الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديـات الثقافيـة > منتدى نصرة فلسطين والقدس وقضايا أمتنا العربية

منتدى نصرة فلسطين والقدس وقضايا أمتنا العربية منتدى مخصص لطرح المواضيع المتنوعة عن كل ما يتعلق بالقدس الشريف والقضية الفلسطينية وقضايا الأمة العربية .

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-09-2009, 04:08 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ايهاب هديب
أقلامي
 
الصورة الرمزية ايهاب هديب
 

 

 
إحصائية العضو







ايهاب هديب غير متصل


إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ايهاب هديب

Icon2 رواية : ( أخبار الزمان بين القدس وعمان ) .. الحلقة الثانية

( أخبار الزمان بين القدس وعمّان )

رواية

الحلقة الثانية


فمنذُ البدء
كانوا قوماً مُجرمين ... ! .
لطالما عصوا ربّهم وشوّهوا شريعته السمحاء ، وحرّفوا كلامه الطيّب عن مواضعه ،
فغيّروا مقاصده الحكيمة ، وخرجوا على نهجه القويم وهم يعتدون ... فلما إشتدّ غضب
العزيز الجبّار عليهم لكثرة عصيانهم العجيب له منع منهم الأرض المُقدّسة ،وحرّم عليهم دخولها أربعين سنة يتيهون خلالها في أرض الظلام ... فضاعوا فيالتيه المُعتم كامل
تلك المدّة .
وما إن إنقضت فترة ذلك العقاب الربّاني العادل ،واستقرّت أحوال القوم من جديد ،
حتى رجعوا مُسرعين الى ما كانوا عليه من فجور ومنكرات ، وإعتداء على الحُرمات
والمُقدّسات وحياة الناس والسلام بينهم .

في إحدى لياليهم العامرة بالمُحرّمات ... السابحة بخواطر الشؤم

والخراب ، جلس الملك كعادته ، مخموراً في قاعة عرشه ، يشرب

من كأس بيده نخب المعصية والجريمة...
وكان ينظر بعين الخبث والفجور ، الى فتاة راقصة ، أخذت تتلوّى
بجسدها الأُفعواني أمامه ، كثعبان يُريد الإنقضاض على فريسته
ليبتلعها ! .
ودنت الأفعى الراقصة بوجهها الذي طُبع بالإثم والشرّ رغم جماله
الآسر ، وجعلت تُداعب الملك ، وتفحُّ في أُذنه فحيح الحيّة السامّة :
ـــ سيّدي ومولاي العظيم ، ألم يحن الوقت بعدُ كي تتزوّجني ؟ ...
أم أنك قد غيّرت رأيك بشأني ... وما عدت راغباً بي وبجمالي
الســــاحر ؟! .
فأكّد لها الملك حُبه قائلاً :
ـــ كلا ... كلا يامليكتي الجميلة سالومي ...أنت محبوبتي الأثيرة
وأُريد أن أتزوّجك في الحال ... ولكن ذلك النبيّ يحيى بن زكريا
يُحرّمك عليّ ويمنع إتمام الزواج ! .
فقالت الشيطانة بغضب أسود :
ـــ أُفّ له من نبيّ كاذب ! .. كيف يجرؤ على مُخالفة إرادة
المَلك السامية ؟! .. يجب على مولاي الحبيب أن يقتله
جزاء تطاوله الوقح على حُبّنا ! .
تفاجأ المَلك من الفكرة وقال مُتعجّباً :
ـــ أقتل النبيّ يحيى بن زكريّا ...... !!!
ـــ أجل يا مليكي العظيم ... أُقتله وقدّم لي رأسه هديّة على
طبق من ذهب ليلة زفافنا !.
وبرقت أعينهما بالشرّ ..... وتبادلا نظرة إجرامية مشؤومة
ذهب الخير كلّه بعدها من بني إسرائيل ، وإلى الأبد .
كان دائم الحُزن والشجن ، كثيراً ما يبكي من خشية الله ،
يمشي في الدروب على مهل ، ويضع على جسده لباساً من
وبر الجمال الخشن ..... ويصرخ مُختنقاً بعبراته
:
ـــ سبحانك ربي ... كيف أفرّ من غضبك الى رحمتك ؟ .. كيف
أفرّ من جحيمك الى جنتك ؟ .. أرشدني وخذ بيدي يا إلهي
وسيدي ومولاي .
فيتبعه الناس مُتعجّبين وهم يقولون :
ـــ أتقول هذا يا يحيى وأنت نبيّ الله وخليفته فينا ؟! .. فماذا
نقول نحن؟! .
فيجيبهم مُذكّراً بما أمرهم الله في الزمن السابق :
ـــ قولوا حطّة " توبة " يغفر الله لكم خطايكم ويحطّها عنكم ،
وســـيزيد المُحسنين .
ثم لا يلبث أن ينسلّ من بينهم قاصداً نهر الأردن ... فينزل
فيه متبرّكاً بمياهه القُدُسيّة ، ويأمر تلاميذه ومُريديه أن ينزلوا
في النهر المُبارك ويفعلوا كما يفعل .
وبينما هم كذلك إذ جاءت جماعة من الجند وقبضوا على نبيّ
الله عليه السلام ... وجرّوه قائلين :
ـــ تعال معنا ...... المَلكُ يطلبك .
فالتفت يحيى الى الناس مودّعاً :
ـــ يا أُخوتي في الله ، إني ذاهب عنكم فتذكّروا ما كنتُ أقوله
لكم والتزموا به .
وقف النبيّ الجليل مُحاطاً بالحُرّاس في قاعة العرش ــ قاعة
المُنكرات ــ مُكبّلاً بالقيود الحديدية ، وكان المَلك ينظر إليه
بجفاء ووحشية ، وقد عوى كذئب ضالّ :
ـــ والآن يا يحيى ، أما زلت مُصرّاً على موقفك الرافض لزواجي
من فتاتي سالومي ؟؟.
ـــ أجل أيها المَلك ... فشريعة الله التي جاء بها موسى ترفض
هذا الزواج الباطل وتُحرّمه ... وإني أمنعك وأُحذّرك من إتمامه .
ـــ ومن أنت حتى تمنع المَلك وتُحذّره مما يُريد ؟.
فأجاب النبيّ المُقبل على الشهادة :
ـــ أنا المسلم لله وجهه عبدالله يحيى بن زكريا ، القيّم على
شريعة الرحمن والمُدافع عنها ، وحسبي الله ربّي وربُّ
كل شهيد .
فازداد غضب المَلك وشدّ على أسنانه قائلاً :
ـــ إنك لمقتول الليلة أيها النبي المسلم ، وسيكون رأسك
يا عبدالله هديّتي التي أُقدّمها إلى عروسي على طبق من
ذهب كما تمنّت وأرادت .
ودُقّت طبول الفرح ، ورقصت حاشية المَلك ، وغنّى له
حُرّاسه وجنوده طويلاً ، وشرب بنوا إسرائيل أقداح الخمر
حتى ذهبت عقولهم في صحّة المَلك .......
ومشت العروس كطاووسة بين وصيفاتها ، تتهادى نحو
كُرسيّ المُلك المُتعالي ..... وحين إستقبلها المَلِك وأخذ بيدها
فأجلسها على كُرسيّ العرش ، ألقت بنظرة شرّيرة ، ملأها
الترفع والتكبّر على كل ما حولها ! .
وفجاءة ظهر إثنان من العبيد يحملان معاً صحناً كبيراً من
الذهب مُغطى بقماش الحرير، تقدّما به ووضعاه أمام العروسان
القاتلان ، وكشفا عنه الغطاء ..... فجحظت عيون المدعوّين ،
وسقطت منهم القلوب هلعاً وخوفاً ، عندما رأوا رأس النبيّ
الشهيد يحيى بن زكريا موضوعاً فوق الطبق الذهبي !.
وفي لحظة غامضة ، فار الدم النبوي الطهور ، وأخذ يتدفق

بقوّة وغزارة من شرايين الرأس المقطوعة ، فدبّ الرعب
والموت في صفوف القوم المجرمين ، وراحوا يتدافعون
مُتصارخين : أين المفرّ ؟ ... وكيف النجاة من هذا الشيء
المُخيف بلونه الأحمر الناري، الذي يزحف نحونا كوحش
خرافيّ قاصداً هلاكنا ! .
ومضت بُرهة من الزمن مقدارها أربعون مما يعدّ ، كان الدم
الزكيّ خلالها يغلي ويفور في الشوارع والساحات وفوق الأسوار
، كبركان ينتفض ثائراً على الطغاة والقتلة.. جمع في قلبه ورَحِمه
أرواح الشهداء الأوّلين ، وأرواح الشهداء الآخرين ، ولم يهدأ
أو يستكين ، حتى بعث الله على بني إسرائيل عبداً من عباده
الأشدّاء ، فدمّر بنيانهم وقتّل رجالهم وأخذ نساءهم وأولادهم
جواري وعبيداً ، وقطّع أوصالهم خارج الأرض المقدّسة ... فعاد
الأوغاد بظلمهم وإجرامهم الى سواد التيه وشتاته .

>
تابعوا الحلقة القادمة يرحمكم الله <
بقلم : إيهاب هديب

الطبعة الأولى 2005
جميع الحقوق محفوظة بأمر الله









 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 07:19 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط