إقامة الدليل والبرهان الكافي على ما لاحظوه. ثم جاء جيل جديد من الباحثين يطعن في ملاحظات هؤلاء الباحثين الأوائل ويشدّد على وحدة الشخصية التاريخية أو الأسطورية أو الخرافية لكل من أبطال التوراة. غير أن هؤلاء, هم أيضا, لم يتمكّنوا من الوصول إلى نتائج واضحة, على ادّعائهم عكس ذلك وإصرارهم على كونهم هم, وليس من سبقهم في الحقل, على المسلك العلمي الصحيح. والواقع هو أن الانفتاح الذهني بين العلماء التوراتيين في الغرب في القرن التاسع عشر كان أوسع بكثير مما هو عليه اليوم. وفي الكتاب الحالي إلى حدّ ما عودة إلى منظورهم مع فارق واحد, وهو أن الدليل المتوفر اليوم على ما كانوا يقولونه لم يكن قد توفر بعد في زمانهم. وقد كان هؤلاء العلماء يقولون في وقتهم أن النقد العلمي للتوراة لا يضيرها كجزء من تراثهم الديني, بل يقوّي قيمة هذا التراث الذي لا بدّ من أن يرفض يوما ما إذا ما استمر الأخذ به على سطحيته, لكونه يحتوي على أشياء كثيرة لا يقبلها العقل. والكتاب الحالي يأخذ من الموضوع الموقف نفسه. فمهما قيل في أمر التوراة, فإنها تبقى جزءا لا يتجزأ من التراث الذي تقدّسه المسيحية, وعن حقّ, لأن جذور التعليم المسيحي تعود في أساسها إلى التوراة, وان كان فيها ما يذهب إلى أبعد من تعاليم التوراة دون أن ينقض المبادئ التي تقوم عليها. وقصص التوراة _كما لا بدّ وأن يتضح للقارئ_ لا علاقة لها بهذه المبادئ. بل هي صور احتفظت بها نصوص الكتاب المقدس من غابر العصور. وفي الاطلاع عليها والتحقيق بأمرها متعة ذهنية وفهم لحقائق من الماضي القديم مغمورة لآلاف السنين. والكتاب الحالي وضع أصلا بالانكليزية, ونشرته دار الساقي تحت عنوان : ( Secrets of the Bible People ) . والذي في متناول القارئ العربي اليوم ليس مترجما عن الانكليزية بل هو إعادة كتابة للموضوع ذاته بالعربية من قبل المؤّلف. كمال سليمان الصليبي .. مقدّمة التوراة جاءت من جزيرة العرب: كان هذا عنوان كتابي السابق حول الجغرافيا التاريخية للتوراة, وهو يختصر القناعة التي توصّلت إليها في هذا الشأن, أكثر ما يكون عن طريق المقابلة اللغوية بين أسماء الأماكن الواردة في التوراة, وتلك التي موجودة في جنوبي الحجاز وبلاد عسير. وقد حاولت في ذلك الكتاب إقامة البرهان, بمجموعة من الأمثلة, على أن مضمون التوراة لا يستقيم إلا إذا أعيد النظر فيه جغرافيا على هذا الأساس. وعبثا حاول ويحاول علماء التوراة فهم مضمونها, من الناحية التاريخية, باعتبار أنها جاءت من فلسطين, حسب المفهوم التقليدي لجغرافيتها. فالأكثرية الساحقة من أسماء الأماكن التوراتية لا وجود لها في فلسطين. والأقلية الموجودة منها هناك لا تتطابق من ناحية الحدث مع تلك المذكورة بالأسماء ذاتها في التوراة. وما زال علماء الآثار يبحثون في فلسطين عن دليل واحد قاطع على أن البلاد التوراتية كانت هناك, فلا يجدونه. والأمر ذاته ينطبق على العراق والشام وسيناء ومصر, أي على الأرض "من النيل إلى الفرات" التي يفترض بان التاريخ التوراتي كان له شان مباشر بها. هذا ما فصلته في كتابي السابق. وما القصد من الكتاب الحالي إلا وضع نظريتي الجديدة حول الجغرافيا التاريخية للتوراة على المحك للتأكد من صحتها على وجه العموم, ولتصحيح ما ورد من أخطاء تفصيلية في الكتاب السابق على وجه الخصوص, وذلك عن طريق إعادة النظر في مجموعة من القصص التوراتية المألوفة على ضوء جغرافية جزيرة العرب. وقد اخترت لهذه الغاية القصص التي ترويها الأسفار الخمسة الأولى من التوراة, أي كتب "التوراة" بالذات (التكوين, الخروج, اللاويين, العدد, التثنية), وأضفت إليها قصة واحدة من أسفار "الأنبياء" وهي قصّة النبي يونان التي يرويها سفر يونان. وسوف اعتمد في البحث, كما في كتابي السابق, على النصّ العبري الأصلي للتوراة, بغضّ النظر عن التحريك التقليدي لهذا النص الذي يحوّر المعاني المقصودة أصلا في أحيان كثيرة. وهذا ما يقرّه أهل الاختصاص بشكل عام. على أن هذا التحريك التقليدي المشكوك فيه ما زال معتمدا على وجه العموم في الترجمات الحديثة للتوراة, كما في الترجمات القديمة, ومنها الترجمة العربية المعتمدة من قبل الكنائس الإنجيلية التي أشير إليها عند الحاجة للمقابلة بين المقصود في الأصل والمفهوم في العرف السائد. ولا بدّ في البداية من كلمة على طبيعة النصوص التوراتية التي سأعالج مضمونها في هذا الكتاب. فهناك إجماع بين أهل الاختصاص على أن سفر يونان هو من الأسفار التوراتية المتأخرة التي وضعت بعد السبي البابلي لشعب إسرائيل. ومن هؤلاء من يبالغ في ذلك, فيقول أن هذا السفر وضع قرابة عام 350, وربما 250 قبل الميلاد. أمّا بشأن الأسفار الخمسة الأولى من التوراة, فيسود الرأي بشأن ثلاثة منها (التكوين, الخروج, العدد) أنها جمعت ونسقت في وقت متأخر, ربما بعد السبي البابلي, من أصول مختلفة. وكان علماء التوراة في السابق يسمّون هذه الأصول المفترضة "نصوصا". وهم اليوم يفضلون الإشارة إليها على أنها "تقاليد" تعرّف اليوم على الوجه الآتي: 1 _ التقليد "اليهوي", وقد سمّي بذلك لأنه يتحدث عن الذات الالهية باسم "يهوه" (وفي الترجمات العربية المعتمدة "الرب"). والتقليد "اليهوي" هذا هو تقليد قصصي صرف يتميز بروعة الإيجاز وقوة العبارة, على بعض الاختلاف في الأسلوب, مما جعل أهل الاختصاص في النقد النصّي للتوراة يفرقون بين أكثر من تقليد "يهوي" واحد . 2 _ التقليد "الإلوهيمي", وقد سمي بذلك لأنه يطلق على الذات الالهية اسم "إلوهيم" (بالعبرية ءلهيم), أي "الله". والتقليد "الإلوهيمي" هذا هو أيضا تقليد قصصي, على قدر من التأمل والذهاب إلى ما هو أبعد من الرواية الصرفة. أضف إلى ذلك الفرق بين الشخصية المعطاة للرب "يهوه" في التقليد "اليهوي", وتلك المعطاة لله في التقليد "الإلوهيمي". فالرّب "يهوه" في القصص "اليهوية" يتصرّف تماما كما يتصرف البشر, يحب ويكره, يعف ويجهل, يأنس ويغضب, الخ. أما الله في الروايات "الإلوهيمية", فهو أكثر تعاليا عن عالم البشر. 3 _ التقليد "الكهنوتي", وهو يختلف عن التقليدين السابقين بكونه تعليميا, وليس قصصيا. ويتميز هذا التقليد باهتمامه بالتشريعات والطقوس, وكذلك باهتمامه الخاص بالأنساب. ويلاحظ تداخل التقليد "الكهنوتي" في التقليدين "اليهوي" و "الإلوهيمي" حيث يروي هذان التقليدان قصصا عن شخصيات معينة, فيأتي التقليد "الكهنوتي" ويعطي هذه الشخصيات أنسابها بأسلوب يختلف تماما عن أسلوب القصة. وكثيرا ما يأتي التدخل "الكهنوتي" معكرا لصفو الأسلوب القصصي ومشوّها له في الروايات "اليهوية" و "الإلوهيمية". وهناك شبه إجماع بين أهل الاختصاص على أن صاحب أو أصحاب التقليد "الكهنوتي" هم الذين قاموا بجمع الروايات "اليهوية" و "الإلوهيمية" في أسفار "التكوين" و "الخروج" و "العدد" أوّل الأمر, فأضافوا إليها ما أضافوا من تقليدهم. وربما كان ذلك في القرن السابع قبل الميلاد. ويعتبر سفر "اللاويين" سفرا "كهنوتيا" صرفا, علما بان هذا السفر يقتصر على الأمور الطقسية والتشريعية, وهو السفر الوحيد بين الأسفار الخمسة الأولى من التوراة الذي لا يأتي على أية رواية قصصية. بالإضافة إلى هذه التقاليد الثلاثة , "اليهوي" و "الإلوهيمي" و "الكهنوتي", يلاحظ وجود تقليد رابع لا اثر له في أسفار "التكوين" و "الخروج" و "العدد" ولا في سفر "اللاويين", وهو التقليد المتمثل بنص سفر التثنية دون غيره من الأسفار الخمسة الأولى من التوراة. ويتميز تقليد "التثنية" هذا بتشديده على مكانة بني إسرائيل كشعب خاص بالرب "يهوه" وعلى دور الرب "يهوه" الأساسي في تاريخ هذا الشعب. ويسود الاعتقاد بان أصحاب تقليد "التثنية" هذا هم الذين قاموا بتدوين سفر "يشوع", وسفر "القضاة", وسفري "صموئيل" الأول والثاني, وسفري "الملوك" الأول والثاني, من بين الأسفار التوراتية التي تتناول تاريخ بني إسرائيل. ويلاحظ أن هؤلاء "التثنويّين" كانت لديهم مصادر تاريخية استقوا منها المعلومات وصاغوا منها روايتهم "التثنوية" لتاريخ بني إسرائيل. المهم في الأمر أن الأسفار الخمسة الأولى من التوراة, وهي الأسفار التي يطلق عليها أساسا اسم "التوراة", لم تكتب أصلا بقلم واحد. وما هذه الأسفار إلا مجموعات من الأقاصيص الصادرة أصلا عن تقاليد مختلفة ربما كان بعضها مكتوبا, وقد تم جمعها وتنسيقها في وقت متأخر نسبيا, وأضيف إليها ما أضيف, فصارت جزءا لا يتجزأ من تصور بني إسرائيل لبداياتهم التاريخية. هناك, بالطبع, نظريات أخرى بالنسبة إلى التركيب النصي للتوراة.. منه النظرية التي تشدد على أهمية المقابلة بين مضمون القصص التوراتية من جهة, ومضمون المدونات العراقية والشامية والمصرية القديمة من جهة أخرى, وعلى أهمية الربط بين روايات التوراة والمكتشفات الأثرية ما بين الفرات والنيل. هذه النظرية مرفوضة مني بطبيعة الحال, علما باني لا اعتبر أن هناك أي علاقة حقيقية بين التوراة وتلك البلاد. استثني من ذلك, طبعا, المدونات المصرية والعراقية القديمة التي تتحدث عن جزيرة العرب, وهي كثيرة. وقد أسيء فهم مضمونها حتى الآن من قبل الباحثين, فاعتبرت أنها تتحدث عن فلسطين وبلاد الشام. على الباحث في القصص التي ترويها أسفار "التكوين" و "الخروج" و "العدد" أن يأخذ كل قصة على حدة, فيحلل العناصر المختلفة التي تتكون منها لكي يقف على حقيقة أمرها. وجل ما في الأمر أني سآخذ كل قصة من هذه القصص كما هي مروية في نصّها التوراتي بالأصل العبري, فأعيد قراءة هذا النص بأحرفه الساكنة دون الالتفات إلى تحريكها المسوري (أي التقليدي), وأحلل عناصرها على هذا الأساس في ضوء جغرافية جزيرة العرب, أي في ضوء ما اعتبره إطارها الجغرافي الصحيح. وهذا ما سأفعله بعد ذلك بشان قصة النبي يونان. وأهم ما في الأمر أن القصص التوراتية التي سأقوم بتحليلها في هذا الكتاب قد مُحّص فيها من قبل بناء على أن موقعها هو في بلاد ما بين الفرات والنيل فلم يتضح سرها على هذا الأساس. الباب الأول قصص التوراة .. |
|||
08-11-2009, 12:27 PM | رقم المشاركة : 2 | |||
|
رد: خفايا التوراة وأسرار شعب إسرائيل / كمال الصليبي
|
|||
08-11-2009, 12:29 PM | رقم المشاركة : 3 | |||
|
رد: خفايا التوراة وأسرار شعب إسرائيل / كمال الصليبي
. . خفايا التوراة .. قضية آدم وذويه / الأسئلة . دكتور .. قصة آدم وذويه , تتكون من ثلاث عناصر على الأقل: _ قصة الإنسان الأول . _ قصة الإنسان الذي أنجب قايين وهابيل. _ قصة الرجل المدعو أدم الذي أنجب شيت. الحقيقة التاريخية والأسطورة وإعادتهما إلى جغرافيتهما الطبيعية وبيئتهما القبلية الصحيحة , تستمر في الكتاب كنظرية علمية تاريخية صلبة ومتكاملة وتراكمية في أبحاثكم كلها. وننتظر كبقية المؤمنين والمهتمين بالتاريخ كملك جماعي إنساني وكأرضية مبدئية للتقارب بين جميع البشر , علم الآثار لتثبيت النظرية وجلاء تفاصيلها. الخرافة أو الميثولوجيا هي ما نرغب في طرح بعض الأسئلة والاستفسارات حوله: س1_ هل نستطيع القول أن التقليد "اليهوي" , هو جمع قصصي لكل أساطير بلاد عسير واليمن وجوارهما الجغرافي ..؟؟ س2_ هل نستطيع القول أن التقليد" الإلوهيمي" , هو الأكثر تعبيرا عن الفكر الفلسفي لشعب إسرائيل وتطور تجربتهم الدينية ..؟؟ س3- هل نستطيع القول أن التقليد "الكهنوتي" هو بداية صياغة وتحويل التقليدين السابقين إلى ديانة يهودية خاصة "بشعب إسرائيل" في أواخر زمن ملكهم في بلاد عسير ..؟؟ س4_ هل نستطيع القول أن عمل "المحقق" والتقليد "التثنوي" , هو الصياغة النهائية "للديانة اليهودية" وإحكام ربطها بالتراث الخرافي والأسطوري لجغرافية بلاد عسير وبلاد اليمن ..؟؟ س5_ من أي مصادر تعتقدون أن أصحاب التقليد "التثنوي" قد استقوا معلوماتهم التاريخية ..؟؟ ج (1-5): سوف أسمح لنفسي أن أجيب على الأسئلة الخمسة الأولى معاً، لكون هذه الأسئلة مترابطة. وعليّ أن أقول، بداية، بأني مقتنع، شخصياً، بالنظرية القائلة بأن الأسفار التوراتية التي تعالج أساطير بني اسرائيل وتاريخهم وصلتنا نتيجة لعمل تراكمي في التدوين ابتدأ، حسب رأيي، في (عهد الملك سليمان بن داوود القرن العاشر ق.م.)، وانتهى بين القرنين الخامس والثالث ق.م. وكان سبق عملية التدوين، على ما يبدو، تواتر شفهي للقصص عن بني اسرائيل بين أجيال من رواتهم، أروعها القصص المنسوبة إلى التقليد اليهوي (أو، في الأصح، التقاليد المسماة اليهوية)، حيث يطلق على إله بني اسرائيل اسم "يهوه" (وفي الترجمات العربية، "الرب"). يلي ذلك القصص المنسوبة إلى التقليد "الإلوهيمي" (أو بالأحرى التقاليد الألوهيمية) حيث يسمى الإله ذاته "إلوهيم" (قابل مع العربية "اللهمّ"، على ما أعتقد، أو "هما- إلوهيم"، أي "الآلهة" (في صيغة جمع التفخيم pluralis excellentiae ). هذان التقليدان بدأ تدوينهما معاً، على ما أعتقد، على أيدي كتبة يعملون تحت إشراف كهنوتي، بعد أن أصبح لبني اسرائيل مملكة وشأن، وبعد أن أصبحت لديهم تقاليد دينية توحّد صفوفهم في ظل مملكة "كل إسرائيل"، ثم ملوك مملكة "يهوذا" من سلالة سليمان. ولذلك جاء هذا التقليد يشدّد على خصوصيّة العلاقة بين بني اسرائيل والربّ يهوه الذي هو الإلوهيم بالنسبة إليهم. هذا التقليد الثالث (وهو التقليد التدويني الأول، أو بالأحرى التقاليد التدوينية الأولى) هو المسمى "التثنوي"، نسبة إلى سفر التثنية. وقد جاء هذا التقليد بحد ذاته تراكمياً، بحيث تتالت أجيال من الكتبة بين القرنين العاشر والسادس ق.م. في العمل على المادة ذاتها. كل جيل يتعامل مع هذه المادة بدوره، ويتلاعب بها أحياناً حسب أهوائه. ولعل جذور التقليد المسمى "الكهنوتي"، أو بعضها، يعود إلى زمن المتأخرين من ملوك يهوذا، عندما قويت شوكة الكهنة الصادوقيين في المملكة. لكني أرجّح ان البداية الحقيقية لهذا التقليد جاءت بعد السبي البابلي (586 ق.م.)، بل وسقوط مملكة بابل في أيدي الفرس (535 ق.م.). كان الكهنوت الصادوقي في ذلك الوقت حل محل السلالة الداودية/السليمانية في قيادة بني إسرائيل في شتاتهم، فأخذ هؤلاء الكهنة يعملون، مع أنصارهم، على تحويل بني إسرائيل الشتات من شعب تاريخي إلى طائفة دينية ما لبثت أن تسمّت باليهودية (نسبة إلى مملكة يهوذا البائدة، علماً بأن الذال هي لغة في الدال). وابتداءاً من أواسط القرن الخامس ق.م. أي بعد الفتح الفارسي لبلاد بابل بقرن تقريباً، ظهر بين بني صادوق كاهن اسمه عزرا (في القرآن عُزير) كان هو، على الأرجح، الذي بدأ بالعمل على مراجعة ما وصله من المدونات الإسرائيلية القديمة وإعادة النظر فيها. والعملية هذه التي استمرت أجيالاً، مثل سابقاتها، هي ما يسمى التقليد الكهنوتي. وما الظاهرة التي تسمى "المحقّق" إلا كناية عن المراجعات الكهنوتية الأخيرة لنصوص الكتاب المقدس العبري الذي نطلق عليه اسم "التوراة". وهذا في الأصل اسم الأسفار الخمسة الأولى من الكتاب المقدس. س6_ هل نستطيع القول أن حصول "الإنسان الأول" على المعرفة قاده إلى (معرفة أنه سيموت , بمعنى "الأضحية" الطقسية) لأنه ثانوي في استمرارية الحياة الإنسانية , فاستحق الطرد من الجنة , بعكس "الأنثى الأولى" الرئيسية في استمرارية الحياة , بما يعنيه ذلك من شرح لإلوهية المرأة كديانة بدائية سبقت كل الديانات , قبل أن يظهر لاحقا الإله الذكر يهوه في الخلفية كمهيمن جزئيا على مشهد الخلق والسابق لظهوره بكثير ..؟؟ ج6- في هذا السؤال اجتهاد لطيف لم يخطر على بالي من قبل. س7_ هل تتضمن قصة الإنسان الأول "تورية" لعبادة الأنثى / الأم الكبرى_الأرض , وهي الديانة التي كان يقدم فيها الذكر كقربان, (أضحية بشرية) .؟؟ ج7- في تحليلي لقصة الإنسان الأول، بدا لي أن المرأة التي أعطاها يهوه للرجل كانت إلاهة- وإلهة "أم كل حي" تحديداً. لكني لم ألحظ في القصة إشارة إلى أن الذكر كان يقدم قرباناً لهذه الإلهة. س8_ هل تتضمن القصة تقديسا متأخرا لدور الكهنة تمت إضافته على عجل ..؟؟ ج8- يبدو لي أن لا تقديس في القصة لدور الكهنة، بل أن فيها محاولة واضحة للنيل من مكانتهم. وذلك بجعل مهمتهم ليست مساعدة الانسان على الرب يهوه، بل مساعدة الرب يهوه على الإنسان. مما يجعل من الكهنة أصدقاء للرب يهوه وأعداءاً للإنسان. ويبدو لي أن في هذا الجانب سخرية مقصودة. س9_ هل كانت عبادة الأنثى / الأم شكلا دينيا بدائيا , عاد إلى الظهور لاحقا كديانة سماوية كما وردت في قصة عيسى ابن مريم القرآنية في نفس الجغرافية القديمة لهما في بلاد عسير ..؟؟ ج9- عبادة المرأة- الأم، الأخت والحبيبة/الزوجة في آن أحياناً- ظاهرة معروفة، وكذلك عبادة المرأة الأم البتول. وقد انتقلت هذه الظاهرة بقناع أو آخر إلى بعض الديانات التوحيدية المتطورة، أو إلى مذاهب من هذه الديانات. النص القرآني يشير إلى أن بعض قدماء النصارى كانوا يعتبرون مريم، والدة عيسى، إلهة، ويعتبر ذلك خروجاً من قبلهم عن الدين القويم. والأناجيل والرسائل، من ناحيتها، لا تأمر بتقديس أم يسوع أو تأليهها. أضف أن دساتير الإيمان الأصلية التي تقرأ في الكنائس، وأهمها دستور الإيمان المسمى النيقاوي (325م) لا يقر لمريم بمكانة لاهوتية خاصة، بل جل ما يقوله هذا الدستور بشأنها، في كلامه عن "الله الإبن": "وتجسد بالروح القدس من مريم العذراء". لكن التقليد الموروث، بين عامة المسيحيين، كان أقوى من النصوص في إصراره على تقديس أم يسوع، بل ومخاطبتها مباشرة في الصلاة وطلب شفاعتها. النساطرة، في العصور المسيحية الأولى، لم يجيزوا تسمية مريم "أم الله" لاعتبارهم إياها فقط أم "المسيح الانسان". وعلى هذا الأساس افترقوا عن اليعاقبة، وعن سائر المسيحيين جملة. والبروتستانت، في العصور الحديثة كان وما زال لديهم تحفظ شديد تجاه تقديس مريم ومخاطبتها في الصلاة وكأنها إلهة. لكن معظم المسيحيين في العالم ما زالوا متمسكين، وبشدة، بالتقليد المريمي، واعتبارهم إياه من أساس الدين. ولا بد أنهم قادرون، من خلال هذا التقليد، أن يروا في مريم صورة لواقع وجودي عميق المعني يتعذر على أمثالي من البروتستانت تفهمه. س10_ هل تتضمن قصة قايين وهابيل , جلاء حقيقة الحاجة إلى أضحية بشرية ..؟؟ ج10- لا أظن ذلك. س11_ وهل كانت قصة إبراهيم وإسماعيل نهاية هذا النوع من "الديانات الطبيعية" ذات الأضحية البشرية ..؟؟ ج11- لا يمكنني أن أجزم في المجهول. س12_ هل كانت عادة وأد البنات استمرار لطقوس الأضحية البشرية البدائية إلى وقت ظهور الإسلام . بحيث صارت الضحية_المقدسة هي أنثى ..؟؟ ج12- لا معرفة خاصة لدي في الموضوع للبت في الأمر. س13_ هل قصة الرجل المدعو آدم تتضمن صراعا بين نوعين من العبادات بين القبائل ..؟؟ ج13- هذا الأمر ينطبق على قصة قايين وهابيل. قايين كان نباتياً، على ما يبدو، ففضّل الرب يهوه أخاه الأصغر هابيل عليه لأنه كان مثل يهوه، يحب اللحوم ويهوى رائحة شيّها. س14_هل نتوقع الكشف الأثري عن الإنسان البدائي الأقدم في جغرافية بلاد عسير , وربما في جوار "واحة الجنينة" , أسفل قرية العدنة , بوادي بيشه ..؟؟ ج14- جوابي الجديد عليه (وقد أجبت عليه سابقاً): لا معرفة خاصة لي بعلم الآثار. أضف أني، على وجه العموم، أتحفظ تجاه ما يُعلن عن نتاج علم الآثار إلا إذا جاء هذا النتاج مقترناً بنقوش على الموقع تؤكد ماهيته. الحواشي : _ شعب إسرائيل : ليس المقصود بهذا المصطلح لدى الدكتور الصليبي "إسرائيل الحالية" وهي التي سرقت هذه التسمية من الكتاب المقدس وألصقتها بالدولة العبرية التي تأسست عام 1948م . بل المقصود ذلك الفرع من العرب البائدة الذي عاش في بلاد عسير والذي أضاء عليه القرآن الكريم في العديد من آياته , ويعود الفضل إلى الدكتور الصليبي في الكشف عن عملية التزوير التاريخية الضخمة التي ارتكبها الصهاينة عند سرقتهم لهذا الاسم ووصمِهم له عند استعماله اسما لدولتهم . _ الديانة اليهودية : وهي السلف للديانة اليهودية الحالية , وهي تختلف تمام الاختلاف كما يقول الدكتور الصليبي عن الديانة الأصلية التي تديّن بها بنو إسرائيل من العرب البائدة . مع العلم أن معتنقي الديانة اليهودية الحالية هم بأغلبيتهم المطلقة من غير الأصول السامية. _ قصة عيسى ابن مريم القرآنية : حيث يمكن لنا أنَ نتلمس عودة ديانة الأنثى / الأم إلى الظهور في قصة عيسى ابن مريم القرآنية ونتلمس مضمونها أيضا في عقيدة الكنيسة الشرقية حين تعتبر السيدة مريم العذراء "حوّاء الأولى الجديدة" وأيضا تعتبر السيد المسيح "آدم الأول الجديد" . خاص بوهيميا .. آخر تعديل زياد هواش يوم 09-11-2009 في 04:42 PM.
|
|||
12-11-2009, 05:33 AM | رقم المشاركة : 4 | |||
|
رد: خفايا التوراة وأسرار شعب إسرائيل / كمال الصليبي
قايين/قابيل: هو اسم بطل قصة جريمة القتل الأولى في البشرية قايين: الاسم التوراتي قابيل:الاسم القرآني وهنا لدي ملاحظة اللفظة( قابيل) اقرب لان تكون الاسم الحقيقي لذلك الشخص انطلاقا من ان قابيل :على وزن اسم هابيل قابيل: اسم ادمي/انساني قديم يمكن فهم معناه اذا قسم الى مقطعين:قاب+ايل قاب:1مقدار, قدر,2 قرب والقَبُّ: رئيسُ القوم وسَيِّدُهم؛ وقيل: هو الـمَلِكُ؛ وقيل: الخَليفة؛ وقيل: هو الرَّأْسُ الأَكْبر والقُبَّةُ من البناء: معروفة، وقيل هي البناء من الأَدَم خاصَّةً، مشتقٌّ من ذلك، والجمع قُبَبٌ وقِـبابٌ وقابَ الرجل إِذا قَرُبَ ( لسان العرب) لذا يمكن ان نقول ان كلمة قابيل تعني:تقرب لله\القريب لله كما ان هابيل تعني:هاب الله\ المهيب لله وكذلك هو الامر لجبريل: جبروت الله قابيل: بمعنى القريب لله يمكن ان نجد اسماء تاريخية تحمل نفس هذاالمعنى فهناك الملك اليمني السبئي( بالقرن السابع قبل الميلاد) كرب ايل= قرب ايل اي: المقرب لله حيث ان ملوك اليمن قديما كانوا يلقبون انفسهم مكرب/مقرب ذلك لأن الملك أنذاك لابد ان يكون كبير للكهنة . المصدر:< مقتبس من احد الابحاث التي اقوم بها والتي ستكون جزء من الكناب الذي اقوم بتأليفه حاليا>. دمون باسحيم |
|||
12-11-2009, 09:58 AM | رقم المشاركة : 5 | ||||
|
رد: خفايا التوراة وأسرار شعب إسرائيل / كمال الصليبي
اقتباس:
هل نستطيع ان نعتبر الاسماء اليمنية تعريبا ..!! .. |
||||
15-11-2009, 09:57 AM | رقم المشاركة : 6 | |||
|
رد: خفايا التوراة وأسرار شعب إسرائيل / كمال الصليبي
اذا كانت جغرافية التوراة تنطبق على جغرافية جنوب الجزيرة |
|||
15-11-2009, 11:10 AM | رقم المشاركة : 7 | |||
|
رد: خفايا التوراة وأسرار شعب إسرائيل / كمال الصليبي
بالتأكيد تطابق الأسماء الجغرافية مع الأسماء التوراتية هو أساس نظريات الدكتور الصليبي وغيره من الباحثين . |
|||
18-11-2009, 01:12 PM | رقم المشاركة : 8 | |||
|
رد: خفايا التوراة وأسرار شعب إسرائيل / كمال الصليبي
شكرا استاذي الفاضل |
|||
23-01-2010, 09:43 AM | رقم المشاركة : 9 | |||
|
رد: خفايا التوراة وأسرار شعب إسرائيل / كمال الصليبي
كمال الصليبي |
|||
23-01-2010, 09:47 AM | رقم المشاركة : 10 | |||
|
رد: خفايا التوراة وأسرار شعب إسرائيل / كمال الصليبي
. |
|||
12-02-2010, 12:31 PM | رقم المشاركة : 11 | |||
|
رد: خفايا التوراة وأسرار شعب إسرائيل / كمال الصليبي
لا بد لنا من العودة إلى التوسع في قراءة هذا الكتاب الهام للغاية للدكتور كمال الصليبي . |
|||
12-02-2010, 12:33 PM | رقم المشاركة : 12 | |||
|
رد: خفايا التوراة وأسرار شعب إسرائيل / كمال الصليبي
قصص التوراة |
|||
|
|