الابداع هو فعل التغيير ..

[زياد هواش]

برأيك ما هي المعوقات التي تحد من إبداعات المثقف العربي ؟!

العملية الفكرية , عملية جماعية معقدة .
لها حاضرها الثقافي المستمر , وعمقها الفلسفي التالي .

في الواقع الثقافي العربي , لا تزال القضية الفكرية متداخلة متشابكة , يختلط فيها المقدس بالسياسي والديني بالاجتماعي .
وتدور كلها على أرضية اصطفافات قديمة وتراثية تجتر مرارات لأحداث غرائبية أو انتصارات في معارك وهمية .

ويعود ذلك إلى الهيمنة السلطوية الرسمية العربية الواحدة عبر جغرافية عالمنا العربي , وقدرة النظام السياسي الرسمي العربي على إنتاج ثقافة الخوف والرياء والجدل والتحزبات والعصبيات والقبليات وكل القيم الإنسانية القديمة والمُعطلة .

ويعود نجاح النظام الرسمي العربي في جعل ثقافة أمة تاريخية مستمرة في لغتها وجغرافيتها تجتمع على ما هو أعمق بكثير مما يفرق شعوبها .
يعود هذا النجاح إلى بنية العقل العربي الفردي الذي لا يزال قادرا على تعطيل حاد وشاذ لقيامة وتكوّن عقل عربي جماعي يكون القادر على إنتاج ثقافة عربية تراكمية تختمر فيها القضية الفكرية الفلسفية المولدة لقيامة أمة أو لعودتها إلى الحياة .

الحرية ليست قضية فكرية , الحرية فعل تحرري إرادي جماعي جمعي مدفوع الثمن .
الحرية المُستحقة لا توهب بل تكتسب عبر الصراع الحقيقي والمستمر مع النظام السياسية والسلطات القمعية الحتمية المتفرعة عنه .
وهي كذلك دائما , عبر التاريخ وعبر الحاضر وعبر المستقبل .

في زمن ما من تاريخ الدولة العربية الإسلامية , عطلت السلطة المركزية قدرة فعل التغيير في العقل العربي عن طريق تمزيق الذاكرة الإسلامية الواحدة , في عودة درامية إلى الجاهلية بشعارات إسلامية , ولا تزال تسود فينا من يومها القبليات والعشائريات بغطاء ديني تسمى طوائف ومذاهب وملل ونحل وبلاوي .

لقد نجح النظام السلطوي في الدولة العربية الإسلامية الأولى في قتل وذبح وحرق وصلب وتحطيم كل أصحاب العقل والفلسفة والمنطق والاجتماع , في الفكر والدين والسياسة .

ثم نجحنا جميعنا , في الحفاظ على فعل العقل السلطوي , في عقولنا , عبر قيد القبليات والعشائريات التقسيمية , ولا نزال متمسكين بقيدنا هذا نقدسه ونعبده وندافع عنه , حتى ونحن نشتكي بترف منه .

بالتأكيد عبر إلى غير رجعة ربما زمن الخروج بالسيف للقيام بفعل التغيير الطبيعي بل والحتمي .

الغير مبرر بل الغير مفهوم على وجه الإطلاق عربيا , هو الإصرار الإرادي على تعطيل ذاتي جماعي عربي لمحاولة القيام بفعل التغيير الثقافي أو الفكري , وذلك عبر الاستمرار بثقافة التباكي أو التشكي أو التأجيل أو الانتظار , مواربة لحقيقة أننا نعيش في ظل نظام سياسي عربي رجعي غير قادر على القيام بوظائفه في خدمة المجتمع وصناعة المستقبل , بالحد الأدنى الافتراضي .

العقل العربي في بنيته التراثية فردي مغلق , غيبي شخصاني .
هذه البنية التراثية , هي المعوق الرئيسي والمركزي , لأنها تحول فعل الإنسان العربي الجمعي القادر على فعل التغيير , إلى فعل معطل لجماعات ذات طبيعة انفعالية يمكن بسهولة للنظام السياسي أن يتلاعب بها , ويغير اتجاه حركتها , ويعطل مسيرة تطورها , ويحطم شعاراتها .

الإبداع هو القدرة على صناعة التغيير , والمثقف العربي هو الإطار الطبيعي لفعل التغيير الجماعي الجمعي الايجابي والخلاق .

19/2/2010

..

[حياة نخلي]

شكرا أخي على هذا الطرح المميز...فعلا مازال الانسان العربي يجتر أفكارا ثابتة...والغريب في الأمر أنه يقدسها
...الثوابت طبعا معروفة..لانه تشكل قيمنا وتدخل ضمنها العقيدة واللغةاضافة الى الهوية...لكن أين الابداع؟؟؟؟؟؟؟؟ أين التغيير؟؟؟ مازلنا نجتر الماضي..بكل أخطائه وهفواته....مازلنا ضحية الجلابيب القديمة
..وحتى نتغير ونواكب التطور العالمي ..لابد من تغيير عقلياتنا المتجمدة .التي لم تخط أبدا أي خطوة الى الأمام....شكرا لك

[زياد هواش]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حياة نخلي

شكرا أخي على هذا الطرح المميز...فعلا مازال الانسان العربي يجتر أفكارا ثابتة...والغريب في الأمر أنه يقدسها
...الثوابت طبعا معروفة..لانه تشكل قيمنا وتدخل ضمنها العقيدة واللغةاضافة الى الهوية...لكن أين الابداع؟؟؟؟؟؟؟؟ أين التغيير؟؟؟ مازلنا نجتر الماضي..بكل أخطائه وهفواته....مازلنا ضحية الجلابيب القديمة
..وحتى نتغير ونواكب التطور العالمي ..لابد من تغيير عقلياتنا المتجمدة .التي لم تخط أبدا أي خطوة الى الأمام....شكرا لك

العفو ..

مهما واكبنا عصرنا ونحن نصر على التمسك ببنيتنا العقلية , سنظل غير قادرين على القيام بفعل حماية مستقبلنا .

..