قدرات استثنائية

[ابراهيم شحدة]

افقت اليوم مبكرا ، حلمت بأنني أسبح في سبخة من الإحسان ، أتمرغ فيها سعيدا مطمئنا زي الخرتيت .
قلت : الدنيا زائلة يا ولد .. ولا أذيع سرا لو قلت أن الوحل لم يعجبني أيضا .
ففكرت واستخرت وقررت .. ولكنني كعادتي تراجعت .
رأيت فجاة أن الخرتيت على حق : السباحة في الوحل ظاهرها مشقة ، ولكن الطين بارد كالمرهم يطيب الجراح .
أعتذر لكل من قسوت عليه فتحملني ، أو لم يتحملني
لن أزعج أحدكم بالذهاب معي مجددا إلى بؤرة الإحسان ..
أنا الان مبطوح على جنبي أتشمس ، وحين يأكلني جلدي سأحكه بأول فكرة أصادفها ، بأقرب شجرة ، ثم سأغفو في الظل كحمار عنيد

[منجية مرابط]

الطّين لا يضرّ الطّين، بل يُعيده إلى سيرته الأولى !

[ابراهيم شحدة]

مرحبا ستنا منجية ..
لم أفهم كيف ان الطين لا يضره الطين ؟
ولكنني مع ذلك سعيد بمقدمك المبارك ..
فاهلا بكريمة الكريمات ، في كل مكان وزمان .

[راحيل الأيسر]

رأيت فجأة أن الخرتيت على حق : السباحة في الوحل ظاهرها مشقة ..



إنه أسلوبك الخاص
وقاموسك الشحدي الابراهيمي
بألفاظه العفوية واستعاراته الجاذبة وتشبيهاته الطريفة
وفكرة حككت بها جلد الذائقة التي باتت منبطحة ردحا على الجانب المشمس ..
والمشمس فقط .. آن لها أن تقلب على الجنب الآخر ..


وحتى مع تقلبها لن تقول لك أن نصك المبتكر هذا بجدة تشبيهاته وطرافة صياغته ٫ قد وضع في قسمه المخصص .

قد تكون قصة استخدمت الرمزية في سرد حدث ٫ وإذا ما أعملنا الخيال فسنقرأ ضمنا أحداثا خلف الكواليس ٫ لكنها أبدا ليست قصيرة جدا بشروط ال ق.ق.ج
على الأقل بما تعلمته أنا هنا من الأساتيذ الكرام ..

طبعا لاشيء ثابت
قد يكون ما تعلمناه تغير مع الوقت ..

قد تتغير شروط التصنيف والتجنيس الأدبي ..
تتغير الذائقة
تتغير الفكرة ..
لذا لن أفتيك فتوى العارف المكين ..

وإنما المتلقي الأمين ..


لكني لن أخفيك أني استمتعت وأنا أقرأ لك هنا
وارتسمت البسمة على شفاهي مذ صادفت في طريق قراءتي الخرتيت وامتدت الابتسامة لتصل حتى أذنيً لما مررت عند الحمار العنيد ..



إنه أسلوبك أستاذ / إبراهيم شحدة
فكن كما أنت واستق من خصوصية أسلوبك تفردك
انطلق كما أنت ٫ وطور أدواتك وأنت منبطح على الجنب الذي يريحك ..

زي : مثل
مع أن زي عند بعض ( فصيح ) لكنه قول لا يعتد به ..
مبطوح : منبطح
فالمبطوح المصاب بداء البطاح وهو هذيان الحمى ..

ولا يأتي اسم الفاعل من الفعل انبطح على وزن مفعول ..


هذا وتقبل مني الشكر والتقدير ..

[ابراهيم شحدة]

مرحبا بستي وست الناس.. راحيل الجميلة ..
أسعدني جدا رأيك في النص .. ولكنني زعلت / زعلتني جدا ملاحظاتك الدقيقة والمحرجة هههه .. يعني الله يهديك لو أجلتيها شوي مش كان أحسن ؟ .. أقلها فرصة أفرح تحتها برأسي المنفوخ .. المحلق في البعيد كمنطاد ضائع / فوق السيطرة ... وبعدين أفسيه براحتي شوي شوي هههه . مش مسامحك انا وعليه : قررت أن ازعل زعلا مؤثرا وفاعلا .. فأرد عليك بحزم ، أسوة بإخوتي اللئام من "المثقفين" الحردانين .. ماشي ولا مش ماشي ؟ طبعا ماشي وها انا امشي ههه .
* زي / مثل .. شرحتها منعا لاي احتمال قد يقضي بإعتامها انا الذي يعتتقد بفصاحتها يقينا ... ، فإنما هي شق " فلان شجاع ، زٍيُّهُ في ذلك / اي الشجاعة / زِيُّ الأسد " والتي تختصرها العامية الأفصح و الأرشق ، فتقول : فلان شجاع زَي الأسد بفتح الزاي لا بكسرها .
المبطوح : اسم مفعول من الفعل بطح ، والذي يعنى بسط / مد .. ووروده تحت معنى المحموم / الطارئ ، لا ينفي قبوله لمعنى التمدد والاستلقاء / الأصيل .. وإليك المعنى كما ورد في القاموس الجامع :
تعريف و معنى مبطوح في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي
مَبْطوح: (اسم)
مَبْطوح : اسم المفعول من بَطَحَ
بَطَحَ: (فعل)
بطَحَ يَبطَح ، بَطْحًا ، فهو باطِح ، والمفعول مَبْطوح
بَطَحَ مُنافِسَهُ : أَلْقاهُ على وَجْهِهِ
بَطَحَ يَدَهُ : بَسَطَها
بَطَحَ المكانَ: سوّاه.

لذا لن أفتيك فتوى العارف المكين / من الجيد انك فتحت الباب مواربا ، على الاراء التي قد تختلف مع اراء الاساتذة الكرام ، ممن كتبوا ويكتبون هذا النمط من القصة القصيرة مُصِرَُين على الحاق ال جدا بها دون تمهل او تمحيص .
فانا العبد الفقير لله وللحكاية ، أرى غير ما يرون / ارى انه لا يوجد شيء اسمه قصة قصيرة جدا ، منعزلة بذاتها ومحددة بشروط خاصة تبعدها جوهريا عن القصة القصيرة .. شكرا شكرا لك على القراءة المثابرة المحفزة .

* ما كتبته عن الزعل والحرد مش صحيح بالمرة .. انما هو مزاح ارجو ان يكون لطيفا على المعدة / مهضوم يعني .. خفيفا على القلب / بِنْحَبْ .. ثم انها محبتي لك واحترامي الكبير .

[راحيل الأيسر]

سلام من الله عليك
أخونا الأستاذ الموقر / إبراهيم شحدة


طبت ذوقا وخُلقاً أخي الطيب ..
وطاب لنا مقامك بيننا ..

لم أقرأ لك سوى بضع نصوص ومع ذلك وصلت لنتيجة مفادها أنك صاحب بصمة .. لك بصمتك الخاصة إن طورت أدواتك فيها من ( لغة نقية لا يشوبها رنق العامية وكدر الأخطاء النحوية والصرفية ) فإني أجزم أن يكون لك في مسارك الساخر هذا والمكتوب بقلم ساحر شأن ..وأننا سنشهد نجاح إصدارك الأول والثاني من قصصك الساخرة
فالساخر أشبه بفن الكوميديا الأكثر رواجا وإقبالا بأنواعها
الساخرة والتهكمية والهزلية والهجائية والسوداء ..

مسارك الساخر ( هذا مجالك ) أو على الأقل هكذا كان انطباعي عن قلمك .. وهو مجال ليس باليسير المتأتى للجميع .. إنها موهبة مثلها مثل الشعر لا يُتكلّف ..
لذا امض وانطلق في مجالك ببركة الله ثم بدعوات من حولك وإن كبوت مرة أو اثنتين لكنك حتما ستصل لو واصلت سيرك مطورا أدواتك ..
أنت موهوب جدا في مجالك أستاذي الموقر وعلى السجية ..
فقط ( طوّر ) وابتعد عن العامية إلا في أضيق الحدود ..

هناك قاعدة فقهية وكثيرا ما أخلط الفقه باللغة إنها الخلطة الراحيلية ..
القاعدة تقول ( من تتبع رخص العلماء أوشك أن يخرج عن حياض الدين ) وقيل ( فقد تزندق )
وعليه فإننا لو سلمنا معك أن (زي ) فصيح اخذا برخصة بعض العلماء والذين قالوا -وهذا القول أقرب للصحة - أن أصلها الفصيح ( سي ) أي الشبيه والمثيل ومنها جاء المثنى ( سيان ) لكنها حرفت مع الوقت فأبدل الزاي بالسين ..
علينا أن نسلم أيضا أن شوي فصيح لأنه من اللفظ شوىً وهو اليسير الهين ومنه قولهم ( كل ما أصاب الصائم شوى إلا الغيبة والكذب ) .
ولو سرنا مع منهج رد العامية الى الفصيح ثم احتججنا أنها فصيحة أخذا بأصلها ٫ أوشكنا أن نخرج عن حياض الفصحى ..
إيوا : إي والله
علشان : على شأن
معليش : ماعليه شيء ........إلخ

ففي ( زي ) دع ما يريبك إلى مالا يريبك ..
وتجنب الشبهات ،😁😉
فالعادة محكمة وعادة الكتاب أن ينتقوا الفصيح ..
والمتعارف بين الأدباء والكتاب سيك وشرواك تباهي كل منهم بغزارة مفرداته من الفصحى ومخزونه من اللغة السليمة والقاموس المعجمي .. والمعروف عرفا كالمشروط شرطا .. إذاً فهو شرط كي تزاحمهم وتناكفهم وأنت في مجتمعهم فسيسري عليك عرفهم ..


نأتي للمبطوح الذي أردت أن تقدم لي حجتك فقلت أنه اسم المفعول من ( بطح ) وماكنت مفعولا بل كنت الفاعل ..
لو عرفت أن هناك من بطحك - ورب الذي أحل لك أن تحرد من هنا أسوة بغيرك من المثقفين ٫ وأحل لي أن أستبقيك لأني أكسر الخاطر فأنا في الهيجاء والهوجاء وحدي حتى شاب شعري ورُثّت ثيابي - ما كنت لأخطئك ..




هذا وتقبل مني كل تقدير واحترام ..