خربشات ظبية

[خالد أبواسماعيل]

خربشتني من صنوفِ الدلالِ
في صفاءٍ ظبيةٌ لا تبالي

ظبيةٌ تحبو حياءً لقلبي
وحياءُ الغيدِ بعضُ الدلالِ

سكنت مابينَ نثري وشعري
فيهما صبت رحيقَ الجمالِ

ألهمت شعري بديعَ المعاني
كلما أرخت بمكرٍ عقالي

روحُها ممزوجةٌ بالدلالِ
نفسُها بينَ التقى والضلالِ

صيدُها يا صاحبي مستحيلٌ
لاسبيلٌ نحوَ هذا الغزالِ

دونَها ياصاحبي أُسْدُ حربٍ
ظبيةٌ محروسةٌ بالرجالِ

صدتها يوماً خيالاً جميلاً
إذ أتاني طيفُها في خيالي

حيلةُ العشاقِ عابرُ طيفٍ
نلتُ فيهِ وصلَها باحتيالِ

قلتُ إنّ الوجدَ همٌّ ثقيلٌ
فترفق ياغزالَ الجبالِ

ساخنٌ في الصدرِ يرتعُ فيهِ
ينذرُ الأحشاءَ بالإشتعالِ

صبَّ فيها النارَ صباً... يميناً
ويساراً مثل صبِّ الدِّلالِ

قالَ خلووودي لهذا أتيتُ
لايداوي الوجدَ إلا وصالي

قلتُ حبوووبي أَعِدْها وأسمِعْ
قالَ خلووودي عزيزٌ وغالي

قلتُ سمعي ذا ثقيلٌ أعِدها
قالَ خلووودي أحالُكَ حالي

قلتُ مشتاقٌ أنا فأعدها
قالَ خلووودي يريدُ نوالي

قلتُ مجنونٌ أنا فأعدها
قالَ خلووودي يريدُ اغتيالي

قلتُ في حربٍ أنا فأعدها
قالَ خلووودي يريدُ نزالي

قلتُ مقدامٌ أنا فأعدها
قالَ خلووودي ... فقم للقتالِ

قمتُ من نومي لقد كانَ طيفاً
من براكينِ اشتياقي بدا لي

[راحيل الأيسر]

مرحبا بالشاعر المكرم
أخي وأستاذي / خالد أبو اسماعيل


وعودة إلى قصائدك التي تحمل طابعا مختلفا
فأنت تبث حكما في ثنايا الغزل
وتنسج بالخيال جوا من المرح والظرف الذي لابد هو من تكوين شخصيتك ..
عاطفتك صادقة
وأنت شاعر متمكن من النغم ، تكتب بانسيابية عجيبة
يجعل من يقرؤك يتخيل لوهلة أن النظم هين أمره ، سهل يتأتى للجميع ، ولكن هيهات عند التجربة ..

خربشتني من صنوف الدلال
سرحت مع ( من ) ودلالتها
قلت هل( من ) هنا دلالتها البدل ( أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة )
أي خربشتني بدلا من أن تريني صنوف الدلال
أم دلالتها
موافقة الباء ( ينظرون من طرف خفي )
والقرينة في الشطر الثاني بينت أنك قصدتها موافقة الباء


للحق قصيدك ماتع دليل مكنتك
وكما يقول الشاعر الرائد عبد الرحمن شكري
أن وظيفة الشعر التعبير عن وجدان الشاعر الذاتي ، مع ذلك فأنت تبث حكما وبعض تأمل
إلا أنها تمر خفيفا هينا كقفشات توافق الجو العام لقصيدك ..

مع ملحوظة : تكرار ( الدلال ) في القافية على مدى قصير

على استحياء أمام علمكم العالي وذوقكم الرفيع
أقترح :
وحياءُ الغيدِ بعضُ الدلالِ
👇🏻
والحيا في الغيد أسمى الخصال ..
وهنا :
روحها ممزوجة بالدلال ..

أقترح منعا للتكرار أيضا 👇🏻

روحها توَّاقةٌ للكمال
وأظنها تناسب في المعنى الشطر بعده ..


ثم خلوووودي
حبووووبي
تكرار الحرف في الكتابة
شخصيا لا أرى فيه بأسا
قد يرى آخرون غير ذلك ، وكثيرا ما رأيت اعتراضهم على هذا الأمر ..
يعني لو أحببت مسايرتهم فاكتب خلودي حبوبي
أو لتدعه كما كتبته .. القارئ يدرك أنك أردت إيصال انفعال ما بطريقة بدت لك أنها تعكس الحالة الانفعالية الراهنة ..




المكرم ، أخي الشاعر / خالد أبو اسماعيل

لك احترامي والتقدير ..

[خالد أبواسماعيل]

أنت أشعر مني
أحيانا من كثرة قدح القريحة تقفل معايا لا أجد قافية .
هناك ملاحظة
أنا أكاد أهمل الأشياء التي يهتم الناس مثل تكرار القافية .
السر ليس في الثراء اللغوي وإن كان مفيدا إنما السر هو؛
كيف بكلمات قليلة تصنع نصا بديعا لايستطيع أن يصنع مثله من عنده ثراء لغوي .
تدوير الكلمات لتركيب الشطر
قصائدي كلها كلمات مكررة لاحظي:
إني بفنك مغرمٌ فتفنني
وتفنني إني بفنك مغرمٌ

ايش رايك أستاذة في الشطرين
تدوير للكلمات
انظر... لغزة.... إنها... في مأتمٍ
واسكب... دموعك...إنها ....أطلال
أكرر الأسلوب وأوازن بين الشطرين فيكون للبيت مذاق وطعم رائع
وربي أستاذة راحيل دائما أتعلم منك

[راحيل الأيسر]

أخي الموقر الشاعر والمعلم / خالد أبو اسماعيل
أنت لست صاحب ثراء لغوي فحسب ، بل وعندك مخزون علمي غزير واطلاع واسع في علم النحو والبلاغة ( تبارك الرحمن ) ، وأخبرتك مرارا أني أحترم علمك كثيرا ، كل صاحب علم له هيبته واحترامه ، وشعرك طيِّع الحرف منساب النغم ..
ولولا ثراء قاموسك ما أطلقت الخيال ..
دائما أقول أن أصحاب الخيال الشاطح يجب أن يملكوا قاموسا ثرا غنيا يمكنه اللحاق بجموح الخيال الذي لا يحده أفق ..
لكن ما يميز شعرك استخدامك اللفظ الفصيح الدارج وهذه ميزة
وقد كتبتَ يوما عن النغم وأنه عزيز قوم ذل ، وانتصرت له ، لأنه رهانك حقا
فنغمك الشعري المنساب بخفة ورشاقة الظباء اللاتي ملأن قصائدك
ما يميز نظمك ..
والمتأمل لحرفك يدرك أنك شاعر الفطرة والسليقة الذي ينطق الكلام منغما منظوما دون تكلف
هكذا يأتيك عفو الخاطر ، هذا يصل إلى القارئ المتأمل بالتأكيد ..
سلاسة النغم والصدق ما يميزان حرفك ..
أي أنك تكتب نفسك ، نفسك وشعورك ، وهذه وظيفة الشعر
الشعر حقل أنت تبذر فيه من روحك ، فتأتي ثماره تنبئ عنك ..


أشكر تواضعك برغم مافي حوزتك من علم و ملكة شعرية

أنا أكتب بعض الملحوظات مضطرة
لو لم أكن الوحيدة التي فرض عليها ظروف المنتدى المرور
على قصائدكم ، لكنت حفظت قدري أمام شعراء كبار أمثالكم
بمرور عابر ، لو كان هناك من يكفيني هذا المرور ..

فـ ( معليش ) تحملوني وأنا أكتب بعض الملحوظات اضطرارا

مع احترامي لك أخي المكرم ولعلمك وشعرك
وكل التقدير ..

بوركت وليكتب الله لك رضاه ويقر به عينك ..