الباطنية !

[زياد هواش]

الباطنية ؟
بوصفها رد الفعل التاريخي النخبوي على "الإسلام السياسي" لقبائل وشعوب الدولة العربية الإسلامية العباسية المتأخرة بتياريه الرئيسيين: السنّي الحاكم بشرعية السيف والغرباء والشيعي المستمر بشرعية النسب والمتغربين.

مع انهيار الدولة الأموية العربية الاسلامية، وانتقال مركز الثقل إلى بغداد والعراق، والاستقرار السياسي والاقتصادي وبدء تدوين التاريخ والتراث الإسلامي العربي والتوسع في تفسير القرآن الكريم خارج بيئته اللغوية والجغرافية، حدث ما يشبه ذلك في أرض العراق للديانة اليهودية قبل أكثر من ألف عام، من تدوين لمقدسها وتاريخها وتراثها خارج بيئته الجغرافية واللغوية.....،،،
ذهب المسلمون في اتجاهين مختلفين:
الإسلام السياسي الأكثري العالمي، الإسلام بوصفه شريعة حياة مادية.
الإسلام الديني الأقلوي الخاص، الإسلام بوصفه شريعة إيمان لا مادي.

الباطنية، فعل مقاومة دينية سياسية لقبائل وشعوب غير عربية صهرتها الدولة العربية الإسلامية، وتحولت بفعل حركة التاريخ وحركة الحضارة الإنسانية الصاعدة، إلى الإسلام واللغة العربية واحتفظت بدياناتها ما قبل الإسلام ثم أعادت مزجها وصهرها بالإسلام الأكثري وغلفتها بالفلسفة.

مع تحرك الجماعات الباطنية إلى خارج العراق مع بدء تفكك الدولة العباسية باتجاه سوريا ومصر، او صوب الجزيرة العربية او صوب بلاد فارس، تحولت إلى جماعات (مقاتلة سياسيا ومغلقة دينيا)، ولعبت دورا مهما في محاربة الغزو الصليبي، قبل أن تستقر تحت حكم الدولة العثمانية في الجغرافيا والعقيدة إلى يومنا هذا.

التوسع البريطاني في المنطقة والإقليم أعاد للجماعات الباطنية دورها السياسي في الشرق الأدنى والهند التاريخية وأعادت هذه الجماعات تنظيم نفسها وتحديث هيكليتها، في مناطق نفوذ بريطانيا المباشر وغير المباشر.

بعد تفكك الدولة العثمانية وانحسار نفوذها، راهنت فرنسا على الجماعات الباطنية في سوريا ولبنان ومنحتها دورا سياسيا مبالغا فيه لم يستمر طويلا ولكنه انعكس سلبيا على هويتها السياسية وبنائها الداخلي المتماسك وعقائدها الباطنية، حدثت تصدعات عمودية وأفقية.

بعد الحرب العالمية الثانية اتجهت بريطانيا وأمريكا الى دعم الأقليات الدينية والعشائرية والعائلية سياسيا على امتداد جغرافية الدولة العثمانية السابقة، الناطقة باللغة العربية، واليوم تعيد أمريكا وبريطانيا صناعة هوية استشراقية دينية سياسية للأقليات في الجغرافيا الجمهورية العربية لخدمة مصالحها، بإشراف مباشر من النموذج الخلاق إسرائيل، من ضمن فعاليات مهرجان الفوضى الخلاقة إذا صح التعبير.
5/11/2025

..

[زياد هواش]

الأساطير بوصفها تراث إنساني !
وليس بوصفها ديانات قديمة يمكن سحب طقوسها ورموزها وأعيادها على الديانات التوحيدية ومذاهبها التي لا حصر لها.

حتى عندما تؤمن بالله الواحد والكتاب الواحد والنبي الواحد على ما ذهبت إليه (الصابئة المندائيين) أنت تلتزم بالسردية التوراتية للتاريخ الديني الإنساني السماوي الذي تتبناه المسيحية ويؤكده الإسلام الذي عطل طقوس القداسة واستمرارية النبوة.

المذاهب التي تتجه إلى الطقوس والرموز من خارج السردية التاريخية التوحيدية لا تمتلك الشرعية الإسلامية ولا الهوية الإسلامية ولا يمكنها المطالبة بتلك الهوية والشرعية.

الطقوس والرموز التي تخرج عن التوحيد لا تقبلها الأديان السماوية لأنها تعبر عن التعددية والنقص.

حتى الفلسفة الإسلامية لا تقبل التعدد وتؤكد على الوحدانية بوضوح، وحتى المتصوفة في الإسلام وبقية الأديان السماوية لا يقولون بالتعدد، بل بإمكانية الاتصال بالله الواحد، وحتى في الديانة المسيحية التثليث حدث لمرة واحدة لتأكيد الوجود الواحد إلى جواره الارادة والمشيئة.

الباطنية ليست دين سماوي توحيدي او دين أرضي وثني او فلسفة إنسانية او مزيج من التاريخ والأساطير !
4/11/2025

..

[زياد هواش]

خاص.
شذرات باطنية...

الباطنية أو الصوفية الجماعية، ليست فلسفة وليست دين، الباطنية سردية دينية لا تخضع لقوانين الدين الصارمة وتستعين بلغة فلسفية ولا تخضع لقوانين الفلسفة الواضحة.

الباطنية، لا تخضع لقوانين الزمان والمكان، وهي لذلك لا تمتلك سرديتها التاريخية العلمية ولا سرديتها الأسطورية الجغرافية، ولا تطرح فكرة المساواة الإنسانية والعدالة.

الباطنية هوية لا تقبل النقاش ولا تقبل التحديث ولا تراكم الخبرات السياسية التي تمكن اتباعها من تقبل فكرة الشراكة والمساواة والوطن والمواطنة والحقوق والواجبات.

الباطنية مرغمة على حماية السلطة السياسية ذات البعد المقدس المنبثقة عنها، في ذلك الصراع المتجدد الحيّ الذي لا ينتهي مع الآخر الضد الشيطاني إلى يوم الدين !
4/11/2025

..

[أحمد فؤاد صوفي]

الأديب الكريم/ زياد هواش المحترم ،،
هذا التسجيل المتقن للأحداث والتاريخ هوشيء يدعو للإعجاب ..
هذا جهد كبير جداُ تقوم به بدون كلل أو ملل ،،
بارك الله بكم وبعملكم ،،
تحياتي لك ،،

[زياد هواش]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد فؤاد صوفي

الأديب الكريم/ زياد هواش المحترم ،،
هذا التسجيل المتقن للأحداث والتاريخ هوشيء يدعو للإعجاب ..
هذا جهد كبير جداُ تقوم به بدون كلل أو ملل ،،
بارك الله بكم وبعملكم ،،
تحياتي لك ،،

كل الشكر والامتنان لدعمك الراقي وحضورك الانيق.

اهلا وسهلا ومرحبا

[زياد هواش]

العلم...
الفلسفة، التصوف، العرفان.

_ الفلسفة: حركة الوعي في الزمان والمكان.
السؤال الدائم: لماذا تتحرك المادة وإلى أين تتجه ؟

الفيلسوف نسر محلق في السماء يرى المشهد الأرضي الأوسع وتغيب عنه التفاصيل الصغيرة.
يرى النهر من المنبع إلى المصب، يرى ثلج الجبال ويرى اتساع البحر، ويرى المجرى، ولكنه لا يرى تدفق الماء ولا يسمع صوته.

_ التصوف: حركة الوعي خارج الزمان والمكان.
السؤال الدائم: كيف تنتقل الأرواح وإلى اين تتجه ؟

المتصوف خيال محلق في الفضاء يرى المشهد الكوني الأعظم ولكنه لا يرى غير الأضواء والأنوار في جوف السواد والظلام.
يرى نظاما دقيقا وأكوان مرتبة، يرى نفقا مظلما صاعدا نابضا، ينتهي بالنور الكلي، يعتقد أنه يتجه بعشق وتوق ونقاء إلى لقاء.

_ العرفان: الثبات داخل حركة الدائرة، كما في الأرض كذلك في السماء.
معرفة الصفات ومعرفة الاسماء.

العارف بالله متصل غير منفصل على درجات يرى ويسمع جزء من كل حضور في غياب.
القمر الذي يعكس نور الشمس القريب من الأرض المرئي المتجدد الدائم الاكتمال.

_ العلم: القوانين الثابتة التي تشرح الحركة.
السؤال الدائم: كيف تتحرك المادة وكيف تنتقل ؟

العالم بأن الوجود دائم متدفق يخضع لقوانين الزمان والمكان لا يفنى ولم يخلق من عدم لا يمكن الخروج منه والعودة إليه مكتمل.
يرى الأثر الذي يتركه قلم الرصاص المبري جيدا على الورقة البيضاء.