الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديات الحوارية العامة > منتدى الحوار الفكري العام

منتدى الحوار الفكري العام الثقافة ديوان الأقلاميين..فلنتحاور هنا حول المعرفة..ولنفد المنتدى بكل ما هو جديد ومنوع.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-05-2012, 06:36 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نبيل عودة
أقلامي
 
إحصائية العضو







نبيل عودة غير متصل


افتراضي كيف صار لله شعب مختار؟


كيف صار لله شعب مختار؟


قصة: نبيل عودة

اختلف اساتذة اللاهوت وممثلي الأديان من الشخصيات الدينية رفيعة ألمستوى في اسباب حصول اليهود دون غيرهم من الشعوب على وصايا الله العشر والتي تعرف أيضا باسم "لوحات العهد" التي تسلمها النبي موسى، حسب قصة ألتوراة، منقوشة على الحجر من رب العالمين في جبل سيناء. وتحول المؤتمر الدولي للتفاهم بين الديانات الى صراع جديد أشغل الإعلام الدولي وقاد الى تدخل الدول العظمى لتهدئة الخواطر ونقل البحث الى الأمم المتحدة،حيث انها المنظمة المخولة في حل النزاعات بين الشعوب.
الأمريكيون كعادتهم، ذهبوا الى التبرير بأن الله منح وصاياه لشعبه المختار من بين جميع شعوب الأرض ، والمسمى بالتوراة باسم اسرائيل أيضا وأنه فضلهم من بين جميع ألأمم وبالتالي أضحى هذا الأمر معيارا للمواقف والمناهج الأمريكية التي تحافظ على التماثل مع ارادة القدير ولا تخل بمشيئته، خاصة وان أمريكا اختارها الله بالتأكيد لتدير شؤون البسيطة بعدالة وديمقراطية وحرية فهل يليق بها ان تنقض ارادة السماء بسبب بضعة مشردين فلسطينيين أو محتجين او لاساميين او رافضين خيارات الله لأسباب عديدة؟
وأشار المندوب الأمريكي انه لا يمكن نقض الحجة السياسية الإلهية القوية التي نزلت في سيناء وذلك حين منح الله وصاياه لشعب اسرائيل.
هذا الكلام اثار امتعاض مندوبي الدول العربية والإسلامية وشريحة كبيرة من الدول التي ترفض تبرير سياسات عصرنا الراهن بقصص توراتية لا دليل علمي على صحتها ولا منطق باعتمادها وكأن العالم لم يتغير منذ ستة آلاف عام . ولكن العرب آثروا الصمت لضمان علاج الملوك والرؤساء العرب والشخصيات المرموقة من الدولة العربية في مستشفيات ألأمريكان او حتى في مستشفيات اسرائيل كما تقول بعض المعلومات دون أي اثبات عملي لها، لأن مستشفيات العرب الوطنية مخصصة كمحطة في الطريق للمنتقلين للسكن في المقابر.
الأوروبيون ترددوا في ألبداية وقالوا ان الموضوع مثير للاهتمام حقا، وبما انهم أقرب لمنطقة الحدث،سيناء وارض الميعاد فلهم وجهة نظر مختلفة قليلا. اولا يقرون ان الله أعطى ابناء اسرائيل اعترافا مميزا انهم المختارون من بين ابنائه.ودائما الأب له ميول نحو بعض الأبناء أكثر من ألآخرين وهذا لا يعني انه يكره بقية الأبناء او يتنكر لهم، بل هي مسائل تتعلق ايضا بذكاء الأبناء ومدى استجابتهم لتوجيهاته، وحفاظهم على ميراثه ، ومواصلة التقيد بما اوصاهم به في التوراة.
ولكن... هناك سؤال يضغط على الفكر. وهنا الفرق عن الموقف الأمريكي المبايع بدون تردد،والموقف الأوروبي الذي يريد ضمان الهدوء في منطقة الشرق الأوسط القريبة منه. وتساءل المتحدثون الأوروبيون: "هل من علاقة بين ابناء اسرائيل اليوم واؤلئك الذين تاهوا في صحراء سيناء اربعين عاما؟ الم يعاقبهم الله بسبب عقوقهم وعدم استقامتهم، تماما كما يعاقب الأب ابنه العاق واضافوا بتردد ما، بان "الاستنتاج البديهي ان يهود اليوم ليسوا هم يهود الأمس"
وجاء في تبرير الممثل الأوروبي ان الشعوب اختلطت، والديانات نقلت عن بعضها، وتداخلت قصصها وتفسيراتها، ولم يعد الفرز يشير الى تميز خاص ، وهذا يلزمنا بعدم تبرير كل ما يقوم به ابناء اسرائيل اليوم تحت غطاء مضى عليه ستة آلاف سنة بحساب ألدين ومليارات السنين اذا حسبنا تاريخ الأرض ونشوء الحياة فوقها حسب الأبحاث العلمية وتجربة الانفجار الكبير الذي اثبت كيف نشأت ألأرض.
الموقف الأوروبي المذكور اعلاه اثار زوبعة غضب صهيونية وعرض الأوروبيين لنقد شديد اللهجة بلسان مسؤول كبير من بني اسرائيل جاء فيه :"لم يتخلص الساسة الأوروبيين حتى اليوم من لاساميتهم؟! ألم يتعلموا شيئا من الكارثة التي اودت بحياة ستة ملايين يهودي في اوروبا نتيجة العداء للسامية التي ميزت كل التاريخ الأوروبي ووصلت ذروتها في النظام النازي؟! وأليست الشعوب أيضا على دين ساستها كما علمتنا التجربة التاريخية؟!".
الغضب الصهيوني اضطر الخارجية الأمريكية الى تطمين اسرائيل ان التصريح الأوروبي زلة لسان غير مقصودة سيتم علاجها بسرعة.
من جهة أخرى، لولا ادخال موضوع العلوم الغربية الصليبية الكافرة لصفقت الدول الاسلامية والعربية للتفسير الأوروبي. وقال ممثل احدى الدول الاسلامية انه من الناحية العلمية ، الاسلام نسخ جميع الديانات ذلك لان شريعةالإسلام حسب علم الفيزياء الذي اكتشفه علماء الدين في كتابهم الكريم قبل علماء الغرب ألكافر هي آخر ألشرائع وهي ناسخة لما سبقها من الشرائع ومهيمنة عليها.
قاطعه ممثل ابناء اسرائيل بان القرآن يعترف بأن اليهود هم شعب الله المختار.ولكن المتحدث الاسلامي أصر رغم المقاطعات الصهيونية والامبريالية والصليبية، ان المسلمين خير أمة اخرجت الى الناس وهذا ينسخ مقولة التوراة او ما ورد في القرآن عن شعب الله المختار في مرحلة سابقة نسخت فيما بعد.
استدعي الممثلون الأوروبيون الى البيت الأبيض لتوبيخهم بسبب تفوهات لا تليق بمن ينتمي للعالم الحر الديمقراطي الذي يحترم حقوق الانسان. على اثر التوبيخ الأمريكي أستدرك ناطق باسم المجموعة ألأوروبية زلة اللسان بالتأكيد ان اللاسامية محظورة بالقانون ألأوروبي وقال ان القانون يعاقب كل من يتفوه بكلمة تفسرها اسرائيل عداء لها ، وعليه، وبسبب زلة أللسان عوض الأوروبيين اسرائيل بغواصتين من الطراز ألحديث لتعود العلاقات الى طبيعتها من التناغم والتفاهم. ولكن رضاء اسرائيل لم يكن كاملا، ولم يتوقف غضبها نهائيا إلا بعد أن تلقوا تعويضا آخر من ألأمريكيين لم تنشر تفاصيله كاملة، ولكن تسربت معلومات صحفية تشير الى منح اسرائيل، ضمن صفقة رضائها، عشر طائرات حديثة من نوع الشبح الذي لا تلتقطه الرادارات والمعروفة ب "اف-35" ايضا... وتعهد أمريكي باستعمال حق النقض الفيتو ضد أي قرار يدين أي تصرف اسرائيلي مهما كان عدم توافقه مع القانون الدولي او حقوق الإنسان.
ممثلوا الكنائس المسيحية الشرقية والغربية،اجتمعوا واتفقوا لأول مرة في تاريخهم منذ ايام ألمسيح وأصدروا بيانا، اختلفوا في البداية أي توقيع يكون على رأس البيان ، ثم حلوا المشكلة بإصدار نسختين الأولى توقع اولا من بابا الفاتيكان وعلى رأسها الصليب أللاتيني والثانية توقع اولا من كبير بطاركة اليونان وعلى رأسها الصليب الأورتودوكسي. وترسل النسختان لجميع أعضاء الأمم المتحدة بمغلف واحد. وتنص على عدم تجاهل ان المسيح ابن الله جاء ليكمل الدين ويغير ما لم يعد يلائم الحياة،وينقذ البشر من الضياع ويخلصهم من ألخطيئة وان اتباعه كانوا من اليهود قبل ان ينتشر دينه بين الأمم ، وان من لم يؤمن بالمسيح لا يمكن ان يكون ضمن شعب الله المختار. لأن المسيح هو ابن الله ومتوحد مع الله ومن يرفضه يخسر تصنيفه الديني المميز. ولم يذكر بيانهم تماما ان المسيحيين هم شعب الله المميز الآن، وأن المسيح حين يعود سيجعلهم فوق جميع الأمم. تركوا ذلك لحكمة الفرقاء، وقد فعلوا ذلك بذكاء حتى لا يثيروا مزيدا من النقاش حول مسالة بديهية تؤمن فيها المسيحية بقوة، وعلى هامش النقاش في الجمعية العمومية همس ممثل الفاتيكان في الأمم المتحدة بأُذن المندوب ألأمريكي "ان المخلص حين يعود في نهاية العالم سينقذ اولا من آمن به وبأبيه وينقلهم الى ملكوت السموات"..هذا الأمر أسعد المندوب الأمريكي فرد همسا بأذن ممثل ألفاتيكان " ان الانتخابات الأمريكية على الأبواب والصوت اليهودي يهم الرئيس ، وآمل ان يفهم بابا الفاتيكان حراجة الموقف ألأمريكي وان الموقف في الأمم المتحدة لا يعني تنازل أمريكا عن اولوية المسيحيين في ملكوت الله.. وان أمريكا لن تستعمل حق النقض الفيتو على قرار السماء بشمل اليهود أيضا بملكوت الله". المندوب الفنزويلي المؤيد للعرب علق بسخرية على بيان ممثلي الكنائس المسيحية بقوله: "هل صار المسيح صهيونيا او طالبا للهجرة الى أمريكا ؟".
وعلى اثر ذلك احتد النقاش من جديد وعلت الأصوات بصخب ومقاطعات . رئيس الجلسة المندوب الروسي خبط بقوة على الطاولة بالمطرقة لتهدئة النقاش الصاخب، فانكسرت يدها. اصابته الحيرة لوهلة، ثم فتح الله عليه بفكرة متذكرا زعيما سابقا لدولته اضطر الى فرض الهدوء على نقاش سابق في الأمم ألمتحدة فنفذها، خلع حذاءه واستعمله بدل المطرقة لتهدئة النقاش الصاخب. فساد الصمت... ثم انفجر الجميع بالضحك والتصفيق الصاخب.
لم يصل البحث الى نتيجة.وقد وقفت الصين ضد أي قرار دولي يعترف بأي طرف كصاحب مميزات أكثر من الآخرين لدى الخالق. وقال المندوب الصيني ان المقياس يجب ان يكون العمل والإبداع ،وليس الأساطير والغيبيات. وانه حتى الديانات الأقدم مثل الكونفوشية والبوذية قدمتا للبشرية اروع الأفكار وأفضل ألحضارات وهو امر يتجاوز ما يسمى بالديانات ألتوحيدية التي هدمت حضارات سبقتها ولم تبن غيرها ، كما ادعى، مما اثار غضب المسلمين من تجاهل حضارتهم ألعظيمة ولكنهم "جمطوها" لأن الموقف الصيني يخدم تطلعاتهم. وأضاف مندوب الصين ان الحضارة الحديثة لم تنشأ إلا بعد ان انتفضت اوروبا على التحجر ألكنسي وان الديانات التوحيدية زرعت الأوهام الكبيرة وجعلت أتباعها خاملين منتظرين الخلاص من السماء ومن ترديد نصوص هي أشبه بالأفيون. ولولا هذه الجملة الأخيرة،واستهتاره بالديانات، لصفقت الدول الاسلامية للمندوب الصيني على موقفه ضد اقرار الأولوية لليهودية او المسيحية على سائر الديانات ، وهذه من المرات النادرة التي لم ينجح المندوب الأمريكي بتمرير قرار يعلي شأن ابناء اسرائيل على جميع الأمم. واستهجن المسلمون العقلية الأمريكية الغبية التي تحتضن (15) مليون يهودي وتهمل (1.5) مليار مسلم ؟!
صحيح ان المندوب الروسي أصر ان الكنيسة السلافية الأورتودوكسية هي الأصل ، ولكنه تنازل عن اثارة هذه المسالة الصعبة مقابل تعهد أمريكي بعدم نشر الشبكة المعروفة بدرع الصواريخ على مقربة من حدود روسيا، وبذلك كسبت امريكا الصوت الروسي ضد الدول الاسلامية ، من رؤيتها ان المسيحيين على مختلف كنائسهم وبدعهم هم يهود التاريخ ، وأي اقرار أولوية أبناء اسرائيل لا يتناقض مع الايمان المسيحي بأنهم ( المسيحيون)هم الأقرب الى قلب الله وابنه، لأنهم تاريخيا يهودا قبلوا المسيح الرب كمخلص لهم وعُرفوا باسمه: "مسيحيين".
الأمين العام للأمم المتحدة اقترح امام هذه الاشكالية الصعبة ان تتشكل لجنة تقصي حقائق تراجع الكتب المقدسة ، وتبحث في سجلات التاريخ وان تعطي الاجابة الشافية عن السؤال ألجوهري لماذا اختار الله اليهود ليعطيهم الوصايا ألعشر هل لهذه الحادثة التاريخية اسقاطات على واقعنا اليوم بحيث يعتبر شعب اسرائيل شعب الله المختار، وتبرر كل تصرفات منظماته ودولته؟ وهل ما جاء في التوراة قبل ستة آلاف سنة ما زال ساري المفعول في ايامنا ؟ المضحك كما قال مقاطعا المندوب الصيني :" ان العالم الذي يقدر عمره بمليارات السنين تختصره التوراة الى ستة آلاف عام".وأضاف الأمين العالم للأمم المتحدة في تكليفه للجنة الدولية بعد ان طلب عدم مقاطعته، ان عليها ان تشرح أيضا كيف نفهم انشقاق المسيح عن اليهودية ورفضه لبعض تعاليمها الجوهرية، إلا ينهي ذلك مقولة الشعب المختار من الابن الذي يندمج مع الأب والروح ألقدس ليشكلوا الاه واحد كما تقول المسيحية في أناجيلها؟ وعليه طلب الأمين العام للأمم المتحدة من اللجنة ان تقدم تقريرها له بعد انتهاء عملها.وقد قاطع المندوب الاسرائيلي عمل اللجنة لأنها مشكلة من دول مارقة لاسامية، فاضطرت الولايات المتحدة لإعلان وقفها لتمويل عمل اللجنة. فتبرع أمير نفط عربي بتمويل عمل اللجنة بإيعاز من الأمريكيين طبعا.
مفاجأة عظيمة كانت بانتظار اللجنة الدولية ، مع بداية عملها وجدت امامها جبال من التسجيلات والتفسيرات. قدر رئيس اللجنة ان مجرد قراءة عناوين المواضيع يحتاج الى عشرة ألاف ساعة قراءة على الأقل.
عضو اللجنة المندوب الصيني رفض ان يتعب نفسه بقراءة ما لا ينفع في النمو الاقتصادي للصين وفي توسيع التصدير الصيني الى دول العالم. وقال ان وقتهم وجهدهم يذهب هباء، وان المعروف والمثبت ان كل قصص التوراة، هي ترجمة لأساطير بابلية وصينية وهندية وكنعانية وأشورية ومصرية ولا يمكن اعتمادها في عالمنا المعاصر الذي يعتمد على العلوم والتكنولوجيا والهايتك والفلسفة. وان الله نفسه تعرفه التوراة بأنه مجموعة آلهة، اذ جاء في التوراة اليهودية ان الآلهة (أي "الوهيم") وليس الله ("ايل") خلقت في البدء السموات والأرض، وذلك تمشيا مع الأسطورة البابلية التي ترجمها اليهود انفسهم اثناء سبيهم في بابل وتتحدث عن سبعة آلهة خلقوا السماء والأرض والإنسان والنبات وهلم جرا... هذا ينفي كل ما تلا ذلك من تطورات واختلافات وانشقاقات، وبالتالي مهما بحثنا لن نصل الى تغيير الحقيقة الأولية،لا شيء من السماء بل كل شيء من الأرض، وأضاف المندوب الصيني ان الباحثين في جامعة شانغهاي توصلوا الى حل منطقي لهذه الإشكالية قد يرضي الجميع، ولكن السؤال يبقى هل من حل يرضي اسرائيل ؟ وما هو الثمن لرضائها هذه المرة؟ هل باستطاعة امريكا والدول الأوروبية دفع الثمن الذي يرضي اسرائيل كلما زعلت؟!
اهتم اعضاء اللجنة، قبل بحث ما يرضي إسرائيل بمعرفة الحل الذي توصل اليه علماء جامعة شانغهاي ذات الاسم الدولي والعلمي الراقي جدا.
ابتسامة المندوب الصيني اتسعت لتوصل خطا افقيا بين الأذنين. فتح دوسيته وأخرج مستندا، تأملهم للحظة ثم قال بسخرية :
- هل تقرأوه ام أقرأه لكم ؟
- لا نعرف الصينية ترجمه لنا.
- انتم لا تدرون كم تخسرون بجهلكم للصينية. من لا يعرف الصينية في ايامنا يعيش في ظلام دامس. حسنا ما توصل اليه علماء الصين يحل اشكالية الخلاف. حسب المذكرة التي وصلتني أمس وضع علماء الصين تصورا رمزيا جاء فيه ان الله كلف الملائكة بحمل الوصايا العشر وتقديمها للبشر على الأرض، وذلك كونه كما تقولون عادل ويحب كل ابنائه بنفس القدر .
وهذا ما كان. انطلق الملائكة الى شعوب الأرض قاطبة، وصل ملاك للعرب، سأل كبيرهم:" هذه وصايا من الرب ، هل تريدونها؟" سال كبير العرب:" ماذا فيها؟" قرأ الملاك بنود الوصايا وعندما وصل الى "لا تقتل" قاطعة كبير العرب :"لا هذه لا تنفعنا، هل يقتلوننا ونقف نتفرج ، هل نتنكر لعنترة الذي قال وددت تقبيل السيوف لأنها لمعت كبارق ثغرك المتبسم ؟ هل نتنازل عن تراثنا المليء بالبطولات ؟ الم نجعل للسيف مئات الأسماء ؟ ماذا ستفيدنا سيوفنا اذا تخلينا عنها؟".
جاء ملاك أخر الى الفرنسيين. عرض عليهم الوصايا. سأله كبيرهم:"ماذا بها؟". بدأ الملاك بقراءة البنود العشرة. وصل الى "لا تزن" ، صرخ الفرنسي:"كفى كفى.. لا نريد الوصايا ، نساؤنا جميلات ومغريات ، فهل تريدهن ان يبحثن عن رجال خارج فرنسا ليلحق بنا العار والشنار؟"
وصل ملاك أيضا الى الرومانيين . وعرض عليهم الوصايا وبدأ يقرأ بنودها، وعندما قرأ "لا تسرق" غضب كبير الرومانيين وقال :"كفى، لا تنفعنا، الكل يسرقنا ولا بد أن نرد على السرقة بسرقة؟"
وهكذا وصل الملائكة الى جميع الشعوب ،ولكل شعب كانت له حجته ليرفضها. عادوا الى الله خائبين. زجرهم الرب على قصورهم في تسويق وصاياه وهدد بطوفان جديد، ثم تذكر انهم لم يصلوا لأبناء اسرائيل: "لماذا نسيتم الشعب التائه في صحراء سيناء؟". قال أحدهم:" كنت في ارض كنعان ولم أجدهم". أمره الرب بالتوجه فورا الى سيناء.
التقى الملاك بعد جهد كبير من البحث بين رمال الصحراء وكثبانها مع بني اسرائيل. كانوا غاضبين متعبين جائعين وعطشى يؤلمهم الضياع الطويل بدون بارقة آمل. أخبرهم الملاك بما يحمله لهم من وصايا الرب. سألوه:" وهل تسد عطشنا وجوعنا؟" قال الملاك:" تنقذكم من عذاب جهنم وتروي أرواحكم وتشبع نفوسكم وتجعلكم اول شعب يقبل وصايا الله وبالتالي المختارون لديه". قالوا:"هذا غير مهم، موسى وعدنا بالخلاص وأضاعنا في سيناء". قال الملاك: "انا اتكلم باسم رب موسى، ووعود الله قاطعة" . سألوه ليصرفوه: "كم ثمنها هذه الوصايا؟".فاجأهم حين قال لهم:" انها هدية مجانية من الله". قالوا بصوت واحد فرحين:" هدية بلا مقابل؟! مجانية؟! حسنا هذا رائع ، هاتها واجلب لنا عشرة أخرى مثلها!"
nabiloudeh@gmail.com






 
آخر تعديل ثناء حاج صالح يوم 16-05-2012 في 11:31 AM.
رد مع اقتباس
قديم 11-05-2012, 07:51 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
مرام شهاب
أقلامي
 
الصورة الرمزية مرام شهاب
 

 

 
إحصائية العضو







مرام شهاب غير متصل


افتراضي رد: كيف صار لله شعب مختار؟

لكل دين رسول ونبي مُرسل
النقطة المهمة التي من الصعب الإعتراف فيها هي ليس الرسل والدين سواء كان مسيحي ياهودي إسلامي
ونحن لا نختلف معهم أن هذه الديانات موجوده وبعث الله سبحانه وتعالى الرسل لكل قوم رسول حتى يهديهم ويعرفهم بربهم اعترافنا بوجودهم يعني إعترافهم بوجودك كأصحاب وأهل كتاب
نحن نعترف بهم جميعا لكن النهاية كان فيها التوضيح وكأنها خلاصة ومتابعة ما ارسله الله في ا التوراة والإنجيل في كتاب القرآن الكريم وكانت السور واضحةٌ في القرآن الكريم بينت ما أتى به الرسل من قبل
وجعل كل قصص الأنبياء عليهم السلام موجوده عبر آيته الكريمه
لكننا لا نستطيع ان نجبر اليهود او المسيح بتصديقها
لأن سيد الخلق محمد عليه الصلاة والسلام قال لكم دينكم ولي دين كما في كتابه
كما وذكر لا إكراه في الدين
لذلك كل قوم يؤمن برسوله وكتابه لهم كتب سماوية لا نستطيع الآ الإعتراف بها لأننا نؤمن بها ايظا
فإذا كان الإختلاف البشري من أجل هذه الكتب
ليتفقوا على القيم التي تحملها وليتزم كل منهم في كتابه لن يظل بعده
اما بالنسبة الى بعض التعديل في الكتب السماوية أمر لا ينبغي ابدا التلاعب فيه
والتحذير من هذا الامر ضروري وأن كان بعض التعديل اي ما نسميه تحريف في التوارة او الانجيل وهو ليس
في جميع الصفحات
بقي باقي الكتاب يحمل الصفحات الصادقة المنزلة من عند الله







 
رد مع اقتباس
قديم 11-05-2012, 10:44 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
نبيل عودة
أقلامي
 
إحصائية العضو







نبيل عودة غير متصل


افتراضي رد: كيف صار لله شعب مختار؟

تحية مرام
لم أكتب لاناقش الدين ولا يهمني الموضوع الا من ناحيته الفلسفية . وكل الديانات لعلمك نسخت عن بعضها البعض بدءا من الديانات الوثنية ..والتوراة هي حقا قصص مترجمة بجوهرها عن البابلية وهذه حقيقة لا يمكن نفيها,, الأساطير البابلية امام الجميع .. وكذلك عن الفرعونية وغيرها والمؤسف ان مدارسنا لا تعلم موضوع علم الديانات المقارن . وهناك تجاهل كامل لأصل قصص التوراة.ولكن في اسرائيل ظهرت دراسات هامة ترجم احدها للعربية باسم "التوراة مكشوفة على حقيقتها"موجود على الشبكة العنكبوتية كتاب هام... المقدمة سخيفة وكتبها المترجم الذي اعطى لنفسة حق التبرير والتأويل بصبيانية لا تعتمد الا على ذاتيته.
ما قمت به هنا صياغة قصصية من نوع جديد اقرب للأطروحة، شملت مسائل الدين والسياسة والتاريخ بسرد ساخر مستعملا التعابيرالتي تملأ الاعلام دون زيادة.







 
رد مع اقتباس
قديم 15-05-2012, 11:12 AM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
عدي بلال
أقلامي
 
الصورة الرمزية عدي بلال
 

 

 
إحصائية العضو







عدي بلال غير متصل


افتراضي رد: كيف صار لله شعب مختار؟

القدير نبيل عودة ..



اقتباس:
اختلف اساتذة اللاهوت وممثلي الأديان من الشخصيات الدينية رفيعة ألمستوى في اسباب حصول اليهود دون غيرهم من الشعوب على وصايا الله العشر والتي تعرف أيضا باسم "لوحات العهد" التي تسلمها النبي موسى، حسب قصة ألتوراة، منقوشة على الحجر من رب العالمين في جبل سيناء. وتحول المؤتمر الدولي للتفاهم بين الديانات الى صراع جديد أشغل الإعلام الدولي وقاد الى تدخل الدول العظمى لتهدئة الخواطر ونقل البحث الى الأمم المتحدة،حيث انها المنظمة المخولة في حل النزاعات بين الشعوب.
الفكرة : كيف صار لله شعب مختار .
المكان : المؤتمر الدولي للتفاهم بين الديانات .
الشخصيات : اساتذة اللاهوت وممثلي الأديان من الشخصيات الدينية رفيعة المستوى .

وتحول هذا المؤتمر إلى صراع ، كالذي نراه على قناة الجزيرة ، حرب الإعلام ، ثم تفاقم الوضع ونقل البحث إلى الأمم المتحدة ، الخبيرة في حل النزاعات ( لتهدئة الخواطر ) .

بداية ساخرة أستاذي نبيل ..

لقد جمعت الدول العظمى سيدي في نصك هذا ، وأبرزت توجهات كل دولة ، من خلال حوار ساخر بينهـا ، واعتمدت في سردك على ما يتحفنا به الإعلام ، دون أن تبدي رأيك المباشر فيه ، فكنت الراوي العليم هنـا ، يرى ويسمع الحوارات ، فينقلها للقارىء كما هي ، ويترك له حرية الإقتناع من عدمه .

ربط المعتقدات الدينية ، بالأوضاع السياسية هي المحور الرئيسي الذي اعتمد عليه النص في البناء ، والحبكة هنا جاءت في البحث عن الإجابة عن السؤال / العنوان ، الذي التف حوله الفرقاء ، وكل فريق ٍ يحاول التبرير حسب مصالحه أولا ً / تطيب خاطر بني إسرائيل ، وحسب الإعتقاد الداخلي بأن بني إسرائيل هم شعب الله المختار .
ليتأزم الحوار والبحث بين الفرقاء حتى يصل إلى الذروة .

ثم جاء المندوب الصيني ليضع التفسير / الحل الذي توصل اليه علماء جامعة شانغهاي ذات الاسم الدولي والعلمي الراقي جدا.

هل حقاً يجب أن نتعلم الصينية ...؟ ااااخ بس

لتأتي الخاتمة ، والتي توضح طبيعة كل فريق ، وبسخرية جعلتني ابتسم .. هنــا .

اقتباس:
وضع علماء الصين تصورا رمزيا جاء فيه ان الله كلف الملائكة بحمل الوصايا العشر وتقديمها للبشر على الأرض، وذلك كونه كما تقولون عادل ويحب كل ابنائه بنفس القدر .
وهذا ما كان. انطلق الملائكة الى شعوب الأرض قاطبة، وصل ملاك للعرب، سأل كبيرهم:" هذه وصايا من الرب ، هل تريدونها؟" سال كبير العرب:" ماذا فيها؟" قرأ الملاك بنود الوصايا وعندما وصل الى "لا تقتل" قاطعة كبير العرب :"لا هذه لا تنفعنا، هل يقتلوننا ونقف نتفرج ، هل نتنكر لعنترة الذي قال وددت تقبيل السيوف لأنها لمعت كبارق ثغرك المتبسم ؟ هل نتنازل عن تراثنا المليء بالبطولات ؟ الم نجعل للسيف مئات الأسماء ؟ ماذا ستفيدنا سيوفنا اذا تخلينا عنها؟".
جاء ملاك أخر الى الفرنسيين. عرض عليهم الوصايا. سأله كبيرهم:"ماذا بها؟". بدأ الملاك بقراءة البنود العشرة. وصل الى "لا تزن" ، صرخ الفرنسي:"كفى كفى.. لا نريد الوصايا ، نساؤنا جميلات ومغريات ، فهل تريدهن ان يبحثن عن رجال خارج فرنسا ليلحق بنا العار والشنار؟"
وصل ملاك أيضا الى الرومانيين . وعرض عليهم الوصايا وبدأ يقرأ بنودها، وعندما قرأ "لا تسرق" غضب كبير الرومانيين وقال :"كفى، لا تنفعنا، الكل يسرقنا ولا بد أن نرد على السرقة بسرقة؟"
وهكذا وصل الملائكة الى جميع الشعوب ،ولكل شعب كانت له حجته ليرفضها. عادوا الى الله خائبين. زجرهم الرب على قصورهم في تسويق وصاياه وهدد بطوفان جديد، ثم تذكر انهم لم يصلوا لأبناء اسرائيل: "لماذا نسيتم الشعب التائه في صحراء سيناء؟". قال أحدهم:" كنت في ارض كنعان ولم أجدهم". أمره الرب بالتوجه فورا الى سيناء.
التقى الملاك بعد جهد كبير من البحث بين رمال الصحراء وكثبانها مع بني اسرائيل. كانوا غاضبين متعبين جائعين وعطشى يؤلمهم الضياع الطويل بدون بارقة آمل. أخبرهم الملاك بما يحمله لهم من وصايا الرب. سألوه:" وهل تسد عطشنا وجوعنا؟" قال الملاك:" تنقذكم من عذاب جهنم وتروي أرواحكم وتشبع نفوسكم وتجعلكم اول شعب يقبل وصايا الله وبالتالي المختارون لديه". قالوا:"هذا غير مهم، موسى وعدنا بالخلاص وأضاعنا في سيناء". قال الملاك: "انا اتكلم باسم رب موسى، ووعود الله قاطعة" . سألوه ليصرفوه: "كم ثمنها هذه الوصايا؟".فاجأهم حين قال لهم:" انها هدية مجانية من الله". قالوا بصوت واحد فرحين:" هدية بلا مقابل؟! مجانية؟! حسنا هذا رائع ، هاتها واجلب لنا عشرة أخرى مثلها ! "



كنت رائعاً أخي ..
انحناءة تقدير لقلمك سيدي

شكراً لك ..






التوقيع

لو أن الدهر يعرفُ حق قومٍ
لقبّلَ منهم اليدَ والجبينــا

 
رد مع اقتباس
قديم 15-05-2012, 11:52 AM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
محمد صوانه
إدارة المنتديات الأدبية
 
الصورة الرمزية محمد صوانه
 

 

 
إحصائية العضو







محمد صوانه غير متصل


افتراضي رد: كيف صار لله شعب مختار؟

الأستاذ نبيل،
قدمت عرضا يكشف الحيّل والمكر اليهودي وفي الوقت نفسه يعري الضعف الغربي أمام اللوبي اليهودي
وكذلك بعد العرب والمسلمين عن مواقع التأثير العالمية!!

مع تحفظي على طريقة تناول موضوع الملائكة وإرساله إلى الأرض وحدثهم من الناس! فهذا ليس صحيحا أبدا
وإنما أرسل الله ملائكة لإبلاغ الرسالات السماوية إلى الأنبياء الذي قاموا بدورهم بإبلاغ الناس بها..

هذا مقال وليس قصة عادية
سأنقله إلى المنتدى المناسب
مع شكري وتقديري






التوقيع

اللهم أغِث هذه الأمة.

 
رد مع اقتباس
قديم 15-05-2012, 03:44 PM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
محمد صوانه
إدارة المنتديات الأدبية
 
الصورة الرمزية محمد صوانه
 

 

 
إحصائية العضو







محمد صوانه غير متصل


افتراضي رد: كيف صار لله شعب مختار؟

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبيل عودة مشاهدة المشاركة
تحية مرام
لم أكتب لاناقش الدين ولا يهمني الموضوع الا من ناحيته الفلسفية . وكل الديانات لعلمك نسخت عن بعضها البعض بدءا من الديانات الوثنية ..والتوراة هي حقا قصص مترجمة بجوهرها عن البابلية وهذه حقيقة لا يمكن نفيها,, الأساطير البابلية امام الجميع .. وكذلك عن الفرعونية وغيرها والمؤسف ان مدارسنا لا تعلم موضوع علم الديانات المقارن . وهناك تجاهل كامل لأصل قصص التوراة.ولكن في اسرائيل ظهرت دراسات هامة ترجم احدها للعربية باسم "التوراة مكشوفة على حقيقتها"موجود على الشبكة العنكبوتية كتاب هام... المقدمة سخيفة وكتبها المترجم الذي اعطى لنفسة حق التبرير والتأويل بصبيانية لا تعتمد الا على ذاتيته.
ما قمت به هنا صياغة قصصية من نوع جديد اقرب للأطروحة، شملت مسائل الدين والسياسة والتاريخ بسرد ساخر مستعملا التعابيرالتي تملأ الاعلام دون زيادة.
الأستاذ نبيل عودة
أعرف أن النص مقال فكري صيغ بطريقة القصة، لكنه يظل مقالا فكريا قابلا للنقاش، وليس نصا أدبيا خالصاً.. وأعرف أنك لا تناقش قضايا دينية هنا، لكنك تعرضها، وهي جل ومعظم ما يقوم عليه نصك
أرجو أن تسمح لنا بهذه الملاحظات..

لأ أؤيدك في أن كل الديانات نسخت عن بعضها..
فالمعلوم لدى المسلمين أن الله سبحانه أرسل لك أمة رسول، بلسان قومه، أخذا بعين الاعتبار الحالة التي كانوا فيها، ولما كان النبي من الامة نفسها فهو يتكلم بلغتهم ويفهم ثقافتهم ويعرف طرق تفكيرهم، ولذا يسهل له التعامل معهم وإبلاغهم برسالة الله إليهم.. ولا نحتاج للدخول في تفاصيل أكثر من ذلك..
وعندما أرسل الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم جعله خاتم الأنبياء ورسالته خاتمة الرسالات
وليس هناك شيء منسوخ عن شيء
وإنما كانت كل الرسالات السماوية من دون استثناء تصدر عن عقيدة واحدة وتدعو إليها
وهي: التوحيد لل سبحانه وتعالى بالألوهية والربوبية وتوحيد الأسماء والصفات..

فكل نبي دعا إلى لا إله إلا الله وحده لا شريك له..
وكل الأنبياء موحدون، وكلهم عباد لله سبانه

حتى عيسى عليه السلام، يقول الله عنه في القرآن الكريم:
((قال إني عبدالله آتاني الكتاب وجعلني نبيا وجعلني مباركا أينما كنت واوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا..)) الآيتان 30-31 سورة مريم.

لن أزيد أكثر..

مع الاحترام






التوقيع

اللهم أغِث هذه الأمة.

 
رد مع اقتباس
قديم 16-05-2012, 11:11 AM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
نبيل عودة
أقلامي
 
إحصائية العضو







نبيل عودة غير متصل


افتراضي رد: كيف صار لله شعب مختار؟

الأستاذ محمد صوانه
لا نقاش حول العقائد التي يؤمن بها الانسان،ولكن طرح موضوع الدين في طريقة مغايرة لها هدف ليس شرطا مضادا للدين، بل لتوضيح وقائع أضحت لها قوة تجاوزت حدود المعقول واحيانا مبنية على الوهم.
من الواضح ويجب ان يكون من المسائل البديهية، ان لكل انسان تفكيره المختلف ووصوله لقبول فكر ما او دين ما لا تعني رفضه لما يقبله الأخرون، بل هو جزء من مجتمع لم يعد مغلقا ، وباتت التعددية الفكرية والثقافية والدينية تشكل نسيجا حضاريا مثمرا للمجتمعات، وكل طعن بالآخرين يحمل مخاطر بدء الطعن بمن لا يقبل تفسيري. وهذا ما يحدث في المجتمعات التي ظنت ان نشر منهج بالقوة سيخدم مصالحها.مثلا حيا: في داخل اسرائيل التمسك بالاحتلال وقمع الشعب الفلسطيني بدأ ينعكس بقوة بوميرنغ عاصفة على المجتمع اليهودي نفسه، بتنامي العنف والاغتصاب والقتل وشاهدنا رئيس دولة اسرائيل كيف ادين وسجن بتهم الاغتصاب، وكيف اسقط رؤساء حكومات ووزراء بسبب الفساد وتهم الرشوة.وما يجري اليوم في المجتمع اليهودي بات مخيفا للعقلاء من اليهود أنفسهم.. ويشيرون بوضوح ان احتلال شعب آخر هو وراء تنامي العنف والفساد وواضح ان العرب في اسرائيل يعانون بشكل مضاعف مرات كثيرة من التدهور الأخلاقي للمجتمع اليهودي، وللأسف هناك ظواهر مقلقة بدأت تنتشر في الشارع العربي في جميع الاتجاهات ... وارى ان قمع الفكر الذي لا يقع جيدا في نفوسنا هي من اخطر الظواهر التي تقود الى الانغلاق الفكري واسقاطاته على مجمل الواقع الاجتماعي .
لذلك لن اكون معاديا لأي عقيدة، بل محاورا عقلانيا ولي هدفين، اما ان أفيد أو ان استفيد. وكتبت مرة في مقدمة لكتاب نقدي فكري اصدرته قبل عقد كامل ويحمل اسم :" بين نقد الفكر وفكر النقد" ما معناه بان القارئ قد يجد ان الكاتب غير مواقفه في مقالات أحدث او اضاف اليها، او نقضها، لأن قناعة الانسان ليست محددة ونهائية، انما دائمة التطور والتغيير لأن الحياة نفسها مليئة بالحركة الدائمة والتطور الدائم. وقلت بوضوح : هناك طروحات انا شخصيا لم اعد أقبلها او أفهمها بنفس المعايير المطروحة. وانهيت بالقول /" ان الخطأ لا يخيف ما دامت لدي القدرة على التفكير والتفكير من جديد".

حول القصة

اولا نظرتي انها قصة كسرت فيها النمطية السائدة في السرد القصصي التقليدي. هي قصة -اطروحة. ولكنها ليست مقالا فكريا، انا اعتقد ان مرحلة القصة البسيطة الخفيفة المسلية والموعظية قد انتهت، ونحن نتقدم نحو قصة فكرية، والفكر حين يسرد بروح قصصية يأسر القارئ أكثر من قصص التسلية، لأنه يحمل النقيضين/ التسلية والدهشة من جهة والفكر المنشط بمضامينه المتنوعة من الجهة الأخرى.
انا اشتغل على القصص الفكرية منذ فترة سنتين، وقد انتجت قصصا فلسفية عديدة، بل وفي بعض القصص ذهبت للسرد على لسان الديوك، لأطرح رؤيتي السياسية والاجتماعية بطريقة سهلة مدهشة وممتعة، ولكنها فكرية مضمونا .
قبل فترة نشرت في المنتدى أيضا قصة باسم "انتفاضة" وهي من نفس هذا الأسلوب الجديد وطبعا لي قصص أخرى ربما لم انشرها بعد في المنتدى....
رايي انها قصة كاملة فنيا من جميع النواحي اللغوية والسردية وعناصر الادهاش والجذب والدراما .. واذا نقلت لمحور آخر ارجو ان تبقى تحمل صفة القصة.
والنقل لا يغير المضمون.. رغم اني لا احبذه. واردد قول المتنبي:

يا أعدل الناس إلا في معــاملتي
فيك الخصام وأنت الخصم والحكم

شكرا لحلمكم - نبيل عودة







 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 11:10 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط