العدالة الانتقالية والعدالة الدائمة...
العدالة الانتقالية بوصلة العدالة الدائمة.
العدالة الانتقالية لمحاكمة "جيل من المجرمين" قتل جيل من السوريين.
العدالة الدائمة لمحاكمة "ثلاثة أجيال من الفاسدين" سرقت مستقبل ثلاثة أجيال من السوريين، سرقت سوريا ثم دمرتها وأحرقتها وتركتها للغزاة والغرباء والغوغاء.
العدالة الانتقالية، قضية إنسانية اجتماعية، تجيب على الكثير من الأسئلة العاطفية وتخاطب العقل والقلب والروح، أشبه ما تكون بضرورة إزالة الركام لإعادة البناء، بناء المجتمع.
العدالة الدائمة، قضية وطنية مركزية بامتياز، أشبه ما تكون بمعالجة كل الجروح الظاهرة واستئصال كل الشظايا الغائرة في جسد الوطن، الطريق الطويل والصعب إلى الشفاء التام.
كل الأزمات الحادة التي نعيشها اليوم، في الأمن والاقتصاد والسياسة والقلق الاجتماعي، سببها المباشر والوحيد دولة الفساد البعثي والغياب التام للعدالة لأكثر من نصف قرن من الزمن.
الفساد كان هو الدولة، ولم يكن فساد في دولة، لذلك تحتاج هذه الدولة إلى الهدم القانوني بمطارق العدالة الدائمة، سيستمر تحقيق العدالة لربع قرن على الأقل، كل سنتي فساد تحتاج إلى سنة عدالة، لنستكمل هدم دولة الفساد ونعيد الحياة إلى دولة العدالة والقانون.
الثورة والتغيير يحتاجان إلى الكثير من الصخب والعنف، ولكن البناء والاستقرار يحتاجان إلى الكثير من الهدوء والسلام.
1/11/2025
..